أُمَّهاتُ المؤمنين
بقلم / الشيخ محمد الغزالي ( رحمه الله )
أثار بعض الكاتبين غباراً حول مبدأ تعدد الزوجات، وحاولوا تقييد ما أباحه الإسلام من ذلك أو منعه، محتجين - تارة- بأن الإسلام لم تثبت فيه هذه الإباحة بصورة حاسمة، وتارة أخرى بأن تطور الحياة وصالح الجماعة يقتضيان أن يكتفي الرجل بامرأة واحدة لا يعدوها، وحسبه أن يوفَّق في رعايتها وكفالة أولاده منها...!
ولا شك أن هذه الأفكار تولدت في بيئاتنا نتيجة عوامل شتى تحتاج إلى حسن النظر ، وقوة الرد، ومنذ سنين حاول خصوم التعدد أن يستصدروا قانوناً بذلك، ثم توقفت محاولاتهم أمام غضب العلماء، وهياج الجماعات المشتغلة بالشؤون الإسلامية.
وقد كتبت آنئذ كلمة في طبيعة التعدد أرى إثباتها هنا بين يدي الموضوع الذي نتحدث فيه، لما لها من صلة ظاهرة به.
للحياة قوانين عمرانية واقتصادية ثابتة، تفرض نفسها على الناس حتماً، عرفوها فاستعدوا لمواجهتها أم جهلوها فظهرت بينهم آثارها.
وصلة الرجل الفرد بعدد من النساء من الأمور التي تبتُّ فيها الأحوال الاجتماعية، ويعتبر تجاهلها مقاومة عابثة للأمر الواقع.
وذلك أن النسبة بين عدد الرجال والنساء، إما أن تكون متساوية، وإما أن تكون راجحة في إحدى الناحيتين.
فإذا كانت متساوية، أو كان عدد النساء أقل، فإن تعدد الزوجات لابد أن يختفي من تلقاء نفسه، وستفرض الطبيعة توزيعها العادل قسراً، ويكتفي كل امرىء - طوعاً أو كرهاً- بما عنده.
أما إذا كان عدد النساء أربى من عدد الرجال، فنحن بين واحد من ثلاثة:
1- إما أن نقضي على بعضهن بالحرمان حتى الموت.
2- وإما أن نبيح اتخاذ الخليلات، ونقر جريمة الزنا.
3- وإما أن نسمح بتعدد الزوجات.
ونظن أن المرأة -قبل الرجل- تأبى حياة الحرمان، وتأبى فراش الجريمة والعصيان.
فلم يبقَ أمامها إلا أن تشرك غيرها في رجل يحتضنها وينتسب إليه أولادها، ولا مناص بعدئذ من الاعتراف بمبدأ التعدد الذي صرح به الإسلام.
ثم إن هناك اختلافاً كبيراً بين أنصبة الرجال من الحساسية الجنسية، فهناك رجال أوتوا حظاً من كمال الصحة ويقظة الغريزة ونعومة العيش لم يُؤْتهُ غيرهم. والمساواة بين رجل بارد المشاعر من نشأته، وآخر قريب الاستثارة واسع الطاقة، أمر بعيد عن العدالة، ألسنا نبيح لذوي الشهية المتطلعة مقادير من الطعام، لا نبيحها للممعودين والضعفاء؟! هذه بتلك.
وثمَّ حكمة أخرى: قد تكون الزوجة على حال من الضعف أو المرض أو العقم أو تأخر السن، فلماذا تُترك لهذه الأعذار؟.
إن من حق العشرة القديمة أن تبقى في كنف الرجل، وأن تأتي إلى جانبها امرأة أخرى تؤدي وظيفة الزوجة أداء كاملاً.
ومع المبررات الكثيرة للتعدد فإن الإسلام الذي أباحه رفض رفضاً باتاً أن يجعله امتداداً لشهوات بعض الرجال وميلهم إلى المزيد من التمتع والتسلط ،فالغُرْمُ على قدر الغُنْمِ، والمتع الميسَّرة تتبعها حقوق ثقيلة ، ومن ثمَّ فلابد -عند التعدد- من تيقن العدالة التي تحرسه ، أما إذا ظلم الرجل نفسه أو أولاده أو زوجاته، فلا تعدد هناك ،الذي يعدِّد يجب أن يكون قادراً على النفقة اللازمة.
وإذا كان الشارع يعتبر العجز عن النفقة عذراً عن الاقتران بواحدة، فهو - من باب أولى- مانع من الزواج بما فوقها.
إن الشارع يوصي الشباب الأعزب بالصيام ما دام لا يستطيع الزواج، ويأمر العاجز عن الواحدة بالإستعفاف.
"وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" فكيف الحال بمن عنده واحدة؟ إنه بالصبر أحق، وبالاستعفاف أولى..وكثرة الأولاد تتبع-عادة- كثرة الزوجات، والإسلام يوجب رعاية العدل مع الأولاد في التربية والتكريم، ووسائل المعيشة، مهما اختلفت أمهاتهم، وفي الأثر "لعن الله من استعق أولاده" فعلى الأب المكثر أن يحذر عقبى الميل مع الهوى ، وكذلك يوجب الإسلام العدل مع الزوجات.
ولئن كان الميل القلبي أعصى من أن يتحكم فيه إنسان، إن هناك من الأعمال والأحوال ما يستطيع كل زوج فيه أن يرعى الحدود المشروعة، وأن يزن تصرفه بالقسط، وأن يخشى الله فيما استرعاه من أهل ومال ، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: "إن الله سائل كل امرىء عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيَّعه" وقال: "بحسب امرئ من الإثم أن يضيِّع من يعول".
بقلم / الشيخ محمد الغزالي ( رحمه الله )
أثار بعض الكاتبين غباراً حول مبدأ تعدد الزوجات، وحاولوا تقييد ما أباحه الإسلام من ذلك أو منعه، محتجين - تارة- بأن الإسلام لم تثبت فيه هذه الإباحة بصورة حاسمة، وتارة أخرى بأن تطور الحياة وصالح الجماعة يقتضيان أن يكتفي الرجل بامرأة واحدة لا يعدوها، وحسبه أن يوفَّق في رعايتها وكفالة أولاده منها...!
ولا شك أن هذه الأفكار تولدت في بيئاتنا نتيجة عوامل شتى تحتاج إلى حسن النظر ، وقوة الرد، ومنذ سنين حاول خصوم التعدد أن يستصدروا قانوناً بذلك، ثم توقفت محاولاتهم أمام غضب العلماء، وهياج الجماعات المشتغلة بالشؤون الإسلامية.
وقد كتبت آنئذ كلمة في طبيعة التعدد أرى إثباتها هنا بين يدي الموضوع الذي نتحدث فيه، لما لها من صلة ظاهرة به.
للحياة قوانين عمرانية واقتصادية ثابتة، تفرض نفسها على الناس حتماً، عرفوها فاستعدوا لمواجهتها أم جهلوها فظهرت بينهم آثارها.
وصلة الرجل الفرد بعدد من النساء من الأمور التي تبتُّ فيها الأحوال الاجتماعية، ويعتبر تجاهلها مقاومة عابثة للأمر الواقع.
وذلك أن النسبة بين عدد الرجال والنساء، إما أن تكون متساوية، وإما أن تكون راجحة في إحدى الناحيتين.
فإذا كانت متساوية، أو كان عدد النساء أقل، فإن تعدد الزوجات لابد أن يختفي من تلقاء نفسه، وستفرض الطبيعة توزيعها العادل قسراً، ويكتفي كل امرىء - طوعاً أو كرهاً- بما عنده.
أما إذا كان عدد النساء أربى من عدد الرجال، فنحن بين واحد من ثلاثة:
1- إما أن نقضي على بعضهن بالحرمان حتى الموت.
2- وإما أن نبيح اتخاذ الخليلات، ونقر جريمة الزنا.
3- وإما أن نسمح بتعدد الزوجات.
ونظن أن المرأة -قبل الرجل- تأبى حياة الحرمان، وتأبى فراش الجريمة والعصيان.
فلم يبقَ أمامها إلا أن تشرك غيرها في رجل يحتضنها وينتسب إليه أولادها، ولا مناص بعدئذ من الاعتراف بمبدأ التعدد الذي صرح به الإسلام.
ثم إن هناك اختلافاً كبيراً بين أنصبة الرجال من الحساسية الجنسية، فهناك رجال أوتوا حظاً من كمال الصحة ويقظة الغريزة ونعومة العيش لم يُؤْتهُ غيرهم. والمساواة بين رجل بارد المشاعر من نشأته، وآخر قريب الاستثارة واسع الطاقة، أمر بعيد عن العدالة، ألسنا نبيح لذوي الشهية المتطلعة مقادير من الطعام، لا نبيحها للممعودين والضعفاء؟! هذه بتلك.
وثمَّ حكمة أخرى: قد تكون الزوجة على حال من الضعف أو المرض أو العقم أو تأخر السن، فلماذا تُترك لهذه الأعذار؟.
إن من حق العشرة القديمة أن تبقى في كنف الرجل، وأن تأتي إلى جانبها امرأة أخرى تؤدي وظيفة الزوجة أداء كاملاً.
ومع المبررات الكثيرة للتعدد فإن الإسلام الذي أباحه رفض رفضاً باتاً أن يجعله امتداداً لشهوات بعض الرجال وميلهم إلى المزيد من التمتع والتسلط ،فالغُرْمُ على قدر الغُنْمِ، والمتع الميسَّرة تتبعها حقوق ثقيلة ، ومن ثمَّ فلابد -عند التعدد- من تيقن العدالة التي تحرسه ، أما إذا ظلم الرجل نفسه أو أولاده أو زوجاته، فلا تعدد هناك ،الذي يعدِّد يجب أن يكون قادراً على النفقة اللازمة.
وإذا كان الشارع يعتبر العجز عن النفقة عذراً عن الاقتران بواحدة، فهو - من باب أولى- مانع من الزواج بما فوقها.
إن الشارع يوصي الشباب الأعزب بالصيام ما دام لا يستطيع الزواج، ويأمر العاجز عن الواحدة بالإستعفاف.
"وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" فكيف الحال بمن عنده واحدة؟ إنه بالصبر أحق، وبالاستعفاف أولى..وكثرة الأولاد تتبع-عادة- كثرة الزوجات، والإسلام يوجب رعاية العدل مع الأولاد في التربية والتكريم، ووسائل المعيشة، مهما اختلفت أمهاتهم، وفي الأثر "لعن الله من استعق أولاده" فعلى الأب المكثر أن يحذر عقبى الميل مع الهوى ، وكذلك يوجب الإسلام العدل مع الزوجات.
ولئن كان الميل القلبي أعصى من أن يتحكم فيه إنسان، إن هناك من الأعمال والأحوال ما يستطيع كل زوج فيه أن يرعى الحدود المشروعة، وأن يزن تصرفه بالقسط، وأن يخشى الله فيما استرعاه من أهل ومال ، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: "إن الله سائل كل امرىء عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيَّعه" وقال: "بحسب امرئ من الإثم أن يضيِّع من يعول".
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
» فرح جامد آخر حاجه
» ملحمة الثورة في السويس
» موقعة الجمل 2-2-2011
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
» لماذا قامت الثورة ؟
» مواهب خرجت من رحم الثورة
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
» المتحولون
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
» اول ساعة ثورة
» ثم ماذا بعد ؟
» ذكريات اول ايام الثورة
» ندااااااااء
» دحمبيش الغربيه
» الحجاب والنقاب في مصر
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
» شخصيات خلبية وهزلية
» msakr2006
» ente7ar007
» Nancy
» waleed ali
» hamedadelali
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
» علي عبد الله رحاحلة
» sheriefadel
» خالد احمد عدوى
» khaled
» yasser attia
» abohmaid
» ملك الجبل
» elcaptain
» حاتم حجازي
» aka699
» wasseem
» mohammedzakarea
» حيدر
» hamadafouda
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
» same7samir
» تامر الباز
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
» امجد
» ahmedelmorsi
» محمد امين
» MrMoha12356
» نوسه الحلو
» ibrahem545
» يوسف محمد السيد
» memo
» هاكلن
» لماذا نريد التغيير
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
» الفساد في مصر بلا حدود 2
» الفساد في مصر بلا حدود
» العمال والتغيير السياسي في مصر
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
» علماء مصر و التغيير السياسي
» معا ننقذ فؤادة
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
» حوده
» وليد الروبى
» dr.nasr
» المشير أحمد إسماعيل
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
» wessam
» عذب ابها
» soma
» islam abdou
» رسالة ترحيب
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
» اصول العقائد البهائيه