أيها المواطنون:
نحتفل اليوم باستقبال العيد الخامس للثورة.. باستقبال السنة الخامسة للثورة، بعد أن قضينا أربع سنوات نكافح ونجاهد ونقاتل؛ للتخلص من آثار الماضى البغيض.. للتخلص من آثار الماضى الطويل.. للتخلص من آثار الاستعمار الذى استبد بنا قروناً طويلة، وللتخلص من آثار الاستبداد الذى تحكم فينا، وللتخلص من آثار الاستغلال الأجنبى والاستغلال الداخلى.
إننا اليوم - أيها المواطنون - ونحن نستقبل العام الخامس للثورة نستقبله أشد عزماً، وأمضى قوة، وأشد إيماناً.
نعم - أيها المواطنون - لقد اتحدنا وثرنا وكافحنا وقاتلنا وجاهدنا وانتصرنا. واليوم ونحن نتجه إلى المستقبل.. اليوم - أيها المواطنون - ونحن نتجه إلى المستقبل، بعد سنوات أربع من الثورة، نتجه بقوة وعزم وإيمان، نعتمد على الله وعلى أنفسنا، نعتمد على الله وعلى عزيمتنا، نعتمد على الله وعلى قوتنا؛ من أجل تحقيق الأهداف التى قامت من أجلها هذه الثورة. من أجل تحقيق هذه الأهداف التى جاهد من أجلها الآباء والتى كافح من أجلها الأجداد، نتجه إلى المستقبل ونحن نشعر أننا سننتصر - بعون الله - انتصارات متتالية.. انتصارات متتابعة؛ من أجل تثبيت مبادئ العزة، ومن أجل تثبيت مبادئ الحرية، ومن أجل تثبيت مبادئ الكرامة، ومن أجل إقامة دولة مستقلة استقلالاً حقيقياً، لا استقلالاً زائفاً.. استقلالاً سياسياً، واستقلالاً اقتصادياً.
أيها المواطنون:
حينما نتجه إلى المستقبل نشعر أن معاركنا لم تنته، فليس من السهل.. ليس من السهل أبداً.. مش سهل أبداً ان احنا نبنى نفسنا فى وسط الأطماع.. الأطماع الدولية المتنافرة، والاستغلال الدولى، والمؤامرات الدولية.. مش سهل أبداً ان احنا نبنى نفسنا.. نبنى وطنا، ونحقق استقلالنا السياسى، ونحقق استقلالنا الاقتصادى. قدامنا - أيها الإخوة - معارك طويلة سنكافح فيها.. قدامنا معارك طويلة لنعيش أحرار، لنعيش كرماء، لنعيش أعزاء.
النهارده وجدنا الفرصة ووضعنا أساس العزة، ووضعنا أساس الحرية، ووضعنا أساس الكرامة. سنتجه - أيها الإخوة - دائماً إلى المستقبل؛ لنثبت هذه العزة، ولنثبت هذه الحرية، ولنثبت هذه الكرامة.
النهارده وضعنا مبادئ من أجلنا.. من أجل مصر، ووضعنا مبادئ بنادى بها فى السياسة العالمية وفى السياسة الدولية؛ من أجل حرية الإنسان، ومن أجل رفاهية الإنسان.. لازم نجد الفرصة لننشر هذه المبادئ.
سنتجه قدماً إلى الأمام، نؤيد الحرية ونؤيد التحرير، نقاوم الاستعمار وأعوان الاستعمار. أمامنا - أيها الإخوة - معارك طويلة.. مستمرة؛ من أجل تحقيق المبادئ اللى آمنا بها، واللى آمن بها كل فرد من أبناء هذا الوطن.
هذه المعارك لم تنته ولن تنتهى، ويجب أن نكون دائماً على حذر.. نكون دائماً على حذر وعلى حيطة من ألاعيب المستغلين والمستعمرين وأعوان المستعمرين.
حاول الاستعمار بكل وسيلة من الوسائل أن يضعضع قوميتنا، وأن يضعف عروبتنا، وأن يفرق بيننا؛ فخلق إسرائيل صنيعة الاستعمار.
فى الأيام اللى فاتت استشهد اتنين من أخلص أبناء مصر لمصر.. اتنين أنكروا ذاتهم، وكانوا يكافحوا ويجاهدوا فى سبيل تحقيق غرض أسمى.. فى سبيل تحقيق غرض كبير؛ فى سبيل تحقيق المبادئ، وفى سبيل تحقيق المثل العليا؛ من أجلكم.. من أجل مصر ومن أجل العرب. كان كل واحد فيهم بيؤمن بقوميته، وبيؤمن بعروبته، وبيؤمن بمصريته، وكان يعتبر انه يستطيع أن يقدم روحه ودمه فداء لهذا الإيمان، وفداء لهذه المبادئ.
من أيام قليلة ماضية استشهد اتنين من أعز الناس لنا - بل من أخلص الناس لنا - استشهد مصطفى حافظ - قائد جيش فلسطين - وهو يؤدى واجبه من أجلكم، ومن أجل العروبة، ومن أجل القومية العربية.. مصطفى حافظ اللى آلى على نفسه أن يدرب جيش فلسطين، وأن يبعث جيش فلسطين، وأن يبعث اسم فلسطين، فهل سها عنه أعوان الاستعمار؟ هل سهت عنه إسرائيل صنيعة الاستعمار؟ هل سها عنه الاستعمار؟ أبداً.. إنهم كانوا يجدون فى مصطفى حافظ.. كانوا يجدون فيه تهديداً مباشراً لهم، وتهديداً مباشراً لأطماعهم، وتهديداً مباشراً ضد المؤامرات التى كانوا يحيكونها ضدكم، وضد قوميتكم، وضد عروبتكم، وضد العالم العربى؛ فاغتيل مصطفى حافظ بأخس أنواع الغدر، وأخس أنواع الخداع. اغتيل مصطفى حافظ، ولكنهم هل يعتقدون انهم بقتل مصطفى حافظ أو بالتخلص من مصطفى حافظ، لن يجدون من يحل محل مصطفى حافظ؟ إنهم سيجدون فى مصر وبين ربوع مصر جميع المصريين، كل واحد منهم يحمل هذه المبادئ ويؤمن بهذه المبادئ، ويؤمن بهذه المثل العليا.
أما صلاح مصطفى.. صلاح مصطفى أخوكم.. أخى الذى قام معى فى ٢٣ يوليو، قام يجاهد من أجل مصر وهو يؤمن بالمبادئ والمثل العليا. صلاح مصطفى قام وهو يؤمن بكم.. يؤمن بحريتكم، ويؤمن بعزتكم، ويؤمن بكرامتكم يوم ٢٣ يوليو، ولكنه آثر أن يكافح ويجاهد فى صمت وفى سكون.. ماكانش حد فيكم أبداً يعرف مين هو صلاح مصطفى، إيه اللى عمله صلاح مصطفى، إيه دور صلاح مصطفى فى ثورة ٢٣ يوليو. آثر صلاح مصطفى أن يكافح ويجاهد وهو يؤمن أنه قد وهب نفسه ووهب روحه ودمه فى سبيلكم.. فى سبيل مصريتكم، وفى سبيل مبادئكم، وفى سبيل مثلكم، كان يؤمن أنه قد وهب روحه ووهب نفسه ووهب دمه فى سبيل القومية العربية وفى سبيل الوطن العربى.
فإذا كانوا.. إذا كانوا اغتالوا صلاح مصطفى وقتلوا صلاح مصطفى بأبشع أساليب الغدر وبأبشع أساليب الخيانة، إذا كانوا اغتالوا صلاح مصطفى بهذه الوسائل التى كانوا يتبعونها قبل سنة ٤٨، فأنا أشعر ان العصابات التى تحولت إلى دولة تتحول اليوم - مرة أخرى - إلى عصابات.
هذا يبشر بالخير أيها المواطنون.. إن إسرائيل اليوم ابتدت تتبع أساليب العصابات التى كانت تتبعها قبل ٤٨، إن يوم النصر لقريب. إذا كانوا يعتقدون انهم بقتلهم فرد - صلاح مصطفى - والتخلص منه، لن يجدوا فى مصر أمثال هذا الفرد؛ فإنهم واهمون. إذا كانوا يعتقدون أنهم بهذه الأساليب الغادرة يستطيعون أن يبثوا الرعب فى نفوسنا أو فى نفوس الأمة العربية؛ فإنهم واهمون. كلنا.. كلنا نعمل من أجل هذه المبادئ العليا، كلنا نعمل من أجل هذه المثل، كلنا نعمل من أجل قوميتنا، كلنا نعمل من أجل عروبتنا، كلنا نعمل لنحمى أنفسنا من الاستعمار وأعوان الاستعمار وإسرائيل صنيعة الاستعمار، كلنا سنجاهد.. كلنا سنكافح.. كلنا سنفدى أوطاننا بأرواحنا وبدمائنا.
هذه - أيها المواطنون - هى المعركة التى نسير فيها.. هذه - أيها المواطنون - هى المعركة التى نخوضها الآن؛ معركة ضد الاستعمار.. معركة ضد أساليب الاستعمار.. معركة ضد وسائل الاستعمار.. معركة ضد إسرائيل صنيعة الاستعمار، التى خلقها الاستعمار ليقضى على قوميتنا كما قضى على فلسطين. قضوا على فلسطين، وسندوا إسرائيل بالعصابات وقووا إسرائيل؛ حتى يقضوا علينا ويحولونا إلى دولة من اللاجئين، وشجعوا إسرائيل؛ حتى تعلن على الملأ أن أرضها المقدسة تمتد من النيل إلى الفرات. نحن نشعر بهذا الخطر، كلنا سندافع عن قوميتنا، كلنا سندافع عن عروبتنا، كلنا سنعمل؛ حتى يمتد الوطن العربى من المحيط الأطلسى إلى الخليج الفارسى.
أيها المواطنون:
إن القومية العربية تتقدم.. إن القومية العربية تنتصر.. إن القومية العربية تسير إلى الأمام، وهى تعرف طريقها، وهى تعرف سبيلها.. إن القومية العربية تشعر من هم أعداؤها ومن هم أصدقاؤها.. إن القومية العربية تعلم أن وجودها فى اتحادها، وأن قوتها فى قوميتها.
وأنا اليوم - أيها المواطنون - أتجه إلى إخوان لكم فى سوريا.. سوريا العزيزة.. سوريا الشقيقة، وقد قرروا.. قرروا وأعلنوا أن يتحدوا معكم اتحاداً حراً سليماً عزيزاً كريماً؛ لندعم سوياً مبادئ الحرية، ولندعم سوياً مبادئ العزة، ولندعم سوياً مبادئ الكرامة، ولنرسى سوياً القومية العربية، ولنرسى سوياً الوحدة العربية.
