معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

4 مشترك

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805)

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) Empty الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805)

    مُساهمة من طرف عادل الإثنين 9 يونيو - 9:31

    ولد بايزيد عام 761 أي في العام الذي تولى فيه أبوه السلطنة ، فكان عمره ثلاثين عاماً عندما تسلم الحكم بعد وفاة والده .
    وكان دائم الجهاد ينتقل من أوروبا إلى الأناضول ثم يعود مسرعاً إلى أوروبا يحقق فيها نصراً جديداً أو تنظيماً حديثاً حتى لقب باسم (يلدرم) أي الصاعقة نظراً لتلك الحركة السريعة والانقضاض المفاجئ.
    سياسته مع الصرب :
    عين اصطفان بن لازار) ملكاً على الصرب في عام 792 ، وسمح له بالحكم على مقتضى نظمهم وشرائعهم مقابل دفع جزية سنوية ، وتقديم عدد من المقاتلين ينضمون إلى الجيوش العثمانية وقت الحرب وحينما يطلب السلطان ذلك. كما تزوج السلطان أخت اصطفان وهي (اوليفير) وربما فعل ذلك كي لا يبقى مشغولاً في موضوع الصرب وغاراتهم وحركاتهم ، وحتى يجعلهم حاجزاً بينه وبين المجر، ولشعوره بضرورة اتخاذ حليف له في سياسته العسكرية النشطة التي استهدفت الإمارات السلجوقية التركية في آسيا الصغرى .
    ضم أمارات تركية للدولة :
    انتقل إلى الأناضــول فضم عـام 793 إمـارة ( منتشا ) ، وإمارة (آيدين) ، وإمـارة ( صاروخان) إلى العثمانيين دون قتال ، ولكن فر أبناء حكامها إلى قسطموني مركز ولاية (اسفنديار) ، كما تنازل أمير دولة القرمان عن جزء من أملاكه إلى السلطان كي يبقي له الجزء الباقي ، كما فتح مدينة الأشهر بقرب أزمير ، وهي آخر مدينة كانت قد بقيت للروم غرب بلا د الأناضول. وبذا يكون قد أمن خلفه ، إذ كان حكام هذه الإمارات يمكن أن يتعاونوا مع أية قوة في سبيل المحافظة على إمارتهم.
    حصار القسطنطينية :
    اتجه إلى الغرب وحاصر القسطنطينية عام 794 ، وضيق الحصار ، واستطاع أن يفرض على الإمبراطور أن يعين قاضياً في القسطنطينية للفصل في شؤون المسلمين ، وما لبث أن حاصر العاصمة البيزنطية ، وقبل الإمبراطور إيجاد محكمة إسلامية وبناء مسجد وتخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية الإسلامية ، كما تنازل لبايزيد عن نصف حي غلطة الذي وضعت فيه حامية عثمانية قوامها 6000 جندي ، وزيدت الجزية المفروضة على الدولة البزنطية ، وفرضت الخزانة العثمانية رسوماً على الكروم ومزارع الخضروات الواقعة خارج المدينة ، وأخذت الآذان إلى العاصمة البيزنطية .
    ثم تركها محاصرة ، وسار بجيش إلى الأفلاق – الجزء الجنوبي من رومانيا اليوم - ، وأجبر حاكمها على توقيع معاهدة يعترف فيها بسيادة العثمانيين على بلاده ، ويدفع جزية سنوياً ، ثم أبقاه حاكماً على بلاده ، يحكم فيها بقوانينهم الخاصة ونظمهم.
    إلى الأناضول من جديد :
    اضطر السلطان بايزيد إلى العودة إلى الأناضول مسرعاً ، لأن أمير دولة القرمان علاء الدين قد ندم على تنازله عن جزء من أملاكه للعثمانيين ، ووجد السلطان مشغولاً بأوروبا وحربه لحاكم الأفلاق ، فاستغل هذا الظرف ، وعبأ جنده ، وأثار خصوم السلطان مع بعض الأمراء ، وهاجم العثمانيين في الأناضول ، فأسرع السلطان ، وهزمه ، ولاحقه حتى أخذه وولديه أسرى ، وأنهى دولة القرمان ، كما أنهى إمارة( سيواس) ، و( توقات) ، ثم التفت إلى ( اسفنديار) التي كانت ملجأ لأبناء الأمراء الفارين من وجه العثمانيين فطالب السلطان أمير أبناء الأمراء الذين يحتمون عنده فلما أبى هاجمه وضم بلاده إليه ، أما الأمير فقد فر والتجأ إلى تيمورلنك.
    إخضاع بلغاريا للسيادة العثمانية :
    استمر حصار القسطنطينية، سار السلطان إلى بلاد البلغار عام797هـ، فاستولى عليها وأخضع سكانها ، و قتل أميرها سيسمان ، فجعل تلك البلاد ولاية عثمانية ، وأسلم ابن الأمير مقتول ، فأخذه السلطان وجعل والياً على( صامسون ) .
    التكتل المسيحي الصليبي ضد الدولة العثمانية :
