من قضايا الاعتقاد الأساسية، أن الله سبحانه لم يخلق هذا الكون عبثاً، وإنما خلقه وأقامه على سنن تدبر أمره، وتسير شأنه، ومفتاح ذلك قوله سبحانه: { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } (الفرقان:2).
ويزخر القرآن الكريم بتأصيلات فائقة في موضوع السنن، فهو دائماً يوجه الأنظار والأفكار إلى استنطاق التاريخ، واستقراء الحوادث والأسباب التي خفضت أقواماً، ورفعت آخرين.
ومفهوم (السننية) مستفاد من العديد من الآيات الدالة على أن الحياة الإنسانية مرتبطة بنواميس وقوانين، من عمل بأسبابها، وأخذ بشروطها، استقامت له الحياة، ومن لم يعمل بتلك الأسباب، ولم يأخذ بشروطها، اختل نظام الحياة.
فمن خلال سنن الله التي بثها في كتابه، نعي العوامل التي تجعل المجتمع سليماً معافاً، وتحفظه من الفساد الاجتماعي، والانحلال الأخلاقي.
إذن، (السننية) كمفهوم قرآني يقصد به، أن حياة الأمم وسعادتها في الدارين مرتبطة بمدى تقيد هذه الأمم بقوانين الحياة، المتعلقة بمفاهيم الاستخلاف والتسخير والعبودية.
ومن الآيات المقررة لمفهوم (السننية) قوله تعالى: { قد خلت من قبلكم سنن } (آل عمران:137)، وقوله سبحانه: { سنة الله التي قد خلت في عباده } (غافر:85)، وقوله عز من قائل: { سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا } (الفتح:23). وغير ذلك من الآيات، التي تفيد أنه سبحانه أقام حياة الإنسان على سنن (قوانين) دقيقة، لا تحابي أحداً، فرداً كان أم مجتمعاً.
وعلى الرغم من أن موضوع (السننية) في القرآن الكريم - فيما نحسب - من أهم القضايا الجديرة بالبحث، إلا أنه لم يلق من المفسرين المتقدمين العناية اللائقة به. أما المفسرون المعاصرون، فإن الشيخ محمد رضا - فيما وقفنا عليه - هو أول من نبه على هذا الموضوع في تفسيره "المنار"، حيث ذكر عند تفسيره لقوله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ما حاصله: أن إنعام الله على الأقوام والأمم منوطة ابتداء ودواماً بأخلاق وأعمال تقتضيها، فما دامت هذه الأخلاق والأعمال متمكنة منهم، كانت تلك النعم ثابتة ومستقرة، ولم يكن لينـزعها منهم انتزاعاً بغير ظلم أو ذنب، فإذا هم غيروا ما بأنفسهم من تلك الأخلاق والأعمال، غيَّر الله ما بأنفسهم، وأخذ منهم ما أنعم به عليهم.
ثم إن سيد قطب رحمه الله تابع الشيخ رشيد رضا في التنبيه على مفهوم (السننية) في القرآن، وبنى على أساس هذا المفهوم تفسير العديد من الآيات، ومما قاله في هذا الصدد: "والقرآن الكريم يرد المسلمين إلى سنن الله في الأرض. يردهم إلى الأصول التي تجري وفقها الأمور. فهم ليسوا بدعاً في الحياة; فالنواميس التي تحكم الحياة جارية لا تتخلف، والأمور لا تمضي جزافاً، إنما هي تتبع هذه النواميس، فإذا هم درسوها، وأدركوا مغازيها، تكشفت لهم الحكمة من وراء الأحداث، وتبينت لهم الأهداف من وراء الوقائع، واطمأنوا إلى ثبات النظام الذي تتبعه الأحداث، وإلى وجود الحكمة الكامنة وراء هذا النظام. واستشرفوا خط السير على ضوء ما كان في ماضي الطريق. ولم يعتمدوا على مجرد كونهم مسلمين، لينالوا النصر والتمكين; بدون الأخذ بأسباب النصر، وفي أولها طاعة الله وطاعة الرسول".
