معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

+20
عبد العليم
شريف محيي
زكريا
ابو علي
samia
الحلم الجميل
ايهاب عزمي
Marwan(Mark71)
هاشم
marmar
احمد عرفة
زهرة البنفسج
احمد غنيم
وليد
سي السيد
نهر العطاء
ابو عمر
الساهر
سندباد الشرق
عادل
24 مشترك

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    ابو علي
    ابو علي
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 61
    رقم العضوية : 156
    تاريخ التسجيل : 02/11/2008
    نقاط التميز : 84
    معدل تقييم الاداء : 3

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف ابو علي الثلاثاء 13 يناير - 6:00

    بين التفكير و/التكفير .. شعرة لا يمكن قطعها ..أو تجاهل أهميتها ..!
    وإن كانت "شعرة" .. فـ هي بـ التأكيد ..مغيّبه إذ لا يراها البعض
    أو لا ينتبه لـ وجودها ..!
    فـ يختلط عليه الأمر ما بين التفكير المباح والتكفير المطلق ..!!

    الدين الإسلامي واحد من بين الديانات السماوية التي تحثّ على التفكير
    بدءً من حثّ القرآن على التأمل / والتأمل مدعاة للتفكير في خلق الله
    وليس فقط إلى هذا الحد
    بل حثّ على التفكير من أجل أعمار العقول وبـ التالي أعمار هذه الأرض
    التي خلّف بها الله تعالى الإنسان
    فـ الإنسان بـ طبيعة الحال وبـ تكوينه الذي خلقه الله تعالى عليه ..
    (مفكّر) ميّزه بـ العقل عن سائر الكائنات !
    "هذه ما يعرفها أصغر طفل يأخذ دروسه في المدرسة "

    نعود للموضوع :

    إذاً .. ما الذي يجعل البعض يطلق بـ شكل عشوائي
    ويكفّر في من يرى أنه "فكّر" قليلاً بـ شئ
    لم يكن موجوداً في عصر نزول القرآن وعصر الأولين من المسلمين ..؟

    أن تبدّل الأزمان وما يطرأ بها من تغيّرات كبيره في حياة الناس والمجتمع
    وحتى طريقة
    معيشتهم المعتادة التي تقتضي أحياناً إلى وجود قانون يجيز له
    ما لم يكن موجود سابقاً !!

    لـ ذلك قد يطلق على الإسلام أنه دين "مطاط" ..
    إذ أنه يصلح لـ كل زمان ومكان ..ويحيط بـ كل أمر كان صغيراً أم كبيراً ..!
    ولكن يحتاج إلى من يدرك هذا الأمر ويعي جيداً معنى هذه الكلمة!
    ولنا في من سبقونا في عصور غابرة ..أمثلة كثيرة ...!

    عمر رضي الله عنه سنّ أشياء لم يكن يفعلها الرسول عليه الصلاة والسلام
    وكانت الحاجة تقتضي إلى ذلك .. وكـ مثال بسيط .. وقفه لـ بعض الحدود
    حينما اقتضت الحاجة إلى ذلك في عام الرمادة
    مما حدا في البعض بـ تكفير "عمر رضي الله عنه وأرضاه بـ حجة ابتداع
    ما لم يأتي به الرسول صلى الله عليه وسلم في زمانه ..!

    إذا ... نحن إن غيّبنا العقل والتفكير فـ هذا يعني أننا موافقين لـ من كفّروا
    صحابي جليل كـ "عمر بن الخطاب" ..!!! وهذا ليس صحيحاً

    وعمر لم يأتي بـ بدعة حين أتى بـ أمر كان محتّما عليه أن يأتي به لم يكن
    عليه الصلاة والسلام .. قد أذن به أو أجازه ..!
    ومن عهد عمر رضي الله عنه إلى عهدنا هذا ..هناك الكثير من الأمور التي تحتاج معها إلى توسعة في الدين الإسلامي ....!

    ليس في الشرائع بـ الطبع فـ هي كما ذكرنا شاملة وعامة
    لـ كافة البشر وكافة الأمور
    بل في طريقة فهم هذا الدين من جوانب عدة ...!

    فـ كما يقال أن (القرآن حمّال أوجه) إذاً فـ هو قادر
    على أن يصلح لـ كل زمان ومكان
    وهو ما كان معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في نبوّته

    معنى أنه حمّال أوجه .. أي أنه يجمع النقائض في شريعة واحدة
    بـ حيث لا يتعارض كل أمر مع نقيضه !!..
    أي وجود كل نقيض له شأن خاص في الدين الإسلامي
    فـ إن كان القرآن "حمّال أوجه" ..فـ الحياة كذلك أيضاً
    بل أنها تحمل كل الأوجه بـ تداخل يصعب أحياناً معه
    فكّ الأمور بعضها عن بعض
    فـ يقتضي ذلك "التفكير" في طريقة التخلّص من هذا التشابك
    الذي أحدثته تغيرات الحياة على مرّ العصور ..!

    التعصّب في الدين الإسلامي ..يسئ إليه بـ شكل مباشر أو غير مباشر
    إذ أنه يغيّب أمراً يحثّ عليه الدين الإسلامي ..وإن لم يكن هناك نصّ صريح عليه في
    قرآن أو سنّة .. هناك قياس /إجماع / على أمور دينية كبيرة ..
    وهناك إباحة أو جواز أمور أخرى تكون في الحياة العامّة للبشر بـ حيث يسهّل عليهم سير أمورهم وحياتهم ..!

    ما وصل إليه حال الدين الإسلامي من تراجع وتقاعس لأهميته ودوره الحيوي
    في الحياة بـ النسبة إلى المسلمين ..
    وكذلك التشويه الذي يقوم به البعض من أبناء هذه الأمة للإسلام
    بـ صفة عامّة ... حتى وإن قلنا أن الجانب الآخر من العالم
    لا يحتاجون إلى مزيد من التشويه ونظرتهم معروفة وهيَ نظرة سلبية للإسلام ...
    فـ ما يحدث ويُنسب للمسلمين في كل مكان يزيد من ذلك ولا يساعد على إظهار الصورة المشرقة للدين الإسلامي ..وهيَ صورته الحقيقية التي أتى عليها
    وكانتْ هيَ أساس وواجهة الدين وما يدعو له ....!
    .

    .

    الغلو في الدين لم يجلب إلا الانقسام ..وما الأحزاب والمذاهب المتعددة وتكفير كل مذهب للآخر هو نتاج هذا الغلوّ الغير مبرّر وتوقيف العقل عن التفكير ..!

    إذ يتحوّل القول في "التكفير" إلى أعمال تسئ إلى الإسلام والمسلمين
    وتزعزع أمن الأمة
    وكذلك تزرع الضغينة والشك في قلوب المسلمين
    فيما بينهم من إطلاق تهم "التكفير" الجماعي
    وربما تكون الأهداف الـ غير معلنة ..بعيدة كل البعد عن الأهداف الدينية ...التي تنادي بها تلك الفئة والتي تكفّر كل من حاول "التفكير" على غير منهجهم ..!
    إذ أن من يفهم الدين جيدا يستطيع أن يلاحظ البون الشاسع
    بين "التفكير" و"التكفير" ورأي الدين في كلٍّ منهما ..!
    فـ الشعرة حد فاصل .. والفرق والخلط بينهما لا يمكن حصر سيئاته
    على الأمة وعلى الدين بـ شكل عام ...وما نعيشه اليوم ..دليل ذلك ..!!
    .
    زكريا
    زكريا
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 141
    رقم العضوية : 175
    تاريخ التسجيل : 23/11/2008
    نقاط التميز : 245
    معدل تقييم الاداء : 23

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف زكريا الأربعاء 28 يناير - 2:42

    أحمد لطفي السيد، أبو القاسم الشابي، عبدالرحمن منيف، يوسف إدريس، طه حسين، جمال الغيطاني، جابر عصفور، أمينة السعيد، سعاد الصباح، نصر أبوزيد، نزار قباني، محمود درويش، سميح القاسم، سلامة موسى، إحسان عبدالقدوس، جورجي زيدان، محمد الرميحي، غازي القصيبي وجبران خليل جبران (مسيحي) وآخرون. ما الذي يجمع بينهم؟ يقول المفكر والفيلسوف (برتراند راسل) إن كل النهضة الغربية قامت بفضل مائة دماغ لو اغتيلت أو قضي عليها لأجهضت النهضة وانطفأ عصر التنوير. كانت أول قصة للأديب يوسف السباعي حين كان في الـ16 بعنوان (تبت يدا أبي لهب وتب) وكان يكثر من ذكر الموت في رواياته كما كان يقول: بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي.. فما أظن جسدي الواهن بقادر على أن يخطو إليه.. أيها الموت العزيز اقترب.. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي»... تمت تصفيته في قبرص بسبب زيارته للقدس. ومن أقوال الشيخ حسن الذهبي: إن العلم ليس بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الاتباع والفرار من الهوى والابتداع. (اختطف وتلقى رصاصة في عينه اليسرى أردته قتيلا) ومن أقوال عبدالرحمن لكواكبي: الناس ثلاث: عوام ومستبدون، وعلماء، والعوام يتأرجحون بين قطبي العلماء والمستبدين، فإن جهلوا خافوا، وإن خافوا استسلموا (وإن تم تضليلهم قتلوا) ودس للكواكبي السم في فنجان قهوة بطلب من السلطان عبدالحميد العثماني. ووقف قاتل المفكر فرج فودة (قيل سباك وقيل إنه بائع سمك) يجيب على أسئلة التحقيق: لماذا اغتلته؟ لأنه كافر. في أي كتاب عرفت أنه كافر؟ القاتل: أنا لم أقرأ كتبه. أنا لا اقرأ ولا أكتب. (استمع إلى شريط) وفشل كهربائي في تصفية الأديب نجيب محفوظ بدنيا لكنه نجح في قتله معنويا. وظل الأديب حتى آخر يوم في حياته عاجزا عن استعمال يده اليمنى. لقد قال نابليون ذات يوم إنني أخشى الأقلام أكثر من السيوف. وأغلب الأدباء والمفكرين العرب يعيشون في الخارج تحت مظلة قوانين وضعية تكفل لهم حرية الكلام والكتابة. وأقسم أنني كلما قرأت قصة الرسول عليه أفضل الصلوات مع أسامة يقشعر جسدي، لقد قتل أسامة بن زيد مرداس بن نهيك، بعد أن نطق بالشهادة وأخذ غنمه في سرية فدك. وحين عاد مع سريته وجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم حزينا حزنا شديدا وقال لهم مستنكرا أقتلتموه لتستولوا على ما معه؟
    وقرأ على أسامة رد الله على فعلتهم في قوله تعالى‏: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا). قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله فرد عليه النبي حزينا: قتلت رجلا يقول لا إله إلا الله كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله؟‏!‏ فقال أسامة‏:‏ يا رسول الله إنما تعوذ من القتل.
    فقال له الرسول‏:‏ هلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا أم لا؟ وظل النبي يردد أمامه وهو حزين: أقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله. حتى قال أسامة‏:‏ وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ.
    avatar
    شريف محيي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 103
    رقم العضوية : 131
    تاريخ التسجيل : 08/10/2008
    نقاط التميز : 121
    معدل تقييم الاداء : 6

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف شريف محيي السبت 18 أبريل - 23:50

    شكرا للموضوع الخطير جدا
    واود المشاركة معكم ببعض المقالات المفيدة حول نغس الموضوع
    ونسال المولي الكريم ان تنزاح محنة التكفير والمكفرين


    لم تكن فتنة تكفير المسلمين معروفة ولا يتداولها أحد من العلماء ضد عالم آخر أو ضد عامة المسلمين لا بسبب زيارة القبور أو طلب الشفاعة من النبى (ص) أو بسبب تبرك المسلمين بالآثار التى تركها الرسول والصحابة وأهل البيت .

    كما لم تكن فتنة تكفير المسلمين بسبب المخالفة فى الرأى وتفسير القرآن الكريم معلومة ، فأثناء احتدام فتنة خلق القرآن فى العصر العباسى ، نال أحمد بن حنبل من العذاب الكثير أثناء خلافة المأمون والمعتصم والواثق ، ولكنه أبداً لم يكفرهم ولم يكفر عالم المعتزلة الذى ألب الخلفاء عليه ، لم يكفر أحداً من المسلمين الذين قالوا بخلق القرآن .

    ظل هذا الأمر ديدن المسلمين حتى ظهرت فتنة التكفير وهى التى قادها لأول مرة تقى الدين أحمد بن تيمية فهو أول من أفتى بحرمة زيارة قبر النبى (ص) ، وقال فى كتابه التوسل والوسيلة / إن من يقصد زيارة قبر النبى لا زيارة المسجد كان مشركاً أو عاصياً ويجب عليه التوبة ، فأفتى بمنع زيارة القبر الشريف منعاً باتاً جعله يستحل مقاتله زائريه ، وقال كذلك إن التوسل بالأنبياء والأولياء إشراك بالله لأنه لا يفترق عن اتخاذ الأصنام أولياء من دون الله ولا عن عبادتهم من دون الله ، ثم أول الآيات القرآنية الكريمة التى نزلت فى المشركين وجعلها تتناول المسلمين .

    حوكم ابن تيمية على فتاواه ، وكان من جملة ما قيل عنه إنه أساء الأدب فى حق النبى الكريم ، وقالوا إن قداسة المسجد النبوى راجعة أصلاً فى أنه دفن فيه الجسد الشريف ، وانتهت دعوة ابن تيمية بوفاته ، وعادت الأمة إلى ما اعتقدت بصحته عامة وعلماء يرون التبرك بسيرته وبآثاره وبقبره من ضمن آيات الورع وكمال الإيمان .

    ثم ظهر محمد بن عبد الوهاب بمنطقة نجد بالجزيرة العربية وعقد حلفاً مع ابن سعود الكبير عام 1744هـ لنشر دعوة التوحيد كما قال بها ابن تيمية ، ألف محمد بن عبد الوهاب كتاب "التوحيد الذى هو حق الله على العبيد" وهو كتيب صغير الحجم ولكن أعاد وأصل فكرة تكفير الغير ممن لا يدين بدعوته .
    وتمسك ابن عبد الوهاب وأتباعه فى تكفير المسلمين بالآيات التى نزلت فى المشركين فحملوها على الموحدين المسلمين وقالوا ان من استغاث بالنبى أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة أو توسل به ، فإنه يكون مثل المشركين يباح دمه وماله كالمشركين .

    لقد انبرى للرد على محمد بن عبد الوهاب فى أول ظهور دعوته والده وشقيقه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب وحاولا منعه واقناعه فلم ينته ، وألف أخوه المذكور كتاب (الصواعق الإلهية فى الرد على الوهابية) .

    لكن دعوة ابن عبد الوهاب الأولى صادفت نجاحاً بسيوف ابن سعود الكبير ، وقاموا بتطبيق أفكارهم عن الشرك على جموع المسلمين ، واعتبر كل المسلمين كفاراً فقتلوا الآلاف منهم فى الطائف والمدينة المنورة .

    على ان الدعوة والدولة سقطتا عندما حاربهما إبراهيم بن محمد على بأمر من الخليفة العثمانى، وبعد السقوط تم تجديد ما هدمه ابن سعود والوهابيون ، واستمرت الحالة على ما هى عليه حتى تم تأسيس الدولة الثالثة فى عهد الملك عبد العزيز آل سعود ، فقاموا بتكفير كل المسلمين داخل الجزيرة وخارجها لسبب واحد أنهم يزورون القبر الشريف ويتبركون به ويدعون الله بجواره .

    ولكن ما حدث هو أن حروب الوهابيين لم تنقطع وعاثوا فساداً فى البلاد التى فتحوها ، قتلوا الرجال وسبوا النساء دون رادع من عروبة أو دين أو خلق ، وكلها بسبب فتاوى التكفير . وعندما استتب الأمر لآل سعود بفتاوى آل شيخ التكفيرية ، وظهر النفط الكثير لديهم قاموا بالانفاق على الحرمين الشريفين لكى يعطوا مصداقية لما يقولون ، وامتد أثرهم إلى الأجيال اللاحقة الذين لم يروا الأماكن المقدسة قبل أن يغير معالمها الوهابيون ، فلم يروا غضاضة من القول إن السعوديين يمثلون الإسلام طالما أنهم يوسعون الحرم أو يشقون الطرق ، أو يصرفون على المساجد فى الديار الإسلامية .
    avatar
    شريف محيي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 103
    رقم العضوية : 131
    تاريخ التسجيل : 08/10/2008
    نقاط التميز : 121
    معدل تقييم الاداء : 6

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف شريف محيي الأحد 19 أبريل - 0:02

    ابن عبد الوهاب…. وتأصيله لمسائل التكفير والقتل!!

    لقد تم الاتفاق بين الإمام ابن عبدالوهاب و الأمير بن سعود حول قيام دولة الشراكة بينهما،في إطار الشرطين المذكورين في ديباجة الاتفاق من طرف ابن سعود؛ الأول: أن لا يرتحل عنهم وأن لا يستبدل بهم غيرهم.والثاني:ان لا يمانع الشيخ في أن يأخذ الحاكم وقت الثمار ما اعتاد على أخذه من أهل الدرعية!! وافق الإمام ابن عبدالوهاب على الشرطين بقوله،أما عن الشرط الأول:ابسط يدك أبايعك..الدم بالدم،والهدم بالهدم.أما عن الشرط الثاني فقال له:لعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها !!



    وبهذا الاتفاق بين رجل السيف ورجل القلم، أو الحلف بين الأمير والإمام، قامت دولة آل سعود بمشاركة آل الشيخ،وهي بهذا الاتفاق يمكن لنا تصنيف جهود ابن عبدالوهاب ضمن الحركات السياسية الدينية بدون إضفاء القداسة عليها وعلى أقوال وأفعال مؤسيسها، كذلك بدون تحقيرها وتحقير جهودها في الدعوة إلى التوحيد… ولعل قراءة بنود الاتفاق بروية يكن مدخلا مناسبا لتحليل قضية التكفير والقتل في الفكر الوهابي، فقد جاء في ديباجة الاتفاق….ابسط يدك…. أبايعك….الدم الدم…. الهدم الهدم. يفتح لك الفتوحات…. فيعوضك من الغنائم… نحاول تحليل هذه الكلمات عبر نقاط ثلاثة،النقطة الأولى:بيئة الاتفاق.النقطة الثانية:اعتماد ابن عبدالوهاب على فكر ابن تيمية.النقطة الثالثة: تأصيل مسائل تكفير وقتل المناؤين لهذا الأتفاق.الدم الدم !!



    النقطة الأولى: بيئة الاتفاق:



    تم الاتفاق بين الشيخ ابن عبدالوهاب المطرود من منطقته(الاحساء)والتي غادرها مضطرا إلى منطقة العيينة، حيث رجم فيها امرأة جاءته معترفة بذلك،فكتب أمير الأحساء إلى أمير العيينة رسالة يأمره فيها بقتل ابن عبدالوهاب،كذلك كتب علماء المنطقة إلى أمير العيينة يشككونه في دعوته، فالح أمير العيينة على ابن عبدالوهاب أن يخرج إلى حيث أراد، فخرج الشيخ من العيينة وتوجه إلى الدرعية مقر إمارة آل سعود !!



    وقد تم الألتقاء بين ابن عبدالوهاب ؛الباحث عن سلطة تأويه وقوة تحميه، مع ابن سعود الباحث كذلك عن قوة شرعية تعضد سلطانه،وتثبت حكمه،وتجرم الخارج عليه، وتمكنه من تجييش الرعية لمحاربة خصوم سلطاته في المنطقة…وقد كان!! حيث قال الأمير:أبشر ببلاد خير من بلادك،وابشر بالعز والمنعة.فقال الشيخ:وأنا أبشرك بالعز والتمكين،وهذه كلمة لا إله إلا الله،من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد… ثم اشترط الأمير على الشيخ شرطين :



    1-أن لا يرتحل عنهم وأن لا يستبدل بهم غيرهم.



    2-أن لا يمانع الشيخ في أن يأخذ الحاكم وقت الثمار ما عتاد على أخذه من أهل الدرعية… فأجاء جواب الشيخ : أبسط يدك ابايعك…. الدم بالدم، والهدم بالهدم…… لعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها !! علما بأن ذلك كان قبل بداية دعوته ونشرها في ربوع البلاد!!



    لأجل هذا لم يكن عسيرا على ابن عبدالوهاب،بعد أن اعتبر ابن تيمية ولاية المتغلب،وشرعية الانتظام في صفوفه،والقتال تحت رايته،وسحق مخالفيه ؛ أمر جائز شرعا وعقلا وعرفا، لأنه الواقي من بعبع(الفتنة)وقد قيل(سلطان ظلوم خير من فتنة تدوم)!!ولهذا قال ابناء الشيخ ابن عبدالوهاب:(وصارت ولاية المتغلب ثابتة كما إليه أشرنا، ووقع اتفاق من ينتسب إلى العلم لديكم على هذا…..فلا جرم قد صار العمل على هذا والاتفاق.ثم توفى الله سعودا واضطرب أمر الناس…..واختار أهل الحل والعقد من حمولة آل سعود، ومن عندهم ومن يليهم، نصب عبدالرحمن بن فيصل،وذلك صريح في عدم الالتفات منهم إلى ولاية غير آل سعود)بل والتبراء من كل الولايات الأخرى(.. ونبرأ إلى الله من موالاة الشريف، وأهل نجران جميعا)!!



    قد لا نفتقر إلى إيراد الأدلة التي تشير إلى إمكانية هذه الرؤية عند الفكر الوهابي مادامت مصنفات ابن تيمية المعتمدة لدى الفكر الوهابي طافحة بإجماعات ونماذج تؤصل هذه الرؤية في جانبيها الديني والسياسي.ولعله ليس من المناسب استرجاع تلك المفردات والاجماعات التي تم ذكرها في مقالات سابقة،وأعود إلى الاتفاق الذي تم بين ابن عبدالوهاب وابن سعود،وسوف أضرب عن شرح مفردات الاتفاق صفحا لآن المقال لا يحتمل التفصيل…واترك القاري اللبيب في ضوء العلاقة الجدلية بين الدال والمدلول أن يتدبر ويكشف عن شبكة العلاقات بين مفردات الاتفاق في أجوائها المكانية والزمانية…..الدم الدم…. الهدم الهدم….فتوحات…. وغنائم.. دم من؟ وغنائم من ؟!



    ومهما يكن من مستوى إدراك القاري لكشف شبكة علاقات مصطلحات هذا الاتفاق الديني السياسي فإن مصنفات الحركة الوهابية تضعنا أمام روابط واضحة لتلك المفردات بين الدال والمدلول، وتمييز مفاهيم مقاصدها.فقد سئل أبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب:من لم تشمله دائرة إمامتكم،ويتسم بسمة دولتكم،هل داره دار كفر وحرب على العموم؟ فأجابوا:. وأما من بلغته دعوتنا إلى توحيد الله، والعمل بفرائض الله،وأبى أن يدخل في ذلك،واقام على الشرك بالله،وترك فرائض الإسلام،فهذا نكفره ونقاتله، ونشن عليه الغارة، بل بداره؛ وكل من قاتلناه فقد بلغته دعوتنا، بل الذي نتحقق ونعتقده:أن أهل اليمن،وتهامة،والحرمين، والشام، والعراق، قد بلغتهم دعوتنا



    ولم تكن هذه فتوى عابرة بل أصل أصيل،فهذا حمد بن عتيق أحد كبار علماء الحركة ينكر على من لم يأخذ من أموال أهل الأحساء،حيث قال: بلغني وساءني،وعسى أن يكون كذبا وهو:أنك تنكر على من اشترى من أموال أهل الأحساء التي تؤخذ منهم قهرا،فإن كان صدقا فلا أدري ما عرض لك، والذي عندنا أنه لا ينكر مثل هذا،إلا من يعتقد معتقد أهل الضلال، القائلين أن من قال لا إله إلا الله لا يكفر… وبذلك عارضوا الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومن له مشاركة فيما قرره المحققون،أن البلد إذا ظهر فيها الشرك،وأعلنت فيها المحرمات،وعطلت فيها معالم الدين،أنها تكون بلاد كفر، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماؤهم….. !!



    وليس أهل حائل بمنأى عن مقتضيات هذا الاتفاق السياسديني،فقال:وجب قتالهم على جميع المسلمين، لخروجهم عن الطاعة، حتى يلتزموا ما أمرهم به الإمام من طاعة الله تعالى !!



    ومن المعلوم أن أهل اليمن،وتهامة،والحرمين،والشام،والعراق،والأحساء،وحائل فيهم من العلماء.والعباد.والعوام…. فهل يجوز فيهم الدم الدم. والفتوحات.. والغنائم. وتغنم أموالهم، وتستباح دماؤهم؟!! ألا يبرر هذا ذلك التساؤل المشروع حول حقيقة فكر الحركة الوهابية، هل هو فكر تجديد أم فكر تقليدي حنبلي؟ وهل هي حركة دينية أم سياسية وظفت الديني ؟ ولماذا أضفي ثوب القداسة على علمائها ومصنفاتها ؟



    لأجل ذلك لم يبق أمام المسلم العاقل، كي ينجو من الاغتيال العقلي إلا أن يوطن نفسه دوما على نزع ثوب القداسة على البشر ومصنفاتهم وافكارهم، ويلتزم الأدب والاحترام معهم عند قراءة تجاربهم وأفكارهم على اساس أنها إنتاج بشري تدخل في إنتاجه عوامل عدة ؛ سياسية وعرفية ومذهبية ينبغي مراعاتها…

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف Marwan(Mark71) الأحد 19 أبريل - 5:38

    هنا اتفق معك يا اخ شريف محي فيما عرضته, هذه حقائق لا يستطيع احد ان يفندها, فقد ذكرتها معظم كتب التاريخ...شكرا لك
    avatar
    ايهاب عزمي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 101
    رقم العضوية : 88
    تاريخ التسجيل : 04/09/2008
    نقاط التميز : 118
    معدل تقييم الاداء : 14

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف ايهاب عزمي الثلاثاء 28 أبريل - 21:55

    موفور الشكر لابوعلي وزكريا وشريف محيي علي الاضافات القوية التي خدمت الفكرة الاساسية للموضوع
    avatar
    عبد العليم
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 54
    رقم العضوية : 313
    تاريخ التسجيل : 20/05/2009
    نقاط التميز : 84
    معدل تقييم الاداء : 6

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف عبد العليم الجمعة 22 مايو - 22:47

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بعد الشكر والتقدير لكل الاخوة المشاركين في الموضوع الذي كان سببا في انضمامي اليكم
    وفي اول مشاركاتي معكم اشارك بمجرد رايي

    ان أهم ما يميز الإنسان عن سواه من المخلوقات هو العقل واهم صورة من صوره التي نستدل بها على وجوده وسلامته ومقدار نضجه هو التفكير، وفي الشريعة الإسلامية السمحاء نجد إن التفكير استحوذ على كل مفرداتها تقريباً فالتفسير مناطه التفكير في النص، وإصدار الأحكام والإفتاء لا تتم إلا بالتفكير، والاجتهاد هو إعمال للفكر في النص القرآني، وهكذا حال العلوم تدور مع التفكير والتعقل وجوداً وعدماً، ولو انتبهت بالتفاته بسيطة الى القرآن الكريم، لوجدت إن اغلب الآيات تنتهي بأفعال التفكر والتعقل ومنها ألا تعقلون ألا تفكرون وما يماثلها من الأفعال الأخرى، وقد أشار الى ذلك المفكر محمود عباس العقاد في احد كتبه المسمى التفكير في الإسلام .
    وهكذا نجد إن التفكير مقرون بأفعالنا وأفعال أسلافنا ولم يقتصر ذلك على امة دون أخرى بل متزامن مع كل الأمم، وأي تجمع إنساني أو حتى حينما تنفرد مع ذاتك، فهو موجود لا محال وحتى الذي يوظف إمكانياته الفكرية باتجاه سلبي فان يفكر ايضاً، فالمجرم يفكر قبل إن ينفذ جريمته عن طريق التخطيط والتصميم، وحتى الذين كََفَروا أو الذين يُكَفِّرون الآخرين ومنهم أصحاب الفكر الظلامي السائد الآن، فأنهم يفكرون في إيجاد المبرر للإقناع فيما هم فيه، أو بإيجاد المسوغ للإفتاء بتكفير الآخر .
    إذن لماذا هذا التباين بين الأمم وحتى بين الأفراد، إذا كان الجميع يفكرون وإنهم يشرعون في الحياة من خط شروع واحد يبدأ بالصرخة التي يطلقها الإنسان حين ولادته ، فالجواب على ذلك أراه في أن المشكلة لا تكمن في التفكير، بل بكيفية التفكير سواء كان في الأسلوب التعليمي أو التثقيفي أو حتى الإفتائي، حيث إن الأسلوب هو الذي يحدد المسار الذي يسير به تفكيرنا، وعلى مستوى الأسلوب التفكيري عند المسلمين في الوقت الحاضر، تراه أسلوباً منزلقاً باتجاه الماضي منغلقاً على الأحداث التاريخية بعيداً عن الأسلوب الاندفاعي باتجاه المستقبل المنفتح على الإبداع والخلق المتحصل من خلال الملكات التي وهبنا إياها الخالق عز وجل، واستدل على ذلك من خلال الخطاب الديني عند علماء المسلمين المعاصرين وفي كل الأطياف والمذاهب الإسلامية، وأشير الى حالة تطرق إليها احد علماء الدين في إحدى الدول الإسلامية التي تعتبر نفسها راعية للإسلام ومركزه الحضاري، فهذا الرجل ذو الحظوة عند مريديه وأمام كافة وسائل الإعلام، التي استخدمت التقنية التي لم تفرزها عقلية ذلك الفقيه أو سواه من أمثاله أو حتى من طلابه، بل أبدعتها عقلية أشخاص من أمم أخرى يتهمهم بالكفر!!فذلك العالم اخذ أكثر من ساعة من الزمن محللاً ومفكراً ومرشداً تجاه واقعه تاريخية متمثلة في كون الصحابي حاطب هل كان كافراً أم مرتكب لمعصية كبرى، عندما غفر الله له، حينما شارك في واقعة بدر؟؟
    وكان ذلك الفقيه متحمساً برده على الذي جعله كافر ويناصر الذي دعاه بمرتكب المعصية، واعتقد إن صاحب الرأي الآخر سيأخذ ذات الزمن في شرح وجهة نظره ويسرق الزمن منا، ونحن في هذه الدوامة من التفكير المنغلق الذي لا يثمر ولا ينتج ولا يحقق الغاية التي من اجلها خلقنا
    إذن ما نحن فيه بحاجة الى ثورة في آلية تفكيرنا، وإعادة صياغة أسلوب تفكيرنا على كل المستويات المجتمعية والفردية، وان نتعظ من عبر الماضي ونلاحظ تجارب الآخرين، ولنا في النهضة الأوربية، بعد تخلفها عندما كانت في بحر من ظلام الجهل ثم انتفضت وأصبحت على ما عليه الآن، فهذه النهضة لم تكن لولا الاجتهاد في تغيير الأسلوب في التفكير، فإنها حينما فصلت الدين عن السياسية وحجبت دور الكنيسة، لم تبتعد عن الإيمان بمعتقدها، والدليل على ذلك وقوف العالم المسيحي بأكمله لتحية البابا حين موته وهذا العالم هو المتقدم الآن ذو التكنلوجيا المعاصرة التي سبقونا فيها بعصور، قد لا نصل إليها إذا ما بقينا على ما نحن فيه، كما إن المتتبع للشأن الإسلامي سيلاحظ إن الملايين يدخلون الجامعات والمدارس ليتخرجوا منها دعاة لا يدرسون فيها إلا التاريخ واللغة، وتجد القليل منهم ممن يدرس العلوم التطبيقية، وحتى أولي الأمر يسيرون بذات الاتجاه في إنشاء المدارس الدينية، التي تزايدت أعدادها بأضعاف غير متكافئة مع الجامعات والمدارس العلمية، ذات الاختصاصات التطبيقية أو الصحية أو الهندسية .
    أما علماء الدين لدينا فهم بحاجة الى إعادة صياغة لأسلوب تفكيرهم وحياتهم، فعليهم إن يكونوا ذو تلقائية وعفوية وصراحة معلنة، وان لا يتجهموا حينما يتصدوا الى الدرس ليظهروا لنا الإسلام بمظهر المتجهم المنغلق المنعزل، وفي حياتهم الخاصة تراهم ذوي طرافة وهم فكهين الى حد الكوميديا ، فهذا الأسلوب يخلق عقد الانعزال والاكتئاب لدى مريديهم وطلابهم، فقد أشار احد طلبة العلم في إحدى الفضائيات، بأنه حينما زار احد البلدان العربية لم يخرج الى الشارع خوفاً على نفسه من إن يفتن، فهل يصح هذا مع إنسية الإنسان الذي خٌلق اجتماعياً ومتآلفا مع الغير .
    لذا ليس لنا إلا إن ندعو ونكرر القول بإعادة النظر في أسلوب التفكير حتى ننهض بواقعنا المأساوي الذي غرق في ظلمات التكفيريين الجهلة

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف Marwan(Mark71) الجمعة 22 مايو - 23:03

    اؤيد كلام الاخ عبد العليم, نحن بحاجة الى ثورة فكرية نخرج بها من هذا الانحطاط  الذي نحن فيه, وما الافكار التكفيرية الا نتاج لهذا الانحطاط
    avatar
    عمر
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 5
    تاريخ التسجيل : 26/05/2009
    نقاط التميز : 8
    معدل تقييم الاداء : 1

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف عمر الإثنين 29 يونيو - 12:55

    نشرت صحيفة «المصرى اليوم» يوم الأحد الماضى ، أن تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا قد كشفت قضية جديدة لتنظيم قديم تابع لجماعة التكفير والهجرة، واتهمت النيابة التنظيم «بالسطو على عدد من المراكز التجارية الكبرى بوسط القاهرة، للاستيلاء على أموال وأجهزة كمبيوتر، بناء على فتوى مفتى التنظيم باستحلال سرقة هذه المراكز التجارية الكبرى، من أجل الدعوة إلى أفكار التنظيم الجديد».

    ليس مستغربا بالنسبة لى أن تكون هناك خلايا للتكفير فى وقت يتراجع فيه التفكير. فمنذ سبعينيات القرن الماضى ومصر كانت حاضنة ومنتجة ومفرخة لموجة كاملة من التكفيريين، ممن يكفرون بالدين أو يكفرون بالوطن أى التخوين، موجة على شاكلة أيمن الظواهرى وكثير من القومجية الذين تربوا وترعرعوا فى أحضان النظام لا خارجه،

    ومع ذلك فقد ظهرت فى مصر هذه الأيام موجة أخرى، تدعو إلى التفاؤل، من جيل التفكير، والذى سيكون المضاد الحيوى الذى يشفى جسد المجتمعين المصرى والعربى من مرض التكفير العضال.

    جيل التفكير بدأ يتشكل، فاليوم ظهرت على الساحة أصوات جديدة على المدونات والـ«فيس بوك» يمكن تسميتها «جيل التفكير»، جيل مناقض تماما لجيل التكفير، لكن وبكل أسف جزء لا يستهان به من نظامنا السياسى فى مصر مازال متعلقا بجيل التكفير،

    ويجد جيل التكفير فى صحف النظام وإذاعاته وتليفزيوناته آخر «ملجأ أيتام» يحتمون به كموظفين وكتاب وعمال أرشيف ومقيمى شعائر، أما جيل التفكير فهو موجود فى فضاءات الإنترنت وفى عالم الـ«يوتيوب» والـ«فيس بوك» والمقاهى المصرية.

    جيل التفكير فى بداية العشرينيات والثلاثينيات، جيل هرب من حصار الداخل إلى العالم المفتوح، فلم يعد هناك من يصدق أن مصر مغلقة على أهلها إلا جيل التكفير الذى بعضه فى أروقة النظام أحيانا وفى المعارضات التى تشبه هذا الجزء من النظام.

    انتهى عصر المصرى القبيح، وبدأت ثورة المصرى الفصيح، هؤلاء شباب موجودون فى كل ربوع مصر، فى القرى والنجوع، شباب وشابات لا يقرأون ما تكتبه صحف الحكومة ولا يشاهدون تليفزيون الحكومة،

    كما أنهم يشككون وربما يحتقرون حيل المعارضة التى تشبه ألاعيب النظام. الناس مشيت يا بتوع التكفير، الناس وجدت فى التفكير بديلا حقيقيا وعمليا لفلسفة التكفير التى كانت الأداة الأولى للترهيب من قبل النظام والمعارضة على حد سواء.

    مصر الأخرى الآن بدأت فى الظهور، مصر شابة وجزء من العالم لا مصر المنغلقة والخائفة، مصر تتحول بهدوء من عالم التكفير والهجرة إلى عالم التفكير وأحيانا الهجرة.

    هذه ظاهرة لا تتشكل فى مصر وحدها، إنها الظاهرة التى أنتجت أربع نساء فى البرلمان الكويتى، والظاهرة التى أنتجت كاتبات الرواية الجريئة فى السعودية، والظاهرة ذاتها التى خلقت جو وحمى الفن التشكيلى فى الإمارات، العالم العربى كله يودع التكفير ويحتضن التفكير.

    الأنظمة العربية التى انحازت فى السابق لجماعات التكفير، والمعارضات التى تمسكت بسلاح التكفير على مستوى الدين والوطن، لابد لها أن تعيد حساباتها إن أرادت أن تبقى، لأن موجة التفكير أشد خطورة عليها، فالتفكير هو المحرك الأساسى للتغيير لا التكفير.. التكفير يضع الناس فى حالة إرهاب ورعب تناسب أمزجة الأنظمة الديكتاتورية، أما التفكير فلا يقبل إلا ما يقبله العقل..

    لم يعد هناك من يقبل مقولات الأنظمة المعلبة، لم تعد تنطلى على الناس أنظمة التكفير ولو وضع عليها كل مساحيق التجميل فى العالم. الـ«فيس بوك» هو وجه التفكير، وجه دون مساحيق، لكنه يسحق معاقل التكفير.

    ما يكتب فى بعض صحف الأنظمة اليوم أصبح كلمات معلبة منتهية الصلاحية كاللبن الفاسد، أعرض عنه الناس، وعلى الأنظمة المتعلقة بصفحات اللبن الفاسد وشاشات اللبن الفاسد، أن تعرض عن هذا أيضا. هذا الكلام المعلب الإنشائى لا يغذى مدرسة التفكير بل يعلى صوت التكفير.

    وكما حمل أوباما للعرب والمسلمين المرآة واقتبس لهم آيات من القرآن تدعو للتسامح وحرية التعبير والعقيدة ونبذ العنف، ونظر المسلمون فى مرآة أوباما، فرأوا صورة لا تشبه دينهم الحنيف بل تشبه خطاب بن لادن العنيف، فإن من يجرؤ أن يحمل مرآة للصحافة فى مصر، خصوصا القومية منها، سيجعل هذه الصحافة ترى كيف أنها منحازة لجماعات التكفير على حساب التفكير..

    آن الآوان لصحف الدولة أن تفتح الباب لجيل التفكير، وتنأى بنفسها عن خطاب التكفير الجاهز والمعلب الذى يوحى بأن مصر ليست دولة من العالم الثالث وإنما من ناحية الإعلام قد أصبحت دولة من العالم العاشر.

    زيارة أوباما الأخيرة أربكت الخطاب المعلب والفاسد لجماعات التكفير بالوطن وبالعالم، فلم نجد تعليقا واحدا واضحا، سوى أننا فى انتظار أن تتماشى الأفعال مع الأقوال..

    أوباما كان بمثابة كاتم صوت لثقافة اعتادت تكفير كل ما هو أمريكى، وعندما جاءهم رجل مختلف انعقدت ألسنتهم التى اعتادت أن تصنف العالم على أنه إما شر كامل «الغرب» أو خير كامل «الشرق»..

    جماعات التكفير لا مكان لها فى عالم متداخل ومتمازج، فقد حان الوقت أن تحتضن دولنا جماعات التفكير، وتنفض عنها جماعات التكفير التى علقت بها منذ عقود.

    بقلم د. مأمون فندى

    نقلا عن المصري اليوم
    avatar
    sali ali
    زائر


    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف sali ali الأربعاء 8 يوليو - 21:22

    موضوع كبير اوى
    وكله واقع وحقيقه للأسف

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف نهر العطاء الجمعة 10 يوليو - 8:09

    شكرا للاساتذة عبد العليم وعمر وسالي علي علي اثرائهم الموضوع
    وان كنا نتمني ان تشارك سالي كعضو معنا وليس زائر
    عموما نرحب بها في كل الاحوال
    avatar
    ابو اسلام
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 5
    تاريخ التسجيل : 19/05/2009
    نقاط التميز : 5
    معدل تقييم الاداء : 0

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف ابو اسلام الأحد 13 سبتمبر - 14:27

    التكفير في حد ذاته هو شيئ عقائدي، بمعنى أن الكفر هو نقيض الإيمان و بالتالي لا بد من أن يكون لكل فكرة (دينية أو غير ذلك) من يؤمن بها و يكفر بها. في جميع الأديان هنالك شروط للإيمان و اتباع تلك الأديان، و لا يؤمن الفرد إن كان يعتقد عقيدة أو يعمل عملا يعتبر من نواقض هذا الدين. التكفير بالنسبة للإسلام تحديدا هو ليس مفهوم إسلامي و لكنه متوارث عن الديانات السماوية الأخرى، و كلمة "كافر" موجودة في اليهودية من قبل رسالة محمد عليه الصلاة و السلام و هي "כופר" و تنطق "كوفِر"، و تعني التارك أو المنكر لدينه. ظاهرة الفكر التكفيري من الجهة الأخرى هي ظاهرة حديثة و أمور أكبر بكثير من مجرد مفهوم التكفير ساهمت في تكوين تلك الظاهرة. الجانب العقائدي لتلك الظاهرة موجود لا يمكن انكاره بأي حال من الأحوال، و لكن بما أن ذلك الجانب كان موجودا لمئات السنين و لم ينتج عنه تنظيمات مثل الفكر التكفيري الذي يعد سابقة، إذا يجب الالتفات للعوامل الاخرى اللتي تفاعلت مع هذا الجانب و انتجت الفكر التكفيري
    العوامل الأهم من العامل الأيديولوجي و التي نتج عنها العوامل الأهم من العامل الأيديولوجي و التي نتج عنها الفكر التكفيري هي:

    الفقر، و هو العامل الأهم خصوصا أن عامة المسلمين هم من الفقراء، و الفكر التكفيري لا يستطيع أن يروج إلى منهج متشدد إلا في ظروف مادية صعبة. البيئة الحاضنة لهذا التنظيم هي بيئة يجب أن يشوبها الإحباط العام بسبب الظروف المادية و هذا بالتالي يخلق بيئة حاضنة

    الاستبداد، و هو عامل آخر مهم أدى بكثير من الناس إلى البحث عن حلول راديكالية لمشاكلهم التي لم يستطيعوا أن يحلوها بالطرق السلمية. هذا الاستبداد نجده في جميع دول المسلمين سواء التي تطبق نظم إسلامية في الحكم منها أو العلمانية. في عصر التنقل السريع و الاتصالات بات من الصعب جدا على سلطة أن تحكم شعوبها بقبضة حديدة، و اصبح التمرد يتنامى منذ بداية القرن الماضي، و أدى ذلك بالسلطات في مختلف تلك الدول لزيادة القمع بكل أشكاله و استمرت دائرة العنف تلك حتى يومنا هذا

    الظلم، و ذلك بسبب عدم وجود أسقف قانونية تحترم من قبل الأقوياء أو النخب أو الأغنياء (سمهم ما شئت) في تلك الدول، الظلم بات شيئا عاديا و ثقافة مقبولة بين شعوب الدول الإسلامية للأسف، و هذا ليس نتاج قيم تكونت عن اقتناع هؤلاء الناس و لكن هو بالأحرى جزء لا يتجزأ من سلسلة من عمليات "الإقناع القسري" المنهجي و الذي اتبعته سلطات حكم مختلفة في تلك الدول على مر قرن من الزمان تقريبا. تلك "القناعة" الزائفة بدأت تزول مع زيادة التوعية و هذا بالتالي أدى بالكثيرين للشعور بالغضب و اليأس

    الكبت الفكري، و هو نتاج حقيقة لا يمكن لأي إنسان يعرف المسلمين عن قرب إنكارها. المسلمين عامة شعب متدين لدرجة ما أو لأخرى، ذلك التدين لا يعني بالضرورة الالتزام بجميع تعليمات الدين في العبادة و لكن العقيدة تظل موجودة و ثابتة. ذلك طبعا شيئ نسبي و مقياس المقارنة هو كيفية نظر الشعوب الأخرى لمعتقداتها الروحية. التيارات الإسلامية واجهت الكثير من المؤامرات الخارجية و القمع الداخلي ما أدى بالكثيرين من منتسبيها لتبني الفكر السلفي الجهادي

    الحرب الدينية، و هي عامل جديد ظهر مؤخرا على الساحة، و أيضا، لا يمكن لأي شخص متابع للتطورات التي تطرأ في فلسطين اليوم أن لا يرى بوضوح أن هنالك إجماع من جبهة مسعورة في الخارج على أن فلسطين و أكثر من فلسطين هي أرض يهودية خالصة، و يجب أخذها بالقوة من سكانها من هم أقل إنسانية من الإسرائيليين، بذلك فرض "مشيئة الرب" على شعب سكن تلك الأرض على مدى آلاف السنين، و يعتمدون إثبات ذلك على تعاليم و نصوص دينية، و بذلك يبررون الأسلوب الوحشي الذي يعاملون به المسلمين و المسيحيين من الفلسطينيين. الأفعال البشعة الناتجة عن هذا الهوس الديني تجعل من السهل جدا استقطاب الشباب المسلم من قبل الفكر التكفيري
    avatar
    saad
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 8
    رقم العضوية : 458
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    نقاط التميز : 8
    معدل تقييم الاداء : 0

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف saad الإثنين 14 ديسمبر - 10:41

    الأخ الكريم/ عادل
    يبدوا أنه سيكون بيننا باذن الله مداخلات ومداخلات, ولكن أحب أن أسألك سؤالا وارجو ألا تضيق به,
    أخى الفاضل /من أى توجه فكرى تطرح هذه الأطروحات؟ علمانية, ليبرالية,اسلامية, فأنت تعلم أنه لكل مقام مقال,والسلام
    avatar
    محمد احمد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 502
    رقم العضوية : 81
    تاريخ التسجيل : 28/08/2008
    نقاط التميز : 885
    معدل تقييم الاداء : 51

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف محمد احمد الإثنين 11 يناير - 20:43

    وسط الزحام والخلافات والصراعات والانقسامات المذهبية والطائفية التى تشهدها مصر تبدو السياسة سببا وليس الدين، الاستبداد الرسمى والمذهبى، والصراعات التى تترك الأسباب وتتمسك بالمظاهر، ويبدو الحل من التاريخ حيث كانت دولة الرسول والخلفاء الراشدين تقوم على ذوى الخبرة والأكثر فهما لشئون الدنيا، لم يكن فى الإسلام رهبنة أو سلطة لرجال الدين، والله يحاسب الجميع على ما فعلوه ولا أحد من حقه أن يحاسب الناس على نياتهم أو يفرض عليهم نمطا للإسلام أو شكلا له.

    عرف المصريون الإسلام وفهموه وتعاملوا على أن الله واحد ورسوله واحد يصلون إلى كعبة واحدة، لا فرق بين مسلم وآخر إلا بالتقوى، لقد جاء الإسلام بالعدل، ورفض أن يسيطر بشر على آخر بغير العلم والتقوى.

    عاش المسلمون معا بلا تفرقة، كما عاش المسلمون والمسيحيون فى وطن واحد يظله إيمان واحد. ولعل استعادة قيم الإسلام فى ظل دولة مدنية، تحترم الأديان والمواطنين. لا تنتمى إلى شيعة أو سنة، وهابية أو سلفية. المصريون مؤمنون بفطرتهم يحتفلون بأعياد ومواسم دون أن يعتبروها شيعية أو فاطمية. يرفضون التعصب فى أى شىء.

    ولهذا فإن الدولة المدنية الديمقراطية هى القادرة على احتواء الجميع ، دولة ضد المذهبية والطائفية والعرقية تحترم الجميع. لقد جاء الإسلام بالعدل ووقف ضد الاستبداد والاستعباد، والفرقة.

    التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة - صفحة 2 Empty رد: التفكير والتكفير ..وبينهما سياسة

    مُساهمة من طرف Marwan(Mark71) الثلاثاء 12 يناير - 6:47

    محمد احمد كتب:
    ولهذا فإن الدولة المدنية الديمقراطية هى القادرة على احتواء الجميع ، دولة ضد المذهبية والطائفية والعرقية تحترم الجميع. لقد جاء الإسلام بالعدل ووقف ضد الاستبداد والاستعباد، والفرقة.
    اصلا لم تظهر المذهبية والطائفية والعرقية الا بعد وجود الدولة المدنية الديمقراطية, اليست مصر دولة مدنية ديمقراطية؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر - 1:00