معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

3 مشترك

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    avatar
    saad
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 8
    رقم العضوية : 458
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    نقاط التميز : 8
    معدل تقييم الاداء : 0

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي Empty هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    مُساهمة من طرف saad الإثنين 14 ديسمبر - 10:23

    هذا الموضوع متفرع من موضوع من هم اليهود
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    عابر سبيل




    الأخوة الكرام سأبتعد بكم قليلا عن تاريخ اليهود وأحب أن أركز على حكم العداء لليهود,وهل هو عداء مرحلى قد ينتهى بوقت معين أو صلح معين أم هو عداء متأصل دائم ما دامت السموات والأرض؟
    تعلمون أيها الاخوة أن القرآن المكى تحدث فى العقائد والأخلاق العامة, ولم يكن فيه أى أشارة الى المعاملات والمعاهدات وأمور الدولة ونظامها وغير ذلك, لذلك كان من العجيب أن يذكر القرآن المكى معايب اليهود وسوء اخلاقهم ,وقبح صفاتهم ,واعتدائهم على أنبيائهم, وقبح سيرتهم مع ربهم,وغير ذلك, فى وقت كان المسلمون مضطهدين مطاردين معذبين لا يأمن أحدهم أن يؤدى صلاته الا فى الخفاء ومنهم من نطق كلمة الكفر مكرها للنجاة من هول العذاب ,وكان بين اليهود فى المدينة وبين المسلمين فى مكة مئات الاميال , والمسلمون ليسوا فى حاجة الى الى فتخ جبهة عداء جديدة وهم المطاردون فى وطنهم و من هذا استنبط العلماء أن العداء لليهود أمر ملحق بالعقيدة, وليس أمرا مرحليا كعداء المسلمين لأهل مكة ,فعداؤنا لليهود كيهود ولا يهم أكانوا يهودا اثيوبيين أو يهود مصريين,أو يهود من أى مكان فى العالم,وسواء كانوا صهيونيين أو غير ذلك,مع مراعاة أن الاسلام وهو دين الانصاف,لم يضعهم فى سلة واحدة من حيث الخسة وسوء المعاملة والأخلاق قال تعالى:( ليسوا سواء)
    هذا لتوضيح أن العداء لهم لا علاقة له بتاريخهم, أما عن التاريخ فهذا موضوع آخر
    يرجع اى كتاب (معركة الوجود بين القرآن والتلمود) للدكتور عبد الستار فتح الله السعيد.

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي Empty رد: هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    مُساهمة من طرف نهر العطاء الثلاثاء 15 ديسمبر - 10:24

    شكرا استاذ عبد العليم للاضافة التي اعتقد انها اكملت الحلقة المفقودة في تاريخ اليهود

    اهلا بيك يا استاذ سعد في المنتدي
    مداخلة حضرتك طرحت قضية اخري شائكة
    خصوصا قولك
    استنبط العلماء أن العداء لليهود أمر ملحق بالعقيدة, وليس أمرا مرحليا كعداء المسلمين لأهل مكة ,فعداؤنا لليهود كيهود ولا يهم أكانوا يهودا اثيوبيين أو يهود مصريين,أو يهود من أى مكان فى العالم,وسواء كانوا صهيونيين أو غير ذلك
    بصراحة هذا الراي لم اسمع بة قبل الان
    وهو قول اراة غريبا
    الرجاء التوسع اكثر في توضيح هذا الراي مع ذكر الادلة والمصادر ومن هم العلماء الذين استنبطوا هذا الراي
    وشكرا لك
    وبرحب بيك مرة تانية في المنتدي
    avatar
    saad
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 8
    رقم العضوية : 458
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    نقاط التميز : 8
    معدل تقييم الاداء : 0

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي Empty رد: هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    مُساهمة من طرف saad الثلاثاء 15 ديسمبر - 10:40

    الاخت الفاضلة نهر العطاء,لقد ذكرت مصدر الكلام وهو:(كتاب معركة الوجود بين القرآن والتلمود, للأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله السعيد أستاذ التفسير فى جامعة الأزهر,وليس معنى غرابة الرأى أنه غير صحيح,راجعى التعليق لو سمحتى,وجزاكى الله خيرا

