نقض الاستدلال بالآية
فأما قولهم أن الإمامة منفصلة عن النبوة فمردود من عدة وجوه:
1. الآية الكريمة مختلف في تأويلها، والقطع بأن المراد هو ما ذهب التسمية الشيعة من التأويل ينقصه الدليل ورد باقي الأدلة. فقوله تعالى((أني جاعلك للناس أماماً)) يحتمل جعله رسولاً يقتدى به لأن أهل الأديان مع اختلافهم يدينون به ويقرون نبوته، ويحتمل إماماً من الإمامة والخلافة، أو الإمامة والاقتداء فيقتدي به الصالحون. والعهد اختلف في تأويله: فقيل الرسالة والوحي، وقيل الإمامة وقيل عهد الله دينه، وقيل عهدي طاعتي(1)، وقيل نبوتي وقيل أماني فهي ليست في مسألة الإمامة أصلاً في قول أكثرهم، والذين فسروها بالإمامة قصدوا إمامة العلم والصلاح والاقتداء لا الإمامة بمفهوم الرافضة(2)، أن الآية ليست نصاً فيما ذهبوا إليه وإنما غايتها أن تكون مشتبهة تحتمل هذا وتحتمل غيره وما كان كذلك فليس بدليل معتبر في الأصول التي شرطها أن يكون دليلها نصاً قرآنياً محكماً صريحاً، فلو كانت الإمامة فرعاً من الفروع الفقهية لما صح الاستدلال بمثل هذه الآية عليها(3) فأين الاستدلال بهذه الآية على أصل عظيم من أصول الدين عندهم وهو الإمامة من الاستدلال بقوله تعالى في النص المحكم((محمد رسول الله)).
2. أن هذه الفرضية قائمة على أساس تقدم النبوة ثم الابتلاء فالإمامة وهذا التقسيم غير مقطوع به لا من نص الآية ولا من تأويلها. ((أن قوله تعالى ـ أني جاعلك للناس إماماً ـ يمكن حمله على أنه جملة مفسرة للجملة السابقة، وهي قوله تعالى ـ وإذ أبتلى إبراهيم ربه بكلماتٍ فأتمهن ـ فتكون وما بعدها تفسيراً للكلمات التي أبتلى الله بهن إبراهيم عليه السلام وتكون الإمامة أول الابتلاءات أو الكلمات التي أبتلي بها ثم تتابعت بقية الابتلاءات والأوامر كبناء البيت وإعداده ثم الأمر بذبح ولده....الخ فأول ما ابتلي به إبراهيم أن أخبره الله تعالى بأنه جاعله للناس إماماً أي نبياً ورسولاً يقتدى به الناس لأن كل رسول قدوة يؤتم به ومن هنا يكون الابتلاء))(4). أن هذا التفسير للآية يجعل الإمامة المذكورة هي النبوة والرسالة وهي متقدمة على الابتلاء وبدايته وبهذا ينتفي التسلسل المفترض وينتفي كل ما يترتب عليه من أدعاء انفصال منصب الإمامة عن النبوة ومغايرته له. أما سؤال إبراهيم عليه السلام أن تكون الإمامة في ذريته فيحمل على توقع وجودهم في المستقبل لأنه لم تكن له آنذاك ذريَّة، ويكون قد سأل النبوة لذريته أيضاً(ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى عن إبراهيم((وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب)) ولم يقل الإمامة، ولا مانع من أن نجعل ذلك تفسيراً لقول إبراهيم في الآية((ومن ذريتي)) واستجابة لدعائه)(5). ((وأما القول بأن الابتلاء متقدم على((الإمامة)) على اعتبار أنها حصلت كجزاء على النجاح في الابتلاء كما قال به الطوسي في البيان والطبرسي في مجمع البيان.... فهو قول مرجوح من الناحية اللغوية لأنه لو كان الأمر كذلك لكان الأولى أن يقال: وإذ أبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن فقال أني