من بلاد فارس، يجيء
البطل هذه المرة..
ومن بلاد فارس، عانق
الاسلام مؤمنون كثيرون فيما بعد، فجعل منهم أفذادا لا يلحقون في الايمان، وفي
العلم.. في الدين، وفي الدنيا..وانها لاحدى روائع
الاسلام وعظمائه، ألا يدخل بلدا من بلاد الله اا ويثير في اعجاز باهر، كل نبوغها
ويحرّ: كل طاقاتها، ويحرج خبء العبقرية المستكنّة في أهلها وذويها.. فاذا
الفلاسفة المسلمون.. والأطباء المسلمون.. والفقهاء المسلمون.. والفلكيون
المسلمون.. والمخترعون المسلمون.. وعلماء الرياضة المسامون..واذا بهم يبزغون من
كل أفق، ويطلعون من كل بلد، حتى تزدحم عصور الاسلام الأولى بعبقريات هائلة في كل
مجالات العقل، والارادة، والضمير.. أوطانهم شتى، ودينهم واحد..!!ولقد تنبأ الرسول
عليه السلام بهذا المد المبارك لدينه.. لا، بل وعد به وعد صدق من ربه الكبير
العليم.. ولقد زوي له الزمان والمكان ذات يوم ورأى رأي العين راية الاسلام تخفق
فوق مدائن الأرض، وقصور أربابها..
وكان سلمان الفارسي شاهدا.. وكان له بما حدث علاقة وثقى.
كان ذلك يوم
الخندق. في السنة الخامسة للهجرة. اذ خرج نفر من زعماء اليهود قاصدين مكة، مؤلبين
المشركين ومحزّبين الأحزاب على رسول الله والمسلمين، متعاهدين معهم على أن
يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل شأفة هذا الدين الجديد.ووضعت خطة الحرب
الغادرة، على أن يهجم جيش قريش وغطفان "المدينة" من خارجها، بينما يهاجم بنو
قريظة من الداخل، ومن وراء صفوف المسلمين، الذين سيقعون آنئذ بين شقّى رحى
تطحنهم، وتجعلهم ذكرى..!
وفوجىء الرسول
والمسلمون يوما بجيش لجب يقترب من المدينة في عدة متفوقة وعتاد مدمدم.وسقط في أيدي
المسلمين، وكاد صوابهم يطير من هول المباغتة.وصوّر القرآن الموقف، فقال الله تعالى:(اذ جاءوكم من فوقكم
ومن أسفل منكم واذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا).أربعة وعشرون ألف
مقاتل تحت قيادة أبي سفيان وعيينة بن حصن يقتربون من المدينة ليطوقوها وليبطشوا بطشتهم الحاسمة كي ينتهوا من محمد ودينه، وأصحابه..وهذا الجيش لا يمثل
قريشا وحدها.. بل ومعها كل القبائل والمصالح التي رأت في الاسلام خطرا عليها.انها محاولة أخيرة
وحاسمة يقوم بها جميع أعداء الرسول: أفرادا، وجماعات، وقبائل، ومصالح..ورأى المسلمون أنفسهم
في موقف عصيب..وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في الأمر..وطبعا، أجمعوا على الدفاع والقتال.. ولكن كيف الدفاع؟؟هنالك تقدم الرجل
الطويل الساقين، الغزير الشعر، الذي كان الرسول يحمل له حبا عظيما، واحتراما كبيرا.تقدّم سلمان
الفارسي وألأقى من فوق هضبة عالية، نظرة فاحصة على المدينة، فألفاها محصنة
بالجبال والصخور المحيطة بها.. بيد أن هناك فجوة واسعة، ومهيأة، يستطيع الجيش أن
يقتحم منها الحمى في يسر.وكان سلمان قد خبر في
بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدع القتال، فتقدم للرسول صلى الله عليه وسلم
بمقترحه الذي لم تعهده العرب من قبل في حروبها.. وكان عبارة عن حفر خندق يغطي
جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة.