أما ابن عاشور فقد أشار إلى هذا الموضوع إشارة عابرة، ولم يتوسع في بيانه وأمثلته القرآنية، ومما ذكره في هذا الشأن ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى: { قد خلت من قبلكم سنن }، قال: "في الآية دلالة على أهمية علم التاريخ؛ لأن فيه فائدة السير في الأرض، وهي معرفة أخبار الأوائل، وأسباب صلاح الأمم وفسادها".
والمتتبع لمفهوم (السننية) في القرآن، يجد أنها على أنواع أربعة:
فهناك السنن الكونية، وهي سنن تتعلق بنظام الكون وتركيبه، كقوله تعالى: { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار } (يس:37)، فتعاقب الليل والنهار آية كونية ثابتة لا تحيد، أقام الله عليها هذا الكون. وقوله سبحانه: { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات } (الأعراف:57). وسقوط الإمطار نتيجة تراكب وتراكم عدة عوامل آية كونية من الآيات التي أقام الله عليها نظام هذا الكون.
والسنن الكونية يُطلق عليها في القرآن عادة (آيات)، كما قال تعالى: { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } (فصلت:53). وأهم سمة لهذه السنن (الآيات)، أنها تمثل قانوناً ثابتاً، يمثل قوانين الحياة الأساسية التي وجدت لخدمة الإنسان.
وهناك (السنن الكلية)، وهي السنن التي جعلها الله تعالى مفتاحاً لقيام الحضارات بمفهومها الشامل، من ذلك قوله سبحانه: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون } (الأعراف:96). فهذه الآية تقرر أن قيام الحضارات الحقيقي إنما يكون أولاً وقبل كل شيء على أساس الإيمان والتقوى، فإذا فُقِدَ هذا الأساس فلا حضارة البتة، وإذا رأينا شيئاً يُطلق عليه الناس حضارة، ويقوم على غير هذا الأساس، فهو عند التحقيق والتدقيق حضارة زائفة خادعة، لا رصيد لها من المصداقية، ولا تملك مقومات البقاء والاستمرار.
ثم هناك (السنن الجزئية)، وهي السنن التي تخدم كل من احترمها ووظفها كما هي، وهي سنن حيادية عامَّة، يستفيد منها كل من يسخرها، بغض النظر عن عقيدته ولونه وعرقه. وهذا النوع من السنن يرشد إليه قوله سبحانه: { كُلاًّ نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا } (الإسراء:20)، فالكون فضاء مفتوح أمام الجميع، ومسخَّر لكل أحد، لا فرق بين مؤمن وكافر، فمن سخَّره وفق قوانين التسخير حصَّل خيره ودفع عنه شره، ومن قعد عن ذلك وتوانى، فقد فاته خير كثير، وأصابه ضر كبير.
والأمر الذي ينبغي التنبيه إليه بهذا الصدد، أنه لا غنى للسنن الكلية عن السنن الجزئية، ولا للسنن الجزئية عن الكلية؛ فالحضارة التي تؤمن بالله، لكنها لا تكتشف سنن الكون والحياة، هي حضارة عاطلة خاملة. وأيضاً، فإن الحضارة المكتشفة والمسخرة للسنن الجزئية، لكنها غير مهتدية بهدي السماء، هي حضارة تائهة خاطئة.
وهناك (السنن الاجتماعية)، وهي بيت القصيد، والمقصود من هذا المفهوم عند الإطلاق. وهي سنن تتعلق بالإنسان ووظيفته في هذه الحياة. وهذه السنن لها قانونية مختلفة نسبياً عن السنن الكونية؛ فهي تتسم بالثبات من جانب، { فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا } (فاطر:43)، لكنها من جانب آخر تخضع لمقتضيات الحكمة الإلهية، التي تحدد الزمان والمكان والتفاصيل التي سوف تتبدَّى بها هذه القانونية. وقد نبه القرآن الكريم إلى أن حركة أي مجتمع محكومة بتلك السنن، من ذلك قوله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } (الرعد:11) فسُنَّة (التغير) سنة اجتماعية، تبين أن استقرار كل مجتمع منوط - قبل كل شيء - بسلوك أفراده، واستقامتهم على شرع الله، وأخذهم بشروط التمكين في الأرض.
ومما ينبغي ملاحظته بخصوص (السنن الاجتماعية)، أن هذه السنن ليست خاضعة لمبدأ السببية المادي، الذي يرتب النتائج على مقدماتها ترتيبياً حتمياً لا انفكاك له، بل هي سنن يحكمها جانبان: الأول: رباني، يتمثل بمراد الله سبحانه، وهذا الجانب يرشد إليه قوله تعالى: { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } (الإنسان:30). وثانيهما: إنساني، يتمثل بشكل أساس بالإنسان، كفاعل رئيس في هذه الحياة، مطلوب منه أن يعمل ويجد ويكد في مجالات الحياة كافة. وهذا الجانب يرشد إليه قوله تعالى: { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } (التوبة:105). فالإنسان عليه أن يعمل وفق سنن الله، وتبقى نتائج عمله مرتبطة بإرادته سبحانه وحكمته.
إن (السننية) بحسب المفهوم القرآني، لا يتحقق معناها إلا إذا فُهمت على ضوء العلاقة الإيمانية التي تربط الإنسان بخالقه، وهي بهذا المعنى تعني: أن نتائج الفعل الإنساني ليست متعلقة بأسبابها فحسب، وليست منفصلة ومستقلة عن مقتضى الحكمة الإلهية في التدبير، بل هي حاصلة وفق مقتضاها.
ومن الأمثلة على السننية الاجتماعية في القرآن غير ما تقدم، سُنة (التمكين)، المصرح بها في قوله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا } (النور:55)، فقد صرحت الآية الكريمة، أن التمكين في الأرض والاستخلاف فيها منوط بالإيمان والعمل الصالح، فإذا تحقق الإيمان الصحيح والعمل الصالح، تحقق للمؤمنين التمكين والاستخلاف والأمن، وإذا تخلف هذان الشرطان أو أحدهما انعدم التمكين والاستخلاف والأمن.
ومن الأمثلة على (السننية الاجتماعية) أيضاً، قوله سبحانه: { إن تنصروا الله ينصركم } (محمد:7)، فقد بيَّنت الآية الكريمة أن النصر على المستويات كافة، الحضارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، إنما يكون بنصر الله أولاً، ونصر الله يعني: العمل على وفق ما أمر وشرع، فإذا تحقق هذا الشرط كان النصر، وإلا كانت الهزيمة والخذلان.
ومن (السنن الاجتماعية) غير ما تقدم، قوله سبحانه: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة } (النحل:97)، وقوله تعالى: { ادعوني أستجب لكم } (غافر:60)، وقوله عز وجل: { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره } (الزلزلة:7). والآيات الجارية بحسب هذا النسق كثيرة لمن تتبعها.
وجدير بالتأمل في هذا السياق، أن الأمثلة التي أتينا عليها وما شاكلها ركزت على جانب الفعل الإيجابي، وما يترتب عليه من نتيجة إيجابية؛ لكن ثمة آيات ركزت على الفعل السلبي وما يترتب عليه من نتيجة سلبية، من ذلك مثلاً، قوله سبحانه في سياق الحث على الجهاد في سبيل الله: { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم } (التوبة:39)، فقد صرحت الآية أن العذاب إنما ينـزل بالناس، إن هم قعدوا عن الجهاد، واستكانوا إلى حياة الراحة والدعة.
ومن هذا القبيل كذلك، قوله تعالى: { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم } (محمد:38)، فقد أوضحت الآية أن التولي عن منهج الله والإعراض عنه، يستدعي هلاك الناس بأي شكل من أشكال الهلاك، والإتيان بقوم آخرين، يطبقون منهج الله وفق ما شرع.
ونحو هذا يقال في قوله تعالى: { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا } (الجن:16)، فالاستقامة على وفق شرع الله شرط أساس لإنزال بركات السماء والأرض.
والذي نحب التأكيد عليه على ضوء ما تقدم، أن مفهوم (السننية) في القرآن يقصد به أساساً ما أسميناه بـ (السننية الاجتماعية)، وهو مفهوم يتوجه بشكل مباشر إلى الإنسان، بوصفه مكلفاً بأوامر ونواه توجه حركته في هذه الحياة، وتضبط اتجاه، وفق حكمته سبحانه وتدبيره. فكل سنة اجتماعية لا تتم إلا من خلال شروط ينبغي توافرها، وموانع ينبغي انتفاؤها، وهذه الحقيقة ينبغي أن تكون ماثلة في أذهاننا، إذا أردنا النهوض واستئناف المسيرة.
