معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

+4
احمد عرفة
زهرة البنفسج
سندباد الشرق
عادل
8 مشترك

    تاملات تربوية في سورة يوسف

    تاملات تربوية في سورة يوسف Empty تاملات تربوية في سورة يوسف

    مُساهمة من طرف عادل السبت 31 مايو - 1:08

    أنزل الله تعالى القرآن على العرب بلسانهم كي يفهموه ويعقلوه " إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم

    تعقلون " فهو سبحانه يريد أن يعلمنا :

    أ‌- أن على الداعية أن يكلم الناس بما يفهمون كي يستفيدوا منه ، ويقيم الحجة عليهم .

    ب‌- أن يتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم في نشر الدعوة ، فالعرب محركها الرئيسي ، والداعون الأوائل المعتمد عليهم في إيصال الدعوة إلى البشرية .

    2- في قوله تعالى " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ، وإن كنت من قبله لمن الغافلين " " أمور مهمة ، منها :

    أ – أن القرآن من عند الله تعالى وليس من عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس من المعقول أن يدّعي أحد معرفة الغيب ثم يخاطب نفسه بأنه كان من الغافلين !

    ب – أن الناجح في دعوته ومهمته يختار أحسن القول ، وأوضحه في حديثه " .. أحسن القصص .. " . ليجذ ب المدعوين ويشوقهم إلى دعوته .

    3- إن الإنسان يستشير المحب القريب إلى النفس العطوف الذكي فيما يلم به من أمور ، ويستأنس لرأيه ، فيوسف يخبر أباه بما رأى في رؤياه الغريبة ، فيأتيه جواب الخبير محذراً من الحاسدين الكائدين " ... لا تقصص رؤياك على إخوتك " فما سبب الحذر أيها الأب الحبيب؟ يأتيه الجواب سريعاً " فيكيدوا لك كيداً " وما الحسد إلا نتاج الغيرة والشعور بالدونية ، والرغبة في الاستئثار بالخير ، فما هذه الرؤيا إلا الدليلَ على النبوة التي كان كل من إخوة يوسف يترقب أن يرثها عن أبيه يعقوب ، فإذا بأخيهم الصغير يحوزها دونهم . وسوف يقربه الله تعالى ويرفع مقامه ، " ويعلمه من تأويل الأحاديث " كي يكون المعلم القائد إلى الخير " ويتم نعمته عليك " ومقام النبوّة من أعظم النعم ، وسيحمل الرسالة التي حملها أبوه يعقوب ، وجده إسحاق ، وأبو الأنبياء إبراهيم جدُّ أبيه .... يا لها من مكانة عظيمة وصل إليها يوسف الصدّيق!!

    إن الشيطان للإنسان عدو مبين " .

    4- أما النفس فهي ثلاثة أنواع :

    أ- النفس المطمئنةيا عمر ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك "

    ب- النفس الأمارة بالسوء : وهي التي أسلمت للشيطان قيادها فهو يقودها حيث شاء ، ولا يتعب في إفسادها ، ولعلها مفسدة كالشيطان نفسه ، وصاحبها يعمل عمل الشيطان في الوسوسة والغواية " قل أعوذ برب الناس ،ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس "

    ج- النفس اللوامة : وهي التي يحاول الشيطان غوايتها ، فإن ظن أنه تمكن منها ، وشعرت أنها زلت استغفرت الله وتابت إليه ، فهذه أشد على الشيطان من الأخريين ، يقول : يا ويلتاه ، ضاع جهدي فيها هدْراً ، وقد أقسم الجليل بها " لا أقسم بيوم القيامة ،ولا أقسم بالنفس اللوامة . "

    وقد زينت نفوس إخوة يوسف السيئة – إذ ذاك – أن يتخلصوا منه ، ورأى أبوهم يعقوب الغدر في عيونهم حين قدموا عليه ليلاً بعد أن غدروا بأخيهم ، فقال لهم يستنكر تخطيطهم السيء " بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً "

    5- لِمَ " ...كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين

    6- وتمر في ثنايا القصة كلمة " ضلال " وهي في هذه السورة لا تعني البعد عن الهدى والإيمان . إنها بمعنى الوقوع في الخطأ على الرغم من الهداية ، والحيدان عن التصرف السليم . فالأبناء يصفون حب أبيهم الزائد لابنه يوسف بالضلال " ... إن أبانا لفي ضلال مبين " وخطأ فادح واضح . كما أن الأب حين يقول " إني لأجد ريح يوسف ..." كان ردهم الاستنكار والتسفيه " تالله إنك لفي ضلالك القديم " والنسوة اللواتي سمعن عشق امرأة العزيز فتاها يوسف ، استنكرن منها أن تحب خادمها ، وكان على امرأة في مثل مكانتها أن تحب رجلاً من سادات القوم ، فنعتنها بالضلال – الخطأ- " ... امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ، قد شغفها حباً ، إنا لنراها في ضلال مبين " وكل من يخالف بعضهم في تصرفاته يُتّهم بالضلال والوقوع في الخطأ .

    7- إخوة يوسف – والكثير من الناس – يرون الأكثرية دائماً على صواب وغيرهم على خطأ ، وليس هذا بصحيح ، " إذ قالوا : ليوسف وأخوه أحبّ إلى أبينا منا ، ونحن عُصبة ... " ويؤكد القرآن الكريم خطأ هذه النظرة مرة أخرى حين يقول :" وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " وينتصر القليل بصوابه على الكثير بخطئه " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " لأنها على الحق والله تعالى معها في دفع الباطل ومحاربته . وبهذا تسفّه الأكثرية الآخرين وتستضعف عقولهم " إن أبانا لفي ضلال مبين "

    8- ثم يسعون - بناء على هذه القناعة- إلى أن يزيحوا الحق من الطريق بالسبل غير المشروعة بالقتل أو النفي أو التغييب " اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يَخْلُ لكم وجه أبيكم ...

    9- ثم نجدهم يصرّحون دون مواربة ، ولا خجل أنهم حين يصلون إلى هدفهم - وهو التخلص من يوسف - يصبحون صالحين وهم مخطئون كاذبون ، حين يرون الإجرام والطرق الملتوية في الوصول إلى المآرب متناسقة مع الفطرة السليمة ، وهيهات هيهات أن يجتمعا ، ولن تكون الميكيافيلية طريقاً إلى السعادة الحقيقية . ولم يكن سبيل الشر في يوم من الأيام وسيلة للوصول إلى تصحيح الخطأ .

    10- لن أتجاوز الأدب مع مقام النبوة –بإذن الله تعالى – حين أكرر الحقيقة الساطعة في التعامل مع الأبناء ، فلا يجوز التفريق في المعاملة بين ولد وآخر ، ألم يقل أحد المربين يصف حبه أولادَه

    وإنما أولادنا بيننا .. أكبادنا تمشي على الأرض

    لو هبّت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض

    وقد سُئِل أحدهم : أي أبنائك أحب إليك قال الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يشفى ، والغائب حتى يعود ) .. إنه ينبغي معاملة الأبناء على قدم المساواة حتى لا يكره بعضُهم بعضاً ، ولكي يشعروا بمكانتهم عند أبويهم جميعاً ، فلا يحزن أحدهم ، ولا تضيق نفسه . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للبشير بن سعد حين جاءه ليشهد على أن البشير نحل ابنه النعمان بعض ماله دون غيره من الأبناء( أفعلت هذا بأبنائك كلهمم) ؟ قال لا، فقال صلى الله عليه وسلم ( فأشهد على هذا غيري )، ثم قال : ( أيسرك أن يكونوا في البر إليك سواء ) قال نعم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) . أما يعقوب عليه السلام فقد مدحه المولى سبحانه وتعالى مع جده إبراهيم وأبيه إسحاق صلوات الله عليهم فقال في سورة (ص) : " واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ، إنا أخلصناهم بخالصة : ذكرى الدار . وإنهم عندنا لمن المصطَفَيْن الأخيار " فلا نشك أن يعقوب عليه الصلاة والسلام كان نعم الأب الرحيم لأبنائه ، إلا أن أبناءه غير يوسف – عليه السلام - وأخيه كانوا منصرفين عن الحق في بعض تصرفاتهم ، مستمرئين الوقوع في الإثم ، وفي السورة دليلٌ ، من ذلك : أنهم لم يروا من اتخاذ القتل أو التغييب عيباً للوصول إلى غايتهم ، ورمَوا أخاهم في الجب يبغون هلاكه ، وكذبوا أمامه وهم لا يعرفونه حين وصفوه بالسرقة " إن يسرقْ فقد سرق أخ له من قبل " .

    أجمعوا " على طرحه في الجب " فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب " ونحن نعلم أن الأخوّة كنز ثمين يتراحم به الناس ، ويوسف عليه السلام حين رأى أخاه بنيامين آواه إليه و " قال : إني أنا أخوك ، فلا تبتئس بما كانوا يعملون " . لكنّ الشيطان والنفس الأمارة بالسوء غطيا على عقولهم وأعميا أبصارهم .

    12- والأب العارف بالله ،النبي الكريم يعقوب يعلم أنهم كاذبون بما ادعوا من أكل الذئب ابنه يوسفَ فالرؤيا التي رآها يوسف لا بد أن تتحقق ، ولا بد للابتلاء أن يكون ، ورفع الدرجات للصابرين صبراً جميلاً ، وصفة " الجميل " تعني الثبات على تحمل الشدائد ، والكمال في الصفات : " فصبر جميل " وهناك الهجر الجميل ، والتسريح الجميل والصفح الجميل ..... وهي صفات محببة إلى الله تعالى وإلى خلقه . وكان مما صبّر الله تعالى يوسف وهو في الجب أنه سينبئ إخوته بفعلتهم الشنيعة هذه وهم لا يشعرون بذلك " وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون " فعلم يوسف أنه في محنة سوف ينجيه الله منها ، فما عليه إلا أن يصبر .

    13- دعاء رائع دعا به يوسف عله السلام ، وهو في الجب ، - يُقال : إن جبريل عليه السلام علمه إياه ليفرج الله تعالى كربته وينقذه مما وقع فيه ، نذكره – على ما يقال في صحة قصته ونسبته إلى الإسرائيليات ، فهو توجه صادق إلى الله تعالى : (اللَّهُمَّ يَا مُؤْنِس كُلّ غَرِيب , وَيَا صَاحِب كُلّ وَحِيد , وَيَا مَلْجَأ كُلّ خَائِف , وَيَا كَاشِف كُلّ كُرْبَة , وَيَا عَالِم كُلّ نَجْوَى , وَيَا مُنْتَهَى كُلّ شَكْوَى , وَيَا حَاضِر كُلّ ملإ , يَا حَيّ يَا قَيُّوم أَسْأَلك أَنْ تَقـْذِف رَجَاءَك فِي قَلْبِي , حَتَّى لا يَكُون لِي هَمّ وَلا شُغـْل غَيْرك , وَأَنْ تَجْعـَل لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجًا وَمَخْرَجًا , إِنَّك عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير). والدعاء مخ العبادة ، وعلامة العبودية لله تعالى وسبيل التذلل إليه . " وقال ربكم ادعوني أستجِبْ لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " .

    14- ولا ننسَ أنّ ما يُؤخذ بالقليل ، يُباع بالقليل ، فلما أخذه الواردون من البئر دون ثمن ، باعوه " بثمن بخس دراهم معدودة ، وكانوا فيه من الزاهدين " إن الآباء حين يبذلون قصارى جهدهم في تعليم أبنائهم الدين الحنيف ، ويربونهم عليه ، ويأطرونهم عليه ، فيكون الإسلام مدار حياتهم يتمسك الأبناء به ويجعلونه نبراسهم في كل أمورهم ، ويحافظون عليه حفاظ الشحيح على ماله والأم الرؤوم على ولدها . وحين يكون أثر الإسلام في نفوس الأبناء قشرة ضعيفة وغلالة رقيقة يهون عليهم ، فيضيّعونه غير آبهين ولا مهتمين بما يُحاك له ولهم .

    د عثمان قدري مكانسي
    سندباد الشرق
    سندباد الشرق
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 433
    رقم العضوية : 5
    تاريخ التسجيل : 30/05/2008
    نقاط التميز : 758
    معدل تقييم الاداء : 25

    تاملات تربوية في سورة يوسف Empty رد: تاملات تربوية في سورة يوسف

    مُساهمة من طرف سندباد الشرق الجمعة 13 يونيو - 8:35

    بسم الله ما شاء الله
    الله يكرمكم
    سورة يوسف من احب السور الي قلبي
    ومحبتها زادت في قلبي بعد العرض الجميل دة
    ربنا يبارك لكم

    تاملات تربوية في سورة يوسف Empty رد: تاملات تربوية في سورة يوسف

    مُساهمة من طرف زهرة البنفسج الإثنين 30 يونيو - 7:16

    عرض جميل وبسيط وعميق اشكرك علي عرضة
    احمد عرفة
    احمد عرفة
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 345
    رقم العضوية : 36
    تاريخ التسجيل : 08/07/2008
    نقاط التميز : 663
    معدل تقييم الاداء : 18

    تاملات تربوية في سورة يوسف Empty رد: تاملات تربوية في سورة يوسف

    مُساهمة من طرف احمد عرفة الأحد 20 يوليو - 7:42

    محاولة جيدة لفهم المقاصد التربوية لسورة يوسف
    نشكرك عليها
    واحد تاني
    واحد تاني
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 305
    رقم العضوية : 29
    تاريخ التسجيل : 27/06/2008
    نقاط التميز : 469
    معدل تقييم الاداء : 11

    تاملات تربوية في سورة يوسف Empty رد: تاملات تربوية في سورة يوسف

    مُساهمة من طرف واحد تاني الخميس 13 نوفمبر - 11:28

    الله عليك تسلم يا ريس
    avatar
    طريق الهداية
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 118
    رقم العضوية : 106
    تاريخ التسجيل : 28/09/2008
    نقاط التميز : 118
    معدل تقييم الاداء : 0

    تاملات تربوية في سورة يوسف Empty رد: تاملات تربوية في سورة يوسف

    مُساهمة من طرف طريق الهداية الأربعاء 4 فبراير - 3:55

    تاملات تربوية في سورة يوسف 146903
    avatar
    hader
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 104
    رقم العضوية : 54
    تاريخ التسجيل : 02/08/2008
    نقاط التميز : 143
    معدل تقييم الاداء : 8

    تاملات تربوية في سورة يوسف Empty رد: تاملات تربوية في سورة يوسف

    مُساهمة من طرف hader الأحد 1 مارس - 12:32

    شكرا عادل
    avatar
    سليمان عبد التواب
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 55
    رقم العضوية : 452
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009
    نقاط التميز : 55
    معدل تقييم الاداء : 0

    تاملات تربوية في سورة يوسف Empty رد: تاملات تربوية في سورة يوسف

    مُساهمة من طرف سليمان عبد التواب الأربعاء 23 ديسمبر - 21:22

    شكرا لك اخي الفاضل

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو - 4:03