معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    حسن البنا .. رجل على موعد

    avatar
    واحد من الناس
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 148
    رقم العضوية : 72
    تاريخ التسجيل : 15/08/2008
    نقاط التميز : 157
    معدل تقييم الاداء : 7

    حسن البنا .. رجل على موعد Empty حسن البنا .. رجل على موعد

    مُساهمة من طرف واحد من الناس الإثنين 15 فبراير - 11:46

    الإمام الشهيد "حسن البنا" مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر هل تستطيع كلمات بسيطة أو صفحات عديدة في دراسة أو كتاب أن تحدد ملامح شخصيته؟ هل هو رجل من طراز فريد؟ أم هو الإمام الملهم الموهوب؟ أم هو أستاذ الجيل ومجدد الإسلام في القرن العشرين؟ هل هو داعية فوق المساومات؟ أم رجل تطابق قوله مع عمله؟ هل هو الإمام المخلص



    المتجرد في عمله لله، أم زعيم يمتلك فراسةً وخبرةً تجعل الناس يلتفون حوله؟

    الإمام الشهيد "حسن البنا" يجمع الصفات السابقة جميعها وفوقها، إنه الرجل الذي جاء في موعده تمامًا، فقد ظهر الإمام "حسن البنا" في الفترة من عام 1928م/1949م والأمة الإسلامية تمر بأقصى مراحل حياتها في الاستعمار بمختلف أنواعه البريطاني أو الفرنسي، أو الإيطالي، أو البرتغالي...إلخ، يحتل كل البلدان الإسلامية، ويفرض عليها هويته وثقافته التغريبية، والخلافة الإسلامية التي جمعت تلك البلدان الإسلامية ووحدتهم سقطت على أيدي دعاة التغريب، وأتباع الاستعمار والدعوات الإقليمية والانعزالية، والأفكار اللاأخلاقية والانحلالية تفشت في المجتمعات الإسلامية من الدعوة إلى السفور والتبرج والاختلاط، وانتشار بيوت الدعارة وحانات الخمور...إلخ.

    جاء الإمام "حسن البنا" في هذا الوقت ليعيد للأمة عزتها وهويتها وتمسكها بدينها، وليحررها من الاستعمار، ويدعو لنهضتها واستقلالها السياسي والاقتصادي والثقافي، وليقيم مؤسسة سياسية وتربوية واجتماعية على أسس إسلامية تواجه دعاة التغريب والعلمانية، جاء "حسن البنا" ليفعل ذلك كله ولولاه- وكما يرى المؤلف- لأصبحنا أمة من الهنود الحمر..

    وقد تطرق المؤلف في هذا الكتاب إلى أهم ملامح شخصية الإمام الشهيد والظروف التي مهدت لنشأة جماعته، وأهم القضايا التي شغلت اهتمامه واهتمام جماعة الإخوان المسلمين، ثم اغتياله على أيدي القوى المتربصة به وبجماعته.



    ملامح وجوانب من شخصية الإمام الشهيد:

    كان الإمام الشهيد "حسن البنا" رجلاً متواضعًا واضح الحجة قوي البرهان، حريصًا على نظافة ملابسه دون تكلف، دائم التلاوة لكتاب الله، يقوم الليل ويكثر من الصيام، كان يمتلك الحب لكل من يعرفه ومن لا يعرفه، وكان مثالاً للحب لكل الناس مؤيديه وأعدائه، كان لا يهدأ، وكان يتحرك في كل أنحاء مصر يجوب قراها ومدنها ونجوعها وكفورها لنشر دعوة الإسلام، وكان رقيقًا في مشاعره مجاملاً للناس فيما يحبونه دون تكلف أو إطراء، لا يتصدر المجالس ويجلس حيث ينتهي به المجلس، وإذا صلى في المسجد لا يتقدم للإمامة.

    كان حريصًا على الاقتداء بالرسول (صلي الله عليه وسلم) في سلوكه وحياته كلها، ما أحرج يومًا عالمًا، أو وقف منه موقف المخطِّئ، بل كان يسلك أسلوبًا هينًا مهذبًا مقنعًا، عفوفًا لم يجنح إلى جمع المال والاهتمام به، فلم يُعرف عنه أنه امتلك ضيعة أو عقارًا، بل إنه لم يمتلك حتى منزلاً طوال حياته.



    رجل جاء على موعد:

    الظروف والأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في عالمنا العربي والإسلامي، وفي مصر قبل مجيء وظهور الإمام الشهيد، والتي تؤكد على أن الإمام الشهيد جاء في الوقت المناسب تمامًا ليعيد للأمة تماسكها بدينها.

    فقد كانت الأمة العربية والإسلامية تمر بأقسى مراحل حياتها ضعفًا وتفككًا، فقد سقطت الخلافة الإسلامية عام 1924م بفعل دعاة الاستعمار وعملائه من اليهود وأنصار حركة الاتحاد والترقي أصحاب التوجه العلماني في تركيا، وظهرت الدعوات الإقليمية التي تدعو لتأسيس الدولة على أساس وطني لا على أساس ديني، كما دعا البعض في مصر لشعار (مصر للمصريين)، كما ظهرت الأحزاب السياسية المرتبطة بالاستعمار، والعميلة له، والمدافعة عن مصالحه، ففي مصر ظهر الحزب الوطني الحر كحزب عميل للاستعمار البريطاني، واتخذ هذا الاسم لضرب الحزب الوطني الذي لعب دورًا مهمًا بقيادة "مصطفى كامل" و"محمد فريد" في تزكية الشعور بالانتماء الإسلامي، والذي أصابه الضعف بعد موت "مصطفى كامل"، ونفي "محمد فريد"، وسقوط الخلافة الإسلامية، وظهور حزب الوفد صاحب الاتجاه العلماني.

    وفي المجتمع المصري انتشرت الأفكار التغريبية التي تنادي بالارتباط بأوروبا والغرب في أسلوب الحياة، فظهرت الدعوة إلى الاختلاط والسفور، وانتشرت حانات الخمور، ودور البغاء الرسمي وألعاب القمار...إلخ.

    أما الاقتصاد المصري فقد تعرض للنهب من جانب المستعمر البريطاني، الذي أنشأ العديد من مدارس التبشير لإبعاد الشعب المصري عن هويته الإسلامية، وفي ظل هذا الوضع المتردي جاء الإمام الشهيد "حسن البنا" ليعيد للأمة عزتها وتمسكها بهويها ودينها الإسلامي.



    وفي مواجهة الغزو اليهودي الفلسطيني:

    اهتم الإمام "حسن البنا" وجماعة الإخوان المسلمين بالقضية الفلسطينية اهتمامًا خاصًا، واعتبرتها الجماعة أهم قضية إسلامية، مدركة بذلك الخطر اليهودي على الحضارة الإسلامية، وأبعاد المخطط الاستعماري بالتحالف مع اليهود.

    وقد شاركت الجماعة في تأييد القضية الفلسطينية بكافة الوسائل والطرق من خلال الإشارة الدائمة لها، وتوعية الجماهير بها في الصحف والكتيبات والخطب والمؤتمرات...إلخ، والقيام بمظاهرات لنصرة القضية، وإرسال المال والمؤن والمعدات وإرسال الرجال المدربين عسكريًا مثل: "محمود لبيب" لتدريب المدنيين الفلسطينيين عسكريًا.

    وفي أكتوبر 1947م أصدر الإمام "حسن البنا" أوامره لشعب الإخوان ببدء الاستعداد للجهاد لتحرير فلسطين، وتوجهت الكتيبة الأولي يوم 20 أكتوبر، وشارك متطوعو الإخوان في القتال ضد الصهاينة، وخاصةً في النقب، وقدموا مساعدات هائلة للقوات المصرية المحاصرة في الفالوجا.

    وكان رد فعل الحكومة المصرية بإيعاز من المستعمر البريطاني في منع مشاركة الإخوان في قتال اليهود هو حل الجماعة في ديسمبر 1948م، والقبض على مجاهدي الإخوان.



    في مواجهة الاستعمار:

    أدرك الإمام الشهيد "حسن البنا" أن الإنجليز هم رأس البلاء، ومصدر الشقاء، ويقفون وراء كل فتنة ومصيبة ليس لمصر وحدها، بل للعالم الإسلامي كله، فهم الذين ينشرون الإلحاد، ويحاولون مسخ التاريخ الإسلامي، كما أنهم يروجون لفكرة فصل الدين عن الدولة، ويقفون وراء المحاولات التي تستهدف اجتثاث فكرة الجامعة الإسلامية، وهم وراء التدهور الاقتصادي والاجتماعي في مصر، وهم وراء انتشار بعثات التبشير في المجتمع المصري...إلخ.

    وحدد الإمام الشهيد موقفه من الاستقلال ليس بخروج جيوش الاحتلال البريطاني من مصر، بل بتحرير مجمل العالم الإسلامي، وأدرك "حسن البنا" أن السبيل الوحيد لإخراج المحتل البريطاني من البلاد هو سلاح القوة، فقامت جماعة الإخوان بتنظيم عمليات اغتيال ضد الجنود الإنجليز في شوارع القاهرة، وأنشأ "حسن البنا" التنظيم الخاص لمواجهة جيش الاحتلال، وشارك الإخوان في القتال في ضفاف القناة عام 1951م ضد الإنجليز، في حين اكتفت الأحزاب السياسية المصرية بالمهادنة أو التعاون مع الإنجليز أو في أحسن الأحوال إدارة الصراع معهم بالطرق التفاوضية والدبلوماسية.



    الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي:

    اهتم "حسن البنا" اهتمامًا كبيرًا بالتأكيد على وحدة العالم الإسلامي، والدفاع عن فكرة الجماعة الإسلامية، وكان يؤكد في كل خطبه أو أحاديثه على ضرورة توحيد العالم الإسلامي، وتحريره من ربقة الاستعمار، وقد أفردت صحافة الجماعة صفحات كثيرة لمناقشة قضايا العالم الإسلامي ومشاكله.

    ولعل ما يبرز اهتمام الجماعة بأحوال العالم الإسلامي وقضاياه قول الأستاذ "عمر التلمساني" في كتابه عن الإمام الشهيد "حسن البنا"- أستاذ الجيل- أن دار الإخوان المسلمين كانت مأوى لكل المكافحين ضد الاستعمار، فكان من نزلائها "بورقيبة"، "علال الفاسي"، "أمين الحسيني"، "عليم الله صديقي" من مجاهدي الهند، "هواري بومدين" وغيرهم، وقد أدى اهتمام الإخوان بقضايا العالم الإسلامي لانتشار الجماعة في كل بلدان العالم العربي والإسلامي.
    avatar
    واحد من الناس
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 148
    رقم العضوية : 72
    تاريخ التسجيل : 15/08/2008
    نقاط التميز : 157
    معدل تقييم الاداء : 7

    حسن البنا .. رجل على موعد Empty رد: حسن البنا .. رجل على موعد

    مُساهمة من طرف واحد من الناس الإثنين 15 فبراير - 11:49

    حسن البنا نصير المستضعفين:

    اهتم الإمام "حسن البنا" وجماعة الإخوان بالدفاع عن المستضعفين من العمال والفلاحين، فالجماعة تأسست على يد ستة من العمال في مدينة الإسماعيلية، ثم انضم إليهم العديد من عُمال شركة قناة السويس، وقد دافع الإخوان عن قضايا العمال، فشنت صحف الإخوان هجومًا حادًا ضد قانون النقابات الذي صدر عام 1940؛ لأنه حرم ومنع تكوين اتحادات عمالية، كما حرم العمال من حق الإضراب الذي هو سلاح العمال الوحيد في مواجهة الرأسماليين وأصحاب الأعمال.

    كما أنشأت الجماعة قسمًا خاصًا بالعمال في الجماعة يعمل وفق لائحة معلنة، كما خصصت صحف ومجلات الإخوان بابًا ثابتًا للعمال ناقشت فيه العديد من قضاياهم، وطالبت بكسر احتكار الرأسماليين، وزيادة أجور العمال، والحد من البطالة.

    كما اهتم "حسن البنا" اهتمامًا خاصًا بالفلاحين، فكان يقوم هو وكثير من الإخوان برحلات أسبوعية إلى الريف، وكان "البنا" يقضي أغلب إجازاته الصيفية بين الفلاحين يدعوهم لمبادئ الإسلام، وقد تمكن "البنا" من خلال هذه الزيارات أن يفتح شعبًا عديدة للإخوان في القرى المصرية، وقد أسهم أعضاء جماعة الإخوان في محو الأمية في تلك القرى، كما لعبت فرق الجوالة دورًا مهمًا في مكافحة الكوليرا والملاريا.

    وقد اعتمد الإخوان في نشر دعوتهم في الريف المصري على إلقاء المحاضرات، وتشييد المقابر للفقراء، وإنارة القرى، وتوزيع الزكاة على فقراء القرى، وحماية الأطفال من التشرد بتشغيلهم، وإنشاء المساجد والمستشفيات والمستوصفات.



    اغتيال الإمام الشهيد:

    يوم 12 فبراير 1949م تم اغتيال الإمام الشهيد "حسن البنا"؛ حيث دُعي إلى لقاء بالمركز العام لجمعية الشبان المسلمين، وأُطلق عليه الرصاص وهو خارج من المركز، ومات بعد وصوله لإحدى المستشفيات القريبة.

    ويرى المؤلف أن اغتيال الإمام "البنا" كان متوقعًا، وأمرًا مفروغًا منه، فقد كان "حسن البنا" وجماعة الإخوان خطرًا على التركيبة الاستعمارية التي تضم الاحتلال البريطاني والقصر الملكي والقوى الصهيونية والأحزاب المصرية العلمانية والقوى الإقطاعية والرأسمالية...إلخ.

    فقد أدركت تلك القوى نجاح الإمام الشهيد في بناء جماعة قوية ومتماسكة وموحدة، لها وجودها القوي في الشارع المصري، فقد وصل عدد أعضاء الجماعة إلى نصف مليون عضو، وانتشرت شُعب الإخوان في كل قرية ومدينة مصرية، فقد بات القصر يخشى من أن تطيح الجماعة بالنظام الملكي، وتقيم نظامًا إسلاميًا مكانه.

    كما بات الإخوان خطرًا كبيرًا على الاحتلال البريطاني، خاصةً بعد تصاعد عمليات اغتيال الجنود البريطانيين على يد أعضاء الجماعة، وقتال الإخوان في القناة ضد الجيش البريطاني.

    فقد كان "حسن البنا" وجماعته يسعون لتحرير مصر من المحتل البريطاني، كما كان "حسن البنا" وجماعة الإخوان خطرًا على القوى الموجودة في مصر، ومن ضمنها قوى الإقطاع والرأسمالية؛ حيث كان الإمام الشهيد يطالب بتحديد الملكية الزراعية، وإنصاف الفلاحين من الظلم والقهر، ويؤيد إضرابات العمال، ويسعى لإنشاء نقابات عمالية، كما كان "حسن البنا" وجماعته خطرًا على الأحزاب.

    و الأدلة التي ظهرت فيما بعد قد دلت على أن القصر وراء اغتيال الإمام البنا، ولكن عملية الاغتيال كانت أكبر من القصر والبوليس السياسي، وكان وراءها القوى الاستعمارية والمنظمات اليهودية والقوى الرأسمالية.

    وكل من يضمر الشر لمصر والأمة الإسلامية، ولم تكن الطلقات التي أُطلقت على الإمام الشهيد "حسن البنا" طلقات الموت، ولكنها طلقات الخلود والشهادة، قال تعالى: ?وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ? (آل عمران: 169).



    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل - 20:16