نريد غضبا للأقصى حقيقيا .. وليس إعلاميا
بقلم الأستاذ / فهمي هويدي
حين وقعت على صورة السيدة المسنة التي وقفت وسط الشارع المؤدي إلى الحرم القدسي ، وراحت تصيح وتصرخ محتجة على الجريمة التي ترتكبها إسرائيل بحق المسجد الأقصى، انتابني شعور بالخجل والخزي، إذ رأيت في الصورة التي نشرتها «الشرق الأوسط» على ستة أعمدة صبيحة الأحد الماضي (11/2) تعبيرا يجسد الواقع العربي الراهن.
فقد كانت السيدة رمزا للشعب الفلسطيني الذي بات يواجه الآن وحيدا الهجمة الإسرائيلية الشرسة، التي لم تكتف بابتلاع الأرض وتشريد أهلها، وإنما لم تتورع عن تدمير المؤسسات وهتك حرماتها، في ممارسة للعربدة لا حدود لها.
ظهر الجنود الإسرائيليون في الصورة وقد اعترضوا الطريق، ووقفوا يرقبون مشاهد السيدة عن بعد ، في حين أقاموا حاجزا جانبيا تجمع وراءه بعض الفلسطينيين الذين منعوا من الاقتراب من المسجد الأقصى.
أما السيدة فقد رفعت يدها ، وأشارت بإصبعها الى السماء، كأن لسان حالها يقول: ليس لها من دون الله كاشفة.
رغم أن الصورة كانت صامتة، إلا أنني سمعت صوت الاحتجاج والغضب مدويا منها ، وظل ذلك الصوت يتردد على مسامعي طول الوقت ، الأمر الذي ضاعف من شعوري بالخجل والخزي ؛ لأنني في كل مرة كنت انتبه إلى أننا في العالم العربي والإسلامي قصرنا في حق الشعب الفلسطيني، وفي حق المسجد الأقصى، ولم نفعل ما ينبغي أن يفعله أهل الغيرة والمروءة ، دفاعا عن عرض إخوانهم وكرامة مقدساتهم.
في عام 1969 حين أقدم أحد الصهاينة على محاولة إحراق المسجد الأقصى ، وأشعل النار في منبر المسجد ، اهتز العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه ، وتنادى زعماؤه لتدارك الموقف في لقاء عاجل، الأمر الذي أدى إلى اجتماع رؤساء الدول الإسلامية في الرباط، وأسفر عن إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي ، وتشكيل لجنة خاصة للقدس ، تولت المملكة المغربية رئاستها.
كان الصدى الذي حدث وقتذاك من إجراءات زمن الكبرياء والنخوة ، حين كان العالم العربي يتمتع ببعض العافية ، مكنته من أن ينتفض رافعا صوت الغضب ، وأن يشهر «لاءاته» في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ، وألا يخجل من الحديث عن الصمود والتصدي.
وهي الصفحة التي طويت حين دخلنا زمن الجزر بعد المد، الذي شاهدنا فيه تجليات الانصياع لقوى الهيمنة والتطبيع مع العدو ، بما استصحبته من ترويج لمقولات ادعت أن 99% من الأوراق في يد واشنطن ، وأخرى أغرت البعض برفع شعار نحن أولا ، الذي كان يترجم حالة انفصال الوطن عن الأمة ، ومن ثم الانسحاب من تحمل مسئوليات واستحقاقات الدفاع عن المصير المشترك الذي تشكل القضية الفلسطينية محوره ، باعتبار أنها قضية أمن قومي للعرب جميعا بقدر ما أنها قضية وجود للشعب الفلسطيني.
تتضاعف المرارة ( أي الشعور بالخجل والخزي ) حين يقارن المرء بين صدى العدوان على المسجد الأقصى بالدوي الذي سمع في أنحاء العالم حين لجأت حركة طالبان عام 2001 إلى هدم تمثالي بوذا في بلدة «باميان» الأفغانية.
لقد ارتفعت أصوات المثقفين في كل مكان ، منددة بما فعلته حكومة طالبان ، وتحركت المنظمات الأهلية ، ومنظمة الأمم المتحدة ممثلة في اليونسكو ، داعية إلى وقف ذلك العدوان ، ودعا البعض إلى اعتبار ما جرى «جريمة ضد الإنسانية» تبرر التدخل الدولي ؛ لأن التمثالين يعدان من كنوز التراث الإنساني ، التي تهم البشرية جمعاء ، الأمر الذي يوجب تدخل المجتمع الدولي لحمايتهما.
وبُني هذا الرأي قياسا على مبدأ التدخل للاعتبارات «الإنسانية» الذي اعتمدته الدول الكبرى لتسويغ تدخلها في بعض النزاعات الإقليمية ، متجاوزة عن مسألة السيادة الوطنية لبعض الأقطار الإفريقية.
باختصار فإن العالم بأسره هب للدفاع عن تمثالي بوذا وقتذاك ، ولكن الضمير العالمي لم يحركه العدوان على أهم رمز مقدس في التاريخ الإسلامي بعد الكعبة والمسجد النبوي ..
وكل الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، وملأوا العالم صخبا وضجيجا وغضبا ؛ لأن حكومة طالبان شوهت تمثالي بوذا، هؤلاء جميعا التزموا الصمت إزاء ما يجري للمسجد الأقصى ، ووقفوا يتفرجون على مشروع هدمه ببلاهة منقطعة النظير.
إن آلة الحفر والتدمير الإسرائيلية تعمل في محيط المسجد الأقصى منذ احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين عام 1967، وأصبحت القدس الشرقية من ضحايا الهزيمة التي حلت بالعرب آنذاك ، وكانت أول خطوة أقدمت عليها إسرائيل بعد الاحتلال هى تهجير أكثر من ألف فلسطيني من حارة المغاربة في البلدة القديمة (التي تدخل في نطاق القدس الشرقية) وهدم منازلهم ، وذلك لخلق مساحة ممتدة أمام حائط البراق (الحائط العربي)، وأطلقت على المكان منذ ذلك الحين اسم «حارة اليهود».
بقلم الأستاذ / فهمي هويدي
حين وقعت على صورة السيدة المسنة التي وقفت وسط الشارع المؤدي إلى الحرم القدسي ، وراحت تصيح وتصرخ محتجة على الجريمة التي ترتكبها إسرائيل بحق المسجد الأقصى، انتابني شعور بالخجل والخزي، إذ رأيت في الصورة التي نشرتها «الشرق الأوسط» على ستة أعمدة صبيحة الأحد الماضي (11/2) تعبيرا يجسد الواقع العربي الراهن.
فقد كانت السيدة رمزا للشعب الفلسطيني الذي بات يواجه الآن وحيدا الهجمة الإسرائيلية الشرسة، التي لم تكتف بابتلاع الأرض وتشريد أهلها، وإنما لم تتورع عن تدمير المؤسسات وهتك حرماتها، في ممارسة للعربدة لا حدود لها.
ظهر الجنود الإسرائيليون في الصورة وقد اعترضوا الطريق، ووقفوا يرقبون مشاهد السيدة عن بعد ، في حين أقاموا حاجزا جانبيا تجمع وراءه بعض الفلسطينيين الذين منعوا من الاقتراب من المسجد الأقصى.
أما السيدة فقد رفعت يدها ، وأشارت بإصبعها الى السماء، كأن لسان حالها يقول: ليس لها من دون الله كاشفة.
رغم أن الصورة كانت صامتة، إلا أنني سمعت صوت الاحتجاج والغضب مدويا منها ، وظل ذلك الصوت يتردد على مسامعي طول الوقت ، الأمر الذي ضاعف من شعوري بالخجل والخزي ؛ لأنني في كل مرة كنت انتبه إلى أننا في العالم العربي والإسلامي قصرنا في حق الشعب الفلسطيني، وفي حق المسجد الأقصى، ولم نفعل ما ينبغي أن يفعله أهل الغيرة والمروءة ، دفاعا عن عرض إخوانهم وكرامة مقدساتهم.
في عام 1969 حين أقدم أحد الصهاينة على محاولة إحراق المسجد الأقصى ، وأشعل النار في منبر المسجد ، اهتز العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه ، وتنادى زعماؤه لتدارك الموقف في لقاء عاجل، الأمر الذي أدى إلى اجتماع رؤساء الدول الإسلامية في الرباط، وأسفر عن إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي ، وتشكيل لجنة خاصة للقدس ، تولت المملكة المغربية رئاستها.
كان الصدى الذي حدث وقتذاك من إجراءات زمن الكبرياء والنخوة ، حين كان العالم العربي يتمتع ببعض العافية ، مكنته من أن ينتفض رافعا صوت الغضب ، وأن يشهر «لاءاته» في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ، وألا يخجل من الحديث عن الصمود والتصدي.
وهي الصفحة التي طويت حين دخلنا زمن الجزر بعد المد، الذي شاهدنا فيه تجليات الانصياع لقوى الهيمنة والتطبيع مع العدو ، بما استصحبته من ترويج لمقولات ادعت أن 99% من الأوراق في يد واشنطن ، وأخرى أغرت البعض برفع شعار نحن أولا ، الذي كان يترجم حالة انفصال الوطن عن الأمة ، ومن ثم الانسحاب من تحمل مسئوليات واستحقاقات الدفاع عن المصير المشترك الذي تشكل القضية الفلسطينية محوره ، باعتبار أنها قضية أمن قومي للعرب جميعا بقدر ما أنها قضية وجود للشعب الفلسطيني.
تتضاعف المرارة ( أي الشعور بالخجل والخزي ) حين يقارن المرء بين صدى العدوان على المسجد الأقصى بالدوي الذي سمع في أنحاء العالم حين لجأت حركة طالبان عام 2001 إلى هدم تمثالي بوذا في بلدة «باميان» الأفغانية.
لقد ارتفعت أصوات المثقفين في كل مكان ، منددة بما فعلته حكومة طالبان ، وتحركت المنظمات الأهلية ، ومنظمة الأمم المتحدة ممثلة في اليونسكو ، داعية إلى وقف ذلك العدوان ، ودعا البعض إلى اعتبار ما جرى «جريمة ضد الإنسانية» تبرر التدخل الدولي ؛ لأن التمثالين يعدان من كنوز التراث الإنساني ، التي تهم البشرية جمعاء ، الأمر الذي يوجب تدخل المجتمع الدولي لحمايتهما.
وبُني هذا الرأي قياسا على مبدأ التدخل للاعتبارات «الإنسانية» الذي اعتمدته الدول الكبرى لتسويغ تدخلها في بعض النزاعات الإقليمية ، متجاوزة عن مسألة السيادة الوطنية لبعض الأقطار الإفريقية.
باختصار فإن العالم بأسره هب للدفاع عن تمثالي بوذا وقتذاك ، ولكن الضمير العالمي لم يحركه العدوان على أهم رمز مقدس في التاريخ الإسلامي بعد الكعبة والمسجد النبوي ..
وكل الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، وملأوا العالم صخبا وضجيجا وغضبا ؛ لأن حكومة طالبان شوهت تمثالي بوذا، هؤلاء جميعا التزموا الصمت إزاء ما يجري للمسجد الأقصى ، ووقفوا يتفرجون على مشروع هدمه ببلاهة منقطعة النظير.
إن آلة الحفر والتدمير الإسرائيلية تعمل في محيط المسجد الأقصى منذ احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين عام 1967، وأصبحت القدس الشرقية من ضحايا الهزيمة التي حلت بالعرب آنذاك ، وكانت أول خطوة أقدمت عليها إسرائيل بعد الاحتلال هى تهجير أكثر من ألف فلسطيني من حارة المغاربة في البلدة القديمة (التي تدخل في نطاق القدس الشرقية) وهدم منازلهم ، وذلك لخلق مساحة ممتدة أمام حائط البراق (الحائط العربي)، وأطلقت على المكان منذ ذلك الحين اسم «حارة اليهود».
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
» فرح جامد آخر حاجه
» ملحمة الثورة في السويس
» موقعة الجمل 2-2-2011
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
» لماذا قامت الثورة ؟
» مواهب خرجت من رحم الثورة
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
» المتحولون
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
» اول ساعة ثورة
» ثم ماذا بعد ؟
» ذكريات اول ايام الثورة
» ندااااااااء
» دحمبيش الغربيه
» الحجاب والنقاب في مصر
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
» شخصيات خلبية وهزلية
» msakr2006
» ente7ar007
» Nancy
» waleed ali
» hamedadelali
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
» علي عبد الله رحاحلة
» sheriefadel
» خالد احمد عدوى
» khaled
» yasser attia
» abohmaid
» ملك الجبل
» elcaptain
» حاتم حجازي
» aka699
» wasseem
» mohammedzakarea
» حيدر
» hamadafouda
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
» same7samir
» تامر الباز
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
» امجد
» ahmedelmorsi
» محمد امين
» MrMoha12356
» نوسه الحلو
» ibrahem545
» يوسف محمد السيد
» memo
» هاكلن
» لماذا نريد التغيير
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
» الفساد في مصر بلا حدود 2
» الفساد في مصر بلا حدود
» العمال والتغيير السياسي في مصر
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
» علماء مصر و التغيير السياسي
» معا ننقذ فؤادة
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
» حوده
» وليد الروبى
» dr.nasr
» المشير أحمد إسماعيل
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
» wessam
» عذب ابها
» soma
» islam abdou
» رسالة ترحيب
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
» اصول العقائد البهائيه