معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

+4
سعد المصري
Marwan(Mark71)
راضي
عادل
8 مشترك

    الدروز

    اسامة
    اسامة
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 65
    رقم العضوية : 136
    تاريخ التسجيل : 13/10/2008
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 25

    الدروز - صفحة 1 Empty رد: الدروز

    مُساهمة من طرف اسامة السبت 1 نوفمبر - 2:58

    لاهوت المعبود وناسوته:
    لعل أهم عقيدة نراها فى كتب ورسائل حمزة بن على أن للحاكم –بأمر الله- حقيقة لاهوتية لا تدرك بالحواس ولا بالأوهام، ولا تعرف بالرأى ولا بالقياس، ومهما حاول الإنسان أن يفكر فيه لمعرفة كنهه، فهو يحاول محاولة فاشلة، لأن لاهوته ليس له مكان، ولكن لا يخلو منه مكان، وليس بظاهر، كما أنه ليس بباطن.
    ولا يوجد اسم من الأسماء يمكن أن يطلق عليه، لأنه لا يدخل تحت الأسماء، إذ لا يتصف بصفات ولا يمكن التعبير عنه بلغة من اللغات، فهو ليس مجسم ولا بشخص وليس بشبح وليس بصورة، فلا يقال عنه أنه جوهر أو يقال أنه عرض.
    ولا أقول أنه شىء فيكون محمولاً عليه، ولا هو فى شىء فيكون محاطاً به، ولا متعلق بشىء فيكون قد التجأ إليه.
    فالمعبود على هذا النحو ليس له أحد، وهو واحد لا يشبه الكائنات فى شىء، ولم يتخذ صاحبة ولا ولداً –ولم يلد ولم يولد- لا تنسب إليه حركة ولا راحة، وهو البداية والنهاية. فإذا تحدث عنه محدث ووصفه بصفة ما، فإنما يقول ذلك ضرورة وتقريباً للعقول والأفهام، لعجز المتحدث عن الوصول إلى حقيقة المعبود.
    فإذا قال مثلاً: أنه تعالى بارئ كل شىء، ومكون كل شىء، وأنه معل علة العلل القديم الأزل. فلا يقال ذلك عن حقيقة المعبود، لأن حقيقة المعبود نعجز عن الوصول إليها.
    وهكذا جرى ذكر التوحيد فى كتب الدروز المقدسة. وحديثهم عن لاهوتية المعبود يتفق تمام الاتفاق مع ما ورد فى كتب الدعوة الفاطمية عن الله سبحانه وتعالى.
    إن الإمام الفاطمى المعروف بالحاكم بأمر الله هو عند الدروز بشر فى الأعين المجردة، ويعيش بين الناس كما يعيش غيره من البشر، ذلك عند الذين لا يعرفون حقيقته، أما الدروز الذين عرفوا حقيقته فيذهبون إلى أن الإله المعبود اتخذ لنفسه صورة إنسية سماها الناس الحاكم بأمر الله –مثل ما يتخذ الإنسان ثيابه فيرتديها ثم يطرحها ويرتدى غيرها.
    والثياب ليست من جنس من يرتديها ولا تشبهه فى شىء، وكذلك الإله المعبود ليس من جنس الصورة التى اتخذها ولا هى شبيهة به، وهو فى هذه الصورة الناسوتية المتغيرة، ففى كل عصر ظهر فيه اتخذ صورة ناسوتية عن الأخرى.
    وفى رسالة السيرة المستقيمة حديث طويل من الأدوار التى أظهر فيها المعبود ناسوته، لأن المعبود إن لم يظهر ناسوته من حين لآخر لكان الناس يعبدون العدم، وقد ظهر المعبود فى صورة بشرية عشر مرات، وكان أول مرة ظهر فيها ناسوت المعبود ببلاد الهند فى بلد يقال لها (تشماتش).
    وظهر مرة فى مدينة أصفهان بفارس فى صورة (ألبا)، ولذلك يقول الفرس: (بارخُداى) يعنى الله. وظهر مرة ثانية فى اليمن بصورة شخص يعرف بالموئل، وكان إنساناً ثرياً يمتلك أكثر من ألف جمل، ولأول مرة يظهر فى صورة ملك عندما ظهر فى شخصية القائم بأمر الله الفاطمى، ثم ظهر فى شخصية أبى بكر زكريا القرمطى، ثم المنصور بالله ثم المعز لدين الله ثم العزيز بالله ثم الحاكم بأمر الله.
    وليس لنا أن نناقش هذه العقيدة، إلا أننا نحب أن نسجل أن ظهور أبى بكر القرمطى كان أسبق من ظهور القائم بأمر الله، ثم قولهم: إن القائم كان بمصر وبنى بها باباً يسمى الرشيدية … كل ذلك بعيد عن الحقيقة التاريخية، حقيقة حاول القائم بأمر الله فتح مصر أكثر من مرة ولكنه لم يوفق، فكيف أقام بها وشيد بها باباً؟!( ).
    اسامة
    اسامة
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 65
    رقم العضوية : 136
    تاريخ التسجيل : 13/10/2008
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 25

