معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

3 مشترك

    العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال

    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال Empty العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الجمعة 26 سبتمبر - 2:05

    العز عز الدين عبدالعزيز عبدالسلام

    ولد في دمشق سنة 577هـ لأب فقير يمتهن الأعمال اليدوية الشاقة، وتوفي والده وهو لا يزال طفلاً صغيرًا فأواه شيخه الذي كان زاهدًا ورعًا تقيًا وخطيبًا مفوهًا يتمتع بروح المرح والظرف، وأيضًا التعليقات الساخرة اللاذعة ويعرف باسم الشهرة «الشيخ الفخر بن عساكر» وألحقه بمدرسة لتعليم القراءة والكتابة والخط الحسن.. وسرعان ما ظهرت عليه دلائل التفوق والنبوغ وحسن ترتيل القرآن وتفوقه علي أقرانه، فألحقه للدراسة بالجامع الأموي وضمه إلي حلقته ضمن طلابه ومنها تنقل بين حلقات المشايخ وكبار العلماء يدرس اللغة وآدابها والحديث وأصول الفقه وعلوم النحو والصرف إضافة إلي حفظ الشعر والتفقه في الفقه الشافعي.




    وكانت إحدي الومضات التي اجتذبته في بداية حياته الدراسية شخصية السهروردي واجتهاداته التي ألهبت خيال العز بن عبدالسلام لشجاعتها ودورها ودفاعها عما تعتقد أنه الحق.. ولم تخش مصيرها ونهايتها الفاجعة التي آلت إليه بالموت سجينًا معذبًا صابرًا محتسبًا وأعجبه أنه مات شهيدًا دفاعًا عن تصوفه وعن فتاواه ورأيه في الولاية وأن ولي الله وهو الإمام المعصوم خليفة الله في الأرض يجب أن يكون من نسل النبي - صلي الله عليه وسلم - وبالتالي عدم شرعية الخلفاء والملوك ما داموا ليسوا من نسل النبي.. وتركت هذه الحادثة بصماتها في فكر ابن عبدالسلام.

    وبعدما أنهي دراسته بتفوق عين مدرسًا يُقرئ القرآن ويعلم القراءة والكتابة وكلما ازداد علمًا ازداد نهمه للمعرفة أكثر وأكثر فدرس الغزالي وموقفه من الفلسفة والمعتزلة وتعمق في عقيدة الأشعرية التي شاعت في هذا الوقت واجتذبت الشافعية والمالكية والحنفية وبعض فقهاء الحنابلة وضمه إلي حلقته وأقبل الطلاب عليه وازدحمت حلقته وزاد عليها نزوله إلي الأسواق وطوافه بها يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويشدد علي الغشاشين وجشع التجار والمرتشين والظالمين.. فالتف الناس حوله.. وأحبه الطلاب وأحبه المظلومون والفقراء وخافه الفسقة والظالمين وضاق به الفقهاء المنتفعون والمنافقون للحكام.

    وفي إجابته عن العلماء الذي يسكتون عن الظلم كانت فتواه: أن السكوت عن المنكر منكر.. والعلماء الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر إن تخلوا عن طاعة الله وأنهم هم العصاة ولا طاعة لهم.

    واستفز ذلك غفر من العلماء فدسوا وكادوا له عند السلطان أن يوغر صدور الطلاب والعامة وأنه أفسدهم عليهم وعلي السلطان.

    ولكنهم لم يجدوا في مسلكه جانب ضعف يمكنهم منه خاصة مع التفاف الناس حوله، ورغم أن منزله ضاق بتلاميذه ومريديه وطلاب النصيحة والفتوي وضيق من حرية أهل بيته وهو يملك إذا أراد أن يبدل المنزل إلي الأفضل والأكثر اتساعًا.. فإنه كان يفضل التصدق بما يفيض عن حاجته ولا أن يدخر منه لأي سبب دنيوي.

    وعند نجح الحاسدون في الإيقاع به لدي السلطان فألزمه بيته أشبه بالحبيس والمسجون.. طلب منه أن يعتذر ويستسمح للسلطان حتي يعفو عنه، ولكنه رفض إذ رأي أنه لم يفعل ما يندم عليه أو يعتذر عنه.

    وعندما دخلت جيوش الصليبيين دمشق انطلق العز بن عبدالسلام يحرض الشعب علي المقاومة ويحثهم علي مقاومة الفرنجية وأفتي باستباحة دم من يتعامل معهم أو يعاونهم وأنه لا ذمة ولا دين ولا عهد له ودمه مهدر وماله مستباح.