والله يعلم ، ماذا
كان المصير الذي كان ينتظر المسلمين في تلك الغزوة لو لم يحفروا الخندق الذي لم
تكد قريش تراه حتى دوختها المفاجأة، وظلت قواتها جاثمة في خيامها شهرا وهي عاجزة
عن اقتحام المدينة، حتى أرسل الله تعالى عليها ذات ليلة ريح صرصر عاتية اقتلعت
خيامها، وبدّدت شملها..ونادى أبو سفيان في
جنوده آمرا بالرحيل الى حيث جاءوا.. فلولا يائسة منهوكة..!!
خلال حفر الخندق
كان سلمان يأخذ مكانه مع المسلمين وهم يحفرون ويدأبون.. وكان الرسول عليه الصلاة
والسلام يحمل معوله ويضرب معهم. وفي الرقعة التي يعمل فيها سلمان مع فريقه وصحبه،
اعترضت معولهم صخور عاتية..كان سلمان قوي البنية
شديد الأسر، وكانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق الصخر وتنشره شظايا، ولكنه
وقف أمام هذه الصخرة عاجزا.. وتواصى عليها بمن معه جميعا فزادتهم رهقا..!!وذهب سلمان الى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في أن يغيّروا مجرى الحفر تفاديا لتلك الصخرة
العنيدة المتحدية.وعاد الرسول عليه
الصلاة والسلام مع سلمان يعاين بنفسه المكان والصخرة..وحين رآها دعا بمعول،
وطلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلاعن مرمى الشظايا..وسمّى بالله، ورفع
كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول في عزم وقوة، وهوى به على الصخرة، فاذا
بها تنثلم، ويخرج من ثنايا صدعها الكبير وهجا عاليا مضيئا.ويقول سلمان لقد
رأيته يضيء ما بين لا بتيها، أي يضيء جوانب المدينة.. وهتف رسول الله صلى الله
عليه وسلم مكبرا:"الله أكبر..أعطيت
مفاتيح فارس، ولقد أضاء لي منها قصور الحيرة، ومدائن كسرى، وان أمتي ظاهرة
عليها"..ثم رفع
المعول، وهوت ضربته الثانية، فتكررت لظاهرة، وبرقت الصخرة المتصدعة بوهج مضيء
مرتفع، وهلل الرسول عليه السلام مكبرا:"الله أكبر.. أعطيت
مفاتيح الروم، ولقد أضار لي منها قصورها الحمراء، وان أمتيظاهرة عليها".ثم ضري ضربته
الثالثة فألقت الصخرة سلامها واستسلامها، وأضاء برقها الشديد الباهر، وهلل الرسول
وهلل المسلمون معه.. وأنبأهم أنه يبصر الآن قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن
الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما، وصاح المسلمون في ايمان عظيم:
هذا ما وعدنا الله ورسوله.زوصدق الله ورسوله..!!
كان سلمان صاحب
المشورة بحفر الخندق.. وكان صاحب الصخرة التي تفجرت منها بعض أسرار الغيب
والمصير، حين استعان عليها برسول الله صلى الله عيه وسلم، وكان قائما الى جوار
الرسول يرى الضوء، ويسمع البشرى.. ولقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشها، وواقعا
يحياه، فرأى مداءن الفرس والروم..رأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق..رأى جنبات الأرض كلها
تهتز بالدوي المبارك الذي ينطلق من ربا المآذن العالية في كل مكان مشعا أنوار
الهدى والخير..!!وها هو ذا، جالس
هناك تحت ظل الشجرة الوارفة الملتفة أما داره "بالمدائن" يحدث جلساءه عن مغامرته
العظمى في سبيل الحقيقة، ويقص عليهم كيف غادر دين قومه الفرس الى المسيحية، ثم
الى الاسلام..كيف غادر ثراء أبيه
الباذخ، ورمى نفسه في أحضان الفاقة، بحثا عن خلاص عقله وروحه..!!!كيف بيع في سوق الرقيق، وهو في طريق بحثه عن الحقيقة..؟؟كيف التقى بالرسول عليه الصلاة والسلام.. وكيف آمن به..؟؟تعالوا نقترب من مجلسه الجليل، ونصغ الى النبأ الباهر الذي يرويه..[كنت رجلا من أهل
أصبهان، من قرية يقال لها "جي"..وكان أبي دهقان أرضه.وكنت من أحب عباد الله اليه..وقد اجتهدت في
المجوسية، حتى كنت قاطن النار التي نوقدها، ولا نتركها نخبو..وكان لأبي ضيعة،
أرسلني اليها يوما، فخرجت، فمررت بكنيسة للنصارى، فسمهتهم يصلون، فدخلت عليهم
أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت من صلاتهم، وقلت لنفسي هذا خير من ديننا الذي
نحن عليه، فما برحتهم حتى غابت الشمس، ولا ذهبت الى ضيعة أبي، ولا رجعت اليه حتى
بعث في أثري...وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم و صلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا في الشام..وقلت لأبي حين عدت
اليه: اني مررت على قوم يصلون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير
من ديننا..فحازرني وحاورته.. ثم
جعل في رجلي حديدا وحبسني..وأرسلت الى النصارى
أخبرهم أني دخلت في دينهم وسألتهم اذا قدم عليهم ركب من الشام، أن يخبروني قبل
عودتهم اليها لأرحل الى الشام معهم، وقد فعلوا، فحطمت الحديد وخرجت، وانطلقت معهم
الى الشام..وهناك سألت عن
عالمهم، فقيل لي هو الأسقف، صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري، فأقمت معه أخدم،
وأصلي وأتعلم..وكان هذا الأسقف رجل
سوء في دينه، اذ كان يجمع الصدقات من الانس ليوزعها، ثم يكتنزها لنفسه.ثم مات..وجاءوا بآخر فجعلوه
مكانه، فما رأيت رجلا على دينهم خيرا منه، ولا أعظم منه رغبة في الآخرة، وزهدا في
الدنيا ودأبا على العبادة..وأحببته حبا ما علمت
أني أحببت أحدا مثله قبله.. فلما حضر قدره قلت له: انه قد حضرك من أمر الله تعالى
ما ترى، فبم تأمرني والى من توصي بي؟؟قال: أي بني، ما أعرف
أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا بالموصل..فلما توفي، أتيت صاحب
الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم، ثم حضرته الوفاة، سألته
فأمرني أن ألحق برجل في عمورية في بلاد الروم، فرحلت اليه، وأقمت معه، واصطنعت
لمعاشي بقرات وغنمات..ثم حضرته الوفاة،
فقلت له: الى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه،
آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفا.. يهاجر الى أرض
ذات نخل بين جرّتين، فان استطعت أن تخلص اليه فافعل.
وان له آيات لا تخفى،
فهو لا يأكل الصدقة.. ويقبل الهدية. وان بين كتفيه خاتم النبوة، اذا رأيته عرفته.
"
البطل هذه المرة..
ومن بلاد فارس، عانق
الاسلام مؤمنون كثيرون فيما بعد، فجعل منهم أفذادا لا يلحقون في الايمان، وفي
العلم.. في الدين، وفي الدنيا..وانها لاحدى روائع
الاسلام وعظمائه، ألا يدخل بلدا من بلاد الله اا ويثير في اعجاز باهر، كل نبوغها
ويحرّ: كل طاقاتها، ويحرج خبء العبقرية المستكنّة في أهلها وذويها.. فاذا
الفلاسفة المسلمون.. والأطباء المسلمون.. والفقهاء المسلمون.. والفلكيون
المسلمون.. والمخترعون المسلمون.. وعلماء الرياضة المسامون..واذا بهم يبزغون من
كل أفق، ويطلعون من كل بلد، حتى تزدحم عصور الاسلام الأولى بعبقريات هائلة في كل
مجالات العقل، والارادة، والضمير.. أوطانهم شتى، ودينهم واحد..!!ولقد تنبأ الرسول
عليه السلام بهذا المد المبارك لدينه.. لا، بل وعد به وعد صدق من ربه الكبير
العليم.. ولقد زوي له الزمان والمكان ذات يوم ورأى رأي العين راية الاسلام تخفق
فوق مدائن الأرض، وقصور أربابها..
وكان سلمان الفارسي شاهدا.. وكان له بما حدث علاقة وثقى.
كان ذلك يوم
الخندق. في السنة الخامسة للهجرة. اذ خرج نفر من زعماء اليهود قاصدين مكة، مؤلبين
المشركين ومحزّبين الأحزاب على رسول الله والمسلمين، متعاهدين معهم على أن
يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل شأفة هذا الدين الجديد.ووضعت خطة الحرب
الغادرة، على أن يهجم جيش قريش وغطفان "المدينة" من خارجها، بينما يهاجم بنو
قريظة من الداخل، ومن وراء صفوف المسلمين، الذين سيقعون آنئذ بين شقّى رحى
تطحنهم، وتجعلهم ذكرى..!
وفوجىء الرسول
والمسلمون يوما بجيش لجب يقترب من المدينة في عدة متفوقة وعتاد مدمدم.وسقط في أيدي
المسلمين، وكاد صوابهم يطير من هول المباغتة.وصوّر القرآن الموقف، فقال الله تعالى:(اذ جاءوكم من فوقكم
ومن أسفل منكم واذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا).أربعة وعشرون ألف
مقاتل تحت قيادة أبي سفيان وعيينة بن حصن يقتربون من المدينة ليطوقوها وليبطشوا بطشتهم الحاسمة كي ينتهوا من محمد ودينه، وأصحابه..وهذا الجيش لا يمثل
قريشا وحدها.. بل ومعها كل القبائل والمصالح التي رأت في الاسلام خطرا عليها.انها محاولة أخيرة
وحاسمة يقوم بها جميع أعداء الرسول: أفرادا، وجماعات، وقبائل، ومصالح..ورأى المسلمون أنفسهم
في موقف عصيب..وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في الأمر..وطبعا، أجمعوا على الدفاع والقتال.. ولكن كيف الدفاع؟؟هنالك تقدم الرجل
الطويل الساقين، الغزير الشعر، الذي كان الرسول يحمل له حبا عظيما، واحتراما كبيرا.تقدّم سلمان
الفارسي وألأقى من فوق هضبة عالية، نظرة فاحصة على المدينة، فألفاها محصنة
بالجبال والصخور المحيطة بها.. بيد أن هناك فجوة واسعة، ومهيأة، يستطيع الجيش أن
يقتحم منها الحمى في يسر.وكان سلمان قد خبر في
بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدع القتال، فتقدم للرسول صلى الله عليه وسلم
بمقترحه الذي لم تعهده العرب من قبل في حروبها.. وكان عبارة عن حفر خندق يغطي
جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة.
والله يعلم ، ماذا
كان المصير الذي كان ينتظر المسلمين في تلك الغزوة لو لم يحفروا الخندق الذي لم
تكد قريش تراه حتى دوختها المفاجأة، وظلت قواتها جاثمة في خيامها شهرا وهي عاجزة
عن اقتحام المدينة، حتى أرسل الله تعالى عليها ذات ليلة ريح صرصر عاتية اقتلعت
خيامها، وبدّدت شملها..ونادى أبو سفيان في
جنوده آمرا بالرحيل الى حيث جاءوا.. فلولا يائسة منهوكة..!!
خلال حفر الخندق
كان سلمان يأخذ مكانه مع المسلمين وهم يحفرون ويدأبون.. وكان الرسول عليه الصلاة
والسلام يحمل معوله ويضرب معهم. وفي الرقعة التي يعمل فيها سلمان مع فريقه وصحبه،
اعترضت معولهم صخور عاتية..كان سلمان قوي البنية
شديد الأسر، وكانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق الصخر وتنشره شظايا، ولكنه
وقف أمام هذه الصخرة عاجزا.. وتواصى عليها بمن معه جميعا فزادتهم رهقا..!!وذهب سلمان الى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في أن يغيّروا مجرى الحفر تفاديا لتلك الصخرة
العنيدة المتحدية.وعاد الرسول عليه
الصلاة والسلام مع سلمان يعاين بنفسه المكان والصخرة..وحين رآها دعا بمعول،
وطلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلاعن مرمى الشظايا..وسمّى بالله، ورفع
كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول في عزم وقوة، وهوى به على الصخرة، فاذا
بها تنثلم، ويخرج من ثنايا صدعها الكبير وهجا عاليا مضيئا.ويقول سلمان لقد
رأيته يضيء ما بين لا بتيها، أي يضيء جوانب المدينة.. وهتف رسول الله صلى الله
عليه وسلم مكبرا:"الله أكبر..أعطيت
مفاتيح فارس، ولقد أضاء لي منها قصور الحيرة، ومدائن كسرى، وان أمتي ظاهرة
عليها"..ثم رفع
المعول، وهوت ضربته الثانية، فتكررت لظاهرة، وبرقت الصخرة المتصدعة بوهج مضيء
مرتفع، وهلل الرسول عليه السلام مكبرا:"الله أكبر.. أعطيت
مفاتيح الروم، ولقد أضار لي منها قصورها الحمراء، وان أمتيظاهرة عليها".ثم ضري ضربته
الثالثة فألقت الصخرة سلامها واستسلامها، وأضاء برقها الشديد الباهر، وهلل الرسول
وهلل المسلمون معه.. وأنبأهم أنه يبصر الآن قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن
الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما، وصاح المسلمون في ايمان عظيم:
هذا ما وعدنا الله ورسوله.زوصدق الله ورسوله..!!
كان سلمان صاحب
المشورة بحفر الخندق.. وكان صاحب الصخرة التي تفجرت منها بعض أسرار الغيب
والمصير، حين استعان عليها برسول الله صلى الله عيه وسلم، وكان قائما الى جوار
الرسول يرى الضوء، ويسمع البشرى.. ولقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشها، وواقعا
يحياه، فرأى مداءن الفرس والروم..رأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق..رأى جنبات الأرض كلها
تهتز بالدوي المبارك الذي ينطلق من ربا المآذن العالية في كل مكان مشعا أنوار
الهدى والخير..!!وها هو ذا، جالس
هناك تحت ظل الشجرة الوارفة الملتفة أما داره "بالمدائن" يحدث جلساءه عن مغامرته
العظمى في سبيل الحقيقة، ويقص عليهم كيف غادر دين قومه الفرس الى المسيحية، ثم
الى الاسلام..كيف غادر ثراء أبيه
الباذخ، ورمى نفسه في أحضان الفاقة، بحثا عن خلاص عقله وروحه..!!!كيف بيع في سوق الرقيق، وهو في طريق بحثه عن الحقيقة..؟؟كيف التقى بالرسول عليه الصلاة والسلام.. وكيف آمن به..؟؟تعالوا نقترب من مجلسه الجليل، ونصغ الى النبأ الباهر الذي يرويه..[كنت رجلا من أهل
أصبهان، من قرية يقال لها "جي"..وكان أبي دهقان أرضه.وكنت من أحب عباد الله اليه..وقد اجتهدت في
المجوسية، حتى كنت قاطن النار التي نوقدها، ولا نتركها نخبو..وكان لأبي ضيعة،
أرسلني اليها يوما، فخرجت، فمررت بكنيسة للنصارى، فسمهتهم يصلون، فدخلت عليهم
أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت من صلاتهم، وقلت لنفسي هذا خير من ديننا الذي
نحن عليه، فما برحتهم حتى غابت الشمس، ولا ذهبت الى ضيعة أبي، ولا رجعت اليه حتى
بعث في أثري...وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم و صلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا في الشام..وقلت لأبي حين عدت
اليه: اني مررت على قوم يصلون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير
من ديننا..فحازرني وحاورته.. ثم
جعل في رجلي حديدا وحبسني..وأرسلت الى النصارى
أخبرهم أني دخلت في دينهم وسألتهم اذا قدم عليهم ركب من الشام، أن يخبروني قبل
عودتهم اليها لأرحل الى الشام معهم، وقد فعلوا، فحطمت الحديد وخرجت، وانطلقت معهم
الى الشام..وهناك سألت عن
عالمهم، فقيل لي هو الأسقف، صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري، فأقمت معه أخدم،
وأصلي وأتعلم..وكان هذا الأسقف رجل
سوء في دينه، اذ كان يجمع الصدقات من الانس ليوزعها، ثم يكتنزها لنفسه.ثم مات..وجاءوا بآخر فجعلوه
مكانه، فما رأيت رجلا على دينهم خيرا منه، ولا أعظم منه رغبة في الآخرة، وزهدا في
الدنيا ودأبا على العبادة..وأحببته حبا ما علمت
أني أحببت أحدا مثله قبله.. فلما حضر قدره قلت له: انه قد حضرك من أمر الله تعالى
ما ترى، فبم تأمرني والى من توصي بي؟؟قال: أي بني، ما أعرف
أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا بالموصل..فلما توفي، أتيت صاحب
الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم، ثم حضرته الوفاة، سألته
فأمرني أن ألحق برجل في عمورية في بلاد الروم، فرحلت اليه، وأقمت معه، واصطنعت
لمعاشي بقرات وغنمات..ثم حضرته الوفاة،
فقلت له: الى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه،
آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفا.. يهاجر الى أرض
ذات نخل بين جرّتين، فان استطعت أن تخلص اليه فافعل.
وان له آيات لا تخفى،
فهو لا يأكل الصدقة.. ويقبل الهدية. وان بين كتفيه خاتم النبوة، اذا رأيته عرفته.
"
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
» فرح جامد آخر حاجه
» ملحمة الثورة في السويس
» موقعة الجمل 2-2-2011
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
» لماذا قامت الثورة ؟
» مواهب خرجت من رحم الثورة
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
» المتحولون
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
» اول ساعة ثورة
» ثم ماذا بعد ؟
» ذكريات اول ايام الثورة
» ندااااااااء
» دحمبيش الغربيه
» الحجاب والنقاب في مصر
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
» شخصيات خلبية وهزلية
» msakr2006
» ente7ar007
» Nancy
» waleed ali
» hamedadelali
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
» علي عبد الله رحاحلة
» sheriefadel
» خالد احمد عدوى
» khaled
» yasser attia
» abohmaid
» ملك الجبل
» elcaptain
» حاتم حجازي
» aka699
» wasseem
» mohammedzakarea
» حيدر
» hamadafouda
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
» same7samir
» تامر الباز
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
» امجد
» ahmedelmorsi
» محمد امين
» MrMoha12356
» نوسه الحلو
» ibrahem545
» يوسف محمد السيد
» memo
» هاكلن
» لماذا نريد التغيير
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
» الفساد في مصر بلا حدود 2
» الفساد في مصر بلا حدود
» العمال والتغيير السياسي في مصر
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
» علماء مصر و التغيير السياسي
» معا ننقذ فؤادة
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
» حوده
» وليد الروبى
» dr.nasr
» المشير أحمد إسماعيل
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
» wessam
» عذب ابها
» soma
» islam abdou
» رسالة ترحيب
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
» اصول العقائد البهائيه