معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

3 مشترك

    خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه

    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

     - خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه Empty خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الثلاثاء 6 أكتوبر - 10:36

    خامس الخلفاء الراشدين الحسن رض الله عنه





    عام الجماعة ربيع الأول41هـ





    لانتجاوز الحق ان قلنا ان الحسن رضي الله عنه من الشخصيات المظلومة في التاريخ ، بل انه سُلِب حتى لقبه الشرعي فهو الخليفة الخامس الذين يدخلون ضمن خلافة النبوة التي قال عنها النبي صلّى الله عليه وسلّم ( خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء ) رواه ابو داوود ، وبخلافته التي استمرت بضعة أشهر تمت الثلاثون سنة، فهو الخليفة الراشد الخامس وليس عمر بن عبد العزيز رحمه الله، ولاعجب في ذلك، بل اني اعجب من الصلابي حين يقول في كتابه عن الحسن رضي الله عنه ( ان الباحث ليستغرب من ضعف وجود فقه الحسن في ذاكرة الأمة ) فلا عجب يا شيخنا الفاضل ، فالجواب على سؤالك موجود في كلامك حين تقول بعد ذلك مباشرة من أنه صاحب مشروع اصلاحي عظيم، فقد كان سيدا بشهادة جده نبي الأمة صلى الله عليه وسلّم حينما وصفه ( ان ابني هذا سيد، ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين ) هذا هو السبب في غبن حقه التاريخي وفي عدم اخذ حقه في ذاكرة الأمة، فقد حاول اعداء الأمة بكل ما يستطيعون من اجل ان يغطوا على موقفه عندما تنازل عن كرسي الخلافة من اجل حقن دماء المسلمين ومن أجل وحدة صفهم، وهذا لايتناسب مع اهدافهم، فتراهم يسلطون الضوء على الفتن وعلى اراقة المسلمين دماء بعضهم .



    خلافة الحسن رضي الله عنه



    كان الحسن رضي الله عنه ذا شخصية مهيبة تتصف بالقيادة العسكرية والسياسية والأخلاقية، فعندما تولى الخلافة رضي الله عنه كانت جبهته قوية حتى قال ( كانت جماجم العرب بيدي تحارب من حاربت وتسالم من سالمت ) وقال ابن تيمية في ذلك ( فقد كان بمقدور الحسن ان يقاتل معاوية بمن كان معه ..... ولكن الحسن كان ذا خلق يجنح الى السلم ) ولهذا نجده كان يخاطب اباه عليا رضي الله عنه ويقول له ( يا أبت ، دع هذا فإن فيه سفك دماء المسلمين ووقوع الإختلاف بينهم )، فتنازل الحسن رضي الله عنه لم يكن عن ضعف، بل عن قوة محفوفة بالحرص على دماء المسلمين ووحدتهم.



    عام الجماعة ( 41هـ)



    بهذا الإسم عُرِف العام الذي تصالح فيه الحسن ومعاوية رضي الله عنهما واصبحا يداً واحدة وجيشاً وقلباً واحداً.

    من يقرأ الشرط الذي وضعه الحسن رضي الله عنه لبيعة اهل العراق يجد انه منذ بدء توليه الخلافة وهو جاعل الصلح والسلم نصب عينيه فقد اشترط عليهم ( انهم يسالمون من يسالم ويحاربون من يحارب ) فلما تبينت لأهل الباطل نية الحسن رضي الله عنه من أنه عازم على الصلح عزموا على اغتياله فقام احدهم بطعنه وهو في الصلاة فأصابته بوركه، الاّ ان ذلك لم يمنعه من الإستمرار في مشروعه الإصلاحي فعندما اخذوا يحرضونه على الخروج لقتال اهل الشام استجاب لهم ولم يشأ ان يواجههم وخرج بالجيش الى المدائن، وارسل قوته الضاربة بقيادة قيس بن سعد بن عبادة .



    فلما سمع معاوية رضي الله عنه بذلك خرج ايضا متوجها الى العراق، وبينما كان الحسن رضي الله عنه بالمدائن نادى منادٍ بأن قيساً قد قُتِل، فإذا بالفوضى تسري في الجيش فاعتدوا حتى على الحسن نفسه رضي الله عنه ونهبوا متاعه بل ان والي المدائن سعد بن مسعود القفي اقترح عليه ابن اخيه ان يسلم الحسن لمعاوية، فزجره عمه على ذلك، وكانت هذه الحادثة قد زادته يقيناً بصحة ما عزم عليه من اعلان المصالحة، فأخذ يتبادل الرسائل بينه وبين معاوية رضي الله عنهما، فكلاهما كان حريصاً على ذلك، فقد ورد ان عمرو بن دينار قال ( ان معاوية كان يعلم ان الحسن اكره الناس للفتنة، فلمّا توفي علي بعث الى الحسن، فأصلح الذي بينه وبينه سرّا ) فلما توثق الحسن رضي الله عنه منه قال لعبد الله بن جعفر ( اني قد رأيت رأيا ..... قد رأيت ان اعمد الى المدينة فأنزلها وأخلي بين معاوية وبين هذا الحديث، فقد طالت الفتنة ..... فقال عبدالله : جزاك الله عن أمة محمد ... ).
    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

     - خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه Empty رد: خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الثلاثاء 6 أكتوبر - 10:37

    محاولة اغتياله



    بعد نجاح المفاوضات بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما، شرع الحسن رضي الله عنه بتوضيح الأمر لمعسكره وأثناء خطبته لهم هجم عليه بعض معسكره، فنجاه الله عزوجل منهم، فأخذوا يتهمونه بالضعف والخور، وبدؤوا بنزع مايستطيعون نزعه من متاعه اكثر من ذي قبل، بل ان الجراح بن سنان الخارجي ترصد له فلما مر الحسن رضي الله عنه هجم عليه بالمعول فشق فخذه ..........



    وهكذا نرى أي معاناة عاناها الحسن رضي الله عنه من اجل وحدة الأمة، وحقن دماء الأمة، ورأينا كيف كانت اعتراضات معسكره التي وصلت حد اغتياله اكثر من مرة، فضحى رضي الله عنه بحياته وبمنصبه من اجل ان يوحد صف الأمة، ومن اجل ان يحقن دماء المسلمين التي زوال الدنيا اهون منها .



    شروط الصلح



    امّا شروط الصلح بين الطرفين فكانت :

    1ـ العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم وسيرة الخلفاء

    2ـ ترك الأموال التي صرفت سابقاً .

    3ـ العفو عن الدماء التي أُريقت سابقاً.

    4ـ ان يكون الأمر شورى بعد ذلك ، اما ما يُروى من انها تكون بعد ذلك للحسن رضي الله عنه فضعيف من أوجه :

    أ ـ ورد عن الحسن رضي الله عنه عندما قالوا له ذلك قال:ما انا بالراغب في ذلك، ولو أردت هذا الأمر لم اسلمه.

    ب ـ لو كانت ولاية العهد للحسن رضي الله عنه لتولى منصباً قريباً من معاوية رضي الله عنه ليكون مطلعا على امور الحكم، لا ان يعتزل شؤون الحكم تماماً كما فعل رضي الله عنه.

    ج ـ عندما تمت بيعة يزيد لم يرد في التاريخ ان احداً اعترض وذكر هذا الشرط، حتى الحسين نفسه رضي الله عنه الذي رفض ان يبايع يزيد لم يذكر هذا الشرط.



    فوائد الصلح



    لايخفى ما للوحدة من اهمية عظيمة بين أي جماعة، ومن هنا فإن الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما كان موقفاً تاريخياً عظيماً لما حققه من فوائد جليلة منها :

    1 ـ توحّد الأمة تحت قيادة قوية واحدة.

    2 ـ عودة الفتوحات التي توقفت بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه ووقوع الأمة في فتنة عظيمة.

    3ـ تفرّغ الدولة للقضاء على الخوارج الذين كانوا مرضاً داخلياً ينخر في جسد الأمة.



    هذه جولة سريعة في عام الجماعة الذي برزت فيه علامة من علامات النبوة عندما اعلن صلّى الله عليه وسلم عن الحسن سيداً فكان بحق سيدا عندما وحّد صفّ الأمة وتنازل عن اعلى منصب في الدولة بل في الأمة ولم يشأ ان يكون سبباً في اراقة دماء المسلمين وفي تمزيق صف الأمة.

    ان ما قام به الحسن رضي الله عنه رسالة بليغة ينبغي على من يدعي محبته واتباعه ان يقرأها جيداً، فالحب بالإتباع .

    {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران.
    avatar
    صابر
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 419
    رقم العضوية : 187
    تاريخ التسجيل : 28/11/2008
    نقاط التميز : 820
    معدل تقييم الاداء : 137

     - خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه Empty رد: خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف صابر الثلاثاء 24 نوفمبر - 0:28

    الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
    الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو محمد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وآخر الخلفاء بنصه.
    أخرج ابن سعد عن عمران بن سليمان قال الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنة ما سمت العرب بهما في الجاهلية.
    ولد الحسن رضي الله عنه في نصف رمضان سنة ثلاث من الهجرة وروى له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وروت عنه عائشة رضي الله عنها وخلائق من التابعين: منهم ابنه الحسن وأبو الحوراء ربيعة بن سنان والشعبي وأبو وائل وابن سيرين.
    وكان شبيهاً بالنبي صلى الله عليه وسلم سماه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن وعق عنه يوم سابعه وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة وهو خامس أهل الكساء.
    قال العسكري: لم يكن هذا الاسم يعرف في الجاهلية.
    وقال المفضل: إن الله حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النبي صلى الله عليه وسلم ابنيه.
    وأخرج البخاري عن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي.
    وأخرج الشيخان عن البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه وهو يقول: " اللهم إني أحبه فأحبه " .

    وأخرج البخاري عن أبي بكرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة يقول " إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " .
    وأخرج البخاري عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم هما ريحانتاي من الدنيا يعني الحسن والحسين.
    وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " .
    وأخرج الترمذي عن أسامة بن زيد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين علي وركيه فقال: " هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما " .
    وأخرج عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي أهل بيتك أحب إليك قال الحسن والحسين.
    وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وقد حمل الحسن على رقبته فلقيه رجل فقال: نعم المركب ركبت يا غلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ونعم الراكب هو " .
    وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال: أشبه أهل النبي صلى الله عليه وسلم به وأحبهم إليه الحسن بن علي رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته أو قال ظهره فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ولقد رأيته وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
    وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسن بن علي فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهش إليه.
    وأخرج الحاكم عن زهير بن الأرقم قال: قام الحسن بن علي يخطب فقام رجل من أزد شنوءة فقال: أشهد لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حبوته وهو يقول " من أحبني فليحبه وليبلغ الشاهد الغائب " ولولا كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثت به أحداً. كان الحسن رضي عنه له مناقب كثيرة سيداً حليماً ذا سكينة ووقار وحشمة جواداً مدوحاً يكره الفتن والسيف تزوج كثيراً وكان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف.
    وأخرج الحاكم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: لقد حج الحسن خمساً وعشرين حجة ماشياً وإن النجائب لتقاد معه.
    وأخرج ابن سعد عن عمير بن إسحاق قال ما تكلم عندي أحد كان أحب إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة فإنه كان بين الحسن وعمرو بن عثمان خصومة في أرض فعرض الحسن أمراً لم يرضه عمرو فقال الحسن فليس له عندنا إلا ما رغم أنفه قال فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه.
    وأخرج ابن سعد عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان أميراً علينا فكان يسب علياً كل جمعة على المنبر وحسن يسمع فلا يرد شيئاً ثم أرسل إليه رجلا يقول له بعلي وبعلي وبعلي وبك وبك وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة يقال لها من أبوك؟ فتقول أمي الفرس فقال له الحسن: أرجع إليه فقل له إني والله لا أمحو عنك شيئاً مما قلت بأن أسبك ولكن موعدي وموعدك الله فإن كنت صادقاً جزاك الله بصدقك وإن كنت كاذباً فالله أشد نقمة.
    وأخرج ابن سعد عن زريق بن سوار قال: كان بين الحسن وبين مروان كلام فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ له والحسن ساكت فامتخط مروان بيمينه فقال له الحسن ويحك أما علمت أن اليمين للوجه والشمال للفرج أف لك فسكت مروان.
    وأخرج ابن سعد عن أشعث بن سوار عن رجل قال جلس رجل إلى الحسن فقال إنك جلست إلينا على حين قيام منا أفتأذن؟.
    وأخرج ابن سعد على علي بن زيد بن جدعان قال: أخرج الحسن من ماله لله مرتين وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى إنه كان يعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفاً ويمسك خفاً.
    وأخرج ابن سعد عن علي بن الحسين: قال كان الحسن مطلاقاً للنساء وكان لا يفارق امرأة إلا وهي تحبه وأحصن تسعين امرأة.
    وأخرج ابن سعد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان الحسن يتزوج ويطلق حتى خشيت أن يورثنا عداوة في القبائل.
    وأخرج ابن سعد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال علي يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق فقال رجل من همدان والله لنزوجنه فما رضي أمسك وما كره طلق.
    وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن حسن قال: كان حسن رجلا كثير نكاح النساء وكن قلماً يحظين عنده وكان قل امرأة تزوجها إلا أحبته وصبت إليه.

    وأخرج ابن عساكر عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن بكى مروان في جنازته فقال له الحسين أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه فقال إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا وأشار بيده إلى الجبل.
    وأخرج ابن عساكر عن المبرد قال: قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة فقال رحم الله أبا ذر أما أنا فأقول: من اتكل عل حسن اختيار الله لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختارها الله له وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء.
    ولي الحسن رضي الله عنه الخلافة بعد قتل أبيه بمبايعته أهل الكوفة فأقام فيها ستة أشهر وأياماً ثم سار إليه معاوية والأمر إلى الله فأرسل إليه الحسن يبذل له تسليم الأمر إليه على أن تكون له الخلافة من بعده وعلى أن لا يطالب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه وعلى أن يقضي عنه ديونه فأجابه معاوية إلى ما طلب فاصطلحا على ذلك فظهرت المعجزة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم " يصلح الله به بين فئتين من المسلمين " ونزل له عن الخلافة وقد استدل البلقيني بنزوله عن الخلافة التي هي أعظم المناصب على جواز النزول عن الوظائف وكان نزوله عنها في سنة إحدى وأربعين في شهر ربيع الأول وقيل الآخر وقيل في جمادى الأولى فكان أصحابه يقولون له يا عار المؤمنين فيقول العار خير من النار وقال له رجل السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال: لست بمذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلكم على الملك.
    ثم ارتحل الحسن عن الكوفة إلى المدينة فأقام بها.
    وأخرج الحاكم عن جبير بن نفير قال: قلت للحسن إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة فقال: قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم أبتزها بأتياس أهل الحجاز.
    توفي رضي الله عنه بالمدينة مسموماً سمته زوجته جعدة بنت الأشعث ابن قيس دس إليه يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها ففعلت فلما مات الحسن بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال: إنا لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا وكانت وفاته سنة تسع وأربعين وقيل في خامس ربيع الأول سنة خمسين وقيل: سنة إحدى وخمسين وجهد به أخوه أن يخبره بمن سقاه فلم يخبره وقال الله أشد نقمة إن كان الذي أظن وإلا فلا يقتل بي والله بريء.
    وأخرج ابن سعد عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال: رأى الحسن كأن بين عينيه مكتوباً " قل هو الله أحد " " الإخلاص: 1 " فاستبشر به أهل بيته فقصوها على سعيد بن المسيب فقال إن صدقت رؤياه فقل ما بقي من أجله فما بقي إلا أيام حتى مات.
    وأخرج البيهقي وابن عساكر من طريق أبي المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال: أضاق الحسن بن علي وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين فأضاق إضاقة شديدة قال فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية لأذكره نفسي ثم أمسكت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال كيف أنت يا حسن؟ فقلت بخير يا أبت وشكوت إليه تأخر المال عني فقال أدعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك؟ فقلت نعم يا رسول الله فكيف أصنع فقال قل اللهم اقذف في قلبي رجاءك وأقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك اللهم وما ضعفت عنه قوتي وقصر عنه عملي ولم تنته إلهي رغبتي ولم تبلغه مسألتي ولم يجر على لساني مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصني به يا رب العالمين قال فوالله ما ألححت به أسبوعاً حتى بعث إلى معاوية بألف ألف وخمسمائة ألف فقلت الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ولا يخيب من دعاه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال يا حسن كيف أنت؟ فقلت بخير يا رسول الله وحدثته بحديثي فقال يا بني هكذا من رجا الخالق ولم يرج المخلوق.
    وفي الطيوريات عن سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة قال لما حضرت الحسن الوفاة جزع فقال له الحسين يا أخي ما هذا الجزع إنك ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علي وهما أبواك وعلى خديجة وفاطمة وهما أماك وعلى القاسم والطاهر وهما خالاك وعلى حمزة وجعفر وهما عماك فقال له الحسن أي أخي إني داخل في أمر من أمر الله تعالى لم أدخل في مثله وأرى خلقاً من خلق الله لم أر مثله قط.

    قال ابن عبد البر وروينا من وجوه أنه لما احتضر قال لأخيه: يا أخي إن أباك استشرف لهذا الأمر فصرفه الله عنه ووليها أبو بكر ثم استشرف لها وصرفت عنه إلى عمر ثم لم يشك وقت الشورى أنها لا تعدوه فصرفت عنه إلى عثمان فلما قتل عثمان بويع علي ثم نوزع حتى جرد السيف فما صفت له وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا النبوة والخلافة فلا أعرفن ما استخلفك سفهاء الكوفة فأخرجوك وقد كنت طلبت من عائشة رضي الله عنها أن أدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم فإذا مت فأطلب ذلك إليها وما أظن القوم إلا سيمنعونك فإن فعلوا فلا تراجعهم فلما مات أتى الحسين إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: نعم وكرامة فمنعهم مروان فلبس الحسين ومن معه السلاح حتى رده أبو هريرة ثم دفن بالبقيع إلى جنب أمه رضي الله عنها.
    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

     - خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه Empty رد: خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف صلاح محمود السبت 16 يناير - 4:10

    اشكرك اخي صابر

     - خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه Empty رد: خامس الخلفاء الراشدين الحسن رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Marwan(Mark71) السبت 16 يناير - 5:27

    انا ضد تسميته رضي الله عنه بالخليفة الخامس, ولا عمر بن عبد العزيز ايضا, فعلمائنا الافاضل اقروا انهم اربعة خلفاء فقط, على كل رضي الله عن الصحابة اجمعين, ورحم الله التابعين, ورحمنا معهم 

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل - 11:48