د.أيمن محمد الجندي : بتاريخ 7 - 12 - 2007 : المصريون
حسنا فعل حمدي البطران عندما أمتلك الجرأة وكتب " يوميات ضابط في الأرياف " عن فترة عمله كمأمور في مدينة بصعيد مصر لم يحددها بالاسم ولكنه وصفها بالقائدة في تفريخ قيادات الجماعات الإرهابية الذين يديرون عملياتهم من الخارج بنجاح تام ..سبعون فردا من الجماعات الإسلامية ، زعيمهم مهندس ونائبه ضابط سابق في القوات المسلحة يجيد الرماية والهجوم المباغت والتدريب على الأسلحة ..يهيمون في الصحراء المجاورة وحقول القصب ، ومن آن لآخر يهبطون بأسلحتهم وينقضون على فريستهم سواء كانوا سيارة أو رجال شرطة يجهزون عليهم ثم ينزعون عنهم أسلحتهم ليستخدمونها ضدهم فيما بعد .
لم يكن في المسكن حينما تسلمه غير سرير ملطخ بالدم تبين أنه سرير المشرحة !!..في أول ليلة هناك ، وعلى خلفية من طلقات بنادق آلية ونباح كلاب وصراخ غامض حاد ، كصراخ أرنب ينزعون جلده حيا ، راح يتذكر دموع زوجته التي سقطت مغشيا عليها حينما قرأت اسمه في حركة التنقلات في الصحيفة اليومية ..عادت إلى البيت شبه منهارة لتتوسل إليه أن يستقيل من الشرطة ولا يذهب ..كانت اغتيالات الضباط في هذا الوقت عادة يومية متكررة في ذلك الصراع الدامي بين سلطة الدولة ممثلة في الشرطة وبين الجماعات الإسلامية المتطرفة ، والتي حسمتها الدولة لصالحها بعد كثير من الأعوام والدماء !!
الكتاب كما يبدو من عنوانه معارضة ( وهذا جنس أدبي معروف ) لرواية توفيق الحكيم المشهورة " يوميات نائب في الأرياف " ..بل إنه أقتبس نفس بنائه الدرامي حينما جعل الأحداث تسير على خلفية تحقيق في قضية قتل عزيزة مثلما سارت أحداث رواية الحكيم على خلفية من مقتل ريم ، الفتاة التي يفرش رمشها على فدان كما كان يقول الشيخ عصفور . في البدء تقدم والدها فنجري اسكندر للإبلاغ عن غيابها ، بعدها يتم اكتشاف الجثة في الساقية المهجورة ، لنعرف فيما بعد أن والدها أرتاب في سلوكها وبالفعل فحصتها الأم وأكدت أنها لم تعد عذراء ، وفي نهاية الرواية نتبين - للأسف الشديد - أنها قتلت ظلما ..تقرير الطبيب الشرعي أكد أنها عذراء !.
كلتا الروايتين تظهران عجز الأداة الحكومية عن تحقيق العدل بين الفلاحين ، وكأن ستين عاما لم تمر بين الروايتين ، الشعب دائما مقهور الآن ووقت ذاك ، ينظر إلى العقوبات الواقعة عليه نظرته إلى مصيبة تقع عليه من السماء لا يمكن دفعها ..وفيما كانت الأحكام تنهال على رؤوس الفلاحين - في رواية الحكيم- بسبب قوانين مستوردة من الخارج لا تراعي ظروفهم البيئية فإن الأسوأ يقع في رواية البطري ..إهانات يتعرض لها الأبرياء أثناء صراع الأمن مع الجماعات المتطرفة في تسعينيات القرن الماضي ..قطع الطرق بمطبات هائلة توشك أن تقلب السيارات وتتلف الأجزاء السفلية منها وتفتيشها واحتجاز العشرات بلا مسوغ قانوني من أجل استجوابهم أو الاشتباه في انتمائهم للجماعات الإسلامية .
يصف الكتاب عمليات الانتقام التي كانت تقوم بها الشرطة ردا على العمليات الإرهابية والتي لم تكن تطال – للأسف – الجاني ، بل الأبرياء ..كان عقابهم جماعيا لتلك القرية التي أطلق أحد أبنائها الرصاص على الشرطة ..قوة مسلحة مدججة بالجرارات الزراعية والبلدوزات هاجمت القرية الوادعة ..وكلما قابلوا رجلا أوسعوه ضربا وركلا ..أثناء التفتيش كان الجنود يقذفون بمحتويات البيوت خارجها ..وتراق محتويات الأواني على الأرض ..أحد الجنود رأى جرة عسل فركلها بعنف فتطاير العسل على ثياب الضباط فأوسعوه ضربا !!..، وصدرت التعليمات باقتياد كل شباب القرية حتى سن الخامسة والأربعين إلى مقر النقطة ..بيت الأسرة تم هدمه بالبلدوزر فانهار السقف الخراساني متماسكا وانطبق على سقف الدور الأول ثم هبط على الأرض كالورق المقوى منبعثا منه غبار أسود كثيف غطى على كل الميدان.
أما أبو المتهم فالضرب والصفع وأقذع الشتائم كان أقل ما تعرض له ..بعدها رفعوا جلبابه وربطوه في رقبته ثم ضربوه على مؤخرته بعصا رفيعة من الخيرزان ..وحينما أقسم أنه لا يعرف مكان ابنه - منذ أطلق لحيته وأنضم للجماعات المسلحة - هددوه أن بفعل نفس الشيء مع ابنته !!.
إنصافا يجب ألا ننسى أن تلك التجاوزات حدثت بينما كان الرصاص يحصد شهداء الشرطة والوطن ..كانت الصحف تنشر حوادث الاغتيالات بصورة يومية ..ضباط كبار برتبة اللواء ..وذلك الضابط الشاب الذي تلقى كمية من الرصاص والمتفجرات تكفي لنسف كوبري على النيل ..وقبله عميد أطلقوا عليه تسعين طلقة من أربع بنادق آلية .هذه الحوادث وغيرها تكشف عن رغبة ملحة في الانتقام فرصاصة واحدة كانت تكفي لتحقيق الهدف !.
مصيبة تلك الأيام السوداء لم تكن فقط في دماء شهدائها ولا الضرر العميق الذي حاق بالسياحة والاقتصاد المصري، بل تمزق الوطن الواحد بين شمال وجنوب ، عاصمة وصعيد ..وكأن مينا موحد القطرين لم يولد بعد ..الضباط القادمون من كل أنحاء مصر .. الإسكندرية وبورسعيد والقاهرة كانوا يقولونها بصراحة : متى نعود لبلادنا !!؟
والشيء بالشيء يذكر ..ما زلت أذكر تلك المرة التي زرت فيها أسوان وذلك السائق النوبي الذي اختفت وداعته الفطرية تحت حنقه العميق وهو يقول لي في حقد وأسى :
- أنهم لم يكتفوا باحتلالنا بل ضربونا واحتقرونا !!.
حقا ..كم أسأنا إليه ..صعيد مصر المبارك ..مهد الحضارة البشرية ..هناك في طيبة حيث بزغت شمس العلوم والفنون والعظمة الفرعونية فيما كان الوجه البحري مجرد أحراش ومستنقعات ..وبقية العالم في حياة الهمجية وعدم الاستقرار ..
....................
في إحدى الاجتماعات مع مدير الأمن تشجع أحد الضباط وقالها بصراحة : ينبغي تطوير جهاز الشرطة ليكون على مستوى المواجهة ..لا يمكن للمخبر الذي تعود على التعامل مع لصوص الدواجن أن يتعامل مع متطرف له قضية يموت من أجلها ..بعض هؤلاء المتطرفين يتمتعون بقدرات عقلية فائقة ومقدرة هائلة على الجدل والإقناع ويحفظون القرآن الكريم وكتب الأحاديث والشريعة ..وحتى حراسهم كانوا يتعاطفون معهم بل ويسمحون لهم بالخلوة مع زوجاتهم !! حتى أن بعضهم تزوج وأنجب داخل السجن !!.
قال الضابط أيضا : ينبغي أن يتفرغ ضباط الأمن العام للأمن الجنائي فيما يتفرغ ضباط أمن الدولة والأمن المركزي لعمليات الإرهاب بدلا من طغيان الأمن السياسي على الأمن الجنائي .. حوادث السرقة بالإكراه زادت على المعدلات السابقة فضلا عن انتشار حوادث الخطف والاغتصاب والتحرش وسرقة المساكن نهارا وحمل السلاح علنا ..كان رد مدير الأمن أنهم مكلفون بتحقيق نتيجة لا رسم شئون الوزارة !!
والحق أن هذا الكلام ما زال حكيما حتى اللحظة ..لقد طغى أمن النظام على أمن المواطن حتى تم اختزال الوطن في أفراد معدودين حتى لم يعد المصري العادي يشعر بانتماء للوطن .
وكانت النتيجة كما لا بد لنا أن نتوقع ..تعاطف الناس مع المتطرفين الذين برروا قتل الجنود والضباط باعتبارهم من أعوان الطاغوت ، والناس يتابعون الموقف ويشفقون عليهم ، ويخافون - في الوقت نفسه - من سطوة الشرطة ..إنها لا تعدو – في نظر الناس – مباراة بين الشرطة وبين المتطرفين ومن ينتصر سيقدمون له الولاء ويجهزون له كرسي الحكم !!. لذلك لم يندهش المأمور كثيرا حينما كانوا يدفنون بعض قتلى الجماعات المسلحة فقام الإمام ليصلي عليهم ويقول :
- اللهم أغفر لهم ، وأنزلهم جنتك فهم عبادك وماتوا من أجل إعلاء كلمتك .
ثم أقام الصلاة وكبر لصلاة الجنازة وخلفه الناس قائلا :
- نويت أقيم صلاة الجنازة على أرواح (الشهداء) ..الله أكبر !
............
في الكتاب شخصيات لا تنسى ..الحق أن الكاتب يتمتع بموهبة بصرية عالية تجعله يلاحظ التفاصيل الدقيقة ..هناك أمين شباب الحزب الذي تجاوز الخمسين بكثير !! يرتدي بذلة صوفية كاملة وصديري مختلف اللون ورباط عنق عريض يظهر تحت الصديري ..وهناك عسكري المكتب أبو بخلول ..فارع الطول بطريقة مبالغة فيها ..يتكلم بسرعة وقوة ، وله ستة أصابع ..حينما يطلب منه شراء شريط موسيقى فإنه مضي على الفور لتنفيذ الأمر ثم عاد أدراجه متسائلا :
من الأجزاخانة يا باشا ؟
وهناك هواه دخول مراكز الشرطة والتطلع إلى العساكر دون هدف واضح ..يرتادون المراكز دون أي سبب ويفرضون أنفسهم على هؤلاء.. أما العمدة همام فمفرط السمنة يرتدي جلبابا ثقيلا وشالا سميكا كالسجادة ..رقبته ضخمة ولامعة وعليها سائل يشبه الزيت ..يذكره في سمنته وسواده بالإمبراطور بوكاسا الذي قالوا عنه أنه يأكل الأطفال ..
يتطاير الرذاذ من فمه وهو يقول للمأمور :
- يا باشا ..احنا شفنا النور مرتين ..مرة لما الكهربا دخلت بلدنا ..والتانية لما حضرتك شرفت المركز ..يا بختنا يا سعدنا يا هنانا ..سمعتك يا باشا زي الطبل ..حضرتك أول ما شرفت عندنا النيل فاض عالاخر ..وبقرة سلمان ابو حنين ولدت جوز ..وحق جلال الله النور في وش الباشا زي نور الأوليا !!.
وبرغم أن العمدة همام مجرم ضالع في الأجرام تحوم حوله الشبهات لكن أحدا لم يتقدم للشهادة خوفا من بطشه ..يغتصب المرأة التي تروق له ثم يقتل زوجها ..ويذهب للحج على نفقه أتباعه ثم يعود دون أداء المناسك مكملا المدة في منزل عشيقته ليعود إلى قريته مع أول فوج من حجاج الطائرات !!..وبرغم ضلوعه في تهريب الآثار فإنه عضو في لجنة العمد له قبول عند مدير الأمن .
هناك أيضا حوادث مضحكة في الكتاب مثل قصة السائحين الرومانيين الذين عقدا قرانهما في القاهرة وقررا أن يقضيا شهر العسل متنقلين على الدراجة حتى أسوان ونظرا للخوف الشديد على حياة السياح فقد تقرر تأمينهما بسيارة شرطة أمامهما وسيارتين خلفهما بالإضافة لسيارة لاسلكي تسير أمام الجميع ..المضحك أن الزوج أعتقد أن ما يحدث نوع من التعبير عن حفاوة الحكومة المصرية بالزواج الذي تم على ترابها !!، وقال إنه يشعر الآن أنه أكثر أهمية من الرئيس الأمريكي وزوجته !! ..فيما طلبت الزوجة من أحد خفراء الآثار الذين يحسنون الحديث بالإنجليزية أن يشكر الحكومة المصرية لحسن إعدادها حفل الزفاف !!
.......................
تنتهي الرواية بشيء كالأعاجيب ..رئيس وحدة المباحث نفسه تعاطف مع الجماعات المسلحة وأبلغ النيابة عن أسماء ضباط أطلقوا النار بلا مسوغ قانوني على مشتبه فيه ..كان ذلك إحراجا بالغا للمأمور ..والأدهى أنه لم يكتف بذلك بل أبلغ أسماءهم أيضا لوالد القتيل ..في الحق لم يكن المأمور غافلا عن التغيرات التي ألمت برئيس المباحث ..ندرة جلوسه معا وتفضيله البقاء منفردا ، إطالته الصلاة وذلك الألم النفسي الواضح كلما اضطرته مسئوليات منصبه لفعل ما لا يرضى عنه ضميره ..المسكين عاني صراعا طويلا مزمنا انتهى باعتكافه في بيته بعد أن رفضوا استقالته من الشرطة .
وهيمن على المأمور شعور بالاكتئاب وإحساس بالفشل وأنه غير جدير بهذا المنصب وينبغي عليه أن يتركه لمن هو أكفأ منه ..بالفعل لم يتأخر الأمر كثيرا .. صدر قرار مدير الأمن بنقله من المركز وتعيين العقيد عبد المجيد مأمورا بدلا منه ..
وتنتهي الرواية التي فتحت جرح الوطن ..وأثارت تساؤلات أكثر مما أعطت أجوبة ..لماذا حدث كل هذا العنف وأريقت كل هذه الدماء ؟ ..هل هو الفساد الذي بث اليأس في قلوب الناس من إمكانية حياة نظيفة ؟ أم تراجع دور الأزهر بما سمح ببروز الأفكار المتطرفة البعيدة عن سماحة الريف المصري والمستوردة من الخارج ؟ أم هو الفقر والغبن والمجتمع المحافظ الذي يحتمل شظف العيش لكنه لا يقبل إهانة العرض ..أم كل هذه الأسباب مجتمعة؟
كتاب في مجمله يتميز بالصدق والصراحة وحب الوطن ..إننا نحب الوطن ، لكن السؤال المهم : هل يحبنا الوطن كما نحبه ؟
حسنا فعل حمدي البطران عندما أمتلك الجرأة وكتب " يوميات ضابط في الأرياف " عن فترة عمله كمأمور في مدينة بصعيد مصر لم يحددها بالاسم ولكنه وصفها بالقائدة في تفريخ قيادات الجماعات الإرهابية الذين يديرون عملياتهم من الخارج بنجاح تام ..سبعون فردا من الجماعات الإسلامية ، زعيمهم مهندس ونائبه ضابط سابق في القوات المسلحة يجيد الرماية والهجوم المباغت والتدريب على الأسلحة ..يهيمون في الصحراء المجاورة وحقول القصب ، ومن آن لآخر يهبطون بأسلحتهم وينقضون على فريستهم سواء كانوا سيارة أو رجال شرطة يجهزون عليهم ثم ينزعون عنهم أسلحتهم ليستخدمونها ضدهم فيما بعد .
لم يكن في المسكن حينما تسلمه غير سرير ملطخ بالدم تبين أنه سرير المشرحة !!..في أول ليلة هناك ، وعلى خلفية من طلقات بنادق آلية ونباح كلاب وصراخ غامض حاد ، كصراخ أرنب ينزعون جلده حيا ، راح يتذكر دموع زوجته التي سقطت مغشيا عليها حينما قرأت اسمه في حركة التنقلات في الصحيفة اليومية ..عادت إلى البيت شبه منهارة لتتوسل إليه أن يستقيل من الشرطة ولا يذهب ..كانت اغتيالات الضباط في هذا الوقت عادة يومية متكررة في ذلك الصراع الدامي بين سلطة الدولة ممثلة في الشرطة وبين الجماعات الإسلامية المتطرفة ، والتي حسمتها الدولة لصالحها بعد كثير من الأعوام والدماء !!
الكتاب كما يبدو من عنوانه معارضة ( وهذا جنس أدبي معروف ) لرواية توفيق الحكيم المشهورة " يوميات نائب في الأرياف " ..بل إنه أقتبس نفس بنائه الدرامي حينما جعل الأحداث تسير على خلفية تحقيق في قضية قتل عزيزة مثلما سارت أحداث رواية الحكيم على خلفية من مقتل ريم ، الفتاة التي يفرش رمشها على فدان كما كان يقول الشيخ عصفور . في البدء تقدم والدها فنجري اسكندر للإبلاغ عن غيابها ، بعدها يتم اكتشاف الجثة في الساقية المهجورة ، لنعرف فيما بعد أن والدها أرتاب في سلوكها وبالفعل فحصتها الأم وأكدت أنها لم تعد عذراء ، وفي نهاية الرواية نتبين - للأسف الشديد - أنها قتلت ظلما ..تقرير الطبيب الشرعي أكد أنها عذراء !.
كلتا الروايتين تظهران عجز الأداة الحكومية عن تحقيق العدل بين الفلاحين ، وكأن ستين عاما لم تمر بين الروايتين ، الشعب دائما مقهور الآن ووقت ذاك ، ينظر إلى العقوبات الواقعة عليه نظرته إلى مصيبة تقع عليه من السماء لا يمكن دفعها ..وفيما كانت الأحكام تنهال على رؤوس الفلاحين - في رواية الحكيم- بسبب قوانين مستوردة من الخارج لا تراعي ظروفهم البيئية فإن الأسوأ يقع في رواية البطري ..إهانات يتعرض لها الأبرياء أثناء صراع الأمن مع الجماعات المتطرفة في تسعينيات القرن الماضي ..قطع الطرق بمطبات هائلة توشك أن تقلب السيارات وتتلف الأجزاء السفلية منها وتفتيشها واحتجاز العشرات بلا مسوغ قانوني من أجل استجوابهم أو الاشتباه في انتمائهم للجماعات الإسلامية .
يصف الكتاب عمليات الانتقام التي كانت تقوم بها الشرطة ردا على العمليات الإرهابية والتي لم تكن تطال – للأسف – الجاني ، بل الأبرياء ..كان عقابهم جماعيا لتلك القرية التي أطلق أحد أبنائها الرصاص على الشرطة ..قوة مسلحة مدججة بالجرارات الزراعية والبلدوزات هاجمت القرية الوادعة ..وكلما قابلوا رجلا أوسعوه ضربا وركلا ..أثناء التفتيش كان الجنود يقذفون بمحتويات البيوت خارجها ..وتراق محتويات الأواني على الأرض ..أحد الجنود رأى جرة عسل فركلها بعنف فتطاير العسل على ثياب الضباط فأوسعوه ضربا !!..، وصدرت التعليمات باقتياد كل شباب القرية حتى سن الخامسة والأربعين إلى مقر النقطة ..بيت الأسرة تم هدمه بالبلدوزر فانهار السقف الخراساني متماسكا وانطبق على سقف الدور الأول ثم هبط على الأرض كالورق المقوى منبعثا منه غبار أسود كثيف غطى على كل الميدان.
أما أبو المتهم فالضرب والصفع وأقذع الشتائم كان أقل ما تعرض له ..بعدها رفعوا جلبابه وربطوه في رقبته ثم ضربوه على مؤخرته بعصا رفيعة من الخيرزان ..وحينما أقسم أنه لا يعرف مكان ابنه - منذ أطلق لحيته وأنضم للجماعات المسلحة - هددوه أن بفعل نفس الشيء مع ابنته !!.
إنصافا يجب ألا ننسى أن تلك التجاوزات حدثت بينما كان الرصاص يحصد شهداء الشرطة والوطن ..كانت الصحف تنشر حوادث الاغتيالات بصورة يومية ..ضباط كبار برتبة اللواء ..وذلك الضابط الشاب الذي تلقى كمية من الرصاص والمتفجرات تكفي لنسف كوبري على النيل ..وقبله عميد أطلقوا عليه تسعين طلقة من أربع بنادق آلية .هذه الحوادث وغيرها تكشف عن رغبة ملحة في الانتقام فرصاصة واحدة كانت تكفي لتحقيق الهدف !.
مصيبة تلك الأيام السوداء لم تكن فقط في دماء شهدائها ولا الضرر العميق الذي حاق بالسياحة والاقتصاد المصري، بل تمزق الوطن الواحد بين شمال وجنوب ، عاصمة وصعيد ..وكأن مينا موحد القطرين لم يولد بعد ..الضباط القادمون من كل أنحاء مصر .. الإسكندرية وبورسعيد والقاهرة كانوا يقولونها بصراحة : متى نعود لبلادنا !!؟
والشيء بالشيء يذكر ..ما زلت أذكر تلك المرة التي زرت فيها أسوان وذلك السائق النوبي الذي اختفت وداعته الفطرية تحت حنقه العميق وهو يقول لي في حقد وأسى :
- أنهم لم يكتفوا باحتلالنا بل ضربونا واحتقرونا !!.
حقا ..كم أسأنا إليه ..صعيد مصر المبارك ..مهد الحضارة البشرية ..هناك في طيبة حيث بزغت شمس العلوم والفنون والعظمة الفرعونية فيما كان الوجه البحري مجرد أحراش ومستنقعات ..وبقية العالم في حياة الهمجية وعدم الاستقرار ..
....................
في إحدى الاجتماعات مع مدير الأمن تشجع أحد الضباط وقالها بصراحة : ينبغي تطوير جهاز الشرطة ليكون على مستوى المواجهة ..لا يمكن للمخبر الذي تعود على التعامل مع لصوص الدواجن أن يتعامل مع متطرف له قضية يموت من أجلها ..بعض هؤلاء المتطرفين يتمتعون بقدرات عقلية فائقة ومقدرة هائلة على الجدل والإقناع ويحفظون القرآن الكريم وكتب الأحاديث والشريعة ..وحتى حراسهم كانوا يتعاطفون معهم بل ويسمحون لهم بالخلوة مع زوجاتهم !! حتى أن بعضهم تزوج وأنجب داخل السجن !!.
قال الضابط أيضا : ينبغي أن يتفرغ ضباط الأمن العام للأمن الجنائي فيما يتفرغ ضباط أمن الدولة والأمن المركزي لعمليات الإرهاب بدلا من طغيان الأمن السياسي على الأمن الجنائي .. حوادث السرقة بالإكراه زادت على المعدلات السابقة فضلا عن انتشار حوادث الخطف والاغتصاب والتحرش وسرقة المساكن نهارا وحمل السلاح علنا ..كان رد مدير الأمن أنهم مكلفون بتحقيق نتيجة لا رسم شئون الوزارة !!
والحق أن هذا الكلام ما زال حكيما حتى اللحظة ..لقد طغى أمن النظام على أمن المواطن حتى تم اختزال الوطن في أفراد معدودين حتى لم يعد المصري العادي يشعر بانتماء للوطن .
وكانت النتيجة كما لا بد لنا أن نتوقع ..تعاطف الناس مع المتطرفين الذين برروا قتل الجنود والضباط باعتبارهم من أعوان الطاغوت ، والناس يتابعون الموقف ويشفقون عليهم ، ويخافون - في الوقت نفسه - من سطوة الشرطة ..إنها لا تعدو – في نظر الناس – مباراة بين الشرطة وبين المتطرفين ومن ينتصر سيقدمون له الولاء ويجهزون له كرسي الحكم !!. لذلك لم يندهش المأمور كثيرا حينما كانوا يدفنون بعض قتلى الجماعات المسلحة فقام الإمام ليصلي عليهم ويقول :
- اللهم أغفر لهم ، وأنزلهم جنتك فهم عبادك وماتوا من أجل إعلاء كلمتك .
ثم أقام الصلاة وكبر لصلاة الجنازة وخلفه الناس قائلا :
- نويت أقيم صلاة الجنازة على أرواح (الشهداء) ..الله أكبر !
............
في الكتاب شخصيات لا تنسى ..الحق أن الكاتب يتمتع بموهبة بصرية عالية تجعله يلاحظ التفاصيل الدقيقة ..هناك أمين شباب الحزب الذي تجاوز الخمسين بكثير !! يرتدي بذلة صوفية كاملة وصديري مختلف اللون ورباط عنق عريض يظهر تحت الصديري ..وهناك عسكري المكتب أبو بخلول ..فارع الطول بطريقة مبالغة فيها ..يتكلم بسرعة وقوة ، وله ستة أصابع ..حينما يطلب منه شراء شريط موسيقى فإنه مضي على الفور لتنفيذ الأمر ثم عاد أدراجه متسائلا :
من الأجزاخانة يا باشا ؟
وهناك هواه دخول مراكز الشرطة والتطلع إلى العساكر دون هدف واضح ..يرتادون المراكز دون أي سبب ويفرضون أنفسهم على هؤلاء.. أما العمدة همام فمفرط السمنة يرتدي جلبابا ثقيلا وشالا سميكا كالسجادة ..رقبته ضخمة ولامعة وعليها سائل يشبه الزيت ..يذكره في سمنته وسواده بالإمبراطور بوكاسا الذي قالوا عنه أنه يأكل الأطفال ..
يتطاير الرذاذ من فمه وهو يقول للمأمور :
- يا باشا ..احنا شفنا النور مرتين ..مرة لما الكهربا دخلت بلدنا ..والتانية لما حضرتك شرفت المركز ..يا بختنا يا سعدنا يا هنانا ..سمعتك يا باشا زي الطبل ..حضرتك أول ما شرفت عندنا النيل فاض عالاخر ..وبقرة سلمان ابو حنين ولدت جوز ..وحق جلال الله النور في وش الباشا زي نور الأوليا !!.
وبرغم أن العمدة همام مجرم ضالع في الأجرام تحوم حوله الشبهات لكن أحدا لم يتقدم للشهادة خوفا من بطشه ..يغتصب المرأة التي تروق له ثم يقتل زوجها ..ويذهب للحج على نفقه أتباعه ثم يعود دون أداء المناسك مكملا المدة في منزل عشيقته ليعود إلى قريته مع أول فوج من حجاج الطائرات !!..وبرغم ضلوعه في تهريب الآثار فإنه عضو في لجنة العمد له قبول عند مدير الأمن .
هناك أيضا حوادث مضحكة في الكتاب مثل قصة السائحين الرومانيين الذين عقدا قرانهما في القاهرة وقررا أن يقضيا شهر العسل متنقلين على الدراجة حتى أسوان ونظرا للخوف الشديد على حياة السياح فقد تقرر تأمينهما بسيارة شرطة أمامهما وسيارتين خلفهما بالإضافة لسيارة لاسلكي تسير أمام الجميع ..المضحك أن الزوج أعتقد أن ما يحدث نوع من التعبير عن حفاوة الحكومة المصرية بالزواج الذي تم على ترابها !!، وقال إنه يشعر الآن أنه أكثر أهمية من الرئيس الأمريكي وزوجته !! ..فيما طلبت الزوجة من أحد خفراء الآثار الذين يحسنون الحديث بالإنجليزية أن يشكر الحكومة المصرية لحسن إعدادها حفل الزفاف !!
.......................
تنتهي الرواية بشيء كالأعاجيب ..رئيس وحدة المباحث نفسه تعاطف مع الجماعات المسلحة وأبلغ النيابة عن أسماء ضباط أطلقوا النار بلا مسوغ قانوني على مشتبه فيه ..كان ذلك إحراجا بالغا للمأمور ..والأدهى أنه لم يكتف بذلك بل أبلغ أسماءهم أيضا لوالد القتيل ..في الحق لم يكن المأمور غافلا عن التغيرات التي ألمت برئيس المباحث ..ندرة جلوسه معا وتفضيله البقاء منفردا ، إطالته الصلاة وذلك الألم النفسي الواضح كلما اضطرته مسئوليات منصبه لفعل ما لا يرضى عنه ضميره ..المسكين عاني صراعا طويلا مزمنا انتهى باعتكافه في بيته بعد أن رفضوا استقالته من الشرطة .
وهيمن على المأمور شعور بالاكتئاب وإحساس بالفشل وأنه غير جدير بهذا المنصب وينبغي عليه أن يتركه لمن هو أكفأ منه ..بالفعل لم يتأخر الأمر كثيرا .. صدر قرار مدير الأمن بنقله من المركز وتعيين العقيد عبد المجيد مأمورا بدلا منه ..
وتنتهي الرواية التي فتحت جرح الوطن ..وأثارت تساؤلات أكثر مما أعطت أجوبة ..لماذا حدث كل هذا العنف وأريقت كل هذه الدماء ؟ ..هل هو الفساد الذي بث اليأس في قلوب الناس من إمكانية حياة نظيفة ؟ أم تراجع دور الأزهر بما سمح ببروز الأفكار المتطرفة البعيدة عن سماحة الريف المصري والمستوردة من الخارج ؟ أم هو الفقر والغبن والمجتمع المحافظ الذي يحتمل شظف العيش لكنه لا يقبل إهانة العرض ..أم كل هذه الأسباب مجتمعة؟
كتاب في مجمله يتميز بالصدق والصراحة وحب الوطن ..إننا نحب الوطن ، لكن السؤال المهم : هل يحبنا الوطن كما نحبه ؟
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar