معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

4 مشترك

    نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب

    مصري اصيل
    مصري اصيل
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 205
    رقم العضوية : 24
    تاريخ التسجيل : 19/06/2008
    نقاط التميز : 298
    معدل تقييم الاداء : 3

    نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب Empty نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب

    مُساهمة من طرف مصري اصيل السبت 28 يونيو - 1:32

    في عهد الظلم والظلمات.. عهد الاختلال والكروب والنكبات أراني أفزع ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ إلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد قال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)) (سورة الأحزاب).
    وللأسوة معنيان: الأول القدوة. والثاني هو العلاج والشفاء (من أسا) الطبيب المريض، أي: عالجه.
    ففي منهج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسنته نورٌ يسري في القلب طمأنينة وسلامًا.
    وقال العلماء: ومن فضل الله على محمد أن أعطاه اسمين من أسمائه وهما: رءوف، ورحيم. وذلك في قوله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة: 128).
    وبالرحمة استطاع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكبح جماح النفوس، وأن يلين جامد القلوب. فتحقق فيه قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 159).
    فأحب أصحابه، وأحبه أصحابه حبًا لم يحبوه آباءهم وأبناءهم وإخوانهم.
    ولم تكن رحمته تقف عند حد، فهي متسعة الأرجاء، ممتدة المناحي، فكان رحيمًا بالأطفال.
    محبًا لهم: قال أبو هريرة: قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا (وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد استدعاه ليوليه مهمة كبيرة لبني تميم). فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: "لا تلي لنا أمرًا"، "من لا يَرحم لا يُرحم".
    ويروي أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صلي بأمامة ابنة ابنته زينب يحملها على عاتقه، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
    وكان رحيمًا حتى مع المخطئين، يدل على ذلك موقفه من ماعز، وموقفه من الغامدية، فإذا ما كان الخطأ ناتجًا عن جهل بقواعد الدين، أو قواعد التعامل والعلاقات الاجتماعية لم يقسُ على المخطئ بل أخذه بالرأفة، ووجه نظره في هوادة، فحينما رأى المسلمون أعرابيًا يبول في المسجد.. حاولوا أن يمنعوه ويؤذوه، فأمرهم النبي أن يتركوه، ولا يقطعوا عليه بوله؛ لأن ذلك يحزنه ويؤذيه، ثم يدعو بدلو من ماء يصب على مكان التبول، ويرشد الأعرابي في رافه وهوادة إلى ما يجب عليه عمله في مثل هذه الحالة.
    ولم يُحْرم الحيوان حظه الأوفى من رحمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد نهى أن يتخذ الناس الحي ـ أي الطير والحيوان ـ غرضًا توجه إليه السهام. وحرم المُثلة (أي تشويه الجسد) ولو كان ذلك بكلبٍ عقور.
    وهو ـ عليه السلام ـ القائل: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته".
    ومن أعجب ما يروي في باب رحمته بالحيوان، أنه ـ عليه السلام ـ حينما زحف بالألوف ذات العدد إلى مكة لفتحها رأىكلبة تهر على أولادها، وهن حولها ترضعهن. فخشي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يسحقها الزاحفون هي وأولادها دون أن يشعروا، فأمر جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءها حتى لا يعرض لها أحد من الجيش ولا لأولادها.
    وأنذر ـ عليه السلام ـ بعذاب الله من يعذب حيوانًا: أليس هو القائل: "عُذبت امرأة في هرةٍ أوثقتها، فلم تطُعمها، ولم تسقها ولم تَدَعْها تأكلُ من خَشَاشِ الأرض".
    حتى في الخلاف والقتال.. حتى حينما تتشابك الرماح بلا هوادة، وتتعانق السيوف في وحشية.. حتى حينما تتهاوى كثير من القيم، ويستبد بالمتلاحمين الغضب والكراهية، والبغضاء والنقمة، حتى في هذه الحال: شجارًا أو قتالاً: ليبق هناك الحد الأدنى من الإنسانية، وهو كماذكر الرسول عليه السلام: "تجنبْ الوجهَ فإن الله خَلَقَ آدمَ على صورته".
    وضرب الوجه بسيف أو نحوه إن ترك تشويهًا فيه عاش صاحبه طيلة حياته منغص النفس، معذب القلب، ناقمًا على الحياة والأحياء، بعد أن فقد جمال صورته ورواءها. وإن كانت الضربة لطمة أو نحوها فهي الإهانة التي لا تغتفر، وقد تجر إلى القتل وسفك الدماء.
    نعم.. في منطق الإسلام..الرحمة مطلوبة .. والإنسانية لازمة.. حتى في مقام درج الناس فيه على إسقاط الرحمة والإنسانية من قائمة حسابهم.
    وإذا كان هذا هو مكان الرحمة في قائمة القيم المحمدية، فلا عجب أن يربطها النبي بالخير، بل يجعل الخير بأوسع معانيه متوقفًا عليها "من يحرم الرفق يحرم الخير" إنه يحرم خير الدنيا حين يفقد ـ بفظاعته وقسوته ـ حب الآخرين، فهم منه نافرون، وهم له كارهون..وكذلك يحرم خير الآخرة؛ لأنه حصاد العمل الصالح في الدنيا، والقلب الذي يفقد الرحمة لا يعرف الطريق إلى العمل الصالح، وكم من لمسة حانية فتحت مغالق القلوب، وألانت شِماس الأخلاق، وكم من كلمة طيبة فرجت أزمات، وحلت مشكلات معضلات.
    والشعور بالطمأنينة، والأمان والسلام النفسي يمنح الإنسان طاقة قوية للعمل والإنتاج، والتقدم. وفي هذا المعنى يقول ديورانت: .. في كتابه (قصة الحضارة): والحضارة تبدأ حيث ينتهي الاضطراب، والقلق؛ لأنه إذا أمن الإنسان من الخوف تحررت في نفسه دوافع التطلع، وعوامل الإبداع، وبعدئذ لا تنفك الحوافزالطبيعية تستنهض للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها.
    وجعل الله سبحانه وتعالى إشعار الآخرين بالآمن والطمأنينة، وتأمين سلامتهم فرضًا على المسلمين، حتى لو كان الآخرون مشركين، ما لم يتعرضوا للمسلمين بحرب أو إيذاء. يقول تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ) (التوبة: 6).