جاعلك للناس إماماً)) فيؤتى بالفاء كرابطة ليكون ما قبلها وهو الابتلاء سبباً لما بعدها وهو الإمامة وبعدم وجود الفاء يترجح كون العبارة تفسيراً وليس جزاءاً لما قبلها. مما يؤيد ذلك أن الجملة أذا جاءت جزاءاً لجملة تقدمت عليها ولم تتأخر عنها أما أذا تأخرت فهي سبب أو تفسير لما قبلها. فالجملة المتأخرة التفسيرية كقوله تعالى((والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها)) فجملة((أخرج)) تفسير لجملة((دحاها)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ينظر علي السالوس: مع الأثني عشرية(1/92ـ93)
2. ينظر علي محمد الصلابي: الخوارج والشيعة صـ129
3. ينظر طه حامد الدليمي: آيات الإمامة، عرض وتحليل صـ31
4. د. طه الدليمي: آيات الإمامة عرض وتحليل صـ34
5. المصدر السابق: صـ40
وأما السبب فكقوله تعالى((خذوه فغلوه.... أنه كان لا يؤمن بالله العظيم)) فجملة((أنه كان لا يؤمن بالله العظيم)) سبب لما قبلها من قوله((خذوه فغلوه)) ..... والخلاصة أن القول بأن((الإمامة)) حصلت كجزاء على الابتلاء ليسلم الادعاء بأنها منصب متأخر عن النبوة ظن مرجوح لغة وأصول العقيدة لا تبنى على الظن الراجح فكيف بالمرجوح))(1). ومما ورد في تفسير الآية ما ذكره السيد((محمد حسين فضل الله)) إذ يقول عن إبراهيم عليه السلام(( وإذ أبتلى إبراهيم ربه ـ أي أختبره في حركته في خط المسؤولية الرسالية التي تعمل على تغيير الحياة.... فقال أني جاعلك لناس إماماً)).... وربما كانت المسألة كناية عن الرسالة كلها في خطها الفكري والعملي.... إذ لا دليل على أن الجعل كان بعد النبوة، بل كل ما هناك أن الآية توحي بأن ثمة هناك إيحاء من الله بالكلمات الرسالية، وإعلاناً له بأنها تمثل خط الإمامة بمعنى الولاية النبوية والقدوة الحركية في حياته، وقد لا نجد في القرآن الكريم أي شاهد على أن الإمامة تحمل مفهوماً مقابلاً للنبوة في مفهومها الواقعي العام))(2). فقال أيضاً((وأما الاستدلال به البعض أن مورد الآية قد جاءني أواخر عهد إبراهيم بعد كبره وولادة إسماعيل وإسحاق له... مما يلزم عنه أن الإمامة المجعولة لإبراهيم هي غير النبوة، لا يصلح دليلاً على الموضوع، إذ من الممكن للإنسان أن يتحدث عن مستقبل أولاده الذين يرجوا أن يرزق بهم... ولا سيما إذا عرفنا أنه لم يتحدث عن ذريته بشكل مباشر بل كان يتحدث عن الأجيال القادمة من أولاده ممن لم يكونوا موجودين))
3. لو سلمنا بصحة هذا التقسيم وأن النبوة كانت أولاً ثم الابتلاء فالإمامة لامتنع شرعاً وعقلاً ولغةً اعتبار الإمامة منصب ومرتبة مستقلة عن النبوة حيث أن الآية يكون تفسيرها أن الله تعالى أمتحن نبيه إبراهيم بعدة ابتلاءات فلما وفى بها إبراهيم أكرمه الله تعالى بأن جعله إماماً للناس وليس إماماً لقومه كغيره من الأنبياء وفي هذا المعنى يقول الرازي في تفسيره((أن الله تعالى لما وعده بأن يجعله إماماً للناس حقق الله تعالى ذلك الوعد فيه إلى قيام الساعة، فأن أهل الأديان على شدة اختلافها ونهاية تنافيها يعظمون إبراهيم صلى الله عليه وسلم ويتشرفون بالانتساب إليه إما في