معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    نظرة الشيعة للخلفاء والصحابة

    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    نظرة الشيعة للخلفاء والصحابة Empty نظرة الشيعة للخلفاء والصحابة

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الجمعة 9 أكتوبر - 12:44

    كتب الشيعة مليئة باللعن والتكفير لمن رضي الله عنهم ورضوا عنه، من المهاجرين والأنصار، وأهل بدر، وبيعة الرضوان، وسائر الصحابة أجمعين، ولا تستثني منهم إلا النزر اليسير الذي لا يبلغ عدد أصابع اليد، وأصبحت هذه المسألة بعد ظهور كتبهم وانتشارها من الأمور التي لا تحجب بالتقية.

    وإذا كانت من قبل قد تخفى على بعض أئمة الإسلام. كما جاء في كلام النووي في شرحه لصحيح مسلم بأن الإمامية يقولون بأن الصحابة مخطئون في تقديم غير علي لا كفار(1).

    ولكن من أهل العلم وأصحاب المقالات من اطلع على هذا الأمر عند الإمامية، قال القاضي عبد الجبار: وأما الإمامية فقد ذهبت إلى أن الطريق إلى إمامة الاثنى عشر النص الجلي، الذي يكفر من أنكره، ويجب تكفيره، فكفروا لذلك صحابة النبي عليه السلام(2)

    وقريب من هذا المعنى قال عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق(3)، وابن تيمية في منهاج السنة(4) وغيرهما(5).

    ولكن العدد الذي تستثنيه الرافضة من حكمها العام بالتكفير لم أجد من أشار إليه بما يتفق مع ما جاء في كتب الاثنى عشرية، فيقول عبد القاهر البغدادي: وأما الإمامية فقد زعم أكثرهم(6)، أن الصحابة ارتدت بعد النبي صلى الله عليه وسلم سوى علي وابنيه ومقدار ثلاثة عشر منهم.

    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الرافضة تقول: إن المهاجرين والأنصار كتموا النص، فكفروا إلا نفراً قليلاً، إما بضعة عشر أو أكثر، ثم يقولون: إن أبا بكر وعمر ونحوهما مازالا منافقين. وقد يقولون: بل آمنوا ثم كفروا(7).

    وستجد أن العدد الذي تستثنيه الاثنى عشرية أقل مما يذكرون.

    هذا ما جاء في كتب أهل السنة وغيرهم حول مذهب الشيعة في الصحابة، وسنرى فيما يلي ماذا تقول الشيعة من خلال مصادرها المعتمدة عندها.

    تقول كتب الاثنى عشرية: إن الصحابة بسبب توليتهم لأبي بكر قد ارتدوا إلا ثلاثة، وتزيد بعض رواياتهم ثلاثة أو أربعة آخرين رجعوا إلى إمامة علي، ليصبح المجموع سبعة، ولا يزيدون على ذلك.

    ولقد تداولت الشيعة أنباء هذه "الأسطورة" في المعتمد من كتبها، فسجلوا ذلك في أول كتاب ظهر لهم وهو كتاب سليم بن قيس(8)، ثم تتابعت كتبهم في تقرير ذلك وإشاعته وعلى رأسها الكافي(9) أوثق كتبهم الأربعة، ورجال الكشي (10)عمدتهم في كتب الرجال، وغيرها من مصادرهم كتفسير العياشي (11)، والبرهان(12)، والصافي(13)، وتفسير نور الثقلين(14)، والاختصاص(15)، والسرائر(16)، وبحار الأنوار(17).

    وليست هذه مجرد آراء لبعض شيوخهم، ولكنها روايات عن معصوميهم تحمل صفة العصمة والقدسية عندهم.

    أما السب لذلك الجيل القرآني الفريد، على ألسنة شيوخهم فهو قد سوّد معظم كتبهم.

    ولو سردنا للقارئ من هذا الغثاء ما كُتب لبلغ مجلدات، وسنكتفي بذكر بعض النصوص التي فيها التصريح بالتكفير، إذ هو يكشف ويغني عما دونه من سب وطعن.

    روى ثقتهم الكليني في الكافي عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك، ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال: ألا أحدّثك بأعجب من ذلك، المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا – وأشار بيده – ثلاثة" [علّق هنا شيخهم المعاصر "علي أكبر الغفاري" فقال: "يعني أشار عليه السّلام بثلاث من أصابع يده. والمراد بالثّلاثة سلمان وأبو ذرّ والمقداد".(18). فانظر كيف لم تمح هذه المعاني الخرافيّة من عقول هؤلاء الشّيوخ على مرّ السّنين.. وسيأتي مزيد بيان في باب الشّيعة المعاصرين.](19)

    فالتكفير – كما ترى – يتناول أفضل صحابة رسول الله وهم المهاجرون والأنصار، ويبين أن الشيعة في عصر أبي جعفر لا يرون أحداً من المسلمين على الإسلام إلا قلة شاذة تقول برأيهم، وهي لا تشكل بالنسبة إلى مجموع المسلمين شيئاً، حتى إنها لو اجتمعت على أكل شاة لما أتت عليها، وقد شكوا ذلك إلى إمامهم، فقال لهم معزياً بأن الشيعة الأوائل كانوا لا يتجاوزون الثلاثة والباقي في حكم المرتدين.

    فهذا النص بالإضافة إلى تكفيره لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد يشير إلى الخلية الأولى لمذهب الرفض وأنها تتقنع بهذه الأسماء المستعارة. وحتى هؤلاء الثلاثة الذين تستثنيهم أخبار الشيعة، لم يسلموا من شك في "معرفة" الإمام التي هي أصل الإيمان باستثناء واحد منهم، ولذلك حينما قال أبو جعفر: ارتد الناس إلا ثلاثة، أردف قائلاً: « إن أردت الذي لم يشك، ولم يدخله شيء فالمقداد. فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض أن عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض، وهو هكذا، فلبب(20) ووجئت(21) عنقه حتى تركت كالسلقة(22)، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أبا عبد الله، هذا من ذاك، بايع، فبايع.

    وأما أبو ذر فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت، ولم يأخذه في الله لومة لائم، فأبى إلا أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به(23) – كذا -.

    وهؤلاء الثلاثة الذين نجوا من الردة، لم يسلموا أيضاً من قدح الشيعة وعيبهم، فتذكر أخبارهم بأن العلاقة بين هؤلاء الثلاثة طيبة في الظاهر، ولكن لو علم كل واحد منهم بما في قلب الآخر لقتله، أو ترحم على قاتله؛ لأن كلاً منهم أجنبي في باطنه واعتقاده عن صاحبه، ففي رجال الكشي قال أمير المؤمنين: يا أبا ذر، إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت: رحم الله قاتل سلمان(24).

    وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سلمان، لو عرض علمك على مقداد لكفر، يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر(25).

    ولذلك فإن التعامل قائم بينهم (وهم خلص الشيعة في زعم الروافض) على أساس التقية والكتمان، فعن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: ذكرت التقية يوماً عند علي عليه السلام فقال: إن عَلِمَ أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فما ظنك بسائر الخلق(26).

    وهذه النصوص تنطبق على أهل البدعة والكفر؛ لأنك (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) (27) ويبرأ منها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن هذه النصوص يؤخذ منها تكفير الشيعة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يؤخذ منها أيضاً الصورة غير المنظورة في الظاهر لأهل الرفض، حيث قتلهم وتناكر قلوبهم، وإضمار السوء لبعضهم، واعتقادهم بأنه ليس على الإيمان سواهم، وهذه خصائص الرعيل الأول عندهم فما ظنك بسائرهم؟

    وجعلوا آيات الكفر والكافرين والشرك والمشركين في سائر الصحابة أجمعين، كما نجد ذلك في عدد من أبواب الكافي وبحار الأنوار(28).

    ومع هذا الحكم العام في التكفير لأصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنصاره وأحبابه، وأصفيائه، فإنهم يخصون كبار الصحابة رضوان الله عليهم بمزيد من الطعن والتكفير، ولهم في ذلك أقوال ونصوص تقشعر من سماعها جلود المؤمنين.

    فهم يخصون الخلفاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان، وزراء رسول الله وأصهاره بالنصيب الأوفى من التكفير، وقد عقد شيخهم المجلسي في كتابه البحار – الذي عده بعض شيوخهم المعاصرين المرجع الوحيد في تحقيق معارف المذهب(29) – باباً بعنوان "باب كفر الثّلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم"(30). وعقد شيخهم الآخر البحراني عدة أبواب في هذا الموضوع منها: "الباب 97: اللّذان تقدّما على أمير المؤمنين عليهما مثل ذنوب أمّة محمّد إلى يوم القيامة(31). والباب 98: أن إبليس أرفع مكاناً في النار من عمر، وأن إبليس شرف عليه في النار(32).

    وجاءت رواياتهم مغرقة في هذا الكفر تضرب في كل اتجاه فيه، فهي مرة لا تكفر الشيخين فحسب، بل ترى أن من أعظم الكفر الحكم بإسلامهما حتى روى صاحب الكافي: ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: من ادّعى إمامة من الله ليست له (هذا نصّ في تكفير كلّ خلفاء المسلمين إلى أن تقوم السّاعة!)، ومن جحد إماماً من الله (هذا تكفير لكلّ من لا يؤمن بأئمّتهم الاثنى عشر من جميع المسلمين الأوّلين والآخرين!)، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً(33). وحيناً تنعتهم رواياتهم بأنّهما الجبت والطّاغوت(34)، وتارة تصبّ عليهما اللّعنات ولاسيّما في أدعية الزّيارات(35)، وأذكار ما بعد الصّلوات حيث يستبدلونها باللّعن على الشّيخين وسائر المسلمين(36).

    وقد نقل بعضُ من كَتَب عن الشيعة في هذا العصر شيئاً من سوءات الشيعة وعوراتها في تكفير صديق الأمة وفاروقها(37)، ولكن الذي يمكن أن أضيفه هنا، أن ما كتبه شيوخ الشّيعة في ظل الدّولة الصّفويّة كان فيه التّكفير لأفضل أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم صريحاً ومكشوفاً، وما كتبه أوائل الشّيعة في عصر الكليني وما بعده كان بلغة الرّمز والإشارة، وقد كشف أقنعة هذه الرموز شيوخ الشيعة المتأخرون حينما ارتفعت التقية إلى حد ما وظهرت الاثنى عشرية على حقيقتها.

    فمن مصطلحاتهم الخاصة: تسمية الشيخين بالفصيل ورمع، وذلك لأنهم لا يجرؤون على التصريح بالاسم في إبان قوة دولة الإسلام.

    جاء في تفسير العيّاشي: قلت (الراوي يقول لإمامهم): ومن أعداء الله أصلحك الله؟ قال: الأوثان الأربعة، قال: قلت: من هم؟ قال: أبو الفصيل، ورمع، ونعثل، ومعاوية، ومن دان دينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله(38).

    قال شيخهم المجلسي في بيانه لهذه المصطلحات: أبو الفصيل أبو بكر؛ لأنّ الفصيل والبكر متقاربان في المعنى، ورمع مقلوب عمر، ونعثل هو عثمان(39).

    وعند قوله سبحانه: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) (40)روى العياشي عن أبي بصير عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الأول للظالم وهو زريق، وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك، والباب السادس لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة، فهم أبواب لمن اتبعهم(41).

    قال المجلسي في تفسير هذا النص: "زريق كناية عن الأول؛ لأن العرب تتشاءم بزرقة العين، والحبتر هو الثعلب، ولعله إنما كنى عنه لحيلته ومكره، وفي غيره من الأخبار وقع بالعكس وهو أظهر؛ إذ الحبتر بالأول أنسب ويمكن أن يكون هنا أيضاً المراد ذلك، إنما قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ وأغلظ، وعسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس، وكذا أبي سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وساير أهل الجمل؛ إذ كان اسم جمل عائشة عسكراً وروي أنه كان شيطاناً(42).

    قال شيخ الدولة الصفوية – في زمنه – المجلسي: حبتر ودلام: أبو بكر وعمر(43).

    وتجد بعض النصوص التي فيها الرمز للشيخين في كتب أوائلهم، ولكن حينما ينقلها عنهم بعض شيوخ الدولة الصفوية يستبدل الرمز بالاسم الصريح(44).
    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    نظرة الشيعة للخلفاء والصحابة Empty رد: نظرة الشيعة للخلفاء والصحابة

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الجمعة 9 أكتوبر - 12:45

    كما تطاولوا بالسب والتكفير، وعلى سبيل التعيين على كثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويختارون منهم أعيانهم وخيارهم، فكما طعنوا وكفروا الخلفاء الثلاثة، فكذلك يفعلون في آخرين من فضلاء الصحابة وعظمائهم كعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، جاء في تفسير القمي والصافي(45): عن الصادق: لما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين وهم: أبو بكر، وعمر [هكذا في تفسير الصافي، أما في تفسير القمي فقال: وهم: الأول والثاني.. إلخ]، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة، وسالم مولى أبي حذيفة، والمغيرة بن شعبة. قال عمر [هكذا في تفسير الصافي، وفي تفسير القمي قال الثاني]: أما ترون عينه كأنما عين مجنون يعني النبي، الساعة يقوم ويقول: قال لي ربي [لا يخفى على عاقل أن واضع هذا القول قد رام الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وفي نبوته بادئ ذي بدء، لأنه يريد أن يقال: إذا كان كبار صحابته لم يؤمنوا به، وهم الذين عاصروه وتلقوا عنه وشاهدوا معجزاته فغيرهم أحق، كذلك يريد أن يقال: رجل سوء له أصحاب سوء، كما كشف عن هذا الهدف بعض السلف، كما يريدون الطعن في الإسلام ذاته بطريقة ماكرة خفية على الأغرار والدهماء وهو الطعن في الناقل لإبطال المنقول] فلما قام قال: أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله. قال: اللهم فاشهد، ثم قال: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، وسلموا عليه بإمرة أمير المؤمنين فنزل جبرائيل وأعلم رسول الله(46) بمقالة القوم فدعاهم وسألهم فأنكروا وحلفوا فأنزل الله: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ) (47).

    ومثل هؤلاء أيضاً يتناولون آخرين من فضلاء الصحابة ونقلة الشريعة كأبي هريرة(48). وقد ألف الرافضي المعاصر عبد الحسين الموسوي كتاباً في أبي هريرة عليه السلام انتهى فيه إلى القول بأنه كان منافقاً كافراً(49).

    قال ابن بابويه في الاعتقادات: فمن ادعى الإمامة وليس بإمام فهو الظالم الملعون، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون(50).

    فهذا تكفير للحاكم والمحكوم في مختلف العصور (ما عدا حكم علي والحسن) وحينما سئل شيخهم المفيد الملقب عندهم بركن الإسلام وآية الله الملك العلام عما ورد عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري. فأجاب عليه من الله ما يستحق: إن الوجه فيه أن المفاضل بينه وبين الرجلين إنما وجب عليه حد المفتري، لأن المفاضلة لا تكون إلا بين متقاربين في الفضل، وكان الرجلان بجحدهما النص قد خرجا عن الإيمان بطل أن يكون لهما فضل في الإسلام فكيف يحصل لهما من الفضل ما يقارب فضل أمير المؤمنين؟ ومتى فضل إنسان أمير المؤمنين عليهما فقد افترى بالتفضيل لأمير المؤمنين عليهما، من حيث كذب في إثبات فضل لهم في الدين، وجرى في هذا الباب مجرى من فضل المسلم البر التقي على الكافر المرتد، ومجرى من فضل جبرائيل على إبليس، ورسول الله على أبي جهل بن هشام(51).

    ولذلك يتعبّدون الله سبحانه بعد كلّ صلاة بلعن الخلفاء الثّلاثة وغيرهم من فضلاء الصّحابة، وبعض أمّهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين. وعقد لذلك الحرّ العاملي باباً بعنوان: باب استحباب لعن أعداء الدّين عقيب الصّلاة بأسمائهم. وذكر فيه ما روى الكليني عن ابن ثوير والسّراج قالا: سمعنا أبا عبد الله رضي الله عنه وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعة من الرّجال وأربعاً من النّساء، فلاناً وفلاناً وفلاناً (الخلفاء الثّلاثة) ويسمّيهم ومعاوية، وفلانة وفلانة (عائشة، وحفصة رضي الله عنهما) وهنداً وأمّ الحكم أخت معاوية(52).

    فانظر كيف لعنوا في هذه "الكلمات المظلمة" المسلمين جميعاً من الأوّلين والآخرين، وخصّوا بمزيد من اللّعن والتّكفير من أقاما دولة الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشرا دين الله في العالمين، وعدوهما وجميع من اتبعهما (أي جميع المسلمين) من أعداء الدين، فأي دين يعتقده هؤلاء الذين يعدون صحابة رسول الله ومن اتبعهم بإحسان هم أعداء للدين؟ فليكن أي دين ونحلة إلا دين الإسلام، إن هذه "اللعنات" تؤكد أن واضعها من أتباع تلك الديانات التي قضى عليها الإسلام بقيادة أبي بكر وعمر وإخوانهما رضوان الله عليهم جميعاً.

    وفي مزاراتهم يجري أيضاً – بواسطة الأدعية التي وضعت غرس الأحقاد وبثّ الضّغائن، وتأجيج العداوة في لعنات متتالية ومتتابعة على خير القرون، ففي زيارة فاطمة – مثلاً – يلعنون أبا بكر وبقيّة الصّحابة رضوان الله عليهم في دعاء يقولون فيه: السّلام عليك يا فاطمة يا سيّدة نساء العالمين، لعن الله مانعك إرثك، ودافعك عن حقّك، والرّادّ عليك قولك، لعن الله أشياعهم وأتباعهم وألحقهم بدرك الجحيم(53).

    وتلاحظ أن واضع هذا الدعاء يقصد فيه لعن صديق هذه الأمة ثم يلحق فيه كل من شايعه، فيدخل فيهم أمير المؤمنين علي، لأنه من شيعة أبي بكر وأعوانه ووزرائه. ولا تخفى هذه الحقيقة على واضع هذا الدعاء، ولكنه عدو للجميع ويتستر بالتشيع لأن العقل الشيعي في غيبوبة بفعل العواطف المشحونة – زوراً – بظلم آل البيت وقهرهم وضياع حقهم، وصراعهم مع أعدائهم وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد حشدوا في ذلك ركاماً هائلاً من الأساطير لا تبقى في قلب من يؤمن بها إلا الحقد، والتعطش لسفك الدماء، والرغبة في الانتقام(45).. وواقعهم يشهد بذلك.

    ------------------------------------------------------------

    [1] شرح صحيح مسلم للنووي (15/174).

    2 شرح الأصول الخمسة (ص761).

    3 صفحة (321).

    4 (4/128).

    5 انظر البزدوي/ أصول الدين (ص247-248).

    6 تلحظ أن عبد القاهر لا يعمم هذا المذهب على الإمامية كلها، وقد أشار الأشعري إلى أنهم اختلفوا في ذلك على فرقتين. (انظر مقالات الإسلاميين (1/128-129).

    7 مجموع فتاوى شيخ الإسلام (3/356).

    8 انظر كتاب سليم بن قيس (ص74-75).

    9 (2/244).

    10 صفحة (6، 7، 8، 9، 11)

    11 (1/199)

    12 (1/319)

    13 (1/389)

    14 (1/396)

    15 صفحة (4-5).

    16 صفحة (468).

    17 (22/345، 351، 352، 440).

    18 الكافي (2/244) الهامش.

    19 أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب قلّة عدد المؤمنين (2/244)، وانظر رجال الكشي (ص7)، بحار الأنوار (22/345).

    20 لببه: جمع ثيابه عند نحره في الخصومة ثم جره، انظر رجال الكشي الهامش (ص11).

    21 وجأ يوجأ: ضربه باليد والسكين، انظر رجال الكشي الهامش (ص11).

    22 في نسخة أخرى كالسلعة. والسلعة: خراج كهيئة الغدة. انظر المصباح (ص337).

    23 رجال الكشي (ص11)، بحار الأنوار (22/440).

    24 رجال الكشي (ص15).

    25 رجال الكشي (ص11).

    26 رجال الكشي (ص17).

    27 الإسراء (15).

    28 انظر في الكافي: باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية (1/412-436)، وفيه (92) رواية، وراجع ما مر حول ذلك ص158 وما بعدها.

    29البهبودي/ مقدمة البحار، (صفر/19).

    30بحار الأنوار (8/208-252) من الطّبعة الحجريّة.

    31المعالم الزّلفى (ص324).

    32 المعالم الزلفى (ص325).

    33أصول الكافي (1/373-374)، النّعماني/ الغيبة (ص70)، تفسير العيّاشي (1/178)، بحار الأنوار (25/111).

    34أصول الكافي (1/429).

    35من لا يحضره الفقيه (2/354).

    36مستدرك الوسائل (10/342).

    37كما في كتابات الشيخ موسى جار الله في الوشيعة، وإحسان إلهي ظهير في "السنة والشيعة" وغيرهما.

    38تفسير العيّاشي (2/116)، بحار الأنوار (27/58).

    39بحار الأنوار (27/58).

    40 الحجر(44).

    41تفسير العياشي (2/243)، البرهان (2/345).

    42بحار الأنوار (4/378) و (8/220).

    43بحار الأنوار (24/73).

    44انظر تفسير القمي (1/301)، حيث رمز للشيخين بفلان وفلان، ولكن حينما ينقل شيخهم الكاشاني هذا النص يصرح بالاسمين. تفسير الصافي (2/359).

    45 تفسير القمي (1/301)، تفسير الصافي (2/359).

    46هكذا في الأصل المنقول منه بدون ذكر للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولاحظ: الرسول يعلمه جبريل، وأئمتهم يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم شيء، كما بوب عليه صاحب الكافي. انظر أصول الكافي (1/260).

    47 الآية

    48انظر بحار الأنوار (22/242)، الخصال (1/190).

    [1]49انظر الموسوي/ أبو هريرة، وانظر في الرد على افتراءاته: محمد عجاج الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام (ص201) وما بعدها، عبد المنعم العزي/ دفاع عن أبي هريرة، عبد الرحمن الزرعي/ أبو هريرة وأقلام الحاقدين. وأنس بن مالك، انظر رجال الكشي (ص45)، والبراء بن عازب، رجال الكشي (ص45)، وطلحة والزبير بن العوام، وقالوا فيهما: "كانا إمامين من أئمة الكفر" انظر تفسير العياشي (2/77-78)، البرهان (2/107)، تفسير الصافي (2/324).

    50 [الاعتقادات: ص112-113، بحار الأنوار: 27/62.]

    51العيون والمحاسن (2/122-123).

    52فروع الكافي (1/95)، الطّوسي/ التّهذيب (1/227)، وسائل الشّيعة (4/1037).

    53بحار الأنوار (100/197)، باب زيارة فاطمة، وانظر ص198 رقم16، وانظر ص200 من الجزء نفسه.

    54انظر بعض أخبار هذا الصراع المزعوم، في إثبات الوصية الذي ينسبونه للمسعودي صاحب مروج الذهب (ص122) وما بعدها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو - 12:21