معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

2 مشترك

    بهاء طاهر.. الحالم الذى يكتب المختصر الجميل

    avatar
    محمد احمد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 502
    رقم العضوية : 81
    تاريخ التسجيل : 28/08/2008
    نقاط التميز : 885
    معدل تقييم الاداء : 51

    بهاء طاهر.. الحالم الذى يكتب المختصر الجميل Empty بهاء طاهر.. الحالم الذى يكتب المختصر الجميل

    مُساهمة من طرف محمد احمد الخميس 31 ديسمبر - 2:02

    بهاء طاهر.. الحالم الذى يكتب المختصر الجميل Bhaa520082414386


    فى قصة «بالأمس حلمت بك»، تسأل آن مارى الراوى: «قل لى أرجوك ماذا تريد؟
    ويجاوبها: ما أريده مستحيلا.
    > ما هو؟
    - «أن يكون العالم غير ما هو، والناس غير ما هم».
    لعل هذا هو المدخل الصحيح للكاتب المبدع بهاء طاهر، الذى يعد إحدى العلامات البارزة فى الأدب العربى خلال النصف الثانى من القرن العشرين بإسهاماته المتفردة ومواقفه المبدئية التى دفع ثمنها غالياً، راضياً بالتغرب فى سبيل الدفاع عما يؤمن به.

    لماذا أحب بهاء طاهر؟ ألأنه كاتب من طراز فريد، أم لأنه يمثل بمواقفه هذه القيمة التى بدأت تتوارى فى حياتنا الثقافية، قيمة أن يعيش الإنسان من أجل مبدأ، يعبر عنه ويجسده ويدافع عنه، مهما كلفه ذلك من تضحيات، أم لأنه يمثل الشاهد الحى بشخصه وأعماله على أن الكتابة الإبداعية هى من الناس وإليهم، تعبر عن آلامهم وآمالهم، عن أفراحهم وأحزانهم وقضاياهم الهامة، عن طموحاتهم وأحلامهم الصغيرة والجماعية، وأن الشطحات التى تحول الإبداع إلى نوع من الإنتاج فى المعامل أو الإنتاج المقطوع الصلة بالمجتمع هى شطحات محكوم عليها بالسقوط والنسيان؟

    أحب بهاء طاهر لكل هذه الأسباب مجتمعة، وأجد لديه من الذخيرة التعبيرية، ما يمكن أن يساعدنا فى التعبير عن أيامنا التى تبدو فى ظاهرها مثل القرش الماسح لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، مجموعة من الانكسارات والهزائم المتجاورة والمتلاحقة، أقساها وأخطرها، هزيمة الحلم الفردى والجماعى للمواطن البسيط.

    عندما تقابل بهاء طاهر تشعر على الفور بالألفة المحببة، يذكرك بالطيبين من عائلتك ومعارفك، مثل الخال الذى يعمل فى القاهرة ويحتفظ بكتب أجنبية كثيرة فى مكتبته، وعندما يأتى فى الأعياد والمناسبات يصافحك باهتمام ويخاطبك مثل رجل كبير وفاهم ويدير معك حوارات عميقة حول مختلف الشئون العامة، أو مثل الأستاذ عادل مقار مدرس اللغة الإنجليزية الرشيق الحالم، الذى وزع علينا ذات يوم سونيتات شكسبير، ولم تكن من المنهج المقرر طبعا، داعيا إيانا إلى حفظها وتذوقها، فظلت دعوته أحد أحلامنا إلى الآن، بهاء طاهر واسع الصدر أمام شطحات شباب الكتاب والشعراء ومؤمن بهم، يتابع كتاباتهم، ولا يتردد فى دعوة كل من يعرفه إلى قراءة المجيدين منهم، وعندما يجمعك وإياه النقاش حول قضية ثقافية أو عامة، تكتشف قدرته على الاستماع أكثر من الرغبة فى امتلاك ناصية الحديث وهو النجم اللامع الشهير الذى يستطيع أن يكون المتكلم بين السامعين، وتكتشف تواضعه الحقيقى وحيرته التى تعبر عنها الأسئلة أكثر مما يعبر عنها اليقين القاطع، لكنه ينقل إليك شعوراً واجباً بالمسئولية، دون أن يتحدث عن المفروض والواجب إلخ.

    لم يكتف بهاء طاهر بالكتابة الإبداعية القصصية والروائية لمواجهة كل أشكال التسلط ومحاولات النيل من حرية الكاتب أو تطويع الثقافة لتعبر عن هذا التوجه لسياسى أو ذاك بعيداً عن الهموم الحقيقية للمجتمع وتطلعات الناس، لكنه رأى أن يجسد ذلك بصورة مباشرة من خلال كتابه «أبناء رفاعة.. الثقافة والحرية»، الذى يدافع فيه عن ضرورة استقلال الثقافة وامتلاكها ناصية الحرية باعتبارها السبيل الأول للنهوض ببلادنا، وأن النهضة الثقافية هى التى يمكن أن تقود لنهضة سياسية والعكس ليس صحيحاً، فعندما ظهرت بوادر النهضة الثقافية فى مصر الثلاثينيات والأربعينيات استطعنا قيادة نصف العالم تقريباً قبل أن تهبط النكسة السياسية والعسكرية بالمكتسبات المصرية التى حققتها الثقافة، وحتى الآن لم نستطع أن نرمم بناءنا الثقافى لأن المرتكزات الأساسية للثقافة من الاستقلال والحرية، معرضة للتشويه والتشويش من دعاة الظلام حينا ومن دعاة الشمولية فى السلطة حينا آخر وكأن الطرفين قد تواطآ على هدم حلمنا الثقافى بالنهوض الذى يمكن أن رأس النهضة المصرية الحديثة، على اعتبار أن ما نملكه من مقومات القوة والقدرة لا يعدو أن يكون مجموعة من الذخائر الثقافية التى تلقى رواجا وتأثيرا فى محيطنا العربى والإقليمى.

    فى أحد اللقاءات الثقافية وفى تعليقه على زيادة المد المتطرف، يلخص بهاء طاهر الداء بقوله: «عندما عملت السلطة على ملاحقة المبدعين والمثقفين فى منتصف السبعينيات، هاجروا من مصر إلى المنافى المختلفة، وحلت محلهم مجموعة من الوعاظ الهاربين إلى دول الخليج، وبدأوا ينشرون التطرف، وما ساعدهم على ذلك هو غياب الثقافة والمثقفين الذين يستطيعون مواجهتهم»، ومازال الوعاظ مسيطرين على حياتنا، مثلما ظل المثقفون فى منافيهم، حتى بعد عودتهم إلى مصر، لأن المناخ الذى كان يفرز الأجيال الجديدة التى تتسلم الراية من سابقيها حدث له ما يشبه الانقطاع، وأصبحنا أمام فجوة كبيرة، يملؤها جيلان على الأقل غير مؤمنين بالدور الذى يمكن أن تقوم به الثقافة فى حياتنا.. طيب ما العمل يا عم بهاء؟

    يجيب عم بهاء: «حدث تغيير فادح فى الشخصية المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة، والحل لن يحدث إلا بالتضحية التي غابت عن ثقافتنا فكل منا يحتاج لغيره أن يدافع عنه ويتحمل العبء».

    بهاء طاهر.. الحالم الذى يكتب المختصر الجميل Empty رد: بهاء طاهر.. الحالم الذى يكتب المختصر الجميل

    مُساهمة من طرف marmar الأحد 7 فبراير - 11:02

    شكرا عم محمد

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل - 1:11