معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    بغداد ... معالم وجراح

    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    بغداد ... معالم وجراح Empty بغداد ... معالم وجراح

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الثلاثاء 6 أكتوبر - 10:24

    بغداد ... معالم وجراح



    أحب المنصور أن يبني مدينة يمكن تحصينها من الفتن ليتخذها دارا للمملكة فسار بنفسه يرتاد الأماكن حتى انتهى إلى بغداد وهي إذ ذاك قرية صغيرة يقوم بها سوق فأعجبه المكان لموقعه الإستراتيجي، فخط البناء ووضع أول لبنة بيده فقال: ( بسم الله والحمد لله، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين..ابنوا على بركة الله ) , واستمر البناء بين عامي (145هـ ـ 149هـ)، وسماها (مدينة السلام) وعرفت أيضا بـ(المدينة المدورة) ؛ لأنها دائرية الشكل وكان أسلوبا جديداً في البناء، وجعل لها أربعة أبواب، كل باب يحمل اسم المدينة التي تجاهه (باب الشام/ باب الكوفة/ باب البصرة/ باب خراسان)، وبنى ( قصر الذهب ) وسطها لإقامته وخلافته وبجانبه المسجد الأعظم، فحفر نهر الفرات فأُجري إلى بغداد وتقع بغداد على خط طول75ْ، وخط عرض 34ْ.



    الكرخ والرصافة

    بعدما بنى المنصور مدينة بغداد أُشير على المنصور بإخراج الأسواق من المدينة حتى لا يوافي الجواسيس من الأطراف بعلة التجارة فبنى السوق خارج المدينة وسمي الكرخ (قرب جسر الشهداء).

    أما الرصافة فبناها المنصور عام 151هـ وذلك عندما عاد ولي عهده (المهدي) بجيشه من الري فلم تسعهم المدينة، فبنى (الرصافة) له في الجانب الشرقي لدجلة مقابل المدينة المدوّرة.



    الحصار الأول لبغداد

    أول حصار فُرِض على بغداد كان في الفتنة التي وقعت بين الأمين والمأمون أولاد الرشيد رحمه الله (عام 196هـ) فأرسل المأمون ـ وكان في خراسان ـ جيشاً إلى بغداد مقر الأمين، فهزمه وحاصر المدينة وضربها بالمنجنيق حتى تخربت فيها معالم الحضارة، فكثر العابثون واغتالوا الأبرياء ونهبت الأموال حتى انبرى جماعة من خيار الناس فتصدوا لهم ومنعوهم وأخرجوهم بقوة السلاح، وساد الحزن بغداد حتى قال الشاعر:



    من ذا أصابك يا بغداد بالعين ألم تكوني زمانا قرة العين

    ألم يكن فيك قوم كان مسكنهم وكان قربهم زينا من الزين

    صاح الغراب بهم بالبين فافترقوا ماذا لقيت بهم من لوعة البين

    استودع الله قوما ما ذكرتهم إلا تحدر ماء العين من عيني

    كانوا ففرقهم دهر فصدعهم والدهر يصدع ما بين الفريقين



    وبعد انتصار المأمون وقتل الأمين حرص حاشيته من أخواله الفرس على نقل مقر الخلافة إلى خراسان فلم يُفلحوا .



    العودة لبغداد

    اضطر المعتصم العباسي أن ينقل الخلافة إلى مدينة سامراء سنة 256هـ بسبب استقدامه للأتراك والاعتماد عليهم، فضاق أهل المدينة بهم مما دعاه للانتقال، واستمر الحال على ذلك ما بين (218هـ-256هـ) وفي عهد الخليفة المعتمد على الله أُعيد مقر الخلافة إلى بغداد بسبب تعرضها لخطرين:

    الأول: استيلاء يعقوب الصفار على بلاد فارس، ومسيره إلى بغداد حتى وصل إلى (دير العاقول) 80كم عن بغداد قبل أن يهزمه جيش المعتمد بقيادة أخيه الموفق.

    الثاني: ثورة الزنج في البصرة الذين خربوا وقتلوا ونهبوا، وادعى رأسهم (بهيوذ) أنه مطلع على الغيب، وكان له منبرا يسب عليه الصحابة رضي الله عنهم، واستولى على البصرة وواسط وغيرها، وسار إلى بغداد فوجه إليه المعتمد أخيه الموفق فهزمه.