إننى اليوم أقول لإخوانكم فى سوريا باسمكم: إننا نرحب بكم أيها الإخوة؛ فقد قلتم فى دستوركم: إنكم جزء من الأمة العربية، وقلنا فى دستورنا: إننا جزء من الأمة العربية، وسنسير معاً - أيها الإخوة - متحدين.. يد واحدة.. قلب واحد.. رجل واحد؛ لنرسى مبادئ العزة الحقيقية، ولنرسى مبادئ الكرامة الحقيقية، ولنقيم بين ربوع الوطن العربى وبين ربوع الأمة العربية استقلالاً سياسياً حقيقياً، واستقلالاً اقتصادياً حقيقياً. (تصفيق).
أيها المواطنون:
منذ أن أعلنت مصر سياستها الحرة المستقلة، وبدأ العالم ينظر إلى مصر ويعمل لها حساب.. بقوا يعملوا لنا حساب.. اللى كانوا زمان ما بيعبروناش وما بيحسبوش حسابنا، بقوا النهارده يعملوا لنا حساب، بدءوا يعملوا للعرب حساب، وللقومية العربية حساب. كنا زمان نتلطع على مكاتبهم؛ مكاتب المندوب السامى والسفير البريطانى، النهارده بعد تحقيق حريتنا السياسية وبعد إعلان مبادئنا، وبعد تكاتفنا وإقامة جبهة وطنية متحدة من جميع أبناء هذا الشعب ضد الاستعمار، وضد الطغيان، وضد التحكم، وضد السيطرة، وضد الاستغلال، وضد التدخل الأجنبى؛ بيعملوا لنا حساب، وبيعرفوا ان احنا دولة لها قيمتها، تستطيع أن تفعل ما تريد.
النهارده قيمة مصر فى المجال الدولى كبرت، وقيمة العرب - الأمة العربية - فى المجال الدولى كبرت وعظمت، وعلى هذا الأساس - أيها الإخوة - تم مؤتمر بريونى.. تم مؤتمر بريونى وسافرت لاجتمع بالرئيس "تيتو" - رئيس جمهورية يوغوسلافيا - والرئيس "نهرو" - رئيس وزراء الهند - الاتنين اللى أعلنوا سياسة عدم الانحياز؛ السياسة الحرة المستقلة. وزرت وأنا رايح إلى بريونى يوغوسلافيا، والتقيت بالشعب اليوغوسلافى، ووجدت ولمست صداقة الشعب اليوغوسلافى للشعب المصرى، وتقدير الشعب اليوغوسلافى للشعب المصرى. واتجهت إلى بريونى وابتدأنا نبحث الوسائل ونتبادل الرأى فى المشاكل العالمية وفى مشاكلنا، وانتهى مؤتمر بريونى بانتصار كبير للسياسة التى تتبعها مصر؛ اللى هى سياسة عدم الانحياز.. انتصار كبير للقضايا العربية، وأعلنت فى المجالات الدولية.
مؤتمر بريونى قرر انه يتبع مبادئ باندونج العشرة، وقال فى القرار اللى صدر: إن رؤساء الحكومات التلاتة؛ يوغوسلافيا والهند ومصر، استعرضوا التطورات الدولية، وأدى تشابه نظرتهم للمسائل الدولية إلى التعاون الوثيق بينهم، كما لاحظوا - باغتباط - أن السياسات التى تتبعها دولهم قد ساهمت إلى حد ما فى تخفيف التوتر الدولى، وفى إنماء العلاقات بين الأمم على أساس المساواة.
وبعدين أصدر المؤتمر قرار: إن مؤتمر باندونج - الذى عقد فى العام الماضى - قد أقر مبادئ معينة يجب اتخاذها أساس للعلاقات الدولية، ويؤكد رؤساء الدول الثلاثة من جديد هذه المبادئ العشرة، التى لاقت دائماً التأييد من جانبهم، وهم يدركون أن النزاع والتوتر الدولى قد أديا إلى ما يسود العالم من مخاوف فى الحاضر والمستقبل، وطالما ظلت هذه المخاوف تسيطر على العالم فإنه لا يمكن إرساء السلام على قواعد ثابتة.
مبادئ باندونج العشرة - اللى قررت فى العام الماضى - بتقول: من الطبيعى أن يكون لجميع الأمم الحق فى أن تختار بحرية نظمها السياسية والاقتصادية وطريقة حياتها؛ وفقاً لأغراض ومبادئ وميثاق الأمم المتحدة، وبالتحرر من الشك والخوف، وبالثقة وحسن النية المتبادلين، يجب على الأمم أن تمارس التسامح، وأن تعيش معاً فى سلام.. يجب على الأمم أن تعيش جيراناً صالحين، يعملون لتمكين التعاون الصادق على الأسس الآتية:.. دى الأسس اللى وضعها مؤتمر باندونج للعلاقات بين الدول:-
أولاً: احترام حقوق الإنسان الأساسية وأغراض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ثانياً: احترام سيادة جميع الأمم وسلامة أراضيها.
ثالثاً: الاعتراف بالمساواة بين جميع الأجناس، وبين جميع الأمم كبيرها وصغيرها.
بعدين.. الامتناع عن أى تدخل فى الشئون الداخلية لبلد آخر.
وبعدين.. احترام حق كل أمة فى الدفاع عن نفسها انفرادياً أو جماعياً.
ثم الامتناع عن استخدام التنظيمات الدفاعية الجماعية لخدمة المصالح الذاتية لأية دولة من الدول الكبرى.. كالأحلاف اللى بيعملوها وبيدخلوا فيها تحت اسم الدفاع علشان تخدم مصالحهم.
وبعدين.. امتناع أى بلد عن الضغط على غيره من البلاد.