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي Empty رد: هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    مُساهمة من طرف نهر العطاء الثلاثاء 15 ديسمبر - 11:16

    الاخ الفاضل سعد

    للاسف لم اقرء الكتاب من قبل
    ان شاء الله سابحث عنة واقراءة
    لكنة في كل الاحوال يبقي راي فردي خالف فية الكثير من العلماء والاهم انة خالف فية العقل والمنطق والفطرة فلا يمكننا عقلا او شرعا تصور اننا يجب ان نظل في عداء وصراع ابدي مع احدلمجرد انة يدين بديانة اخري وخاصة اذا كانت هذة الديانة ديانة سماوية نحن مامورين بالايمان بكتابها ورسولها
    واذا كان هذا راي المؤلف في اليهود فماذا يكون راية في اتباع الديانات الوضعية ؟؟
    نقطة اخيرة
    هذا الراي وان كان راي للأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله السعيد كما ذكرت
    الا انة ايرادك ل هنا يعني ضمنا انك متفق معة فية ويعني انك مقتنع به ايضا
    مما يستلزم ان تكون قد اطلعت علي الادلة الشرعية والعقلية التي استند اليها في راية
    avatar
    saad
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 8
    رقم العضوية : 458
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    نقاط التميز : 8
    معدل تقييم الاداء : 0

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي Empty رد: هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    مُساهمة من طرف saad السبت 19 ديسمبر - 20:10

    الأخت الفاضلة نهر العطاء/جعلك الله سبحانه وتعالى معطاءة فى الخير دائما باذنه.
    اقرأى تاريخ اليهود مع الرسول صلى الله عليه وسلم وومكائدهم وتآمرهم وعداءهم للاسلام واقرأى تاريخم فى العداء للاسلام على مر العصور ودورهم البارز فى الفتنة الكبرى وسقوط الخلافة الاسلامية وغير ذلك لتقتنعى عقلا بتأصل عداء اليهود للاسلام والمسلمين
    نحن مأمورون بالايمان التوراة التى أنزلت على سيدنا موسى لا بالتوراة المحرفة التى بين يدى اليهود الآن ,وقد أمرنا ألا نأخذ عنهم فقد نصدقهم فى كذب أو نكذبهم فى صدق لاختلاط الحق فى التوراة بالتحريف.
    قال الله تعالى:(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
    نحن فى صراع أبدى مع اليهود يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وهذا من علامات الساعة,تقاتلون اليهود حتى يختبئ اليهودى وراء الحجر والشجر فينطق الحجر والشجر فيقول يامسلم يا عبد الله هذا يهودى خلفى فتعال فاقتله الا شجر الغرقد فانه شجر يهود.صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
    راجعى فتاوى فقهاء المسلمين فى الصلح مع اليهود,لا يوجد فقيه واحد أجاز الصلح الدائم مع اليهود, لماذا؟
    راجعى استدلال الدكتور عبد الستار فتح الله بان القرآن المكى لم يتحدث الا فى أمور العقائد والأخلاق ,وذم اليهود وذكر معايبهم ومواقفهم من ربهم مع ان اليهود كانوا فى المدينة على بعد مئات الأميال من مكة, والمسلمون محاصرون مطاردون معذبون مستضعفون وليست هناك اى علاقة لهم باليهود وليسوا فى حاجة الى فتح جبهات عداء جديدة وكان النصارى وقتئذ أقرب الى المسلمين من اليهود(نصارى نجران)

    وكانوا أيضا اصحاب كتاب سماوى ومع ذلك لم يتعرض لهم القرآن المكى من قريب ولا من بعيد,لماذا؟
    راجعى أحتى الكريمة رواية السيدة صفيه بنت حيى فى سبب اسلامها وتصديقها للرسول صلى الله عليه وسلم,لما ذهب أبيها كى يتحقق من صدق النبى فى قوله انا رسول من عند الله,فلما رجع سأله أخوه اهو هو,قال :نعم قال:فما تفعل معه؟ قال: عداوته ما حييت.
    كلامنا خاص باليهود والعداء لهم , أما معاملتهم اذا كانوا أهل ذمة فى المجتمع الاسلامى فهذا امر آخر, فمن أصول الأخلاق فى الاسلام العدل حتى مع المخالف أو العدو,والاسلام لا يعادى الناس من أجل اعتقاداتهم فلا اكراه فى الدين,ولم نؤمر ان ننقب عما فى قلوب الناس ونحاسب ضمائرهم,ولكل صنف من الناس , وكل أهل معتقد لهم أحكامهم فى الاسلام لايظلمون ولا يظلمون, ولا يقتل الناس فى الاسلام أو يظلموا, لمجرد كفرهم بالله عز وجل, وهذا كلام الفقهاء وليس كلامىوأكرر نحن نتحدث عن حالة خاصة, اليهود عليهم لعنة الله.
    أختى الفاضلة لاشك أن حديثى هذا يقف عند حد أنه حديث من غير متخصص,فماذا لو توجهنا بالسؤال الى أهل التخصص والفتوى فى الازهر الشريف؟ فتثبت القناعات أو يزول الالتباس.
    والله أعلى وأعلم
    avatar
    saad
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 8
    رقم العضوية : 458
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    نقاط التميز : 8
    معدل تقييم الاداء : 0

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي Empty رد: هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    مُساهمة من طرف saad الجمعة 1 يناير - 0:44

    الأخت الفاضلة نهر العطاء
    عود على بدء
    أنا لم أنس المتابعة للموضوع, وقد توجهت بسؤال الى لجنة الفتوى فى دار الافتاء المصرية, وعرضت فيها الموضوع, فكان الرد: نعتذر عن الرد على السؤال ونرجوا أن تشرفنا فى دار الافتاء.
    فأرسلت سؤالا آخر قلت فيه:وهل كل مسلم عنده القدرة على الذهاب لدار الافتاء؟ أم أن هذا من باب كتم العلم؟
    فكانت الاجابة: نعتذر عن الاجابة وشرفنا بالحضور الى دار الافتاء.
    ولا حول ولا قوة الابالله
    avatar
    عابر سبيل
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 124
    رقم العضوية : 115
    تاريخ التسجيل : 30/09/2008
    نقاط التميز : 143
    معدل تقييم الاداء : 7

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي Empty رد: هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    مُساهمة من طرف عابر سبيل الجمعة 1 يناير - 22:52

    اهلا بيك يا استاذ سعد في المنتدي
    فصلت مداخلاتك في موضوع مستقل لاهميتها
    بالنسبة لموقف دار الافتاء فاعتقد انة موقف سياسي
    علي العموم ساعرض لكم رايين لاثنين من كبار العلماء ثم نري

    اولا فتوي للشيخ ابن باز

    وجوب عداوة اليهود والمشركين وغيرهم من الكفار
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
    أما بعد فقد نشرت بعض الصحف المحلية تصريحا لبعض الناس قال فيه ما نصه: (إننا لا نكن العداء لليهود واليهودية وإننا نحترم جميع الأديان السماوية)، وذلك في معرض حديثه عن الوضع في الشرق الأوسط بعد العدوان اليهودي على العرب. ولما كان هذا الكلام في شأن اليهود واليهودية يخالف صريح الكتاب العزيز والسنة المطهرة، ويخالف العقيدة الإسلامية وهو تصريح يخشى أن يغتر به بعض الناس، رأيت التنبيه على ما جاء فيه من الخطأ نصحا لله ولعباده.. فأقول:
    قد دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على أنه يجب على المسلمين أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين، وأن يحذروا مودتهم واتخاذهم أولياء، كما أخبر الله سبحانه في كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، أن اليهود والمشركين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين.
    قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ[1] إلى قوله سبحانه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[2] وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[3] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[4] وقال عز وجل في شأن اليهود: تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا[5] الآية. وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ[6] الآية.
    والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على وجوب بغض الكفار من اليهود والنصارى وسائر المشركين وعلى وجوب معاداتهم حتى يؤمنوا بالله وحده، وتدل أيضا على تحريم مودتهم وموالاتهم وذلك يعني بغضهم والحذر من مكائدهم وما ذاك إلا لكفرهم بالله وعدائهم لدينه ومعاداتهم لأوليائه وكيدهم للإسلام وأهله، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بما يعملون محيط[7] ففي هذه الآيات الكريمات حث المؤمنين على بغض الكافرين، ومعاداتهم في الله سبحانه من وجوه كثيرة، والتحذير من اتخاذهم بطانة، والتصريح بأنهم لا يقصرون في إيصال الشر إلينا، وهذا هو معنى قوله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا[8] والخبال هو: الفساد والتخريب. وصرح سبحانه أنهم يودون عنتنا، والعنت: المشقة، وأوضح سبحانه أن البغضاء قد بدت من أفواههم وذلك فيما ينطقون به من الكلام لمن تأمله وتعقله وما تخفي صدورهم أكبر من الحقد والبغضاء ونية السوء لنا أكبر مما يظهرونه، ثم ذكر سبحانه وتعالى أن هؤلاء الكفار قد يتظاهرون بالإسلام نفاقا ليدركوا مقاصدهم الخبيثة وإذا خلوا إلى شياطينهم عضوا على المسلمين الأنامل من الغيظ، ثم ذكر عز وجل أن الحسنات التي تحصل لنا من العز والتمكين والنصر على الأعداء ونحو ذلك تسوءهم وأن ما يحصل لنا من السوء كالهزيمة والأمراض ونحو ذلك يسرهم وما ذلك إلا لشدة عداوتهم وبغضهم لنا ولديننا.
    ومواقف اليهود من الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام كلها تشهد لما دلت عليه الآيات الكريمات من شدة عداوتهم للمسلمين، والواقع من اليهود في عصرنا هذا وفي عصر النبوة وفيما بينهما من أكبر الشواهد على ذلك، وهكذا ما وقع من النصارى وغيرهم من سائر الكفرة من الكيد للإسلام ومحاربة أهله، وبذل الجهود المتواصلة في التشكيك فيه والتنفير منه والتلبيس على متبعيه وإنفاق الأموال الضخمة على المبشرين بالنصرانية والدعاة إليها، كل ذلك يدل على ما دلت عليه الآيات الكريمات من وجوب بغض الكفار جميعا والحذر منهم ومن مكائدهم ومن اتخاذهم بطانة.
    فالواجب على أهل الإسلام أن ينتبهوا لهذه الأمور العظيمة وأن يعادوا ويبغضوا من أمرهم الله بمعاداته وبغضه من اليهود والنصارى وسائر المشركين حتى يؤمنوا بالله وحده، ويلتزموا بدينه الذي بعث به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. وبذلك يحققون اتباعهم ملة أبيهم إبراهيم ودين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوضحه الله في الآية السابقة، وهي قوله عز وجل: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[9] وقوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَءاؤا مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ[10] وقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[11] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
    وفي قوله تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا[12] دلالة ظاهرة على أن جميع الكفار كلهم أعداء للمؤمنين بالله سبحانه وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن اليهود والمشركين عباد الأوثان أشدهم عداوة للمؤمنين، وفي ذلك إغراء من الله سبحانه للمؤمنين على معاداة الكفار والمشركين عموما وعلى تخصيص اليهود والمشركين بمزيد من العداوة في مقابل شدة عداوتهم لنا، وذلك يوجب مزيد الحذر من كيدهم وعداوتهم.ثم إن الله سبحانه مع أمره للمؤمنين بمعاداة الكافرين أوجب على المسلمين العدل في أعدائهم فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[13] فأمر سبحانه المؤمنين أن يقوموا بالعدل مع جميع خصومهم، ونهاهم أن يحملهم بغض قوم على ترك العدل فيهم وأخبر عز وجل أن العدل مع العدو والصديق هو أقرب للتقوى. والمعنى: أن العدل في جميع الناس من الأولياء والأعداء هو أقرب إلى اتقاء غضب الله وعذابه. وقال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[14] وهذه الآية الكريمة من أجمع الآيات في الأمر بكل خير والنهي عن كل شر، ولهذا روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث عبد الله بن رواحة الأنصاري إلى خيبر ليخرص على اليهود ثمرة
    النخل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاملهم على نخيلها وأرضها بنصف ثمرة النخل والزرع، فخرص عليهم عبد الله ثمرة النخل، فقالوا له إن هذا الخرص فيه ظلم، فقال لهم عبد الله رضي الله عنه: ((والذي نفسي بيده إنكم لأبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، وإنه لن يحملني بغضي لكم وحبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أظلمكم)) فقال اليهود: بهذا قامت السموات والأرض. فالعدل واجب في حق القريب والبعيد والصديق والبغيض، ولكن ذلك لا يمنع من بغض أعداء الله ومعاداتهم ومحبة أولياء الله المؤمنين وموالاتهم، عملا بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، والله المستعان. أما قول الكاتب: (وإننا نحترم جميع الأديان السماوية) فهذا حق ولكن ينبغي أن يعلم القارئ أن الأديان السماوية قد دخلها من التحريف والتغيير ما لا يحصيه إلا الله سبحانه ما عدا دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه وخليله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقد حمله الله وحفظه من التغيير والتبديل، وذلك بحفظه لكتابه العزيز وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، حيث قال الله عز وجل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[15] فقد حفظ الله الدين وصانه من مكايد الأعداء بجهابذة نقاد أمناء، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وكذب المفترين وتأويل الجاهلين، فلا يقدم أحد على تغيير أو تبديل إلا فضحه الله وأبطل كيده. أما الأديان الأخرى فلم يضمن حفظها سبحانه، بل استحفظ عليها بعض عباده فلم يستطيعوا حفظها، فدخلها من التغيير والتحريف ما الله به عليم كما قال عز وجل: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ[16] وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ[17] الآية.
    وقال عز وجل: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ[18] وقال تعالى: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[19].الآيات في هذا المعنى كثيرة.
    أما ما كان من الأديان السماوية السابقة سليم من التغيير والتبديل فقد نسخه الله ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن الكريم، فإن الله سبحانه أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ونسخ بشريعته سائر الشرائع، وجعل كتابه الكريم مهيمنا على سائر الكتب السماوية.
    فالواجب على جميع أهل الأرض من الجن والإنس سواء كانوا من اليهود أو النصارى أو غيرهم من سائر أجناس بني آدم، ومن سائر أجناس الجن أن يدخلوا في دين الله الذي بعث به خاتم الرسل إلى الناس عامة وأن يلتزموا به ويستقيموا عليه، لأنه هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، كما قال سبحانه وتعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ[20] وقال عز وجل: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[21] وقال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[22] وقال تعالى في سورة المائدة بعد ما ذكر التوراة والإنجيل يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[23] ففي هذه الآيات الكريمات الدلالة الظاهرة والبرهان القاطع على وجوب الحكم بين اليهود والنصارى وسائر الناس بما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أنه لا إسلام لأحد ولا هداية إلا باتباع ما جاء به، وأن ما يخالف ذلك فهو في حكم الجاهلية وأنه لا حكم أحسن من حكم الله، وقال تعالى في سورة الأعراف: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[24] ففي هذه الآية الكريمة الدليل القاطع والحجة الدامغة على عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود والنصارى وأنه بعث بالتخفيف عنهم، وأنه لا يحصل الفلاح لكل من كان في زمانه من الأمم وهكذا ما بعد ذلك إلى قيام الساعة إلا بالإيمان به ونصره وتعزيره واتباع النور الذي أنزل معه. ثم قال سبحانه بعد ذلك تأكيدا للمقام وبيانا لعموم الرسالة: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[25] ومن هذه الآية وما قبلها من الآيات يتضح لكل عاقل أن الهداية والنجاة والسعادة إنما تحصل لمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم واتبع ما جاء به من الهدى، ومن حاد عن ذلك فهو في شقاق وضلال وبعد عن الهدى، بل هو الكافر حقا وله النار يوم القيامة، كما قال سبحانه: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ[26] وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[27] وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[28] وقال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا[29].
    وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)).
    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)).
    والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه دلالة ومقنع للقارئ على وجوب معاداة الكفرة من اليهود وغيرهم وبغضهم في الله وتحريم مودتهم واتخاذهم أولياء، وعلى نسخ جميع الشرائع السماوية ما عدا شريعة الإسلام التي بعث الله بها خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وعلى سائر النبيين والمرسلين، وجعلنا من اتباعهم بإحسان إلى يوم الدين إنه على كل شيء قدير، وليس معنى نسخ الشرائع السابقة أنها لا تحترم، أو أنه يجوز التنقص منها، ليس هذا المعنى هو المراد، وإنما المراد رفع ما قد يتوهمه بعض الناس أنه يسوغ اتباع شيء منها، أو أن من انتسب إليها من اليهود أو غيرهم يكون على هدى، بل هي شرائع منسوخة لا يجوز اتباع شيء منها لو علمت على التحقيق وسلمت من التغيير والتبديل، فكيف وقد جهل الكثير منها، لما أدخل فيها من تحريف أعداء الله الذين يكتمون الحق وهم يعلمون. ويكذبون على الله وعلى دينه ما تقتضيه أهواؤهم ويكتبون الكتب من عندهم وبأيديهم ويقولون: إنها من عند الله، وبذلك يعلم كل من له أدنى علم وبصيرة أن الواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس أن يدخلوا في دين الله الذي هو الإسلام وأن يلتزموه، وأنه لا يسوغ لأحد الخروج عن ذلك لا إلى يهودية ولا إلى نصرانية ولا إلى غيرهما، بل المفروض على جميع المكلفين من حين بعث الله نبيه ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة هو الدخول في الإسلام والتمسك به، ومن اعتقد أنه يسوغ له الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى كليم الرحمن عليه الصلاة والسلام فهو كافر بإجماع أهل العلم، يستتاب وتبين له الأدلة فإن تاب وإلا قتل، عملا بما تقدم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، ونسأله عز وجل أن يثبتنا على دينه وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا، وأن يمن على عباده بالدخول في دينه، والكفر بما خالفه، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى سائر النبيين والمرسلين وسائر الصالحين، والحمد لله رب العالمين.


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] سورة الممتحنة من الآية 1.
    [2] سورة الممتحنة الآية 4.
    [3] سورة المائدة الآية 51.
    [4] سورة التوبة الآية 23.
    [5] سورة المائدة الآية 80-82.
    [6] سورة المجادلة الآية 22.
    [7] سورة آل عمران الآيتان 118-120.
    [8] سورة آل عمران الآية 118.
    [9] سورة الممتحنة الآية 4.
    [10] سورة الزخرف الآية 26-27.
    [11] سورة المائدة الآية 57.
    [12] سورة المائدة الآية 82.
    [13] سورة المائدة الآية 8.
    [14] سورة النحل الآية 90.
    [15] سورة الحجر الآية 9.
    [16] سورة المائدة الآية 44.
    [17] سورة المائدة الآية 41.
    [18] سورة البقرة الآية 79.
    [19] سورة آل عمران الآية 78.
    [20] سورة آل عمران الآيتان 19-20.
    [21] سورة البقرة الآيتان 136-137.
    [22] سورة آل عمران الآية 85.
    [23] سورة المائدة الآيتان 48-50.
    [24] سورة الأعراف الآيات 156-157.
    [25] سورة الأعراف الآية 158.
    [26] سورة هود الآية 17.
    [27] سورة سبأ الآية 28.
    [28] سورة الأنبياء الآية 107.
    [29] سورة الفرقان الآية 1.

    المصدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    avatar
    عابر سبيل
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 124
    رقم العضوية : 115
    تاريخ التسجيل : 30/09/2008
    نقاط التميز : 143
    معدل تقييم الاداء : 7

    هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي Empty رد: هل عدائنا لليهود عداء ابدي ام مرحلي

    مُساهمة من طرف عابر سبيل الجمعة 1 يناير - 22:55

    ثانبا راي الشيخ يوسف القرضاوي

    في لقاء مع حاخامات يهود بريطانيين

    القرضاوي : نعادي الصهيونية ولا نعادي اليهود

    الدوحة - أكد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنه لا توجد أية مشكلة بين المسلمين واليهود كأصحاب دين سماوي، مشددا على أن "عداء المسلمين موجه للحركة الصهيونية التوسعية المعتدية، وليس لأمة اليهود".
    وأبدى القرضاوي - خلال استقباله اليوم الأربعاء لثلاثة حاخامات يهود بريطانيين مناهضين للصهيونية بمنزله في العاصمة القطرية الدوحة - استعداده لحضور أي لقاءات أو ندوات أو مؤتمرات يشارك فيها حاخامات يهود يعارضون الصهيونية وقيام دولة إسرائيل.

    وضم وفد الحاخامات كلا من أهارون كوهين، وإسرائيل دوفيد ويس، ودوفيد شلومو فيلدمان، وهم من مدرسي التوراة، ويمثلون حركة "نوتورا كارتي" أو "اليهود ضد الصهيونية"، ويطلقون على أنفسهم صفة "اليهود الربانيين"، ويعتبرون أنفسهم حماة لمدينة القدس القديمة ضد التوسع الصهيوني.

    وحرص الحاخامات الثلاثة خلال اللقاء الذي حضره مراسل "إسلام أون لاين" على تعليق شارة مكتوب عليها "أنا يهودي لا صهيوني"، ويزور الوفد اليهودي الدوحة بدعوة من قناة "الجزيرة" الفضائية.

    قواسم مشتركة

    وأوضح القرضاوي أن "العلاقات تأزمت ووقع الصدام بين المسلمين واليهود بعد ظهور الفكرة الصهيونية وسعي اليهود الصهاينة لإقامة دولة إسرائيل بدلا من دولة فلسطين".

    وشدد الشيخ القرضاوي في لقائه مع الحاخامات الثلاثة على أهمية التعاون بين أتباع الديانتين الإسلامية واليهودية في القواسم المشتركة بينهما، مشيرا إلى أربع مجالات رئيسية يمكن التعاون فيها، هي: الإيمان بالله الواحد، والوقوف ضد الإلحاد، والوقوف ضد الإباحية والتحلل والشذوذ وزواج المثليين، وإقامة العدل بين الناس ومحاربة الظلم.

    وأعرب القرضاوي عن اعتقاده أن "اليهود المتمسكين بدينهم وبالتوراة غير المحرفة قريبون جدا من المسلمين"، مشيرا إلى أن "أتباع الديانتين يتفقون في كثير من الشعائر والأحكام الباقية من ملة إبراهيم عليه السلام، كالختان والذبح الحلال وتحريم أكل لحم الخنزير ورفض وضع التماثيل في المساجد والمعابد".

    ولفت القرضاوي إلى أن اليهود والمسلمين عانوا من الاضطهاد معا عقب سقوط الخلافة الإسلامية في الأندلس، مشيرا إلى أن باقي المدن الإسلامية فتحت أبوابها لليهود ليعيشوا فيها.

    وأردف أن اليهود كانوا أصحاب الثروات الكبرى في مصر وكثير من الدول الإسلامية التي كان يعيشون فيها في مطلع القرن الماضي.

    "شر على العالم"

    وأيد الحاخام "أهارون كوهين" طرح الشيخ القرضاوي في أن اليهود لم يجدوا مشكلة عبر التاريخ طوال وجودهم في الدول الإسلامية.

    وهاجم كوهين الصهيونية معتبرا أنها "حركة سياسية معتدية وظالمة لا يزيد عمرها على مائة سنة"، مضيفا أن "اليهودية الحقيقية القائمة على تعاليم التوراة تخالف الصهيونية ولا تعترف بها".

    وأكد مع زميليه اعتراضهم على قيام دولة إسرائيل، معتبرين أنها "شر على العالم".

    كما أكدوا رفضهم للسياسيات الاستيطانية والتوسعية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ومعارضتهم للممارسات القمعية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، مشددين على أن "التوراة والتعاليم اليهودية لا تجيز الاحتلال وتشريد الشعوب وقتل الأبرياء".

    من جانبه، أعرب الحاخام دوفيد ويس عن اعتقاده أن "مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي يمكن أن تنتهي في ليلة واحدة إذا عرفت القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا أن ما تقوم به إسرائيل يتعارض تماما مع التعاليم اليهودية غير الصهيونية".

    وأشار إلى أن "حقائق التوراة وتاريخ اليهود طوال ألفي عام يؤكدان زوال دولة إسرائيل مهما طال عمرها"، مشيرا إلى تفكك دول كانت أقوى من إسرائيل مثل الاتحاد السوفيتي.

    وأثنى الحاخامات اليهود على جهود الشيخ القرضاوي ودعوته للسلام بين أتباع الأديان السماوية، والاستقرار في العالم.

    وسبق أن التقى القرضاوي بحاخامات يهود مناهضين للصهيونية في آخر زيارة له إلى بريطانيا عام 2004 حين كان يدشن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

    ولا يلتقي الشيخ القرضاوي بأي من علماء اليهود الذين يقرون الصهيونية ويعترفون بدولة إسرائيل.





    المصدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 8 مايو - 7:32