معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    حمدى قنديل.. شريف النيل الذى أزعج الحكام العرب

    avatar
    محمد احمد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 502
    رقم العضوية : 81
    تاريخ التسجيل : 28/08/2008
    نقاط التميز : 885
    معدل تقييم الاداء : 51

    حمدى قنديل.. شريف النيل الذى أزعج الحكام العرب Empty حمدى قنديل.. شريف النيل الذى أزعج الحكام العرب

    مُساهمة من طرف محمد احمد الخميس 31 ديسمبر - 2:09

    حمدى قنديل.. شريف النيل الذى أزعج الحكام العرب H31220082114412

    «شريف النيل».. لقب اشتهر به فى معظم الأقطار العربية، لإيمانه المطلق بقضاياه الوطنية والقومية، وأمانته الكبيرة فى عرض هذه القضايا سواء فى برامجه على شاشات الفضائيات، أو عندما يخط بمداد قلمه على صفحات الجرائد، لأنه يرى أنه من الصعوبة وضع خط فاصل بين ما هو سياسى وما هو مهنى، ورغم أن البعض يرى ذلك خلطاً غير محمود، فإن الإعلامى حمدى قنديل، مثله مثل كثيرين من جيل الإعلاميين المفكرين يرى أن حدود المهنية لابد أن تقف عند خط أحمر هو الهوية القومية.

    حمدى قنديل الإعلامى العربى الوحيد الذى تطارده القنوات الفضائية من أجل انتزاع موافقته للظهور على شاشتها، رغم أن كل قناة تعلم أن وجوده بها هو إيذان بوقوعها فى أزمة قد تنتهى برحيله منها، وهو ما يلحق بها خسائر مادية وجماهيرية، أو فى أسوأ الفروض، إغلاق القناة ذاتها مثلما حدث مع قناة «الليبية».

    إذا كانت أزمة حمدى قنديل مع قناة «الليبية» هى أحدث مصادماته الإعلامية، فإن أولاها يعود بنا إلى ستينيات القرن الماضى حينما كان قنديل، الإعلامى الواعد وقتها، يقدِم برنامجا على التليفزيون المصرى، حديث النشأة آنذاك، اسمه «من أقوال الصحف»، فقرأ فى إحدى الحلقات خبراً عن الرئيس جمال عبدالناصر فى نهايتها، ففوجئ بصدور قرار من وزارة الإرشاد القومى «الإعلام» بوقفه عن العمل بالتليفزيون.. لم يكن قنديل يعلم وقتها ما الداعى لإيقافه حتى جلس مع سامى شرف مدير مكتب الرئيس وسأله: «لماذا تم إيقافى عن تقديم البرنامج؟» فقال له شرف: «الرئيس غضب منك لأنك قرأت خبره فى آخر البرنامج»، لكن الرئيس وقتها أمر شخصيا بعودة البرنامج.

    تلك الواقعة التى مرت عليها عشرات السنوات كانت إيذانا بمولد نجم إعلامى واعد جديد لا يخشى الرؤساء والزعماء، وهو ما تشهد عليه برامجه وآراؤه، فهو الذى أجرى مقابلة مع معمر القذافى فى حلقة من برنامجه «مع حمدى قنديل» على قنوات «راديو وتليفزيون العرب» أغضبت معظم زعماء العرب حينما فوجئوا بالرئيس الليبى يشن عليهم هجوما ضاريا.. حينها لم يملك الزعماء سوى الضغط على الشيخ صالح كامل لوقف ظهور قنديل على قنواته، وهو ما حدث بالفعل.

    ثم سرعان ما انتزع آهات إعجاب البسطاء من بنى وطنه مصر حينما أثار همومهم وآلامه على شاشة القناة الثانية بالتليفزيون المصرى من خلال برنامج «رئيس التحرير»، الذى توقف فجأة دون سابق إنذار اللهم إلا اللعنة التى تطارد الإعلامى الكبير مع كل برنامج يتجاوز شهرته السقف المسموح به، وانتقل اسم البرنامج إلى قناة دريم بنفس المسمى، لكنه توقف أيضا فى مهده، دون معرفة الأسباب الحقيقية.

    ومع كل هذا لم يمنع قنديل من تسخير برنامج «قلم رصاص»، على قناة دبى الفضائية، لكشف ما يعتبره أخطاء للحكام العرب، وهو ما أغضب عددا منهم، على رأسهم محمود عباس الرئيس الفلسطينى وسلطان بن عبدالعزيز ولى العهد السعودى، الذى أزعجه قنديل بشدة لدرجة أنه طلب صراحة من مسئولى قناة «دبى» وقف البرنامج، ليخرج بعدها على جابر مدير القناة معلنا انتهاء علاقتها بقنديل، وذلك رغم إشادة حاكم دبى المستمرة بشجاعته وجرأة برنامجه.

    كان ذلك قبل 4 أشهر، حينها رفض قنديل حتى السؤال عن سبب قصف قلمه الرصاص، فالجميع حوله كانوا يقولون إن القناة تتلقى كل أسبوع رسالة من الديوان الملكى السعودى اعتراضا على مضمون البرنامج.

    ورغم كل هذه الصعوبات والمعوقات فإن «قنديل» لم ينحنِ له ظهر، أو يكفر بمبادئه وأفكاره، وظل شامخا مثله مثل أساطين معبد الكرنك التى لم تنل منها تقلبات الطبيعة بجبروتها، وظلت علامة بارزة تسرد تاريخا مزدهرا ومعطرا، يفتخر به جيل وراء جيل.

    ولذلك ولقناعة حمدى قنديل بأن الأفكار تطير ولا يمكن حبسها، حط رحاله على قناة «الليبية» وبدأ فى فرد أوراقه، وقبل أن تغطى هذه الأوراق سطح مكتبه بالقناة توقف البرنامج، لثقل ما تحمله هذه الأوراق من حروف كلمات الحقيقة، وتفنيد واقع مرير تمر به الأمة، وهى كلمات ثقيلة لا يقوى كاهل السلطات الليبية أن يتحملها، فقررت تأميم القناة واعتبارها مملوكة لإعلام الدولة.

    لعل هذا ما يدفع حمدى قنديل للتأكيد مراراً وتكراراً على أنه يدعم طوال الوقت خيار المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، رافضا مبدأ الدخول فى أى سلام مع إسرائيل يقوم على أساس قلة الحيلة والضعف العربى.. ورغم أنه دائم الهجوم على الأنظمة العربية، فإنه يعترف بأهمية تواجد الحزب الوطنى على الساحة السياسية المصرية، لأنه يضم -على حد قوله- سياسيين محنكين مثل على الدين هلال ومحمد كمال وغيرهما، فهو يعترف بكفاءة من لا يتوافق ورؤيته السياسية.

    والآن يجلس قنديل، فى منزله يدرس عددا من العروض التى ترسلها له فضائيات عربية ليقدم برنامجا سياسيا بها، لكن الإعلامى القدير يدرس تلك العروض وهو مشفق على أصحاب هذه القنوات، لأنه يعلم أنه لم تخرج بعد شاشة عربية تتحمل تبعات جرأته.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 6 مايو - 11:57