دافنشي كود .. كاس المسيح والآلهة الأنثى

من أين نبدأ الكلام عن دافنشي كود أو شيفرة دافنشي ؟

جمال الرواية التي ألفها المبدع الأمريكي دان براون لا يقف عند حدود خطوطها البوليسية التي تجذبك من أول صفحة لتسلمك إلى نهاية الغلاف وإنما لكثرة الارتباطات التي تتداخل فيها فهي ممنوعة من التوزيع في الفاتيكان بأمر البابا الراحل رغم أن التوزيع فاق الـ 8 ملايين نسخة وتحولت بفعل العقول المبتكرة إلى مشروع سياحي يدر على أصحابه الملايين
محور الرواية لوحده يشكل صدمة فهو مبني على أن المسيحية المعترف بها الآن لدى الجميع ليست سوى تعاليم محرفة أو مجمعة على يد الملك قسطنطين الأول .
الصدمة الثانية أن المؤلف يحاول أن يثبت أن المسيح عليه السلام كان متزوجا من مريم المجدلية ( التي جاءت له ليرجمها عقابا لها لأنها زنت - من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ) وان ثمرة الزواج طفل لا يعرف احد أين هو .
الصدمة الثالثة خاصة بالمبدع الايطالي الفذ ليوناردو دافنشي الذي تستلهم الرواية أحداثها كلها من لوحاته والرموز التي تحفل بها وأولها الموناليزا التي لا يتوقف سرها على مجرد ابتسامتها كما يشاع وإنما لأنها حسب الرواية تتداخل فيها صورة الرجل والمرأة أو الذكر والأنثى عنصري الكون وعماده الرئيسي وبالتدقيق فيها سيلاحظ المهتمون أنها تحمل تداخلا بين وجه ليوناردو نفسه وبين الأنثى الموناليزا !!
تدور الرواية في هذا الجو المثير وتبدأ بقتل المسؤول عن متحف اللوفر الذي يتعرى تماما قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ليشكل لوحة ذات دلالة معينة حتى تتمكن حفيدته من الوصول إلى قاتليه ومن هنا يبدأ مشوار الرموز فالجد كان زعيما لـ " أخوية سيون " ( هذه تحتاج مقالا لوحدها ) والمطلوب من الحفيدة أن تصل إلى " الكأس المقدسة " بمساعدة عالم رموز يؤمن جيدا بوجود الآلهة الأنثى وبان كل شيء في هذا العالم يخضع للرموز ولا شئ آخر
الكأس المقدسة هي الكأس التي كانت أخر شئ امسكه المسيح قبل عملية الصلب التي لا يعترف بها القران وهي في الرواية تعني مخطوطات ووثائق تشرح شجرة نسب المسيح وتكشف ذريته التي تعيش في العالم بعد موته وخلال البحث عنها يتعرض أستاذ الرموز والحفيدة لعدة مخاطر ويهربان من فخ ليقعان في أخر وتنتهي الرواية أيضا في متحف اللوفر عندما يكتشف الأستاذ أن الهرم الزجاجي الذي بناه شارل ديجول متأثرا بالفراعنة ويحتل مساحة جيدة من المتحف هو المكان الأفضل لإخفاء السر إلى الأبد.
كثرة الرموز في الرواية وما ترمي إليه تصيب القارئ بالحيرة والإثارة وتعوده على أن يتحقق بنفسه ومن ذلك لوحة" العشاء الأخير" التي رسمها دافنشي للمسيح وحواريه الـ13 فإذا دققتكم فيها النظر سترون العجب فالمفروض أن الطاولة التي يجلس عليها المسيح لا تحوي سوى كاس واحدة تقول التعاليم المسيحية انه شرب منها ثم ناولها لحواريه لكن اللوحة على العكس من ذلك يظهر فيها 13 كاس !!!!
في نفس اللوحة وبتدقيق النظر أيضا يمكنكم التوصل لحقيقة غريبة فالجالس بجوار المسيح على يمينه في الصورة يفترض أن يكون اخلص حواريه لكن الحقيقة أن الجالس ليس سوى " مريم المجدلية" وإذا دققتم أكثر ستكتشفون أن الاثنين يتبادلان ألوان الملابس فاحدهما يلبس في الجزء الأعلى زيا يقارب لونه ما يرتديه الآخر في النصف الأسفل .. وهكذا !!!!!! أي إشارة واضحة إلى مدى العلاقة التي وصلت بين الاثنين على حد ما تريد الرواية أن تثبته
الهرم الزجاجي في متحف اللوفر أيضا له غرابته فهو مكون في الحقيقة من 666 ضلع زجاجي على شكل هرم مقلوب وأسفله هرم آخر صغير بقاعدة معتدلة .. المعروف عن الرقم 666 انه رقم الشيطان فما دلالته هنا ؟؟؟؟ أما الهرم المقلوب فيرمز إلى الكأس التي هي في الأصل عبارة عن العضو التناسلي للمرأة في حين أن الهرم المعتدل هو رمز العضو التناسلي للرجل وباجتماع الرمزين على هيئة هرمين تكتمل نظرية الكأس المقدسة ولوحة الموناليزا والعشاء الأخير وأيضا نجمة داود !!!
نعود إلى الملك قسنطين فوفقا للرواية استبدل الرجل التعاليم الصحيحة للمسيحية بأخرى تقوم عليها الهرطقة الوثنية ومن ذلك أن عطلة المسيحيين الحقيقية كانت السبت لكنها تحولت إلى الأحد وهو اليوم المخصص عند المجوس لعبادة الشمس.. والآن انظروا إلى ماذا يعنيه يوم الأحد حرفيا في اللغة.... SUNDAY ( يوم الشمس )
الرواية التي وصلتني مهربة من صديق أردني تزيد صفحاتها على الـ 500 وسواء اتفق البعض أو اختلف عليها فستظل العمل الأروع في سلسلة أعمال الأمريكي دان براون .. وفي انتظار آرائكم

بيتهيالي لازم نعرف هل الرواية عبارة عن عمل روائي ولا عمل تاريخي
وهي دي النظرة اللي ظلمت الرواية كرواية