    وهكذا عادت الخلافة إلى بغداد في جهة الرصافة قرب شارع النهر، وسمي المكان بدار الخلافة وبُنيت الأسواق هناك كسوق الثلاثاء بالقرب من سوق السراي.



    سيطرة البويهيين على بغداد

    تولى المقتدر بالله الخلافة (295هـ ـ320هـ) وكان صغير السن قليل الخبرة فسيطرت أمه وخاله على الأمور، ومن جنوبي العراق توغل القرامطة، فضلاً عن الإسراف في أموال الدولة، وتجرؤ بعض المتنفذين على الإستقلال بالحكم، كل هذه الفوضى شجّعت البويهيين الفرس للدخول إلى بغداد، وأبقوا الخليفة العباسي إلا أنهم جرّدوه من أملاكه وسلطاته إلا من بعض الأمور الدينية كالإمامة في الصلاة وغيرها.

    مارس البويهيون التعصب لفكرهم الشيعي فأخذوا يعملون على ترويجه بالقوة، ففي سنة 351هـ كتبوا على أبواب المساجد لعن معاوية رضي الله عنه، ولعن من اغتصب -كما يزعمون- فدك من فاطمة رضي الله عنها، وهم أول من أمر بغلق الأسواق ونصب القباب فيها في عاشوراء، وأخرجوا النساء منشورات الشعر يلطمن الخدود، وأقاموا المآتم في الشوارع، ولم يكن أهل بغداد يعرفون شيئا من هذا من قبل، وابتدعوا (عيد غدير خم) الذي يدّعون أن فيه أوصي بالخلافة لعلي رضي الله عنه دون الصدّيق رضي الله عنه.

    وقد كان البويهيون أول من أثار الانقسامات الطائفية بين السنة والشيعة فاختلّ الأمن في بغداد، وعاش أهلها في قلق شديد بل بلغ الأمر أن كلّ محلة وضعت سوراً حول محلتها، ورافق ذلك كله تدهور الأوضاع الاقتصادية فجعل أهل بغداد يهجرونها لتصبح خراباً، وقد أجمع المؤرخون على أن عصر البويهيين عصرا مظلماً بعيداً عن قيم الإسلام.

    بغداد في عهد السلاجقة

    السلاجقة قوم أصلهم من الترك سطع نجمهم في بلاد ما وراء النهر بعد اعتناقهم للإسلام وميلهم إلى مذهب أهل السنة، فكانوا ندا للبويهيين، فاستطاعوا أن يقضوا على البويهيين في فارس.

    ثم جدت ظروف أسرعت بالسلاجقة إلى بغداد؛ فقد تمرد البساسيري أحد قادة البويهيين في بغداد على سيده البويهي وعلى الخليفة، وحاول أن يستبد بالأمر وأن يدعو الخليفة الفاطمي في مصر فاستنجد الخليفة العباسي (القائم) بزعيم السلاجقة "طغرل بك" فسار بجيشه حتى دخل بغداد سنة 447هـ، وأعلن الولاء للخليفة، وأعاد للخلافة هيبتها، وكان للسلاجقة دور إيجابي في تثبيت أركان الخلافة الإسلامية وإطفاء نار الفتن وقمع البدع .. لذا يقول المفكر الإسلامي عماد الدين خليل: (السلاجقة في بغداد كانوا كالأيوبيين في الشام) بل إن الأيوبيين ساروا على نهج السلاجقة في سياستهم إذ أن السلاجقة أقدم من الأيوبيين، فقد أنشأ السلاجقة المدارس الدينية التي تهدف إلى بثّ الروح الجهادية في نفوس طلابها، كالمدرسة النظامية.

    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    بغداد ... معالم وجراح Empty رد: بغداد ... معالم وجراح

