معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    الخمينى.. «الزعيم» الذى أسقط عرش »الشاه»

    avatar
    امين عبد السلام
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 54
    رقم العضوية : 413
    تاريخ التسجيل : 22/09/2009
    نقاط التميز : 74
    معدل تقييم الاداء : 4

    الخمينى.. «الزعيم» الذى أسقط عرش »الشاه» Empty الخمينى.. «الزعيم» الذى أسقط عرش »الشاه»

    مُساهمة من طرف امين عبد السلام الجمعة 5 مارس - 10:08

    «يبدو كرصاصة انطلقت من القرن السابع واستقرت فى قلب القرن العشرين».. هكذا كان وصف الكاتب محمد حسنين هيكل، الإمام الخمينى، فى مقال نشره فى «الصنداى تايمز»، عقب اندلاع الثورة الإسلامية فى إيران عام ١٩٧٩.. ولعله أدق وصف عبر عن ذلك الزعيم الدينى، الذى تحول فى سنين منفاه خارج إيران من مجرد أحد أئمة الدين المؤثرين فى الشارع الإيرانى، إلى مفكر يمتلك الوعى السياسى بقضية بلاده.

    جاء مولد روح الله بن مصطفى موسوى، فى ٢٤ سبتمبر ١٩٠٠ فى قرية «خمين»، التى نسب لها فيما بعد فصار لقبه «الخمينى»، تعرض والده الذى كان أحد رجال الدين للقتل، بسبب دفاعه عن حقوق الفلاحين أمام أحد كبار ملاك الأراضى، وظل يعيش فى قريته مع والدته حتى كانت وفاتها عام ١٩١٨، فانتقل للإقامة بمدينة «آراك» مع شقيقه الأكبر، وهناك تتلمذ «روح الله» على يد عالم الدين «آية الله عبدالكريم الحائرى»، وظل معه حتى قرر معلمه الانتقال إلى «قم» فى العام ١٩٢٢، فانتقل معه روح الله، الذى عانى من شظف العيش حتى إنه كان ينام فى المسجد مفترشاً الأرض.

    واصل الخمينى مسيرته، وبعد حصوله على درجة علمية تسمى «محلة السطوح العالية» ساعد أستاذه ومعلمه فى تدريس الفلسفة والمنطق ومقرر الأخلاق، إلى أن تم منعه من إلقاء الدروس من قبل أعوان الشاه، مبررين ذلك بخلطه أحاديث السياسة فى دروس الدين، إلا أن شهرة الخمينى بدأت فى الازدياد يوماً بعد يوم كرجل دين ومفكر وثائر على كل أخطاء حكم الشاه، إلا أن شخصيته الثورية لم تظهر بشكل واضح إلا فى بداية العام ١٩٦٣، حين قاد الجماهير المعارضة لقرارات الشاه التى عُرفت وقتها باسم «الثورة البيضاء»، وكانت تشمل إعطاء حق التصويت والاقتراع للنساء، كما غيرت من قوانين الانتخابات التى أتاحت انتخاب ممثلين للأقليات الدينية للبرلمان وإجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية، بالإضافة لمنح المرأة حقوقاً مساوية للرجل فى الزواج،

    وفى عام ١٩٦٤ تم اعتقاله واندلعت المظاهرات التى قمعتها الشرطة بعنف، ونتج عنها عدد غير معلوم من القتلى، وقالت حكومة الشاه إن عدد الضحايا ٨٦، بينما قالت المعارضة إن عددهم يقدر بالآلاف، وكانت نتيجة تلك المظاهرات وضع الخمينى تحت الإقامة الجبرية لمدة ٨ أشهر، ثم تم الإفراج عنه ليواصل هجومه على الشاه وسياسته الخارجية، وبخاصة تلك التى تتعلق بعلاقته مع إسرائيل وتمديد الحصانة الدبلوماسية للعسكريين الأمريكيين، وفى نوفمبر ١٩٦٤ صدر قرار نفى الخمينى، فذهب فى البداية لتركيا وأقام بها ١١ شهراً، ثم انتقل إلى مدينة النجف العراقية، حيث أقام بها، وواصل الهجوم على الشاه منها فى الوقت الذى كان ابنه البكرى مصطفى يقوم بتهريب تسجيلات والده وخطبه إلى داخل إيران، التى بات الجميع يدرك أنها تغلى تحت صفيح ساخن، وبخاصة بعد ظهور جماعة «فدائيو خلق» وجماعة «مجاهدو خلق» اللتين اعتنقتا الفكر الماركسى، وكانت يقودهما بعض من أتباع المفكر الإيرانى «على شريعتى»، الذى يعتبر المنظر الأول للثورة الإيرانية.

    وفى عام ١٩٧٥ وبعد توقيع بغداد وطهران اتفاقية الجزائر، طلبت بغداد من الشاه الكف عن مهاجمة الخمينى وإلا فليرحل خارج الحدود العراقية، فالتزم الخمينى الصمت، ولكنه لم يستطع ذلك لمدة طويلة فكان خروجه من العراق عام ١٩٧٧، حيث استقر فى فرنسا بالقرب من العاصمة باريس، كانت وسائل الإعلام لا تنقطع عن أخذ تصريحاته أو التعليق عليها أو بثها.. كانت فرنسا ذاتها، وعبر أحد تقارير سفيرها فى طهران، قد تأكدت من أن الشاه قد انتهى، وأن صفحته قد طويت نهائيًا، كان الخمينى يعرف كيف يحرك القلوب والعقول معاً حتى بين أفراد الجيش الذى نجح فى التأثير على عدد كبير منه إلى الحد الذى عرفت فيه الكثير من قصص الهروب الجماعى لفصائل من القوات المسلحة بأسلحتها.

    فكانت المظاهرات التى انطلقت فى أرجاء إيران كلها دون أن تقدر قوات الأمن على مواجهتها أو الحد منها، لتصاب إيران بحالة من الشلل. ليكون رحيل الشاه وأسرته يوم ١٦ يناير عام ١٩٧٩، وقيل إنه أخذ معه مئات الملايين من الدولارات.

    وفى يوم ١ فبراير ١٩٧٩ كانت طهران على موعد مع زعيمها الجديد أية الله الخمينى الذى أعلن عدم شرعية حكومة «شاهبور بختيار»، وعين بدلا منه «مهدى بازركان»، فأعلن بختيار الحكم العسكرى، فرد عليه الخمينى بإعلان العصيان المدنى، وطلب من الإيرانيين تحدى حظر التجول لتندفع الملايين للشوارع، وتتصاعد حدة المواجهات وهو ما اضطر قائد الجيش لإعلان استسلامه وتحييد الجيش فى تلك المواجهات، فأعلن الخمينى قيام الجمهورية الإسلامية فى إيران وفر «بختيار» هارباً.. وهكذا استقرت رصاصة الخمينى فى قلب مقر الحكم الإيرانى.


    المصري اليوم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 1 مايو - 10:37