    الدروز - صفحة 1 Empty رد: الدروز

    مُساهمة من طرف اسامة السبت 1 نوفمبر - 3:00

    بعض معتقدات الدروز:
    إن شريعة الدروز تتلخص فى إسقاط الفرائض الدينية التكليفية، وعدم إقامة الفرائض الدينية الإسلامية، والاعتراف بالخصال التوحيدية، فمن اعترف بها فهو من الموحدين وهم فى ذلك يتفقون إلى حد كبير مع المبادئ التى نادى بها الحسن الثانى بن محمد زعيم الإسماعيلية الشرقية فى آلموت سنة 558هـ، الذى طلب من أتباعه طرح جميع التكاليف الدينية، ولا يزال الإسماعيلية الأغاخانية على هذه العقيدة إلى اليوم. تبا لهم على ضلالهم.
    غير أن الدروز يصومون فى أيام خاصة، وهى التسعة أيام الأولى من شهر ذى الحجة، وصيامهم هو نفس التقليد الإسلامى فى الصيام، أى الامتناع عن الأكل والشرب وعن القيام بأى عمل يبطل صيام المسلم، ويحتفلون بعيد الأضحى، الذى هو عيدهم الأكبر، ومنهم المتعبدون الذين يجاهدون النفس فنراهم يصومون عدة أشهر متوالية، على نحو ما يقوم به بعض السادو فى الهند، فالسادو يجاهد نفسه جهاداً عنيفاً بأن يأتى من الأعمال ما فيه تعذيب الجسد فى سبيل تطهير النفس ونقائها( ).
    ويذكر لنا الأستاذ محمد كامل حسين فى كتابه( ) ما شاهده فى معبد بمدينة بومباى بالهند أن سادو يقف على رجله اليسرى وقد رفع رجله اليمنى، ويقول الدكتور محمد كامل حسين بأنه قيل له أن هذا السادو يظل هكذا مدة أربعة أشهر دون أن يستريح، فهو يأكل وينام وهو على هذه المثابة( ). وهكذا يظهر لنا أن الدروز فى تعبداتهم يلتقون مع المجوس والوثنية.
    ومن الدروز من أقلع عن الزواج إمعاناً فى تصوفه، ومنهم من لا يأكل لحماً طوال حياته على نحو ما يفعله براهمة الهند، بل هؤلاء لا يذوقون شيئاً من بيت أحد من غير العقال مثل البراهمة تماماً.
    واختلفت الرسائل المقدسة فى مكان ظهور المعبود يوم القيامة، فبعضها وخاصة كتابات حمزة بن على –تذهب إلى أن ظهوره سيكون فى مصر. أما رسالة الأسرار ففيها تصريح بأن المعبود سيكون فى بلاد الصين، يخرج من سد الصين العظيم وحوله شعب يأجوج ومأجوج، وهم قوم يؤمنون بمذهب التوحيد ويدخلون مكة، ويتجلى المعبود لهم فى صورة الحاكم بأمر الله من الركن اليمانى، وفى يده السيف فيقدمه إلى حمزة الذى يهدد بسيف الحاكم مخالفى العقيدة ويعطى الحكم للموحدين.
    وينقسم الناس يوم البعث إلى أربع فرق، فرقة ناجية، وهى فرقة الموحدين وسيكون لهم السلطان ومنهم الوزراء والحكام، وثلاث فرق هالكة، هم أهل الظاهر وأهل الباطن والمرتدون، وأصحاب هذه الفرق الثلاث سيكونون عبيداً للموحدين ... أما العذاب والجزاء فيفهم من كتابات حمزة أن العذاب الواقع بالإنسان نقلته من درجة عالية إلى درجة دونها من درجات الدين، و قلة معيشته وعمى قلبه فى دينه ودنياه، ويستمر تنقله من جسد إلى جسد بتناسخ روحه فى الأجساد، وهو كلما تنتقل روحه من جسد إلى جسد تقل منـزلته الدينية، أما الجزاء فى الثواب مادام يتكرر فى الأجساد، فهو زيادة درجته فى العلوم الدينية وارتفاعه من درجة إلى درجة إلى أن يبلغ إلى درجة حد (المكاسر) وهو حد من حدود الدين.
    وهكذا نلاحظ أن العقيدة الدرزية فى اليوم الآخر وفى الثواب والعقاب كما فى قول حمزة وبهاء الدين – هو نفس ما جاء فى كتب تأويل العقيدة الفاطمية. ومن أراد البسط والتوسع فعليه بمطالعة العقيدة الفاطمية ففيها شفاءُ العليل.
    ويذكر الأستاذ محمد عبد الله عنان فى كتابه( ): أن الحاكم بأمر الله زعم فى آخر عهده أن الروح القدس ماثلة فى شخصه، وادعى الألوهية، وكان واضع أصول هذه الدعوة الجديدة –وهى دعوة إلحادية- ورأسها هو حمزة بن على، وكان قد وفد على القاهرة قبل ذلك بقليل ودعا إلى ألوهية الحاكم فى القاهرة، ووضع لدينه الجديد أصولاً ورسائل، وتوثقت صلاته بالحاكم والدعاة السريين، ولكن دعوته الألحادية لم تلق فى مصر إقبالاً، وقل دعاتها الكبار، ثم طوردوا فى كل مكان وهربوا، وأخيراً قتل الحاكم فى مؤامرة دبرتها أخته –ست الملك- وأخفيت جثته فازداد أتباعه فتنة، وزعموا أنه لم يمت بل رفع إلى السماء.
    وصار ذلك مذهب دروز الشام الذين حملهم إسماعيل الدرزى على اتباع تعاليمه، وخرجوا فى صوغ مذهبهم عن تعاليم عبد الله بن ميمون الأصلية، فهم دهرية يقولون بالحلول، وأن الله –حكمة عامة- تمثل فى آلهة عدة، وأن الحاكم بأمر الله آخر هؤلاء الآلية، وأنه سوف يعود إلى الظهور حيثما يصل الظلم فى العالم غايته، فينفتح العالم ويقضى على جميع الأديان الأخرى.
    ويستطرد الأستاذ عبد الله عنان قائلاً: ويتبع الدروز خطة الإسماعيلية فى نشر دعوتهم بين أبناء الأديان الأخرى، فيتظاهرون أمام المسلمين بأنهم يؤمنون بمحمد  وأمام النصارى بأنهم يؤمنون بالمسيح، ويبررون هذا المسلك بأنه واجب ألا تكشف أسرار مذهبهم إلى أسود أو كافر. ومن عاداتهم أنهم يجتمعون نساءً ورجالاً ليتحدثوا فى الشئون السياسية والدينية، بيد أنه لا يجوز لعاقل أن يشترك فى تقرير الأمور. وتشبه رموزهم وإشاراتهم فى التعارف رموز البناء الحر الماهر عند الماسونية. أهـ.
    ونختم الحديث عن الدروز بما ذكره الإمام ابن قيم الجوزية –علامة زمانه- فى كتابه القيم( )، بعد أن تحدث عن المجوس وفرقهم وأديانهم، حتى قال: … ومنهم الخرمية –أصحاب بابك الخرمى- وهم شر طوائفهم، لا يقرون بصانع ولا معاد ولا نبوة ولا حلال ولا حرام، وعلى مذهبهم طوائف القرامطة والإسماعيلية والنصيرية والبشكية والدرزية والحاكمية وسائر العبيدية، الذين يسمون أنفسهم الفاطمية وهم أكفر الكفار.
    فكل هؤلاء يجمعهم هذا المذهب ويتفاوتون فى التفصيل. ثم قال: فالمجوس شيوخ هؤلاء كلهم وأئمتهم وقدوتهم، وإن كان المجوس قد يتقيدون بأصل دينهم وشرائعهم، وهؤلاء لا يتقيدون بدين من ديانات العالم ولا بشريعة من الشرائع. أ. هـ. هذه إلمامة سريعة عن الدروز ذكرتها لينتفع بها القراء.
    avatar
    يحيي
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 254
    رقم العضوية : 183
    تاريخ التسجيل : 26/11/2008
    نقاط التميز : 493
    معدل تقييم الاداء : 39