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الثلاثاء 6 أكتوبر - 10:24

    المغول يحتلون بغداد

    عندما توجه هولاكو إلى بغداد أرسل للخليفة خطابا يدعوه للاستسلام وفيه (لابد أنه قد وصل إلى سمعك ما حدث للعالم على أيدي الجيوش المغولية .. واعلم أني قد غضبت عليك وقدت الجيش إلى بغداد فسوف لا تنجو مني)، فرد عليه الخليفة المستعصم بالله ردا عنيفا، ولما لم تجدِ هذه الطريقة أرسل أحد جواسيسه إلى ابن العلقمي وكان وزيرا شيعيا متعصبا يستجيب لكل ما ينزل الضرر بأهل السُنّة، فاستجاب لدعوة التتار وبدأ يبث الوهن وحث الخليفة على التعاون مع المغول وتثبيطه عن المواجهة، واقترح أن يرسل الخليفة إلى هولاكو بالهدايا والأموال ليسترضيه .. ولم تلق هذه الفكرة قبولا عند الكثير بل اتهموه بالخيانة. تقدم هولاكو نـحو بغداد فدخلها واستباحها أربعين يوما قتلا( شمل الشيوخ والشباب والأطفال رجالا ونساء ) وحرقا لكل معالم الحضارة، وخفت صوت المدينة الذي كان يملأ الأسماع ويغمر القلوب.

    وما أشبه اليوم بالبارحة، فهاهو التاريخ يعيد نفسه ( والتاريخ درس لا يهمله إلا الجاهلون ) وهاهي العوامل التي أدت إلى احتلال بغداد بالأمس هي نفسها التي أدت إلى احتلالها اليوم: التفرق والتشتت، الحرص على الأموال التي أصبحت نهبا للصوص، الحرص على النفوس التي أصبحت مباحة للمجرمين (قتلا وخطفا وتشريدا)، حب الدنيا وكراهية الموت في سبيل الله.







    استقلال بغداد ( في عهد الجلائريين )

    لقب هولاكو بلقب (ايلخان) أي الخان الأكبر وأصبحت بغداد ولاية خاضعة لحكم الاليخانيين.

    بعد وفاة الخاقان الثامن نشأ صراع على السلطة في العراق استطاع من خلاله أمير مغولي (يدعى حسن جلائر) -وهو ليس من أحفاد هولاكو- بسط سيطرته على العراق وجعل بغداد عاصمة له سنة 736 هـ.

    أصبحت بغداد تحت حكم الجلائريين، وهم من المغول اسلموا واتبعوا المذهب الشيعي واستقلوا عن إمبراطورية المغول، ولكن المغول استطاعوا دخول بغداد مرة أخرى في عهد تيمورلنك في سنة 804هـ (1401م) وذبحوا الألوف من الناس، وهدمت المساجد والمدارس والمساكن.

    وبعد وفاة تيمورلنك وتفكك إمبراطوريته عاد آخر الحكام الجلائريين الذي كان قد فر عند دخول تيمورلنك بغداد إليها وأعاد ملكه، ولكن كان هذا الملك ضعيفاً فحدثت خلافات داخلية بين الأمراء، وتعرضت بغداد لعدة أوبئة وغرقت بسبب إهمال السدود والأنهار، ولا يذكر بخير في هذا العهد إلا (خواجة مرجان) الذي استولى على الحكم وأنشأ جامع مرجان وجعله مدرسة على غرار النظامية.





    الصفويون يستغلون الفوضى

    كان لظهور الصفويين على الساحة أثر خطير على العالم الإسلامي؛ فقد أرسى إسماعيل الصفوي قواعد الدولة الصفوية في إيران ثم أرسل جيشه بقيادة "حسن لاله" إلى بغداد فدخلها سنة 914هـ. وعلى الرغم من الدخول السلمي لإسماعيل الصفوي لبغداد إلا أنه أمر بمذبحة راح ضحيتها كثير من الناس، وأمر بنبش قبر أبي حنيفة رحمه الله واستباح المسجد.

    وقد اتجه الصفويون في سياستهم في العراق اتجاهاً فارسياً وكانوا على وشك أن يعيدوا العراق إلى ما كان عليه قبل الإسلام فارسي اللغة والتقاليد لولا الزحف العثماني الذي حال دون غايتهم.

    كما مارس إسماعيل الصفوي تعصباً طائفياً فأعلن أن المذهب الشيعي هو الدين الرسمي لدولته بعد أن كان المذهب السُنّي في إيران هو الغالب، وهو أول مَن ابتدع في الآذان ما لم يكن فيه في القرون الثلاثة الأولى، وهو الذي أجج الصراع الطائفي بين السُنّة والشيعة، ومارس قتل العلماء الذين لا يوافقون على سب الصحابة رضي الله عنهم.