بعدين.. تجنب الأعمال أو التهديدات العدوانية أو استخدام العنف ضد السلامة الإقليمية، أو الاستقلال السياسى لأى بلد من البلاد.
وبعدين.. تسوية جميع المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.
وبعدين.. تنمية المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.
وبعدين.. احترام العدالة والالتزامات الدولية.
دى المبادئ اللى أقرها مؤتمر باندونج للعلاقات بين الدول؛ حتى لا تستخدم الدول الكبرى الدول الصغرى ألعوبة فى يدها.. تستخدمها كمخلب للقط تنفذ بها سياستها من أجل السيطرة ومن أجل النفوذ.
هذه المبادئ التى أقرها مؤتمر باندونج أعاد مؤتمر بريونى تأكيدها، وأعلن تمسكه بها، وأعلن أن هذه المبادئ يجب أن تكون أساس العلاقات بين الدول. (تصفيق).
وبعدين فى مؤتمر بريونى أعلن أن توسيع نطاق الجهود للسير قدماً فى إنماء المناطق المتخلفة فى العالم، ليعد أحد المهام الأساسية فى تحقيق السلام الدائم والاستقرار بين الأمم.
وبعدين اتكلم مؤتمر بريونى عن الشرق الأوسط.. اتكلم زعيم الهند "نهرو"، وافق على هذا، وزعيم يوغوسلافيا "تيتو"، وافق على هذا؛ على وجهة النظر العربية.
فى الشرق الأوسط أدت المصالح المتعارضة للدول الكبرى إلى ازدياد الصعوبات التى تكتنف الموقف، وقال: يجب البحث فى هذه المشاكل على ضوء حقائقها، وعلى النحو الذى يضمن المصالح الاقتصادية المشروعة؛ بشرط وضع الحلول على أساس حرية الشعوب التى يعنيها الأمر. إن حرية شعوب تلك المناطق وإراداتها الخالصة ليست ضرورية للسلام فحسب، بل هى ضرورية أيضاً لضمان المصالح الاقتصادية المشروعة.
وبعدين أعلن مؤتمر بريونى.. قال: يعتبر الموقف فى فلسطين - على وجه الخصوص - خطراً على السلام الدولى، ويؤيد رؤساء الحكومات - الهند ويوغوسلافيا ومصر - قرار مؤتمر باندونج فى هذا الصدد.
قرار مؤتمر باندونج فى هذا الصدد بيقول إيه؟ بيقول: بالنظر إلى التوتر القائم فى الشرق الأوسط بسبب الموقف فى فلسطين، وخطر ذلك التوتر على السلام العالمى، أعلن المؤتمر الآسيوى - الإفريقى تأييده لحقوق شعب فلسطين العربى، ودعى إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين.
وبعدين مؤتمر بريونى اتكلم عن مشكلة الجزاير - اللى هى مشكلة عربية أيضاً - بحث رؤساء الحكومات الثلاثة الموقف فى الجزاير، الذى يعتبر - فى رأيهم - بالغ الأهمية، بل ويتطلب اهتماماً عاجلاً من وجهة نظر الحقوق الطبيعية لشعب الجزائر، ولدعم السلام فى ذلك الجزء من العالم. ونظراً لإيمان رؤساء الحكومات الثلاثة بأن السيطرة الاستعمارية غير مرغوب فيها إطلاقاً، فضلاً عما يترتب عليها من إضرار بالحاكمين والمحكومين معاً، فإنهم يرون من واجبهم التعبير عن عطفهم التام على رغبة شعب الجزائر فى الحرية. وهم يدركون أنه يوجد فى الجزائر عدد كبير من الأشخاص الذين من أصل أوروبى، والذين تجب حماية مصالحهم - دول اللى بتتحجج بهم فرنسا - على أنه يجب ألا يقف هذا فى طريق الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الجزائرى. وهم يؤيدون كل الجهود والمفاوضات التى تهدف إلى إيجاد حل عادل وسلمى، وبخاصة وقف أعمال العنف.
إذن طلعنا من مؤتمر بريونى بإن احنا أعلنا مبادئ أساسية للعلاقات بين الدول، وأعلنا رأينا فى المشاكل العالمية؛ مشكلة ألمانيا فى أوروبا، مشكلة الصين فى آسيا، ومشكلة فلسطين والجزائر العربية اللى تهمنا احنا كأمة عربية وكشعب عربى.
وكانت وجهة نظر الرئيس "تيتو" والرئيس "نهرو" تتمشى مع وجهة النظر العربية، وبهذا استطاعت وجهة النظر العربية أن تأخذ لها حصناً آخر، وأن تفرض وجودها فى العالم.
دا الكلام اللى حصل فى مؤتمر بريونى.. أما نبص نجد أن مصر - منذ قامت الثورة - كانت بتجاهد لتنقل قضاياها وقضايا العروبة إلى طريق آخر غير طريق الاستجداء. وكنا بنجد ان احنا نستطيع أن نحقق هذا إذا حققنا استقلالنا السياسى، وإذا حققنا الاستقلال الاقتصادى. وكنا نؤمن منذ قامت الثورة - من سنة ٥٢ ومن قبل ٥٢.. من قبل ما تقوم الثورة - ان الاستقلال السياسى لا يمكن أن يكتمل إلا إذا كان معه استقلال اقتصادى، وإلا إذا كان معه اقتصاد سليم يستطيع أن يقف ضد مؤامرات المستعمرين، وضد مؤامرات المستغلين، وضد مؤامرات الطامعين.
.