    الدروز - صفحة 1 Empty رد: الدروز

    مُساهمة من طرف يحيي السبت 7 فبراير - 18:55

    الموحدون الدّروز

    معتقداتهم

    الدّروز، ويطلقون على أنفسهم اسم الموحّدين، فرقة من الباطنيّة، لهم عقائد سرّية، وهم متفرّقون بين جبال لبنان وحوران والجبل الأعلى من أعمال حلب.

    لم يُكتَب عن الدّروز شيء يصحّ الإعتماد عليه، ولا هُمّ من الطّوائف العاملة على بثّ عقائدها حتّى يجد الباحث ما يعتمد عليه من مذهبها؛ فليس أمامنا إلاّ مصادر أجنبية عنهم. وربّما لا تخلو تلك المصادر من شيءٍ من التّحامل أو الخطأ. لذلك، نحن ننقل شيئًا من مذهبهم مع التحفظ.

    ظهر مذهب الدّروز في مصر، في القرن الحادي عشر الميلادي، على عهد الحاكم بأمر اللّه الخليفة الفاطميّ. ظهر به رجل اسمه محمد بن إسماعيل الدّرزي، قَدِمَ مصر من بلاد الفرس، فوافق الحاكم في دعواه الألوهيّة، ودعا الناس للإيمان به. وأضاف إلى هذا الدّين طائفةً من العقائد القديمة وعقائد غلاة الشّيعة، فلم تُصادف هذه الدعوة قبولاً في مصر، ففرّ صاحبها إلى الشّام، فوجد هنالك آذانًا مُصغيةً.

    ولكنّ الدّروز يُفضّلون الإنتساب إلى حمزة بن علي الأعجمي، المُلقّب بالهادي، وكان من خاصّة الحاكم بأمر اللّه.

    ظلّت مُعتقدات الدّروز في طيّ الخفاء حتّى استولى ابراهيم باشا بن محمد علي على معابدهم في جبل حاصبيا، ووجد في كُتبهم كُنه مذهبهم تفصيلاً.

    من مُعتقداتهم أن اللّه قد ظهر على الأرض عشرة مرّات، أوّلها في العلي ثمّ في الباز إلى أن ظهر عاشر مرّةٍ في الحاكم بأمر اللّه. ويعتقدون أنّ إبليس ظهر في جسم آدم ثم نوُح ثم إبراهيم ثم موسى، إلخ..

    ويعتقدون بأنّ عدد الأرواح محدودٌ. فالرّوح التي تخرج من جسد الميّت تعود إلى الدُّنيا في جسد طفلٍ جديدٍ.

    وهم يعتقدون بالإنجيل والقرآن؛ فيختارون منهما ما يستطيعون تأويله ويتركون ما عداه.

    يعتقدون أن الحاكم بأمر اللّه تجلّى لهم في أوّل سنة 408هـ، فأسقط عنهم التّكاليف من صلاةٍ وصيامٍ وزُكاةٍ وحجٍّ وجهادٍ وولايةٍ وشهادةٍ.

    لدى الدّروز طبقة تُعرَفُ بالمُنزّهين، وهُمّ عباد أهل ورعٍ وزُهدٍ. ومنهم مَن لا يتزوّج ومَن يصوم الدّهر ومَن لا يذوقُ اللّحم ولا يشربُ الخَمر.

    تاريخهم

    بدأت دعوة الموحّدين، عام514هـ، على يد محمد بن تومرت الذّي ينتمي إلى قبيلة «هرغة»، أحد بطون قبيلة مصمودة التّي تنتشر في أغلب أراضي المغرب العربي. وبِقَول بن تومرت بالإنتساب إلى رسول الله، وقد سار إلى الشّرق ودرس العِلم هناك، ثم عاد إلى المغرب وأصبح يأمرُ بالمعروف وينهي عن المُنكَر. وقد أنكر على المرابطين سفور نسائهم، والتقى بعليّ بن يوسف بن تاشفين، وتناقشا وقد اختلفا.

    انتقل ابن تومرت إلى "أغمات" حيث أهله وقبيلته، وبدأ يعمل بدعوته وينتقد مفاسد المرابطين. وألّف جيشًا ضمّ عدّة قبائل، وكان مقرّه حصن «تينمل». ثم بدأ يُناوىء المُرابطين، فالتقى الطّرفان بمعركة البُحيرة التّي انتصر فيها المرابطون، وقُتِلَ فيها قائد جيش الموحّدين وعددٌ كبيرٌ مِمّن كان معه.

    بعد وفاة ابن تومرت، عام 524هـ، خلفه صديقه عبد المؤمن بن علي في قيادة الموحّدين، فاستطاع توحيد صفّ المُوحّدين من جديدٍ وقوى الجيش، واستولى على أكثر بلاد السّوس. ثم راح يلاحق المرابطين للقضاء عليهم، وقد تمّ له ذلك. فقضى على تاشفين بن علي عام539هـ، ثم تابع طريقه نحو مراكش، وكان فيها ابنه إبراهيم وعمّه اسحق، فحاربهم وقضى عليهم، عام 541هـ. ثمّ سار إلى بني حماد في مدينة بجّاية، عام 547هـ، من آل زيري واستسلم يحيى بن عبد العزيز بن حماد، آخر ملوك بني حماد. ثم حارب صنهاجة وانتصر عليها واستطاع عبد المؤمن بن علي بسط سيطرته على المغرب كلّه، بعد أن فتح المهديّة عام554هـ، وكانت بِيَد النّورماندييّن منذ عام543هـ. وبعد أن انتهى من أمر المغرب، توجّه أمير الموحّدين عبد المؤمن بن علي اتّجاه الأندلس للجهاد ضدّ الإسبان. وتمكّن من استعادة مدينة المريّة من النصارى عام 552هـ، بعد أن حكموها عشر سنواتٍ.

    توفّي عبد المؤمن بن علي عام 558هـ وهو يستعدّ للإبحار إلى الأندلس للجهاد فيها، فخلفه ابنه الأكبر محمّد. غير أن أمره اضّطرب فاتّفق الموحّدون، على رأي أخويه يوسف وعمر، على خلعه وتولية يوسف بن عبد المؤمن. غير أنّ أخويه أبو عبد الله صاحب قرطبة وأبو محمد صاحب بجاية امتنعا عن ذلك وخالفاه مدّة سنةٍ ثمّ أعلنا الطّاعة والخضوع إليه. وقد سار يوسف بن عبد المؤمن على سياسة أبيه بالجهاد.

    نازعه«مرزدغ» الصّنهاجي فقضى على ثورته عام 559هـ. كما أرسل أخاه أبا حفص للجهاد في الأندلس، فسار على رأس عشرين ألفًا عام 565هـ، وغزا طُليطلة، وأحرز نصرًا كبيرًا. كما حدث قتالٌ بين يوسف وبين محمّد بن سعيد بن مردنيش الذّي كان قد حكم شرقي الأندلس.

    سار يوسف بن عبد المؤمن عام 580 هـ بجيشٍ كثيفٍ إلى الأندلس، فاستولى على المُدن في طريقه، واتّجه إلى أشبونة، غربي الأندلس، وحاصرها واستطاع المسلمون النّصر بعدما عدّلوا في الموازين، حيث انقلبت فيها المعركة لصالح المُسلمين. لكنّ يوسف توفّي في طريق العودة متأثّرًا بجراحه، وتولّى بعده ابنه يعقوب بن يوسف، فسار إلى الأندلس عام585، وأغار على أشبونة وحصل على غنائم كثيرةٍ. وطلب ألفونس، أمير النّصارى، هدنةً لمدّة خمس سنواتٍ، فأجابه يعقوب لطلبه. غير أنّ ألفونس نقض العهد عندما استعاد قوّته وأرسل إليه كتاب تهديدٍ. فلمّا وصله، جمع له جيوش المُسلمين وسار إلى الأندلس وخاض حربًا ضَروسًا مع ألفونس، ولم يخرج من الصّليبين في هذه المعركة إلاّ ألفونس وثلاثين فارسًا حيًا فقط، وذلك عام 591 هـ، ودخل يعقوب حصن الأرك. وعاد ألفونس وجمع حشوده وسار لقتال يعقوب الذي كان قد طلب المدد من المغرب والتقى الفريقان؛ وانتصر المسلمون انتصارًاً كبيرًا عام 592هـ. وقد كان على عهد يعقوب بن يوسف في الشّرق صلاح الدّين الأيّوبي. وكان قد حرّر القدس من الصّليبيين، فأرسل إلى يعقوب كتابًا وهدايا يطلب منه الدّعم لإيقاف الحملات الصّليبية ضد الأراضي المقدسة. غير أنّ يعقوب بن يوسف لم يكن بوسعه ذلك إذ لم تقُلّ الحروب الصليبية في الأندلس عن الحروب الصّليبية في الشّرق. ومع ذلك، فقد أرسل له مائة وثمانين سفينةٍ لتكون عونًا لأسطول المُسلمين في الشّرق ضد الأسطول الصّليبي.

    توفّي يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن عام595هـ ودُفنَ في تينمال وخَلَفَه ابنه محمد ولُقِّب النّاصر لدين الله. وقد سار محمد على خُطا أبيه في حرب النّصارى. وكان ألفونس يَغيِرُ على ثغور المسلمين دائمًا، فسار إليه النّاصر وقد جمع جيشًا كبيرًا وانتقل به إلى الأندلس عام 607 هـ، ووصل إلى اشبيليّة ثم سار إلى حصن «سلبطرة» فحاصره مدة ثمانية أشهرٍ حتّى تعب الجيش الإسلامي، فاستغلّ ألفونس ذلك وأغار على قلعة رباح وأخذها من الموحّدين؛ فاقتحم النّاصر عندئدٍ الحصن والتقى مع ألفونس في حصن العقاب، وانتصر ألفونس عام 609هـ، وكانت هذه الهزيمة ضربةً شديدةً على المُسلمين.

    وفي العام التّالي توفّي محمد النّاصر وتولّى مكانه ابنه يوسف الثاّني لكنّه كان صغيرًا، فطمع بالحكم بعض أفراد أسرته، فوُلّيَ بعده عم أبيه، عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن، وكان رجلاً كبيرًا فخُلِعَ وحلّ محله عبد الله بن المنصور، ولُقّب بالعادل. غير أنّه عُزِلَ بعد 13 يومًا وتوالى الحكّام بعد ذلك، إلى أن كان إدريس بن محمد بن عمر بن عبد المؤمن. وقد أمر الخارجين عليه وقتله بنومرين عام667هـ؛ فانقضى أمر الموحّدين بموته، بعد أن حكموا 152 سنة (515 ـ667 هـ).
    avatar
    يحيي
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 254
    رقم العضوية : 183
    تاريخ التسجيل : 26/11/2008
    نقاط التميز : 493
    معدل تقييم الاداء : 39

    الدروز - صفحة 1 Empty رد: الدروز

    مُساهمة من طرف يحيي السبت 7 فبراير - 18:56

    طقوسهم (الصداق والوصية وصلاة الجنازة)

    بما أن الصلاة على الجنازة هي المظهر العلني العام الوحيد لدى الطائفة الدرزية، ونظراً ‏لأهمية ظهور بني معروف بمظهر لائق، منظّم موحّد، لا بد لنا من أن نشير إلى أمر مهمّ يتعلقّ ‏بالتأبين. وتعدد الرحمات قد أدخله المصلّون، مع تمادي الأيام، على الصلاة القديمة النفسية ‏فالصلاة هي لغة: دعاء لله تعالى واستغفار منه، وهي شرعاً، أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير لله ‏ومختتمة بالتسليم، ولم تكن قط بمعنى المدح والثناء على الناس، أو تصنيف الأموات في الصلاح ‏والهدى درجات درجات.‏

    والتأبين وتعدد الرحمات في الصلاة ما هما إلا وسيلة للتلاعب تبعاً للأهواء والأغراض، ‏فيكون إنقاص الرحمات أحياناً سبباً لانكسار قلوب المصابين، وتكون زيادتها بتأثير ضغط أو ‏مساومة، أو لتبييض وجوه المصلّين لدى أهل الميت، فتتسبّب عن ذلك الانتقادات المرّة لعدم ‏العدل والنزاهة.‏
    فيحسن بالمصلين أن يكتفوا بصفتهم الدينية بالصلاة على الجنازة، دون أن يكتفوا ‏بصفتهم الدينية بالصلاة على الجنازة، دون أن يخرجوا من دائرة الدين إلى التأبين، أو التفريق ‏بين الأموات وتصنيفهم، فيزيدوا الرحمات أو يقلّلوها حسب الرغبات والأهواء.‏

    وقد يتصوّر البعض أن قول: رحمه الله، والله يرحمه، هو شهادة في الميت عن فعلٍ ‏ماضٍ، وهذا خطأ، لأن السيد الأمير قدّس المولى سرّه، قد بيّن ذلك في شرحه وأوضحه، ‏وفسّر قول: رحمه الله، والله يرحمه، أنه طلب وسؤال للاستقبال، وليس شهادة عن فعل ماض ‏كما يتوهّم البعض.‏

    ثم إذا فرض أن استجابة الخالق العظيم تحصل بنسبة تكرار الرحمة، فيكون من الأوجب ‏تكرارها لمن كان محتاجاً إليها ممن قلّت حسناتهم وكثرت سيئاتهم وعليه يكون عمل المصلين ‏عكس ما يقتضى، لأنهم يعددون الرحمات لمن يعتقدون أنهم أقل صلاحاً وهدى. ‏

    ‏ من كل ما تقدم، يتبيّن أنه ليس من الجائز أن يبقى عندنا مثل هذا الشاذ المحدث، وأن ‏المساواة بين الأموات وعدم التمييز بينهم في الصلاة الدينية، أصح وأولى وأقرب إلى الهدى ‏والصواب، «وليميز الله الخبيث من الطيب، وهو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم ‏بالمهتدين».‏

    هذا ما نرى أنه يتفق مع احترام الدين، ونرى أنه أحسن القول في الصلاة الدينية لتبقى ‏منزّهة مصونة عن نقد الناقدين، وهذا ما نرى أنه يجب أن يتبع تبعاً لقوله تعالى: «فبشّر عباد ‏الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. أولئك الذين هداهم الله. وأولئك هم أولو الألباب».‏
    والسلام عليكم ورحمة الله. ‏


    مؤسسة التراث الدرزي

    www.druzeheritage.org

    الدروز - صفحة 1 Empty رد: الدروز

    مُساهمة من طرف samia الأحد 8 فبراير - 3:21

    جهد معتبر جازاكم الله خير نورتمونا
    avatar
    osman_hawa
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 267
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    نقاط التميز : 404
    معدل تقييم الاداء : 49

    الدروز - صفحة 1 Empty رد: الدروز

    مُساهمة من طرف osman_hawa الخميس 24 سبتمبر - 12:48