    وبالجملة كان دور الصفويين معوقاً للفتح الإسلامي في أوربا حيث تحالفوا مع البرتغاليين ضد الدولة العثمانية الإسلامية وساهموا في فك الحصار عن فيينا حين اضطر العثمانيون للرجوع عن إكمال الفتح حتى يكفوا شر الصفويين عن العراق وتخوم الدولة الأخرى.



    الصراع على بغداد ( بين العثمانيين والصفويين)

    احتدم الصراع بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية على العراق وعاصمته بغداد، وكان الصراع سجالاً بينهما تجرعت من خلاله بغداد ألواناً من الأذى والآلام؛ فاستطاع العثمانيون الدخول إلى بغداد بعدما هزموا الصفويين في معركة جالديران.

    ولكن الصفويين عادوا وحاصروا بغداد واستعادوها، فزحف السلطان سليمان حتى دخل بغداد سنة1534م.

    إلا إن الحكم الصفوي استطاع أن يعود مرة أخرى إليها سنة 1623م في عهد الشاه عباس مستغلاً الضعف الذي كانت تمر بها الدول العثمانية حيث حاصر الشاه بغداد وحدثت المجاعة فيها.

    وحدثت في وسط هذه الأزمة الطاحنة حوادث بين السُنّة والشيعة حتى استولى الشاه على بغداد وقتل كثيراً من أهل السُنّة وهدم جامعي أبي حنيفة والكيلاني.

    إلا أن عمر هذا النصر الصفوي كان قصيراً إذ استطاع السلطان العثماني "مراد الرابع" استعادة بغداد لآخر مرة سنة1638م.

    ثم عقد العثمانيون والصفويون معاهدة حول الحدود، ما بين عامي (1704م ـ1723م) وتعاقب على حكم بغداد بعد ذلك عدد من الباشوات حيث تولى "حسن باشا" وكان ذا كفاءة عالية، إلا أنه في أواخر حكمه تحرك الصفويون على الحدود، ليحتدم الصراع في عهد ابنه (أحمد باشا)، وعند ظهور نادر قلي (نادر شاه) -أحد زعماء الصفويين- اشتد الصراع بينهما، فأرسل نادر شاه تهديداً إلى أحمد باشا فيه ( نـحن سائرون لنتنسم هواء بغداد العليل)، إلا إنه لم يستطع فعل شيء لوجود مقاومة عنيفة ضده، فعاود نادر شاه الكرة مرة أخرى أواخر( 1145هـ/ 1732م) وحاصر بغداد حد المجاعة، فوجّه علماء بغداد ووجهاؤها رسالة له جاء فيها (نـحن لا نسلم حجراً من أحجار بغداد حتى نُقبر في مكاننا هذا) فدارت معركة حامية بين الجيشين انتهت بخسارة الصفويين.

    وفي عام (1232هـ/1817م) أصبح داوود باشا المعروف بقوته والياً على بغداد، وحاول تقليص النفوذ البريطاني -حيث كان المقيم البريطاني جيمس يمثل الرجل الثاني في صلاحياته بعد الوالي - ، فأعلن (أن حكومة بغداد لا تعترف بأية حقوق أوربية)، وكان له نشاط عمراني واضح فبنى جامع (الحيدر خانة ، وجامع الأزبك). وله إصلاحات مهمة كاستصلاح الأراضي وغيرها.

    فلم يرق للبريطانيين ولا للصفويين هذه القوّة التي يتمتع بها داوود باشا فبدؤوا بالضغط على السلطة المركزية مما أضعف داوود باشا ليعود النفوذ البريطاني كما كان، بل تمكنوا من إسقاطه ليزداد نفوذهم، وتنصيب الوالي (علي رضا باشا) الذي تعاون معهم حتى أسسوا سنة (1837م) شركة على نهر دجلة، فطلب قائد بحرية الهند من الحكومة البريطانية أن تأتي برؤوس الأموال والمهاجرين ليحتلوا العراق، وكان هذا القائد قد أعد التقارير التفصيلية عن أوضاع العراق.



    شارع الرشيد

    عام 1916م قام الوالي العثماني "خليل باشا" بافتتاح شارع الرشيد الذي عُرِف بمقاهيه الأدبية كـ( مقهى الشابندر 1917م ، ومقهى الزهاوي) وفيه يقع جامع الحيدرخانة الذي اشتهر بانطلاق الثورات والمظاهرات منه، وفيه أيضا شارع المتنبي وسوق السراي .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو - 12:17