حديث مع الرئيس‏

بعد أن إنتهيت من يوم حافل بالعمل في جريدتي اليوميه التي أعمل بها ذهبت إلي منزلي ولا أري أمامي إلا السرير ولكن دائما ما يدور في ذهني العديد من الأحداث والوقائع الموجوده في عصرنا هذا ... وبسرعة البرق ذهبت في نومِ عميق فرأيت نفسي أسير مسرعا في مكانِ ما في شوارع القاهرة بصلاح سالم وحولي ارتباك مروري شديد جدا ومظاهرات تملأ ذلك المكان ومشاجرات كانت تعلوا صوت آلات تنبيه السيارات التي كانت هي الاخري تسيطر علي المكان وسرعان ما قررت الرحيل فإذا بشخص ما يناديني ويبدو أنه لا يعرفني وقال لي : لو سمحت يا أخ من فضلك ، فنظرت خلفي فلم أتمالك دهشتي : مش معقول أ .. أنت مين...إزاي يعني ، فأخرج ذلك الرجل من جيبه كبريتاً وأشعله في البايب التي كانت في فمه وقال لي في كبرياء : مالك يا ابني أنت شوفت عفريت ؟!
قلت له : أنا مش مصدق نفسي هو حضرتك .. قصدي يعني سيادتك .. أقصد فخامتك أأأأأأأأ أنا كنت بشوف حضرتك في التليفزيون لا لا أقصد يعني في الافلام الوثائقية وبرنامج حدث في مثل هذا اليوم وفي احتفالات أكتوبر بس يعني.....
الرجل : ايوه ايوه أنا فاهم قصدك .. قصدك إن أنا ميت من زمان مش كده الله يسامحهم بقي طول عمري كنت بقول عليهم أنهم ولادي لحد ما عملوها ... لا لا بس أنا متأكد إنهم قله قليلة وكمان مدسوسين علينا مش ممكن يكونوا مصريين بجدّ
فسألته : إنما حضرتك بتعمل هنا إيه
فرد : لا أنا حبيت أشوف المكان اللي أنا مت فيه ، قولت أعمل زيارة سريعة كده وأمشي علي طول إنما قولي ايه كل المظاهرات دي والشوارع مقلوبة كده ليه ؟ هي الناس لما عرفت خبر اغتيالي نزلت بكل المظاهرات دي في الشارع !... فعلا طول عمري بقول الشعب ده مخلص جدا
فرديت عليه بخجل : لأ اغتيال إيه ؟ أصل النهارده ماتش الأهلي والزمالك وكل الناس دي مشجعين ورايحين الاستاد اللي قصادنا ده وسواقين العربيات دي منهم الاهلاويه ومنهم الزمالكاويه وبيظيطوا مع الظيطه يعني ... بس
- رد علي بإحباط شديد : إخص .. والله دي حاجه تكسف
- لأ ماهو جنابك مش فاهم ، إحنا دلوقتي سنة 2008
رد باستغراب : ياه معقوله السنين دي كلها عدت وانا بقالي 27 سنه ميت ! ويا تري بقي فيه كام رئيس مسك بعدي
- .............
- إيه يا ابني أنت ما بتردش عليه ليه ؟ مش سامع بقول كام رئيس مسك بعدي ؟
رديت : واحد
- ايوه يا ابني يعني كام رئيس مسك بعد مني
رديت : واحد
رد بغضب : ايوه يا ابني ما أنا عارف انه واحد إمال يعني هايكون واحده !!!! أنا بسألك علي العدد
أخذت أفكر كثيرا لأجد طريقه تخرجني من هذا السؤال فسألته : هو حضرتك ليه ما خلتش حكم الرئيس يبقي بالإنتخاب الحر المباشر ؟
فضحك ضحكات عالية وطويلة جدا واستمرت ضحكته لفترة ثم قال ساخرا : ولزومه إيه يابني اللف والدوران ده مادام انا كده كده اللي كنت هامسك حتي لو كان ترشيح الرئيس بالقرعة مش بالإنتخاب وعاد يضحك من جديد ثم أكمل : يا ابني كل دي حركات عشان نشغل عقول الناس والإعلام ونخليهم يحلفوا بينا وبالديموقراطية ، ووضع يده علي كتفي واقترب مني قائلا : يا ابني في بلدك دي اللي عايز يعمل حاجه ها يعملها حتي لو غلط في مليون طريقه يقنع بيها الناس إنها صح وكمان يخلّيهم يسقفوله ، المهم قولي إيه أحوال الأمة العربية أكيد طبعا لسه مقاطعينا عشان معاهدة السلام ما كانوش قادرين يتصوروا صورة أيدينا في ايد الإسرائيليين وهما عمالين يدّبحوا ويتقتلوا
ضحكت انا في هذه المرة ضحكات ساخرة وقلت : لا دول بقوا " إسبور " خالص ايديهم لاصقه بغره في إيد الإسرائيليين وكمان بيتحايلوا عليهم ، دول ناقص يمسحوا جذمهم عشان ينفذولهم أقل الطلبات
قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، علي كده طب رجعنا أخوات وحبايب تاني ؟
قولت : آه بس فيه مشاكل كده بين سوريا ولبنان
قال : بسيطة
قولت : والكويت والعراق
قال : بسيطة
قولت : حرب أهليه في السودان
قال : بسيطة
قولت : صراع علي الحكم بين الفلسطينيين وفتنه في العراق والليبين بيطردوا المصريين من بلدهم ،
اما مصر بقي فالجنيه بقي في التراب والزحمه والفوضى والزبالة بقت عنوان القاهرة وعمارات بتقع وفلوس بتتهرب والبطاله زادت والكوسه قرّعت و اللحمه فجرت والمجاري طفحت والكهربا قطعت والطوارىء بقت طول السنة ...........
ضحك مره أخري ضحكات عالية قائلا : اتاري الناس كلها جايه تطلع همومها في ماتش كوره وتزعق وتصوت ، واضح إن دي الحاجه الوحيده المسموحه عندكوا عن إذنك بقي احسن حد يشوفني
وذهب متجها نحو ( قبره ) فسألته بحزن :
هو حضرتك رايح فين ؟!
قال وهو يمشي مبتسماً : أنا رايح لمصر ....


هشام يحيي

اكتر شئ مؤلم اخر عباره
مصر عمرها ماهاتكون مقبره
مصر اجمل بلد في الدنيا كفايه اننا نشوفها اجمل بلد عشان تبقى اجملها
الكلام كله صحيح للأسف مااقدرش اقول عليه حاجه
اللهم اهدي قومي فأنهم لا يعلمون

اللهم امين