ويزخر القرآن الكريم بتأصيلات فائقة في موضوع السنن، فهو دائماً يوجه الأنظار والأفكار إلى استنطاق التاريخ، واستقراء الحوادث والأسباب التي خفضت أقواماً، ورفعت آخرين.
ومفهوم (السننية) مستفاد من العديد من الآيات الدالة على أن الحياة الإنسانية مرتبطة بنواميس وقوانين، من عمل بأسبابها، وأخذ بشروطها، استقامت له الحياة، ومن لم يعمل بتلك الأسباب، ولم يأخذ بشروطها، اختل نظام الحياة.
فمن خلال سنن الله التي بثها في كتابه، نعي العوامل التي تجعل المجتمع سليماً معافاً، وتحفظه من الفساد الاجتماعي، والانحلال الأخلاقي.
إذن، (السننية) كمفهوم قرآني يقصد به، أن حياة الأمم وسعادتها في الدارين مرتبطة بمدى تقيد هذه الأمم بقوانين الحياة، المتعلقة بمفاهيم الاستخلاف والتسخير والعبودية.
ومن الآيات المقررة لمفهوم (السننية) قوله تعالى: { قد خلت من قبلكم سنن } (آل عمران:137)، وقوله سبحانه: { سنة الله التي قد خلت في عباده } (غافر:85)، وقوله عز من قائل: { سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا } (الفتح:23). وغير ذلك من الآيات، التي تفيد أنه سبحانه أقام حياة الإنسان على سنن (قوانين) دقيقة، لا تحابي أحداً، فرداً كان أم مجتمعاً.
وعلى الرغم من أن موضوع (السننية) في القرآن الكريم - فيما نحسب - من أهم القضايا الجديرة بالبحث، إلا أنه لم يلق من المفسرين المتقدمين العناية اللائقة به. أما المفسرون المعاصرون، فإن الشيخ محمد رضا - فيما وقفنا عليه - هو أول من نبه على هذا الموضوع في تفسيره "المنار"، حيث ذكر عند تفسيره لقوله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ما حاصله: أن إنعام الله على الأقوام والأمم منوطة ابتداء ودواماً بأخلاق وأعمال تقتضيها، فما دامت هذه الأخلاق والأعمال متمكنة منهم، كانت تلك النعم ثابتة ومستقرة، ولم يكن لينـزعها منهم انتزاعاً بغير ظلم أو ذنب، فإذا هم غيروا ما بأنفسهم من تلك الأخلاق والأعمال، غيَّر الله ما بأنفسهم، وأخذ منهم ما أنعم به عليهم.
ثم إن سيد قطب رحمه الله تابع الشيخ رشيد رضا في التنبيه على مفهوم (السننية) في القرآن، وبنى على أساس هذا المفهوم تفسير العديد من الآيات، ومما قاله في هذا الصدد: "والقرآن الكريم يرد المسلمين إلى سنن الله في الأرض. يردهم إلى الأصول التي تجري وفقها الأمور. فهم ليسوا بدعاً في الحياة; فالنواميس التي تحكم الحياة جارية لا تتخلف، والأمور لا تمضي جزافاً، إنما هي تتبع هذه النواميس، فإذا هم درسوها، وأدركوا مغازيها، تكشفت لهم الحكمة من وراء الأحداث، وتبينت لهم الأهداف من وراء الوقائع، واطمأنوا إلى ثبات النظام الذي تتبعه الأحداث، وإلى وجود الحكمة الكامنة وراء هذا النظام. واستشرفوا خط السير على ضوء ما كان في ماضي الطريق. ولم يعتمدوا على مجرد كونهم مسلمين، لينالوا النصر والتمكين; بدون الأخذ بأسباب النصر، وفي أولها طاعة الله وطاعة الرسول".
أما ابن عاشور فقد أشار إلى هذا الموضوع إشارة عابرة، ولم يتوسع في بيانه وأمثلته القرآنية، ومما ذكره في هذا الشأن ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى: { قد خلت من قبلكم سنن }، قال: "في الآية دلالة على أهمية علم التاريخ؛ لأن فيه فائدة السير في الأرض، وهي معرفة أخبار الأوائل، وأسباب صلاح الأمم وفسادها".
