معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    موجة الترانسفير وأسرار مذبحة عكا

    موجة الترانسفير وأسرار مذبحة عكا Empty موجة الترانسفير وأسرار مذبحة عكا

    مُساهمة من طرف marmar الجمعة 24 أكتوبر - 2:27

    فالاعتداءات التي بدأها المتطرفون اليهود ضد فلسطيني عكا منذ 8 أكتوبر تحمل الصبغة الرسمية ، وهذا ما أكدته تصريحات وزيرة الخارجية زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي تسيبي ليفني خلال زيارتها للمدينة ، حيث طالبت عرب عكا باحترام عيد الغفران اليهودي واحترام خصوصيات إسرائيل ، الأمر الذي يحمل دليلا قويا على سعي تل أبيب لتهويد المدينة وطرد الفلسطينيين منها.

    وهناك سوابق عديدة تدعم هذا التوجه العنصري الإسرائيلي ، فقد قامت إسرائيل على مدى السنوات الماضية بسرقة الأرض الفلسطينية داخل الخط الأخضر من خلال عدد من القوانين الجائرة منها قانون "شارع عابر إسرائيل" لتهويد النقب والمثلث والجليل وقانون "أملاك الغائبين" الذي سيطر الكيان الصهيوني من خلاله على أملاك اللاجئين والنازحين الفلسطينيين.

    وفي 14 نوفمبر 2007 ، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل إيهود أولمرت أنه اشترط على قيادة السلطة الفلسطينية الاعتراف بيهودية إسرائيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

    اصرار إسرائيل على هذا الطلب يعنى تصفية القضية الفلسطينية نهائيا لأنه ببساطة يتضمن إسقاط حق العودة وسحب أي أساس تاريخي وقانوني للقرار الدولي 194 حول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ، كما أن الاعتراف الفلسطيني بالهوية اليهودية لإسرائيل يوفر لها مشروعية قانونية في أن تتبنى سياسة قصر المواطنة فيها على من يحمل الهوية الدينية اليهودية دون غيره وبهذا المعنى سيجد عرب الـ48 في إسرائيل أنفسهم أمام سياسات وتشريعات إسرائيلية جديدة تضعهم في موقف أسوأ وأصعب كثيراً مما هم فيه حالياً ويمهد لطردهم فيما بعد وانتهاء أى أمل بعودة اللاجئين في الشتات لأراضيهم المغتصبة داخل الخط الأخضر

    موجة الترانسفير وأسرار مذبحة عكا Empty رد: موجة الترانسفير وأسرار مذبحة عكا

    مُساهمة من طرف marmar الجمعة 24 أكتوبر - 2:30

    يوم الأرض

    وبالنظر إلى وعي فلسطيني 48 لأبعاد المخططات الإسرائيلية السابقة ، فقد أكدوا أن مصادرة الأراضي واعتداءات


    المتطرفين اليهود لن تفت في عزيمتهم ولن تدفعهم للرحيل ، ولعل أحداث يوم الأرض مازالت ماثلة في الأذهان.

    ففي 30 مارس 1976 ، نظم فلسطينيو 48 إضرابا عاما ، احتجاجا على قيام الحكومة الإسرائيلية بمصادرة عشرات آلاف الدونمات من أراضي المواطنين العرب ضمن خطة منهجية ومبرمجة للاستيلاء على ماتبقى من الأراضي وتهويد الجليل والمثلث والنقب.

    هذا الإضراب فاجأ قادة الاحتلال وأكد لهم أن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لم يفقدوا روح التضحية حيث كانت هبة الجماهير العربية كبيرة وانفجرت براكين الغضب ضد المصادرة والتهويد والقهر اليومي الذي عانى منه فلسطينيو 48 ، ما دفع الشرطة الإسرائيلية لقمع المسيرات بشكل وحشي ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين هم خير ياسين من قرية عرابة ورجا أبو ريا من سخنين وخضر خلايلة من سخنين وخديجة شواهنة من سخنين ومحسن طه من كفركنا ورأفت الزهيري من عين شمس بالإضافة إلى جرح 226 آخرين واعتقال المئات .

    لقد كان الفلسطينيون على الموعد في 30 مارس 1976 ليعلنوا رفضهم لسرقة الأرض العربية وقلبت الأحداث التي شهدها هذا اليوم وعرفت بـ "يوم الأرض" بعنفها وشمولها وتنظيمها توقعات الإسرائيليين وحطمت قيود العزلة وهدمت جدران الصمت ليحلق فلسطينيو الداخل في فضاء القضية الفلسطينية معانقين جرح الوطن بأكمله منسجمين مع الهم العربي الشامل.

    وظهر هذا واضحا أيضا في عام 2000 ، عندما استشهد 13 من فلسطيني 48 إثر إطلاق الشرطة الإسرائيلية النيران على متظاهرين كانوا يبدون تضامنهم مع اندلاع الانتفاضة الثانية.

    وهكذا يتأكد أن كل المحاولات الإسرائيلية لم تستطع انتزاع شرعية الوجود من فلسطينيي الداخل وصار الفلسطيني المغتصب في وطنه أسطورة في الصمود والارتباط بالأرض وأملا لشعب بأكمله وتبلورت الهوية السياسية الوطنية لكل فلسطيني يعيش داخل إسرائيل عبر التضحية في سبيل البقاء حرا أبيا في وطنه مهما عظمت التضحيات بجانب إفشال الهجمات المتلاحقة للاستيلاء على الأرض وتهويد المناطق العربية وجعل المواطنين العرب أقلية لتعلو قضية فلسطيني الداخل كجزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية ككل.

    وفي ضوء هذا الفشل الذريع ، لجأت السياسة الصهيونية لمخطط خبيث جديد لطرد المواطنين العرب من فلسطين التاريخية، عبر تشجيع المتطرفين اليهود بالاعتداء على منازل وممتلكات المواطنين العرب وذلك لتجنب إثارة الرأي العام العالمي من ناحية ، ولتحميل عرب 48 مسئولية ما يحدث من ناحية أخرى ، ومن هنا جاءت أحداث عكا.

    أحداث عكا

    ففي 8 أكتوبر ، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتطرفين اليهود والعرب وذلك بعد تعرض شاب فلسطيني للاعتداء بحجة قيادته سيارة داخل المدينة في "يوم الغفران" اليهودي الذي تشل فية الحياة تماما
    وبدأت أعمال العنف عندما دخل فلسطيني من عكا بسيارته إلى المدينة بعد بدء الاحتفال بعيد الغفران الذي لا يحق لليهود فيه التنقل بالسيارات ، وسرعان ما تحول الاعتداء إلى صدامات بين المئات من العرب واليهود عندما تدخل العرب للدفاع عن سائق السيارة وإنقاذه من براثن المتطرفين اليهود الذين حاولوا الفتك به ، وتركزت الاعتداءات في الحي الشرقي من المدينة والذي يعرف عربيا بحي المنشية، والذي تستوطنه غالبية يهودية، قبل أن تمتد لمناطق أخرى في عكا ، ما أدى إلى إصابة العشرات من عرب 48 ، بالإضافة لأضرار مادية كبيرة .

    ورغم أن الشرطة الإسرائيلية قامت بإغلاق المدينة وإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الاشتباكات ، إلا أنها تجددت في 11 أكتوبر إثر قيام مئات المتطرفين اليهود بالاعتداء على منازل مواطنين عرب وإطلاق تصريحات عنصرية تتضمن عبارة "الموت للعرب".

    تلك الاعتداءات الوحشية لم تكن لتتجدد بدون دعم رسمي من الحكومة ومن الشرطة الإسرائيلية وهذا ما أكده النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي واصل طه الذي وصف ما يجري في عكا بأنه جزء من مخطط صهيوني لا يستهدف عكا فحسب بل يستهدف المدن العربية الساحلية أيضا خصوصا حيفا واللد والرملة وذلك بهدف طرد المواطنين العرب من فلسطين التاريخية .

    وحول مواقف قادة إسرائيل ، شيمون بيريز وإيهود إولمرت وتسيبي ليفني ، الداعية إلى تهدئة الأوضاع في المدينة ، أوضح طه أن ذلك يستهدف ذر الرماد في العيون وأنه لولا الدعم الرسمي الصهيوني وتراكم التصريحات العنصرية ضد العرب ، لما استطاع المتطرفون الصهاينة الاعتداء على المواطنين العرب في فلسطين المحتلة عام 1948 ، مناشدا وسائل الإعلام العربية بتوخي الدقة عند تغطيتها لأخبار عكا وعدم الوقوع "فخ" المصطلحات الصهيونية .

    واستطرد يقول :" ما يحدث في عكا هو "مذبحة" بحق المواطنين العرب الفلسطينيين وليس اشتباكات أو صدامات، لأن الطرف الآخر مدجج بالأسلحة ولديه تغطية رسمية للقيام بهذه المجزرة، أما نحن -العرب- فلا نملك إلا إرادتنا ووحدة صفنا " ، معربا عن أسفه لعدم صدور إدانة رسمية عربية ضد إسرائيل.

    وفي السياق ذاته ، حذر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 مما وصفه بتوافق عالمي صهيوني لتهجير فلسطينيي الداخل في ظل الحديث المستمر عن تبادل سكاني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي، مشيرا إلى أن الحكومات الإسرائيلية تعتبر فلسطيني الداخل خطرا استراتيجيا على الكيان العبري ويهوديته
    ومدينة عكا تقع على ساحل البحر المتوسط غربي منطقة الجليل، وهي من أقدم مدن فلسطين التاريخية، وخضعت للاحتلال الإسرائيلي في الثامن عشر من مايو عام 1948 بعد قتال دام دار في كل شارع وبيت ضد المنظمات الصهيونية المسلحة التي كانت تمتلك أحدث آلات الحرب من المصفحات والمدافع والزوارق الحربية.

    ويقطن المدينة 50 ألف نسمة، ثلثهم من العرب الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة، فيما تحظى الأحياء اليهودية بأعلى مستوى من الخدمات والعناية ، كما تنشط في المدينة منذ سنوات حركات يمينية متطرفة تحرض ضد العرب وترفع شعار تهويد المدينة في تكريس لسياسة "الترانسفير" التي قامت بها العصابات الصهيونية في سنة 1948 وما بعدها لطرد المواطنين العرب من بيوتهم ومدنهم وقراهم.

    ويجمع المراقبون أن تصاعد حالة الاحتقان الشعبي في صفوف فلسطيني 48 نتيجة استمرار سياسة التفرقة العنصرية واعتداءات المتطرفين المتكررة تنذر بتحول أحداث عكا إلى انفجار على شكل هبة شعبية كالتي وقعت في 30 مارس 1976 وفي عام 2000 إبان انتفاضة الأقصى الثانية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 1 مايو - 10:34