معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    9- الإسرائيليات في قصة التيه

    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    9- الإسرائيليات في قصة التيه Empty 9- الإسرائيليات في قصة التيه

    مُساهمة من طرف عصام محمود الإثنين 1 فبراير - 5:14

    من كتاب الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير لمحمد ابو شهبة


    فمن هذه الأخبار العجيبة التي رويت في قصة التيه : ما رواه ابن جرير بسنده عن الربيع ، قال : لما قال لهم القوم ما قالوا ، ودعا موسى عليهم ، أوحى الله إلى موسى أنها محرمة عليهم أربعين سنة ، يتيهون في الأرض ، فلا تأسَ على القوم الفاسقين ، وهم يومئذ ستمائة ألف مقاتل فجعلهم فاسقين بما عصوا ، فلبثوا أربعين سنة في فراسخ ستة ، أو دون ذلك ، يسيرون كل يوم جادين ، لكي يخرجوا مها ، حتى يمسوا ، وينزلوا ، فإذا هم في الدار التي منها ارتحلوا ، وأنهم اشتكوا إلى موسى ما فعل بهم فأنزل عليهم المن والسلوى1 ، وأعطوا من الكسوة ما هي قائمة لهم ، ينشأ الناشئ فتكون معه على هيئته ، وسأل موسى ربه أن يسقيهم ، فأتى بحجر الطور ، وهو حجر أبيض ، إذا ما أنزل القوم ضربه بعصاه ، فيخرج منه اثنتا عشرة عينا ، لكل سبط منهم عين ، قد علم كل أناس مشربهم..... وكذلك : روي أن ثيابهم ما كانت تبلى ، ولا تتسخ ، وكذلك نقل بعض المفسرين كالزمخشري وغيره : بأنهم كانوا ستمائة ألف ، وسعة المعسكر اثنا عشر ميلا ،
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    9- الإسرائيليات في قصة التيه Empty رد: 9- الإسرائيليات في قصة التيه

    مُساهمة من طرف عصام محمود الإثنين 1 فبراير - 5:16

    وكذلك : ذكروا أن الحجر كان من الجنة ، ولم يكن حجرا أرضيا ، ومنهم من قال : كان على هيئة رأس إنسان ، ومنهم من قال : كان على هيئة رأس شاة ، وقيل : كان طوله عشرة أذرع ، وله شعبتان تتقدان في الظلام ، إلى غير ذلك من تزيدات بني إسرائيل ، وليس في القرآن ما يدل على هذا الذي ذكروه في وصف الحجر ، مع أنه لو أريد بالحجر الجنس ، وأن يضرب أي حجر ما ، لكان أدل على القدرة ، وأظهر في الإعجاز.
    وقد لاحظ ابن خلدون من قبل المغالط التي تدخل في مثل هذه المرويات ، فقال في مقدمته المشهورة :
    اعلم : أن فن التاريخ فن عزيز المذهب ، جم الفوائد ، شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم ، والأنبياء في سيرهم ، والملوك في دولهم ، وسياستهم ، حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا ، فهو محتاج إلى مآخذ متعددة ، ومعارف متنوعة ، وحسن نظر وتثبُّت ، يفضيان بصاحبهما إلى الحق ، وينكبان به عن المزلات والمغالط ؛ لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ، ولم تحكم أصول العادة ، وقواعد السياسة ، طبيعة العمران ، والأحوال في الاجتماع الإنساني. ولو قيس الغائب منها بالشاهد ، والحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من العثور ، ومزلَّة القدم ، والحيد عن جادة الصدق ، وكثيرا ما وقع للمؤرخين ، والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات ،
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    9- الإسرائيليات في قصة التيه Empty رد: 9- الإسرائيليات في قصة التيه

    مُساهمة من طرف عصام محمود الإثنين 1 فبراير - 5:23

    والوقائع ، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا ، أو سمينا ، ولم يعرضوها على أصولها ، ولا قاسوها بأشباهها ، ولا سبروها بمعيار الحكمة ، والوقوف على طبائع الكائنات وتحكيم النظر ، والبصيرة في الأخبار فضلُّوا عن الحق ، وتاهوا في بيداء الوهم ، والغلط ، سيما في إحصاء الأعداد من الأموال ، والعساكر إذا عرضت في الحكايات ؛ إذ هي مظنة الكذب ومطية الهذر ، ولا بد من ردها إلى الأصول ، وعرضها على القواعد ، وهذا : كما نقل المسعودي وكثير من المؤرخين في جيوش بني إسرائيل ، وأن موسى أحصاهم في التيه ، بعد أن أجاز من كان يطيق حمل السلاح خاصة من ابن عشرين ، فما فوقها ، فكانوا ستمائة ألف أو يزيدون ، ويذهل في ذلك عن تقدير مصر والشام ، واتساعها لمثل هذا العدد من الجيوش ، لكل مملكة حصة من الحامية.
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    9- الإسرائيليات في قصة التيه Empty رد: 9- الإسرائيليات في قصة التيه

    مُساهمة من طرف عصام محمود الإثنين 1 فبراير - 5:26

    تتسع لها ، وتقوم بوظائفها ، وتضيق عما فوقها ، تشهد بذلك العوائد المعروفة ، والأحوال المألوفة.....
    ولقد كان ملك الفرس ودولتهم أعظم من ملك بني إسرائيل بكثير ، يشهد لذلك : ما كان من غلبة بختنصر لهم ، والتهامه بلادهم ، واستيلائه على أمرهم ، وتخريب بيت المقدس قاعدة ملتهم ، وسلطانهم وهو من بعض عمال مملكة فارس..... وكانت ممالكهم بالعراقين ، وخراسان ، وما وراء النهر ، والأبواب أوسع من ممالك بني إسرائيل بكثير ، ومع ذلك لم تبلغ جيوش الفرس قط مثل هذا العدد ولا قريبا منه ، وأعظم ما كانت جموعهم بالقادسية مائة وعشرين ألفا ، كلهم متبوع على ما نقله "سيف" قال : وكانوا في أتباعهم أكثر من مائتي ألف ، وعن عائشة ، والزهري : أن جموع رستم التي حف بهم سعد بالقادسية إنما كانوا ستين ألفا كلهم متبوع.
    وأيضا : فلو بلغ بنو إسرائيل مثل هذا العدد ، لاتسع نطاق ملكهم ، وانفسح مدى دولتهم ، فإن العمالات ، والممالك في الدول على نسبة الحامية ، والقبيل القائمين بها في قلتها وكثرتها حسبما نبين ذلك في فصل الممالك من الكتاب الأول1 ، والقوم لم تتسع ممالكهم إلى غير الأردن ، وفلسطين من الشام ، وبلاد يثرب ، وخيبر ، من الحجاز على ما هو المعروف.
    وأيضا : فالذي بين موسى ، وإسرائيل إن هو إلا أربعة آباء ، على ما ذكره المحققون ، فإن موسى بن عمران بن يصهر بن قاهَِث بفتح الهاء وكسرها بن لاوي بكسر الواو وفتحها ابن يعقوب وهو إسرائيل الله ، هكذا نسبه في التوراة ، والمدة بينهما على ما نقله المسعودي ، قال : دخل إسرائيل مصر مع ولده الأسباط ، وأولادهم ، حين أتوا إلى يوسف سبعين نفسا ، وكان مقامهم بمصر ، إلى أن خرجوا مع موسى عليه السلام إلى التيه مائتين وعشرين سنة ، تتداولهم ملوك القبط من الفراعنة ، ويبعد أن يتشعب النسل في أربعة أجيال إلى مثل هذا العدد!! وإن زعموا أن عدد تلك الجيوش إنما كان في زمن سليمان ومن بعده ، فبعيد أيضا ؛ إذ ليس بين سليمان ، وإسرائيل إلا أحد عشر
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    9- الإسرائيليات في قصة التيه Empty رد: 9- الإسرائيليات في قصة التيه

    مُساهمة من طرف عصام محمود الإثنين 1 فبراير - 5:27

    أبا... ولا يتشعب النسل في أحد عشر من الولد إلى هذا العدد الذي زعموه ، اللهم إلا المئين والآلاف ، فربما يكون ، وأما أن يتجاوز هذا إلى ما بعدهما من عقود الأعداد فبعيد ، واعتبر ذلك في الحاضر المشاهد ، والقريب المعروف تجد زعمهم باطلًا ، ونقلهم كاذبًا.
    قال : والذي ثبت في "الإسرائيليات" : أن جنود سليمان كانت اثني عشر ألفًا خاصة ، وأن مقرباته كانت ألفا ، وأربعمائة فرس مرتبطة على أبوابه ، هذا هو الصحيح من أخبارهم ، ولا يلتفت إلى خرافات العامة منهم ، وفي أيام سليمان عليه السلام ، وملكه كان عنفوان دولتهم ، واتساع ملكهم1.
    وهذا الفصل من النفاسة بمكان ، فلذلك حرصت على ذكره ؛ لأنه يفيدنا في رد الكثير من الإسرائيليات التي وقعت فيها المغالط ، والأخبار الباطلة ، والخرافات التي كانت سائدة في العصور الأولى.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو - 1:07