    وتعاون السلطان الأشرف مع الصليبيين خشية علي عرشه فوقف العز بن عبدالسلام علي المنبر معلنًا خيانة السلطان وخلع طاعته.

    لذا قبض عليه وتم سجنه بتهمة إثارة الفتنة والتحريض علي السلطان.. وخشية تفاقم الأمر أكثر وتعاطف الناس وتمردهم للإفراج عنه.

    أشار مستشارو السلطان عليه بأن يخرجوه مطرودًا من البلاد في خلال ساعات معدودة ليلاً فيصبح الناس وليس هناك ما يستدعي ثورتهم ولا احتجاجهم وفي نفس الوقت فقد أبعد ابن عبدالسلام مصدر القلق والثورة.
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال Empty رد: العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الجمعة 26 سبتمبر - 2:07

    وطرد خارج الحدود وفي رحلة كلها معاناة ومليئة بالمشاق والصعاب.. إلي أن وصل مصر وكانت سمعته كعالم وفقيه لا يخشي في الحق لومة لائم وموقفه من الصليبيين الذي جعله رمزًا وطنيًا مقاومًا للفرنجة والصليبيين.

    فاستقبله الملك الصالح نجم الدين أيوب والمصريون فقهاء وعامة أحسن استقبال.. وأنابه العلماء عنهم في تولي منصب قاضي القضاة.. وكانت المفاجأة التي لم تور في خلد السلطان ولم يحسب لها حسابه.. فالقاضي العادل لا يري إلا بميزان العدل وخشية الله الواحد القهار.

    فما كان العز بن عبدالسلام يتولي المنصب ويمارس مهامه حتي لاحظ أن أمراء البلاد وقادة الجيش ليسوا من أهل مصر، بل هم أيضًا ليسوا أحرارًا علي الإطلاق بل هم مجلوبون اشتراهم السلطان من بيت المال وهم صغار وتم تعليمهم وتدريبهم حتي إذا ما شبوا عن الطوق وكبروا عينوا في مناصبهم.

    إذا فهم أمراء مماليك أرقاء وليس لهم حقوق الأحرار لذا فليس لهم أن يتزوجوا حرائر النساء من المصريات أو أن يمارسوا البيع أو الشراء أو التصرف إلا كما يتصرف العبيد.. وارتبكت وشلت كل التصرفات واشتعلت الحياة داخل ديار المماليك وبهت الملك الصالح.. وعندما بذلت المحاولة لإثناء العز بن عبدالسلام عن فتواه.. غادر دار قاضي القضاة وارتحل وعائلته علي دابتين هما كل ما يملك وقرر الرحيل فلا معني لوجوده إذا عجز عن إقرار العدل.. ولحق به الملك وأعاده.

    وكان استكمال فتواه.. وموافقه الجميع عليها مجبرين الملك والأمراء المماليك بكل مناصبهم المرموقة.. وتعاطف المصريون مع ابن عبدالسلام.. في أن يقام مزاد علني يباع فيه المماليك بأعلي سعر ويورد عائد البيع إلي بيت المال.. وفعلاً تمت المزايدة واشتري الملك الصالح المماليك بأعلي سعر من ماله الخاص.. وأودع المال في بيت المال.. وتم الصرف منه في مصارفه الشرعية للفقراء والمساكين واحتياجات الدولة، كل بقدر نصابه.

    وعادت الأمور أيضًا إلي طبيعتها ظاهرًا ولكن الخيلاء والغرور والتعالي علي المصريين لم يعد عودته الأولي أبدًا.

    وتوالت فتاوي العز بن عبدالسلام.. فأفتي بأن من واجب المستضعفين أن ينتزعوا ما اغتصب منهم ولا عقاب عليهم وإن هم وجدوا السلطان عاجزًا عن رد أموالهم المغتصبة فعليهم استردادها بأنفسهم، وأفتي بأن البغاة من الأئمة والحكام لا ولاية لهم، وأفتي بأن العدو إذا طرق بلاد الإسلام وجب قتاله، وخاطب المسلمين محذرًا ومحرضًا وما أشبه اليوم بالبارحة قائلاً: «أيها المسلمون.. ما استباح التتار أرضكم وأعراضكم في العراق إلا لأنكم تفرقتم..».

    وبعد تولي الظاهر بيبرس عرش مصر بعد عودته مظفرًا منتصرًا علي التتار لم يبايعه العز بن عبدالسلام قائلاً له: لم أعرفك حرًا لأبايعك وما أعرفك إلا مملوكًا لقائد الجيش.. فأنت عبد لا تصلح لولي الأمر.. فالشرط أن يكون ولي الأمر حرًا.

    ولم يهدأ الظاهر بيبرس إلا بعد أن أثبت بالبراهين والأدلة أنه قد اعتق وأصبح حرًا.. فبايعه.

    رحمه الله رحمة واسعة.. وأتابه عما ترك فينا من قبس نور للجرأة والشجاعة والعدل.. عالمًا فقيهًا محددًا.

    اللهم ارزقنا وجد علينا بفقيه وإمام مثله.. يعيننا ويساعدنا علي ما نحن فيه.
    avatar
    zydan
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 121
    رقم العضوية : 174
    تاريخ التسجيل : 23/11/2008
    نقاط التميز : 208
    معدل تقييم الاداء : 15

    العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال Empty رد: العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال

    مُساهمة من طرف zydan الأحد 11 يناير - 2:24


    العز بن عبد السلام.. بائع الملوك


    ( وفاته: 10 من جمادى الأولى 660هـ)


    لم يخل عصر من عصور الإسلام من العلماء الدعاة الذين يأخذون بيد الأمة في ظلام الليل البهيم،
    وعند اشتداد الخطب واضطراب الأمور، يقومون بواجبهم المقدس في أداء الأمانة ونشر العلم، وتقويم الاعوجاج، ومواجهة الظلم، وتصويب الخطأ، وقام العلماء الأفذاذ بهذه السنة الحميدة؛ استشعارًا للمسئولية، وتقديرًا للأمانة، وإدراكًا لعظم دورهم باعتبارهم طليعة الأمة، ولسان حالها، وروادها.. والرائد لا يكذب أهله.



    والعز بن عبد السلام، واحد من هؤلاء الرواد الصادقين، لم تشغلهم مؤلفاتهم ووظائفهم عن الجهر بكلمة الحق، وتبصير الناس، ومحاربة البدع، ونصح الحكام، وخوض ميادين الجهاد، حتى طغى هذا النشاط على جهدهم العلمي وهم المبرزون في علومه، واقترنت أسماؤهم بمواقفهم لا بمؤلفاتهم، وحمل التاريخ سيرتهم العطرة تسوق إلى الناس جلال الحق وعظمة الموقف، وابتغاء رضى الله، دون نظر إلى سخط حاكم أو تملق محكوم، فهو ينطق بما يعتقد أنه الصواب والحق، غير ملتفت إلى غضب هذا أو رضى ذاك.




    المولد والنشأة




    في دمشق كان مولد عبد العزيز بن عبد السلام المعروف بالعز سنة (577 هـ = 1181م)، وبها نشأ وتلقى تعليمه، وكانت دمشق منذ العصر الأموي حاضرة من حواضر العلم تزخر بالعلماء وتموج فيها الحركة العلمية، ويقصدها العلماء من الشرق والغرب.



    ولم يطلب العز العلم صغيرًا مثل أقرانه، وإنما ابتدأ العلم في سن متأخرة، وانتظم في التزام حلقات الدرس وأكب على العلم بشغف ونهم وهمة عالية، فحصل في سنوات قليلة ما يعجز أقرانه عن تحصيله في سنوات طويلة، ورزقه الله الفهم العميق والذكاء الخارق فأعانه ذلك على إتقان الفقه والأصول، ودراسة التفسير وعلوم القرآن وتلقي الحديث وعلومه، وتحصيل اللغة والأدب والنحو والبلاغة.



    وأشهر شيوخ العز ما ذكرهم السبكي في طبقات الشافعية بقوله: تفقه على الشيخ فخر الدين بن عساكر، وقرأ الأصول على الشيخ سيف الدين الآمدي وغيره، وسمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر.



    الوظائف



    اتجه العز إلى التدريس وإلقاء الدروس في مساجد دمشق وفي بيته، وفي المدارس التي كانت تتعهدها الدولة، مثل: المدرسة الشبلية، والمدرسة الغزالية بدمشق، وكان في الشيخ حب للدعابة وميل إلى إيراد الملح والنوادر يلطف بها درسه وينشّط تلاميذه الذين أعجبوا بطريقته، وبعلمه السيال وأفكاره المتدفقة وأسلوبه البارع، وسرعان ما طار صيت العز، وطبقت شهرته الآفاق، وقصده الطلبة من كل مكان، ولما هاجر إلى مصر عمل بالمدرسة الصالحية، وانصرف إلى إلقاء الدروس في المساجد، والتف الناس حوله يجدون فيه عالمًا شجاعًا ومدرسًا بارعًا.



    الخطابة في الجامع الأموي



    ولم يكن التدريس فقط ميدانه المحبب، وساحته التي يرمي بأفكاره فيها، ويلتقي بالصفوة من تلاميذه، يمدهم بقبس علمه، وصفاء روحه، وإخلاص نفسه، ويقدم الصورة والمثال لما ينبغي أن يكون عليه العالم القدوة من الالتزام والانضباط -وإنما أضاف إلى ذلك مجالاً أرحب بتوليه الخطابة في الجامع الأموي بدمشق سنة (637 هـ = 1239م)، وكان خطيبًا بارعًا، يملك أفئدة السامعين بصوته المؤثر، وكلامه المتدفق، وإخلاصه العميق، ولم يكن يؤثر استخدام السجع المفرط كما كان يفعل أقرانه، ولا يدق مثلهم بالسيف الخشبي على أعواد المنابر، ولا يرتدي السواد، وإنما كان فيه سلاسة ويسر، يبتعد عن التكلف في الكلام، ويصيب بحديثه الطيب شغاف القلوب، فيعمل فيها ما لا تعمله عشرات الدروس والمواعظ الخالية من الروح، الفقيرة من العاطفة.



    وشاء الله أن يخسر المسلمون في دمشق خطب الشيخ الجامعة، فلم يستمر في الخطابة سوى سنة تقريبًا، وفقد المنصب بسبب شجاعته وقرعه بالنكير على صنيع الصالح إسماعيل حاكم دمشق، بعد أن وضع يده في يد الصليبيين، وتحالف معهم ضد ابن أخيه الصالح أيوب حاكم مصر، وكان ثمن هذا الحلف أن سلّم لهم صيدا وشقيف وصفد، ولم يكتف الصالح إسماعيل بتصرفه الشائن وإنما سمح لهم بدخول دمشق لشراء السلاح لقتال المسلمين في مصر.



    ولم يكن الشيخ ليسكت عن خطأ أو يسمح بتجاوز في حق الأمة، أو تفريط في ثوابتها؛ فأفتى بحرمة بيع السلاح للفرنج بعد أن ثبت أنه يُستخدم في محاربة المسلمين، ثم أعقب ذلك بخطبة مدوية في الجامع الأموي قبح فيها الخيانة وغياب النجدة والمروءة، وذم ما فعله السلطان وقطع الدعاء له بالخطبة.



    وما كان من الصالح إسماعيل إلا أن أقدم على عزل الشيخ الجليل عن الخطابة والإفتاء، وأمر باعتقاله، ثم فك حبسه بعد مدة خوفًا من غضبة الناس وألزمه بيته، ومنعه من الإفتاء.
    avatar
    zydan
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 121
    رقم العضوية : 174
    تاريخ التسجيل : 23/11/2008
    نقاط التميز : 208
    معدل تقييم الاداء : 15

    العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال Empty رد: العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال

    مُساهمة من طرف zydan الأحد 11 يناير - 2:29

    في القاهرة



    أيقن الشيخ صعوبة الحركة مع حاكم يفرّط في الحقوق، ويقدم على الخيانة بنفس راضية، فقرر الهجرة إلى بلد يمارس فيها دعوته، ويدعو إلى الله على بصيرة، عالي الجبين، مرفوع الهامة، فولّى شطره إلى القاهرة، ورفض العودة إلى دمشق بعد أن طلب منه بعض دعاة الصلح أن يترفق بالسلطان، ويلاينه وينكسر له حتى يرضى عنه، وأطلق عبارته الكريمة للساعي إلى الصلح: "يا مسكين ما أرضاه أن يقبّل يدي، فضلا أن أقبل يده، يا قوم أنتم في واد، وأنا في واد، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به".



    وصل الشيخ إلى القاهرة سنة (639 هـ = 1241م) واستقبله الصالح أيوب بما يليق به من الإكرام والتبجيل، وولاه الخطابة في جامع عمرو بن العاص، وعينه في منصب قاضي القضاة، والإشراف على عمارة المساجد المهجورة بمصر والقاهرة، وهي الأعمال التي تناط الآن بوزارة الأوقاف، لكنها كانت تستند في ذلك الوقت إلى القضاة؛ لأمانتهم ومكانتهم الدينية والاجتماعية.



    بائع الأمراء



    قبل الشيخ الجليل منصب قاضي القضاة ليصلح ما كان معوجًا، ويعيد حقًا كان غائبًا، وينصف مظلومًا، ويمنع انحرافًا وبيلا، فلم يكن يسعى إلى جاه وشهرة، وفي أثناء قيامه بعمله اكتشف أن القادة الأمراء الذين يعتمد عليهم الملك الصالح أيوب لا يزالون أرقاء لم تذهب عنهم صفة العبودية، والمعروف أن الملك الصالح أكثر من شراء المماليك وأسكنهم جزيرة الروضة واعتمد عليهم في إقامة دولته وفي حروبه، وهؤلاء المماليك هم الذين قضوا على الدولة الأيوبية في مصر وأقاموا دولتهم التي عُرفت بدولة المماليك.



    وما دام هؤلاء الأمراء أرقاء فلا تثبت ولايتهم ونفاذ تصرفاتهم العامة والخاصة ما لم يُحرروا، فأبلغهم بذلك، ثم أوقف تصرفاتهم في البيع والشراء والنكاح وغير ذلك مما يثبت للأحرار من أهلية التصرف، فتعطلت مصالحهم، وكان من بين هؤلاء الأمراء نائب السلطان.



    وحاول هؤلاء الأمراء مساومة الشيخ فلم يفلحوا وأصر على بيعهم لصالح بيت المال، ثم يتم عتقهم ليصبحوا أحرارًا تنفذ تصرفاتهم، قائلا لهم: نعقد لكم مجلسًا، ويُنادى عليكم لبيت مال المسلمين، ويحصل عتقكم بطريق شرعي، وما كان ذلك ليرضيهم فرفضوا ورفعوا الأمر إلى السلطان الصالح أيوب، فراجع الشيخ في قراره فأبى، وتلفظ السلطان بكلمة ندَّت منه أغضبت الشيخ، وفهم منها أن هذا الأمر لا يعنيه ولا يتعلق بسلطته، فانسحب الشيخ وعزل نفسه عن القضاء، فما قيمة أحكامه إذا لم تُنفذ، وردها صاحب الجاه والسلطان.



    وما أن انتشر خبر ما حدث، حتى خرجت الأمة وراء الشيخ العز الذي غادر القاهرة وأدرك السلطان خطورة فعلته، فركب في طلب الشيخ واسترضاه وطيَّب خاطره واستمال قلبه، وطلب منه الرجوع معه، فوافق العز على أن يتم بيع الأمراء بالمناداة عليهم.



    وكم كان الشيخ مهيبًا جليلا وهو واقف ينادي على أمراء الدولة واحدًا بعد واحد، ويغالي في ثمنهم حتى إذا ارتفع السعر إلى أقصى غايته وعجز المشترون قام السلطان الصالح أيوب بدفع الثمن من ماله الخاص إلى الشيخ الشجاع الذي أودع ثمنهم بيت مال المسلمين، وكانت هذه الوقعة الطريفة سببا في إطلاق اسم بائع الملوك على الشيخ المهيب.



    مع الظاهر بيبرس



    وتكرر هذا الأمر منه عند بيعة الظاهر بيبرس حين استدعى الأمراء والعلماء لبيعته، وكان من بينهم الشيخ العز، الذي فاجأ الظاهر بيبرس والحاضرين بقوله: يا ركن الدين أنا أعرفك مملوك البندقدار -أي لا تصح بيعته؛ لأنه ليس أهلا للتصرف- فما كان من الظاهر بيبرس إلا أن أحضر ما يثبت أن البندقدار قد وهبه للملك الصالح أيوب الذي أعتقه، وهنا تقدَّم الشيخ فبايع بيبرس على الملك.



    وكان الظاهر بيبرس على شدته وهيبته يعظم الشيخ العز ويحترمه، ويعرف مقداره، ويقف عند أقواله وفتاواه، ويعبر السيوطي عن ذلك بقوله: وكان بمصر منقمعًا، تحت كلمة الشيخ عز الدين بن عبد السلام، لا يستطيع أن يخرج عن أمره حتى إنه قال لما مات الشيخ: ما استقر ملكي إلا الآن.



    مؤلفاته وجهوده العلمية



    تعددت مساهمات العز بن عبد السلام في الإفتاء والخطابة والقضاء والتدريس والتأليف، وله في كل إسهام قدم راسخة ويد بيضاء، وانتهت إليه في عصره رياسة الشافعية، وبلغت مؤلفاته ثلاثين مؤلفًا، وهي دليل نبوغ فذ وقدرة عالية على أن يجمع بين التأليف وأعماله الأخرى التي تستنفد الجهد وتفنى الأعمار فيها، لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، فاجتمع له من الفضل ما لم يجتمع إلا للأفذاذ النابغين من علماء الأمة.



    وشملت مؤلفاته التفسير وعلوم القرآن والحديث والسيرة النبوية، وعلم التوحيد، والفقه وأصوله والفتوى. ومن أشهر كتبه: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، والغاية في اختصار النهاية في الفقه الشافعي، ومختصر صحيح مسلم، وبداية السول في تفضيل الرسول، والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز، وتفسير القرآن العظيم، ومقاصد الصلاة، ومقاصد الصوم.



    وفاته



    طال العمر بالعز بن عبد السلام، فبلغ ثلاثة وثمانين عاما قضى معظمها في جهاد دائم بالكلمة الحرة، والقلم الشجاع، والرأي الثاقب، وحمل السلاح ضد الفرنج؛ للمحافظة على حقوق الأمة حتى لقي ربه في (10 من جمادى الأولى 660 هـ = 9 من إبريل 1066م).
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال Empty رد: العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الأحد 12 يوليو - 23:36

    لك موفور الشكر
    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال Empty رد: العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الأربعاء 11 نوفمبر - 23:49

    سلطان العلماء.. العز بن عبد السلام

    علي سالم النباهين


    --------------------------------------------------------------------------------

    في تاريخنا الإسلامي الزاهر نماذج رائعة من العلماء العاملين الذين أدوا رسالتهم على أكمل وجه، فكانوا نبراساً يستضاء بهم في كل زمان، ونماذج يقتدى بها في وقت تُفتقد فيه القدوة الصالحة، والكلمة الجريئة ، والمجابهة الصريحة في سبيل إعلاء كلمة الله.

    وشيخنا العز بن عبد السلام هو من ذلك الطراز الفريد الذي يجب أن نستلهم سيرته في حياتنا المعاصرة، فقد كان هذا الرجل أنموذجاً رائعاً للسياسي البارع، والعالم المستنير، والاجتماعي المخلص، المتعبد على طريقة السلف الصالح، فكان أمة في عصره أحيا الله به موات المسلمين.

    ولادته ونشأته

    ولد عبد العزيز بن عبد السلام السلمي (المعروف بالعز بن عبد السلام) عام 577 هـ (1181 م) في دمشق ونشأ بها، وتفقه على أكابر علمائها، فبرع في الفقع والأصول والتفسير والعربية، حتى انتهت إليه رياسة المذهب الشافعي، وبلغ رتبة الاجتهاد، وقصد بالفتاوى من كل مكان.. فاستحق لقب »سلطان العلماء« بجدارة كما أطلقه عليه تلميذه ابن دقيق العيد.

    وبعد أن اكتملت ثقافته اتجه إلى التدريس والافتاء والتأليف، وتولى المناصب العامة في القضاء والخطابة في مساجد دمشق –مسقط رأسه- أولاً، ثم في القاهرة بعد أن هاجر إليها بعد أن تجاوز الستين من عمره[1].

    الأحداث التاريخية التي عاصرها
    تفتحت عينا العز بن عبد السلام على أحداث جسام كان يموج بها العالم الإسلامي، وعاش ثلاثاً وثمانين سنة (ت 660هـ) عاصر فيها أحداثاً سياسية مؤلمة. فقد أدرك انتصارات صلاح الدين الأيوبي المجيدة واسترداده بيت المقدس من أيدي الصليبيين (583 هـ)، وشاهد دولة الأيوبيين في هرمها وآخر أيامها، وشاهد دولة المماليك البحرية في نشأتها وعزّها، وشاهد بعض الحملات الصليبية على فلسطين ومصر، وشاهد الغزوة التترية المغولية الهمجية على الخلافة العباسية في بغداد، وتدميرها للمدن الإسلامية، وشاهد هزيمة التتار في عين جالوت بفلسطين بقيادة سيف الدين قطز سلطان مصر.

    شاهد شيخنا كل هذه الأحداث، فأثرت في نفسه، وراعَه تفتت الدولة الأيوبية القوية –قاهرة الصليبيين- إلى دويلات عندما اقتسم أبناء صلاح الدين الدولة بعد وفاته: فدويلة في مصر، ودويلة في دمشق، ودويلة في حلب، ودويلة في حماة، وأخرى في حمص، ودويلة فيما بين النهرين. وبين حكام هذه الدويلات تعشش الأحقاد والدسائس، والصليبيون على الأبواب، والتتار يتحفزون للانقضاض على بلاد الشام ومصر.

    موقفه من الملك الصالح في دمشق

    إزاء هذه الأوضاع المتردية أخذ العز بن عبد السلام يدعو إلى أن يتحد سلطان الأيوبيين، وتتحد كلمة المسلمين لمواجهة الأخطار المحدقة بهم. وكانت وسيلته في ذلك: الخطب على المنابر، والوعظ ونصح الأمراء، وقول كلمة الحق الجريئة التي ألزم الله بها العلماء.. ولكن أنى يتسجيب المتشبثون بكراسي الحكم إلى كلمة الحق، والتدبر في العواقب؟ فقد حدث في ظل هذه الأوضاع القائمة أن الملك الصالح إسماعيل الأيوبي تصالح مع الصليبيين على أن يسلم لهم صفداً وقلعة الشقيف وصيدا وغيرها من حصون المسلمين الهامة مقابل أن ينجدوه على الملك الصالح نجم الدين أيوب! فأنكر عليه الشيخ ابن عبد السلام ذلك، وترك الدعاء له في الخطبة، فغضب الصالح إسماعيل منه، وخرج العز مغاضباً إلى مصر (639 هـ) فأرسل إليه الصالح أحدَ أعوانه يتلطف به في العود إلى دمشق، فاجتمع به ولايَنَهُ وقال له: ما نريد منك شيئاً إلا أن تنكسر للسلطان وتقبّل يده لا غير. فقال له الشيخ بعزة وإباء العالم المسلم: »يا مسكين، ما أرضاه يقبّل يدي فضلاً أن أقبّل يده! يا قوم، أنتم في واد ونحن في واد، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم«[2].

    الشيخ في مصر
    وتوجه الشيخ إلى مصر –وقد سبقته شهرته العلمية وغيرتُه الدينية وعظمته الخلُقية- فاستقبله سلطانها نجم الدين أيوب وأكرمه وولاه الخطابة في جامع عمرو بن العاص، وقلّده القضاء في مصر، والتف حوله علماء مصر وعرفوا قدره، وبالغوا في احترامه.. فامتنع عالم مصر الجليل الشيخ زكي الدين المنذري عن الإفتاء بحضوره احتراماً له وتقديراً لعلمه، فقال: »كنا نفتي قبل حضوره، وأما بعد حضوره فمنصب الفتيا متعيّن فيه«[3].

    موقفه من السلطان نجم الدين أيوب
    ورغم المناصب الهامة التي تولاها الشيخ في مصر، فقد التزم بقول كلمة الحق ومجاهرة الحكام بها في مصر، كما التزم بها من قبل في الشام، فهو لم يسعَ إلى المناصب الرفيعة، وإنما هي التي سعت إليه لجدارته بها، ولم يكن يبالي بها إذا رأى أنها تحول دون الصدع بالحق وإزالة المنكرات، فقد تيقن من وجود حانة تبيع الخمور في القاهرة، فخرج إلى السلطان نجم الدين أيوب في يوم عيد إلى القلعة »فشاهد العساكر مصطفين بين يديه، ومجلس المملكة، وما السلطان فيه يوم العيد من الأبهة، وقد خرج على قومه في زينته –على عادة سلاطين الديار المصرية، وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان، فالتفت الشيخ إلى السطان وناداه: يا أيوب، ما حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوىء لك ملك مصر ثم تبيح الخمور؟ فقال السلطان: هل جرى هذا؟ فقال الشيخ: نعم، الحانة الفلانية يباع فيها الخمور وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة! يناديه كذلك بأعلى صوته والعساكر واقفون- قال: يا سيدي، هذا ،أنا ما عملته، هذا من زمن أبي. فقال الشيخ: أنت من الذين يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة؟ فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة«[4].

    وعندما سأله أحد تلاميذه لما جاء من عند السلطان –وقد شاع هذا الخبر-: »يا سيدي كيف الحال؟ فقال: يا بني، رأيته في تلك العظمة فأردتُ أن أهينه لئلا تكبر نفسُه فتؤذيه. فقلتُ: يا سيدي، أما خفتَه؟ قال: والله يا بني استحضرتُ هيبة الله تعالى، فصار السلطان قُدّامي كالقط«[5].

    الشيخ وجماعة أمراء الممالك
    ولم يتوقف الشيخ مرة عن مصارعة الباطل والصدع بكلمة الحق، مهما كلفه ذلك من المتاعب والتبعات، »فقد ذكر أن جماعة من أمراء المماليك –في عهد السلطان أيوب- لم يثبت عنده أنهم أحرار، وأن حكم الرق مستصحب عليهم لبيت مال المسلمين، فبلّغهم ذلك، فعظم الخطب عندهم فيه، واحتدم الأمر، والشيخ مصمم لا يصحح لهم بيعاً ولا شراءً ولا نكاحاً، وتعطلت مصالحهم بذلك، وكان من جملتهم نائب السلطنة، فاستشاط غضباً، فاجتمعوا وأرسلوا إليه فقال: نعقد لكم مجلساً وينادى عليكم لبيت مال المسلمين، ويحصل عتقكم بطريق شرعي. فرفعوا الأمر إلى السلطان فبعث إليه فلم يرجع (عن قراره). فجرتْ من السلطان كلمة فيها غلطة حاصلها الإنكار على الشيخ في دخوله في هذا الأمر، وأنه لا يتعلق به، فغضب الشيخ وحمل حوائجه على حمار، وأركب عائلته على حمير أخر، ومشى خلفهم خارجاً من القاهرة قاصداً نحو الشام، فلم يصل إلى نحو نصف بريد (ستة أميال) إلا وقد لحقه غالب المسلمين، لا سيما العلماء والصلحاء والتجار وأنحاؤهم. فبلغ السلطان الخبر، وقيل له: متى راح ذهب ملكُك! فركب السلطان بنفسه ولحقه واسترضاه وطيب قلبه، فرجع واتقفوا معه أن ينادى على الأمراء (لبيعهم). فأرسل إليه نائب السلطنة بالملاطفة فلم يفد فيه، فانزعج النائب وقال: كيف ينادي علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض؟ والله لأضربنه بسيفي هذا. فركب بنفسه في جماعته وجاء إلى بيت الشيخ والسيف مسلول في يده، فطرق الباب، فخرج ولد الشيخ فرأى من نائب السلطنة ما رأى، فعاد إلى أبيه وشرح له الحال، فما اكترث لذلك ولا تغير وقال: يا ولدي! أبوك أقل من أن يُقتل في سبيل الله! ثم خرج كأنه قضاء الله قد نزل على نائب السلطنة، فحين وقع بصره على النائب، يبست يدُ النائب وسقط السيف منها وأرعدت مفاصله فبكى، ويسأل الشيخ أن يدعو له، وقال: يا سيدي خبّر، إيش (أي شيء) تعمل؟ قال الشيخ: أنادي عليكم وأبيعكم. قال: ففيم تصرف ثمننا؟ قال: في مصالح المسلمين. قال: من يقبضه؟ قال: أنا. فتمّ له ما أراد، ونادى على الأمراء واحداً واحداً وغالى في ثمنهم، وقبضه وصرفه في وجوه الخير«[6].

    جنازة الشيخ
    وهكذا تمضي حياة العز بن عبد السلام في كفاح متواصل، وتواضع جم، ونفس أبية مترفعة عن حطام الدنيا، فنال ثوابيْ الدنيا والآخرة. ويختاره الله إلى جواره، وتمر جنازته تحت القلعة بالقاهرة، وشاهد الملك الظاهر بيبرس كثرة الخلق الذين معها فقال لبعض خواصه: »اليوم استقر أمري في الملك، لأن هذا الشيخ لو كان يقول للناس: اخرجوا عليه لانتزع الملك مني«[7].

    رحم الله سلطان العلماء، ورادع السلاطين، ونسأله تعالىأن يرزقنا من أمثاله.


    --------------------------------------------------------------------------------

    مجلة الأمة، العدد 25، المحرم 1403 هـ




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] السبكي (طبقات الشافعية الكبرى): 8/209؛ ابن تغري بردي (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة): 7/208؛ ابن العماد الحنبلي (شذرات الذهب في أخبار من ذهب): 5/203

    [2] (طبقات الشافعية الكبرى) 8/210؛ السيوطي (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة): 2/161؛ ابن واصل (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب): 5/301

    [3] (حسن المحاضرة) 1/315

    [4] (طبقات الشافعية الكبرى): 8/212

    [5] المرجع السابق 8/212

    [6] المرجع السابق 8/216

    [7] المرجع السابق 8/215
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال Empty رد: العز بن عبدالسلام إمام عادل.. أقام مزادًا علنيًا لبيع أمراء المماليك وقادتهم لحساب بيت المال

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الأحد 22 نوفمبر - 9:14

    لك موفور الشكر

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل - 4:05