نحتفل اليوم باستقبال العيد الخامس للثورة.. باستقبال السنة الخامسة للثورة، بعد أن قضينا أربع سنوات نكافح ونجاهد ونقاتل؛ للتخلص من آثار الماضى البغيض.. للتخلص من آثار الماضى الطويل.. للتخلص من آثار الاستعمار الذى استبد بنا قروناً طويلة، وللتخلص من آثار الاستبداد الذى تحكم فينا، وللتخلص من آثار الاستغلال الأجنبى والاستغلال الداخلى.
إننا اليوم - أيها المواطنون - ونحن نستقبل العام الخامس للثورة نستقبله أشد عزماً، وأمضى قوة، وأشد إيماناً.
نعم - أيها المواطنون - لقد اتحدنا وثرنا وكافحنا وقاتلنا وجاهدنا وانتصرنا. واليوم ونحن نتجه إلى المستقبل.. اليوم - أيها المواطنون - ونحن نتجه إلى المستقبل، بعد سنوات أربع من الثورة، نتجه بقوة وعزم وإيمان، نعتمد على الله وعلى أنفسنا، نعتمد على الله وعلى عزيمتنا، نعتمد على الله وعلى قوتنا؛ من أجل تحقيق الأهداف التى قامت من أجلها هذه الثورة. من أجل تحقيق هذه الأهداف التى جاهد من أجلها الآباء والتى كافح من أجلها الأجداد، نتجه إلى المستقبل ونحن نشعر أننا سننتصر - بعون الله - انتصارات متتالية.. انتصارات متتابعة؛ من أجل تثبيت مبادئ العزة، ومن أجل تثبيت مبادئ الحرية، ومن أجل تثبيت مبادئ الكرامة، ومن أجل إقامة دولة مستقلة استقلالاً حقيقياً، لا استقلالاً زائفاً.. استقلالاً سياسياً، واستقلالاً اقتصادياً.
أيها المواطنون:
حينما نتجه إلى المستقبل نشعر أن معاركنا لم تنته، فليس من السهل.. ليس من السهل أبداً.. مش سهل أبداً ان احنا نبنى نفسنا فى وسط الأطماع.. الأطماع الدولية المتنافرة، والاستغلال الدولى، والمؤامرات الدولية.. مش سهل أبداً ان احنا نبنى نفسنا.. نبنى وطنا، ونحقق استقلالنا السياسى، ونحقق استقلالنا الاقتصادى. قدامنا - أيها الإخوة - معارك طويلة سنكافح فيها.. قدامنا معارك طويلة لنعيش أحرار، لنعيش كرماء، لنعيش أعزاء.
النهارده وجدنا الفرصة ووضعنا أساس العزة، ووضعنا أساس الحرية، ووضعنا أساس الكرامة. سنتجه - أيها الإخوة - دائماً إلى المستقبل؛ لنثبت هذه العزة، ولنثبت هذه الحرية، ولنثبت هذه الكرامة.
النهارده وضعنا مبادئ من أجلنا.. من أجل مصر، ووضعنا مبادئ بنادى بها فى السياسة العالمية وفى السياسة الدولية؛ من أجل حرية الإنسان، ومن أجل رفاهية الإنسان.. لازم نجد الفرصة لننشر هذه المبادئ.
سنتجه قدماً إلى الأمام، نؤيد الحرية ونؤيد التحرير، نقاوم الاستعمار وأعوان الاستعمار. أمامنا - أيها الإخوة - معارك طويلة.. مستمرة؛ من أجل تحقيق المبادئ اللى آمنا بها، واللى آمن بها كل فرد من أبناء هذا الوطن.
هذه المعارك لم تنته ولن تنتهى، ويجب أن نكون دائماً على حذر.. نكون دائماً على حذر وعلى حيطة من ألاعيب المستغلين والمستعمرين وأعوان المستعمرين.
حاول الاستعمار بكل وسيلة من الوسائل أن يضعضع قوميتنا، وأن يضعف عروبتنا، وأن يفرق بيننا؛ فخلق إسرائيل صنيعة الاستعمار.
فى الأيام اللى فاتت استشهد اتنين من أخلص أبناء مصر لمصر.. اتنين أنكروا ذاتهم، وكانوا يكافحوا ويجاهدوا فى سبيل تحقيق غرض أسمى.. فى سبيل تحقيق غرض كبير؛ فى سبيل تحقيق المبادئ، وفى سبيل تحقيق المثل العليا؛ من أجلكم.. من أجل مصر ومن أجل العرب. كان كل واحد فيهم بيؤمن بقوميته، وبيؤمن بعروبته، وبيؤمن بمصريته، وكان يعتبر انه يستطيع أن يقدم روحه ودمه فداء لهذا الإيمان، وفداء لهذه المبادئ.
من أيام قليلة ماضية استشهد اتنين من أعز الناس لنا - بل من أخلص الناس لنا - استشهد مصطفى حافظ - قائد جيش فلسطين - وهو يؤدى واجبه من أجلكم، ومن أجل العروبة، ومن أجل القومية العربية.. مصطفى حافظ اللى آلى على نفسه أن يدرب جيش فلسطين، وأن يبعث جيش فلسطين، وأن يبعث اسم فلسطين، فهل سها عنه أعوان الاستعمار؟ هل سهت عنه إسرائيل صنيعة الاستعمار؟ هل سها عنه الاستعمار؟ أبداً.. إنهم كانوا يجدون فى مصطفى حافظ.. كانوا يجدون فيه تهديداً مباشراً لهم، وتهديداً مباشراً لأطماعهم، وتهديداً مباشراً ضد المؤامرات التى كانوا يحيكونها ضدكم، وضد قوميتكم، وضد عروبتكم، وضد العالم العربى؛ فاغتيل مصطفى حافظ بأخس أنواع الغدر، وأخس أنواع الخداع. اغتيل مصطفى حافظ، ولكنهم هل يعتقدون انهم بقتل مصطفى حافظ أو بالتخلص من مصطفى حافظ، لن يجدون من يحل محل مصطفى حافظ؟ إنهم سيجدون فى مصر وبين ربوع مصر جميع المصريين، كل واحد منهم يحمل هذه المبادئ ويؤمن بهذه المبادئ، ويؤمن بهذه المثل العليا.
