معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

+2
راضي
عادل
6 مشترك

    القرامطة

    القرامطة Empty القرامطة

    مُساهمة من طرف عادل الخميس 19 يونيو - 23:38

    القرامطة


    هم فرقة من الباطنية نسبوا إلى حمدان قرمط. ولا بدّ لنا من ذكر طرف من تاريخ الباطنية. «فضائح الباطنية أكثر من عدد الرمل والقطر وقد حكى أصحاب المقالات أن الذين أسسوا دعوة الباطنية جماعة، منهم ميمون بن ديصان المعروف بالقداح وكان مولى لجعفر بن محمد الصادق وكان من الأهواز منهم محمد بن الحسين الملقب بذيذان وميمون بن ديصان في سجن والي العراق أسسوا في ذلك السجن مذاهب الباطنية ثم ظهرت دعوتهم بعد خلاصهم من السجن من جهة المعروف بذيذان وابتدأ بالدعوة من ناحية فدخل دينه جماعة من أكراد الخيل من أهل الجبل المعروف بالبدين ثم رحل ميمون بن ديصان إلى ناحية المغرب وانتسب في تلك الناحية إلى عقيل بن أبي طالب وزعم أنه من نسله. فلما دخل في دعوته قوم من غلاة الرفض والحلولية منهم ادعى أنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق فقبل الأغبياء ذلك منه على خلاف قول أصحاب الانتساب فإن محمد بن إسماعيل بن جعفر مات ولم يعقب. «ثم ظهر في دعوته إلى دين الباطنية رجل يقال له (حمدان قرمط) لقب بذلك لقرمطته في خطه أو في خطوه وكان في ابتداء أمره أكارا من أكرة سواد الكوفة وإليه تنسب (القرامطة). ثم ظهر بعده في الدعوة إلى البدعة أبو سعيد الجنابي وكان من مستجيبة حمدان (قرمط) وتغلب على ناحية البحرين ودخل في دعوته بنوسنير. ثم لما تمادت الأيام بهم ظهر المعروف منهم بسعد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن ميمون بن ديصان القداح، فغير اسم نفسه ونسبه وقال لاتباعه: أنا عبيد اللّه بن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ثم ظهرت فتنته بالمغرب. وبنوه اليوم مستولون على أعمال مصر (يريد الخلفاء الفاطميين) وظهر منهم المعروف بابن كرويه بن مهرويه الأنداني وكان من تلامذة حمدان قرمط وظهر مأمون أخو حمدان قرمط بأرض فارس. قرامطة فارس يقال لهم المأمونية من أجل ذلك ودخل أرض الديلم رجل من الباطنية يعرف بأبي حاتم، فاستجاب له جماعة من الديلم، منهم أسفار بن شرويه وظهر بنيسابور داعية لهم يعرف بالشعراني فقتل بها في ولاية أبي بكر بن محتاج عليها. وكان الشعراني قد دعا الحسين بن علي المروزي، قام بدعوته بعده محمد بن أحمد النسفي داعية أهل ما وراء النهر، وأبو يعقوب السجزلي المعروف ببندانه، وصنف النسفي لهم كتاب المحصول وصنف لهم أبو يعقوب كتاب أساس الدعوة وكتاب تأويل الشرائع وكتاب كشف الأسرار، وقتل النسفي والمعروف ببندانه على ضلالتهما. «وذكر أصحاب التواريخ أن دعوة الباطنية ظهرت أولا، في زمان المأمون، وانتشرت في زمان المعتصم، وذكر أنه دخل في دعوتهم الأفشين صاحب جيش المأمون وكان مراهناً لبابك الخرمي، وكان الخرمي مستعصماً بناحية البدين،

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف عادل الخميس 19 يونيو - 23:39

    وكان جبل الخرمية على طريقة المزدكية فصارت الخرمية مع الباطنية يداً واحدة واجتمع مع بابك من أهل البدين وممن انضم إليهم من الديلم مقدار ثلاثمائة ألف رجل. وأخرج الخليفة لقتالهم الأفشين فظنه ناصحا للمسلمين وكان في سره مع بابك وتوانى في القتال معه ودله على عورات عساكر المسلمين وقتل الكثير منهم ثم لحقت الأمداد بالأفشين ولحق به محمد بن يوسف الثغري وأبو دلف القاسم بن عيسى العجلي ولحق به بعد ذلك قواد عبد اللّه بن طاهر، واشتدت شوكة البابكية والقرامطة على عسكر المسلمين حتى بنوا لأنفسهم البلدة المعروفة ببيرزند خوفاً من بيات البابكية، ودامت الحرب بين الفريقين سنين كثيرة إلى أن أظفر اللّه المسلمين بالبابكية، فأسر بابك وصلب بسر من رأى سنة (223) هـ ثم أخذ أخوه إسحاق وصلب ببغداد مع المازيار صاحب المحكرة بطبرستان وجرجان، ولما قتل بابك ظهر للخليفة غدر الأفشين وخيانته للمسلمين في حروبه مع بابك فأمر بقتله وصلبه فصلب لذلك. «وذكر أصحاب التواريخ أن الذين وضعوا أساس دين الباطنية كانوا من أولاد المجوس وكانوا مائلين إلى دين أسلافهم ولم يجسروا على إظهاره خوفاً من سيوف المسلمين فوضع الإغمار منهم أساساً من قبلها منهم صار في الباطن إلى تفضيل أديان المجوس وتأولوا آيات القرآن وسنن النبي عليه السلام على موافقة أساسهم. ثم أن الباطنية لما تأولت أصول الدين على الشرك احتالت أيضاً لتأويل أحكام الشريعة على وجوه تؤدي إلى رفع الشريعة أو إلى مثل أحكام المجوس. والذي يدل على أن هذا مرادهم بتأويل الشريعة قد أباحوا لاتباعهم نكاح البنات والأخوات وأباحوا شرب الخمر وجميع اللذات. «ويؤكد ذلك أن الغلام الذي ظهر منهم بالبحرين والإحساء بعد سليمان بن الحسين القرمطي سن اللواط، وأوجب قتل الغلام الذي يمتنع على من يريد الفجور به، وأمر بقطع يد من أطفأ ناراً بيده وبقطع لسان من أطفأها بنفخه. وهذا الغلام هو المعروف بابن أبي زكريا الطامي وكان ظهوره في سنة (219) هـ وطالت فتنته إلى أن سلط اللّه تعالى عليه من ذبحه على فراشه. «ويؤكد ما قلناه من ميل الباطنية إلى دين المجوس أنا لا نجد عل ظهر الأرض مجوسياً إلا وهو مواد لهم منتظر لظهورهم على الديار يظنون أن الملك يعود إليهم بذلك. وفي آخر سنة (1240)ق.م للإسكندر ثم من تاريخ زرادشت ألف وخمسمائة سنة وما عاد فيها ملك الأرض إلى المجوس، بل اتسع بعدها نطاق الإسلام في الأرض، وفتح اللّه تعالى للمسلمين بعدها بلاد ساعون وأرض التيبت وأكثر نواحي الصين، ثم فتح لهم بعدها جميع أرض الهند من لمفات إلى قنوح وصارت أرض الهند إلى سيترسيفا بحرها من رقعة الإسلام في أيام يمين الدولة أمين الملة محمود بن سبكتكين رحمه اللّه. ثم قال: «ثم إن الباطنية خرج منهم عبيد اللّه بن الحسن بناحية القيروان وخدع قوماً من كتامة وقوماً من المصامدة وشرذمة من أغنام بربر بجبل ونيرنجات أظهر لهم كرؤية الخيالات بالليل من خلف الرداء والأزار وظن الأغمار أنها معجزة له فتبعوه لأجلها على بدعته فاستولى بهم على بلاد المغرب، ثم خرج المعروف منهم بأبي سعيد الحسن بن بهرام على أهل الإحساء والقطيف والبحرين فأتى بأتباعه على أعدائه وسبى نساءهم وذراريهم وأحرق المصاحف والمساجد، ثم استولى على هجر وقتل رجالها واستعبد ذراريهم ونساءهم. «ثم ظهر المعروف منهم بالصناديقي باليمن، وقتل الكثير من أهلها حتى قتل الأطفال والنساء وانضم إليه المعروف منهم بابن الفضل في اتباعه. ثم إن اللّه تعالى سلط عليهما وعلى أتباعهما الأكلة والطاعون فماتوا بهما.«ثم خرج بالشام حفيد لميمون بن الصبان يقال له أبو القاسم بن مهرويه، وقالا: لمن تبعهما هذا وقت ملكنا، وكان ذلك سنة (289) هـ فقصدهم سبك صاحب المعتضد، فقتلوا سبكا في الحرب، ودخلوا مدينة الرصافة، وأحرقوا مسجدها الجامع، وقصدوا بعد ذلك دمشق فاستقبلهم الحمامي غلام بن طيون، وهزمهم إلى الرقة فخرج إليهم محمد بن سليمان كاتب المكتفي في جند من أجناد المكتفي فهزمهم وقتل منهم الألوف، فانهزم الحسن بن زكريا بن مهرويه إلى الرملة، فبعث به وبجماعة من أتباعه إلى المكتفي، فقتلهم ببغداد في الشارع بأشد عذاب، ثم انقطع بقتلهم شوكة القرامطة إلى سنة (310) هـ. «وظهر بعدها فتنة سليمان بن الحسن في سنة (311) هـ فإنه كبس فيها البصرة وقتل أميرها سبكا المقلجي، ونقل أموال البصرة إلى البحرين. «وفي سنة (312) هـ وقع على الحجيج في المتهيبر لعشر بقين من المحرم، وقتل أكثر الحجيج وسبى الحرم والذراري ثم دخل الكوفة في سنة (313) هـ فقتل الناس وانتهب الأموال وفي سنة (315) هـ حارب ابن أبي الساج وأسره وهزم أصحابه. «وفي سنة (317) هـ دخل مكة وقتل من وجد في الطواف، وقيل إنه قتل بها ثلاثة آلاف، وأخرج منها سبعمائة بكر واقتلع الحجر الأسود وحمله إلى البحرين ثم رده إلى الكوفة ورده بعد ذلك من الكوفة إلى مكة على يد أبي إسحق إبراهيم بن محمد بن يحيـى في سنة (329) هـ وقصد سليمان بن الحسن بغداد في سنة (318) هـ فلما وردها رمته امرأة من سطحها بافنة فقتلته وانقطعت بعد ذلك شوكة القرامطة. وانضم بعضهم إلى ابن عبيد اللّه الباطني الذي كان قد استولى على قيروان وهو رئيس أسرة دولة الفاطميين التي ملكت مصر) ودخلوا مصر في سنة (363) هـ وابتنوا بها مدينة سموها القاهرة يسكنها أهل بدعته، وأهل مصر ثابتون على السنة إلى يومنا وإن أطاعوا صاحب القيروان في أداء خراجهم إليه. «وكان فناخسرو بن بويه قد تأهب لقصد مصر وانتزاعها من أيدي الباطنية وكتب على أعلامه بالسواد: بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه رب العالمين وصلى اللّه على محمد خاتم النبيين الطائع للّه أمير المؤمنين ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين. وقال قصيدة. إلى أن يقول: «فلما أخرج مضاربه للخروج إلى مصر غامضة الأجل فمضى لسبيله. فلما قضى فناخسرو نحبه طمع زعيم مصر في ملوك نواحي الشرق فكاتبهم يدعوهم إلى البيعة له فأجاب قابوس بن وشمكين عن كتابه بقوله: إني لا أذكرك إلا على المستراح. وأجابه ناصر الدولة أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور بأن كتب على ظهر كتابه إليه: {يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون} [الكافرون: 1] إلى آخر السورة. وأجابه نوح بن منصور والي خراسان بقتل دعاته إلى بدعته. ودخل في دعوته بعض ولاة الجرجانية من أرض خوارزم فكان دخوله في دينه شؤماً عليه في ذهاب ملكه وقتله أصحابه. «ثم استولى يمين الدولة وأمين الملة محمود بن سبكتكين على أرضهم، وقتل من كان بها من دعاة الباطنية. وكان أبو علي بن سيمجور قد وافقهم في السر فذاق وبال أمره في ذلك وقبض عليه والي خراسان نوح بن منصور وبعث به إلى سبكتكين فقتل بناحية غزنة. «وكان أبو القاسم حسن بن علي الملقب يد الشمند داعية أبي علي بن سيمجور إلى مذهب الباطنية وظفر به بكفوزن صاحب جيش السامانية بنيسابور فقتله ودفن في مكان لا يعرف. وكان أميرك الطوسي والي ناحية ثاروية قد دخل في دعوة الباطنية، فأسر وحمل إلى غزنة وقتل بها في الليلة التي قتل فيها أبو علي ابن سيمجور، وكان أهل مونتان من أرض الهند داخلين في دعوة الباطنية فقصدهم محمود بن سبكتكين رحمه اللّه في عسكره وقتل منهم الألوف وقطع أيدي ألف منهم. وباد بذلك نصراء الباطنية من تلك الناحية. وهذا بيان شؤم الباطنية على منتحليها فليعتبر بذلك المعتبرون

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف عادل الخميس 19 يونيو - 23:41

    «وقد اختلف المتكلمون في بيان أغراض الباطنية في دعوتها إلى بدعتها، فذهب أكثرهم إلى أن غرض الباطنية الدعوة إلى دين المجوس بالتأويلات التي يتأولون عليها القرآن والسنة، واستدلوا على ذلك بأن زعيمهم الأول ميمون بن ديصان كان مجوسياً من سبى الأهواز. ودعا ابنه عبد اللّه بن ميمون الناس إلى دين أبيه واستدلو أيضاً بأن داعيهم المعروف باليزدهي قال في كتابه المعروف بـ«المحصول» إن المبدع الأول أبدع النفس. ثم أن الأول والثاني مدبراً للعالم بتدبير الكواكب السبعة والطبائع الأربع وهذا في التحقيق معنى قول المجوس أن اليزذان خلق أهرمن وأنه مع أهرمن مدبران للعالم غير أن اليزدان فاعل الخيرات وأهرمن فاعل الشر. «ومنهم من نسب الباطنية إلى الصابئيين الذين هم بحرّان، واستدل على ذلك بأن حمدان قرمط داعية الباطنية بعد ميمون بن ديصان كان من الصابئة الحرانية، واستدل أيضاً بأن صابئة حران يكتمون أديانهم ولا يظهرونها إلا من كان منهم بعد إحلافهم إياه على أن لا يذكر أسرارهم لغيرهم.
    avatar
    راضي
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 67
    رقم العضوية : 56
    تاريخ التسجيل : 02/08/2008
    نقاط التميز : 78
    معدل تقييم الاداء : 11

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف راضي الأربعاء 10 سبتمبر - 17:40

    القرامطة 15761510
    سعد المصري
    سعد المصري
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 325
    رقم العضوية : 86
    تاريخ التسجيل : 01/09/2008
    نقاط التميز : 364
    معدل تقييم الاداء : 18

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف سعد المصري الجمعة 3 أكتوبر - 1:42

    معلومات جديدة علي الكثير منا
    شكرا لك

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف Marwan(Mark71) الجمعة 3 أكتوبر - 4:48

    بقي منهم اليوم طائفة الدروز والذين يسكنون في جبال لبنان وفلسطين
    اسامة
    اسامة
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 65
    رقم العضوية : 136
    تاريخ التسجيل : 13/10/2008
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 25

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف اسامة السبت 1 نوفمبر - 3:13

    للقرامطة عدة ألقاب يعرفون بها، ومن هذه التسميات: الإسماعيلية والباطنية والخرمية والبابكية والمحمرة والسبعية والتعليمية والحشاشين. الخ وهذه بعض أسباب تسمياتهم( ).
    سبب تسميتهم بالإسماعيلية: انتسب هؤلاء إلى إسماعيل بن جعفر. وذكر الغزالى فى فضائح الباطنية أن سبب هذه التسمية نسبة إلى أن زعيمهم هو محمد بن إسماعيل بن جعفر. كما ذكر ذلك الإمام ابن الجوزى.
    وسبب تسميتهم بالباطنية: أنهم ادعوا أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن، تجرى مجرى اللب من القشر، وأنها توهم الأغبياء صوراً، وتفهم الفطناء رموزاً وإشارات إلى حقائق خفية( ). وأن من تقاعد عن الغوص على الخفايا والبواطن متعثر، ومن ارتقى إلى علم الباطن انحط عنه التكليف واستراح من أعبائه. واستشهد بقوله تعالى: ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم( ) قالوا: والجهال هم المرادون بقوله تعالى: فضرب بينهم بسور له باب( ) وغرضهم فيما وضعوا من ذلك إبطال الشرائع، لأنهم إذا صرفوا العقائد عن موجب الظاهر تحكموا بدعوى الباطن على ما يوجب الانسلاخ من الدين.
    وسبب تسميتهم بالقرامطة فيه أقوال عديدة منها:
    1. أنهم سُموا بذلك لأن أول من استزلهم وملك المحبة هو: محمد بن الوراق والمقرمط وكان كوفياً.
    2. أنهم لهم رئيساً من السواد "سواد العراق وقراه" من الأنباط يلقب بقرموطيه فنسبوا إليه.
    3. أن قرمطا كان غلاماً لإسماعيل بن جعفر فنسبوا إليه لأنه أحدث لهم مقالاتهم.
    4. أن بعض دعاتهم نزل برجل يقال له كرميه فلما رحل تسمى قرمط بن الأشعث، ثم أدخله فى مذهبه.
    5. أنهم لقبوا بهذا الاسم نسبة إلى رجل من دعاتهم يقال له محمد بن قرمط.
    أما سبب تسميتهم بالخرمية( ): أن خرم لفظ أعجمى ينبئ عن شىء يستلذ به ويشتهيه الإنسان، وكان هذا لقباً لمشابهتهم للمزدكية، وهم أهل الإباحة من المجوس، وأباحوا المحظورات فلقبوا بذلك لمشابهتهم للمزدكية، وهم أهل الإباحة من المجوس، فلقبوا بذلك لمشابهتهم إياهم فى اعتقادهم ومذهبهم. وسبب تسميتهم بالبابكية: هو أن طائفة منهم اتبعوا بابك الخرمى، الذى خرج من ناحية أذربيجان فى أيام المعتصم، فاستحل المحرمات. وقد اشتدت وطأة البابكية على المسلمين حتى أُلقى القبض على بابك وقتل.
    اسامة
    اسامة
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 65
    رقم العضوية : 136
    تاريخ التسجيل : 13/10/2008
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 25

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف اسامة السبت 1 نوفمبر - 3:15

    مجمل مذهب القرامطة:
    1. واعلم أن مذهبهم ظاهره الرفض وباطنه الكفر، ومفتتحه حصر مدارك العلوم فى قول الإمام المعصوم، وعزل العقول أن تكون مدركة للحق لما يعترضها من الشبهات، والمعصوم يطلع من جهة الله تعالى على جميع أسرار الشرائع، ولابد فى كل زمان من إمام معصوم يرجع إليه… هذا مبدأ دعوتهم … وإن غاية مقصدهم نقض الشرائع، لأن سبيل دعوتهم ليس متعيناً فى واحد، بل يخاطبون كل فريق بما يوافق رأيهم لأن غرضهم الاستتباع.
    2. ومعتقدهم فى الإلاهيات: قولهم بإلهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان، إلا أن أحدهما علة لوجود الثانى. واسم العلة السابق، واسم المعلول التالى. وأن السابق خلق العالم بواسطة التالى لا بنفسه.
    3. ومذهبهم بالنبوات قريب من مذهب الفلاسفة، وهو أن النبى عبارة عن شخص فاضت عليه من السابق بقوة التالى قوة قدسية صافية، وأن جبريل عبارة عن العقل الفائض عليه لا إنه شخص. وأن القرآن هو تعبير محمد صلى الله علية وسلم عن المعارف التى فاضت عليه من العقل، فسمى كلام الله مجازاً لأنه مركب من جهته … وهذه القوة الفائضة على النبى صلى الله علية وسلم لا تفيض عليه فى أول أمره، وإنما تتربى كالنطفة( ).
    4. ومذهبهم فى الإمامة: أنه لابد فى كل عصر من إمام معصوم قائم بالحق، يرجع إليه فى تأويل الظواهر وحل الإشكال فى القرآن والأخبار، وأنه يساوى النبى فى العصمة، ولابد للإمام من إثنى عشر حجة، أربعة منهم لا يفارقونه.
    5. ومعتقدهم فى القيامة والمعاد: كلهم أنكر القيامة، وقالوا بهذا النظام، وتعاقب الليل والنهار، وتولد الحيوانات لا ينقضى أبداً. وأولوا القيامة بأنها رمز إلى خروج الإمام، ولم يثبتوا الحشر ولا النشر ولا الجنة ولا النار. ومعنى المعاد عندهم، عود كل شىء إلى أصله. وأكثر مذاهبهم توافق الثنوية والفلاسفة فى الباطن، والروافض فى الظاهر، وغرضهم بهذه التأويلات الظاهرة التقرب من نفوس الناس حتى تبطل الرغبة والرهبة.
    6. أما اعتقادهم فى التكاليف الشرعية: فهو استباحة المحظورات ورفع الحجر –الحجاب- وغرضهم هدم قوانين الشرع( )… ولهم تأويلات كثيرة ورموز غاية فى البعد عن الحقيقة، وما ذلك إلا لزيادة التشويه واللعب بعقول الناس.
    قال ابن الجوزى( ): وفى سنة 278هـ تحركت القرامطة، وهم فرقة من الزنادقة الملاحدة أتباع الفلاسفة من الفرس، الذين يعتقدون نبوة زرادشت ومزدك –وكانا يبيحان المحرمات- ثم إنهم بعد ذلك أتباع كل ناعق إلى باطل. وأكثر ما يفسدون من جهة الرافضة ويدخلون إلى الباطل من جهتهم، لأنهم أقل الناس عقولاً. ويقال لهم الإسماعيلية لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصادق. ويقال لهم القرامطة، قيل نسبة إلى قرمط بن الأشعث البقار. وقيل: إن رئيسهم كان فى أول دعوته يأمر من اتبعه بخمسين صلاة كل يوم وليلة ليشغلهم بذلك عما يريد تدبيره من المكيدة، ثم اتخذ نقباء إثنى عشر، وأسس لأتباعه دعوة إلى إمام من أهل البيت. ويقال لهم الباطنية، لأنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض. والخرمية( ) والبابكية، نسبة إلى بابك الخرمى، الذى ظهر فى أيام المعتصم وقتل. وكذلك يقال لهم المحمرة نسبة إلى صبغ الحمرة شعاراً، مضاهاة لبنى العباس ومخالفة لهم، لأن بنى العباس يلبسون السواد، ويقال لهم التعليمية نسبة إلى القول بأن الكواكب السبعة المتميزة السائرة مدبرة لهذا العالم فيما يزعمون -لعنهم الله-.
    ثم قال ابن الجوزى: وقد بقى من البابكية جماعة يقال أنهم يجتمعون فى كل سنة هم ونساؤهم، ثم يطفئون المصباح وينتهبون النساء، فمن وقعت يده فى امرأة حلت له، ويقولون: هذا اصطياد مباح. لعنهم الله.
    يقول صاحب البداية والنهاية( ): إن هذه الطائفة تحركت سنة 317هـ. واستفحل خطرها حتى آل بهم الحال إلى أن دخلوا المسجد الحرام، فسفكوا دم الحجيج فى وسط المسجد حول الكعبة، وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه وذهبوا به إلى بلادهم سنة 317هـ. ولم يزل عندهم إلى سنة 339هـ حيث مكث غائباً عن موضعه من البيت اثنتين وعشرين سنة. فإنا لله وإنا إليه راجعون … وكل ذلك من ضعف الخليفة وتشتت المسلمين.
    اسامة
    اسامة
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 65
    رقم العضوية : 136
    تاريخ التسجيل : 13/10/2008
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 25

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف اسامة السبت 1 نوفمبر - 3:17

    ذكر أخذ القرامطة الحجر الأسود إلى بلادهم:
    خرج ركب العراق وأميرهم منصور الديلمى، فوصلوا إلى مكة سالمين، وتوافدت الركوب هنا من كل مكان وجانب وفج، حيث تجمع الحجيج فما شعروا إلا بالقرمطى قد خرج عليهم فى جماعة يوم التروية فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل فى رحاب مكة وشعابها وفى المسجد الحرام وفى جوف الكعبة من الحجاج خلقاً كثيراً. وجلس أميرهم أبو الظاهر –لعنه الله- على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل فى رقاب الناس فى المسجد الحرام فى الشهر الحرام فى يوم التروية، الذى هو من أشرف الأيام وهو يقول: أنا الله وبالله أنا. أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا. فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدى ذلك عنهم شيئاً، بل يقتلون وهم كذلك ويطوفون فيقتلون فى الطواف.
    فلما قضى القرمطى أمره –لعنه الله- وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة أمر أن تدفن القتلى فى بئر زمزم، ودفن كثير منهم فى أماكنهم من الحرم الشريف وفى المسجد الحرام( ) -وحبذا تلك القتلة وتلك الفجيعة وذلك المدفن والمكان-، ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم، لأنهم محرمون شهداء فى نفس الوقت. وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها، وشقفها بين أصحابه وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات إلى النار، فعند ذلك انكف الحديث عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، فجاء رجل فضربه بمثقل فى يده وقال: أين الطير الأبابيل؟!. أين الحجارة من سجيل؟!. ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة حتى ردوه فى سنة 339هـ. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    avatar
    يحيي
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 254
    رقم العضوية : 183
    تاريخ التسجيل : 26/11/2008
    نقاط التميز : 493
    معدل تقييم الاداء : 39

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف يحيي السبت 7 فبراير - 18:32

    القرامطة حركةٌ دينيّةٌ سياسيّةٌ تفرّعت من المباركية إحدى فرق الإسماعيلية. دُعِيَت بهذا الاسم نسبةً إلى مؤسّسها حمدان بن الأشعث قرمط الذي عاش في عهد الخليفة المعتضد العبّاسي، واتّبعت تنظيمًا سريًا دقيقًا.

    كانوا في الأصل على مقالة المباركية ثم خالفوهم وقالوا: "لا يكون بعد محمد (ص) غير سبعة من الأئمّة. ساعدت الأوضاع الفاسدة والتّهالك والإنحلال في جسم الدولة العباسيّة على نمو الحركات الثّورية المعارضة، ومنها الحركة الإسماعيلية-القرمطيّة التي انتشرت بصورةٍ عجيبةٍ في المشرق الإسلامي وولّدت انفجاراتٍ عسكريةً اقضّت مضاجع الخلافة العبّاسية وحرمتها لذيذ الرّقاد.

    اعتمدت الفرقة القرمطيّة على الجانب الإعلامي وبعث الدّعاة إلى الأقاليم، كاليمن والحجاز والهند ومصر وبعلبك وواسط وسلمية وعمان وخراسان، فاستطاعت بذلك جذب الأعداد الكبيرة من الموالين لها في تلك البلدان، ألّفوا في ما بعد القواعد الشّعبية التي مكّنتهم من تنظيم الجيوش والتّوجه لنشر عقائدهم.

    تميّزت الفرقة القرمطية بالسّرية التّامة وتكتّمها وإخفائها للحقائق التي تنطوي عليها والتّستر على كبار قادتها حتّى أخفوا شخصياتهم على المُقرّبين إليهم، ما مكّنهم من النفوذ إلى الكثير من المجتمعات وتعليمهم مذهبهم من دون الكشف عن هوياتهم. اهتمّ زعماء القرامطة بكلّ ما يخدم طموحاتهم ومخططاتهم الثّورية والإجتماعية بدرجةٍ أنّهم لم يعيروا اهتمامًا للإنتماء الإسمي أو الدّيني أو البحث عن الرّسالة ومَن هو الخليفة أو ورثته أو المهدي المُنتظَر.

    اتخذت القيادة القرمطيّة التدابير المالية بفرض ضرائب متعدّدةٍ لتحصل على رصيدٍ ماديٍ ضخمٍ يُمكّنها من تنفيذ مشاريعها وبرامجها، فطرحت أنواعًا من الضّرائب، كضريبة الفطرة وهي درهم على الرجال والنّساء والأولاد، وضريبة الهجرة وهي دينار عن كلّ مَن أدرك الحنث، وضريبة البلغة وهي سبعة دنانير، وضريبة الخمس وهي خمس الأرباح السنوية. وأسّست نظام الألفة وهي جمع الأموال في موضعٍ واحدٍ. كلّ هذا مكّنها لأن تبني كيانًا اقتصاديًا متينًا.

    اتّبع القرامطة نهج العنف وانحرفوا عن مسير الحركة الإسماعيلية، وكانوا توّاقين بعنفٍ إلى إمامٍ مهديٍ مُنتَظر يسارع في إنقاذهم من الفوضى الإقتصادية والقلق النّفسي، فأصرّوا على أن يباشروا فورًا في إعلان دولةٍ في بلاد الشّام.

    كان ابتداء أمر القرامطة أنّ رجلاً قدم من ناحية الأهواز إلى سواد الكوفة يُظهِرُ الزّهد والتّقشف، وأقام على ذلك فترةً. وكان إذا قعد إليه رجلٌ ذاكره أمر الدّين وزهده في الدنيا. ثمّ مرض فمكث على الطّريق مطروحًا. وكان في القرية رجل أحمر العينين حمل المريض إلى منزله واعتنى به حتى بَرِئَ ودعا أهل تلك النّاحية إلى مذهبه فأجابوه واتّخذ منهم اثني عشر نقيبًا أَمَرَهم أن يدعوا النّاس إلى مذهبهم، وقال: <<أنتم كحواري عيسى بن مريم (ع)>>. فاشتغل أهل كور تلك النّاحية عن أعمالهم بما رسم لهم من الصّلوات، وكان للهيصم في تلك النّاحية ضياع فرأى تقصير الأكرة في عمارتها، فسأل عن ذلك فأخبر بخبر الرّجل فأخذه وحبسه وأغلق باب البيت عليه وجعل مفتاح البيت تحت وسادته واشتغل بالشّرب، فرقّت إحدى الجواري للرّجل وأطلقت سراحه من دون أن يعلم الهيصم، وشاع ذلك في النّاس فافتتن أهل النّاحية وقالوا: رُفِعَ ثمّ ظَهَر في ناحيةٍ أخرى ولقي جماعةً من أصحابه وغيرهم ثم خرج إلى ناحية الشّام".

    وقيل غير ذلك، إنّ حمدان، بن الأشعث قُرمُط، هو الذي التقى بالرّجل الدّاعي ـأحد دعاة الباطنيةـ فالتزم حمدان سرّه ثم اندفع الداعي في تعليمه واستجاب له في جميع مَن دعاه ، ثم انتدب حمدان للدّعوة وصار أصلاً من أصول هذه الدّعوة فسمّى أتباعه القرامطية.

    وفي البحرين، ظهر رجلٌ من القرامطة يُعرَف بأبي سعيد الجنابي؛ فاجتمع إليه جماعةٌ من الأعراب وقوي أمره ثم سار إلى القطيف. وفي سنة 287 هـ، أغاروا على نواحي هجر وقرّب بعضهم من نواحي البصرة.

    أسّسوا لهم موضعًا سمّوه "دار الهجرة" يُهاجرون إليها ويجتمعون بها؛ وبنوا حولها سورًا مَنيعًا عَرضُهُ ثمانية أذرعٍ ومن ورائه خندق عظيم، وانتقل إليها الرّجال والنّساء من كلّ مكانٍ، وذلك سنة (277هـ)، فلم يبق حينئذٍ أحدٌ إلاّ خافهم لقوّتهم وتمكّنهم في البلاد.

    في سنة 289 هـ أحسّت الخلافة العباسية بخطر القرامطة وازدياد حشودهم، فأمرت عاملها في سورية، شبل الديلمي، فألّف جيشًا جرارًا وهاجم الجيوش القرمطيّة، لكنّهم دحروا هذه القوّة بعد أن قتلوا عددًا كبيرًا منها.

    تمكّن الحسين بن زكرويه أبو مهزول، المُلقّب بصاحب الخال، من تجهيز الجيوش وفتح الرّقة وحلب وحماة وحمص ودمشق وسلميّة، وحقّق الإنتصارات الباهرة وخطب على المنابر وأيّده أهلها.

    إلتبس على بعض كبار دعاة القرامطة الأمر في أنّ إمامهم هو عبيد الله المهدي، وكانوا ما يزالون يُدينون بالولاء والطّاعة للإمام محمّد بن إسماعيل الذي بذر بذور الدّعوة بينهم واعتبروه المهدي المُنتظر. ولم تفلح الحُجَج والبراهين التي اعتمدها الدّعاة في إقناعهم بأنّ الإمام عبيد الله المهدي بموجب النّص الذي أودعه الإمام محمد بن إسماعيل في عقبه. ويرجع هذا التّعنت من بعض دعاة القرامطة لإنقطاعهم في البادية ولعدم احتكاكهم الدّائم مع مركز الدّعوة الإسماعيلية في سلمية وتتبّعهم تطورات الدّعوة، فاعتبروا أنّ هذه التطورات خارجةٌ عن مفهوم التّعاليم الأولية التي لقّنوها.

    وفي سنة 317 هـ، هاجم القرامطة مكّـة المكرّمة ونهبوا الكعبة واقتلعوا الحجر الأسود. ولما بلغ ذلك الإمام الإسماعيلي والخليفة الفاطمي عبيد الله المهدي كتب إلى أبي طاهر ينكر ذلك ويلومه، ويقول: «حقّقت على شيعتنا ودُعاة دولتنا إسم الكفر والإلحاد بما فعلت»، وأمره أن يعيد الحجر الأسود إلى موضعه، فأعاده.

    أنكر القرامطة على الإسماعيلييّن والفاطميين سياسة المُلاينة التي اعتمدوها في كسب العناصر غير الإسماعيليّة؛ وقد جسّدوا معتقداتهم بالعنف والبطش واستحلّوا استعراض الناس بالسيف وقتلهم وأخذ أموالهم والشّهادة عليهم بالكفر.

    استغلّ القرامطة شعار الإنتساب إلى البيت العلوي الثّائر المُضطهد ونادوا بالعدالة الإجتماعية وطرحوا أنفسهم في قالبٍ دينيٍ ثوريٍ، ما أعطى لتحرّكهم الإطار الشّرعي. ولا يعرف التّاريخ الإسلامي مذهبًا ثوريًا لا يستندُ إلى أساسٍ روحيٍ أو حركةٍ ثوريةٍ عامةٍ لاترجع إلى الدّين. وكان من المألوف في العصور الإسلاميّة أن تظهر الجماعات الدّاعية إلى الثّورة السياسية مُستنيرةً بالمذهب الشّيعي في سبيل نشر رسالتها وتأليب رجالها إلى أن يستتبّ لها الأمر فتسفر عن حقيقة أمرها.

    قالوا: إنّ النبي (ص) نصَّ على إمامة علي بن أبي طالب، وإنّ عليًا نصّ على إمامة ابنه الحسن، وإنّ الحسن نصّ على إمامة أخيه الحُسين، وإنّ الحسين نصّ على إمامة ابنه علي، وإنّ عليًا نصّ على إمامة ابنه محمد الباقر، ونصّ محمّد على إمامة ابنه جعفر الصّادق، ونصّ جعفر على إمامة ابن ابنه محمد بن إسماعيل. وزعموا أنّ محمد بن إسماعيل حيّ إلى اليوم ولم يمت، ولن يموت حتّى يملك الأرض، وأنّه هو المهدي الذي تقدّمت البشارة به، واحتجّوا في ذلك بأخبارٍ روُوها عن أسلافهم يخبرون فيها أن سابع الأئمّة قائمهم.

    أثبتوا النّبوة ظاهرًا وأنكروا الوحي وهبوط الملائكة وأوّلوا المُعجزات فجعلوها رموزًا: فثُعبان موسى حجّته، والغمام أمره؛ وأنكروا كون عيسى من غير أب بل هو رمزٌ أخذ العلم من غير إمام وإحياء الموتى.

    وقالوا إنّ جميع الأشياء التي فرضها الله تعالى على عباده، ومنها نبيّه محمد (ص) وأمر بها لها ظاهر وباطن، وإن جميع ما استعبد الله به العباد في الظّاهر من الكتاب والسنة أمثال مضروبة وتحتها معانٍ هي بطونها وعليها العمل.

    وأقرّوا حصر ممتلكاتهم في بيت المال وسنّوا التّشريعات التي تحدّد صلاحية الفرد وتُبيّن حقوقه ضمن المجموع. وضمنوا حياة العاجز والعاطل والعامل والصّانع والفلاّح.

    واستحلّوا استعراض النّاس بالسّيف وقتلهم وأخذ أموالهم والشّهادة عليهم بالكفر.

    وزعموا أنّه يجب عليهم أن يبدأوا بقتل مَن قال بالإمامة مِمّن ليس على قولهم، وخاصةً مَن قال بإمامة موسى بن جعفر وولده مِن بعده.
    وقسّموا المجتمع إلى أربع طبقاتٍ، وهي:

    - الأولـى وهي طبقة الشّباب بين عمر 15-30 عامًا، ويُسمّون الأخوان الأبرار الرّحماء.

    - الثّـانية وتشمل مَن كانوا بين 30-40 عامًا وهُم الرّؤساء وذوو السّياسات؛ ويُسَمّون الأخيار الفضلاء.

    - الثـالثة وتشمل مَن كانوا بين 40-50 من العمر، وهُم أصحاب الأمر والنّهي ونصر الدّعوة.

    - الرّابعة وهي مَرتَبةُ مَن يزيد عمرهم على الخمسين سنة وهي الأعلى في نظرهم، ويُطلَق عليهم طبقة المُريدين، ثم المعلّمين، ثم القادة، ثم المقرّبين إلى الله.

    وقالوا إنّ محمد بن إسماعيل هو خاتم النّبييّن الذي حكاه الله في كتابه وأنّ الدّنيا اثنتا عشرة جزيرةٍ في كلّ جزيرة حَجّة، وأن ّالحجج اثنتا عشرة، ولكلّ داعيةٍ يد ويعنون بذلك أنّ اليد رجل له دلائل وبراهين يُقيمها.

    وحرّموا زيارة القبور وتقبيلها.

    انتشرت الفرقة القرمطيّة في الكوفة وواسط والبصرة من العراق، ثمّ ظهر دعاتهم في البحرين والقطيف. وعظُمَ أمرهم وأغاروا على نواحي هجر والإحساء والقطيف والطّائف، وبلغت دعوتهم إلى اليمن وتغلّبوا على سائر مدن اليمن وساروا إلى بعلبك وقتلوا عامّة أهلها ولم يبق منهم إلاّ اليسير. ثم ساروا إلى سلميّة وصالحوا أهلها وأعطوهم الأمان. واستولوا على دمشق عام 260 هـ، ومنها توجّهوا إلى مصر. واجتمع معهم خلق كثير من العرب والاخشيدية. وظهر أمرهم في المغرب وعمان، وفي بلاد الديلم حيث استطاع أبو حاتم نشر فكر القرامطة. وفي نيشابور تولّى الدعوة لهم الشّعراني.

    في سنة 326 هـ، فسد حال القرامطة وقتل بعضهم بعضًا. وسبب ذلك أنّه كان رجل منهم يُقال له "ابن سنبر" وهو من خواص أبي سعيد القرمطي والمُطلعين على سرّه؛ وكان له عدو من القرامطة اسمه ابو حفص الشّريك، فعمد ابن سنبر إلى رجلٍ من اصبهان وقال له: "إذا ملكت أمر القرامطة أريد منك أن تقتل عدويّ، أبا حفص". فأجابه إلى ذلك وعاهده عليه. فأطلعه عندها على أسرار أبي سعيد وعلامات كان يذكر أنّها في صاحبهم الذي يدعون إليه، فحضر عند أولاد أبي سعيد وذكر لهم ذلك. فقال أبو طاهر: "هذا هو الذّي يدعو إليه". فأطاعوه ودانوا له حتّى كان يأمر الرجل بقتل أخيه فيقتله. وكان إذا كره رجلاً يقول له إنّه مريض، يعني أنّه قد شك في دينه، ويأمر بقتله. وبلغ أبا طاهر أن الأصبهاني يريد قتله ليتفرّد بالمُلك، فقال لإخوته: "لقد أخطأنا في هذا الرجل وسأكشف حاله". فقال له: إنّ لنا مريضًا فانظروا إليه ليبرأ". فحضروا وأضجعوا والدته وغطّوها بإزارٍ، فلمّا رآها قال: "إنّ هذا المريض لا يبرأ فاقتلوه". فقالوا له: "كذبتَ هذه والدتك!". ثم قتلوه بعد أن قُتِلَ منهم خلقٌ كثيرٌ من عظمائهم وشجعانهم.

    لمّا انتشر القرامطة بسواد الكوفة، وجّه إليهم المعتضد شبلاً غلام أحمد بن محمد الطائي، وظفر بهم وأُخِذَ رئيسًا لهم يُعرَف بأبي الفوارس. فسيّره إلى المعتضد فأحضره بين يديه وقال له: "أخبرني، هل تزعمون أنّ روح الله تعالى وأرواح أنبيائه تحلّ في أجسادكم فتعصمكم من الزّلل وتوفّقكم لصالح العمل؟ فقال له: "يا هذا إن حلّت روح الله فينا فما يضرّك؟ وإن حلّت روح إبليس فما ينفعك؟ فلا تسأل عما لا يعنيك وسِل عما يخصّك".

    وبعد أن قُتِلَ رئيس القرامطة أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي، سنة 301 هـ، تولّى ابنه أبو طاهر سليمان الجنابي أمر القرامطة في البحرين، فأراد أن يستولي على البصرة فغزاها مرارًا. وكانت أشدّ غزواته سنة 311هـ، فقد سار إليها في 1800 رجل ودخلها وقتل حاميتها وأقام بها 17 يومًا وحمل ما قدر عليه من المال والنّساء والصّبيان وعاد إلى هجر. ثمّ توجّه إلى طريق الحج، فقطع الطّريق على الحُجّاج ونهب القوافل حتّى مات أكثرهم جوعًا وعطشًا. فكتب إليه المُقتدر يطلب منه أن يطلق من عنده مِنَ الأسرى، فأطلقهم وطلب منه أن يوليه على البصرة والأهواز فلم يجبه المُقتدر إلى طلبه. فسار إلى الكوفة وتغلّب على عسكر الخليفة.

    في سنة 339هـ، أعاد القرامطة الحجر الأسود إلى مكّة، وقالوا: "أخذناه بأمرٍ وأعدناه بأمرٍ".

    القرامطة Empty رد: القرامطة

    مُساهمة من طرف عادل الثلاثاء 5 يناير - 10:50

    لكم موفور الشكر جميعا

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 7 سبتمبر - 13:57