الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد بن قلاوون تولى عرش مصر في الفترة من 1347 - 1351 ) كسلطان للدولة المملوكية بمصر والشام
خلفية تاريخية
هو الإبن الثامن من أبناء الناصر محمد بن قلاوون ، تولى الحكم بعد أخيه المظفر زين الدين حاجي ، وتولى بعده الحكم أخيه الناصر بدر الدين للمرة الثانية.
المولد والنشأة
ولد السلطان حسن سنة (735هـ =1335م) ونشأ في بيت ملك وسلطان؛ فأبوه السلطان الناصر محمد بن قلاوون صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية بلغت فيها الدولة ذروة قوتها ومجدها، وشاء الله أن يشهد الوليد الصغير ست سنوات من سني حكم أبيه الزاهر، فقد توفي سنة (741هـ = 1340م)، وخلفه ستة من أبنائه لا يكاد يستقر أحدهم على الملك حتى يعزل أو يقتل ويتولى آخر حتى جاء الدور على الناصر حسن فتولى السلطنة في (14 من رمضان 748 هـ= 18 من ديسمبر 1347م) صبيا غض الإهاب لا يملك من الأمر شيئا، قليل الخبرة والتجارب، فقيرًا في القدرة على مواجهة الأمراء والكبار وتصريف الأمور.
الولاية
وكان يدبر الأمر الأميران منجك وأخوه "بيبغاأرس"، وأصبح السلطان حسن كالمحجور عليه.. عاجزا عن التصرف، وشاءت الأقدار أن تشهد السنة الثانية من حكمه ظهور الوباء الذي اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف، ويذكر المؤرخون أنه كان يموت بمصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفا في اليوم الواحد، وحفرت الحفائر وألقيت فيها الموتى؛ فكانت الحفرة يدفن فيها ثلاثون أو أربعون شخصا، وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التي فرضها عليهم الأميران الغاشمان؛ فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية.
وفي سنة (751 هـ= 1350م) أعلن القضاة أن السلطان قد بلغ سن الرشد، وأصبح أهلا لممارسة شئون الحكم دون وصاية من أحد أو تدخل من أمير، وما كاد يمسك بيده مقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما، وكان هذا نذيرا لباقي الأمراء، فخشوا من ازدياد سلطانه واشتداد قبضته على الحكم، فسارعوا إلى التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم، وكانوا أسرع منه حركة فخلعوه عن العرش في (17 من جمادى الآخرة 752 هـ= 11 من أغسطس 1351م)، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين بن محمد بن قلاوون وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
الولاية الثانية للسلطان حسن
لم يكن حظ السلطان الجديد أسعد حالا من أخيه السلطان حسن، فكان مقيد التصرف لا يبرم أمرا أو يصدر حكما، وتجمعت السلطة في يد الأميرين صرغتمش وشيخون، وحين حاول أحد الأمراء الاستعانة بالسلطان لخلعهما والقبض عليهما سارعا إلى القبض على السلطان وإعادة أخيه الناصر حسن إلى الحكم مرة أخرى في سنة (755هـ= 1354م).
ولما تولى الحكم ظل على حاله مغلوبا على أمره، لا يملك من السلطنة إلا اسمها، لا يباشر الحكم ولا يقدر على ممارسته في ظل طغيان الأميرين صرغتمش وشيخون؛ فلما قتل ثانيهما سنة (758هـ = 1357م) انفرد الآخر بالحكم وعظم أمره واستطال في الدولة، وازدادت ثروته وكثر مماليكه، وغرّه حاله فتطلع إلى السلطنة، وعزم على انتزاعها من السلطان المغلوب على أمره، فلما ترامت هذه الأنباء إلى السلطان، وكان قد صهرته التجارب وقوت عريكته المحن، فكان أسبق من غريمه، ونجح في القبض عليه وسجنه، وأصبح سلطانا بلا منازع، وصفا له الجو لأول مرة، وتحررت قراراته من القيد والمراقبة، وباشر شئون الدولة بنفسه دون تدخل من أحد.
ولكن ذلك لم يدم طويلة؛ إذ نازعه الأمر مملوكه الأمير يلبغا العمري ثم نجح في القبض على السلطان وقتله في (9 من جمادى الأولى 762 هـ = 17 من مارس 1361)، وكان عمره يوم قتل نيفا وثلاثين سنة، وكانت مدة ملكه في سلطنته الثانية ست سنين وسبعة أشهر.
فى أحداث سنة 748 هـ ،يقول ابن إياس:
«.. وهو التاسع عشر من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو السابع ممن ولى السلطنة من أولاد الملك الناصر محمد ابن الملك منصور قلاوون..».
بويع بالسلطنة بعد قتل أخيه المظفر حاجى، قيل إنه لما ولى الملك كان له من العمر نحو ثلاث عشرة سنة، فقط ثلاث عشرة سنة، وكم تولى الصبية كرسى السلطنة فى العصر المملوكى، حتى إنهم نصبوا طفلا رضيعا بعد وفاة والده المؤيد، وعندما دقت الطبول تحية له أصيب بصرعة وصاحبته طوال عمره، وحدث له حول بعينيه نتيجة تلك الفزعة!
وكالعادة يطالعنا مشهد تنصيب السلطان، حيث يحضر الخليفة العباسى والقضاة وكبار الأمراء، بعد تكامل المجلس استدعوا الصبى من دور الحريم، وعندما أرادوا أن يبايعوه بالسلطنة كان اسمه قمارى لكنه قال للخليفة والقضاة:
«أنا ما اسمى قمارى، إنما اسمى سيدى حسن». فقال الخليفة والأمراء:
«على بركة الله».
بدأت المراسم، باس الأمراء الأرض بين يديه، وبدأ على الفور يمارس سلطاته، وفى سنواته الأولى شح ماء النيل، وحدث الطاعون الكبير، كان الطاعون يعقب شح الفيضان عادة ولكن هذا الوباء بالذات كان فظيعاً، وعرف فى أوروبا بالموت الأسود.
يقول ابن إياس:
«وفى شهر رمضان تزايد أمر الطاعون بالديار المصرية، وهجم جملة واحدة، وعظم أمره جدا، حتى صار يخرج من القاهرة فى كل يوم نحو عشرين ألف جنازة، وقد ضبط فى مدة شهرى شعبان ورمضان من مات فى هذا الطاعون، فكان نحوا من تسعمائة ألف إنسان، من رجال ونساء، وكبار وصغار، وجوار وعبيد، ولم يسمع بمثل هذا الطاعون فيما تقدم من الطواعين المشهورة فى الإسلام».
حقا، لكم تعذب وطننا هذا، ومر بفترات شديدة الحلوكة، لذلك علمتنى قراءة التاريخ، خاصة المملوكى والعثمانى أن الشدائد تمر، ويجىء الفرج، دائماً أقول لصحبى: من يقرأ تاريخ مصر فى القرن الثامن عشر يخيل إليه أن هذا الوطن لن تقوم له قائمة، ولكن بعد أقل من قرن، ولدت دولة عظمى فى عصر محمد على باشا، هددت مقر الخلافة التركية، وتحالفت ضدها القوى العظمى كافة فى ذلك الوقت، لقد تعلم الغرب الدرس، فعندما تتماسك مصر ينطلق منها مارد جبار يؤرق الجميع، لذلك كانت المؤامرات، والاعتداءات، والقيود، والاتفاقيات، ونشاط الجواسيس، والكارهون ومن بقلوبهم مرض، حتى لا تصبح مصر قوية، مؤثرة، تقض المضاجع.
فى سنة واحد وخمسين وسبعمائة، أى بعد ثلاث سنوات من بداية حكمه، يقول ابن إياس:
«جمع السلطان الأمراء، وأحضر القضاة الأربعة، ورشد نفسه وثبت رشده فى ذلك اليوم، واستعذر الأوصية من الأمراء، فأعذروا له ذلك، وسلموا إليه أمور المملكة.. »
فلما ثبت رشده، قبض على جماعة من الأمراء، وقيدهم وأرسلهم إلى السجن بثغر الإسكندرية، ويعلق ابن إياس قائلاً:
«وهذا أول تصرفه فى أمور المملكة.. »
سقوط السلطان
بدأ الصبى يتصرف كسلطان حقيقى بعد أن أنهى الوصاية عليه، وبلغ سن الرشد، ولكن بعد شهور قليلة وقع المشهد الذى يتكرر كثيرا فى الزمن المملوكى، إذ لبس الأمراء آلة الحرب، وأعلنوا الثورة، وكان على رأس الفتنة الأمير طاز المنصورى، حطموا باب القلعة، وطلعوا إلى قاعة الدهيشة، وقبضوا على السلطان حسن وأدخلوه إلى قاعة الحريم!
ولكن الشعب لم يكن متفرجا على طول الخط، إنما كثيرا ما كان يتدخل ويحسم الصراع بين الأمراء، وقد درست الأستاذة الكويتية حياة ناصر الحجى المتخصصة فى تاريخ مصر المملوكية تلك الظاهرة فى دراسة فريدة بعنوان «أحوال العامة فى حكم المماليك» صدرت منذ سنوات.
المهم أن الأمراء عزلوا السلطان حسن بعد ثلاث سنوات وتسعة شهور قضاها فى الحكم، ولوا من بعده شقيقه صالح وتلقب بالملك الصالح صلاح الدين صالح وبعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما، لبس الأمراء آلة الحرب مرة أخرى، ثاروا عليه، خلعوه، وضربوا مشورة فيمن يلى السلطنة، وقرروا عودة السلطان حسن إلى الحكم، أخرجوه من دور الحريم ونصبوه سلطاناً للمرة الثانية.
للمرة الثانية يتم استدعاء الخليفة الذى كان جاهزًا لتلبية الطلب، عاد السلطان قويا، لقد أصبح شابا، عنده خبرة بأمور الصراع فى تلك السن المبكرة.
قال الشيخ شهاب الدين ابن حجلة عنه:
«غاب كالبدر فى سحابة، وعاد إلى السلطنة كالسيف المسلول من قرابه.. »
كان من رجال الدولة الأقوياء وقتئذ الأمير شيخوا العمرى، بدأ سنة ٧٥٧ فى بناء المسجد والخانقاه المتواجهين حتى الآن بشارع الصليبة قرب ميدان القلعة، لم يكن السلطان قد شرع فى بناء مسجده.
تجاه القلعة كان يقام سوق الخيل، وكان أيضا بيت يلبغا اليحياوى نائب الشام، استولى السلطان على البيت الذى كان من أجمل وأشهر بيوت القاهرة وهدمه، وأمر ببدء بناء مسجد السلطان حسن. [1].
خلفية تاريخية
هو الإبن الثامن من أبناء الناصر محمد بن قلاوون ، تولى الحكم بعد أخيه المظفر زين الدين حاجي ، وتولى بعده الحكم أخيه الناصر بدر الدين للمرة الثانية.
المولد والنشأة
ولد السلطان حسن سنة (735هـ =1335م) ونشأ في بيت ملك وسلطان؛ فأبوه السلطان الناصر محمد بن قلاوون صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية بلغت فيها الدولة ذروة قوتها ومجدها، وشاء الله أن يشهد الوليد الصغير ست سنوات من سني حكم أبيه الزاهر، فقد توفي سنة (741هـ = 1340م)، وخلفه ستة من أبنائه لا يكاد يستقر أحدهم على الملك حتى يعزل أو يقتل ويتولى آخر حتى جاء الدور على الناصر حسن فتولى السلطنة في (14 من رمضان 748 هـ= 18 من ديسمبر 1347م) صبيا غض الإهاب لا يملك من الأمر شيئا، قليل الخبرة والتجارب، فقيرًا في القدرة على مواجهة الأمراء والكبار وتصريف الأمور.
الولاية
وكان يدبر الأمر الأميران منجك وأخوه "بيبغاأرس"، وأصبح السلطان حسن كالمحجور عليه.. عاجزا عن التصرف، وشاءت الأقدار أن تشهد السنة الثانية من حكمه ظهور الوباء الذي اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف، ويذكر المؤرخون أنه كان يموت بمصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفا في اليوم الواحد، وحفرت الحفائر وألقيت فيها الموتى؛ فكانت الحفرة يدفن فيها ثلاثون أو أربعون شخصا، وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التي فرضها عليهم الأميران الغاشمان؛ فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية.
وفي سنة (751 هـ= 1350م) أعلن القضاة أن السلطان قد بلغ سن الرشد، وأصبح أهلا لممارسة شئون الحكم دون وصاية من أحد أو تدخل من أمير، وما كاد يمسك بيده مقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما، وكان هذا نذيرا لباقي الأمراء، فخشوا من ازدياد سلطانه واشتداد قبضته على الحكم، فسارعوا إلى التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم، وكانوا أسرع منه حركة فخلعوه عن العرش في (17 من جمادى الآخرة 752 هـ= 11 من أغسطس 1351م)، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين بن محمد بن قلاوون وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
الولاية الثانية للسلطان حسن
لم يكن حظ السلطان الجديد أسعد حالا من أخيه السلطان حسن، فكان مقيد التصرف لا يبرم أمرا أو يصدر حكما، وتجمعت السلطة في يد الأميرين صرغتمش وشيخون، وحين حاول أحد الأمراء الاستعانة بالسلطان لخلعهما والقبض عليهما سارعا إلى القبض على السلطان وإعادة أخيه الناصر حسن إلى الحكم مرة أخرى في سنة (755هـ= 1354م).
ولما تولى الحكم ظل على حاله مغلوبا على أمره، لا يملك من السلطنة إلا اسمها، لا يباشر الحكم ولا يقدر على ممارسته في ظل طغيان الأميرين صرغتمش وشيخون؛ فلما قتل ثانيهما سنة (758هـ = 1357م) انفرد الآخر بالحكم وعظم أمره واستطال في الدولة، وازدادت ثروته وكثر مماليكه، وغرّه حاله فتطلع إلى السلطنة، وعزم على انتزاعها من السلطان المغلوب على أمره، فلما ترامت هذه الأنباء إلى السلطان، وكان قد صهرته التجارب وقوت عريكته المحن، فكان أسبق من غريمه، ونجح في القبض عليه وسجنه، وأصبح سلطانا بلا منازع، وصفا له الجو لأول مرة، وتحررت قراراته من القيد والمراقبة، وباشر شئون الدولة بنفسه دون تدخل من أحد.
ولكن ذلك لم يدم طويلة؛ إذ نازعه الأمر مملوكه الأمير يلبغا العمري ثم نجح في القبض على السلطان وقتله في (9 من جمادى الأولى 762 هـ = 17 من مارس 1361)، وكان عمره يوم قتل نيفا وثلاثين سنة، وكانت مدة ملكه في سلطنته الثانية ست سنين وسبعة أشهر.
فى أحداث سنة 748 هـ ،يقول ابن إياس:
«.. وهو التاسع عشر من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو السابع ممن ولى السلطنة من أولاد الملك الناصر محمد ابن الملك منصور قلاوون..».
بويع بالسلطنة بعد قتل أخيه المظفر حاجى، قيل إنه لما ولى الملك كان له من العمر نحو ثلاث عشرة سنة، فقط ثلاث عشرة سنة، وكم تولى الصبية كرسى السلطنة فى العصر المملوكى، حتى إنهم نصبوا طفلا رضيعا بعد وفاة والده المؤيد، وعندما دقت الطبول تحية له أصيب بصرعة وصاحبته طوال عمره، وحدث له حول بعينيه نتيجة تلك الفزعة!
وكالعادة يطالعنا مشهد تنصيب السلطان، حيث يحضر الخليفة العباسى والقضاة وكبار الأمراء، بعد تكامل المجلس استدعوا الصبى من دور الحريم، وعندما أرادوا أن يبايعوه بالسلطنة كان اسمه قمارى لكنه قال للخليفة والقضاة:
«أنا ما اسمى قمارى، إنما اسمى سيدى حسن». فقال الخليفة والأمراء:
«على بركة الله».
بدأت المراسم، باس الأمراء الأرض بين يديه، وبدأ على الفور يمارس سلطاته، وفى سنواته الأولى شح ماء النيل، وحدث الطاعون الكبير، كان الطاعون يعقب شح الفيضان عادة ولكن هذا الوباء بالذات كان فظيعاً، وعرف فى أوروبا بالموت الأسود.
يقول ابن إياس:
«وفى شهر رمضان تزايد أمر الطاعون بالديار المصرية، وهجم جملة واحدة، وعظم أمره جدا، حتى صار يخرج من القاهرة فى كل يوم نحو عشرين ألف جنازة، وقد ضبط فى مدة شهرى شعبان ورمضان من مات فى هذا الطاعون، فكان نحوا من تسعمائة ألف إنسان، من رجال ونساء، وكبار وصغار، وجوار وعبيد، ولم يسمع بمثل هذا الطاعون فيما تقدم من الطواعين المشهورة فى الإسلام».
حقا، لكم تعذب وطننا هذا، ومر بفترات شديدة الحلوكة، لذلك علمتنى قراءة التاريخ، خاصة المملوكى والعثمانى أن الشدائد تمر، ويجىء الفرج، دائماً أقول لصحبى: من يقرأ تاريخ مصر فى القرن الثامن عشر يخيل إليه أن هذا الوطن لن تقوم له قائمة، ولكن بعد أقل من قرن، ولدت دولة عظمى فى عصر محمد على باشا، هددت مقر الخلافة التركية، وتحالفت ضدها القوى العظمى كافة فى ذلك الوقت، لقد تعلم الغرب الدرس، فعندما تتماسك مصر ينطلق منها مارد جبار يؤرق الجميع، لذلك كانت المؤامرات، والاعتداءات، والقيود، والاتفاقيات، ونشاط الجواسيس، والكارهون ومن بقلوبهم مرض، حتى لا تصبح مصر قوية، مؤثرة، تقض المضاجع.
فى سنة واحد وخمسين وسبعمائة، أى بعد ثلاث سنوات من بداية حكمه، يقول ابن إياس:
«جمع السلطان الأمراء، وأحضر القضاة الأربعة، ورشد نفسه وثبت رشده فى ذلك اليوم، واستعذر الأوصية من الأمراء، فأعذروا له ذلك، وسلموا إليه أمور المملكة.. »
فلما ثبت رشده، قبض على جماعة من الأمراء، وقيدهم وأرسلهم إلى السجن بثغر الإسكندرية، ويعلق ابن إياس قائلاً:
«وهذا أول تصرفه فى أمور المملكة.. »
سقوط السلطان
بدأ الصبى يتصرف كسلطان حقيقى بعد أن أنهى الوصاية عليه، وبلغ سن الرشد، ولكن بعد شهور قليلة وقع المشهد الذى يتكرر كثيرا فى الزمن المملوكى، إذ لبس الأمراء آلة الحرب، وأعلنوا الثورة، وكان على رأس الفتنة الأمير طاز المنصورى، حطموا باب القلعة، وطلعوا إلى قاعة الدهيشة، وقبضوا على السلطان حسن وأدخلوه إلى قاعة الحريم!
ولكن الشعب لم يكن متفرجا على طول الخط، إنما كثيرا ما كان يتدخل ويحسم الصراع بين الأمراء، وقد درست الأستاذة الكويتية حياة ناصر الحجى المتخصصة فى تاريخ مصر المملوكية تلك الظاهرة فى دراسة فريدة بعنوان «أحوال العامة فى حكم المماليك» صدرت منذ سنوات.
المهم أن الأمراء عزلوا السلطان حسن بعد ثلاث سنوات وتسعة شهور قضاها فى الحكم، ولوا من بعده شقيقه صالح وتلقب بالملك الصالح صلاح الدين صالح وبعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما، لبس الأمراء آلة الحرب مرة أخرى، ثاروا عليه، خلعوه، وضربوا مشورة فيمن يلى السلطنة، وقرروا عودة السلطان حسن إلى الحكم، أخرجوه من دور الحريم ونصبوه سلطاناً للمرة الثانية.
للمرة الثانية يتم استدعاء الخليفة الذى كان جاهزًا لتلبية الطلب، عاد السلطان قويا، لقد أصبح شابا، عنده خبرة بأمور الصراع فى تلك السن المبكرة.
قال الشيخ شهاب الدين ابن حجلة عنه:
«غاب كالبدر فى سحابة، وعاد إلى السلطنة كالسيف المسلول من قرابه.. »
كان من رجال الدولة الأقوياء وقتئذ الأمير شيخوا العمرى، بدأ سنة ٧٥٧ فى بناء المسجد والخانقاه المتواجهين حتى الآن بشارع الصليبة قرب ميدان القلعة، لم يكن السلطان قد شرع فى بناء مسجده.
تجاه القلعة كان يقام سوق الخيل، وكان أيضا بيت يلبغا اليحياوى نائب الشام، استولى السلطان على البيت الذى كان من أجمل وأشهر بيوت القاهرة وهدمه، وأمر ببدء بناء مسجد السلطان حسن. [1].
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar