معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

+8
عمرو
باسم
adel7rof
شادي عامر
طارق
ايهاب عزمي
مصري اصيل
عادل
12 مشترك

    حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف عادل الجمعة 30 مايو - 2:48

    السلام عليكم

    حتي لا ننسي

    سجل للخونة

    لكل من خان ارضة وعرضة ودينة
    لكل من فرط في في ما لا يجب ان يفرط فية الانسان
    ربما تستغربون الفكرة
    لماذا سجل للخونة
    اقول ان معرفة الخائن وفضحة
    حتي لا ننساهم ولا ننسي خيانتهم مهما مر عليها من زمن
    لتبقي خيانتهم نصب اعيننا
    حتي لا ينخدع بهم احد
    والدعوة عامة لكل الاعضاء
    للمشاركة في عمل سجل للخونة
    علي مر العصور فالخيانة جريمة لا تسقط بالتقادم


    عدل سابقا من قبل يسرا احمد في الإثنين 30 نوفمبر - 4:04 عدل 1 مرات (السبب : تثبيت الموضوع لانة اكثر من رائع)

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف عادل الأربعاء 11 يونيو - 2:09

    ابن العلقمي



    يضرب المثل بما فعله الوزير ابن العلقمي الذي تآمر مع التتار ضد الخلافة الإسلامية العباسية رغم كونه وزيراً للخليفة الشهيد المستعصم بالله، وقلما نجدُ إجماعا لدى المؤرخين يشبه اجماعهم على وصفه بصفة الخيانة حينما كان في مركز السلطة والمسؤولية، وكان سقوط بغداد بأيدي التتار جراء خيانته وتآمره سنة 656 هـ/ 1258م، ومنذ ذلك الوقت صارت خيانته مضرب المثل نظراً لما أسفرت عنه من قتل وتدمير في العراق وبلاد الشام بالإضافة إلى سقوط الخلافة الإسلامية العباسية والعراق مما تسبب في نقل مقر الخلافة إلى القاهرة في مصر بعدما عُطِّلت ثلاث سنوات عجاف.


    قال خير الدين الزركلي في كتاب الأعلام: "ابن العَلٌقَمي (593 - 656 هـ/ 1197 - 1258 م) محمد بن أحمد (أبو محمد بن محمد بن أحمد) بن علي، أبو طالب، مؤيد الدين الأسدي البغدادي، المعروف بابن العلقمي: وزير المستعصم العباسي. وصاحب الجريمة النكراء، في ممالأة "هولاكو" على غزو بغداد، في رواية أكثر المؤرخين. اشتغل في صباه بالأدب. وارتقى اٍلى رتبة الوزارة (سنة 642) فوليها أربعة عشر عاماً. ووثق به "المستعصم" فألقى اٍليه زمام أموره. وكان حازماً خبيراً بسياسة الملك، كاتباً فصيح الاٍنشاء. اشتملت خزانته على عشرة آلاف مجلد، وصنف له الصّغاني "العُباب" وصنف له ابن أبي الحديد "شرح نهج البلاغة "ونفى عنه بعض المؤرخين خبر المخامرة على المستعصم حين أغار هولاكو على بغداد (سنة 656) واتفق أكثرهم على أنه مالأه، وولى له هولاكو الوزارة مدةً قصيرة، ومات ودُفن في مشهد موسى بن جعفر بالكاظمية ببغداد،وخلَفه في الوزارة (عند هولاكو) ابنه عز الدين "محمد بن محمد بن أحمد" وهناك روايات، بأن مؤيد الدين أُهين على أيدي التتار، بعد دخولهم، ومات غماً في قِلّة وذِلَّة".

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف عادل الخميس 19 يونيو - 7:33

    المعلم يعقوب


    عندما غزا نابليون أرض الكنانة عيّن "يعقوب يوحنا " المصري القبطي مسؤولا عن تموين وإمداد الحملة الفرنسية في مصر وهو عملٌ كبيرٌ وضخم يقتضي إطعام 30 ألف جندي فرنسي في قرى مصر ومدنها, وقد تعددت مواهب الرجل في خدمة أسياده فأسندت إليه مهمة توزيع الضرئب وجبايتها على أهل الوجه القبلي فنفذها الرجل بكل تفانٍ وإخلاص!!
    وحين أرسل نابليون حملة إلى الصعيد يقودها الجنرال ديزيه، رافق المعلم يعقوب الجنرال الفرنسي في حملته التي كانت تهدف إلى مطاردة جيش مراد بك الذي عمل يعقوب لديه سابقاً والمماليك الذين فروا إلى الصعيد وإخضاع المصريين للسيطرة الفرنسية!
    ولأنه كان يعمل لدى المماليك طوال حياته، فقد كان ملماً بطرق تفكيرهم ويمكن أن يخمن خططهم في القتال، وطرق الهجوم والدفاع، بل إن يعقوب نظم شبكة من الجواسيس والعملاء للاستطلاع وجمع المعلومات عن تحركات مراد بك وقدمها للفرنسيين! وقدم له ديزيه تذكاراً عبارة عن سيف منقوش عليه عبارة " معركة عين القوصية 24 ديسمبر 1798 عرفاناً وشكراً لجهوده في تلك المعركة!
    قامت ثورة القاهرة الثانية، وبالطبع انحاز فيها يعقوب إلى الفرنسيين، وتمت ترقية المعلم يعقوب إلى رتبة جنرال في جيش الجمهورية الفرنسية وهو أول أجنبي ينال هذه الرتبة في حين نال إبن أخيه لقب كولونيل!
    وجعله القائد العام "عبد الله" جاك مينو في عام 1801م مساعداً للجنرال" بليار" للدفاع عن القاهرة فانشأ شبكة من الأجهزة الأمنية والجاسوسية لتعقب كل الثورات والثوار ضد الإحتلال!!!ونجح في إفشال ثورتي القاهرة الأولى والثانية!!!


    وعندما وقعت فرنسا معاهدة التسليم غادر المعلم يعقوب مصر ليبحر إلى فرنسا لكنه أصيب بالحمى بعد يومين فقط من تلك الرحلة ليموت إثر إسهال حاد في منتصف الساعة السابعة من صباح (16‏ أغسطس‏1801)‏ وكانت آخر وصيةٍ له همس بها في أذن بليار وهو يحتضر هو رجاؤه أن يدفن إلى جانب الجنرال ديزيه، وهكذا حفطت جئته في برميل خمر حتى تم تنفيذ وصيته!
    وكما كان "المعلم يعقوب" عاملاً هاماً في إفشال ثورة القاهرة الأولى والثانية كان "خنفس "و"مسعود الطحاوي" سبباً هاماً في إفشال ثورة عرابي!!!
    مصري اصيل
    مصري اصيل
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 205
    رقم العضوية : 24
    تاريخ التسجيل : 19/06/2008
    نقاط التميز : 298
    معدل تقييم الاداء : 3

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف مصري اصيل الإثنين 4 أغسطس - 10:47

    الخونة للاسف اكثر من يحتويهم موضوع او منتدي
    لكن فكرتك جيدة وتستحق المحاولة
    avatar
    ايهاب عزمي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 101
    رقم العضوية : 88
    تاريخ التسجيل : 04/09/2008
    نقاط التميز : 118
    معدل تقييم الاداء : 14

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف ايهاب عزمي الجمعة 12 سبتمبر - 2:07

    الفكرة ممتازة بس ازاي هنتفق علي الاختيار
    بمعني انك مثلا اخترت ابن العلقمي والمعلم يعقوب
    وبالتاكيد انت تعرف ان هناك من يعتبرهم ابطال
    كيف نحدد اسس للخيانة او مفاهيم ؟؟

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف عادل السبت 13 سبتمبر - 9:19

    الخيانة والخونة موجودون منذ قديم الازل
    فكرة هذا الموضوع ان نعطي نترك لابنائنا قائمة او سجل للخونة حتي لا ينخدعوا كما خدعنا
    اعرف ان المعايير تختلف من فرد لاخر ومن ثقافة الي الاخري
    الدعوة عامة لجميع الاعضاء للمشاركة في هذا الموضوع
    كل حسب وجهة نظرة

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف عادل السبت 13 سبتمبر - 9:21

    خنفس ومسعود الطحاوي

    عن خيانة الثورة العرابية حدث ولا حرج

    فقد تصدى الزعيم الوطني أحمد عرابي لأقوى جيشٍ في العالم آنذاك لمدة خمسة أسابيع كاملة وهزمه وأجبره على الانسحاب من المعركة، ولو كان طريق كفر الدوار هو الطريق الوحيد لدخول مصر لواجهت انجلترا عقبات أكبر في احتلالها؛ لاستبسال وصمود جيش عرابي

    لكن الخيانة كانت حاضرة، لتوجه الضربة القاضية إلى هذا الجيش، ممهدةً الطريق إلى احتلال مصر

    وبعد أن تنادى المصريون دفاعاً عن وطنهم في مواجهة القوات الغازية، أخذ كل مواطنٍ يستغني عن شيء يملكه، فانهالت على الجيش بقيادة عرابي الأقمشة والمواشي والحبوب، الأغنياء والفقراء يجودون بما عندهم، والنسوة في المنازل يجهزن الأقمشة ويوزعن الحبوب، والفلاحون القادرون يتطوعون للقتال أو المشاركة في حفر الخنادق وإقامة الاستحكامات من الطين والرمل تحت إشراف محمود فهمي باشا

    ولم تضعف الهزائم الأولى عزم المصريين، فالجيش يتحصن الآن في التل الكبير، وقد جاء عرابي مسرعاً من كفر الدوار واستدعى جميع الفرق العسكرية المتفرقة هنا وهناك. غير أن جيش عرابي والفلاحين الآمنين في قراهم، لم يعرفوا أن إخواناً في صفوفهم يبيعونهم بسعر التراب، لعسكر الانجليز

    فقد كان من مشايخ وأبناء القبائل العربية من هو مستعدٌ للخيانة، حتى أن الكابتن جيل أحد ضباط الجيش البريطاني قدم قائمةً مكتوبةً بخط يده عن أشهر مشايخ "العربان" الذين يمكن شراؤهم، وذكر منهم اثنين هما مسعود الطحاوي في الصالحية -الذي كان مرشداً لعرابي، وجاسوساً عليه، وكان يقبض من الجانبين- ومحمد البقلي في وادي الطميلات. وذكر محافظ السويس –الذي انضم إلى الخديو توفيق- أنه يمكن شراء البدوي الواحد بجنيهين أو ثلاثة على الأكثر، في حين ذكر إدوارد هنري بالمر - الذي عرف باسم "عبد الله أفندي"- أنه يستطيع شراء 50 ألف بدوي بمبلغ 25 ألف جنيه

    وطبقاً لأرشيف البحرية الإنجليزية - مذكرات اللورد نورثبروك من 24 يونيو حزيران إلى 7 أغسطس آب 1882- فإن خيانة مسعود الطحاوي شيخ مشايخ "عربان" المنطقة والذي كلفه عرابي مهمة الاستطلاع والرصد هو وأعوانه، هي السبب الرئيسي لانكسار الجيش المصري في معركة "التل الكبير"

    وكان الطحاوي هو الوحيد كما يقول ولفرد سكاون بلنت في كتابه "التاريخ السري لاحتلال انجلترا لمصر" الذي ثبت على خيانته أو نجح فيها. وقد تقاضى مسعود خمسة آلاف كرون نمساوي ثمناً لخيانته، كما أنه كان دائباً على الخيانة منذ انتقال الجيش من كفر الدوار إلى التل الكبير. ويذكر بلنت الذي قابل مسعود فيما بعد أن لديه ما يشبه الإقرار من الطحاوي بأنه كان جاسوساً للإنجليز على جيش عرابي. وقد أثرَّت خيانته في الجيش المصري؛ لأن عرابي كان قد كلفه بالقيام بالاستطلاع للجيش المصري، مما أعطى رجاله ميزة الوجود في معسكرات الجيش ومكنهم من نقل أدق المعلومات إلى الجيش الإنجليزي


    ففي 13 سبتمبر أيلول عام 1882 (الموافق 29 شوال 1299هـ) وقبل حلول الفجر، وقعت معركة "التل الكبير" التي استغرقت أقل من 30 دقيقة. فقد فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمةً وقت الهجوم. وجدت القوات الإنجليزية الفرصة السانحة لمداهمة قوات عرابي تحت جنح الظلام بعد أن نام الجنود من شدة الإجهاد والتعب‏،‏ فزحف 11 ألفاً من المشاة و 2000 من الفرسان البريطانيين ومعهم 60 مدفعاً،‏ وكان جيش العرابيين النائم بثيابه الداخلية يفوقه في العتاد والعدد فهو مؤلفٌ من 20 ألف جندي‏،‏ و2500 من السواري،‏ وستة آلاف من العربان و70 مدفعاً


    وكان الزحف الإنجليزي قد بدأ من القصاصين فسار الإنجليز دون أن يشعر بهم محمود باشا سامي البارودي قائد فرقة الصالحية فلم يلقوا أية مقاومة لا من جانبه ولا من جانب مقدمة العرابيين التي يقودها علي بك يوسف "خنفس" –أميرالاي الثالث "بيارة"- الذي كلفه عرابي بموافاته بالأخبار يوما بيوم عن حركات الإنجليز فلم يصدق معه، وبعث إليه في ‏12‏ سبتمبر أيلول يقول‏:‏ كله تمام

    اطمأن عرابي إلى أقوال "خنفس" وأصدر أوامره إلى جيشه بالراحة والترويح، فانصرف الجنود إلى حلقات الذِكر تحت إشراف الشيخ عبد الجواد المشهور بالورع والتقوى


    ويقول أحمد شفيق باشا في مذكراته:‏ ومن المضحكات المبكيات‏،‏ أن صديقي المرحوم البمباشي حسن رضوان، قومندان الطوبجية في استحكامات التل الكبير‏،‏ أخبرني بأنه في مساء ‏12‏ سبتمبر دخل عليه في الطابية أحد أرباب الطرق الصوفية وبيده ثلاثة أعلام‏، وتقدم إلى أحد المدافع فرفع عليه أحدها وقال‏:‏ هذا مدفع السيد البدوي‏،‏ ثم انتقل إلى مدفع آخر فوضع عليه علماً ثانياً وقال‏:‏ إنه لسيدي إبراهيم الدسوقي،‏ ثم إلى مدفع ثالث وقال‏:‏ إنه سيدي عبد العال‏..‏ وقال صديقي معقبا‏ً:‏ ولكن لم يمر على ذلك بضع ساعات حتى صارت الأعلام والمدافع المصرية في حيازة الجنرال غارنيت ولسلي‏

    ووسط الاستعدادات للمواجهة، يجيء الطحاوي إلى عرابي في خيمته يقسم له أن الإنجليز لن يهجموا قبل أسبوع ثم يتسلل خارجاً إلى صفوف الإنجليز ليرشد طلائعهم في صباح اليوم التالي، ويطمئن القائد الانجليزي ولسلي إلى أن المصريين سينامون ليلتهم نوم الأبرار. ويطفيء الجيش الغازي أنواره ويخيم الظلام الدامس ويزحف الغزاة، والطحاوي في المقدمة يرشدهم إلى الطريق. ولم يكن يؤدي هذه المهمة وحده، بل كان يعاونه لفيفٌ من ضباط أركان حرب المصريين من الشراكسة الذين خانوا واجبهم

    ويتقدم الجيش الزاحف في الظلام خمسة عشر كيلومتراً دون أن يشعر به أحد وقد ترك خلفه ناراً ليوهم المصريين أنه لم يتحرك، ويتقدم حتى يصل إلى طلائع الخطوط المصرية. وكان المفروض أن تكون في المواجهة فرقة السواري، لكن عبد الرحمن حسن قائدها كان يعلم بنبأ الهجوم، وعلى اتصالٍ دائم بالإنجليز، فتحرك بجنوده تحت جنح الليل إلى الشمال، بعيداً عن أرض المعركة، ليمر الجيش الإنجليزي في سلام

    ويتقدم الجيش الزاحف، ويلمح عن بعدٍ مصابيح تنير الطريق. إنه علي يوسف "خنفس" قد أرسل جنوده للراحة، ثم خاف أن يضل الإنجليز، فوضع لهم المصابيح التي ترشدهم إلى الطريق الذي يسلكونه

    وعند الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين، وقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أعطيت إشارة الهجوم وانطلق ستون مدفعاً وأحد عشر ألف بندقية، وألفان من الحراب، تقذف الهول والموت على الجند النائمين، الذين قاموا على صرخة واحدة، وتفرقوا باحثين عن مهرب في الصحراء الواسعة، تاركين أسلحتهم وذخائرهم والسبعين مدفعاً رابضة في أماكنها لم تنبس ماسورة أي منها ببنت شفة

    وكان عرابي يصلي الفجر على ربوةٍ قريبة حين باغته الهجوم وسقطت قذيفة مباشرة على خيمته، فتركها طعمة للنيران، وأسرع وامتطي جواده، ونزل في ساحة المعركة فأذهله أن رأى جنوده يفرون ووقف يحاول جمعهم ولكن التيار كان جارفاً، وقد ضاع صوته في انفجارات القنابل وطلقات الرصاص، وكادت المدافع تصيبه، ولكن خادمه لوى عنان فرسه قهراً عنه فأنقذ حياته، وانطلق يعدو بجواده إلى بلبيس ليحاول عبثاً أن يقيم خطاً ثانياً للدفاع عن القاهرة

    ‏ويذكر أحمد شفيق باشا في مذكراته من تفصيلات ما حدث والتي وردت إلى السراي أن عرابي قد استيقظ على قصف المدافع‏،‏ فخرج من خيمته مستطلعاً،‏ ولما شهد الهزيمة التي حلت بجيشه،‏ حاول أن يستوقف الفارين وهم بالملابس الداخلية، ولكن الذعر كان قد دب في قلوبهم فعندئذٍ أخذ خادمه محمد إبراهيم يرجوه أن يفر وينجو بروحه،‏ فامتثل عرابي للنصيحة


    ‏وبذلك لاذ عرابي بالفرار وكان هدفه أن يصل محطة التل الكبير ليأخذ القطار إلى القاهرة قبل الإنجليز،‏ فعجز عن ذلك، ولكنه نجح وخادمه في عبور الجسر المقام على القناة‏. وعلى الضفة الأخرى وجدا نفسيهما في وادي الطميلات،‏ فركضا بعزم طاقتهما إلى بلبيس يسابقان الريح‏. وفي بلبيس وجد عرابي علي باشا الروبي قد سبقه إليها،‏ ويقول عرابي‏:‏ سألته عما حدث؟ فلم يزد على قوله‏:‏ إنه الخذلان‏!‏ وكان على إثرنا فرقة من خيالة العدو،‏ فهجموا علينا فأرخينا للخيل أعنتها حتى وصلنا محطة أنشاص،‏ فوجدنا هناك قطاراً فركبناه،‏ وذهبنا إلى القاهرة

    وفي نهاية الأمر، سلم عرابي سيفه إلى ولسلي على أبواب القاهرة، وأرجع البعض استسلامه لوجود اتفاق خاص سابق وأكدت جريدة "الأهرام" ذلك‏. وفي رسالة وجهها عددٌ من كبار المشايخ إلى السلطان أعربوا فيها عن دهشتهم لاستسلام عرابي وشكوكهم إزاء إعلان الحكومة الإنجليزية قبل بدء المحاكمة أنها لن تسمح بإعدام عرابي أياً كانت الأحوال‏، وربط الناس بين هذا كله وعدم استمرار موقعة "التل الكبير" أكثر من نصف ساعة

    أما القوات البريطانية فقد واصلت بعد تلك المعركة تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم، ثم استقلت القطار (سكك حديد مصر) إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصر اليوم نفسه. وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عاماً

    وقد احتُجِزَ عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا عصمت حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر كانون أول عام 1882 والتي قضت بإعدامه. تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة - بناءً على اتفاق مسبق بين سلطة الاحتلال البريطاني والقضاة المصريين- إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (سيلان أو سريلانكا الآن). وقد انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوفرن، إلى القاهرة ليصبح المندوب السامي الأول، حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم إعدامه. وجرى تجريد عرابى رفاقه من رتبهم العسكرية تمهيداً لنفيهم. "أورطة" الجنود الذين اصطفوا أمام مراسم التجريد لم يتمالكوا أنفسهم انخرطوا فى البكاء

    ويتساءل المؤرخون كيف عبر الجيش البريطاني المسافة من القصاصين إلى التل الكبير دون أن يكتشفهم العرابيون، ويتخذون ذلك دليلاً على غفلة العرابيين، ويتناسون دور الخائن عبد الرحمن بك حسن الذي كان مكلفاً حراسة الطريق بقواته وإنذار المصريين عند اقتراب البريطانيين، لكنه تحرك بعيداً وترك البريطانيين يمرون دون أن ينذر المصريين

    ونأتي إلى دور الخائن الأكبر الضابط علي بك يوسف خنفس -وحصل على الباشوية بعد دخول الإنجليز مصر- الذي أرسل خطة المعركة إلى القوات البريطانية حيث كان قائداً لقلب الجيش المصري، وانسحب أيضاً بقواته ليعطى الجيش البريطاني الفرصة ليحاصر جناحي الجيش المصري. وقد كتب خنفس إلى الإنجليز يتظلم لأنه تقاضى ثمناً للخيانة ألفين فقط من الجنيهات الذهبية، ولم يأخذ عشرة آلاف مثل رئيس مجلس الأعيان محمد سلطان باشا

    لكن المؤرخين يختصرون كل ذلك بكلمة واحدة هي الخيانة، وكأنها كانت أحد الأسباب وليست هي السبب الرئيسي للهزيمة.. ولولاها لتغير وجه التاريخ كله ولكانت تماثيل أحمد عرابي وضباطه تملأ كل شوارع مصر إلى الآن ..غير أن المصريين بضميرهم النقي مازالوا يقولون في أمثالهم "الولس (أي الخيانة) هزم عرابي"، وهي مقولة تحمل في طياتها تورية بليغة، فالولس هو الموالسة مع العدو أو الخيانة، وهو في هذه المناسبة هو القائد الإنجليزي ولسلي الذي قاد قوات الاحتلال البريطاني

    الخيانة إذاً كانت صانعة الحدث وعنوانه الأبرز

    وهكذا نقرأ في كتب الباحثين والمؤرخين "إن العامل الجوهري في الهزيمة كان الخيانة" ("أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه"، محمود الخفيف، ص 21-22)، وإنه "كان للخيانة أثر كبير في إحداث هذه الهزيمة" ("تاريخ العرب الحديث"، زاهية قدورة، ص 365) وإن "الرشوة اللعينة كانت تنساب في الظلام فتقتل بسمومها بعض الضباط؛ أمثال الخائن علي يوسف الذي أخلى الطريق للإنجليز عند التل الكبير" ("موسوعة التاريخ الإسلامي"، د. أحمد شلبي ، 5/474)

    كما نطالع من يقرر ما يلي: "وقد لعبت الخيانة أقذر أدوارها في هذه الفترة من الحرب: فإن الأميرالاي علي يوسف خنفس أثرت الرشاوي الإنجليزية في نفسه الضعيفة، فجعل من نفسه جاسوساً للإنجليز داخل صفوف الجيش المصري الباسل" ("الثورة العرابية"، محمد المرشدي، ص 83)

    ونجد أيضاً التالي: "ويذكر بلنت أن وزارتي الحرب والبحرية في انجلترا قد عقدتا النية منذ أوائل السنة أن يكون الهجوم على مصر من ناحية قناة السويس، وأنه تقرر في أواسط يوليو أن تمهد السبل لذلك بالرشوة بين بدو الشرق" ("الثورة العرابية"، صلاح عيسى، ص 427)

    ومن الصعب إصدار حكمٍ نهائي على بعض الأشخاص الذين شاركوا في الثورة العرابية، غير أن ثمة هواجس ملأت قلوب الذين أرخوا للثورة أو عاصروها أو شاركوا فيها. إن بلنت مثلاً - وهو صديق مقرب إلى عرابي- يضع علامات استفهام حول البعض، ومنهم الشاعر والسياسي محمود سامي البارودي "رب السيف والقلم" الذي لم يتقدم من موقعه في الصالحية بحيث ينضم إلى قوات علي باشا فهمي للدفاع عن القصاصين ولكنه وصل متأخراً. وهناك مبررات متناقضة لذلك، منها أن رجال مسعود الطحاوي قد ضللوه في الطريق عن عمدٍ، تنفيذاً لتعليمات أخذوها من الإنجليز..ومنها أيضاً أنه - كما يرى بلنت- كان يحسد عرابي، وقد أضاع الفرصة في القصاصين لأنه لم يكن قائد الجيش بدلاً من عرابي

    وقد كتب محمود سامي البارودي عدة قصائد في هجاء عرابي، إذ جاء في مخطوطةٍ له لم تنشر من قبل‏:‏

    أستغفر الله إلا من عداوته.. فــــإنهـا لجـلال الـلـه إعـظام
    دع السلام لقوم يصبرون له.. واسكت فخلفك عند الفخر قدام

    كذلك فإن بلنت يتساءل عن الصلة غير الواضحة التي أبقت عبد العال باشا حلمي في دمياط بعيداً عن ميدان القتال الحقيقي في "التل الكبير"، ويذكر أن لديه وثائق تدل على أن يعقوب سامي وكيل وزارة الحربية ورئيس المجلس العرفي كان يظهر كأنه ساعد عرابي الأيمن، فإذا به يثبت أنه رجل الخديو الذي يعتمد عليه

    ومن الواضح أن ظروف هزيمة الثورة العرابية -أو "هوجة عرابي" كما تسميها بعض المصادر- تجعل دائرة الشكوك تتسع بصورةٍ مرضية. وإذا كان من الصعب الاعتماد على هذه الشكوك، فإن عوامل الشك تطل برأسها كأحد أسباب انهيار الثورة العرابية
    طارق
    طارق
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 124
    رقم العضوية : 87
    تاريخ التسجيل : 03/09/2008
    نقاط التميز : 171
    معدل تقييم الاداء : 5

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف طارق الإثنين 20 أكتوبر - 19:56

    'الفريق ماهر سفيان التكريتي'




    لأول مرة ......الأسماء والوقائع :أسماء الخونة الذين سلموا مفاتيح بغداد للأمريكان



    البداية.. كانت محاولات أدمنتها الأجهزة الأمريكية والبريطانية جيدا.. التركيز علي شراء 'القطط السمينة' القادرة علي التأثير والفعل.. والقريبة جدا من مركز اتخاذ القرار.. و'القطط السمينة' هنا.. هي الدائرة المحيطة بالرئيس العراقي صدام حسين.. ولكن.. كيف الوصول إليهم.. وما هي المسالك والدروب التي تقود إلي 'فك شفراتهم' و'حل طلاسمهم'.
    الطريق كان للأسف سالكا، بل ومعبدا ولطالما كرره المسئولون الأمريكون والبريطانيون.. حين أعلنوا في العديد من مؤتمراتهم الصحفية أنهم علي اتصال بكبار القادة العسكريين.. ورغم تكرار ذلك.. لكن يبدو أن القيادة العراقية التي أسلمت 'مراكزها الحساسة' لبعض ذوي القربي.. ظنت أن اختراق دائرة 'العصب العائلي' هي أقوي من كل المحاولات.. مهما كانت.. وأن فتح ثغرة في الجدار المحيط بمركز القرار هو المستحيل بعينه..
    هكذا أسلمت القيادة العراقية ظهرها.. لمن أغمدوا سيوفهم فيها بلا شفقة.. وغرسوا خناجرهم في ظهر الوطن فباعوه.. ودمروه.
    لقد سلك القطار الأمريكي طريق عدد من ضباط الجيش ورجال المخابرات السابقين.. متجها صوب محطة بعض العملاء الذين يجيدون الهبوط عند مواقع مؤثرة.. وقد كان لهم ما أرادوا.. فسرعان ما استقل قطارهم ثلة من ضعاف النفوس.. من ضباط وموظفين.. وشخصيات كانت موضع ثقة الرئيس العراقي صدام حسين.. وأركان حكمه.. وعبر هؤلاء راحت بوابات 'القطار' تحمل كميات لا بأس بها من المعلومات بالغة الأهمية..
    وفيما 'القطار' مستغرق في سيره،، كانت ضربة قاصمة تصيب الرئيس العراقي صدام حسين.. فلقد تمكنوا من اصطياد أحد أبرز رجالاته. وأكثر المفضلين لديه.. وابن خالته 'الفريق ماهر سفيان التكريتي' قائد قوات الحرس الجمهوري الخاص.
    الكل في العراق كان يعرف تفاصيل العلاقة الحميمة التي تربط الرجلين 'صدام وماهر'.. فلقد احتل موقعا فريدا في قلب الرئيس العراقي.. وكان معنيا بالحفاظ علي أمنه الشخصي، حيث تحمٌîل تلك المسئولية بجدية وكفاءة ومثابرة علي مدي سنوات طويلة مضت.. وكان بحكم موقعه المقرب.. معنيا بنقل التعليمات التي يصدرها صدام إلي العديد من الجهات العسكرية والمخابراتية في البلاد.. وهي معلومات تقع كلها تحت بند 'سري جدا'.. أي أنها تشكل 'قلب وعقل القرار العسكري والسياسي في العراق'..
    ولكن.. يبقي السؤال: كيف استطاع الأمريكان الوصول إلي الفريق ماهر سفيان التكريتي.. وكيف نجحوا في تجنيده؟
    طارق
    طارق
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 124
    رقم العضوية : 87
    تاريخ التسجيل : 03/09/2008
    نقاط التميز : 171
    معدل تقييم الاداء : 5

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف طارق الإثنين 20 أكتوبر - 19:58

    بحسب المصادر الهامة ذاتها.. فإن عملية التجنيد سارت في دروب متعددة.. واتخذت مسارات متنوعة.. غير أن أكثر القنوات تأثيرا.. تمثلت في اتصالات أجراها عدد من الضباط الهاربين لديهم معرفة وثيقة به، مستخدمين في أداء مهمتهم شخصية عراقية 'كقناة مرور' إليه.. وهي من الشخصيات المقربة جدا إليه.
    كان الوصول إلي مفاتيحه.. وفك شفرته يتحرك في اتجاهين متوازيين.. أولهما يقدم إغراءات لا قبل له بها.. تبدأ بعرض مبلغ 25 مليون دولار تودع في حساب خاص به بالولايات المتحدة.. وتمتد إلي الايحاء بأنه قد يكون رجل العراق القادم.
    أما ثانيهما.. فقد اشتمل علي تحذيره من مغبة الرفض.. أو التردد.. مستخدمين في ذلك كافة وسائل التأثير النفسي والجسدي.. ومنها أن معركة بغداد خاسرة... وأن مستقبل صدام حسين محكوم عليه بالانتهاء.. وأن أمريكا التي تخوض معركتها الفاصلة لن تتردد أبدا في فصف بغداد بالقنابل النووية التكتيكية إذا ما استعصت المدينة علي السقوط في يدها.
    وما بين الإغراءات والتحذيرات.. وحيرة الرجل.. جاءته التطمينات بأن 'خيانته' سوف تبقي طي الكتمان ولن يعلم بها أحد.. وأنه وعائلته سينقلون فورا إلي الولايات المتحدة مع أول دخول للقوات الأمريكية إلي داخل بغداد.. وقبل أن يكتشف أحد 'صفقة الخيانة'.
    ومع اكتمال فصول الصفقة.. كانت ملامح الخيانة قد بدأت تخيم فوق بغداد.. فالفريق ماهر سفيان التكريتي.. وبحكم قربه من الرئيس العراقي كان علي اطلاع تام بمختلف خطط المواجهة العراقية.. بل وكان من القلائل الذين يعرفون كل شيء.. فقد كان مصدر ثقة الرئيس و'مستودع أسراره'..
    ولأنه كذلك.. فقد كانت الإجابة علي السؤال اللغز هي أكثر ما يشغل بال الأمريكيين الذين وجدوا في ماهر التكريتي 'البيضة الذهبية' القادرة علي منحهم السر الكبير.. كان السؤال المحير الذي رددته كل الدوائر الأمريكية هو عن سر هذه الثقة التي تكلم بها صدام حسين قبيل الغزو بأسابيع حين هدد من وصفهم بمغول العصر بالانتحار علي أسوار بغداد.. ولماذا لم يقل 'علي أبواب العراق'.. وماذا يعني بأسوار بغداد؟.. وهل يمتلك الرئيس العراقي خطة حقيقية للمقاومة.. أم أنه اعد مفاجآت مذهلة للقوات الأمريكية.


    وبقدر القلق الذي أصاب الأمريكان جراء هذه التساؤلات.. وبقدر شغفهم لمعرفة ما الذي تخفيه من ورائها.. بقدر ما كانت الاجابات متوافرة بشكل مذهل عند الفريق 'الخائن'.
    كعربون لحسن النية.. ولإثبات عمالته المبكرة.. قدم الفريق الخائن رأس بغداد علي طبق من ذهب للأمريكان.. فلقد أبلغهم مبكرا عبر 'الوسيط' الذي فتح معه 'قناة الخيانة' أن ما أعلنه الرئيس العراقي لم ينبع من فراغ.. وإنما مبني علي حقائق وخطط تم وضعها.. وإقرارها لإغراق الأمريكيين في بحيرة من 'الدماء' إذا ما وصلوا إلي أسوار بغداد ومحيطها.. فلقد اعتمدت تلك الخطط علي الدفاع عن بغداد بمسافة تبعد 25 كيلو مترا من مركز العاصمة.. حيث تمكن العراق من تشييد سبعة خطوط دفاعية في مناطق الحقول الزراعية المحيطة ببغداد.. وأن الفاصل بين كل خط دفاعي والآخر نحو ألفين وخمسمائة متر وهي عبارة عن براميل من النفط الخام، ومادة تي. إن. تي، ومتفجرات أخري وضعت بعمق خمسة مترات، وتحيط ببغداد من كافة الاتجاهات.. حيث تضمنت الخطة ربط كافة هذه الخطوط الدفاعية بكنترول مركزي.
    كانت الخطة المعدة تقضي باستدراج القوات الأمريكية للوصول الي المنطقة المحيطة ببغداد وهو ما أعلن عنه وزير الإعلام محمد سعيد الصحاف وكانت تقضي بانتظار تمركز القوات الغازية وآلياتها في تلك المنطقة.. ثم يجري تفجير الخطوط الدفاعية من خلال الكنترول المركزي.. الأمر الذي سيحول تلك المنطقة إلي 'جهنم'.. ويوقع اعدادا هائلة من القتلي في صفوف القوات الأمريكية قدرتها التقارير والتوقعات العراقية بنحو 25 ألفا علي الأقل، معتبرة أن من شأن ذلك أن يدفع واشنطن للتراجع عن عدوانها، والبحث عن صيغة تفاهمية جراء هذا العدد الضخم من القتلي.
    طارق
    طارق
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 124
    رقم العضوية : 87
    تاريخ التسجيل : 03/09/2008
    نقاط التميز : 171
    معدل تقييم الاداء : 5

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف طارق الإثنين 20 أكتوبر - 20:00

    حين وصلت هذه المعلومات عبر وسيط الفريق الخائن إلي مقر القيادة العسكرية الأمريكية.. حدثت حالة من الانزعاج الشديد.. ووجد القادة العسكريون الأمريكيون في رجلهم 'الخائن'.. وبما يشغله من موقع، وما يحظي به من ثقة، وبما هو مطلع عليه من معلومات.. القدرة علي القيام بالمهمة الرئيسية في مسلسل خيانته لوطنه.. ألا وهو إفشال المخطط الدفاعي الذي استعد به العراق لملاقاة مغول العصر عند أسوار بغداد..
    وعبر سيناريو محكم.. قدم الأمريكيون للفريق الخائن ماهر سفيان التكريتي سلسلة من المطالب.. التي يمكن عبرها إجهاض المخطط.. واسقاط تهديدات صدام.. وتمثلت تلك المطالب.. فيما يلي:
    أولا: سحب قطاعات الحرس الجمهوري الموجودة علي محوري 'الحلة بابل' وطريق 'بغداد الكوت' والزج بها في معركة.. أسموها 'معركة مطار بغداد الدولي'.. والقطاعات التي يتم سحبها تعد 'نخبة الحرس الخاص' وهي 'قوات المدينة المنورة وقوات نوبخذ نصر وقوات الفاروق'.
    ثانيا: تقديم خريطة كاملة بالخطوط الدفاعية السبعة حول بغداد، والعمل علي ابطال مفعولها وتخريب الكنترول المركزي.
    ثالثا: أن يصدر تعليماته بصرف عناصر القوات إلي بيوتها. وترك أسلحتها الثقيلة منها خاصة في مواقعها.


    في هذا الوقت.. كانت وكالات الأنباء، والمحطات الفضائية تذيع أنباء عمليات الإنزال الأمريكية التي تمت بجوار مطار بغداد الدولي.. وبالتحديد في منطقة أبوغريب، التي تجاور إحدي المناطق السكنية، وأخري مكشوفة.. وإلي جوارها 'مانع مائي' يصعب اختراقه، والمسمي 'ذراع دجلة'.
    وبالقرب من تلك المناطق.. توجد معسكرات خاصة لجماعة 'مجاهدي خلق' الإيرانية المعارضة لنظام الحكم الإيراني والتي احتضنها العراق بقيادة مسعود رجوي لسنوات طويلة.. وتحمل تبعات استضافتها في التوتر المتبادل والثارات الدفينة التي خيمت علي أجواء العلاقات الإيرانية العراقية.
    وبدلا من أن يحفظ 'رجوي' وجماعته الجميل للعراق علي تحمل تبعاتهم طيلة هذه السنوات.. عقد هو الآخر صفقة مع القوات الأمريكية ضد النظام في العراق.. ليوجه بذلك طعنة أخري غادرة في مواجهة العراق الذي وفر له الأمن والحماية علي مدار سنين طويلة مضت.
    فعبر عمليات تنسيق مع القوات الأمريكية.. انسحب 'مجاهدو خلق' من معسكراتهم القريبة من مطار بغداد بنحو 25 كيلو مترا، حيث استقرت قوات تلك الجماعة في منطقة 'نادي الفارس' بعد أن سلموا معسكراتهم السابقة للقوات الأمريكية.
    حدث ذلك يوم السادس من ابريل عندما أعلنت القوات الأمريكية أنها تمكنت من الوصول الي 'مطار بغداد الدولي'.
    بالقرب من مطار بغداد توجد قرية 'الرضوانية' التي تضم عددا من القصور الرئاسية، والتي يتواجد بالقرب منها لواءان عراقيان مجهزان بأحدث أنواع الأسلحة.. وفي مقدمة مهامهما توفير الحماية الخاصة..
    كان آمر اللواء الأول قائدا عراقيا يدعي 'اللواء محمد مصطفي عزيز' قد أدرك بحسه العسكري، وعبر اطلاعه علي تحركات جماعة 'مجاهدي خلق' أن هناك 'خيانة' قد وقعت.. فحاول علي الفور الاتصال بقيادته.. إلا أن محاولاته باءت بالفشل.. فاستعاض عن ذلك بالتصرف التلقائي بعد أن قدر خطورة ما يحاك من حوله.. حيث قام بتحريك قواته، وافتعل برقية حرك بها القوات تحمل رقم 76/أ، وحدد ساعة الانشاء أو التحرك 35،7 مساء، وحملت البرقية توقيع 'صدام حسين'.. ثم سرعان ما بعث بها إلي آمر اللواء الثاني.
    بمقتضي ذلك الأمر تحركت قوات اللواءين، حيث قامت بعملية التفاف عكسية خلف المنطقة المكشوفة بالقرب من المطار.. وهي منطقة 'بساتين'، حيث بدأت تلك القوات معركة عنيفة ضد القوات الأمريكية في الساعة 8.45 من مساء هذا اليوم.. تكبد فيها الأمريكان نحو أربعمائة جندي قتلوا.. فيما استشهد نحو 1500 من الضباط والجنود العراقيين.. وقيل ان اللواء 'محمد مصطفي عزيز' قائد اللواء العراقي الأول وقع في أسر القوات الأمريكية.
    وبحسب وصف القادة العسكريين الأمريكيين فقد أطلقوا علي هذه المعركة 'معركة الليلة السوداء' والتي كانت واحدة من أخطر المعارك التي واجهت الأمريكيين فوق أرض العراق..
    طارق
    طارق
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 124
    رقم العضوية : 87
    تاريخ التسجيل : 03/09/2008
    نقاط التميز : 171
    معدل تقييم الاداء : 5

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف طارق الإثنين 20 أكتوبر - 20:02

    لم يكن 'ماهر سفيان التكريتي' هو الخائن الوحيد في صفوف القادة العسكريين العراقيين.. بل شاركه في سلوكه الخياني آخرون يتقدمهم

    'الفريق أول حسين رشيد التكريتي'

    سكرتير القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، والذي مكن بخيانته القوات الأمريكية من الدخول إلي منطقة 'الدورة' انطلاقا من منطقة 'هور رجب' وتردد أن ضابط الارتباط الذي شارك في تنفيذ هذا الاتفاق هو ابنه 'الرائد علي حسين رشيد التكريتي' السكرتير الشخصي لقصي صدام حسين نجل الرئيس العراقي.. حيث قيل إنه تمت مكافأتهما بمبلغ 5 ملايين دولار.. بالاضافة الي ترحيلهما إلي الولايات المتحدة مع عائلاتهما.
    وقد لعب الفريق حسين رشيد التكريتي الدور الأساسي في إصدار التعليمات للقوات المسلحة العراقية بمغادرة مواقعها استنادا إلي قرارات تم تزويرها ونسبتها لوزير الدفاع سلطان هاشم أحمد.. أما نجله 'الرائد علي' فقد قدم معلومات علي جانب كبير من الخطورة فيما يخص 'خطة تأمين بغداد' والتي كان قصي صدام حسين هو المشرف علي تنفيذها.
    طارق
    طارق
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 124
    رقم العضوية : 87
    تاريخ التسجيل : 03/09/2008
    نقاط التميز : 171
    معدل تقييم الاداء : 5

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف طارق الإثنين 20 أكتوبر - 20:03

    وفي ثلة الخونة.. كان هناك الضابط

    'النقيب عدنان يوسف حسن'

    الذي كان يتولي مسئولية حماية بعض الأماكن الخاصة والبديلة للرئيس العراقي، حيث يوجد نحو (50) موقعا بديلا كان الرئيس صدام يتنقل بينها.. ويعقد فيها اجتماعاته بعيدا عن المواقع المعروفة.

    كانت الأجهزة الأمنية المقربة من صدام حسين قد شككت في ولاء الضابط.. وراحت تتبعه، وترصد تحركاته، ثم ما لبثت أن توصلت إلي بعض المعلومات التي تشير إلي احتمال عمالته للاستخبارات الأمريكية..

    عندما رفعت هذه المعلومات للرئيس العراقي، حاول التأكد بنفسه من هذه الشكوك.. فأوحي لبعض المقربين كي يبلغوه بأن هناك اجتماعا للقيادة العراقية سوف يعقد في 'مطعم الساعة' الذي يمتلكه مواطن مصري.. يدعي 'أبو وليد' وهو صديق شخصي لنجل الرئيس العراقي 'عدي'.

    كان الاسم الرمزي لمطعم الساعة هو 'أبوجعفر المنصور'.. فذكر أمام الضابط الخائن أمرا بشأن تهيئة 'أبوجعفر المنصور' وذلك يوم السابع من ابريل..

    وبالفعل.. جاء صدام في الموعد المحدد، وبصحبته نجله 'قصي' بسيارة تاكسي من نوع 'نيسان' وبعض الحراس من خلفه في سيارة أخري.. علي الفور دخل صدام ونجله وبعض الحرس الخاص من الباب الأمامي.. ثم خرجوا علي الفور من الباب الخلفي.. وما هي إلا بضع دقائق حتي كان المطعم والمنطقة المحيطة به تقصف بقنابل زنة 1000 رطل للقنبلة الواحدة.

    هنا.. تأكد صدام من عمالة 'النقيب عدنان يوسف حسن' للأمريكيين.. فأمر بتفتيشه، حيث عثر معه علي التليفون المحمول 'الثريا' المربوط مباشرة بالأقمار الصناعية.. وعندما تمت مواجهته اعترف الضابط بعمالته.. فتم اعدامه علي الفور رميا بالرصاص.
    طارق
    طارق
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 124
    رقم العضوية : 87
    تاريخ التسجيل : 03/09/2008
    نقاط التميز : 171
    معدل تقييم الاداء : 5

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف طارق الإثنين 20 أكتوبر - 20:05

    لم يكن طريق الخيانة الذي أسقط بغداد قاصرا فقط علي العسكريين.. بل امتد ليشمل عددا من المدنيين العراقيين.. ومن بين هؤلاء موظف بالقصر الجمهوري يدعي

    'عيسي عبدالأحد'

    .. فقد كان هذا الموظف علي علاقة مع أحد الضباط العراقيين الذي تمكن من الهرب من العراق في شهر يوليو عام ..2002 كان هذا الموظف يعمل في قصور الرضوانية.. وكان الضابط صاحب العلاقة الخاصة به برتبة عميد، ويدعي 'ماجد'، حيث تمكن من الحصول علي جواز سفر مزور دفع فيه مبلع (5 ملايين دينار عراقي).. حيث سجل أمام خانة الوظيفة في الجواز المزور مهنة 'تاجر' الأمر الذي مكنه من الهرب إلي الأردن.

    كانت وسيلة الاتصال بين الموظف العامل بالقصر الجمهوري، والضابط الهارب 'سائق أردني' يعمل علي الخط العراقي الأردني، حيث تمكن 'العميد الهارب' من إغرائه بالمال، وتجنيده.. حيث كانت مهمته هي استلام المعلومات من الموظف 'عيسي عبدالأحد' حول تحركات صدام حسين داخل القصور، والغرف التي يستخدمها، وتوصيلها إلي العميد 'ماجد'.

    وقد جاءت عملية سقوط هذا الموظف العراقي 'مصادفة' حيث ألقي القبض عليه.. بينما كان يهم بتسليم المعلومات إلي السائق الأردني، حيث جرت عملية اعدامه يوم 16 مارس.. أي قبل الحرب بأربعة أيام فقط.

    لم يقتصر طابور الخونة عند هذا الحد.. بل ضم عددا غير قليل من ضباط المخابرات العسكرية والعامة.. الذين تم تجنيدهم من خلال اتصالات تولاها واحد من كبار ضباط المخابرات العراقية الذي اختلف مع نظام صدام حسين، وتمكن من الهرب إلي ألمانيا، حيث بدأ من هناك خطة لاصطياد 'خونة آخرين'، كانوا بالاضافة لمن سبق كشفهم الجسر الذي عبرت من فوقه القوات الأمريكية وهي بصدد احتلال حاضرة الخلافة.. 'بغداد الرشيد' التي ابتليت ببعض أبنائها.. فوقعت في أسر احتلال بغيض وجائر.. لا يدري أحد متي ينتهي.. وان كانت الثقة في طرده مهما طال أمده هي من المسلمات التي لايخالجنا الشك فيها.. فلقد أثبتت إرادة الشعوب دوما أنها الأقوي.. مهما طغي المحتل.. وتجبر.
    شادي عامر
    شادي عامر
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 55
    رقم العضوية : 113
    تاريخ التسجيل : 29/09/2008
    نقاط التميز : 59
    معدل تقييم الاداء : 4

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف شادي عامر الإثنين 3 نوفمبر - 20:24

    المشاركة الجماعية في موضوع واحد شيئ جميل ومحترم
    اشكركم واحييكم واهنيكم علي المنتدي المحترم
    avatar
    adel7rof
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 326
    رقم العضوية : 141
    تاريخ التسجيل : 15/10/2008
    نقاط التميز : 572
    معدل تقييم الاداء : 12

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف adel7rof الإثنين 3 نوفمبر - 20:53

    الخونة دول مش عايزين سجل دول عايزين مشانق تتعلق لهم الميتين والحيين منهم
    avatar
    باسم
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 207
    رقم العضوية : 186
    تاريخ التسجيل : 27/11/2008
    نقاط التميز : 402
    معدل تقييم الاداء : 17

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف باسم الجمعة 26 ديسمبر - 19:31

    انطوان لحد وجيش من الجواسيس





    أنطوان لحد (ولد سنة 1927), هو قائد جيش لبنان الجنوبي بين 1984 و حتى حله سنة 2000. تعرض إلى محاولة اغتيال في العام 1989 على يد سهى بشارة المنتمية إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (الحزب الشيوعي اللبناني). ادت العملية إلى ادخاله العناية الفائقة لمدة طويلة من الزمن واستعيدت عافيته بعد علاج طويل في دولة إسرائيل استمر لسنوات واعتقال سهى بشارى وسجنها في إسرائيل لمدة فاقت العشر سنوات بعد محاكمتها ثم اطلق سراحها في وقت لاحق بعد وساطة قام بها رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري مع الدول الغربية.


    ما هو جيش لبنان الجنوبى ؟


    جيش لبنان الجنوبي كان ميليشيا لبنانية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، تحالف مع مصالح إسرائيل خلال الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان ضد ميليشيات أخرى مثل حزب الله ومنظمة التحرير الفلسطينية.

    تم تأسيس جيش لبنان الجنوبي عام 1976 على يد أفراد من الجيش اللبناني في مدينة مرجعيون و القليعة. وكان أغلب أعضائه من المسيحيين والشيعة الذين استائوا من الفصائل الفلسطينية التي سيطرت على جنوب لبنان في ذلك الحين. وكان في جيش لبنان الجنوبي وعلى الدوام عدد جيد من المسلمين الشيعة، ولكن رؤوس القوات كانوا على الدوام من الضباط المسيحيين. وبوجود عدو مشترك لجيش لبنان الجنوبي وإسرائيل، ألا وهو منظمة التحرير الفلسطينية، تشكل وبسرعة حلف بينهما.

    كان أول قائد لجيش لبنان الجنوبي الرائد سعد حداد، وبعد وفاة حداد بمرض السرطان عام 1984، خلفه أنطوان لحد.
    كان التحالف بين جيش لبنان الجنوبي وإسرائيل وطيداً، وفي حين كان حداد مسيحي (من طائفة الروم الكاثوليك) ، كان حوالي نصف أفراد الجيش من الشيعة والبقية من المسيحيين والدروز. ودعم الجيش الإسرائيليين بقتاله كل من منظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله المدعوم من سورية في الشريط المحتل من قبل إسرائيل في جنوب لبنان وذلك حتى العام 2000. كما أدار جيش لبنان الجنوبي سجن الخيام سيء الصيت لصالح إسرائيل. وفي المقابل دعمت إسرائيل المنظمة بالسلاح واللباس.

    ظل أفراد جيش لبنان الجنوبي يتقاضون رواتبهم من الجيش اللبناني حتى عام 1990، فهو منظمة مستقلة انشئت في البداية بهدف حماية المدنيين اللبنانيين من منظمة التحرير الفلسطينية. وبمرور الوقت ازدادت العلاقات مع إسرائيل قوة بدعم إسرائيل الجيش بالإمدادات للميليشيا. وازداد اعتماده على إسرائيل بعد عام 1990 عندما أعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة بأن جيش لبنان الجنوبي منظمة خارجة عميلة وخائنة، وأوقفت دفع الرواتب لأعضائها. وفي ذات الفترة، شن حزب الله هجمات فعالة بشكل متزايد على جيش لبنان الجنوبي، وبمساعدة المخابرات العسكرية اللبنانية في السنوات اللاحقة، تم اختراق المنظمة بشكل واسع. أدى هذا التغير في الظروف إلى فقدان كل من أخلاقيات المنظمة وأعضائها. وبحلول عام 2000 انخفض عدد أفراد الجيش إلى 1500 بعد أن كان 3000 قبل عشر سنوات. وفي سنوات الازدهار في بداية الثمانينات من القرن الماضي كان لجيش لبنان الجنوبي أكثر من 5000 فرد.

    وكون عدد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان لم يكن يزيد عن بضع مئات في ذات الوقت، قام جيش لبنان الجنوبي بمعظم القتال عن إسرائيل. كما أدار الشؤون الإدارية المدنية في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل.
    avatar
    باسم
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 207
    رقم العضوية : 186
    تاريخ التسجيل : 27/11/2008
    نقاط التميز : 402
    معدل تقييم الاداء : 17

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف باسم الجمعة 26 ديسمبر - 19:32

    في مايو من سنة 2000، انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة المحتلة في جنوب لبنان طبقاً لتصريحات إيهود براك رئيس الوزراء الإسرائيلي في حملته الانتخابية في مايو 1999، وبعد إبلاغ الأمم المتحدة عن ذلك في أبريل 2000. عارضت قيادة جيش لبنان الجنوبي قرار الانسحاب وبمجرد أن أصبح الإنسحاب الإسرائيلي واضحاً، تجاوز المدنيون اللبنانيون الجنوبيون مواقع جيش لبنان الجنوبي عائدين لقراهم، بينما سيطر حزب الله وبسرعة على المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش. أما جيش لبنان الجنوبي -مأخوذاً على حين غرة بالانسحاب الإسرائيلي- فإنهار في وجه الحشود وتقدم حزب الله المستمر. نزح العديد من أفراد الجيش، وبعضهم مع أفراد عائلاتهم إلى إسرائيل، بينما سلم بعضهم الآخر نفسه أو أخذوا كمعتقلين على يد حزب الله وتم محاكمتهم لاحقاً على يد السلطات اللبنانية. كما حصل عدد آخر منهم على حق اللجوء السياسي في دول أوروبا، وخاصة ألمانيا. وفي إسرائيل تم إنتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك على خلفية أن قراره بالانسحاب دون مشاورة حلفاءه في جيش لبنان الجنوبي أدى إلى إنهياره المتسارع والمشوش.

    عام 1985 أسس جيش لبنان الجنوبي مركز اعتقال في الخيام. وأوردت تقارير عديدة ممارسة التعذيب على نطاق واسع في الخيام. رفضت إسرائيل أي تدخل وتحمل للمسؤولية، و أدعت أان مسؤولية ما حدث في معتقل الخيام يقع على كاهل جيش لبنان الجنوبي بشكل بحت، الأمر الذي ترفضه منظمات إنسانية دولية كأمنستي إنترناشونال.
    وتم التعامل مع أفراد جيش لبنان الجنوبي الذين قبض عليهم الجيش اللبنانى وقوات حزب الله على أنهم أسرى حرب.
    وطبقا للتليفزيون الاسرائيلى ان لحد افتتح مطعما يديره فى تل ابيب ويكفية ذلك لامثال هولاء الخونة العملاء
    avatar
    باسم
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 207
    رقم العضوية : 186
    تاريخ التسجيل : 27/11/2008
    نقاط التميز : 402
    معدل تقييم الاداء : 17

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف باسم الجمعة 26 ديسمبر - 19:35

    ابْنُ العَلْقَمِيِّ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى سُقُوْطِ الدَّولَةِ العَبَّاسِيَّةِ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى مُوَالاَةِ الكُفَّارِ ... اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ عَصْرٌ أَو مِصْرٌ حَيْثمَا وُجِد الرَّافِضَّةُ ... اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ كِتَابٌ سُطِر فِيهِ التَّارِيْخُ الإِسلاَمِيُّ .

    ذَلِكَ الرَّافضِيُّ الخَائِنُ يُدَافِعُ عَنْهُ بَنُو مِلَّتِهِ ، وَيَنفُونَ عَنْهُ تُهْمَةَ الخِيَانَةِ كَالصَّفَّارِ ، وَفِي المُقَابِلِ يُثْنِي بَعْضُهُمْ عَلَيْهَا وَيَعُدُّوْنَهَا مِنْ أَعْظَمِ المَنَاقِبِ لَهُ .

    تَعَالَوْا مَعِي نَعِيْشُ تِلْكَ الخِيَانَة بِشَيْءٍ مِنَ الاختصَارِ ، وَبِقَلَمِ الدُكتور نَاصِرٍ القِفَاري فِي " أُصُوْلِ مَذْهَبِ الشِّيْعَةِ " .

    مُؤَامَرَةُ ابْنِ العَلْقَمِيِّ الرَّافضِيِّ

    وملخصُ الحادثةِ أن ابنَ العلقمي كان وزيراً للخليفةِ العباسي المستعصمِ ، وكان الخليفةُ على مذهبِ أهلِ السنةِ ، كما كان أبوهُ وجدهُ ، ولكن كان فيه لينٌ وعدمُ تيقظٍ ، فكان هذا الوزيرُ الرافضي يخططُ للقضاءِ على دولةِ الخلافةِ ، وإبادةِ أهلِ السنةِ ، وإقامةِ دولةٍ على مذهبِ الرافضةِ ، فاستغل منصبهُ ، وغفلةَ الخليفةِ لتنفيذِ مؤامراتهِ ضد دولةِ الخلافةِ ، وكانت خيوطُ مؤامراتهِ تتمثلُ في ثلاثِ مراحلٍ :

    المرحلةُ الأولى : إضعافُ الجيشِ ، ومضايقةُ الناسِ .. حيثُ سعى في قطعِ أرزاقِ عسكرِ المسلمين ، وضعفتهم :
    قالَ ابنُ كثيرٍ : " وكان الوزيرُ ابنُ العلقمي يجتهدُ في صرفِ الجيوشِ ، وإسقاطِ اسمهم من الديوانِ ، فكانت العساكرُ في أخرِ أيامِ المستنصرِ قريباً من مائةِ ألفِ مقاتلٍ .. فلم يزلْ يجتهُد في تقليلهم ، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف "[ البداية والنهاية : 13/202 ] .

    المرحلةُ الثانيةُ : مكاتبةُ التتارِ : يقولُ ابنُ كثيرٍ : " ثم كاتب التتارَ ، وأطمعهم في أخذِ البلادِ ، وسهل عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقةَ الحالِ ، وكشف لهم ضعفَ الرجالِ " [ البداية والنهاية : 13/202 ] .

    المرحلةُ الثالثةُ : النهي عن قتالِ التتارِ ، وتثبيط الخليفةِ والناسِ :
    فقد نهى العامةَ عن قتالِهِم [ منهاج السنة : 3/38 ] وأوهم الخليفةَ وحاشيتهُ أن ملكَ التتارِ يريدُ مصالحتهم ، وأشار على الخليفةِ بالخروجِ إليهِ ، والمثولِ بين يديهِ لتقع المصالحةُ على أن يكونَ نصفُ خراجِ العراقِ لهم ، ونصفهُ للخليفةِ ، فخرج الخليفةُ إليهِ في سبعمائةِ راكبٍ من القضاةِ والفقهاءِ والأمراءِ والأعيانِ .. فتم بهذهِ الحيلةِ قتلُ الخليفةِ ومن معهُ من قوادِ الأمةِ وطلائعها بدونِ أي جهدٍ من التترِ ، وقد أشار أولئك الملأُ من الرافضةِ وغيرِهِم مِنْ المنافقين على هولاكو أن لا يصالحَ الخليفةَ ، وقال الوزيرُ ابنُ العلقمي : متى وقع الصلحُ على المناصفةِ لا يستمرُ هذا إلا عاماً أو عامين ، ثم يعودُ الأمرُ إلى ما كان عليه قبل ذلك ، وحسنوا له قتلَ الخليفةِ ، ويقال إن الذي أشار بقتلهِ الوزيرُ ابنُ العلقمي ، ونصيرُ الدينِ الطوسي [ وكان النصيرُ عند هولاكوا قد استصحبهُ في خدمتهُ لما فتح قلاعَ الألموت، وانتزعها من أيدي الإسماعيليةِ (ابن كثير/ البداية والنهاية : (13/201) ]

    ثم مالوا على البلدِ فقتلوا جميعَ من قدروا عليه من الرجالِ والنساءِ والولدان والمشايخِ والكهولِ والشبانِ ، ولم ينج منهم أحدٌ سوى أهل الذمةِ من اليهودِ والنصارى ، ومن التجأ إليهم ، وإلى دار الوزيرِ ابنِ العلقمي الرافضي [ البداية والنهاية : 13/201-202 ]

    وقد قتلوا من المسلمين ما يقالُ إنهُ بضعةُ عشر ألفِ ألفِ إنسانٍ أو أكثر أو أقل ، ولم يُر في الإسلامِ ملحمةٌ مثلَ ملحمةِ التركِ الكفارِ المسمين بالتترِ ، وقتلوا الهاشميين ، وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين ، فهل يكونُ موالياً لآلِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم من يسلطُ الكفارَ على قتلهم وسبيهم وعلى سائرِ المسلمين ؟ [ منهاج السنة : 3/38 ]

    وقتل الخطباءُ والأئمةُ ، وحملةُ القرآنِ ، وتعطلت المساجدُ والجماعاتُ والجمعاتُ مدة شهورٍ ببغداد [البداية والنهاية : 13/203 ]

    وكان هدفُ ابنِ العلقمي " أن يزيلَ السنةَ بالكليةِ وأن يظهرَ البدعةَ الرافضة ، وأن يعطلَ المساجدَ والمدارسَ ، وأن يبني للرافضةِ مدرسةً هائلةً ينشرون بها مذهبهم فلم يقدرهُ اللهُ على ذلك ، بل أزال نعمتهُ عنه وقصف عمره بعد شهورٍ يسيرةٍ من هذه الحادثةِ ، وأتبعه بولدهِ " [ البداية والنهاية : 13/202 - 203 ] .
    avatar
    باسم
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 207
    رقم العضوية : 186
    تاريخ التسجيل : 27/11/2008
    نقاط التميز : 402
    معدل تقييم الاداء : 17

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف باسم الجمعة 26 ديسمبر - 19:38

    فتأمل هذه الحادثةَ الكبرى والخيانةَ العظمى ، واعتبر بطيبةِ بعضِ أهلِ السنةِ إلى حد الغفلةِ بتقريبِ أعدى أعدائهم ، وعظيمَ حقدِ هؤلاءِ الروافضِ وغلهم على أهلِ السنةِ ، فهذا الرافضي كان وزيراً للمستعصمِ أربعَ عشرةَ سنة ، وقد حصل له من التعظيمِ والوجاهةِ ما لم يحصل لغيرهِ من الوزراءِ ، فلم يجد هذا التسامحَ والتقديرَ في إزالةِ الحقدِ والغلِ الذي يحملهُ لأهلِ السنةِ ، وقد كشف متأخروا الرافضةِ القناعَ عن قلوبهم ، وباحوا بالسرِ المكنون فعدوا جريمةَ ابنِ العلقمي والنصيرِ الطوسي في قتل المسلمين من عظيمِ مناقبهما عندهم .

    فقال الخميني في الإشادةِ بما حققهُ نصيرُ الطوسي : ".. ويشعرُ الناسُ ( يعني شيعته ) بالخسارةِ .. بفقدانِ الخواجةِ نصيرِ الدينِ الطوسي وأضرابهِ ممن قدم خدماتٍ جليلة للإسلامِ " [ الحكومة الإسلامية : ص 128 ] .

    والخدماتُ التي يعني هنا هي ما كشفها الخوانساري من قبله في قولهِ في ترجمةِ النصيرِ الطوسي : " ومن جملةِ أمرهِ المشهورِ المعروفِ المنقولِ حكايةً استيزاره للسلطانِ المحتشمِ .. هولاكو خان.. ومجيئهِ في موكبِ السلطانِ المؤيدِ مع كمالِ الاستعدادِ إلى دارِ السلامِ بغداد لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ .. بإبادةِ ملكِ بني العباسِ ، وإيقاعِ القتلِ العامِ من أتباعِ أولئك الطغام ، إلى أن أسالَ من دمائهم الأقذار كأمثالِ الأنهارِ ، فانهار بها في ماءِ دجلة ، ومنها إلى نارِ جهنم دارِ البوارِ" [ روضات الجنات : 6/300 - 301 ، وانظر أيضاً في ثناء الروافض على النصير الطوسي النوري الطبرسي / مستدرك الوسائل : 3/483 ، القمي / الكنى والألقاب : 1/356 ] .

    فهم يعدون تدبيرهُ لإيقاعِ القتلِ العامِ بالمسلمين ، من أعظمِ مناقبهِ ، وهذا القتلُ هو الطريقُ عندهم لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ ، ويرون مصيرَ المسلمين الذي استشهدوا في هذهِ " الكارثة " إلى النارِ ، ومعنى هذا أن هولاكو الوثني وهو الذي يصفه بالمؤيدِ ، وجنده هم عندهم من أصحابِ الجنةِ ؛ لأنهم شفوا غيظ هؤلاء الروافضِ من المسلمين ، فانظر إلى عظيمِ هذا الحقدِ !! حتى صار قتلُ المسلمين من أغلى أمانيهم.. وصار الكفارُ عندهم أقربَ إليهم من أمةِ الإسلامِ .

    هذه قصةُ ابنِ العلقمي أوردتها معظمُ كتبِ التاريخِ [ وانظر أيضاً في قصة تآمره : ابن شاكر الكتبي / فوات الوفيات : 2/313 ، الذهبي / العبر : 5/225 ، السبكي / طبقات الشافعية : 8/262-263 وغيرها ] ، وأقرتها كتبُ الرافضةِ ، وأشادت بها.. ومع ذلك فقد حاول الراوفضُ المعاصرين توهين القصةِ والطعنَ في ثبوتها ، وحجتهُ أن الذين ذكروا الحادثةَ غير معاصرين للواقعةِ ، وحينما جاء على من ذكر الحادثةَ من معاصريها مثل : أبي شامة شهابِ الدين عبدِ الرحمن بنِ إسماعيل ( ت665 هـ ) كان جوابُهُ عن ذلك بأنهُ وإن عاصرَ الحادثةَ معاصرةً زمانيةً ، لكنه من دمشق فلم تتوفر فيه المعاصرةُ المكانيةُ [ انظر : محمد الشيخ الساعدي / مؤيد الدين بن العلقمي وأسرار سقوط الدولة العباسية ، وقد ساعدت جامعة بغداد على نشر الكتاب ] .

    وهي محاولةٌ لردِ ما استفاض أمرُهُ عند المؤرخين ، كمحاولتهم في إنكارِ وجودِ ابنِ سبأ، وقد بحثتُ في كتبِ التاريخِ فوجدتُ شهادةً هامةً لأحدِ كبارِ المؤرخين تتوفرُ فيه ثلاثُ صفاتٍ :

    الأولى : أن الشيعةَ يعدونهُ من رجالهم .
    والثانية : أنه من بغداد .
    والثالثة : أنه متوفى سنة 674 هـ .

    فهو شيعي بغدادي معاصرٌ للحادثةِ ؛ ذلك هو الإمامُ الفقيهُ علي بنُ أنجب المعروف بابنِ الساعي الذي شهد بجريمةِ ابنِ العلقمي فقال : "... وفي أيامهِ ( يعني المستعصم ) استولت التتارُ على بغداد ، وقتلوا الخليفة ، وبه انقضت الدولةُ العباسيةُ من أرض العراقِ ، وسببهُ أن وزيرَ الخليفةِ مؤيدَ الدين ابنَ العلقمي كان رافضياً.. ثم ساق القصةَ [ مختصر أخبار الخلفاء : ص 136 - 137 ]

    وابنُ الساعي هذا ذكرهُ محسنُ الأمين من رجالِ الشيعةِ فقال : " علي بنُ أنجبٍ البغدادي المعروف بابنِ الساعي له أخبارُ الخلفاءِ ت 674 هـ " [ أعيان الشيعة : 1/305 ] .

    ويكفي دلالة على صلة الروافض بنكبة المسلمين وتمني حصول أمثالها هذا التشفي الذي صدر على ألسنة شيوخهم المتأخرين والمعاصرين كالخوانساري ، والخميني وأمثالهما.


    كتبه
    عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
    avatar
    عمرو
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 546
    رقم العضوية : 166
    تاريخ التسجيل : 15/11/2008
    نقاط التميز : 1222
    معدل تقييم الاداء : 27

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف عمرو الخميس 22 يناير - 13:12

    حملا لقبا واحداً..وسلكا الدرب نفسه: درب الخيانة

    فأما الأول، فانتقل من معسكر المقاومة إلى معسكر موالاة الاحتلال، وباع رفاق الكفاح القدامى بأرخص الأثمان

    والثاني، حمله المصريون على الأعناق.. لكنهم لم يغفروا له سقطته في دنشواي

    ولنبدأ بالأول..محمد نجيب الهلباوي

    والهلباوي هو أحد تسعة شبانٍ اعتقلتهم السلطات في حادث اغتيال الإنجليز..وهو أيضاً أحد اثنين من هؤلاء التسعة قدمتهما النيابة للمحاكمة، فحكمت عليه المحكمة العسكرية البريطانية –هو وزميله محمد شمس الدين- بالإعدام..إلا أن السلطان حسين كامل التمس من الإنجليز تخفيف الحكم، فاستبدلت به الأشغال الشاقة المؤبدة

    ولكن من يصدق أن الهلباوي انتقل من معسكر الوطنية والفداء إلى معسكر الخيانة والغدر، فيعمل مرشداً وعميلاً لسلطات الاحتلال، ثم يبيع زملاء الجهاد بأبخس الأثمان حتى يسلمهم إلى حبال المشانق





    عن محمد نجيب الهلباوي نقرأ ما كتبه جمال بدوي في كتابه "نظرات في تاريخ مصر" الذي يورد أن الهلباوي الذي اتُهِمَ بإلقاء قنبلةٍ على السلطان حسين في الإسكندرية في يوليو تموز عام 1915، أُفرِجَ عنه ضمن الفدائيين المحكوم عليهم في قضايا الاغتيالات السياسية بقرارٍ من وزارة الشعب الأولى برئاسة سعد زغلول. وفي اليوم التالي لإطلاق سراحه، ذهب الهلباوي طائعاً مختاراً إلى مبنى المخابرات البريطانية ليضع نفسه في خدمة الاحتلال، ويسخر خبرته السابقة ومعلوماته الغزيرة عن الأعمال الفدائية لتكون تحت أمر سلطات الاحتلال

    وكان الإنجليز في شوقٍ شديدٍ لواحدٍ من هذا الطراز يكشف خبايا العمليات الجريئة التي قام بها الجهاز السري التابع لقيادة ثورة 1919وذهب ضحيتها العديد من الإنجليز وأعوانهم من الوزراء المصريين



    ظل الإنجليز يبحثون عمن يرشدهم إلى أسرار هذا الجهاز الغامض، حتى ظهر محمد نجيب الهلباوي ليصبح عميلاً في جهاز المخابرات البريطانية تحت اسم "مستر اتش" ويتحول من بطلٍ يحمل روحه على كفه إلى خائنٍ مهمته ملاحقة إخوانه الفدائيين والاختلاط بهم ومعرفة أسرارهم ونقلها إلى العدو

    رحب الإنجليز بالهلباوي واعتبروه مكسباً كبيراً وتركوه يملي عليهم شروطه للتعاون معهم، وهي شروطُ رخيصة الثمن، لا تزيد على راتبٍ شهري قدره 40 جنيهاً بخلاف المسكن والمأكل والمشرب. ويعترف الهلباوي في مذكراته المخطوطة التي أودعها عند الصحفي الكبير مصطفى أمين بأنه خرج من السجن فوجد بعض زملائه قد تقدموا عليه في الوظيفة..فهل يمكن الاقتناع بهذا السبب أو الذريعة لتبرير خيانته لوطنه؟





    على أية حال، كان الهلباوي حريصاً على الاختلاط بدائرة الشبان الوطنيين وكان أعلاهم صوتاً وأشدهم حماسةً وسخطاً على الإنجليز..ثم ينقل أسرارهم وتفاصيل عملياتهم الفدائية لسلطات الاحتلال. وأسهم بهذه الطريقة في إلقاء القبض على الرجال الثمانية الذين خططوا لاغتيال السير لي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام في 19 نوفمبر تشرين ثانٍ عام 1924، ليقبض ثمن المكافأة التي رصدتها الحكومة له وقدرها 10 آلاف جنيه، ولينعم بالحياة التعسة على رقاب زملاء الكفاح القدامى

    الهلباوي الآخر الذي يضمه الكثيرون إلى الخونة اسمه الكامل: إبراهيم الهلباوي

    وبالرغم من أن الناس عرفوه كأحد أعظم المحامين الذين أنجبتهم مصر، فإن حياته تعد نموذجاً تقليدياً لقصة حياة البطل الذي يخطيء مرةً واحدةً فيهيل على تاريخه التراب، ويظل مثل سيزيف يكافح طوال ما تبقى من عمره –دون جدوى- للصعود بالصخرة إلى قمة الجبل، دون أن يغفر له أحدٌ خطيئته في حق الشعب

    أحب شعب مصر آنذاك إبراهيم الهلباوي (1858-1940) الذي وصفه عباس محمود العقاد ذات مرةٍ بأنه "كان ذا ذلاقة لسانٍ لا تطيق نفسها ولا تريح صاحبها". وكان الهلباوي خطيباً مفوهاً وممثلاً رائعاً يمزج بين العربية الفصحى والعامية البسيطة ويتحرك بخفةٍ ورشاقة، يجبر المحكمة على سماعه ويجعل من يسمعه ويراه مشدوهاً بعبقرية هذا الرجل. قال عنه عبد العزيز البشري في "المرآة" إنه "شيخ يتزاحف على السبعين إن لم يكن قد اقتحمها فعلاً، عاش مدى عمره يحبه ناس أشد الحب ويبغضه ناس أشد البغض.. إلا أن هؤلاء وهؤلاء لا يسعهم جميعاً إلا التسليم بأنه رجل عبقري"


    كان الهلباوي يقف في المحكمة فيهز مصر كلها بفضل حججه القانونية البارعة التي جعلته يدعى أعظم طلاب المرحمة، على حد وصف معاصريه..لكنه فشل في طلب الرحمة لنفسه من الشعب في حادثة دنشواي. وعلى امتداد 30 عاماً طويلة حاول أن يكفِرَ عن ذنب ارتكبه، لكن الشعب أصم أذنيه لأن الذنب كان من النوع الذي يصعب نسيانه وغفرانه





    ففي يوم 20 يونيو حزيران عام 1906، أصدر بطرس باشا غالي ناروز وزير الحقانية بالنيابة قراراً بتشكيل المحكمة المخصوصة لمحاكمة المتهمين في حادثة دنشواي برئاسة بطرس باشا غالي نفسه، وعضوية كلٍ من "المستر" هبتر نائب المستشار القضائي، و"المستر" بوند وكيل محكمة الاستئناف الأهلية والقائمقام لهادلو القائم بأعمال المحاماة والقضاء بجيش الاحتلال، وأحمد فتحي زغلول بك (حمل لاحقاً لقب: باشا) رئيس محكمة مصر الابتدائية وأن يكون انعقادها في شبين الكوم يوم الأحد 24 يونيو حزيران

    كان من المقرر أن يحضر إبراهيم الهلباوي التحقيق مع المتهمين الأبرياء في حادثة دنشواي يوم السبت الموافق 16 يونيو عام 1906 لكنه لم يحضر لعدم عثوره على وسيلة انتقال مباشرة إلى دنشواي ولارتفاع درجة الحرارة في ذلك اليوم

    وعلى رصيف القطار في القاهرة، وجد الياور الخاص برئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا يخبره بأن "الباشا" ينتظره في مكتبه لأمرٍ مهم. ثم التقى الهلباوي محمد محمود بك رئيس حزب الأحرار الدستوريين فيما بعد، وكان يعمل آنذاك سكرتيراً خاصاً لمستشار وزير الداخلية الإنجليزي "المستر" ميتشل، الذي سأله عما إذا كان أحد من المتهمين في حادثة دنشواي قد وكله للدفاع عنه..فلما نفى ذلك أخطره بأن الحكومة قد اختارته ليمثلها في إثبات التهمة ضد المتهمين أمام المحكمة المخصوصة، باعتباره من أكبر المحامين سناً وأقدمية

    المفاجأة كانت في حسم الهلباوي تردده وقبوله المهمة، بل وتواضعه في تحديد أتعابه، فمع أنه –كما قال فيما بعد- "كان يتقاضى 500 جنيه في القضايا الكبرى، فإنه خفض أتعابه في هذه القضية، فقبِلَ أن يترافع فيها ب 300 جنيه فقط"

    هذا هو الهلباوي..لا فارق لديه بين أن يدافع عن المتهم ليطالب بتبرئته، أو أن يكون المدعي العام الذي يثبت عليه الاتهام ليطالب بإعدامه

    وهكذا استقبل الهلباوي في مكتبه "المستر" موبيرلي المفتش الإنجليزي لوزارة الداخلية لوزارة الداخلية و"المستر" مانسفيلد الحكمدار الإنجليزي لبوليس القاهرة اللذين أبلغاه أنهما مكلفان بأن يكونا في خدمته في كل ما يتعلق بقضية دنشواي، واقترحا عليه أن يحضر التحقيق وأن يشارك في استجواب المتهمين، لكنه اعتذر عن ذلك وفضلَ أن يزور مسرح الأحداث ليعاينه. وفيما بعد، قال الهلباوي – في معرض تبرير سقطته- إن قبوله القيام بدور المدعي العام قد مكَنه من صد المحاولات الإنجليزية التي استهدفت تضخيم الحادثة (مذكرات إبراهيم الهلباوي: تاريخ حياته، إبراهيم الهلباوي بك (1858-1940)، تحقيق عصام ضياء الدين؛ تقديم د. عبد العظيم رمضان)

    ودنشواي هي قرية تقع في مركز الشهداء، شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ويُعتقد أن الاسم مشتقٌ قديماً من دير جواي ثم تحول إلي دنجواي

    وتعود بدايات الحكاية إلى عام 1906 حين صدرت أوامر الحكومة في مصر إلى عُمد بعض البلاد بمساعدة فرقة تابعةٍ للاحتلال البريطاني آنذاك مكونة من خمسة جنود ممن كانوا يرغبون في صيد الحمام ببلدة دنشواي المشهورة بكثرة حمامها كما اعتادوا

    وفي نهار صيفي عادي في يوم الأربعاء الموافق 13 يونيو حزيران كان هؤلاء الجنود الإنجليز بقيادة الميجور كوفين يتجولون بالقرب من القرية المنكوبة ومعهم الأومباشي زقزوق والترجمان عبد العال. وكان الميجور مغرماً بصيد الحمام فأقنع رجاله - وهم: الكابتن بول، الملازمان بورثر وسميث، الطبيب البيطري الملازم بوستك - بأن يتراهنوا لاصطياد الحمام من على أشجار دنشواي





    وكان كوفين وبول وبوستك يطلقون الأعيرة لاصطياد الحمام بجوار الأشجار على جانبي الطريق الزراعي، ولكن تشاء الأقدار أن يتوغل بورثر وسميث داخل القرية حيث كان الحمام عند أجران الغلال يلتقط الحب. ويصوب بورثر بندقيته إلى جُرن الحمام الخاص بالشيخ محمد عبد النبي مؤذن البلدة، فتفقد زوجة الشيخ وعيها بعد أن أصابها عيار طائش

    وتفيد المصادر المختلفة بأن مؤذن البلدة جاء يصيح بهم كي لا يحترق التبن في جُرنه، لكن أحد الضباط لم يفهم منه ما يقول وأطلق عياره فأخطأ الهدف وأصاب المرأة، وتدعى أم محمد. واشتعلت النار في التبن، فهجم الرجل على الضابط وأخذ يجذب البندقية وهو يستغيث بأهل البلد صارخاً "الخواجة قتل المرأة وحرق الجُرن، الخواجة قتل المرأة وحرق الجُرن"، فأقبل الأطفال والنسوة والرجال صائحين "قتلت المرأة وحرقت الجُرن"، وهرع بقية الضباط الإنجليز لإنقاذ صاحبهم

    وفي هذا الوقت وصل الخفراء للنجدة كما قضت أوامرهم، فتوهم الضباط على النقيض بأنهم سيفتكون بهم فأطلقوا عليهم الأعيرة النارية وأصابوا بعضهم فصاح الجمع "قتل شيخ الخفر" وحملوا على الضباط بالطوب والعصي، فألقى الخفراء القبض عليهم وأخذوا منهم الأسلحة إلا اثنين منهم وهما "كابتن" الفرقة وطبيبها اللذين أخذا يعدوان تاركين ميدان الواقعة وقطعا نحو ثمانية كيلومترات في الحر الشديد حتى وصلوا إلى بلدة سرسنا، فوقع "الكابتن" بول مطروحاً على الأرض ومات بعد ذلك متأثراً بضربة شمس إثر عدوه لمسافة طويلة تحت أشعة الشمس

    عندها تركه زميله الطبيب وأخذ يعدو حتى وصل إلى المعسكر، وصاح بالعساكر فركضوا إلى حيث يوجد الكابتن، فوجدوه وحوله بعض الأهالي، فلما رآهم الأهالي لاذوا بالفرار، فاقتفى العساكر أثرهم وألقوا القبض عليهم إلا أحدهم –ويدعى سيد أحمد سعيد - هرب قبل أن يشد وثاقه واختبأ في فجوة طاحونةٍ تحت الأرض فقتله الإنجليز شر قتلة

    وقد نظم حافظ إبراهيم إثر حادثة دنشواي قصيدة يقول فيها:




    أيها القائمون بالأمر فينا..هل نسيتم ولاءنا والودادا؟


    خفّضوا جيشكم وناموا هنيئاً..وابتغوا صيدكم وجوبوا البلادا


    وإذا أعوزتكم ذاتُ طوق ..بين تلك الربا فصيدوا العبادا


    إنما نحن والحمام سواء..لم تغادر أطواقنا الأجيادا


    وكان رد الفعل البريطاني قاسياً وسريعاً، فقد قدم 52 فلاحاً مصرياً للمحاكمة بتهمة القتل المتعمد

    وهنا جاء دور الهلباوي في تلك المسرحية الهزلية



    فقد استخدم الهلباوي دهاءه لتكييف واقعة اعتداء الفلاحين بالضرب على الضباط الإنجليز بحيث يثبت أن الحريق الذي




    وقع في الجُرن نتيجة رصاص الضباط الإنجليز أثناء رحلة الصيد في دنشواي، هو حادثٌ تالٍ للاشتباك بين الفلاحين والضباط –وهذا لم يكن صحيحاً- بل زعم الهلباوي أن الضباط الإنجليز لم يكونوا أصلاً السبب في حدوث حريق الجُرن..وأشار إلى أنه حريقٌ متعمد اصطنعه الفلاحون ليخفوا أدلة سبق إصرارهم وتعمدهم التحرش بالضباط الإنجليز والاعتداء عليهم بالضرب

    وهكذا تمكن الهلباوي من تبرئة الضباط الإنجليز من الأخطاء والجرائم التي ارتكبوها، في حين زاد من مسؤولية الفلاحين عن الحادثة. واتخذ الهلباوي من نجاح الفلاحين في إخماد النيران في الجُرن في غضون ربع ساعةٍ فقط دليلاً على أن الفلاحين هم الذين أطفأوا النيران بعد أن أشعلوها

    ولم يبق في إثبات ركن سبق الإصرار على القتل والشروع فيه سوى إثبات أن فكرة القتل لم تكن عرضيةً وغنما كانت نيةً مبيتة

    وصوّر الهلباوي الأمر أمام المحكمة وكأن الفلاحين رتبوا الأحداث بحيث صمموا على قتل الإنجليز إذا جاءوا للصيد في قريتهم. وكان الملازم بورثر قد ذكر أثناء إدلائه بأقواله أمام المحكمة أن المتهم التاسع عبد المطلب محفوظ قد حماه هو وزملاءه من العدوان عليهم، وقدم إليهم المياه ليشربوا، وهي شهادةٌ كانت كافية لتبرئته

    وعندما جاء الدور على الشاهد فتح الله الشاذلي نجل عمدة دنشواي، ورد في أقواله هو الآخر أنه قد قدم الماء للضباط..فتنبه الهلباوي إلى نقطةٍ جزم بأنها فاتت على الملازم بورثر، ووقف ليقول إنه يلاحظ شبهاً كبيراً في الملامح بين المتهم عبد المطلب والشاهد فتح الله، وإنه يعتقد أن الأمر قد اختلط على الملازم بورثر..فاستدعت المحكمة الضابط الإنجليزي الذي حسم الامر، وقال إن الذي سقاه هو ابن العمدة وليس المتهم. وبذلك حرم الهلباوي المتهم التاسع من فرصته للنجاة من الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة

    وعلى هذا النهج يروي لنا صلاح عيسى في كتابه "حكايات من دفتر الوطن" كيف بذل إبراهيم الهلباوي جهداً ضخماً في تفنيد كل ما جاء في أقوال المتهمين والشهود ليهدم كل واقعةٍ يمكن أن تتخذ ذريعةً للتخفيف عن المتهمين الأبرياء في حادثة دنشواي، وليثبت للمحكمة أن الحادثة ارتكبت عمداً ومع سبق الإصرار، حتى يفوز بما كان قد اتفق عليه مع سلطات الاحتلال ويعطي المحكمة مبرراً للحكم بالإعدام على المتهمين

    بل إنه فند التقارير الطبية التي قالت إن الضحية الوحيدة في الحادثة وهو الكابتن البريطاني بول، قد مات متأثراً بضربة شمس، وأكد أن موت بول بضربة شمس لا ينفي أن المتهمين هم الذين قتلوه لأنهم هم الذين ضربوه، وألجأوه إلى الجري تحت أشعة الشمس اللاهبة. أضف إلى ذلك أن الهلباوي اتهم المتهم البريء حسن محفوظ بأنه "لم يكدر قريةً بل كدر أمةً بأسرها بعد أن مضى علينا 25 عاماً ونحن مع المحتلين في إخلاصٍ واستقامة وأمانة.. أساء إلينا وإلى كل مصري..فاعتبروا صوتي صوت كل مصري حكيمٍ عاقل يعرف مستقبل أمته وبلاده"

    وبذلك قتل الهلباوي شعبه كله بعد أن صدر الحكم بإعدام أربعة متهمين -هم: حسن علي محفوظ‏,‏ يوسف حسني سليم‏,‏ السيد عيسى سالم ومحمد درويش زهران-‏ والجلد‏50‏ جلدة على 12 متهماً، والأشغال الشاقة لباقي المتهمين





    وفي الثانية من ظهر يوم ‏28‏ يونيو حزيران جرى تنفيذ تلك الأحكام الجائرة، بعد محاكمةٍ استمرت بضعة أيام فقط وأمام أعين الأهالي. وتقول جريدة "المقطم" يوم ‏18‏ يونيو حزيران عام ‏1906‏ إن المشانق أعدت داخل القرية قبل التحقيق‏
    وقال أمير الشعراء أحمد شوقي بعد مرور عام على حادثة دنشواي:

    يا دنشواي على رباك سلام..ذهبت بأنس ربوعك الأيام

    كيف الأرامل فيك بعد رجالها..وبأي حال أصبح الأيتام

    عشرون بيتاً أقفرت وانتابها..بعد البشاشة وحشةٌ وظلام

    نوحي حمائم دنشواي وروّعي..شعباً بوادي النيل ليس ينام

    السوط يعمل والمشانق أربع..متوحدات والجنود قيام

    والمستشار إلى الفظائع ناظر..تدمى جلود حوله وعظام

    وعلى وجوه الثاكلين كآبة..وعلى وجوه الثاكلات رغام

    وعن جدارةٍ استحق الهلباوي لقب "جلاد دنشواي" الذي أطلقه عليه الشيخ عبد العزيز جاويش





    وهجاه الشاعر حافظ ابراهيم في قصيدة قال فيها:

    أيها المدعي العمومي مهلا 00 بعض هذا فقد بلغت المرادا

    قد ضمنا لك القضاء بمصر 00 وضمنا لنجلك الإسعادا

    فإذا ما جلست للحكم فاذكر 00 عهد مصر فقد شفيت الفؤادا

    لا جرى النيل في نواحيك يا مصر.. ولا جادك الحيا حيث جادا

    أنت أنبت ذلك النبت يا مصر.. فأضحى عليك شوكا فتادا

    أنت أنبت ناعقاً قام بالأمس.. فأدمى القلوب والأكبادا

    أيا مدرة القضاء ويا من 00 ساد في غفلة الزمان وشادا

    أنت جلادنا فلا تنس أنا 00 لبسنا على يديك الحدادا



    عاش الهلباوي 34 عاماً بعد تلك المأساة، ذاق أثناءها الذل والهوان من المصريين الذين لم ينسوا له دوره في تلك المحاكمة، بالرغم من محاولته التكفير عن ذلك، وحورب حرباً شديدة من الناس وخصومه وأصدقائه، وطارده لقب "جلاد دنشواي" في كل مكان. وكانت له كلمته الشهيرة: "ما أتعس حظ المحامي وما أشقاه.. يعرض نفسه لعداء كل شخص يدافع ضده لمصلحة موكله فإذا كسب قضية موكله، أمسى عدواً لخصمه دون أن ينال صداقة موكله"
    avatar
    عمرو
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 546
    رقم العضوية : 166
    تاريخ التسجيل : 15/11/2008
    نقاط التميز : 1222
    معدل تقييم الاداء : 27

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف عمرو الخميس 22 يناير - 13:15

    لكن إبراهيم الهلباوي لم يكن الخائن الوحيد لمصر في حادثة دنشواي، فقد كان هناك اثنان آخران أولهما بطرس باشا غالي (1846-20 فبراير شباط 1910) وزير الحقانية بالنيابة آنذاك الذي ترأس المحكمة. أما نهاية هذا الرجل فكانت على يد صيدلاني يدعى إبراهيم الورداني، اغتال بطرس غالي أمام وزارة الحقانية في الساعة الواحدة ظهراً يوم (11 من صفر 1328 هـ=20 فبراير 1910)، حيث أطلق عليه الورداني ست رصاصات أصابت اثنتان منها رقبته. وكان اغتيال بطرس غالي هو أول جريمة اغتيال في مصر الحديثة

    أما الثاني فهو أحمد فتحي زغلول ( فبراير شباط 1863- 27 مارس آذار 1914) عضو المحكمة ورئيس محكمة مصر الابتدائية الذي كتب حيثيات الحكم بخط يده. ولم يغفر له أحد ما فعله في دنشواي..لم يغفر له أن الشقيق الأصغر لزعيم الأمة سعد زغلول، حتى أن ذكراه كانت تمر بعد ذلك وسعد زعيم الامة المحبوب، فلا يجسر أحدٌ على الإشارة إليها


    بل إن خصوم سعد زغلول كانوا يشيرون إلى شقيقه أحمد فتحي كدليلٍ على عدم وطنية الأول




    وحدث في العام التالي مباشرةً لمأساة دنشواي، أي في عام 1907، أن تمت ترقية أحمد فتحي زغلول إلى منصب وكيل وزارة الحقانية، وأقام له بعض الموظفين حفل تكريمٍ في فندق "شبرد"، وطالبوا أحمد شوقي بالاشتراك في الحفل بقصيدة، فأرسل إليهم ما أرادوا في مظروفٍ..وفتحته لجنة الاحتفال في الموعد المحدد، فوجدت به أبياتاً تقول:


    إذا ما جمعتم أمركم وهممتموا..بتقديم شيءٍ للوكيل ثمين
    خذوا حبال مشنوقٍ بغير جريرةٍ..وسروال مجلودٍ، وقيد سجين
    ولا تعرضوا شعري عليه، فحسبه..من الشعر حكمٌ خطه بيمين
    ولا تقرأوه في "شبرد" بل اقرأوا..على ملأٍ في دنشواي حزين

    وكانت لطمةً قويةً..وأنقذ أحمد فتحي زغلول نفسه، فغادر الدنيا بعدها بسنواتٍ قلائل، إذ مات في عام 1914 وهو وكيلٌ لوزارة العدل
    avatar
    adel7rof
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 326
    رقم العضوية : 141
    تاريخ التسجيل : 15/10/2008
    نقاط التميز : 572
    معدل تقييم الاداء : 12

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف adel7rof السبت 2 مايو - 10:39

    شكرا باسم شكرا عمرو
    مشاركاتم رائعة

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف يسرا احمد الإثنين 30 نوفمبر - 4:03

    فكرة رائعة وجديدة مظنش اتعملت قبل كدة شكرا لكل المشاركين
    وفي انتظار المزيد من الخونة
    حتي لا ننسي
    مراد شاكر
    مراد شاكر
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 52
    رقم العضوية : 178
    تاريخ التسجيل : 25/11/2008
    نقاط التميز : 60
    معدل تقييم الاداء : 2

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف مراد شاكر الجمعة 4 ديسمبر - 8:56

    أشهر الخونة في تاريخ مصر

    المعلم يعقوب..صديق الجنرالات




    إنها الرصاصة التي لم نكن نتوقعها: الخيانة


    وللخيانة السياسية في تاريخ مصر دورٌ كبير عن حقٍ وعن باطل، فحوادث هذا التاريخ حافلةٌ بحكايات الخيانة واتهامات, العمالة، وهي وقائع حقيقية أحياناً ومتخيلة في أحيانٍ أخرى..فالخيانة هي أسرع اتهام نوجهه إلى خصومنا السياسيين عندما نختلف معهم، وهي المشجب الذي يمكن أن نعلق عليه هزائمنا


    وعندما نطالع كتابات مؤرخي مصر في تاريخها الحديث والمعاصر، سنجدهم يقررون أن الخيانة كانت السبب الرئيسي للاحتلال العثماني لمصر، فهزيمة قانصوه الغوري في مرج دابق ثم هزيمة طومان باي في الريدانية مردهما عندهم إلى الخيانة في صفوف المماليك..خيانة خاير بك نائب حلب وخيانة الأمير جان بردي الغزالي..كذلك كان نجاح سليم العثماني في إلقاء القبض على طومان باي ثم إعدامه نتيجةً لخيانة عرب البحيرة، الذين لجأ إليهم طومان باي فغدروا به وسلموه ليشنق على باب زويلة

    وبالطبع لايمكن أن ننكر أن خاير بك كان خائناً لسلطانه الغوري وأنه انسحب من ميدان المعركة ليُمكِنَ القوات العثمانية من اختراق صفوف الجيش المملوكي. وقد قبض خاير بك ثمن خيانته فأصبح والياً على مصر من قبل العثمانيين، ونال "مكافأته" من الشعب المصري عندما سماه الناس من يومها "خاين بك". كذلك لا يمكن إنكار خيانة خنفس لأحمد عرابي عندما فتح ثغرة في صفوف الجيش المصري في التل الكبير هجم منها الإنجليز..لكن ما لا يمكن الإقرار به هو أن الخيانة وحدها كانت سبب الهزيمة في الحالتين. لقد كانت فقط عاملاً مساعداً، أما الأسباب الأساسية للهزيمة في الحالتين فهي تكمن في الفارق بين القوة العسكرية لطرفي المعركة، والفارق بين قدرات القادة على الجانبين


    لقد كان جيش المماليك في مرج دابق والريدانية أضعف في تسليحه من أن يصمد أمام الغزاة العثمانيين إلا بمعجزة، فهو جيشٌ يعتمد على الفرسان والسيوف والرماح، أمام جيشٍ مسلحٍ بالمدافع والبنادق
    أما جيش عرابي فبالرغم من تسليحه الحديث نسبياً، فإن قيادته التي أدارت المعركة بالذِكر والأوراد واطمأنت إلى وعد فرديناند ديليسبس بعدم السماح للقوات البريطانية بالمرور من القناة فركزت التحصينات في دمياط وكفر الدوار، وتركت المنطقة الشرقية بتحصيناتٍ ضعيفة هي التي كانت مسؤولة بالدرجة الأولى عن الهزيمة قبل خيانة الخونة..وهذا ما نقصده بأن الخيانة في كثير من الأحيان تكون المشجب الذي نعلق عليه هزائمنا، ونغفل بذلك الأسباب الأخرى التي قادت إلى هذه الهزائم

    أحد أشهر الخونة الذين يمكن رصدهم أثناء الحملة الفرنسية على مصر هو المعلم يعقوب



    والمعلم يعقوب موضعُ نزاع على وطنيته كما يرى المؤرخ الدكتور محمد عفيفي، وسط تأكيد على طائفيته كما يجزم القبطي الإنجيلي رفيق حبيب، وعلى خيانته عند القبطي الأرثوذكسي جمال أسعد عبد الملاك، وهو محرومٌ بقرار من بطريرك الأقباط في عصره. وهو خائنٌ لبلده ووطنه عند الدكتور أحمد حسين الصاوي ("المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة"، دار الفكر للنشر والتوزيع، طبعة 1986). في المقابل، تجد دفاعاً عنه وعن وطنيته، لدى د‏.‏ أنور لوقا في كتابه "هذا هو المعلم يعقوب"، وكذلك د. لويس عوض في "تاريخ الفكر المصري الحديث" و"أوراق العمر"، والقمص متياس نصر منقريوس "الجيش الوطني القبطي: 1800-1814"

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    ولد يعقوب يوحنا في ملوي حوالي عام 1745 والتحق في عهد علي بك الكبير بخدمة سليمان آغا رئيس الانكشارية واستطاع عبر إشرافه على إدارة أملاك رئيس الانكشارية أن ينمي ثروته الخاصة. وهو حارب في صفوف المماليك ضد قوات حسن باشا التي نزلت في مصر لتثبيت الحكم العثماني قبل الحملة الفرنسية على مصر بفترةٍ قصيرة. وكان في الثالثة والخمسين من عمره عندما غزت الحملة الفرنسية مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798

    وعندما طلب الجيش الفرنسي من المعلم جرجس جوهري – رئيس "المباشرين" وعميد الأقباط- أن يرشح له بعض المتخصصين فى الإدارة حتى تسير الأمور كما كانت من قبل, رشح له خمسة من الأقباط ومعهم يعقوب يوحنا, فقام نابليون بونابرت بتعيين الخمسة، واختار يعقوب يوحنا ليصبح مديراً عاماً لتموين وإمداد الحملة الفرنسية في مصر وهو عملٌ كبيرٌ وضخم يقتضي إطعام 30 ألف جندي فرنسي ينتشرون في مدن مصر وقراها, وخاصة على شاطيء النهر. وقد تعددت مواهب هذا الرجل، فقد أسندت إليه مهمة توزيع الضرائب على أهل الوجه القبلي وجبايتها من قبل الجنرال ديزيه، فنفذ الأعمال الموكلة إليه بكل دقةٍ ومهارة

    وحين أرسل نابليون حملة إلى الصعيد يقودها الجنرال ديزيه، رافق المعلم يعقوب الجنرال الفرنسي في حملته التي كانت تهدف إلى مطاردة جيش مراد بك –الذي عمل يعقوب لديه سابقاً- والمماليك الذين فروا إلى الصعيد، وإخضاع المصريين للسيطرة الفرنسية
    خرج المعلم يعقوب في هذه الحملة مرافقاً للجنرال ديزيه لغرضٍ واحد يحدده المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في كتابه "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس"، حيث يقول: "وفي خامس عشر سافر عدةٌ من الإفرنج إلى جهة الصعيد وعليهم صاري عسكر المتولي على الصعيد اسمه "دزة" وبصحبتهم يعقوب القبطي ليدبر لهم الأمر ويعمل لهم أنواع المكر والخداع ويطلعهم على الخبايا ويصنع لهم الحيل، فمنهم أنه كان يرسل الجماعة من الإفرنج لقبض الأموال وطلب الكلف، ويلبس البعض لبس العثمنلي ويكتب لهم التحذير من المخالفة، ويذكر لهم أن هذا أمرٌ سلطاني، فيروج ذلك على كثيرٍ من أهل البلاد، ويمتثلون الأوامر"

    كان يعقوب خبيراً في طرق الصعيد وأوضاعه المالية والإدارية والاجتماعية، وكان عليه أن يمهد الطريق أمام الفرنسيين للحصول بسهولة على أموال المصريين..لكن ما حدث أن مهمة يعقوب تجاوزت ذلك كله، فتحول سريعاً إلى مستشار خاص لـلجنرال ديزيه. ولأنه كان يعمل لدى المماليك طوال حياته، فقد كان ملماً بطرق تفكيرهم ويمكن أن يخمن خططهم في القتال، وطرق الهجوم والدفاع، بل إن يعقوب نظم شبكة من الجواسيس والعملاء للاستطلاع وجمع المعلومات عن تحركات مراد بك وتقديمها للفرنسيين

    شارك المعلم يعقوب في القتال الميداني بالصعيد، حيث قاد فصيلة من الجيش الفرنسي ضد قوة مملوكية في أسيوط واستطاع أن يحقق الانتصار ويهزم المماليك، مما دفع ديزيه إلى أن يقدم له تذكاراً عبارة عن سيفٍ منقوش على مقبضه: معركة عين القوصية - 24 ديسمبر كانون أول عام 1798


    وتدل الوثائق على أن المعلم يعقوب قد نشأت بينه وبين الجنرال ديزيه صداقةٌ متينة وعميقة. وحين جاءت الأنباء إلى القاهرة بموت ديزيه في معركة مارنجو (التي دارت عند إحدى القرى الإيطالية أثناء حربه مع النمساويين) افتتح اكتتابٌ بين جنود الجيش الفرنسي في مصر لإقامة نصب تذكاري تخليداًً لذكرى ديزيه، فكتب المعلم يعقوب إلى القائد العام قائلاً إنه متبرع وحده بثلث المبلغ المطلوب لإقامة هذا النصب التذكاري لهذا الرجل الذي يقول يعقوب إنه "وهبه قلبه"

    وقد تجلت معالم العلاقة بين يعقوب وديزيه فى قصيدة شعرية كتب معناها الأول، ونظمها الأب روفائيل. كان يعقوب فى القصيدة يرثي صديقه ديزيه الذي قُتل وهو في الثانية والثلاثين من عمره. ومما جاء في القصيدة المتواضعة المستوى:


    أذرفنا على ذكر الحبيب دموعاً.. سكرنا بها ليوم البعث والحشر

    حبيب وقد ذاع صيته أبداً.. بطل وقد عرف في سائر القطر
    فآهاً على ناصري داسه.. ووا أسفي على أصحابي به لو قدر القدر
    فكنت أرغب وجودي بميداني مارنجوا.. كما رافقته قبلاً بصعيدنا المصري
    فموتي عنه فداءٌ كان يغنيه.. عن فقد حياة مفيدة ذكرها دهر
    ولم يزل بفكري مخلدا أبداً.. حتى إلى خروج الروح من صدري
    ومحبتنا للفرنسيين فلابد عنها.. لأنهم اعتقونا من الأضرار والشر

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    مراد شاكر
    مراد شاكر
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 52
    رقم العضوية : 178
    تاريخ التسجيل : 25/11/2008
    نقاط التميز : 60
    معدل تقييم الاداء : 2

    حتي لا ننسي(سجل للخونة ) Empty رد: حتي لا ننسي(سجل للخونة )

    مُساهمة من طرف مراد شاكر الجمعة 4 ديسمبر - 9:00

    نعود إلى مهمة المعلم يعقوب في خدمة الاحتلال الفرنسي


    فقد تولى جمع الضرائب من أهالي الصعيد واستعمل أبشع وأعنف الوسائل في الجباية، وكان أهل الصعيد يسمون حملة الجنرال ديزيه (جيش المعلم يعقوب). عاد يعقوب إلى القاهرة بعد حملة الصعيد، وكانت ثورة القاهرة الأولى قد وقعت، ويبدو أنه قد عرف حقيقة موقفه وموقف الأهالي منه ولذا حول داره إلى ما يشبه القلعة العسكرية، وجعل لها بوابةً محصنة يقف عليها الحرس المسلحون ليلاً ونهاراً، وتوافق ذلك مع شروع نابليون في بناء عدة قلاعٍ حول القاهرة، بحيث تحيط مدافعه بالقاهرة كلها. واعتبرت قلعة المعلم يعقوب واحدةً من قلاع الفرنسيين في القاهرة

    ثم قامت ثورة القاهرة الثانية، وبالطبع انحاز فيها يعقوب إلى الفرنسيين، بل وتروي المصادر الفرنسية أن يعقوب قاتل ببسالة وحماس أثارت تقدير كليبر شخصياً

    وبعد أن انتهت الثورة وبدأ كليبر يعاقب الثوار ويكافيء الذين تعاونوا مع الفرنسيين، كان أول الذين كوفئوا المعلم يعقوب. وأخذت المكافأة عدة أشكال، فقد فرض كليبر غرامةً كبيرة على الأهالي، وجعل يعقوب مسؤولاً عن جمع هذه الأموال "وبالوسائل التي يراها مناسبة"



    ويستشهد المؤرخ شفيق غربال على دور المعلم يعقوب برسالةٍ كتبها الجنرال "عبد الله" جاك مينو إلى بونابرت يقول فيها‏:‏ ‏"إني وجدت رجلاً ذا دراية ومعرفةٍ واسعة اسمه المعلم يعقوب وهو الذي يؤدي لنا خدماتٍ باهرة منها تعزيز قوة الجيش الفرنسي بجنود إضافية من القبط لمساعدتنا"

    والحال أنه بوصول يعقوب إلى منصب "آغا" الملة القبطية أي كبير الأقباط، فقد بدأ في تكوين فيلق قبطي في خدمة الفرنسيين يتألف طبقا لبعض التقديرات من 896 جندياً وضابطاً –وقيل في مصادر أخرى إن عددهم بلغ ألفي جندي وضابط- تولى تجنيدهم من أهل الصعيد، في حين تكفل الفرنسيون بتدريبهم على حمل السلاح والقتال، وتعلم يعقوب نفسه الخطط العسكرية وترأس الفيلق. ويشير د. لويس عوض في كتابه "تاريخ الفكر المصري الحديث" إلى أنه منذ ذلك التاريخ ارتبط مصير المعلم يعقوب ومصير الفيلق القبطي بمصير الجيش الفرنسي



    ويقول المؤرخ الفرنسي البارز والمتخصص في تاريخ حملة بونابرت على مصر هنري لورنس في كتابه "المغامر والمستشرق" (المجلس الأعلى للثقافة في مصر، ترجمة: بشير السباعي، 2003) إنه بعد أن قتل سليمان الحلبي الجنرال كليبر قائد الحملة بعد عودة بونابرت إلى فرنسا، قدم الفارس المالطي تيودور دو لاسكاريس (1774– 1817) اقتراحاً بأنه من المهم ترك حزب قوي ليستمر في الحفاظ على النفوذ السياسي والتجاري في مصر، ولذلك يجب تعزيز الفيلق القبطي الذي يقوده المعلم يعقوب. وهكذا تمت ترقية يعقوب إلى رتبة جنرال في جيش الجمهورية، وهو أول أجنبي ينال هذه الرتبة، في حين نال ابن أخيه لقب كولونيل


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    وجعله القائد العام "عبد الله" جاك مينو مساعداً للجنرال بليار في مارس آذار عام 1801 للدفاع عن القاهرة، فأنشأ شبكة تجسس لمواجهة ثورات القاهرة التي اندلعت ضد الاحتلال. والشاهد أن القوات الفرنسية تمكنت بمعاونة المعلم يعقوب من قمع ثورة القاهرة الأولى سنة 1213 هـ، وثورة القاهرة الثانية سنة 1214هـ

    لكن الدنيا دارت دورة كاملة، بهزيمة القوات الفرنسية أمام الجيش الإنجليزي

    وعند تسليم القاهرة، دخل "الجنرال" يعقوب في اتفاقية التسليم

    ففي مشهد الانسحاب الأخير‏,‏ كان ضمن شروط معاهدة التسليم‏,‏ التي أبرمها الجنرال الفرنسي بليار مع قائد الجيش الإنجليزي‏,‏ وممثلي الدولة العثمانية في ‏27‏ يونيو حزيران عام ‏1801,‏ أنه يحق لأي من سكان مصر على اختلاف أجناسهم‏,‏ إذا رغب في اللحاق بالجيش الفرنسي في رحيله أن يرحل معه‏,‏ ولا يجوز بعد رحيله أن تؤذى عائلته أو تصادر أملاكه‏.‏ وهكذا غادر المعلم يعقوب مصر ليبحر إلى فرنسا مع الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنواتٍ قضاها في التعاون مع الاحتلال الفرنسي

    تقول المؤرخة إيريس حبيب المصري في كتابها "قصة الكنيسة القبطية" (مكتبة كنيسة مار جرجس، سبورتنج – الإسكندرية، الكتاب الرابع ص 224): إنه لما انتهى أمر الحملة الفرنسية بالصلح مع العثمانيين والإنجليز بشرط انسحابهم من مصر، عزم الجنرال يعقوب على السفر إلى فرنسا, فخرج بمتاعه وعبر إلى الروضة (حيث خرج الفرنسيون من القاهرة استعداداً للرحيل) ومعه عساكر القبط وهرب الكثير من الباقين واختفوا, واجتمعت نساؤهم وأهلهم وذهبوا إلى قائمقام وبكوا وولولوا وترجوه فى إبقائهم عند عيالهم وأولادهم فإنهم فقراء وأصحاب صنائع فهم ما بين نجار وبناء وصانع وغير ذلك فوعدهم أن يرسل إلى يعقوب أن لا يقهر (يغصب) منهم من لا يريد السفر والذهاب معه"

    وركب يعقوب وأتباعه- رافقه أخوه حنين وأمه ماري غزالة وزوجته مريم نعمة وابنته منٌه وابن أخيه إلياس صاحب القاموس الشهير، ونفر من الأقارب والخدم وعساكر القبط- البارجة الإنجليزية "بالاس" للخروج من مصر‏‏ في 10 أغسطس آب عام 1801، واختار أن يكون على السفينة نفسها مع صديقه الفارس المالطي لاسكاريس. ثم اكتملت مأساته بإصابته بالحمى بعد يومين فقط من تلك الرحلة ثم موته إثر إسهال حاد في منتصف الساعة السابعة من صباح اليوم السادس لها‏ (16‏ أغسطس‏1801)‏ وكانت آخر وصيةٍ له همس بها في أذن بليار وهو يحتضر هو رجاؤه أن يدفن إلى جانب الجنرال ديزيه، وبالفعل نفذ الفرنسيون وصيته

    ويقال إنهم احتفظوا بجثمانه فى برميلٍ من الخمر حتى يصلوا إلى فرنسا ودفن هناك. وقد حاول د‏.‏ أنور لوقا في كتابه "هذا هو المعلم يعقوب" أن يثبت رواية تقول إن‏ يعقوب مات بفعل قدح قهوة تركية ضيفه بها حسين باشا القبطان قبيل سفره‏.‏ وقد ووري الثري في جبانة سان مارتان في مرسيليا بعد تشييع جنازته في احتفالٍ مهيب‏‏

    لكن الرجل ظل يثير معارك حتى بعد وفاته

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل - 4:05