أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
فى حياة الشعوب أجيال يواعدها القدر، ويختصها دون غيرها بأن تشهد نقط التحول الحاسمة فى التاريخ، إنه يتيح لها أن تشهد المراحل الفاصلة فى تطور الحياة الخالد؛ تلك المراحل التى تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم ساعة الفجر من ظلام الليل إلى ضوء النهار.
إن هذه الأجيال الموعودة تعيش لحظات رائعة، إنها تشهد لحظات انتصار عظيم لم تصنعه وحدها، ولم تتحمل تضحياته بمفردها؛ وإنما هى تشهد النتيجة المجيدة لتفاعل عوامل أخرى كثيرة واصلت حركتها فى ظلام الليل ووحشته، وعملت وسهرت، وظلت تدفع الثوانى بعد الثوانى إلى الانتقال العظيم ساعة الفجر.
أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
إن هذا الجيل من شعب مصر من تلك الأجيال التى واعدها القدر لتعيش لحظات الانتقال العظيمة التى تشبه مهرجان الشروق. لقد عشنا ساعة الفجر، ورأينا انتصار النور الطالع على ظلمات الليل الطويل؛ لقد عشنا فجر الاستقلال، وعشنا فجر الحرية، وعشنا فجر العزة والكرامة، وعشنا فجر القوة، وعشنا فجر الأمل فى بناء مجتمع سعيد. واليوم - أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة - نعيش فجراً جديداً رائعاً، لقد بدأ مشرق الوحدة.
أيها المواطنون.. أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
لقد سبق كل فجر شهدنا مطلعه ليل طويل؛ لقد سبقت فجر الاستقلال وفجر الحرية، وفجر العزة والكرامة، وفجر القوة، وفجر الأمل، ليال طويلة امتدت مئات السنين فى صراع مستمر مع ظلام الاستعمار والاستبداد والظلم والضعف.. ليال طويلة عاشتها أجيال قبلنا، وقاست أهوالها وتحملت مصاعبها لكى تقرب منا اللحظات الرائعة للانتقال العظيم. وكذلك هذا الفجر الذى نشهد اللحظة مطلعه، إن الليل الذى سبق فجر الوحدة هو دون شك أطول ليالى كفاح أمتنا العربية؛ ذلك أن الأمل الذى يتحقق لنا اليوم هو أقدم آمالنا. إن تاريخ الوحدة فى عمر أمتنا هو نفس عمر تاريخ أمتنا، لقد بدأ معها منذ بدأت، نشأ على نفس الأرض، وعاش نفس الحوادث، واندفع إلى نفس الأهداف، فلما استطاعت أمتنا أن ترسى قواعد وجودها فى هذه المنطقة وتثبت دعائم هذه القواعد، كان مؤكداً أن الوحدة قادمة وأن موعدها بات قريباً.
أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
لقد كان الكفاح من أجل الوحدة هو بنفسه الكفاح من أجل القوة.. من أجل الحياة، ولقد كان التلازم بين القوة والوحدة أبرز معالم تاريخ أمتنا؛ فما من مرة تحققت الوحدة إلا تبعتها القوة، وما من مرة توفرت القوة إلا وكانت الوحدة نتيجة طبيعية لها. وليس محض صدفة أن إشاعة الفرقة وإقامة الحدود والحواجز كان أول ما يفعله كل من يريد أن يتمكن فى المنطقة ويسيطر عليها، وكذلك لم يكن محض صدفة أن محاولات الوحدة فى المنطقة لم تتوقف منذ أربعة آلاف سنة طلباً للقوة بل طلباً - كما قلت - للحياة.
ولقد كان أسلوب السعى إلى الوحدة يتشكل بالعصر الذى تعيش فيه كل محاولة لتحقيقها، ولكن الهدف ظل دائماً لا يتغير، وبقيت الغاية فى كل وقت هى هذه اللحظات التى نعيشها الآن. لقد اتحدت المنطقة بحكم السلاح يوم كان السلاح هو وسيله التعبير فى الطفولة الأولى للبشرية، واتحدت المنطقة بيقين النبوات حين بدأت رسالات السماء تنزل إلى الأرض لتهدى الناس، واتحدت المنطقة بسلطان العقيدة حين اندفعت رايات الإسلام تحمل رسالة السماء الجديدة، وتؤكد ما سبقها من رسالات، وتقول كلمة الله الأخيرة فى دعوة عباده إلى الحق. واتحدت المنطقة بتفاعل عناصر مختلفة فى أمة عربية واحدة؛ واتحدت المنطقة باللغة يوم جرت العربية وحدها على كل لسان، واتحدت المنطقة تحت دافع السلامة المشتركة يوم واجهت استعمار أوروبا يتقدم منها محاولاً أن يرفع الصليب ليستر مطامعه وراء قناع من المسيحية، وكان معنى الوحدة قاطعاً فى دلالته حين اشتركت المسيحية فى الشرق العربى فى مقاومة الصليبيين جنباً إلى جنب مع جحافل الإسلام.
واتحدت المنطقة بالمشاركة فى العذاب يوم حلت عليها غارات الغزو العثمانى، وأسدلت من حولها أستار الجهل تعوق تقدمها وتمنعها من الوصول إلى عصر النهضة فى نفس الوقت الذى بدأ فيه عصر النهضة فى أوروبا. بل إن المنطقة اتحدت فيما تعرضت له فى كل نواحيها من سيطرة الاستعمار عليها، ثم كان اتحادها فى الثورة على هذا الاستعمار بكل أشكاله ومقاومته فى تعدد صوره. ومع الوحدة فى الثورة كانت الوحدة فى التضحيات؛ فإن المشانق التى نصبها جمال باشا فى دمشق عاصمة سوريا لم تكن تختلف كثيراً عن المشانق التى نصبها "اللورد كرومر" فى دنشواى هنا فى مصر.
أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
هكذا ترون الوحدة حقيقة؛ حقيقة يسعى إليها أو حقيقة قائمة بالفعل، وهكذا ترون أن الصراع من أجل القوة.. من أجل الحياة يتم ويتحقق بالوحدة، وترون الوحدة لا تتم ولا تتحقق إلا بقوة الحياة. هكذا ترون أن تاريخ القاهرة فى خطوطه العريضة هو بنفسه تاريخ دمشق فى خطوطه العريضة، وقد تختلف التفاصيل ولكن المعالم البارزة هى نفس المعالم؛ نفس الدول الغزاة، نفس الملوك، نفس الأبطال، ونفس الشهداء. بل إنه لما بدا فى بعض الأحيان أن مصر ابتعدت عن الفكرة العربية وقطعت ما بينها وبين المنطقة من صلات - وذلك بعد الحملة الفرنسية على مصر، ثم تحت حكم أسرة محمد على - لم يكن الأمر فى باطنه بمثل ما يبدو فى ظاهره، لم يكن البعد إلا سطحياً، ولم تكن القطيعة إلا باللسان، أما الشواهد الحقيقية وأما الأدلة الأصيلة فكانت تؤكد أن ما قربه الله لا يمكن أن يبتعد، وما وصلت الطبيعة لا يمكن أن ينقطع.
من بين الشواهد والأدلة أن جيش الفلاحين الذى سار تحت قيادة إبراهيم باشا ليحرر سوريا من الظلم العثمانى كان يسمى نفسه الجيش العربى. ومن بين الشواهد والأدلة أن القاهرة التى سارعت فى النصف الأخير من القرن التاسع عشر إلى فتح النوافذ لتيارات النهضة تحولت إلى قلعة للفكر الحر فى الشرق العربى، وما لبث رواد الحرية فى سوريا ورواد الحرية فى المنطقة العربية كلها أن وفدوا إليها يتحصنون بأسوارها المنيعة، يبعثون منها إشعاعات الفكر لتعبئ وتلهم. بل إن القاهرة تحولت فى مطلع القرن العشرين فأصبحت هى ودمشق المركز الرئيسى للجمعيات السرية التى راحت تناضل جبروت سلاطين اسطنبول؛ من أجل تحرير الأمة العربية بكل ما يملكه الشباب من روح البذل والفداء.
هكذا كانت الوحدة هى الحقيقة، وكان كل ما عدا الوحدة اصطناعاً، وهكذا كان واضحاً أنه إذا تركت المنطقة تستوحى طبيتعها، وتستلهم مشاعرها، وتستمع إلى دقات قلبها، فإن اتجاهها إلى الوحدة يصبح لا ريب فيه ولا مناص منه.
وهذا هو ما حدث - أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة - حين حصلت سوريا على استقلالها الكامل تطلعت إلى مصر، وحين حصلت مصر على استقلالها الكامل تطلعت إلى سوريا. ولقد كان التقارب، بل التوافق والتماثل، كاملاً حتى قبل أن يوقع ميثاق جامعة الدول العربية، وحتى بعد أن تم توقيعه وأرادت له بعض القوى أن يبقى حبراً على ورق.
لقد كان فى سوريا رد فعل لكل حركة فى مصر، كما كانت أصداء الذى يحدث فى دمشق تتجاوب فى القاهرة؛ فى مصر وسوريا ذلك الفوران الذى أعقب الحرب العالمية الثانية وبدأت على أثره حركات التحرر الهائلة فى إفريقيا وآسيا.. فى سوريا ومصر هذه الهزات العنيفة ووراءها جميعاً محاولات تغيير الأوضاع تطلعاً إلى الأفضل والأحسن.. فى مصر وسوريا ذلك الاندفاع إلى حرب فلسطين بالفروسية والإيمان ولكن من غير سلاح.. ثم كانت فى القاهرة ودمشق تلك الآثار التى ترتبت على حرب فلسطين، والتى كان أولها تلك اليقظة التى تشبه انتفاضة من لسعته النار فاستفاق.. ثم فى سوريا ومصر نفس المعارك، ولو قصرنا الحساب على الشهور الأخيرة فقط لكان مدهشاً أن المعارك التى خاضتها دمشق هى نفس المعارك التى خاضتها القاهرة؛ معركة الأحلاف العسكرية، معركة السلاح، معركة عدم الانحياز، معركة المؤامرات، معركة التحرر الاقتصادى، بل إن سوريا خاضت معركة قناة السويس بنفس العنف وبنفس القوة التى خاضت بها بورسعيد معركة قناة السويس، وكذلك حاربت مصر معركة التهديدات الموجهة إلى سوريا وأعصابها كلها فى دمشق، وأمام أعصابها قطعة من جيشها احتل جنودها مراكزهم جنباً إلى جنب مع إخوانهم جنود سوريا.
ولقد كان ذلك كله مدهشاً ولكنه لم يكن من صنع الصدف؛ لقد مهدت عوامل كثيرة وكبيرة، نبيلة وعميقة لهذا الذى ربط بين مصر وسوريا؛ مهدت الطبيعة ومهد التاريخ ومهد الدم ومهدت اللغة، مهدت الأديان ومهدت العقائد، مهدت السلامة المشتركة ومهدت الحرية، كذلك اشتركت فى التمهيد له تجارب من الألم والعذاب صنعها فرسان الطغيان الثلاثة.. السجن والمنفى والمشنقة، ولكن ذلك كله كان يمهد لهذا الفجر الذى نشهد اليوم مطلعه بعد ليل طويل.
فى حياة الشعوب أجيال يواعدها القدر، ويختصها دون غيرها بأن تشهد نقط التحول الحاسمة فى التاريخ، إنه يتيح لها أن تشهد المراحل الفاصلة فى تطور الحياة الخالد؛ تلك المراحل التى تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم ساعة الفجر من ظلام الليل إلى ضوء النهار.
إن هذه الأجيال الموعودة تعيش لحظات رائعة، إنها تشهد لحظات انتصار عظيم لم تصنعه وحدها، ولم تتحمل تضحياته بمفردها؛ وإنما هى تشهد النتيجة المجيدة لتفاعل عوامل أخرى كثيرة واصلت حركتها فى ظلام الليل ووحشته، وعملت وسهرت، وظلت تدفع الثوانى بعد الثوانى إلى الانتقال العظيم ساعة الفجر.
أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
إن هذا الجيل من شعب مصر من تلك الأجيال التى واعدها القدر لتعيش لحظات الانتقال العظيمة التى تشبه مهرجان الشروق. لقد عشنا ساعة الفجر، ورأينا انتصار النور الطالع على ظلمات الليل الطويل؛ لقد عشنا فجر الاستقلال، وعشنا فجر الحرية، وعشنا فجر العزة والكرامة، وعشنا فجر القوة، وعشنا فجر الأمل فى بناء مجتمع سعيد. واليوم - أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة - نعيش فجراً جديداً رائعاً، لقد بدأ مشرق الوحدة.
أيها المواطنون.. أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
لقد سبق كل فجر شهدنا مطلعه ليل طويل؛ لقد سبقت فجر الاستقلال وفجر الحرية، وفجر العزة والكرامة، وفجر القوة، وفجر الأمل، ليال طويلة امتدت مئات السنين فى صراع مستمر مع ظلام الاستعمار والاستبداد والظلم والضعف.. ليال طويلة عاشتها أجيال قبلنا، وقاست أهوالها وتحملت مصاعبها لكى تقرب منا اللحظات الرائعة للانتقال العظيم. وكذلك هذا الفجر الذى نشهد اللحظة مطلعه، إن الليل الذى سبق فجر الوحدة هو دون شك أطول ليالى كفاح أمتنا العربية؛ ذلك أن الأمل الذى يتحقق لنا اليوم هو أقدم آمالنا. إن تاريخ الوحدة فى عمر أمتنا هو نفس عمر تاريخ أمتنا، لقد بدأ معها منذ بدأت، نشأ على نفس الأرض، وعاش نفس الحوادث، واندفع إلى نفس الأهداف، فلما استطاعت أمتنا أن ترسى قواعد وجودها فى هذه المنطقة وتثبت دعائم هذه القواعد، كان مؤكداً أن الوحدة قادمة وأن موعدها بات قريباً.
أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
لقد كان الكفاح من أجل الوحدة هو بنفسه الكفاح من أجل القوة.. من أجل الحياة، ولقد كان التلازم بين القوة والوحدة أبرز معالم تاريخ أمتنا؛ فما من مرة تحققت الوحدة إلا تبعتها القوة، وما من مرة توفرت القوة إلا وكانت الوحدة نتيجة طبيعية لها. وليس محض صدفة أن إشاعة الفرقة وإقامة الحدود والحواجز كان أول ما يفعله كل من يريد أن يتمكن فى المنطقة ويسيطر عليها، وكذلك لم يكن محض صدفة أن محاولات الوحدة فى المنطقة لم تتوقف منذ أربعة آلاف سنة طلباً للقوة بل طلباً - كما قلت - للحياة.
ولقد كان أسلوب السعى إلى الوحدة يتشكل بالعصر الذى تعيش فيه كل محاولة لتحقيقها، ولكن الهدف ظل دائماً لا يتغير، وبقيت الغاية فى كل وقت هى هذه اللحظات التى نعيشها الآن. لقد اتحدت المنطقة بحكم السلاح يوم كان السلاح هو وسيله التعبير فى الطفولة الأولى للبشرية، واتحدت المنطقة بيقين النبوات حين بدأت رسالات السماء تنزل إلى الأرض لتهدى الناس، واتحدت المنطقة بسلطان العقيدة حين اندفعت رايات الإسلام تحمل رسالة السماء الجديدة، وتؤكد ما سبقها من رسالات، وتقول كلمة الله الأخيرة فى دعوة عباده إلى الحق. واتحدت المنطقة بتفاعل عناصر مختلفة فى أمة عربية واحدة؛ واتحدت المنطقة باللغة يوم جرت العربية وحدها على كل لسان، واتحدت المنطقة تحت دافع السلامة المشتركة يوم واجهت استعمار أوروبا يتقدم منها محاولاً أن يرفع الصليب ليستر مطامعه وراء قناع من المسيحية، وكان معنى الوحدة قاطعاً فى دلالته حين اشتركت المسيحية فى الشرق العربى فى مقاومة الصليبيين جنباً إلى جنب مع جحافل الإسلام.
واتحدت المنطقة بالمشاركة فى العذاب يوم حلت عليها غارات الغزو العثمانى، وأسدلت من حولها أستار الجهل تعوق تقدمها وتمنعها من الوصول إلى عصر النهضة فى نفس الوقت الذى بدأ فيه عصر النهضة فى أوروبا. بل إن المنطقة اتحدت فيما تعرضت له فى كل نواحيها من سيطرة الاستعمار عليها، ثم كان اتحادها فى الثورة على هذا الاستعمار بكل أشكاله ومقاومته فى تعدد صوره. ومع الوحدة فى الثورة كانت الوحدة فى التضحيات؛ فإن المشانق التى نصبها جمال باشا فى دمشق عاصمة سوريا لم تكن تختلف كثيراً عن المشانق التى نصبها "اللورد كرومر" فى دنشواى هنا فى مصر.
أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
هكذا ترون الوحدة حقيقة؛ حقيقة يسعى إليها أو حقيقة قائمة بالفعل، وهكذا ترون أن الصراع من أجل القوة.. من أجل الحياة يتم ويتحقق بالوحدة، وترون الوحدة لا تتم ولا تتحقق إلا بقوة الحياة. هكذا ترون أن تاريخ القاهرة فى خطوطه العريضة هو بنفسه تاريخ دمشق فى خطوطه العريضة، وقد تختلف التفاصيل ولكن المعالم البارزة هى نفس المعالم؛ نفس الدول الغزاة، نفس الملوك، نفس الأبطال، ونفس الشهداء. بل إنه لما بدا فى بعض الأحيان أن مصر ابتعدت عن الفكرة العربية وقطعت ما بينها وبين المنطقة من صلات - وذلك بعد الحملة الفرنسية على مصر، ثم تحت حكم أسرة محمد على - لم يكن الأمر فى باطنه بمثل ما يبدو فى ظاهره، لم يكن البعد إلا سطحياً، ولم تكن القطيعة إلا باللسان، أما الشواهد الحقيقية وأما الأدلة الأصيلة فكانت تؤكد أن ما قربه الله لا يمكن أن يبتعد، وما وصلت الطبيعة لا يمكن أن ينقطع.
من بين الشواهد والأدلة أن جيش الفلاحين الذى سار تحت قيادة إبراهيم باشا ليحرر سوريا من الظلم العثمانى كان يسمى نفسه الجيش العربى. ومن بين الشواهد والأدلة أن القاهرة التى سارعت فى النصف الأخير من القرن التاسع عشر إلى فتح النوافذ لتيارات النهضة تحولت إلى قلعة للفكر الحر فى الشرق العربى، وما لبث رواد الحرية فى سوريا ورواد الحرية فى المنطقة العربية كلها أن وفدوا إليها يتحصنون بأسوارها المنيعة، يبعثون منها إشعاعات الفكر لتعبئ وتلهم. بل إن القاهرة تحولت فى مطلع القرن العشرين فأصبحت هى ودمشق المركز الرئيسى للجمعيات السرية التى راحت تناضل جبروت سلاطين اسطنبول؛ من أجل تحرير الأمة العربية بكل ما يملكه الشباب من روح البذل والفداء.
هكذا كانت الوحدة هى الحقيقة، وكان كل ما عدا الوحدة اصطناعاً، وهكذا كان واضحاً أنه إذا تركت المنطقة تستوحى طبيتعها، وتستلهم مشاعرها، وتستمع إلى دقات قلبها، فإن اتجاهها إلى الوحدة يصبح لا ريب فيه ولا مناص منه.
وهذا هو ما حدث - أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة - حين حصلت سوريا على استقلالها الكامل تطلعت إلى مصر، وحين حصلت مصر على استقلالها الكامل تطلعت إلى سوريا. ولقد كان التقارب، بل التوافق والتماثل، كاملاً حتى قبل أن يوقع ميثاق جامعة الدول العربية، وحتى بعد أن تم توقيعه وأرادت له بعض القوى أن يبقى حبراً على ورق.
لقد كان فى سوريا رد فعل لكل حركة فى مصر، كما كانت أصداء الذى يحدث فى دمشق تتجاوب فى القاهرة؛ فى مصر وسوريا ذلك الفوران الذى أعقب الحرب العالمية الثانية وبدأت على أثره حركات التحرر الهائلة فى إفريقيا وآسيا.. فى سوريا ومصر هذه الهزات العنيفة ووراءها جميعاً محاولات تغيير الأوضاع تطلعاً إلى الأفضل والأحسن.. فى مصر وسوريا ذلك الاندفاع إلى حرب فلسطين بالفروسية والإيمان ولكن من غير سلاح.. ثم كانت فى القاهرة ودمشق تلك الآثار التى ترتبت على حرب فلسطين، والتى كان أولها تلك اليقظة التى تشبه انتفاضة من لسعته النار فاستفاق.. ثم فى سوريا ومصر نفس المعارك، ولو قصرنا الحساب على الشهور الأخيرة فقط لكان مدهشاً أن المعارك التى خاضتها دمشق هى نفس المعارك التى خاضتها القاهرة؛ معركة الأحلاف العسكرية، معركة السلاح، معركة عدم الانحياز، معركة المؤامرات، معركة التحرر الاقتصادى، بل إن سوريا خاضت معركة قناة السويس بنفس العنف وبنفس القوة التى خاضت بها بورسعيد معركة قناة السويس، وكذلك حاربت مصر معركة التهديدات الموجهة إلى سوريا وأعصابها كلها فى دمشق، وأمام أعصابها قطعة من جيشها احتل جنودها مراكزهم جنباً إلى جنب مع إخوانهم جنود سوريا.
ولقد كان ذلك كله مدهشاً ولكنه لم يكن من صنع الصدف؛ لقد مهدت عوامل كثيرة وكبيرة، نبيلة وعميقة لهذا الذى ربط بين مصر وسوريا؛ مهدت الطبيعة ومهد التاريخ ومهد الدم ومهدت اللغة، مهدت الأديان ومهدت العقائد، مهدت السلامة المشتركة ومهدت الحرية، كذلك اشتركت فى التمهيد له تجارب من الألم والعذاب صنعها فرسان الطغيان الثلاثة.. السجن والمنفى والمشنقة، ولكن ذلك كله كان يمهد لهذا الفجر الذى نشهد اليوم مطلعه بعد ليل طويل.
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar