معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    مفهوم الحرب في الإسلام

    avatar
    صابر
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 419
    رقم العضوية : 187
    تاريخ التسجيل : 28/11/2008
    نقاط التميز : 820
    معدل تقييم الاداء : 137

    مفهوم الحرب في الإسلام Empty مفهوم الحرب في الإسلام

    مُساهمة من طرف صابر الخميس 5 فبراير - 3:42

    مفهوم الحرب في الإسلام

    أو العقيدة العسكرية الأسلامية:

    من المهم هنا قبل أن نتكلم عن العلوم العسكرية في الإسلام أن نشرح نظرة الإسلام إلى الحرب، ونلخص هذا المفهوم في عدد من النقاط الرئيسية: ــ

    أولا أن السلام هو الغاية والهدف.. والحرب احدى وسائل تحقيق السلام وفي ذلك يقول القرآن الكريم.
    - "ادخلوا في السلم كافة" البقرة 208
    - "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" الأنفال 61.
    - "فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا" النساء90.

    ثانيا أن الحرب في الإسلام نوعان:
    1- دفاعية: لحماية أرض المسلمين وعقيدتهم، وفي ذلك يقول القرآن:
    ـ "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " البقرة 194
    - "والذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة "واحدة "النساء 102 ) .
    ـ وخذوا حذركم ".
    - "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا" الحج 39"
    ب هجومية: وليس الهدف منها الغزو والاستعمار وقهر الشعوب أو إكراه الأمم على اعتناق الدين، ولكن الهدف تحرير إرادتها وحريتها لكي تختار الدين الحق.. دون قهر من الحكام أو الغزاة وفي ذلك يقول تعالي.
    - "لا إكراه في الدين قد تبين الرشدى من الغي ".
    - "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " البقرة 25 .
    - ثالثا: أن الشدة في القتال لا تعني القسوة ولا الوحشية ولا الظلم، فقد أمر المسلمون بالشدة في القتال بمعنى العزم والحزم وعدم التراجع فقال: "ولا تولوهم الأدبار".
    "حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق " محمد 47
    " قاتل الكفار واغلظ عليهم ".
    ب- وفي نفس الوقت أمروا بالرحمة والعدل والرفق بعد الانتصار فقال تعالي: "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا".
    "فإما ما بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها". محمد 47
    "وإن حكمتم فاحكموا بالعدل ".
    "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ".

    كان هذا هو الجانب العقائدي تحدثنا عنه بايجاز شديد وبقي الجانب الآخر الذي هو موضوعنا الرئيسي من هذا البحث وهو الجانب العلمي من العسكرية الاسلامية.

    فعندما نزل أمر الله للمسلمين بالجهاد.. لم يكلهم إلى عقيدتهم وحدها، ولم يكتف بمعنوياتهم العالية، بل قال لهم (وأعدوا)،والامر بالاعداد هنا لا يقتصر على السلاح وحده.. بل يشمل التنظيم الشامل المتواصل للحرب ماديا ومعنويا، وابتداء من تعليم الضبط والربط والنظام، الى التدريب المتواصل على كل الاسلحة، الى دراسة الخطط الحربية إلى معرفة جغرافية المناطق والمواقع.. ثم الحرص على الاسلحة الحديثة والمتطورة والتدريب عليها.. ومنذ اللحظة الاولى لنزول الامر بالجهاد.. ابتدأ الرسول (صلعم) يعلم اتباعه ويعدهم للانطلاقة الكبرى لنشر الدين في اقصى بقاع الارض بل كانت تعاليمه (صلعم) بمثابة مدرسة لتخريج القادة العظام لامن جيله فحسب بل على مر العصور والاجيال.

    النظام الانضباط في الجيوش الاسلامية
    كان بدو الصحراء لا يعرفون النظام.. ومن الصعب عليهم ان يقفوا في صف احد.. أو صنع طابور.. فجاء الإسلام ليربيهم تربية جديدة فيها النظام وفيها دقة المواعيد.. وفيها الطاعة والضبط والربط فأمرهم بالوقوف في صف واحد للصلاة.. الكتف في الكتف والقدم بجوار القدم لا يتأخر احدهم عن أخيه ولا يتقدم، وينذرهم بأن (الله لا ينظر إلى الصف الأعوج) اي أن الصف كله يتحمل وزر من في لف النظام من أعضائه، وعلمهم المحافظة على المواعيد، الى حد الدقيقة والثانية فإذا أن المؤذن للصلاة لا يتغيب أحد ولا يتقاعس أحد، ولو كان تجارة أو طعام لانفضوا عنه لكي يستجيبوا الى داعي الرحمن وإقامة الصلاة، ومن هنا فقد تعلم جنود المسلمين الضبط والربط ودقة المواعيد لأن هذه كلها من أصول العبادات ومن أوامر الدين التي يؤدونها كل يوم خمس مرات في حياتهم اليومية..

    ولا يقتصر هذا الإنضباط في الاسلام على فريضة الصلاة وحدها، بل إن كل فرائض الإسلام الأخرى من حج وصوم وزكاة.. تربي المسلم على معنى الإنضباط والالتزام
    avatar
    صابر
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 419
    رقم العضوية : 187
    تاريخ التسجيل : 28/11/2008
    نقاط التميز : 820
    معدل تقييم الاداء : 137

    مفهوم الحرب في الإسلام Empty رد: مفهوم الحرب في الإسلام

    مُساهمة من طرف صابر الخميس 5 فبراير - 3:43

    وبفضل هذه التربية لم يكن من الصعب على قادة المسلمين إعداد الجيوش في ايام معدودة، أو تجميع الامدادات وإرسالها أو تحريك الكتائب لمباغتة العدو في فترات قياسية، ففي الجيوش العادية يجازي من يتخلف عن التجنيد بالغرامة او السجن، أما في جيوش الاسلام، فإن الجزاء أشد من ذلك بكثير، إنه خسارة دينه ودنياه، وحرمانه من نعيم الجنه، وتحضرنا هنا قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن نداء الجندية في عهد الرسول.. بغير مرض ،ولا عذر قاهر، فلما اكتشفوا هول الخطأ الذي ارتكبوه في حق دينهم ودعوتهم وابتعد عنهم الناس وقاطعوهم حتى زوجاتهم وأولادهم، فضاقت بهم الدنيا بما رحبت ولم يجدوا مخرجا من الله الا التوبة له.. فربطوا أنفسهم
    بالحبال.. وانعزلوا في بقعة من الأرض لا يأكلون الطعام، وكادوا أن يهلكوا لولا ان نزل عليهم أمر الله بالعفو والغفران وإنذارهم ألا يعودوا لمثلها أبدا، فكانت تلك الحادثة قدوة وعبرة للأجيال من بعدهم ألا يتخلف احد عن داعي الجهاد، ولا يتأخر.

    ومع مضي الزمن، وتطور الحروب الإسلامية والفتوحات كان النظام والطاعة من العوامل الرئيسية في انتصارات المسلمين، فكان الجندي المسلم لا يستطيع أن، في لف قائدة أو يعصي أمره، أما القادة فكانوا فيما بينهم مثال، التواضع والز هد في المناصب، والبعد عن الغيرة الشخصية وجو الدسائس ،وعندما حاصر المسلمون مدينة القسطنطينية على عهد الخليفة سليمان بن عبدالملك وهو الحصار الذي استمر شهورا متوالية.. كان في الجيش جميع أمراء بني أميه.. ومنهم المرشحون للخلافة، ومع ذلك فقد كان القائد يعاملهم كأى، جندي عادي.. ويوقع عليهم من المسئوليات والواجبات بل وأيضا العقوبات كأي جندي آخر.. وهذا مثل راق لما وصل إليه المسلمون من الضبط والربط.

    نظام التجنيد.. والديوان:
    عندما ابتدأت الدعوة الاسلامية إلى الجهاد كانت الجندية تطوعا وامتحانا للعقيدة والايمان، ثم تحول التطوع إلى واجب والتزام لا يجوز لمسلم مهما كان عذره أن يتخلف عنه إلا أن يكون واحدا من ثلاثة حددهم القرآن في قوله تعالى:
    " ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج "الفتح 17"

    فالمرض المزمن مثل أمراض القلب والرئتين وكذلك العمى والعرج أوالمقصود بالأعرج كل صاحب عاهة تمنعه عن القتال، هذه هي الأسباب الثلاثة الوحيدة التي تعفي من التجنيد في الاسلام ومازالت هي نفس الأسباب في عصرنا الحديث، وطبيعي أن يكون السن شرطا آخر وقد حدد بخمسة عشر عاما وكان الرسول يرد من هو أصغر من ذلك، أما كبر السن فلم يكن له حد لمن أراد تطوعا.

    وعندما تولى عمر الخلافة وتوسعت فتوح الاسلام اصدر أول أمر بالتجنيد الالزامي فقال في خطابه إلى ولاة الاقاليم لا تدعوا أحدا من أهل النجدة ولا فارسا إلا جلبتموه فإن جاء طائعا وإلاحشرتموه " ،وهكذا لم يكن يعفي من التجنيد في دولة الإسلام إلا غير المسلم لأن أهل الذمة معفون من الجندية، ولم يكن التجنيد إلزاميا للمرأة، ولكنه حق لها اذا وافق زوجها،فكانت نساء الصحابة يشاركن مع الرجال في الفتوحات الإسلامية الاولى.. فشاركن في فتوح فارس والشام ومصر بل شاركن في معارك البحر في ذات الصواري، وكان عمل المرأة تجهيز السلاح ومداوة، الجرحى وطهو الطعام ورعاية الخيل، فإذا احتاج الأمر شاركت في القتال الفعلي.

    وكان يجري إحصاء الجند وتسجيلهم في ديوان الجند، وبموجب الديوان يعطي الجندأعطياتهم ما داموا على قيد الحياة، فإذا استشهد الجندي ينقل ديوانه إلي أهله.

    وكان من وسائل الاحصاء في الجيوش (2) الاسلامية أن يمر كل جندي امام قائده أو رئيس وحدته.. فاذا وقف أمامه رمى بسهم من كنانته في مكان معين وبعد انتهاء المعركة يعاد العرض ليأخذ كل جندي سهما.. فالأسهم التي لم يأخذها أحد تبين عدد الشهداء والجرحى،وكان الجند في الجيش الاسلامي نوعين:
    جنود محترفون ونظاميون وهؤلاء لا عمل لهم سوى القتال، ويصرف عطاؤهم من، بيت إلي ل علاوة على أسهمهم من الغنائم، وجنود متطوعون يلحقون بالجيش من البوادي والأمصار والبلاد المفتوحة (من المسلمين) ويتم تجنيدهم أثناء الفتوحات والقتال ولهم نصيب من الغنائم ولكن ليست، لهم رواتب .

    وكان عدد الجند في أواخر عهد الرسول (صلعم) ثلاثين الفا من المشاة وستة آلاف فارس وفي عهد أبي بكر وعمر بلغ... ر. 15 ثم زاد العدد باطراد الفتوحات وتوسعها، فيذكر ابن خلدون أن الخليفة المعتصم قد غزا عمورية بجند عدده... ر. 90 أي قرابة المليون.

    والمسلمون أول من ابتكر نظام الدواوين والإحصاءات وكلمة الديوان عربية انتقلت عن العرب إلى أوروبا وما زالت حتى اليوم مستعملة وهذا دليلا على فضل الحضارة الاسلامية

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل - 16:59