النسب وإما في الدين والشريعة حتى أن عبدة الأوثان كانوا معظمين لإبراهيم، وقال الله تعالى في كتابه((ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً)) وقال((ومن يرغب عن ملة إبراهيم ألا من سفه نفسه))(3). ومن خلال ما ذكر نرى أن الإمامة في الآية لا تخرج عن معنى النبوة بحال ومما يؤكد أن المقصود بالإمامة هنا هو النبوة هو((أن الله تعالى جعله إماماً لكل الناس والذي يكون كذلك لا بد وأن يكون رسولاً من عند الله مستقلاً بالشرع لأنه لو كان تبعاً لرسول آخر لكان مأموماً لذلك الرسول لا إماماً له فحينئذ يبطل العموم))(4). وعلى ذلك يكون الله تعالى قد عبر عن النبوة بالوصف اللازم لها وهو الإمامة كما عبر عنها بأوصاف أخرى لازمة لها مثل البشير والنذير والداعي وغيرها وهي ليست مناصب مستقلة عن النبوة، وإنما هي أوصاف لازمة لكل نبي فيكون إماماً وشاهداً وبشيراً ونذيراً....الخ(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. د. طه الدليمي: آيات الإمامة عرض وتحليل، صـ41ـ42
2. المصدر نفسه(3/11ـ12)
3. الأمام محمد بن عمر الرازي: التفسير الكبير(4/42)
4. المصدر نفسه(4/42)
5. ينظر د. طه حامد الدليمي: آيات الإمامة عرض وتحليل، صـ34ـ35
4. أن إبراهيم عليه السلام لم يكن خليفة وحاكماً مطاعاً وإنما كان قدوة ونموذج للتأسي والإتباع والأمام عند الأمامية هو الخليفة أو الحاكم المتصرف في أمور الناس بتعيين من الله وليس القدوة المجرد عن ذلك، ولو كان الله تعالى قصد بالإمامة التي جعلها له ما ذهبت إليه الأمامية لما تخلف وعد الله له ولصار حاكماً مطاعاً فعلم من ذلك أن الله تعالى لم يقصد بالإمامة الحكم والتصرف ولذلك فرق الله تعالى بين داود وإبراهيم في اللفظ فقال لداود عليه السلام((يا داود أنا جعلناك خليفة في الأرض)) بينما قال لإبراهيم((أني جاعلك للناس إماماً)) لأن داود كان خليفة وحاكماً ومتصرفاً، وإبراهيم لم يكن كذلك(1). وأما قولهم أن الأمام معصوم عن الضلال والمعصية وجميع القبائح فهو قول مردود أيضاً من وجوه عدة:
1. أن الآية الكريمة لم تذكر العصمة ولم تتعرض لها لا تصريحاً ولا تلميحاً، كما أن السياق الذي وردت فيه الآية لم يتناول العقائد وتقريرها أو نقضها وإنما كانت ضمن القصص القرآني الذي أورد حكاية الأنبياء الماضين، والقارئ لها لا يفهم منها وجود رتبة في الدين هي الإمامة مستقلة بذاتها عن النبوة ولا يدرك شيئاً عن تعلقها بالعصمة وارتباطها بها، وكل ما يمكن أن يقال أن هذه العقيدة ليست من المنطوق وإنما هي من المفهوم، والمفهوم غير المنطوق وهو قد يصح وقد لا يصح، أن الاحتجاج بهذه الآية على العصمة فضلاً عن الإمامة يفتقر إلى نص قرآني آخر يكون محكماً وقطعياً في دلالته عليها يحمل هذا النص عليه ويفسر به أما أن يحتج به كأصل لهذه العقيدة فهو مما لا يصح وهو من أتباع المتشابه المذموم والمنهي عنه شرعاً.(( وهذا التقرير استنتاج وليس نصحاً صريحاً، والأصول مبناها على النصوص الصريحة وليس على الاستنتاج أو الاستنباط....، أن أول ما يبطل هذا القول أن تعرف أنه دعوى بلا دليل))(2).
2. أن العهد الذي نفى الرب سبحانه وتعالى أن ينله ظالم مختلف في معناه كما مر سابقاً وحمله على الإمامة تحكم غير مبرر ولا يصح الاستدلال به: قال أبن عباس والسدي: أنه النبوة، وقال مجاهد: الإمامة، وقال قتادة والحسن وغيرهما: لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمين قال الزجاج: أي لا أؤمنهم من عذابي والمراد بالظالم: المشرك، وقال الربيع والضحاك عهد الله: دينه والدليل متى تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال(3).
3. لو كانت الآية في الإمامة فهي لا تدل على العصمة مطلقاً: أن نفي الظلم أثبات للعدل لا للعصمة، إذ لا يمكن أن يقال بأن غير الظالم معصوم لا يخطئ ولا ينسى ولا يسهو كما هو عند الشيعة وهذا لا يوافقهم عليه أحد ولا يتفق مع أصول الإسلام، فبين أثبات العصمة ونفي الظلم فرق كبير، ويترتب على هذا الفهم أن المخطئ ظالم وأن من سها فهو ظالم(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ينظر المصدر نفسه: صـ35ـ36
2. د.طه حامد الدليمي: آيات الإمامة عرض وتحليل، صـ52
3. ينظر: علي محمد الصلابي، فكر الخوارج والشيعة صـ129
4. ينظر: المصدر السابق صـ129
4. لا يسلم لهم أن من أرتكب ظلماً ثم تاب منه لحقه وصف الظلم ولازمه:((فأن لفظ الظالمين جمع((ظالم)) والظالم أسم للمتلبس بالظلم المقيم عليه أما من تاب وأنخلع منه فلا يسمى ظالماً وألا لم يدخل أحد من التائبين الجنة لأنهم ظالمون والله تعالى يقول((ألا لعنة الله على الظالمين)) وتوعدهم بالعذاب فقال((أنا اعتدنا للظالمين ناراً)) ومثله في القرآن كثير....))(1) إذن كل المسلمين في النار حتى الشيعة.
5. أن العصمة المطلقة من الأخطاء والذنوب مخالفة لظاهر القرآن:(أقرأ قوله تعالى عن موسى عليه السلام حين قتل نفساً لا يحل قتلها:((قال هذا من عمل الشيطان أنه عدو مضل مبين قال رب أني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له أنه هو الغفور الرحيم))القصص 15ـ16، والآيات تصرح بارتكاب موسى عليه السلام لظلم قتل النفس وتوبته منه فكيف اختاره الله رسولاً إماماً وهل هناك أعظم ذنباً بعد الشرك من القتل؟! فأين العصمة المطلقة.... فموسى أذن لا ينبغي أن يناله عهد الله لأنه من((الظالمين)))(2) والقرآن فيه الكثير من الآيات التي تذكر للأنبياء أحوالاً وأخطاء عاتبهم اله أو عاقبهم عليها ليس أقلها ذنب ذي النون عليه السلام الذي عاقبه الله عليه((فالتقمه الحوت وهو مليم))الصافات/142، أي مرتكب ما يلام عليه وقد صرح الله بأنه صار بذلك من الظالمين فقال((وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظنَّ أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا أله ألا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين))(3) ويؤيد ذلك أن أدم عليه السلام نصص الله على(جعله) خليفة بقوله تعالى((أني جاعل في الأرض خليفة)) وهو يشمل آدم قطعاً، وقد اصطفاه الله تعالى فقال((أن الله اصطفى آدم ونوحاً....الآية)) والاصطفاء مما يتبع بها الأمامية على الإمامة ومع هذا صرح الله تعالى بذكر ظلمه ومعصيته في عدة مواضع من القرآن فقال تعالى((ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين))البقرة/35، وقال تعالى((قالا ربنا ظلمنا أنفسنا))الأعراف/23، وقال أيضاً((وعصى آدم ربه فغوى))طه/121، وأما استدلالهم بالآية على أن الإمامة لا تكون ألا بجعل من الله فهو غير صحيح وباطل، يتضح ذلك من خلال الأتي(4):
1. أن هذا الاستدلال هو ظن لا يقين فيه لأن اللفظ ((جاعل)) يحتمل الجعل القدري التكويني الذي لا دخل للأسباب البشرية في حدوثه كدوران الأرض ويحتمل الجعل الشرعي السببي الذي يتوقف على الأسباب البشرية كالذرية التي لا بد من الزواج كسبب لولادتهم ووجودهم على الرغم من كونها قدر من الله، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال. ومن هذا قول إبراهيم عليه السلام((ربِّ أجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)) فالجعل هنا ليس مستقلاً عن الأسباب ولاحظ أنه هنا في هذه الآية سأل إقامة الصلاة لذريته أيضاً وهو جعل شرعي سببي لا قدري تكويني.وقد سأل إبراهيم عدة أشياء له ولذريته،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. د. طه الدليمي: آيات الإمامة عرض وتحليل صـ52
2. د. طه الدليمي: آيات الإمامة، صـ58
3. المصدر نفسه صـ59
4. ينظر د. طه الدليمي: آيات الإمامة صـ48ـ50
واللفظ واحد في جميع هذه الأسئلة مما يشير إلى أن الجعل فيها واحد وأن الإمامة من جنس بقية الأسئلة وهذه الآيات: ((قال أني جاعلك للناس أماماً قال ومن ذريتي))البقرة/124
((ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك))البقرة/128
((رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي))إبراهيم/40
وأقرأ هذه الآيات:
((وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة))النحل/27
((وجعل لكم من بيوت الأنعام بيوتاً))النحل/80 وغيرها كثير.
2. أن الإمامة التي أثبتها الأمامية لـ(الأئمة) قدرية كائنة مع الأمام منذ وجوده، وإمامة إبراهيمعليه السلام حسب قول الأمامية حادثة بعد أن لم تكن، فهي ليست قدرية تكوينية، فأما أن تكون الإمامة حادثة كإمامة إبراهيم فهي ليست الإمامة التي أثبتوها للأئمة وأما أن تكون غيرها فلا وجه للاحتجاج لها بإمامة إبراهيم(1). ومما تجدر الإشارة إليه أن صاحب تفسير الميزان يرفض تفسير الكلمات في الآية بقوله تعالى بعدها((قال أني جاعلك للناس أماماً)) ويقول(وأما ما ذكره بعضهم أن المراد بالكلمات قوله تعالى: قال أني جاعلك للناس أماماً، إلى آخر الآيات، فمعنى لا ينبغي الركون إليه إذ لم يعهد في القرآن إطلاق الكلمات على جمل الكلام)(2) وكلامه هذا مردود لأن إطلاق الكلمات على الجمل موجود في القرآن كقوله تعالى((كلا أنها كلمة هو قائلها)) وقصد بها قوله في الآية قبلها((حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون* لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا أنها كلمة هو قائلها))المؤمنون/99ـ100 وأنا لنعجب كيف خفت هذه الآية عليه حتى أنكر تفسيرها هذا. والأعجب منه ما أورده في تفسير الآية نفسها حيث عاد وفسر الكلمات بالإمامة بعد نقضه لها، وأورد رواية صفوان الجمال نقلاً عن تفسير العياشي ثم علق عليها قائلاً(أقول: والرواية مبنية على كون المراد بالكلمة الإمامة......فيكون معنى الآية:((وإذ أبتلى إبراهيم ربه بكلمات)) هن إمامته وإمامة إسحاق وذريته، وأتمهن بإمامة محمد والأئمة من أهل بيته من ولد إسماعيل ثم بين الأمر بقوله((قال أني جاعلك للناس إماماً)) إلى آخر الآية)(3). كما وأحتج في تفسير الآية برواية الكليني في الكافي والتي مفادها أن الله تعالى أتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً، وأتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً وأتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً وأنه أتخذه خليلاً قبل أن يتخذه إماماً وهذه الرواية مردودة فقد حققها ألمجلسي في مرآة العقول وقال عنها ضعيفة(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. د. طه الدليمي: آيات الإمامة عرض وتحليل صـ51
2. محمد حسين الطباطبائي: تفسير الميزان(1/265ـ266)
3. محمد حسين الطباطبائي: تفسير الميزان(1/274ـ275)
4. ألمجلسي: مرآة العقول(2/285ـ286)
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar