من اللطائف والفوائد القرآنية ما جاء في قوله تعالى: { وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم } (البقرة:49)، وقوله سبحانه: { وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم } (الأعراف:141)، وقوله عز وجل: { وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم } (إبراهيم:6) .
فقد جاء الفعل الذي قام به آل فرعون في الآية الأولى بصيغة التذبيح: { يذبحون أبناءكم }، من غير عطف بالواو؛ وجاء الفعل في الآية الثانية بصيغة التقتيل: { يقتلون أبناءكم }، من غير عطف بالواو أيضاً؛ بينما جاء الفعل في الآية الثالثة بصيغة التذبيح أيضاً: { ويذبحون أبناءكم }، لكنه معطوف بالواو .
وقد ذكر المفسرون بعض اللطائف بين هذه الآيات الثلاث، بيانها على النحو التالي:
أولاً: أن الآية في البقرة جاءت من غير واو؛ لأن الكلام جاء في موضع التفسير، لا في موضع العطف، فكأن الله سبحانه بعد أن ذكر فعال آل فرعون، بأنهم يسومون بني إسرائيل سوء العذاب، فسر هذا العذاب بأنه تذبيح للأبناء وتقتيل لهم، فكان المقامُ مقامَ تفسير وتوضيح، والجملة التفسيرية لا يحسن ذكر الواو معها، فأنت تقول: أتاني القوم زيد وعمرو. لأنك أردت أن تفسر القوم بهما. ومن هذا القبيل قوله تعالى: { ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب } (الفرقان:68،69) فـ (الآثام) لما صار مفسراً بمضاعفة العذاب حذف عنه الواو، والقاعدة في ذلك - كما قال ابن جني - أنه متى كانت الجملة تفسيراً، لم يحسن الوقف على ما قبلها دونها؛ لأن تفسير الشيء لاحق به، ومتمم له، وجارٍ مَجرى بعض أجزائه، كالصلة من الموصول، والصفة من الموصوف .
بالمقابل، لما كان المقام في آية إبراهيم مقامَ تعداد لأنواع المحن التي تعرض لها بنو إسرائيل ، اقتضى الحال العطف بالواو، فبعد أن ذكَّر موسى قومه بما كان من فعال آل فرعون ببني إسرائيل ، فصَّل لهم القول في أنواع تلك الفعال، فوصفها بأنها تذبيح للأبناء، فكانت الواو هنا عاطفة للفعل، وكان مضمون جملة { ويذبحون } مقصوداً بها تعداد أنواع العذاب وبيانه، كأنه صنف آخر غير سوء العذاب؛ اهتماماً بشأنه، فعطفه من باب عطف الخاص على العام، كقولك جاء الطلاب وزيد، فـ (زيد) من جملة الطلاب لكنه أُفرد بالذكر؛ تنويهاً بشأنه وبمكانته بين الطلاب. فكان قوله تعالى: { ويذبحون } نوعاً آخر من العذاب، لا أنه تفسير لما قبله .
فتحصَّل من ذكر الواو وحذفها في هذه المواضع، أنها حيث حُذفت جعل الفعل تفسيراً لقوله: { يسومونكم }، وحيث أُثبتت دلّ على المغايرة، وأن سوم سوء العذاب كان بالتذبيح وبغيره .
ثانياً: ما قيل حول خلو آية البقرة عن العطف بـ (الواو)، يقال أيضاً حول آية الأعراف { يقتلون أبناءكم }، غير أن الفعل في هذه الآية { يقتلون }، جاء مغايراً للفعل في آية البقرة { يذبحون }؛ ليوافق قوله سبحانه: { يقتلون أبناءكم } ما جاء قبلُ في السورة نفسها، وهو قوله سبحانه: { قال سنقتل أبناءهم } (الأعراف:127) .
ثالثاً: جاء الفعل في الأعراف بلفظ مطلق { يقتلون }، وهو يحتمل التذبيح، وغيره من أنواع القتل؛ بينما جاء الفعل في الآيتين الأخريين بلفظ مقيد (التذبيح)، تفسيراً وتوضيحاً لفعل (السوم) { يسومونكم }؛ وذلك تنويعاً وتفنناً في الإخبار عن الحدث .
ومحصل القول هنا: إن القرآن حكى ما كان من فعال آل فرعون ببني إسرائيل ؛ فذكر العذاب الأعم، وذكر الأخص للاهتمام به، وجاء المراد واضحاً في المواضع الثلاثة. وإنما حكاه القرآن في كل موضع بطريقة مغايرة للأخرى؛ تفنناً في إعادة القصة بحصول اختلاف في صورة النظم مع الحفاظ على المعنى المحكي، وهو ذكر سوء العذاب مجملاً، وذكر أفظع أنواعه مبيناً. فاستوفت المواضع الثلاثة جوانب الحدث على أحسن وجه، وأتم بيان .
فقد جاء الفعل الذي قام به آل فرعون في الآية الأولى بصيغة التذبيح: { يذبحون أبناءكم }، من غير عطف بالواو؛ وجاء الفعل في الآية الثانية بصيغة التقتيل: { يقتلون أبناءكم }، من غير عطف بالواو أيضاً؛ بينما جاء الفعل في الآية الثالثة بصيغة التذبيح أيضاً: { ويذبحون أبناءكم }، لكنه معطوف بالواو .
وقد ذكر المفسرون بعض اللطائف بين هذه الآيات الثلاث، بيانها على النحو التالي:
أولاً: أن الآية في البقرة جاءت من غير واو؛ لأن الكلام جاء في موضع التفسير، لا في موضع العطف، فكأن الله سبحانه بعد أن ذكر فعال آل فرعون، بأنهم يسومون بني إسرائيل سوء العذاب، فسر هذا العذاب بأنه تذبيح للأبناء وتقتيل لهم، فكان المقامُ مقامَ تفسير وتوضيح، والجملة التفسيرية لا يحسن ذكر الواو معها، فأنت تقول: أتاني القوم زيد وعمرو. لأنك أردت أن تفسر القوم بهما. ومن هذا القبيل قوله تعالى: { ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب } (الفرقان:68،69) فـ (الآثام) لما صار مفسراً بمضاعفة العذاب حذف عنه الواو، والقاعدة في ذلك - كما قال ابن جني - أنه متى كانت الجملة تفسيراً، لم يحسن الوقف على ما قبلها دونها؛ لأن تفسير الشيء لاحق به، ومتمم له، وجارٍ مَجرى بعض أجزائه، كالصلة من الموصول، والصفة من الموصوف .
بالمقابل، لما كان المقام في آية إبراهيم مقامَ تعداد لأنواع المحن التي تعرض لها بنو إسرائيل ، اقتضى الحال العطف بالواو، فبعد أن ذكَّر موسى قومه بما كان من فعال آل فرعون ببني إسرائيل ، فصَّل لهم القول في أنواع تلك الفعال، فوصفها بأنها تذبيح للأبناء، فكانت الواو هنا عاطفة للفعل، وكان مضمون جملة { ويذبحون } مقصوداً بها تعداد أنواع العذاب وبيانه، كأنه صنف آخر غير سوء العذاب؛ اهتماماً بشأنه، فعطفه من باب عطف الخاص على العام، كقولك جاء الطلاب وزيد، فـ (زيد) من جملة الطلاب لكنه أُفرد بالذكر؛ تنويهاً بشأنه وبمكانته بين الطلاب. فكان قوله تعالى: { ويذبحون } نوعاً آخر من العذاب، لا أنه تفسير لما قبله .
فتحصَّل من ذكر الواو وحذفها في هذه المواضع، أنها حيث حُذفت جعل الفعل تفسيراً لقوله: { يسومونكم }، وحيث أُثبتت دلّ على المغايرة، وأن سوم سوء العذاب كان بالتذبيح وبغيره .
ثانياً: ما قيل حول خلو آية البقرة عن العطف بـ (الواو)، يقال أيضاً حول آية الأعراف { يقتلون أبناءكم }، غير أن الفعل في هذه الآية { يقتلون }، جاء مغايراً للفعل في آية البقرة { يذبحون }؛ ليوافق قوله سبحانه: { يقتلون أبناءكم } ما جاء قبلُ في السورة نفسها، وهو قوله سبحانه: { قال سنقتل أبناءهم } (الأعراف:127) .
ثالثاً: جاء الفعل في الأعراف بلفظ مطلق { يقتلون }، وهو يحتمل التذبيح، وغيره من أنواع القتل؛ بينما جاء الفعل في الآيتين الأخريين بلفظ مقيد (التذبيح)، تفسيراً وتوضيحاً لفعل (السوم) { يسومونكم }؛ وذلك تنويعاً وتفنناً في الإخبار عن الحدث .
ومحصل القول هنا: إن القرآن حكى ما كان من فعال آل فرعون ببني إسرائيل ؛ فذكر العذاب الأعم، وذكر الأخص للاهتمام به، وجاء المراد واضحاً في المواضع الثلاثة. وإنما حكاه القرآن في كل موضع بطريقة مغايرة للأخرى؛ تفنناً في إعادة القصة بحصول اختلاف في صورة النظم مع الحفاظ على المعنى المحكي، وهو ذكر سوء العذاب مجملاً، وذكر أفظع أنواعه مبيناً. فاستوفت المواضع الثلاثة جوانب الحدث على أحسن وجه، وأتم بيان .
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
» فرح جامد آخر حاجه
» ملحمة الثورة في السويس
» موقعة الجمل 2-2-2011
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
» لماذا قامت الثورة ؟
» مواهب خرجت من رحم الثورة
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
» المتحولون
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
» اول ساعة ثورة
» ثم ماذا بعد ؟
» ذكريات اول ايام الثورة
» ندااااااااء
» دحمبيش الغربيه
» الحجاب والنقاب في مصر
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
» شخصيات خلبية وهزلية
» msakr2006
» ente7ar007
» Nancy
» waleed ali
» hamedadelali
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
» علي عبد الله رحاحلة
» sheriefadel
» خالد احمد عدوى
» khaled
» yasser attia
» abohmaid
» ملك الجبل
» elcaptain
» حاتم حجازي
» aka699
» wasseem
» mohammedzakarea
» حيدر
» hamadafouda
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
» same7samir
» تامر الباز
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
» امجد
» ahmedelmorsi
» محمد امين
» MrMoha12356
» نوسه الحلو
» ibrahem545
» يوسف محمد السيد
» memo
» هاكلن
» لماذا نريد التغيير
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
» الفساد في مصر بلا حدود 2
» الفساد في مصر بلا حدود
» العمال والتغيير السياسي في مصر
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
» علماء مصر و التغيير السياسي
» معا ننقذ فؤادة
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
» حوده
» وليد الروبى
» dr.nasr
» المشير أحمد إسماعيل
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
» wessam
» عذب ابها
» soma
» islam abdou
» رسالة ترحيب
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
» اصول العقائد البهائيه