معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

3 مشترك

    معركة القادسية

    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    معركة القادسية Empty معركة القادسية

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الثلاثاء 6 أكتوبر - 10:28

    معركة القادسية العظمى

    الخميس 13 شعبان – 15 هـ

    المكان /القادسية - العراق

    الموضوع / المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص ينتصرون على الفرس في معركة حاسمة هائلة .

    الأحداث /

    السبب وراء هذه المعركة :

    لما وقعت حادثة الجسر وقتل فيها كثير من المسلمين بلغوا الأربعة آلاف منهم القائد أبو عبيد استطاع المثنى بن حارثة أن يعيد ترتيب جيشه وينظم صفوفه ويقود المسلمين لانتصارات باهرة على الفرس في البويب والأنبار وبغداد واستعاد قرى السواد مرة أخرى, وعلى الطرف الآخر كانت الصراعات الداخلية على أشدها بين الفرس خاصة القائدين رستم والفيرزان, فاجتمع العقلاء من حكماء الفرس برئاسة بوران بنت كسرى وكانت على الفرس وقتها لعدم وجود رجل من نسل كسرى ظاهر فقال مجلس الحكماء لرستم والفيرزان 'لم يبرح بكم الاختلاف حتى وهنتما أهل فارس وأطمعتما فيهم عدوهم والله لتجتمعان أو لنبدأن بكما قبل أن يشمت بنا شامت' فاتفق رستم والفيرزان على ما بينهما من كراهية و شحناء وذلك للوقوف ضد المسلمين [1], وكان أول ما فعلا أن بحثا عن رجل من ولد كسرى لينصبوه عليهم لأنه لا يصلح لقيادتهم امرأة رغم أن بوران كانت حادة الذكاء وعاقلة جداً فوجدوا غلاماً اسمه يزدجر من نسل كسرى قد هرب أيام مذبحة شهرازاد لذكور كسرى عند أخواله فأحضروه ونصبوه ملكاً عليهم وأطاعوه وتفانوا في خدمته ولأول مرة منذ فترة طويلة تجتمع كلمة الفرس, وبدأ الفرس في إثارة الاضطرابات وتشجيع من دخل في ذمة المسلمين بنقضها وبالفعل استجاب أهل السواد والمناطق المفتوحة وخلعوا طاعة المسلمين ونقضوا عهدهم خاصة بعد أن تواترت الأخبار بقدوم جيش جرار بقيادة رستم نفسه للقضاء على المسلمين [2], وعندها خرج المثنى من تلك الأراضي التي اشتعلت من تحت أقدامهم ونزل على حدود العراق وأرسل للفاروق عمر يخبره بصورة الأمر .



    النفير العام

    عندما وصلت الأخبار للخليفة عمر قال مقولته الشهيرة ' والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب' ولم يدع رئيساً ولا ذا رأي وذا شرف وبسطة ولا خطيباً ولا شاعراً إلا رماهم به فاجتمع عنده الأبطال والشجعان ولأول مرة يعلن الخليفة النفير العام أو التجنيد الإجباري للمسلمين في قبائل ربيعة ومضر وعزم عمر على أن يقود الجيوش بنفسه ولكن كبار الصحابة أثنوه عن ذلك وأشاروا عليه بتعيين رجل مكانه في القيادة فوقع الاختيار على سعد بن أبي وقاص- الأسد عادياً- واجتمع عنده ستة وثلاثون ألفاً وتحرك الجيش المسلم حتى وصل إلى معسكر المسلمين على حدود العراق فوجدوا أن البطل العظيم المثنى بن حارثة قد مات متأثراً بجراح قديمة من معركة الجسر وقد أوصى المسلمين قبل موته أن يقاتلوا الفرس على الحدود قريباً من أرض العرب فإذا كان النصر أخذهم المسلمون ومن ورائهم وإن كانت الأخرى سهل على المسلمين التراجع إلى بلادهم, فاستحسن سعد هذه النصيحة وترحم على المثنى وعمل بها [3], وأثناء سير المسلمين يتم القبض على جاسوس عربي من أسرة المناذرة الذين كانوا ملوكاً للحيرة اسمه قابوس يتجسس لصالح الفرس فأخذه المسلمون وقتلوه فوراً .



    بين المعسكرين المسلم والفارسي

    نزل سعد والمسلمون القادسية في شهر صفر 15 هـ ومكث شهراً لا يأتيه أحد من الفرس وبدأت مؤن المسلمين في النفاذ, فيبحثون عن المؤن عند أهل السواد والمناطق المفتوحة ولكنهم قد غدروا بالمسلمين وخلعوا طاعتهم وتآمروا على المسلمين وقطعوا عنهم المؤن والطعام وأخذوا قطعان الماشية وخبؤوها في غابة من الغابات الكثيفة فأرسل سعد عاصم بن عمرو ليحصل لهم على المؤن فأسر عاصم أحد رجال هذه المناطق وسأله عن قطعان الماشية التي كانت تملأ الوديان فقال الغادر الناكص 'لا أدري' وعندها حدثت كرامة هائلة عندما صاح ثور من الماشية من داخل الغابة بصوت عربي فصيح 'كذب عدو الله ها نحن أولاء' فدخل عاصم الغابة واستاق قطعان الماشية وصارت غنيمة للمسلمين وسماه المسلمون بيوم الأباقر [4], وفي مرة أخرى غنم المسلمون كمية عظيمة من السمك من الصيادين فغنموها وسمى هذا اليوم بيوم الحيتان, وعندها ضج أهل المناطق الذين آثروا حلف الفرس وخلعوا طاعة المسلمين وذهبوا لرستم يشتكون له مما نالهم من المسلمين.

    كان القائد رستم رجلاً حكيماً عاقلاً ذا تجربة وحنكة يرى من خلال الصدامات السابقة مع المسلمين أنهم سينتصرون على الفرس لذلك كره لقاءهم وحاول إعفاء نفسه من قيادة الجيوش وأن يجعل القائد جالينوس مكانه ولكن يزدجرد أصر على ذهابه وخيره إما يذهب هو أو يخرج يزدجرد بنفسه لقيادة الجيوش.



    وفد المسلمين :

    وصل كتاب من الفاروق عمر للقائد سعد يأمره فيه أن يرسل وفداً من عنده كمفاوضين ليزدجرد حتى يبلغوه رسالة الإسلام ويسمع منهم فأرسل سعد عشرة من كبار الصحابة وقادة المسلمين تجمعهم صفات القيادة والهيبة والإجلال وجعل عليهم النعمان بن مقرن المزني فدخلوا على يزدجرد وحاشيته وقد أخذوا زينتهم ليبهروا المسلمين بتلكم المظاهر الخادعة فلم يلتفت المسلمون لهذه البهرجة الزائفة وأخذ النعمان بن مقرن في الكلام وعرض رسالة الإسلام ببساطة ويسر رائعين ثم تكلم بعده يزدجرد وكان سفيهاً متكبراً متسرعاً فأساء الكلام فرد عليه المغيرة بن زرارة رداً قوياً خيره فيه بين دين الإسلام أو الجزية أو الحرب فاستشاط يزدجرد غضباً حتى هم بقتلهم ثم أمر بوقر من تراب أن يحمل على رأس أشرفهم فانتدب لذلك عاصم بن عمرو ولم يكن أشرفهم ولكنه بادر بنفسه صيانة لإخوانه فحمل الوقر ودخلوا على سعد فقالوا 'أبشر أيها الأمير فلقد أعطانا الله أقاليد ملكهم' وعندما علم رستم بذلك غضب بشدة واستهجن رأي يزدجرد وأيقن ذهاب ملك الفرس [5] .



    رؤيا رستم

    أثناء هذا كله كان رستم يرى كل يوم رؤيا تتكرر عليه كلما رآها بكى وازداد غماً وهماً حيث يرى أن ملكاً نزل من السماء فأخذ سلاح الفرس ثم ختمه ثم دفعه للرسول صلى الله عليه وسلم ثم دفعه الرسول لعمر, وكلما رأى رستم هذه الرؤيا تأكد عنده هزيمة الفرس فصار يتباطأ وينكل عن اللقاء.



    أروع مناظرة في المعركة

    أثناء السير للصدام الوشيك خطف الفرس جندياً من المسلمين فأتي به وأوقف بين يدي القائد ثم دارت هذه المناظرة الرائعة بين القائد الفارسي الذي يقود أكثر من مائتي ألف مقاتل وجندي عادي من جنود المسلمين واسمع هذه المناظرة:

    قال رستم: ما جاء بكم وماذا تطلبون ؟

    قال المسلم: جئنا نطلب موعود الله بملك أرضكم وأبنائكم ودمائكم إن أبيتم أن تسلموا.

    قال رستم: فإن قتلتم قبل ذلك ؟

    قال المسلم: في موعود الله أن من قتل منا قبل ذلك أدخله الله الجنة وأنجز لمن بقي منا ما قلت لك فنحن على يقين .

    قال رستم مستهزئا: قد وضعنا إذا في أيديكم؟!

    قال المسلم: ويحك يا رستم إن أعمالكم وضعتكم فأسلمكم الله بها فلا يغرنك ما ترى حولك فإنك لست تجاول الإنس إنما تجاول القضاء والقدر.

    عندها استشاط رستم غضباً وأمر بقتل المسلم فقتل رحمه الله [6].



    الرسل الثلاثة

    كان رستم شديد الكره للقاء المسلمين لذلك فقد كان يعمل على تطويل المدة قبل الصدام الوشيك بشتى الوسائل لذلك طلب من القائد سعد أن يرسل له رسولاً من عنده يتشاور معه ويتفاوض فأرسل لهم سعد ثلاثة من الصحابة الواحد تلو الآخر أولاً ربعي بن عامر ثم حذيفة بن محصن ثم المغيرة بن شعبة وخلال هذه السفارات الثلاثة حاول الفرس أن يظهروا الزينة والأبهة حتى يهزموا رسل المسلمين نفسياً فينقلوا هذه الهزيمة النفسية لباقي الجيش ولكن الأمر العجيب أن رد فعل الثلاثة وجوابهم كان واحداً كأنهم رجل واحد بلسان واحد وقلب واحد وعقل واحد [7] فانقلب كيد الفرس في نحورهم ووقعت الهزيمة النفسية عليهم، خاصة عند قائدهم رستم الذي جمع كبار قادته وعرض عليهم الدخول في الإسلام أو دفع الجزية لتجنب الصدام مع المسلمين فرفضوا جميعاً وفي نفس الوقت اشتد يزدجرد في إلحاحه وإصراره على رستم للصدام مع المسلمين فلم يجد رستم مناصاً من بدء القتال, وربما لا يعلم كثير من المسلمين أن معركة القادسية كانت عدة أيام وليست يوما ًواحداً وتغيرت فيها دفة القتال من طرف لآخر حتى تم النصر للمسلمين في نهاية الأمر وهي كالأتي :
    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    معركة القادسية Empty رد: معركة القادسية

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الثلاثاء 6 أكتوبر - 10:28

    اليوم الأول : يوم أرماث 13 شعبان الخميس :

    كان جيش الفرس يتكون من مائتي وأربعين ألف، وثلاثة وثلاثين فيلاً، أما جيش المسلمين فكان حوالي ستة وثلاثين ألفاً وكان القائد العام سعد بن أبي وقاص مريضاً وقتها بعرق النسا ودمامل وقروح بفخذيه تمنعه من ركوب الخيل فعين مكانه نائباً عنه في قيادة الجيوش خالد بن عرفطة وهذا الاختيار لم يعجب بعض المسلمين الذي حاولوا الاعتراض والتذمر من هذا الاختيار ولكن القائد سعد تصرف سريعاً وقضى على التذمر فأخذ المشاغبين والمعترضين فحبسهم في قصره [8] وصعد سعد على سطح قصره ووضع وسادة وتساند عليها وخطب في الناس ووعظهم وأمرهم بأن يحملوا بعد سماع التكبيرة الرابعة وقد أرسل الفاروق غلاماً صيتاً حسن الصوت يقرأ عليهم سور الجهاد ليقرأها على الناس فقويت نفوسهم ونزلت عليهم السكينة.

    بداية القتال :

    كانت صفوف المسلمين على أهبة الاستعداد في انتظار التكبيرة الرابعة ولكن حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان حيث هجم الفرس بكل قواتهم قبل التكبيرة الرابعة وركزوا هجومهم الكاسح على قبيلة بجيلة حيث كانت تمثل ربع الجيش وعددهم ثمانية آلاف مقاتل فهجم الفرس عليهم باثني وخمسين ألفاً وتسعة أفيال وكان السر وراء ذلك أن رجلاً من ثقيف خان المسلمين في أحرج ساعاتهم حيت ارتد عن دين الإسلام والتحق بالفرس ودلهم على مكمن القوة في جيش المسلمين [9] وكادت هذه الهجمة أن تفني قبيلة بجيلة بأسرها فأصدر سعد أوامره لقبيلة أسد وقائدها طليحة الأسدي أن يدفع الهجمة الفارسية عن قبيلة بجيلة وأتبع أسداً بقبيلة تميم وقائدها عاصم بن عمرو فكانت لهذه المساندات أكبر الأثر في رد عدوان الفرس[10].

    كان لسلاح الفيلة الفارسي أكبر الأثر في الجيوش المسلمة ذلك لأن خيل المسلمين لم تكن رأت من قبل فيلة فكانت تفزع منها وتفر هاربة عند رؤيتها وهذا أثر بشدة على سير القتال وعندها أصدر القائد سعد الذي كان يراقب المعركة من على سطح قصره أمراً بقطع حبال الفيلة حتى تتكسر التوابيت المقامة فوق ظهور الفيلة وانتدب لتلك المهمة عاصم بن عمرو التميمي مع كتيبة خاصة ونجحوا في مهمتهم وصارت الفيلة بلا سائسين فخرج سلاح الفيلة من ميدان القتال, ولقد كان هذا اليوم تقريباً في صالح الفرس وتحملت قبيلة أسد عبء هذا اليوم وقتل منهم خمسمائة شهيد.



    اليوم الثاني : يوم أغواث الجمعة 14 شعبان يوم الخدع الحربية:

    كان الفاروق عمر قد أصدر أوامره لجند المسلمين بالشام أن يتحرك منهم مجموعة لمساندة المسلمين في القادسية فتحرك هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ابن أخي سعد في ستة آلاف مقاتل بسرعة للقادسية وكان في مقدمة الإمدادات البطل الشهير القعقاع بن عمرو الذي أسرع في السير قبل الجيش فوصل مع كتيبته لأرض المعركة صباح يوم أغواث وكانت كتيبته ألف مقاتل فلجأ القعقاع لخدعة حربية بارعة فقسمهم لعشرة فصائل وأمرهم أن يخرجوا فصيلة تلو الأخرى على أن يثيروا أكبر قد من التراب والغبار أثناء دخولهم لأرض المعركة حتى يظن كلا من المسلمين والفرس أن إمدادات هائلة قد جاءت للمسلمين, وبالفعل كلما دخلت فصيلة كبرت وكبر المسلمون ولم يمنع طول السفر ووعثاؤه القائد القعقاع بن عمرو أن ينزل لأرض المعركة فور وصوله ويطلب المبارزة فأحجم أبطال الفرس عن مبارزته لفرط شجاعته لذلك اضطر أن يخرج قائد الفرس الكبير 'بهمن جاذويه' لمبارزته فما أن رآه القعقاع حتى انقض عليه كالأسد الكاسر وذبحه كالنعجة وكانت هذه بداية رائعة للمسلمين في هذا اليوم الذي دارت فيه الرحى على الفرس خاصة في ظل اختفاء سلاح الفيلة الذي غاب لإصلاح التوابيت المكسرة في يوم أرماث وكان النصر للمسلمين فيه وقتل معظم قادة الفرس وكان بطل هذا اليوم هو القعقاع بن عمرو الذي استطاع أن يقتل وحده ثلاثين رجلاً كراً وفراً غير من قتلهم مبارزة.

    وكان هذا اليوم لصالح المسلمين بفضل الخدع الحربية التي قام بها القعقاع وغيره واستطاع القعقاع أن يبعد سلاح الخيل الفارسي من ميدان القتال ذلك أنه عمد إلى الجمال فألبسها خرقاً وبرقعها بالبراقع فصار لها منظراً مخيفاً عندما رأتها خيل الفرس نفرت وفرت هاربة وركب المسلمون أكتاف الفرس.

    وكان هذا اليوم أيضاً هو يوم البطولات النادرة ففيه قتل أبناء الخنساء الأربعة فلما بلغها الخبر قالت 'الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجعلهم في مستقر رحمته', وكانت فيه بطولة أبي محجن الثقفي الذي كان في محبس سعد لتذمره على تعيين خالد بن عرفطة ولما رأى القتال على أشده توسل لزوجة سعد أن تفك قيوده ليلتحق بالقتال وبالفعل التحق بأرض المعركة ولعب بالسيف والرمح حتى ظن الناس أنه من ملائكة السماء وفعل الأفاعيل الهائلة بالفرس ولما عرف سعد حقيقة أمره أطلق سراحه, وبات المسلمون بخير ليلة والفرس بشرها .



    اليوم الثالث : يوم عماس السبت 15 شعبان :

    في ليلة يوم أغواث شعر القعقاع بتأخر المدد القادم من الشام فقرر القعقاع الذي تحول بالفعل للقائد الميداني للمعركة القيام بخدعة جديدة حيث قام بتسريب كتيبته السابقة في ظلام الليل إلى خارج أرض المعركة وأن يعيدوا الكرة كما فعلوه في اليوم السابق وذلك عند شروق الشمس بحيث يظن المسلمون أن هناك إمدادات جديدة قد وصلت ليزدادوا حماسة وقوة وبالفعل تم للقعقاع ما أراد ومع آخر فصيلة داخلة تصادف وصول هاشم بن عتبة بالإمدادات الشامية فكبر هاشم وكبر المسلمون معه فازدادوا حمية وثباتاً.

    في هذا اليوم الثالث نزل سلاح المدرعات 'الفيلة' حلبة الصراع بعد إصلاح التوابيت ولكن مع حراسة قوية من جانب الفرس وبدأ الوضع يتغير لصالح الفرس وعندما رأى سعد معاناة المسلمين من الفيلة سأل بعض الفرس الذين أسلموا وصاروا في جيش المسلمين عن نقاط ضعف الفيلة فقالوا له 'المشافر والعيون' فكلف سعد كل من القعقاع وأخيه عاصم بقتل الفيل القائد وهو فيل سابور الأبيض وكلف حمال بن مالك والربيل بن عمرو بقتل الفيل القائد الآخر وهو الفيل الأجرب وبالفعل استطاع هؤلاء الأبطال خرق عيون الفيلين ففرا هاربين من أرض المعركة فتبعتهما باقي الفيلة وعندها احتدم القتال بين الفرس والمسلمين وحدث التحام كامل بين الجيشين حتى قام طليحة الأسدي باختراق صفوف الفرس حتى صار خلفهم وكبر ثلاث تكبيرات هائلة أرعبت الفرس وأدهشت المسلمين وكانت هذه التكبيرات الثلاث سبباً لتوقف القتال حتى الليل .



    ليلة الهدير

    في هذه الليلة اشتعل القتال حتى قبل إذن سعد ببدئه وتصافح الناس بالسيوف وحمس الوطيس جداً ولم يسمع سوى صوت السيوف وتقاتل الناس قتالاً لم يسمع بمثله في التاريخ واستمر القتال طوال الليل ولما طلعت الشمس من اليوم التالي 16 شعبان وهو يوم القادسية بدأت بشائر النصر تنزل على المسلمين وبدأ الفرس في التراجع تحت ضغط هجمات المسلمين المتتالية وتصدع قلب الجيش الفارسي وأثناء ذلك استطاع الفارس المسلم 'هلال بن علقمة' أن يقتل القائد العام للفرس رستم وحز رأسه وقام على سريره ورفع رأسه ونادى بأعلى صوته 'قتلت رستم ورب الكعبة' وهنا انهارات قوات الفرس وأمعن المسلمون فيهم القتل حتى قتل منهم ثلاثون ألفاً كانوا قيدوا أنفسهم بالسلاسل حتى لا يفروا من أرض المعركة حصدهم المسلمون كلهم.

    أمر القائد سعد قائد المقدمة زهرة بن الحوية أن يطارد المنهزمين من فلول الفرس فعبر زهرة ومن معه حاجزاً مائياً صنعه الفرس لعرقلة مطاردة المسلمين لهم ثم هجم على المنهزمين وقتلهم جميعاً وعلى رأسهم القائد الثاني للفرس الجالينوس وتمت الهزيمة كاملة على الفرس.

    أرسل سعد بن أبي وقاص ببشارة النصر للخليفة عمر وكانت الجزيرة العربية بأسرها ومعها الروم والعالم كله في وقتها ينتظر نتيجة هذه المعركة الحاسمة, ومن كرامات هذا الانتصار الهائل أن الجن قد حملت أنباء هذا النصر في أنحاء الجزيرة وسمع الناس أشعاراً بالانتصار لا يعلم من ينشدها, وبلغت خسائر الفرس في هذه المعركة حوالي خمسين ألفاً وكل القائدة الكبار قتلوا أمثال رستم والجالنيوس وبهمن جاذيه وشهريار, أما خسائر المسلمين فبلغت ستة آلاف وكان يوم القادسية من أعظم أيام الإسلام التي كتب الله عز وجل فيها النصر للمسلمين وكان نقطة فاصلة في تاريخ الصراع بين المسلمين والمجوس انهارت بعدها إمبراطورية الفرس.

    ---------------------

    [1] أعداء الإسلام يعرفون طريق النصر وأسبابه وأدواته المادية ويعلمون جيداً أن أول طريق الانتصار هو الاتحاد والاتفاق'

    [2] دائماً وأبداً المنافقون وضعاف الإيمان يكونون أساس كل بلية والثغرة التي ينفذ منها أعداء الأمة لقلبها فهم دائماً على حرف يميلون مع كل تهديد وفتنة وهؤلاء دائماً أتباع كل متسلط ومتغلب لأنهم لا مبادئ عندهم ولا يقين ولا إيمان.

    [3] حقاً وصدقاً إن الدين النصيحة فالمثنى يعلمنا كيف يكون المسلم مع إخوانه ودينه ينصح لهم حتى آخر رمق في حياته ذلك لأن قضية الإسلام كان تشغل حياته كلها حتى آخر لحظة في حياته .

    [4] يا لها من كرامة عظيمة لجند الإسلام فلا يستغرب ولا يستبعد أحد حدوث هذه الكرامات للمسلمين في وقتنا الحاضر ولا يستكثروا على ربهم أن يخرق لهم نواميس الكون وقوانين الطبيعة طالما كانوا على الحق وينصرون الله ورسوله وشريعته , وقد ينكر بعض المسلمين تلك الكرامة كما أنكرها الحجاج الثقفي فقال له بعض من حضر القادسية هذا إن كنت شهدتها وغبنا نحن عنها' وما حدث أيام ا لجهاد الأفغاني ضد الروس الكفرة دليل على استمرار هذه الكرامات في أمة الإسلام .

    [5] انظر إلى حسن تصرف المسلم في المواقف الصعبة وكيف استطاع عاصم أن يحول الموقف الذي ظاهره إهانة للمسلمين إلى نصر للمسلمين وبشارة لهم على الفتح .

    [6] يا لها من عقيدة نقية وإيمان راسخ ويقين يناطح الجبال ثقلاً إن هذا المسلم الذي لا نعرف اسمه ولكن اسمه إن شاء الله في عليين وما عليه من استعلاء بدينه قد أرسل برسالتين عبر التاريخ الأولى لأمة الإسلام يعلمها فيها بأن اليقين والإيمان بوعود الله عز وجل وموعوده للأمة هما أساس النجاح والنصر على الأعداء والصمود أمام الباطل , والرسالة الأخرى لأعداء الإسلام أينما كانوا وكيفما كانوا أن معركتهم مع المسلمين خاسرة لا محالة لأن هذا قضاء الله عز وجل وقدره أن النصر لهذا الدين وإن بدا لهم أنهم يقاتلون المسلمين الضعاف عديمي الحيلة والعتاد إلا أن النهاية والتمكين لأمة الإسلام .

    [7] ولم لا فالمدرسة التي تخرجوا منها واحدة وهي مدرسة النبوة العليا ومعلمهم وأستاذهم واحد وهو معلم البشرية كلها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يوضح لنا مدى فاعلية المنهج النبوي في التربية والذي نحتاجه بشدة في أيامنا تلك .

    [8] وهذا من حسن تصرف سعد رضي الله عنه لأن هذه المواقف الحساسة والهامة لا تحتمل أيخطأ وتقصير يؤثر في الصف المسلم وحبسه لهؤلاء المشاغبين خير جزاء لهم على عدم تقديرهم لأهمية وخطورة الموقف وضرر فعلتهم هذه على المسلمين .

    [9] الخيانة دائماً سبب هزيمة الأمة ونكبتها لذلك يجب التأكد من خلو الصف المسلم من هذه العناصر الفاسدة الضارة .

    [10] القائد الحكيم لابد أن يدير دفة المعركة بكفاءة ويغير خططه أولاً بأول حتى لا يفاجأ بهزيمة جنده وهو غافل في مقر قيادته .
    avatar
    صابر
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 419
    رقم العضوية : 187
    تاريخ التسجيل : 28/11/2008
    نقاط التميز : 820
    معدل تقييم الاداء : 137

    معركة القادسية Empty رد: معركة القادسية

    مُساهمة من طرف صابر الإثنين 4 يناير - 21:30

    اشكرك صلاح
    ومع بعض المعلومات الاضافية

    معركة القادسية هي معركة وقعت في 13 شعبان 15هـ 635م - وقيل في 16 هـ 636م - بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والفرس بقيادة رستم فرّخزاد في القادسية انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم.

    اسباب المعركة


    في عام 14 هـ جمع يزدجرد طاقاته ضد المسلمين، فبلغ ذلك المثنى بن حارثة الشيباني فكتب إلى عمر بن الخطاب فأعلن النفير العام للمسلمين أن يدركوا المسلمين في العراق واجتمع الناس بالمدينة المنورة فخرج عمر معهم إلى مكان يبعد عن المدينة ثلاثة أميال على طريق العراق والناس لايدرون مايريد أن يصنع عمر، واستشار عمر الصحابة في قيادته للجيش بنفسه فقرروا أن يبعث على رأس الجيش رجلاً من أصحاب الرسول ويقيم هو ولا يخرج واستشارهم في من يقود الجيش فأشير إلية بسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه



    المسير الى القادسية

    أستدعى عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص وكان على صدقات هوازن فولاه الجيش وأمره بالسير ومعه أربعة آلاف ثم أمده بألفي يماني وألفي نجديّ وكان مع المثنى ثمانية آلاف ومات المثنى قبل وصول سعد وتتابعت الإمدادات حتى صار مع سعد سته و ثلاثون ألفاً.
    كان منهم تسعة وتسعون بدرياً وثلاثمائة وبضعة عشر ممن كان له صحبة فيما بين بيعة الرضوان إلى ما فوق ذلك وثلاثمائة ممن شهد الفتح وسبعمائة من أبناء الصحابة فنظم الجيش وجعل على الميمنة عبد الله بن المعتم وعلى الميسرة شرحبيل بن السمط الكندي وجعل خليفته إذا استشهد خالد بن عرفطة وجعل عاصم بن عمرو التميمي وسواد بن مالك على الطلائع وسلمان بن ربيعة الباهلي على المجردة وعلى الرجالة حمال بن مالك الأسدي وعلى الركبان عبد الله بن ذي السهمي وجعل داعيتهم سلمان الفارسي والكاتب زياد بن أبيه وعلى القضاء بينهم عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي.
    أما الفرس فقد أجبر يزدجرد رستم على قيادة الجيش الفارسي بنفسه وأرسل سعد وفداً إلى رستم فيهم: النعمان بن مقرن المزني وبسر بن أبي رهم والمغيرة بن شعبة والمغيرة بن زرارة.
    وسار رستم وفي مقدمته (الجالينوس) وجعل في ميمنته (الهرمزان) وعلى الميسرة (مهران بن بهرام) ثم سار رستم حتى وصل الحيرة ثم النجف حتى وصل القادسية ومعه سبعون فيلاً.نعم



    القتال


    وعبر الفرس النهر في الصباح ونظموا جيشهم، ونظم سعد جيشه وحثهم على السمع والطاعة لنائبه خالد بن عرفطة لأن سعداً أصابته دمامل في فخذيه وإليتيه فكان ينام على وجهه وفي صدره وسادة، ويقود المعركة من فوق قصره، وصلى المسلمون الظهر وكبر سعد التكبيرة الأولى فاستعدوا، وكبر الثانية فلبسوا عدتهم، وكبر الثالثة فنشط الفرسان، وكبر الرابعة فزحف الجميع، وبدأ القتال والتلاحم.
    ولما رأت خيل المسلمين الفيلة نفرت وركز الفرس ب (17) فيلاً على قبيلة بجيلة فكادت تهلك، فأرسل سعد إلى بني أسد أن دافعوا عن بجيلة فأبلوا بلاء حسناً وردوا عنهم هجمة الفيلة، ولكن الفيلة عادت للفتك بقبيلة أسد، فنادى سعد عاصم بن عمرو التميمي ليصنع شيئاً بالفيلة، فأخذ رجالاً من قومه فقطعوا حبال التوابيت التي توضع على الفيلة فارتفع عواؤها فما بقي لهم فيل إلا أعري وقتل أصحابه ونفّس عن قبيلة أسد، واقتتل الفريقان حتى الغروب وأصيب من أسد تلك العشية خمسمائة كانوا ردء للناس وهذا هو اليوم الأول من المعركة ويسمى أرماث وهو الرابع عشر من المحرم.
    وفي اليوم الثاني أصبح القوم فوكل سعد بالقتلى والجرحى من ينقلهم وسلم الجرحى إلى النساء ليقمن عليهم، وفي أثناء ذلك طلعت نواصي الخيل قادمة من الشام وكان في مقدمتها هاشم بن عتبة بن أبي وقاص والقعقاع بن عمرو التميمي، وقسم القعقاع جيشه إلى أعشار وهم ألف فارس وانطلق أول عشرة ومعهم القعقاع فلما وصلوا تبعتهم العشرة الثانية وهكذا حتى تكامل وصولهم في المساء، فألقى بهذا الرعب في قلوب الفرس فقد ظنوا أن مائة ألف قد وصلوا من الشام فهبطت هممهم ونازل القعقاع (بهمن جاذويه) أول وصوله فقتله ولم ير أهل فارس في هذا اليوم شيئاً يعجبهم فقد أكثر المسلمون فيهم القتل ولم يقاتل الفرس بالفيلة في هذا اليوم لأن توابيتها قد تكسرت بالأمس فاشتغلوا هذا اليوم بإصلاحها وألبس بعض المسلمين إبلهم فهي مجللة مبرقعة وأمرهم القعقاع أن يحملوا على خيل الفرس يتشبهون بها بالفيلة ففعلوا بهم هذا اليوم وهو يوم أغواث كما فعلت فارس يوم أرماث فجعلت خيل الفرس تفر منها وقاتلت الفرس حتى انتصف النهار فلما اعتدل النهار تزاحفوا من جديد حتى انتصف الليل فكانت ليلة أرماث تدعى الهدأة وليلة أغواث تدعى السواد.
    أصبح القوم لليوم الثالث وبين الصفين من قتلى المسلمين ألفان ومن جريح وميت من الفرس عشرة آلاف، فنقل المسلمون قتلاهم إلى المقابر والجرحى إلى النساء، وأما قتلى الفرس فبين الصفين لم ينقلوا.
    وبات القعقاع لاينام فجعل يسرب أصحابه إلى المكان الذي فارقهم فيه بالأمس وقال: إذا طلعت الشمس فأقبلوا مائة مائة، ففعلوا ذلك في الصباح فزاد ذلك في هبوط معنويات الفرس.
    وابتدأ القتال في الصباح في هذا اليوم الثالث وسمي يوم عمواس، والفرس قد أصلحوا التوابيت فأقبلت الفيلة يحميها الرجالة فنفرت الخيل، ورأى سعد الفيلة عادت لفعلها يوم أرماث فقال لعاصم بن عمرو والقعقاع: اكفياني الفيل الأبيض وقال لحمال والربيل: اكفياني الفيل الأجرب، فأخذ الأولان رمحين وتقدما نحو الفيل الأبيض فوضعا رمحيهما في عينيه فنفض رأسه وطرح ساسته ودلى مشفره فضربه القعقاع فوقع لجنبه، وحمل الآخران على الفيل الأجرب فطعنه حمال في عينه فجلس ثم استوى وضربه الربيل فأبان مشفره فأفلت الأجرب جريحاً وولى وألقى نفسه في النهر واتبعته الفيلة وعدت حتى وصلت المدائن، ثم تزاحف الجيشان فاجتلدوا وسميت هذه الليلة ليلة الهرير، وفي هذه الليلة حمل القعقاع وأخوه عاصم والجيش على الفرس بعد صلاة العشاء فكان القتال حتى الصباح، وانقطعت الأخبار عن سعد ورستم فلم ينم الناس تلك الليلة وكان القعقاع محور المعركة.
    فلما جاءت الظهيرة كان أول من زال عن مكانه الفيرزان والهرمزان فانفرج القلب وأرسل الله ريحاً هوت بسرير رستم وعلاه الغبار ووصل القعقاع إلى السرير فلم يجد رستم الذي هرب واستظل تحت بغل فوقه حمله فضرب هلال بن علفة الحمل الذي تحته رستم وهو لايعرف بوجوده فهرب رستم إلى النهر فرمى نفسه ورآه هلال فتبعه وارتمى عليه فأخرجه من النهر ثم قتله ثم صعد طرف السرير وقال: قتلت رستم ورب الكعبة إلي إلي.
    فانهارت حينئذ معنويات الفرس فانهزموا وعبروا النهر فتبعهم المسلمون يخزونهم برماحهم فسقط من الفرس في النهر ألوفا.
    وقتل من المسلمين ليلة الهرير ويوم القادسية ألفان وخمسممائة، ومن الفرس في الليلة نفسها عشرة آلآف ولحق زهرة بن الحوية التميمي الجالينوس فقتله.
    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    معركة القادسية Empty رد: معركة القادسية

    مُساهمة من طرف صلاح محمود السبت 16 يناير - 4:17

    اشكرك اخي صابر

    معركة القادسية Empty رد: معركة القادسية

    مُساهمة من طرف Marwan(Mark71) السبت 16 يناير - 5:24

    شكرا لكما

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 1 مايو - 13:10