والمتتبع لمفهوم (السننية) في القرآن، يجد أنها على أنواع أربعة:
فهناك السنن الكونية، وهي سنن تتعلق بنظام الكون وتركيبه، كقوله تعالى: { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار } (يس:37)، فتعاقب الليل والنهار آية كونية ثابتة لا تحيد، أقام الله عليها هذا الكون. وقوله سبحانه: { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات } (الأعراف:57). وسقوط الإمطار نتيجة تراكب وتراكم عدة عوامل آية كونية من الآيات التي أقام الله عليها نظام هذا الكون.
والسنن الكونية يُطلق عليها في القرآن عادة (آيات)، كما قال تعالى: { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } (فصلت:53). وأهم سمة لهذه السنن (الآيات)، أنها تمثل قانوناً ثابتاً، يمثل قوانين الحياة الأساسية التي وجدت لخدمة الإنسان.
وهناك (السنن الكلية)، وهي السنن التي جعلها الله تعالى مفتاحاً لقيام الحضارات بمفهومها الشامل، من ذلك قوله سبحانه: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون } (الأعراف:96). فهذه الآية تقرر أن قيام الحضارات الحقيقي إنما يكون أولاً وقبل كل شيء على أساس الإيمان والتقوى، فإذا فُقِدَ هذا الأساس فلا حضارة البتة، وإذا رأينا شيئاً يُطلق عليه الناس حضارة، ويقوم على غير هذا الأساس، فهو عند التحقيق والتدقيق حضارة زائفة خادعة، لا رصيد لها من المصداقية، ولا تملك مقومات البقاء والاستمرار.
ثم هناك (السنن الجزئية)، وهي السنن التي تخدم كل من احترمها ووظفها كما هي، وهي سنن حيادية عامَّة، يستفيد منها كل من يسخرها، بغض النظر عن عقيدته ولونه وعرقه. وهذا النوع من السنن يرشد إليه قوله سبحانه: { كُلاًّ نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا } (الإسراء:20)، فالكون فضاء مفتوح أمام الجميع، ومسخَّر لكل أحد، لا فرق بين مؤمن وكافر، فمن سخَّره وفق قوانين التسخير حصَّل خيره ودفع عنه شره، ومن قعد عن ذلك وتوانى، فقد فاته خير كثير، وأصابه ضر كبير.
والأمر الذي ينبغي التنبيه إليه بهذا الصدد، أنه لا غنى للسنن الكلية عن السنن الجزئية، ولا للسنن الجزئية عن الكلية؛ فالحضارة التي تؤمن بالله، لكنها لا تكتشف سنن الكون والحياة، هي حضارة عاطلة خاملة. وأيضاً، فإن الحضارة المكتشفة والمسخرة للسنن الجزئية، لكنها غير مهتدية بهدي السماء، هي حضارة تائهة خاطئة.
وهناك (السنن الاجتماعية)، وهي بيت القصيد، والمقصود من هذا المفهوم عند الإطلاق. وهي سنن تتعلق بالإنسان ووظيفته في هذه الحياة. وهذه السنن لها قانونية مختلفة نسبياً عن السنن الكونية؛ فهي تتسم بالثبات من جانب، { فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا } (فاطر:43)، لكنها من جانب آخر تخضع لمقتضيات الحكمة الإلهية، التي تحدد الزمان والمكان والتفاصيل التي سوف تتبدَّى بها هذه القانونية. وقد نبه القرآن الكريم إلى أن حركة أي مجتمع محكومة بتلك السنن، من ذلك قوله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } (الرعد:11) فسُنَّة (التغير) سنة اجتماعية، تبين أن استقرار كل مجتمع منوط - قبل كل شيء - بسلوك أفراده، واستقامتهم على شرع الله، وأخذهم بشروط التمكين في الأرض.
ومما ينبغي ملاحظته بخصوص (السنن الاجتماعية)، أن هذه السنن ليست خاضعة لمبدأ السببية المادي، الذي يرتب النتائج على مقدماتها ترتيبياً حتمياً لا انفكاك له، بل هي سنن يحكمها جانبان: الأول: رباني، يتمثل بمراد الله سبحانه، وهذا الجانب يرشد إليه قوله تعالى: { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } (الإنسان:30). وثانيهما: إنساني، يتمثل بشكل أساس بالإنسان، كفاعل رئيس في هذه الحياة، مطلوب منه أن يعمل ويجد ويكد في مجالات الحياة كافة. وهذا الجانب يرشد إليه قوله تعالى: { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } (التوبة:105). فالإنسان عليه أن يعمل وفق سنن الله، وتبقى نتائج عمله مرتبطة بإرادته سبحانه وحكمته.
إن (السننية) بحسب المفهوم القرآني، لا يتحقق معناها إلا إذا فُهمت على ضوء العلاقة الإيمانية التي تربط الإنسان بخالقه، وهي بهذا المعنى تعني: أن نتائج الفعل الإنساني ليست متعلقة بأسبابها فحسب، وليست منفصلة ومستقلة عن مقتضى الحكمة الإلهية في التدبير، بل هي حاصلة وفق مقتضاها.
ومن الأمثلة على السننية الاجتماعية في القرآن غير ما تقدم، سُنة (التمكين)، المصرح بها في قوله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا } (النور:55)، فقد صرحت الآية الكريمة، أن التمكين في الأرض والاستخلاف فيها منوط بالإيمان والعمل الصالح، فإذا تحقق الإيمان الصحيح والعمل الصالح، تحقق للمؤمنين التمكين والاستخلاف والأمن، وإذا تخلف هذان الشرطان أو أحدهما انعدم التمكين والاستخلاف والأمن.
ومن الأمثلة على (السننية الاجتماعية) أيضاً، قوله سبحانه: { إن تنصروا الله ينصركم } (محمد:7)، فقد بيَّنت الآية الكريمة أن النصر على المستويات كافة، الحضارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، إنما يكون بنصر الله أولاً، ونصر الله يعني: العمل على وفق ما أمر وشرع، فإذا تحقق هذا الشرط كان النصر، وإلا كانت الهزيمة والخذلان.
ومن (السنن الاجتماعية) غير ما تقدم، قوله سبحانه: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة } (النحل:97)، وقوله تعالى: { ادعوني أستجب لكم } (غافر:60)، وقوله عز وجل: { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره } (الزلزلة:7). والآيات الجارية بحسب هذا النسق كثيرة لمن تتبعها.
وجدير بالتأمل في هذا السياق، أن الأمثلة التي أتينا عليها وما شاكلها ركزت على جانب الفعل الإيجابي، وما يترتب عليه من نتيجة إيجابية؛ لكن ثمة آيات ركزت على الفعل السلبي وما يترتب عليه من نتيجة سلبية، من ذلك مثلاً، قوله سبحانه في سياق الحث على الجهاد في سبيل الله: { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم } (التوبة:39)، فقد صرحت الآية أن العذاب إنما ينـزل بالناس، إن هم قعدوا عن الجهاد، واستكانوا إلى حياة الراحة والدعة.
ومن هذا القبيل كذلك، قوله تعالى: { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم } (محمد:38)، فقد أوضحت الآية أن التولي عن منهج الله والإعراض عنه، يستدعي هلاك الناس بأي شكل من أشكال الهلاك، والإتيان بقوم آخرين، يطبقون منهج الله وفق ما شرع.
ونحو هذا يقال في قوله تعالى: { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا } (الجن:16)، فالاستقامة على وفق شرع الله شرط أساس لإنزال بركات السماء والأرض.
والذي نحب التأكيد عليه على ضوء ما تقدم، أن مفهوم (السننية) في القرآن يقصد به أساساً ما أسميناه بـ (السننية الاجتماعية)، وهو مفهوم يتوجه بشكل مباشر إلى الإنسان، بوصفه مكلفاً بأوامر ونواه توجه حركته في هذه الحياة، وتضبط اتجاه، وفق حكمته سبحانه وتدبيره. فكل سنة اجتماعية لا تتم إلا من خلال شروط ينبغي توافرها، وموانع ينبغي انتفاؤها، وهذه الحقيقة ينبغي أن تكون ماثلة في أذهاننا، إذا أردنا النهوض واستئناف المسيرة.
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar