معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

3 مشترك

    الحكم العطائية(4)

    avatar
    openminnd
    عضو مساهم
    عضو مساهم


    عدد المساهمات : 32
    رقم العضوية : 21
    تاريخ التسجيل : 06/06/2008
    نقاط التميز : 65
    معدل تقييم الاداء : 3

    الحكم العطائية(4) Empty الحكم العطائية(4)

    مُساهمة من طرف openminnd الأربعاء 18 يونيو - 1:51

    دع الأمر لله عز وجل ، واستسلم لقضائه ، وارضَ بما أنت فيه ، واقبَل واقعك، وقل : يا رب لك الحمد الذي أوجدتني ، ولك الحمد الذي أمددتني ، ولك الحمد الذي هديتني ، "ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك "، ويوجد آباء ليسوا حكماء في تربية أولادهم ، فيعطونهم كلَّ شيء ، وهذا العطاء غير المعقول وغير المدروس وغير الحكيم سببُ حرمان الأولاد من مستقبل زاهر ، ويوجد آباء بالعكس ، في معاملتهم قسوة ظاهرة على أولادهم ، وهذه القسوة الظاهرة سبب تألق الأولاد في مستقبلهم !

    ويوجد حكمة متعلقة بالحكمة السابقة : قال : "متى فتح لك باب الفهم في المنع ، عاد المنع عين العطاء" ، وينبغي لك أنْ توقن أنّ الأشياء التي حُرِمتَ منها لو كشف الغطاء لشكرت الله على حرمانك منها ! وهذا هو الإيمان ، الإيمان معه راحة .

    وإخواننا الأطباء يذكرون لي أنه كلما تقدم العلم الطبي يكتشف أن وراء معظم الأمراض الشدة النفسية ، فالقلق والخوف والندم ، ومشاعر الأسى كلها وراء أكثر الأمراض ، وأما الذي يرضى عن الله عز وجل فقدْ حقق أول شرط في الصحة النفسية ، وبالتالي للصحة الجسمية .

    "متى فتح لك باب الفهم في المنع ، عاد المنع عين العطاء " ، ولذلك فالمشكلة أن المصيبة تقع ، والعبرة لا أن تتأكد من وقوعها ، فوقوعها سهل ، فأحياناً يقع زلزال ، وتتناقل وكالات الأنباء أخبار هذا الزلزال ، ويذاع في كل إذاعة ، وينشر في كل صحيفة ، ويُرى في كل الأخبار المصورة ، فهل العبرة أن ترى حوادث الزلزال ، أم أن تفهم حكمة الزلزال ؟ العبرة أن تفهم الحكمة ، والبطولة لا أن تتأكد من وقوع مصيبة ، إنما البطولة أن تعرف الحكمة من هذه المصيبة، والآية الكريمة :

    ومن يؤمن بالله يهد قلبة

    (سورة التغابن)


    فمِن حكمة المصيبة ، إذا آمن الإنسان بالله يهدي قلبه ، ويقول ابن عطاء الله السكندري أيضاً :"إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعزن بعز يفنى".

    وقد ذكرت البارحة أن الإنسان عنده دوافع ، فالدافع إلى الطعام هذا أساسي لبقاء الفرد ، والدافع إلى الطرف الآخر من الجنس لبقاء النوع ، ولكن عنده دافع آخر إلى تأكيد الذات في التفوق إلى بقاء الذكر ، هذا الدافع الثالث لك أن تسميه دافع العزة :

    فاجعل لربك كل عزك يستقر ويثبت فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت

    ومستحيل ثم مستحيل أن توالي الله ثم لا يعزك ، والذين وقفوا مع النبي عليه الصلاة والسلام هم في أعلى عليين ، والذين حاربوه وكفروا به هم في أسفل السافلين ، فالصحابة الكرام الأبطال الأعلام ، وكبار القادة المسلمون ، وكبار علماء المسلمين ، يذكرهم المسلمون في اليوم ملايين المرات ، أما الذين حاربوا الإسلام فيُذكَرون بأشنع الصفات ، فمثلاً : أبو جهل هل يترحَّم أحد عليه ؟ مستحيل ، قاتله الله ، وأبو لهب ، قاتله الله ، وسيدنا الصديق رضي الله عنه ! خلال ألف وأربعمائة عام كلما ذكره مسلم ترضَّى عنه ، فماذا فعل ؟ لقد وقف مع النبي ، ومرة ذكرت آية وهي تدعو إلى الحيرة :

    ان تتوبا الي الله فقد صغت قلوبكماوان تظاهرا علية فان الله هو مولاة وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير

    (سورة التحريم)


    فهل مِن المعقول إذا انتقدت امرأتان جهة محترمة في بلد ، فيُعلَن استنفار في القوى الجوية، والقوى البرية ، والبحرية والشرطة ؟ امرأتان "وإن تظاهرا عليه" وبعدها "فإن الله هو مولاه" حسناً "وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير" .

    لا يتناسب وامرأة ضعيفة أن يكون الرد على هذا التظاهر : الله وجبريل ، وصالح المؤمنين والملائكة ، فالعلماء قالوا : هذه الآية معناها : أنه لمجرد أن تفكر في معاداة أهل الحق ، ومعاداة الدين ، وفي إطفاء نور الله ، اعلم من هو الطرف الآخر ! أنت بأي بلد تعرف هذا الإنسان له صلة بأعلى جهة هل تسبب له مشكلة في الطريق ؟ لا بل تريد السلامة منه ، وتعرف من وراءه، اليوم شرطي عادي لا تستطيع أن تسبب له مشكلة لأنه يرتدي بدلة رسمية ، والدولة كلها وراءه ، وهذا شيء طبيعي في كل بلد ، فإنه يمثل النظام ، فإذا أنت أهنته أهنت النظام والجميع معه ضدك، وهذا في حياتنا اليومية هكذا ، فإذا أراد الإنسانُ أن ينال من الدين ، يا لطيف كم هو أحمق ، لأن الطرف الآخر هو الله ، والطرف الآخر حياته بيده، و قلبه بيده ، ودسّامات قلبه بيده، وكليتاه بيده ، يوجد عند الله أمراض وبيلة ، والله عنده قهر ، وعنده خسف .

    فخسفنا بة وبدارة الارض

    (سورة القصص)


    فربنا عز وجل عنده أشياء كثيرة ، فكلما كنت مؤمناً تأدبت مع الله كثيراً ، وإن أردتَ أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعزن بعز يفنى :

    اجعل لربك كل عزك يستقر ويثبت فإن اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت !

    وآخر حكمة : "العطاء من الخلق حرمان ، والمنع من الله إحسان "

    أحياناً ينالك من إنسان فاسق فاجر عطاء ، فتميل له ميلاً شديدًا ، وبهذا الميل تجامله ، وتنافق له أحياناً، وتسترضيه ، وهو ليس أهلاً لذلك ، فحجبك عن الله ، فعطاء هذا الإنسان سبب حرمانك من رحمة الله ، وهناك إنسان له قريب غني فجعله يعمل عنده ، وعنده فتيات وسكرتيرات، وعنده بضاعة محرمة ، إذْ يبيع خمورًا مثلاً ، وخصص له معاشًا ثلاثين ألفًا مثلاً ! فهذا القريب الغني فاسق ، وعندما أعطاه راتبًا كبيرًا ، وأعطاه تعويضات، وكل حياته في المعاصي ، والمكتب كله فسق وفجور ، والبضاعة كلها محرمة ، ومَالَ معه ، فهذا الميل حرمه من عطاء الله عز وجل ، وهذا معنى العطاء من الخلق حرمان ، والمنع من الله إحسان .

    وأحياناً يمنعك من شيء فتتذلل له ، وترجوه ، وتقبل عليه ، فالعبرة أنه أصبح بينكما اتصال.

    يروى أن إنسانًا خطب فتاة اسمها وصال ، ولها والد شيخ ، فقال له : المهر أن تلازم دروسي ، فوافق لأنه يريدها ، لا مشكلة ، فقال : سآتي إلى المجلس ، ويبدو أنه سُرَّ بدروسه ، وتألق فنسي وصال ! فمرة قالت له : أين الوعد ؟ قال لها : يا وصال كنت سبب الاتصال ! فلا تكوني سبب الانفصال ! وأحياناً يستخدم الله عز وجل حاجاتك للتقريب لأرضك ، حاجة طارئة يجعلها بمسجد .

    وأخ كريم دعاني مرة إلى تناول طعام الغداء ، وأنا لا أعرفه ، قلت له : ما قصتك مع هذا المسجد ؟ قال لي : أنا لي مع رجل دين : وإنه يحضر عندك يوم الجمعة ، فجئت لأطالبه بالدين، فدخلت المسجدَ وجلست ، فرأيت أن ثمَّة درسًا ، وليس من المعقول أن أطالبه قبل الدرس ، أحضر الدرس أولاً ، ثم أطالبه ، والدرس أعجبني ، فلم أتركه منذ ثماني سنوات ! فقلت : سبحان الله ، جاء فقط ليطالب إنسانًا بدين في هذا المسجد ، فلزم الدروس ثمانية سنوات ! وأخ ثانٍ قال لي : أنا أدرس في الجامع الأموي ، وأمر أمام بعض الدروس فأُسر وأسمع ، وسبب هدايتي أنني نويت أن أدرس بالأموي ! ويوجد فيه بعض دروس العلم ، وفي أثناء سماع بعض الدروس تأثّر، فأسلم !

    فالله عز وجل يخلق مناسبات معينة ، فالعطاء من الخلق حرمان ، ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام : " رب لا تجعل لي خيراً على يد كافر أو منافق " تميل له ، وإذا ملت إلى كافر أو منافق فقد أصبحتَ أسيرًا عنده ، إذ يتكلم بالخطأ فتجامله ، ويقول لك : رافقني إلى المكان الفلاني فتستحي منه ، والأغنياء الشاردون عن الله مثل البحر وأنت القارب ، فإذا بلعت شيء من ماءه بلعك كلك ، والسفينة إذا بلعت من ماء البحر شيئًا بلعها كلها ! فأنا أتمنى أن يبقى الإنسان مع المؤمنين ، ولا يقبل عطاءً من إنسان فاسق فاجر ، يعطيه شروطًا معينة ، فالعطاء من الخلق حرمان ، والمنع من الله إحسان
    avatar
    واحد من الناس
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 148
    رقم العضوية : 72
    تاريخ التسجيل : 15/08/2008
    نقاط التميز : 157
    معدل تقييم الاداء : 7

    الحكم العطائية(4) Empty رد: الحكم العطائية(4)

    مُساهمة من طرف واحد من الناس السبت 23 أغسطس - 0:13

    حكمة جميلة ومعانيها رائعة
    اشكرا اخي الفاضل
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    الحكم العطائية(4) Empty رد: الحكم العطائية(4)

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الخميس 30 أبريل - 13:45

    وما زلنا نستشف معاني من عطاء الله السكندري
    شكرا اخي الفاضل

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو - 15:43