    قام( سيجسموند) ملك المجر والبابا (بونيفاس التاسع ) بدعوة لتكتل أوروبي صليبي مسيحي ضد الدولة العثمانية، وكان ذلك التكتل من أكبر التكتلات التي واجهتها الدولة العثمانية في القرن الرابع عشر ، من حيث عدد الدول التي اشتركت فيه ، ثم أسهمت فيه بالسلاح والعتاد والأموال والقوات ،وبلغ العدد الإجمالي لهذه الحملة الصليبية 120.000 مقاتل من مختلف الجنسيات (ألمانيا وفرنسا وإنجلترا واسكتلندا وسويسرا ولوكسمبورج والأراضي المنخفضة الجنوبية وبعض الأمارات الإيطالية).
    وتحركت الحملة عام (800 هـ / 1396م) إلى المجر ، ولكن زعماءها وقادتها اختلفوا مع سيجسموند قبل بدء المعركة. فقد كان سيجسموند يؤثر الانتظار حتى يبدأ العثمانيون الهجوم ، ولكن قواد الحملة شرعوا بالهجوم ، وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى نيكوبوليس شمال البلقان وبدؤوا في حصارها وتغلبوا في أول الأمر على القوات العثمانية ، إلا أن يزيد ظهر فجأة ومعه حوالي مئة ألف جندي ، وهو عدد يقل قليلاً عن التكتل الأوروبي الصليبي ، ولكنه يتفوق عليهم نظاماً وسلاحاً ، وكان بقيادة أمير الصرب (اصطفان بن لازار ) ومعه كثير من الشعوب النصرانية الخاضعة للحماية العثمانية ، إضافة إلى الجند العثمانيين ، وكان اللقاء في يوم 23 ذي القعدة 798 ، فانهزم معظم النصارى ولاذوا بالفرار والهروب وقتل وأسر عدد من قادتهم. وخرج العثمانيون من معركة نيكوبوليس بغنائم كثيرة وفيرة واستولوا على ذخائر العدو. وفي نشوة النصر والظفر قال السلطان بايزيد أنه سيفتح ايطاليا ويطعم حصانه الشعير في مذبح القديس بطرس برومة.
    لقد وقع كثير من أشراف فرنسا منهم ( الكونت دي نيفر) نفسه في الأسر ، فقبل السلطان بايزيد دفع الفدية وأطلق سراح الأسرى و( الكونت دي ينفر ) وكان قد ألزم بالقسم على أنه لا يعود لمحاربته قال له : إني أجيز لك أن لا تحفظ هذا اليمين فأنت في حل من الرجوع لمحاربتي ؛إذ لا شيء أحب إليّ من محاربة جميع مسيحي أوروبا والانتصار عليهم .
    أما سيجموند ملك المجر كان قد بلغ به الغرور والاعتداد بجيشه وقوته أن قال : لو انقضت السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا – فقد ولى هارباً ومعه رئيس فرسان رودس، ولما بلغا في فرارهما شاطئ البحر الأسود وجد هناك الأسطول النصراني فوثبا على إحدى السفن وفرت بهما مسرعة لا تلوي على شيء، وتضاءلت مكانة المجر في عيون المجتمع الأوروبي بعد معركة نيكويوليس ، وتبخر ما كان يحيط بها من هيبة ورهبة.
    لقد كان ذلك النصر المظفر له أثر على بايزيد والمجتمع الإسلامي ، فقام بايزيد ببعث رسائل إلى كبار حكام الشرق الإسلامي يبشرهم بالانتصار العظيم على النصارى ، واصطحب الرسل معهم إلى بلاطات ملوك المسلمين مجموعة منتقاة من الأسرى المسيحيين باعتبارهم هدايا من المنتصر ودليلاً مادياً على انتصاره.
    واتخذ بايزيد لقب (سلطان الروم) كدليل على وراثته لدولة السلاجقة وسيطرته على كل شبه جزيرة الأناضول. كما أرسل إلى الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة يطلب منه أن يقر هذا اللقب حتى يتسنى له بذلك أن يسبغ على السلطة التي مارسها هو وأجداده من قبل طابعاً شرعياً رسمياً فتزداد هيبته في العالم الإسلامي ، وبالطبع وافق السلطان المملوكي برقوق حامي الخليفة العباسي على هذا الطلب لأنه يرى بايزيد حليفه الوحيد ضد قوات تيمورلنك التي كانت تهدد الدولة المملوكية والعثمانية ، وهاجر إلى الأناضول آلاف المسلمين الذين قدموا لخدمة الدولة العثمانية .
    وبعد هذا الانتصار عقد السلطان بايزيد صلحاً من إمبراطور بيزنطة فك بموجبه الحصار على القسطنطينية مقابل دفع ما يعادل عشرة آلاف دينار ذهبي ، والسماح للمسلمين ببناء مسجد لهم في القسطنطينية.
    التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر 8/71 ، والدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط لعلي محمد الصلابي ص111 ، وتاريخ الدولة العثمانية للدكتور علي حسون ، ص 17 .
    avatar
    زينة
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 165
    رقم العضوية : 92
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    نقاط التميز : 261
    معدل تقييم الاداء : 6

