من الأفكار الأساسية المتواترة في الفكر الصهيوني فكرة "نفي الدياسبورا "(بالإنجليزية): Negation of the Diaspora التي تعني في واقع الأمر تصفية كل الجماعات اليهودية في المنفى، أي في العالم، وتجميع كل اليهود في فلسطين، وطن اليهود القومي حسب الادعاء الصهيوني. فالصهيونية تنطلق من الإيمان بأن يهود العالم الذين يعيشون خارج فلسطين شخصيات عليلة مريضة طفيلية غير منتجه، ومن ثم فالدياسبورا لا تستحق البقاء ويجب تصفيتها. ومما يجدر ذكره أن أدبيات معاداة اليهود تحتوي على نقد متكامل متماسك لما يسمى بالشخصية اليهودية. وقد أصبح هذا النقد جزءاً من ترسانة الصهيونية الإدراكية، التي طرحت نفسها على أنها الحركة التي ستشفي اليهود من أمراض المنفى وأنها ستطبّعهم، أي تجعلهم قوماً طبيعيين لا يختلفون عن باقي البشر، وتخلصهم من الصفات السلبية المفترضة اللصيقة بشخصياتهم.
وقد ترك هذا أثره على الخريطة الإدراكية الصهيونية، وعلى رؤيتهم للعرب في موضوعين أساسيين هما: "اليهودي كعربي" و"العربي كيهودي"، وهذا جانب من الإدراك الصهيوني للعرب لم يُلق عليه الضوء بما فيه الكفاية، رغم مقدرته التفسيرية العالية. وقد تواتر الموضوع الأول، أي "اليهودي كعربي"، في الكتابات الصهيونية التي صدرت قبل أن تتحدد معالم المشروع الاستيطاني الصهيوني تماماً، وقبل أن تتبلور خريطته الإدراكية، وقبل أن يتحول العربي إلى الآخر (ولعل هذا قد حدث بعد وعد بلفور). وفي هذه المرحلة كان من الممكن النظر إلى العربي على أنه الشرقي وممثل الأغيار الأصحاء الذين يمكن التشبه بهم والتوحد معهم للشفاء من أمراض المنفى. وحسب هذا الإدراك يتحول العربي إلى شيء جميل رومانسي تحيطه غلالات أسطورية كثيفة. ويبدو أن بعض المستوطنين الصهاينة الأول، انطلاقاً من الرؤى الرومانسية التي كانت سائدة في أوروبا آنذاك، كانوا ينظرون إلى استيطانهم فلسطين على أنه نوع من "العودة إلى الشرق" الطاهر (في مقابل الغرب المدنس المليء بالشرور)، وأن "العربي" هو الحكيم الذي سيعلمهم كل الأسرار ويأخذ بيدهم ويهديهم سواء السبيل. وقد تبنى هذه الرؤية بعض زعماء موجة الهجرة الثانية. ويلاحظ أن أول جماعة عسكرية صهيونية (الهاشومير) كان أعضاؤها يرتدون زياً عربياً، وكان بعضهم يعيش مع البدو ليتعلموا طريقة حياتهم وعاداتهم. وكان الأدب الصهيوني في هذه المرحلة الأولى مفعما بهذه الرؤية الرومانسية.
ومن أكثر الأمثلة تطرفاً وطرافة في الوقت ذاته مسرحية آرييه أورلوف/أربلي التي نشرت عام 1912 في مجلة "هاشيلواح" (لسان حال الحركة الصهيونية في روسيا والتي كان يحررها ويصدرها المفكر الصهيوني "آحاد هعام" بمدينة أوديسيا). تصور المسرحية جماعة من المستوطنين الاستعماريين الأوائل من موجة الهجرة الثانية يعيشون في مزرعة جماعية. وبطلة المسرحية هي المستوطنة الصهيونية "ناعومي" التي ترفض حب اثنين من زملائها وتؤثر عليهما بائعاً جوالاً عربياً يدعى علياً! وحينما يقتل أحد المستوطنين الصهاينة صديقه ينتقم علي منه بأن يقتله! ولكن حتى هذا الفعل لا يغير من حب "ناعومي" له وتنتهي المسرحية بمنولوج عاصف تقول فيه "ناعومي" مخاطبة المستوطنين الصهاينة: "إن روحي تحتقركم أيتها الديدان المتحضرة. لقد تعلمت من العربي الضاري شيئاً، لقد تعلمت منه هذه الكلمات: "الله كريم" (وهذا هو عنوان المسرحية).
وقد ترك هذا أثره على الخريطة الإدراكية الصهيونية، وعلى رؤيتهم للعرب في موضوعين أساسيين هما: "اليهودي كعربي" و"العربي كيهودي"، وهذا جانب من الإدراك الصهيوني للعرب لم يُلق عليه الضوء بما فيه الكفاية، رغم مقدرته التفسيرية العالية. وقد تواتر الموضوع الأول، أي "اليهودي كعربي"، في الكتابات الصهيونية التي صدرت قبل أن تتحدد معالم المشروع الاستيطاني الصهيوني تماماً، وقبل أن تتبلور خريطته الإدراكية، وقبل أن يتحول العربي إلى الآخر (ولعل هذا قد حدث بعد وعد بلفور). وفي هذه المرحلة كان من الممكن النظر إلى العربي على أنه الشرقي وممثل الأغيار الأصحاء الذين يمكن التشبه بهم والتوحد معهم للشفاء من أمراض المنفى. وحسب هذا الإدراك يتحول العربي إلى شيء جميل رومانسي تحيطه غلالات أسطورية كثيفة. ويبدو أن بعض المستوطنين الصهاينة الأول، انطلاقاً من الرؤى الرومانسية التي كانت سائدة في أوروبا آنذاك، كانوا ينظرون إلى استيطانهم فلسطين على أنه نوع من "العودة إلى الشرق" الطاهر (في مقابل الغرب المدنس المليء بالشرور)، وأن "العربي" هو الحكيم الذي سيعلمهم كل الأسرار ويأخذ بيدهم ويهديهم سواء السبيل. وقد تبنى هذه الرؤية بعض زعماء موجة الهجرة الثانية. ويلاحظ أن أول جماعة عسكرية صهيونية (الهاشومير) كان أعضاؤها يرتدون زياً عربياً، وكان بعضهم يعيش مع البدو ليتعلموا طريقة حياتهم وعاداتهم. وكان الأدب الصهيوني في هذه المرحلة الأولى مفعما بهذه الرؤية الرومانسية.
ومن أكثر الأمثلة تطرفاً وطرافة في الوقت ذاته مسرحية آرييه أورلوف/أربلي التي نشرت عام 1912 في مجلة "هاشيلواح" (لسان حال الحركة الصهيونية في روسيا والتي كان يحررها ويصدرها المفكر الصهيوني "آحاد هعام" بمدينة أوديسيا). تصور المسرحية جماعة من المستوطنين الاستعماريين الأوائل من موجة الهجرة الثانية يعيشون في مزرعة جماعية. وبطلة المسرحية هي المستوطنة الصهيونية "ناعومي" التي ترفض حب اثنين من زملائها وتؤثر عليهما بائعاً جوالاً عربياً يدعى علياً! وحينما يقتل أحد المستوطنين الصهاينة صديقه ينتقم علي منه بأن يقتله! ولكن حتى هذا الفعل لا يغير من حب "ناعومي" له وتنتهي المسرحية بمنولوج عاصف تقول فيه "ناعومي" مخاطبة المستوطنين الصهاينة: "إن روحي تحتقركم أيتها الديدان المتحضرة. لقد تعلمت من العربي الضاري شيئاً، لقد تعلمت منه هذه الكلمات: "الله كريم" (وهذا هو عنوان المسرحية).
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
» فرح جامد آخر حاجه
» ملحمة الثورة في السويس
» موقعة الجمل 2-2-2011
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
» لماذا قامت الثورة ؟
» مواهب خرجت من رحم الثورة
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
» المتحولون
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
» اول ساعة ثورة
» ثم ماذا بعد ؟
» ذكريات اول ايام الثورة
» ندااااااااء
» دحمبيش الغربيه
» الحجاب والنقاب في مصر
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
» شخصيات خلبية وهزلية
» msakr2006
» ente7ar007
» Nancy
» waleed ali
» hamedadelali
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
» علي عبد الله رحاحلة
» sheriefadel
» خالد احمد عدوى
» khaled
» yasser attia
» abohmaid
» ملك الجبل
» elcaptain
» حاتم حجازي
» aka699
» wasseem
» mohammedzakarea
» حيدر
» hamadafouda
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
» same7samir
» تامر الباز
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
» امجد
» ahmedelmorsi
» محمد امين
» MrMoha12356
» نوسه الحلو
» ibrahem545
» يوسف محمد السيد
» memo
» هاكلن
» لماذا نريد التغيير
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
» الفساد في مصر بلا حدود 2
» الفساد في مصر بلا حدود
» العمال والتغيير السياسي في مصر
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
» علماء مصر و التغيير السياسي
» معا ننقذ فؤادة
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
» حوده
» وليد الروبى
» dr.nasr
» المشير أحمد إسماعيل
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
» wessam
» عذب ابها
» soma
» islam abdou
» رسالة ترحيب
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
» اصول العقائد البهائيه