اعتقلت السلطة الفلسطينية مؤخرا المجاهد رجب عوني توفيق الشريف من نابلس والمطلوب للقوات الصهيونية منذ عدة سنوات، والذي سبق الإعلان عنه شهيدا في محاولة لتضليل الأمن الإسرائيلي. لكن يبدو أن الأمن الفلسطيني الساهر على "أمن الوطن" قد حصل على معلومات مكنته من القبض على هذا المجاهد الصلب. هذا ليس حدثا منفردا، وإنما هو جزء من مسلسل يومي تحتكر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بطولته، وذلك دفاعا عن المشروع الوطني الفلسطيني. فإلى أي منحدر ذاهب الشعب الفلسطيني، وهل هناك قاع معين يمكن أن يصله، فنقول إننا وصلنا معه خط النهاية؟ ليت السلطة تخبرنا فيما إذا كان هناك قاع، وتخبرنا عن حدوده إن وجد.
سأل فلسطيني يوما مسؤولا أمريكيا: "هل تريدون أن تكون السلطة الفلسطينية لحْدا جديدا؟" أجاب الأمريكي: "نحن نريدها لحدا زائدا." We want it Lahd plus
كتبت قبل 29 عاما وبالتحديد عام 1979 أن منظمة التحرير الفلسطينية ستعترف بإسرائيل. ثار أناس كثر في وجهي حينها، وسمعت الكثير من الاتهامات والشتائم بخاصة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. أما عام 1982، قلت لطلبة جامعة النجاح في محاضرة عامة: إن معارضة منظمة التحرير لروابط القرى ليست مبدئية، وإن الخلاف فقط حول من يقود الاستسلام، وإن المنظمة ستقبل ما هو معروض على روابط القرى. لقد خيبت المنظمة ظني وقبلت بما هو أقل. مشروع روابط القرى أفضل من اتفاق أوسلو من حيث أنه كان يجمد الاستيطان، ويقيم حكما ذاتيا في الضفة وغزة دفعة واحدة مع بيت لحم عاصمة. بدأت في حينه ضدي حملة شعواء من التخوين والتشكيك والتعامل مع العدو، الخ. كان هناك من جنّد جيشا من المشككين اللاعنين الذين قالوا بي أشياء كثيرة ومتنوعة. كانت قيادة منظمة التحرير في تلك الفترة تقوم بحملة دعائية قوية ضد كل من ينتقدها، وبسهولة كانت تتهمه بالخيانة والعمالة للعدو، وكان هناك من يصدقها. طبعا هذه القيادة تشن هجوما شديدا الآن ضد كل من يحاول تخوين الآخرين.
عام 1988، قلت للإخوان في حركة فتح أثناء نقاش سياسي في معتقل النقب: إن الاحتلال سيؤجرهم بعض سجونه لكي يعتقلوا المناضلين الفلسطينيين. لقد حملوا علي في حينه، وقالوا إنني لا أستطيع إدراك ذكاء القيادة الفلسطينية.
عام 1993، كتبت بأن اتفاق أوسلو عبارة عن وصفة ممتازة للاقتتال الفلسطيني، فقالوا: إن هذا تشويه للإنجازات الوطنية. وفي ذلك العام قالوا: إن اتفاق أوسلو سيعيد اللاجئين إلى وطنهم، فكتبت قائلا: إن الاتفاق لن يعيد اللاجئين، وسيكون ركنا أساسيا في طرد الفلسطينيين الموجودين في فلسطين المحتلة/48.
هذا لأن الخلل داخل منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية تركيبي وليس عرضيا، ومسألة التوقعات في ظل هذا الخلل لا تتطلب الكثير من الذكاء.
نحن الآن في أواخر عام 2008، وأحاول أن أقرأ إلى أي قاع نحن الشعب الفلسطيني ذاهبون، فأرى:
1- أمام الإخوة في حركة فتح أن يختاروا بين تغييب فتح، واللحاق بالركب الأمريكي الذي لا يقبل من بقي في قلبه ذرة نضال، أو أن يبحثوا عن أعمال توفر لهم بعض تكاليف المعيشة.
على من يريد المحافظة على راتبه أن يكون أسوأ من أنطوان لحد اللبناني، وإلا فإنه سيوضع تحت المجهر. هناك كتاب عرب الآن يصفون فلسطينيين بالفياضيين مقابل اللحديين اللبنانيين.
2- كان القبول بمشروع روابط القرى خيانة، أما الآن فاتفاق أوسلو عبارة عن مشروع وطني. غدا سيكون التمسك بالأرض دربا من دروب التطرف، وعلى الوطني الصادق أن يبيع أرضه أو يبارك مصادرتها لأن العدو سيقوم بإنشاء مصانع ومزارع يشتغل فيها الفلسطينيون ويكسبون لقمة خبزهم.
التمسك بالأرض سيصبح جريمة بحق الشعب الفلسطيني الذي يبحث عن لقمة الخبز لأطفاله.
3- الآن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني المتسول الذي يقدم خدمة للعدو لقاء الراتب. أما غدا فالفلسطيني الجيد هو الذي يبحث عن عمل خارج الوطن لكي يحول أموالا لأهله الجوعى في الداخل.
سيقولون للفلسطيني غدا إن عليه أن يكون منتجا، وسيدفعونه دفعا للعمل خارج الوطن بحجج وتبريرات وطنية.
4- اليوم الخبز أهم من الحرية، وغدا الخبز أهم من الوطن. إسرائيل تريد إقامة دولة اليهود في فلسطين، ولا مكان للفلسطينيين في فلسطين، وعليهم إقامة دولة في الأردن.
سيقولون إن الفلسطينيين في الأردن أكثر عددا من الفلسطينيين في الضفة وغزة، ومن الواجب الوطني أن تنضم الأقلية إلى الأكثرية.
بالتأكيد ما أقوله يرسم صورة قاتمة، لكنني حقيقة أرى الصورة الفلسطينية قاتمة، كما رأيتها قاتمة على مدى عشرات السنين. من المهم أن يكون المرء واضحا وألا يساهم في خداع هذا الشعب، لكن الأهم هو كيف نعمل من أجل قلب الموازين لكي نصنع الظروف الملائمة لصورة مشرقة. لدي الكثير من المقترحات التي قدمتها للناس عبر الزمن، ويبدو أن الناس مهتمون بالمناكفات أكثر مما هم مهتمون بالبحث عن حلول. بالكاد تجد من يتفاعل معك عندما تقدم حلولا، لكنك تجد الصفحات مليئة بردود الفعل عندما يتعلق الأمر بمناكفات الفصائل.
هل سنصل إلى هذا الحد؟ قناعتي بأننا سنصل إذا بقيت السلطة الفلسطينية القائمة حالية ممسكة بزمام الأمور من خلال أموال الدول المانحة. لكن قناعتي أيضا أن موازين القوى قد اختلت، ولا يدوم على ما هو إلا الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المركز الفلسطيني للإعلام
سأل فلسطيني يوما مسؤولا أمريكيا: "هل تريدون أن تكون السلطة الفلسطينية لحْدا جديدا؟" أجاب الأمريكي: "نحن نريدها لحدا زائدا." We want it Lahd plus
كتبت قبل 29 عاما وبالتحديد عام 1979 أن منظمة التحرير الفلسطينية ستعترف بإسرائيل. ثار أناس كثر في وجهي حينها، وسمعت الكثير من الاتهامات والشتائم بخاصة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. أما عام 1982، قلت لطلبة جامعة النجاح في محاضرة عامة: إن معارضة منظمة التحرير لروابط القرى ليست مبدئية، وإن الخلاف فقط حول من يقود الاستسلام، وإن المنظمة ستقبل ما هو معروض على روابط القرى. لقد خيبت المنظمة ظني وقبلت بما هو أقل. مشروع روابط القرى أفضل من اتفاق أوسلو من حيث أنه كان يجمد الاستيطان، ويقيم حكما ذاتيا في الضفة وغزة دفعة واحدة مع بيت لحم عاصمة. بدأت في حينه ضدي حملة شعواء من التخوين والتشكيك والتعامل مع العدو، الخ. كان هناك من جنّد جيشا من المشككين اللاعنين الذين قالوا بي أشياء كثيرة ومتنوعة. كانت قيادة منظمة التحرير في تلك الفترة تقوم بحملة دعائية قوية ضد كل من ينتقدها، وبسهولة كانت تتهمه بالخيانة والعمالة للعدو، وكان هناك من يصدقها. طبعا هذه القيادة تشن هجوما شديدا الآن ضد كل من يحاول تخوين الآخرين.
عام 1988، قلت للإخوان في حركة فتح أثناء نقاش سياسي في معتقل النقب: إن الاحتلال سيؤجرهم بعض سجونه لكي يعتقلوا المناضلين الفلسطينيين. لقد حملوا علي في حينه، وقالوا إنني لا أستطيع إدراك ذكاء القيادة الفلسطينية.
عام 1993، كتبت بأن اتفاق أوسلو عبارة عن وصفة ممتازة للاقتتال الفلسطيني، فقالوا: إن هذا تشويه للإنجازات الوطنية. وفي ذلك العام قالوا: إن اتفاق أوسلو سيعيد اللاجئين إلى وطنهم، فكتبت قائلا: إن الاتفاق لن يعيد اللاجئين، وسيكون ركنا أساسيا في طرد الفلسطينيين الموجودين في فلسطين المحتلة/48.
هذا لأن الخلل داخل منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية تركيبي وليس عرضيا، ومسألة التوقعات في ظل هذا الخلل لا تتطلب الكثير من الذكاء.
نحن الآن في أواخر عام 2008، وأحاول أن أقرأ إلى أي قاع نحن الشعب الفلسطيني ذاهبون، فأرى:
1- أمام الإخوة في حركة فتح أن يختاروا بين تغييب فتح، واللحاق بالركب الأمريكي الذي لا يقبل من بقي في قلبه ذرة نضال، أو أن يبحثوا عن أعمال توفر لهم بعض تكاليف المعيشة.
على من يريد المحافظة على راتبه أن يكون أسوأ من أنطوان لحد اللبناني، وإلا فإنه سيوضع تحت المجهر. هناك كتاب عرب الآن يصفون فلسطينيين بالفياضيين مقابل اللحديين اللبنانيين.
2- كان القبول بمشروع روابط القرى خيانة، أما الآن فاتفاق أوسلو عبارة عن مشروع وطني. غدا سيكون التمسك بالأرض دربا من دروب التطرف، وعلى الوطني الصادق أن يبيع أرضه أو يبارك مصادرتها لأن العدو سيقوم بإنشاء مصانع ومزارع يشتغل فيها الفلسطينيون ويكسبون لقمة خبزهم.
التمسك بالأرض سيصبح جريمة بحق الشعب الفلسطيني الذي يبحث عن لقمة الخبز لأطفاله.
3- الآن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني المتسول الذي يقدم خدمة للعدو لقاء الراتب. أما غدا فالفلسطيني الجيد هو الذي يبحث عن عمل خارج الوطن لكي يحول أموالا لأهله الجوعى في الداخل.
سيقولون للفلسطيني غدا إن عليه أن يكون منتجا، وسيدفعونه دفعا للعمل خارج الوطن بحجج وتبريرات وطنية.
4- اليوم الخبز أهم من الحرية، وغدا الخبز أهم من الوطن. إسرائيل تريد إقامة دولة اليهود في فلسطين، ولا مكان للفلسطينيين في فلسطين، وعليهم إقامة دولة في الأردن.
سيقولون إن الفلسطينيين في الأردن أكثر عددا من الفلسطينيين في الضفة وغزة، ومن الواجب الوطني أن تنضم الأقلية إلى الأكثرية.
بالتأكيد ما أقوله يرسم صورة قاتمة، لكنني حقيقة أرى الصورة الفلسطينية قاتمة، كما رأيتها قاتمة على مدى عشرات السنين. من المهم أن يكون المرء واضحا وألا يساهم في خداع هذا الشعب، لكن الأهم هو كيف نعمل من أجل قلب الموازين لكي نصنع الظروف الملائمة لصورة مشرقة. لدي الكثير من المقترحات التي قدمتها للناس عبر الزمن، ويبدو أن الناس مهتمون بالمناكفات أكثر مما هم مهتمون بالبحث عن حلول. بالكاد تجد من يتفاعل معك عندما تقدم حلولا، لكنك تجد الصفحات مليئة بردود الفعل عندما يتعلق الأمر بمناكفات الفصائل.
هل سنصل إلى هذا الحد؟ قناعتي بأننا سنصل إذا بقيت السلطة الفلسطينية القائمة حالية ممسكة بزمام الأمور من خلال أموال الدول المانحة. لكن قناعتي أيضا أن موازين القوى قد اختلت، ولا يدوم على ما هو إلا الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المركز الفلسطيني للإعلام
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
» فرح جامد آخر حاجه
» ملحمة الثورة في السويس
» موقعة الجمل 2-2-2011
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
» لماذا قامت الثورة ؟
» مواهب خرجت من رحم الثورة
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
» المتحولون
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
» اول ساعة ثورة
» ثم ماذا بعد ؟
» ذكريات اول ايام الثورة
» ندااااااااء
» دحمبيش الغربيه
» الحجاب والنقاب في مصر
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
» شخصيات خلبية وهزلية
» msakr2006
» ente7ar007
» Nancy
» waleed ali
» hamedadelali
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
» علي عبد الله رحاحلة
» sheriefadel
» خالد احمد عدوى
» khaled
» yasser attia
» abohmaid
» ملك الجبل
» elcaptain
» حاتم حجازي
» aka699
» wasseem
» mohammedzakarea
» حيدر
» hamadafouda
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
» same7samir
» تامر الباز
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
» امجد
» ahmedelmorsi
» محمد امين
» MrMoha12356
» نوسه الحلو
» ibrahem545
» يوسف محمد السيد
» memo
» هاكلن
» لماذا نريد التغيير
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
» الفساد في مصر بلا حدود 2
» الفساد في مصر بلا حدود
» العمال والتغيير السياسي في مصر
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
» علماء مصر و التغيير السياسي
» معا ننقذ فؤادة
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
» حوده
» وليد الروبى
» dr.nasr
» المشير أحمد إسماعيل
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
» wessam
» عذب ابها
» soma
» islam abdou
» رسالة ترحيب
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
» اصول العقائد البهائيه