    د. جابر قميحة
    avatar
    openminnd
    عضو مساهم
    عضو مساهم


    عدد المساهمات : 32
    رقم العضوية : 21
    تاريخ التسجيل : 06/06/2008
    نقاط التميز : 65
    معدل تقييم الاداء : 3

    نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب Empty رد: نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب

    مُساهمة من طرف openminnd الإثنين 30 يونيو - 1:05

    علية افضل الصلاة والسلام موضوع رائع جزاك الله خيرا

    نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب Empty رد: نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب

    مُساهمة من طرف نهر العطاء الإثنين 30 يونيو - 1:08

    انة النور الهادي البشير النذير كامل الاوصاف
    يكفي ان الله عز وجل امتدحة من فوق سبع سماوات
    عبد الله
    عبد الله
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 109
    رقم العضوية : 145
    تاريخ التسجيل : 17/10/2008
    نقاط التميز : 109
    معدل تقييم الاداء : 0

    نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب Empty رد: نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب

    مُساهمة من طرف عبد الله الخميس 12 فبراير - 1:52

    نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب 146903
    مصري اصيل
    مصري اصيل
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 205
    رقم العضوية : 24
    تاريخ التسجيل : 19/06/2008
    نقاط التميز : 298
    معدل تقييم الاداء : 3

    نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب Empty رد: نبى الرحمة وزبانية الموت والتعذيب

    مُساهمة من طرف مصري اصيل الثلاثاء 15 ديسمبر - 14:03

    شكرا لكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 8 مايو - 5:28