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) Empty رد: الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805)

    مُساهمة من طرف زينة الأربعاء 10 سبتمبر - 17:10

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) 15761510
    avatar
    tiger
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 101
    رقم العضوية : 69
    تاريخ التسجيل : 11/08/2008
    نقاط التميز : 101
    معدل تقييم الاداء : 0

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) Empty رد: الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805)

    مُساهمة من طرف tiger الأربعاء 1 أبريل - 7:18

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) 872842
    avatar
    صابر
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 419
    رقم العضوية : 187
    تاريخ التسجيل : 28/11/2008
    نقاط التميز : 820
    معدل تقييم الاداء : 137

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) Empty رد: الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805)

    مُساهمة من طرف صابر السبت 28 نوفمبر - 10:17

    هو 'بايزيد بن مراد الأول بن أورخان بن عثمان' فهو السلطان الرابع للدولة العثمانية ولطيب المنبت وعراقة المحض وأصالة التربية جاء 'بايزيد' ترجمة حقيقية لهذه الأمور فقد كان شهماً كريماً شديد التمسك بالإسلام، فى غاية الشجاعة والحماسة للجهاد فى سبيل الله غير انه أمتاز عمن سبقوه بسرعة الحركة وقوة الانقضاض على أعدائه حتى لقب بالصاعقة أو 'يلدرم' باللغة التركية، وكان مجرد ذكر اسمه 'يلدرم' يوقع الرعب فى نفوس الأوروبين عموماً وأهل القسطنطينية خصوصاً. تولى 'بايزيد' الحكم بعد استشهاد أبيه البطل العظيم 'مراد الأول' فى "معركة كوسوفو" سنة 791 هـ، وكانت هذه الولاية بداية خير وبشارة للمسلمين الذين تألموا بشدة لإغتيال بطلهم 'مراد الأول'

    فتوحاته
    كانت منطقة الأناضول أو أسيا الصغرى دائماً هى منطقة الإنطلاق لأى سلطان جديد، ذلك لأن هذه المنطقة منقسمة على نفسها لعدة إمارات صغيرة يحكمها أمراء متغلبون على رقاب المسلمين فيها وقد سعى السلطان 'مراد الأول' لتوحيد الأناضول بعدة وسائل، ولم يكد ينجح فى ذلك حتى انفرط العقد مرة أخرى، ثار هؤلاء الأمراء على العثمانيين وسببوا لهم الكثير من المتاعب، وكانت ثوراتهم المتكررة سبباً لصرف جهود العثمانيين عن حرب أوروبا، مما جعل الأوروبيين يلتقطون أنفسهم ويشكلوا تحالفات صليبية متكررة لمحاربة العثمانيين. وفي سنة 793 هجرية إستطاع 'بايزيد' أن يضم إمارات 'منتشا' و'آيدين' و'صاروخان' دون قتال بناءاً على رغبة سكان هذه الإمارات، وقد لجأ حكام هذه الإمارات إلى إمارة 'إصفنديار' كما تنازل له أمير 'القرمان' 'علاء الدين' عن جزء من أملاكه بدلاً من ضياعها كلها، وقد اشتهر 'علاء الدين' هذا بالغدر والخيانة وأخبار جرائمه أيام السلطان 'مراد الأول' مشهورة، لذلك فلم يكن مستغرباً على هذا الرجل أن يثور مرة أخرى أيام 'بايزيد' مستغلاً إنشغاله بالجهاد فى أوروبا حيث قام 'علاء الدين' بالهجوم على الحاميات العثمانية وأسر كبار قادة العثمانيين واسترد بعض الأراضى، فعاد 'بايزيد' بسرعته المعهودة وانقض كالصاعقة على 'علاء الدين' وفرق شمله وضم إمارة القرمان كلها للدولة العثمانية وتبعتها إمارة 'سيواس' و'توقات' ثم شق 'بايزيد' طريقه إلى إمارة 'إصفنديار' التى تحولت لملجأ للأمراء الفارين، وطلب 'بايزيد' من أمير 'اصفنديار' تسليم هؤلاء الثوار فأبى فانقض عليه 'بايزيد' وضم بلاده إليه، والتجأ الأمير ومن معه إلى 'تيمورلنك' .

    غزوه لأوربا
    موقفه من الصرب
    بعدما فرغ 'بايزيد' من ترتيب الشأن الداخلى والقضاء على ثورات الأناضول، اتجه إلى ناحية أوروبا وبدأ أولى خطواته هناك بإقامة حلف ودى مع 'الصرب' بالرغم من أنهم كانوا السبب فى قيام تحالف بلقانى صليبي ضد المسلمين، بل إن السلطان مراد الأول والد 'بايزيد' قد قتل فى حربه ضدهم، وكل هذه الأسباب كافية لمنع التحالف معهم، ولكن 'بايزيد' الصاعقة كان له وجهة نظر ذكية، وهي أن الحلف مع الصرب يجعلهم بمنزلة الحاجز القوى بين الدولة العثمانية وإمبراطورية المجر التى كانت وقتها أقوى الممالك الأوروبية وتلعب بحامية الصليب، وكانت علائق المجر والصرب متوترة، فاستغل بايزيد ذلك للتفرغ إلى الغرب والوسط الأوروبي وفتح القسطنطينية.

    عين بايزيد "إصطفان بن لازار" ملكًا على الصرب عام (792هـ) مقابل دفع جزية سنوية وتقديم عدد من المقاتلين ينضمون للجيوش العثمانية وقت الحرب. تزوج "أوليفير" أخت أصطفان لكى لا يبقى مشغولاً بموضوع الصرب.

    كان 'بايزيد' يهدف من محالفته للصرب غاية هامة إلا وهى التفرغ للوسط الأوروبي والقسطنطينية لذلك فقد قام بتوجيه ضربة خاطفة إلى 'بلغاريا' وفتحها سنة 797 هـ وأصبحت 'بلغاريا' من وقتها إمارة تابعة للدولة العثمانية،مما جعل أوروبا ترتجف رعباً تحت الصاعقة الإسلامية التى فتحت البلاد الواحدة تلو الأخرى، وفرض 'بايزيد' الصاعقة على إمبراطور بيزنطة 'مانويل' عدة شروط منها :-

    . إنشاء محكمة إسلامية وتعيين قضاه مسلمين بها للفصل فى شئون الرعية المسلمة بها .
    . بناء مسجد كبير بها والدعاء فيه للخليفة العباسي بمصر ثم السلطان 'بايزيد' وذلك يوم الجمعة .
    . تخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية المسلمة بها .
    . زيادة الجزية المفروضة على الدولة البيزنطية .


    الحملة الدانوبية
    في 1394، عبر بايزيد الأول نهر الدانوب ليهاجم ولاخيا, التي كان يحكمها آنذاك مرقيا الأكبر. وكان العثمانيون متفوقين عدداً، إلا أنهم في 10 اكتوبر, 1394 (17 مايو 1395 ?), في معركة روڤينه, في منطقة مستنقعات وغابات, فاز الأفلاق في المعركة الضروس وصدوا بايزيد الأول من اجتياح بلدهم.

    معركة نيقوبوليس

    كان حصار القسطنطينية وسقوط بلغاريا وقبول 'مانويل' للشروط السابقة بمثابة جرس الإنذار القوى لكل الأوروبيين خاصة ملك المجر ' سيگيسموند' والبابا "بونيفاس التاسع"، فاتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبى جديد لمواجهة الصواعق العثمانية المرسلة، واجتهد 'سيجسموند' فى تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله، باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة، وبالفعل جاء الحلف ضخماً يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات ' ألمانيا وفرنسا وانجلترا وإسكتلندا وسويسرا وإيطاليا ويقود الحلف 'سيجسموند' ملك المجر. تحركت الحملة الصليبية الجرارة سنة 800 هجرية، ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكراً، ذلك لأن 'سيجسموند' قائد الحملة كان مغروراً أحمقاً لا يستمع لنصيحة أحد من باقى قواد الحملة وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال، 'فسيجسموند' يؤثر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية، وباقى القواد يرون المبادرة بالهجوم، وبالفعل لم يستمعوا لرأى 'سيجسموند' وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة 'نيكوبوليس' فى شمال البلقان.

    لم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر 'بايزيد' الصاعقة ومعه مائة ألف مقاتل كأنما الأرض قد انشقت عنهم، وكان ظهوره كفيلاً بإدخال الرعب والهول فى قلوب الصليبيين فوقعت عليهم هزيمة مدوية حتى أن 'سيجسموند' الذى وقف قبل المعركة يقول فى تيه وغرور { لو انقضت علينا السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا } يهرب مثل الفأر الذعور ويلقى بنفسه فى مركب صغير ويترك خلفه حملته الفاشلة تذوق ويلات هزيمة مروعة .

    أسفرت معركة نيكوبولي عن نصر عظيم للمسلمين كان له أعظم الأثر فى العالم الإسلامى بأسره، ووقعت بشارة الفتح فى كل مكان مسلم، وارسل 'بايزيد' إلى كبار حكام العالم الإسلامى يبشرهم بالفتح وبالعديد من أسرى النصارى كهدايا وسبايا لهؤلاء الحكام باعتبارهم دليلاً مادياً على روعة النصر وأرسل 'بايزيد' إلى الخليفة العباسى بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب 'سلطان الروم' الذى اتخذه 'بايزيد' دليلاً على مواصلة الجهاد ضد أوروبا حتى يفتحها كلها، ووافق الخليفة على ذلك، وانساح كثير من المسلمين إلى بلاد الأناضول حيث الدولة العثمانية القوية المظفرة .

    وانتقل إلى الأناضول عام (793هـ) فضم إمارة "منتشا" وإمارة "آيدين" وإمارة "صاروخان" دون قتال. تنازل له أمير دولة القرمان عن جزء من أملاكه كى يبقى له الجزء الباقى كما فتح مدينة الأشهر وهى آخر مدينة كانت باقية للروم فى غرب بلاد الأناضول. حاصر القسطنطينية عام (794هـ) وتركها محاصرة واتجه بجيش إلى الأفلاق (جنوب رومانيا) وعقد معاهدة مع حاكمها تقضى بسيادة العثمانيين وبدفع جزية سنوية إلى السلطان. تمرد عليه أمير دولة القرمان علاء الدين فواجهه وهزمه وأخذه وولديه أسرى.




    تيمورلنك ومعركة أنقرة

    هزم بايزيد الأول أمام جيش تيمورلنك فى معركة أنقرة يوم (19 ذى الحجة 804هـ) وأسر هو وولده موسى وحاول الفرار من الأسر ثلاث مرات وفشل فيها كلها، وتوفى فى الأسر فى (15 شعبان عام 804هـ) وسمح تيمورلنك بنقل جثمانه ليدفن فى بورصة.
    avatar
    صابر
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 419
    رقم العضوية : 187
    تاريخ التسجيل : 28/11/2008
    نقاط التميز : 820
    معدل تقييم الاداء : 137

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) Empty رد: الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805)

    مُساهمة من طرف صابر السبت 28 نوفمبر - 10:19

    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) 150px-I_Bayezit


    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) 180px-Beyazid_I


    الدولة العثمانية (7) : السلطان بايزيد الأول .. الصاعقة (791-805) 350px-Chlebowski-Bajazyt_w_niewoli

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل - 12:52