أما صلاح مصطفى.. صلاح مصطفى أخوكم.. أخى الذى قام معى فى ٢٣ يوليو، قام يجاهد من أجل مصر وهو يؤمن بالمبادئ والمثل العليا. صلاح مصطفى قام وهو يؤمن بكم.. يؤمن بحريتكم، ويؤمن بعزتكم، ويؤمن بكرامتكم يوم ٢٣ يوليو، ولكنه آثر أن يكافح ويجاهد فى صمت وفى سكون.. ماكانش حد فيكم أبداً يعرف مين هو صلاح مصطفى، إيه اللى عمله صلاح مصطفى، إيه دور صلاح مصطفى فى ثورة ٢٣ يوليو. آثر صلاح مصطفى أن يكافح ويجاهد وهو يؤمن أنه قد وهب نفسه ووهب روحه ودمه فى سبيلكم.. فى سبيل مصريتكم، وفى سبيل مبادئكم، وفى سبيل مثلكم، كان يؤمن أنه قد وهب روحه ووهب نفسه ووهب دمه فى سبيل القومية العربية وفى سبيل الوطن العربى.
فإذا كانوا.. إذا كانوا اغتالوا صلاح مصطفى وقتلوا صلاح مصطفى بأبشع أساليب الغدر وبأبشع أساليب الخيانة، إذا كانوا اغتالوا صلاح مصطفى بهذه الوسائل التى كانوا يتبعونها قبل سنة ٤٨، فأنا أشعر ان العصابات التى تحولت إلى دولة تتحول اليوم - مرة أخرى - إلى عصابات.
هذا يبشر بالخير أيها المواطنون.. إن إسرائيل اليوم ابتدت تتبع أساليب العصابات التى كانت تتبعها قبل ٤٨، إن يوم النصر لقريب. إذا كانوا يعتقدون انهم بقتلهم فرد - صلاح مصطفى - والتخلص منه، لن يجدوا فى مصر أمثال هذا الفرد؛ فإنهم واهمون. إذا كانوا يعتقدون أنهم بهذه الأساليب الغادرة يستطيعون أن يبثوا الرعب فى نفوسنا أو فى نفوس الأمة العربية؛ فإنهم واهمون. كلنا.. كلنا نعمل من أجل هذه المبادئ العليا، كلنا نعمل من أجل هذه المثل، كلنا نعمل من أجل قوميتنا، كلنا نعمل من أجل عروبتنا، كلنا نعمل لنحمى أنفسنا من الاستعمار وأعوان الاستعمار وإسرائيل صنيعة الاستعمار، كلنا سنجاهد.. كلنا سنكافح.. كلنا سنفدى أوطاننا بأرواحنا وبدمائنا.
هذه - أيها المواطنون - هى المعركة التى نسير فيها.. هذه - أيها المواطنون - هى المعركة التى نخوضها الآن؛ معركة ضد الاستعمار.. معركة ضد أساليب الاستعمار.. معركة ضد وسائل الاستعمار.. معركة ضد إسرائيل صنيعة الاستعمار، التى خلقها الاستعمار ليقضى على قوميتنا كما قضى على فلسطين. قضوا على فلسطين، وسندوا إسرائيل بالعصابات وقووا إسرائيل؛ حتى يقضوا علينا ويحولونا إلى دولة من اللاجئين، وشجعوا إسرائيل؛ حتى تعلن على الملأ أن أرضها المقدسة تمتد من النيل إلى الفرات. نحن نشعر بهذا الخطر، كلنا سندافع عن قوميتنا، كلنا سندافع عن عروبتنا، كلنا سنعمل؛ حتى يمتد الوطن العربى من المحيط الأطلسى إلى الخليج الفارسى.
أيها المواطنون:
إن القومية العربية تتقدم.. إن القومية العربية تنتصر.. إن القومية العربية تسير إلى الأمام، وهى تعرف طريقها، وهى تعرف سبيلها.. إن القومية العربية تشعر من هم أعداؤها ومن هم أصدقاؤها.. إن القومية العربية تعلم أن وجودها فى اتحادها، وأن قوتها فى قوميتها.
وأنا اليوم - أيها المواطنون - أتجه إلى إخوان لكم فى سوريا.. سوريا العزيزة.. سوريا الشقيقة، وقد قرروا.. قرروا وأعلنوا أن يتحدوا معكم اتحاداً حراً سليماً عزيزاً كريماً؛ لندعم سوياً مبادئ الحرية، ولندعم سوياً مبادئ العزة، ولندعم سوياً مبادئ الكرامة، ولنرسى سوياً القومية العربية، ولنرسى سوياً الوحدة العربية.
إننى اليوم أقول لإخوانكم فى سوريا باسمكم: إننا نرحب بكم أيها الإخوة؛ فقد قلتم فى دستوركم: إنكم جزء من الأمة العربية، وقلنا فى دستورنا: إننا جزء من الأمة العربية، وسنسير معاً - أيها الإخوة - متحدين.. يد واحدة.. قلب واحد.. رجل واحد؛ لنرسى مبادئ العزة الحقيقية، ولنرسى مبادئ الكرامة الحقيقية، ولنقيم بين ربوع الوطن العربى وبين ربوع الأمة العربية استقلالاً سياسياً حقيقياً، واستقلالاً اقتصادياً حقيقياً. (تصفيق).
أيها المواطنون:
منذ أن أعلنت مصر سياستها الحرة المستقلة، وبدأ العالم ينظر إلى مصر ويعمل لها حساب.. بقوا يعملوا لنا حساب.. اللى كانوا زمان ما بيعبروناش وما بيحسبوش حسابنا، بقوا النهارده يعملوا لنا حساب، بدءوا يعملوا للعرب حساب، وللقومية العربية حساب. كنا زمان نتلطع على مكاتبهم؛ مكاتب المندوب السامى والسفير البريطانى، النهارده بعد تحقيق حريتنا السياسية وبعد إعلان مبادئنا، وبعد تكاتفنا وإقامة جبهة وطنية متحدة من جميع أبناء هذا الشعب ضد الاستعمار، وضد الطغيان، وضد التحكم، وضد السيطرة، وضد الاستغلال، وضد التدخل الأجنبى؛ بيعملوا لنا حساب، وبيعرفوا ان احنا دولة لها قيمتها، تستطيع أن تفعل ما تريد.
النهارده قيمة مصر فى المجال الدولى كبرت، وقيمة العرب - الأمة العربية - فى المجال الدولى كبرت وعظمت، وعلى هذا الأساس - أيها الإخوة - تم مؤتمر بريونى.. تم مؤتمر بريونى وسافرت لاجتمع بالرئيس "تيتو" - رئيس جمهورية يوغوسلافيا - والرئيس "نهرو" - رئيس وزراء الهند - الاتنين اللى أعلنوا سياسة عدم الانحياز؛ السياسة الحرة المستقلة. وزرت وأنا رايح إلى بريونى يوغوسلافيا، والتقيت بالشعب اليوغوسلافى، ووجدت ولمست صداقة الشعب اليوغوسلافى للشعب المصرى، وتقدير الشعب اليوغوسلافى للشعب المصرى. واتجهت إلى بريونى وابتدأنا نبحث الوسائل ونتبادل الرأى فى المشاكل العالمية وفى مشاكلنا، وانتهى مؤتمر بريونى بانتصار كبير للسياسة التى تتبعها مصر؛ اللى هى سياسة عدم الانحياز.. انتصار كبير للقضايا العربية، وأعلنت فى المجالات الدولية.
مؤتمر بريونى قرر انه يتبع مبادئ باندونج العشرة، وقال فى القرار اللى صدر: إن رؤساء الحكومات التلاتة؛ يوغوسلافيا والهند ومصر، استعرضوا التطورات الدولية، وأدى تشابه نظرتهم للمسائل الدولية إلى التعاون الوثيق بينهم، كما لاحظوا - باغتباط - أن السياسات التى تتبعها دولهم قد ساهمت إلى حد ما فى تخفيف التوتر الدولى، وفى إنماء العلاقات بين الأمم على أساس المساواة.
وبعدين أصدر المؤتمر قرار: إن مؤتمر باندونج - الذى عقد فى العام الماضى - قد أقر مبادئ معينة يجب اتخاذها أساس للعلاقات الدولية، ويؤكد رؤساء الدول الثلاثة من جديد هذه المبادئ العشرة، التى لاقت دائماً التأييد من جانبهم، وهم يدركون أن النزاع والتوتر الدولى قد أديا إلى ما يسود العالم من مخاوف فى الحاضر والمستقبل، وطالما ظلت هذه المخاوف تسيطر على العالم فإنه لا يمكن إرساء السلام على قواعد ثابتة.
مبادئ باندونج العشرة - اللى قررت فى العام الماضى - بتقول: من الطبيعى أن يكون لجميع الأمم الحق فى أن تختار بحرية نظمها السياسية والاقتصادية وطريقة حياتها؛ وفقاً لأغراض ومبادئ وميثاق الأمم المتحدة، وبالتحرر من الشك والخوف، وبالثقة وحسن النية المتبادلين، يجب على الأمم أن تمارس التسامح، وأن تعيش معاً فى سلام.. يجب على الأمم أن تعيش جيراناً صالحين، يعملون لتمكين التعاون الصادق على الأسس الآتية:.. دى الأسس اللى وضعها مؤتمر باندونج للعلاقات بين الدول:-
أولاً: احترام حقوق الإنسان الأساسية وأغراض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ثانياً: احترام سيادة جميع الأمم وسلامة أراضيها.
ثالثاً: الاعتراف بالمساواة بين جميع الأجناس، وبين جميع الأمم كبيرها وصغيرها.
بعدين.. الامتناع عن أى تدخل فى الشئون الداخلية لبلد آخر.
وبعدين.. احترام حق كل أمة فى الدفاع عن نفسها انفرادياً أو جماعياً.
ثم الامتناع عن استخدام التنظيمات الدفاعية الجماعية لخدمة المصالح الذاتية لأية دولة من الدول الكبرى.. كالأحلاف اللى بيعملوها وبيدخلوا فيها تحت اسم الدفاع علشان تخدم مصالحهم.
وبعدين.. امتناع أى بلد عن الضغط على غيره من البلاد.
بعدين.. تجنب الأعمال أو التهديدات العدوانية أو استخدام العنف ضد السلامة الإقليمية، أو الاستقلال السياسى لأى بلد من البلاد.
وبعدين.. تسوية جميع المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.
وبعدين.. تنمية المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.
وبعدين.. احترام العدالة والالتزامات الدولية.
دى المبادئ اللى أقرها مؤتمر باندونج للعلاقات بين الدول؛ حتى لا تستخدم الدول الكبرى الدول الصغرى ألعوبة فى يدها.. تستخدمها كمخلب للقط تنفذ بها سياستها من أجل السيطرة ومن أجل النفوذ.
هذه المبادئ التى أقرها مؤتمر باندونج أعاد مؤتمر بريونى تأكيدها، وأعلن تمسكه بها، وأعلن أن هذه المبادئ يجب أن تكون أساس العلاقات بين الدول. (تصفيق).
وبعدين فى مؤتمر بريونى أعلن أن توسيع نطاق الجهود للسير قدماً فى إنماء المناطق المتخلفة فى العالم، ليعد أحد المهام الأساسية فى تحقيق السلام الدائم والاستقرار بين الأمم.
وبعدين اتكلم مؤتمر بريونى عن الشرق الأوسط.. اتكلم زعيم الهند "نهرو"، وافق على هذا، وزعيم يوغوسلافيا "تيتو"، وافق على هذا؛ على وجهة النظر العربية.
فى الشرق الأوسط أدت المصالح المتعارضة للدول الكبرى إلى ازدياد الصعوبات التى تكتنف الموقف، وقال: يجب البحث فى هذه المشاكل على ضوء حقائقها، وعلى النحو الذى يضمن المصالح الاقتصادية المشروعة؛ بشرط وضع الحلول على أساس حرية الشعوب التى يعنيها الأمر. إن حرية شعوب تلك المناطق وإراداتها الخالصة ليست ضرورية للسلام فحسب، بل هى ضرورية أيضاً لضمان المصالح الاقتصادية المشروعة.
وبعدين أعلن مؤتمر بريونى.. قال: يعتبر الموقف فى فلسطين - على وجه الخصوص - خطراً على السلام الدولى، ويؤيد رؤساء الحكومات - الهند ويوغوسلافيا ومصر - قرار مؤتمر باندونج فى هذا الصدد.
قرار مؤتمر باندونج فى هذا الصدد بيقول إيه؟ بيقول: بالنظر إلى التوتر القائم فى الشرق الأوسط بسبب الموقف فى فلسطين، وخطر ذلك التوتر على السلام العالمى، أعلن المؤتمر الآسيوى - الإفريقى تأييده لحقوق شعب فلسطين العربى، ودعى إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين.
وبعدين مؤتمر بريونى اتكلم عن مشكلة الجزاير - اللى هى مشكلة عربية أيضاً - بحث رؤساء الحكومات الثلاثة الموقف فى الجزاير، الذى يعتبر - فى رأيهم - بالغ الأهمية، بل ويتطلب اهتماماً عاجلاً من وجهة نظر الحقوق الطبيعية لشعب الجزائر، ولدعم السلام فى ذلك الجزء من العالم. ونظراً لإيمان رؤساء الحكومات الثلاثة بأن السيطرة الاستعمارية غير مرغوب فيها إطلاقاً، فضلاً عما يترتب عليها من إضرار بالحاكمين والمحكومين معاً، فإنهم يرون من واجبهم التعبير عن عطفهم التام على رغبة شعب الجزائر فى الحرية. وهم يدركون أنه يوجد فى الجزائر عدد كبير من الأشخاص الذين من أصل أوروبى، والذين تجب حماية مصالحهم - دول اللى بتتحجج بهم فرنسا - على أنه يجب ألا يقف هذا فى طريق الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الجزائرى. وهم يؤيدون كل الجهود والمفاوضات التى تهدف إلى إيجاد حل عادل وسلمى، وبخاصة وقف أعمال العنف.
إذن طلعنا من مؤتمر بريونى بإن احنا أعلنا مبادئ أساسية للعلاقات بين الدول، وأعلنا رأينا فى المشاكل العالمية؛ مشكلة ألمانيا فى أوروبا، مشكلة الصين فى آسيا، ومشكلة فلسطين والجزائر العربية اللى تهمنا احنا كأمة عربية وكشعب عربى.
وكانت وجهة نظر الرئيس "تيتو" والرئيس "نهرو" تتمشى مع وجهة النظر العربية، وبهذا استطاعت وجهة النظر العربية أن تأخذ لها حصناً آخر، وأن تفرض وجودها فى العالم.
دا الكلام اللى حصل فى مؤتمر بريونى.. أما نبص نجد أن مصر - منذ قامت الثورة - كانت بتجاهد لتنقل قضاياها وقضايا العروبة إلى طريق آخر غير طريق الاستجداء. وكنا بنجد ان احنا نستطيع أن نحقق هذا إذا حققنا استقلالنا السياسى، وإذا حققنا الاستقلال الاقتصادى. وكنا نؤمن منذ قامت الثورة - من سنة ٥٢ ومن قبل ٥٢.. من قبل ما تقوم الثورة - ان الاستقلال السياسى لا يمكن أن يكتمل إلا إذا كان معه استقلال اقتصادى، وإلا إذا كان معه اقتصاد سليم يستطيع أن يقف ضد مؤامرات المستعمرين، وضد مؤامرات المستغلين، وضد مؤامرات الطامعين.
.
عدل سابقا من قبل الجبرتي في السبت 27 سبتمبر - 4:02 عدل 1 مرات
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar