الهندوسيّة ليست ديانة موحّدة، بل هي مصطلحٌ جماعيّ لتيّارات دينيّة ومذاهب ومناهج وطرق خلاص مختلفة نشأت على مرّ الزمن ونمت في الهند. أهمّ مراحل تطوّر الهندوسيّة هي التاليّة:
الفيديّة هي الشكل القديم للهندوسيّة، وقد دخلت إلى الهند مع الآريّين حوالى سنة 1500 قبل المسيح. إنّ كتب الآريّين المقدّسة تدعى فيدا (المعرفة المقدّسة). وهي تتضمّن أناشيد للآلهة ونصوصًا لتقديم الذبائح، تعرّفنا عالم الثقافة، والتصوّرات عن الله، وصورة الإنسان وأشكال العبادة في زمن الفيدا.
عندما قامت أشكال مختلفة في طلب الخلاص وفي المجتمع الفيديّ وأصبح ما يقابلها من ممارسات العبادة أكثر تعقيدًا، تكوّنت طبقةٌ من خدّام العبادة المؤهَّلين تأهيلاً خاصًّا، كان شغلها الشاغل البحث عن علاقات الآلهة بظواهر الطبيعة وبأحداث الحياة البشريّة وبتكوين ممارسات العبادة الفعّالة المؤاتية وتفسيرها وتأسيسها نظريًّا. هؤلاء الكهنة الخبراء بالدين يُدعَون براهمة. ولذلك دُعيت تلك الحقبة التي تأثّرت بهم البراهمانيّة. مقابل هذا التركيز الشديد على الطقوس الدينيّة، ظهرت ردّات فعل من قِبَل طبقات صغيرة منغلقة راحت تبحث عن خلاصها في التأمّل والتنظير بدلاً من العبادة والطقوس. وقد رسا تعليمها السرّي في الأوبانيشادات القديمة.
المرحلة الثالثة شهدت تكوين الهندوسيّة. فنمت المناهج الفلسفيّة وطرق الخلاص الدينيّة المتنوّعة. ونشأت فرق قويّة حول آلهة خاصّة اكتسبت أهميّة كبرى وأزالت الآلهة الكثيرة الأخرى، مثل فيشنو وشيفا. كلّ هذه التيّارات الدينيّة والفرق والمناهج الفلسفيّة لا تزال إلى اليوم تسِم وجهَ أديان الهند.
أوّلاً: آلهة الهندوسيّة
إنّ الهندوسيّين، في مرحلة أولى من تطوّرهم الدينيّ، اختبروا الألوهة في أشكال ظهورها في الطبيعة، سواء ارتبطت أشكال الظهور هذه بالأرض أو بالسماء، بالنباتات أو بالحيوانات، بالإنسان نفسه أو أخيرًا بقوى مجرَّدة. هذه القوى عُدَّت قوى عُليا. وكان عملُها في معظم الأحيان مغلَّفًا بالأسرار، وردّاتُ فعلها خاضعة للنـزوات. ولكنّ الأساطير الهنديّة قد ذكرت آلهة الفيديّة، ووصفت أعمالهم الخارقة ومغامراتهم، وعرضت علاقاتهم بعضهم ببعض وبعالَم البشر.
1. آلهة الحقبة القديمة
1-1. إندرا
إندرا هو الإله القويّ الأعظم، يجسّد القدرة الخالقة، التي نظّمت العالم، وخلقت شروطَ الحياة. وهو يتغلّب بقدرته على كلّ الشياطين، وقوى الخواء والفوضى التي تقاوم نشأةَ عالَم منظَّم، وتعرّض للخطر باستمرار هذا النظام الكونيّ. وهو بنوع خاصّ يتسلّط على المطر والماء فيعزّز الحياةَ على الأرض. وهو إلهُ الحروب الوطنيّة، والمعين في الضيقات، يحمي الآلهة والبشر، ويمنح أتباعَه الأمان. إندرا هو إله النصر. ومن ثَمَّ فإنّ إندرا هو ملك البشر وصديقهم. وتدعوه نصوص العبادات "الأخ"، الذي يقبل الصلوات والقرابين، وهو قريبٌ من المصلّين.
1-2. رودرا
إذا كان إندرا هو الإله الصديق والصالح، فإنّ رودرا يمثّل الجانب الآخر من الألوهة، جانب الهول والقلق. لونُه الأحمر يذكّر بأنّه ينشر حوله الرعب. وغضبه يعبّر عنه أيضًا كونُه يقتل الناس بقوسه. فهو إذن سيّد الموت. إنّه يرسل المرضى والموت. ولكن بصفته سيّد الموت، فهو يحمي أيضًا من الموت، ومن ثَمَّ يُعَدّ طبيبًا وشافيًا.
1-3. أغني
أغني هو إله النار. نوره يتغلّب على الظلمة، وعلمه يحيط بكلّ أسرار العالَم والبشر. لمعانُه يُلهِم الرؤاة وينشّط النسّاك. هو الصدّيق الذي يحمي الناس من القوى الشريرة، ويقودهم إلى الطريق القويم ويمنحهم العونَ والسعادة. هو نار القرابين، يرافق الناس في المنـزل والعائلة، ويقوم بدور الوسيط بين مقدّمي القرابين والآلهة.
2. آلهة الهندوسيّة
في حقبة الهندوسيّة التي بدأت في القرن الرابع قبل المسيح، راح آلهة الفيديّة يفقدون أكثر فأكثر أهمّيتهم. واتّخذوا ملامحَ إنسانيّة مع كلّ ما يتضمّنه ذلك من فناء وضعف وتقلّص. إنّ تقلّصَ الآلهة الفيديّين قد رافقه ارتقاء لآلهة جدد، تركّز حولهم بوضوح متزايد اهتمام الهندوسيّين الدينيّ. وأهمّ هؤلاء الآلهة هم فيشنو وشيفا وبراهما.
2-1. فيشنو
كان فيشنو في الفيديّة إلهًا لا أهميّة له. أمّا في الهندوسيّة فيقوم بدور الخالق ووظيفة حارس العالَم التي كان يؤدّيها إندرا. على مرّ الزمن صار الإلهَ الأسمى، والسلطان القدير. وعُدَّ الظهورَ الشخصيّ للألوهة غير الشخصيّة، التي هي الأصل والكيان الأخير لكلّ الأفراد من الناس والأشياء. وقد صار فيشنو في تيّار الفيشنويّة الدينيّ محورَ عبادة متّسعة وتعليم عن الله متفرّع، نقتصر منه هنا على نقطتين.
2-1-1. التماهي بين فيشنو وكريشنا
يُعتبر كريشنا بطلاً أفضل أبعاد الحياة. وقد نقلت عنه البهاغافاد – جيتا الشهيرة (وهو جزء من ملحمة الشعب الهندوسيّة) تعليمًا عن الله يمكن إيجاز مضمونه على النحو التالي: الله هو مصدرُ كلّ الكائنات، وأساسُ كلّ الأشياء وحقيقتُها الباطنة. الله هو السيّد، وهو أوّلاً صديقُ البشر وهو في النهاية أيضًا غايتُهم. وهو يمنح الأمانَ والتحرّرَ والخلاص للذين يلتفتون إليه ويتمسّكون به.
وكريشنا نفسه، بصفة كونه إلهًا، عدَّه الهندوسيّون أيضًا الإله العطوف الذي يمنح الطمأنينة والحماية. ولذلك فهو إلى الآن محورُ كلّ اتجاه دينيّ يرتكز على المحبّة والعاطفة. وبالتالي فقد تجمّعت حول شخص كريشنا طائفة من الروايات الميثولوجيّة والحكايات التنظيريّة. وصار محورَ الإكرام والعبادة بالنسبة إلى شعب الرعاة وإلى أتباعه في الزمن اللاحق. وتنوّه الأسطورة بوجه خاصّ بما قام به كريشنا من ألعاب غراميّة واختبارات غراميّة مع الفتيات الراعيات. فقد صارت ألعاب العشق هذه صورة للبحث الصوفيّ عن الله، وصارت الاختبارات الغراميّة هدفًا لأتباع كريشنا. تتعلّق بهذه التصوّرات الأسطوريّة التنظيرات التي تعدُّ كريشنا تجسيدَ محبّة الله والطمانة الأكيدة للرضى الإلهيّ.
2-1-2. تجسّدات فيشنو
تعني ظهورات فيشنو أنّ الله يعمل بصلاحه لخير الإنسان ويتبيّن كمخلّص للعالَم والبشر، وهي تحدث باستمرار عندما يقع العالم والناس في حالة خطرة. ويبلغ عددها العشرة.
في العصر الذهبيّ لدورة العالم ظهر فيشنو كسمكة، لينقذَ الإنسان الأوّل من الطوفان ويرفعَ كتبَ فيدا المقدّسة من قعر البحر. ثمّ ظهر كسلحفاة ليعمل كسند لدى تحويل مياه البحر إلى زبدة، ويساعد بذلك الآلهة والشياطين للوصول إلى رتبة عدم الموت وإلى مختلف القيم. ثمّ ظهر فيشنو كخنـزير برّيّ ليُصعِد الأرضَ الغارقةَ في البحر. وأخيرًا اتّخذ شكلَ إنسان – أسد ليحرّرَ العالم من شيطان لم يتمّ التغلّب عليه إلى الآن.
بحسب هذا الدور الكونيّ ظهر فيشنو في حقبة العالم الثانية كوسيط في الخلق، فظهر أوّلاً كقزم لم يلبث أن تحوّل إلى جبّار يقيس بخطاه الواسعة الضخمة الكونَ كلّه ويُخضعه لسلطته. ثمّ عمل على إحلال النظام في المجتمع بشكل "راما" و"راما – شاندرا".
في نهاية حقبة العالَم الثالثة، التي تمثّل أعمقَ نقطة في الانحطاط، ظهر فيشنو في شكل بوذا. وفي نهاية الدورة الكاملة سيظهر في شكل المخلّص كالكي، ليكافئ الصدّيقين ويعاقبَ الأشرار ويُطلق دائرة جديدة من حقبات العالَم.
2 – 2. شيفا
- شيفا إله الموت والحياة: شيفا هو إلهٌ يثير في الناس الخوفَ والقلق. إنّه إله الموت والمرض والضيق. وهو يرسل في غضبه العاصفة والإبادة. وبصفة كونه إلهَ الموت، فهو أيضًا إله الماضي، وفي ما بعد صار متماهيًا مع الزمن (كالا). وتمّ تصويره إلهًا راقصًا، يرمز في رقصه الكونيّ إلى ماضي الكون، ويحدّد زوالَ العالم وصيرورةَ مسارات الطبيعة.
كما أنّ شيفا يستطيع أن يجلبَ الدمارَ والموت، فهو يستطيع أيضًا أن يصونَ منها، فيكون عنوان الحياة. ولذلك فهو يتمتّع بقدرة هائلة على الإنجاب، ورمزه هو القضيب الذكريّ (حجر لينغا). ويُصوَّر في رفقة ثور يرمز إلى القدرة على الإخصاب.
- شيفا الناسك: إنّ شيفا سيّدُ الغابات والعزلة، فهو معلّم الزهّاد المتجوّلين وصورة كلّ زهد ونسك. وهو نفسه الناسك الأكبر.
- شيفا الإله المتعالي على العالَم: على مرّ الزمن نُسِبت إلى شيفا بوضوح متزايد صفات تتجاوز هذا العالَم. فصار شيفا سيّد الكون المطلق المختصّ بخلق العالَم والحفاظ عليه وتدميره. ويفعل هذا في حركة منتظمة تعود باستمرار، وبها ترتبط أيضًا دورة الزمن. في هذا الدور الكونيّ يُصوَّر شيفا بثلاثة رؤوس أو ثلاث أعين (الخالق أو الحكمة، والمدمّر، والمحسن).
لقد تكوّنت حول شيفا حركة دينيّة، يقوم أيضًا في وسطها، إلى جانب طقوس فظّة، البحث النظريّ عن العلاقات بين الله ونظام العالَم. وفضلاً عن ذلك فقد نشأ، في العلاقة بالشيفاويّة، مذهبٌ يعترف بدور حاسم للمبدإ الأنثويّ في الألوهة. فزوجةُ شيفا هي رفيقتُه (شاكتي) التي هي تشخيص طاقته وقدرته. كما أنّ الإله نفسَه له أشكال أو أوجه متنوّعة، فزوجته تكون تارةً أليفة (شكل الأوما)، وتارة مدمّرة (شكل كالي، السوداء)، وتارةً متعالية على العالَم (شكل بارفاتي أو دورغا).
2 – 3. براهما
براهما ليس إله الجماهير الواسعة بقدر ما هو إله المثقّفين العاكفين على التنظيرات. صفاته تقوم في العلاقة بالخلق ونظام العالَم. إنّه سيّد الكون، وهو يراقب النظام العالَمي ويظهر كديّان.
على مرّ الزمن فقدَ براهما أكثر فأكثر أهميّته العمليّة. وتخلّى عن مكانته كإله أسمى لصالح آلهة أخرى. وفي ملحمة الشعب يظهر في مرتبة أدنى من مرتبة فيشنو. وإنّ نصوصًا لاحقة تجعله، بأمر من فيشنو أو شيفا، يبدأ كلّ مرّة دورة حقبات الزمن، ويستعيد نشاطَه كخالق.
وإنّ براهما، بصفة كونه إله الحكماء، يُعدّ الكارز بالمعرفة المقدّسة، الفيدا.
2 – 4. الله سيّد العالم
نتيجة مسيرة الهندوسيّة في توحيد عالَم الآلهة هي بروز إلـهَي الهندوسيّة الحديثة العظيمَين، فيشنو وشيفا. فهذان يعدّهما أتباعهما الإله الأسمى والأوحد، الذي يوحّد في ذاته جميع الصّفات الإلهيّة. ففي اعتقاد الفيشنويّين تقيم كلّ الألوهة في فيشنو، وكلّ الآلهة الأخرى ليست سوى وجوه من كيانه ولا تمثّل إلاّ وظائفه المتنوّعة. لا وجود لأيّ إله آخر إلى جانبه. لا شكّ أنّ النـزعة إلى التوحيد هي شبيهة عند الشيفاويّين. ومع ذلك فحصريّة إيمانهم بالله الواحد تبدو أقلّ شدّة. ويصف أتباع فيشنو وشيفا كلاًّ منهما بأنّه سيّد العالم (إشفارا).
وأهمّ صفاته ما يلي:
- سيّد العالم هو أيضًا سيّد الآلهة والبشر، كما أنّه سيّد الكون كلّه. وبذلك يظهر متفوّقًا على جميع الكائنات.
- سيّد العالم هو جوهر وحدة الكون. في شخصه تتوحّد جميع ظواهر العالم، إذ إنّه يمنحها جميعًا وحدةَ كيان أرفع في كيانه الخاصّ. وكذلك يتوحّد فيه نظام العالَم مع تنوّعه والقواعد الأخلاقيّة في تطبيقاتها المختلفة.
- سيّد العالم يشمل كلّ شيء بعلمه غير المحدود. فقد خلق العالَم بقدرته ووضع للكون نظامَه الثابت. وفي عنايته يهتمّ باستمرار خليقته. وهو من ثَمَّ يقوم في دائرة كيان تعلو على العالم، بمعنى أنّه لا يخضع لأيّ حدّ، وبنوع خاصّ لا يتعرّض للفناء.
- هذا يدلّ على تساميه. ولا يمكن إدراكه و وصفه في تساميه الخاصّ. فهو يقوم فوق المصطلحات والصفات كالكيان أو عدم الكيان. لا يمكن تحديده ولا قياسه، ولا حصره وبالتالي لا يمكن التعبير عنه. ولذلك يُدعى إله الآلهة.
- وإن كان هو نفسه لا يخضع لأيّ تغيير، فهو مع ذلك مصدر العالم المتغيّر. إنّه غير محدود، غير أنّه سيّد كلّ الكائنات المحدودة. إنّه مولود، إلاّ أنّ كلّ الكائنات وكلّ الأشكال التي تظهر فيها الحياة في العالم تولد منه. وفي نهاية الأمر فهو وحده يكوّن جوهرَ كلّ الكائنات.
- ومن ثَمَّ فسيّد العالَم هو كلّ شيء في الكلّ. إنّه نور الأجساد السماويّة، والطاقة والحياة في الكائنات الحيّة، والقدرة الباطنة الناشطة في النسّاك. إنّه أيضًا القاعدة العليا، والمرجع الأخلاقيّ الكامل، والديّان العادل.
- ويستطيع الإنسان أن يختبرَه في الاستسلام المحبّ (بهاكتي). فالإله المتسامي يظهر من ثَمَّ إلهًا قريبًا وصديقًا للإنسان، يفسح له في المجال ليصلَ إليه، وهو مستعدّ لإقامة علاقات صداقة ومحبّة مع البشر. من يستسلم للمحبّة يستطيع وحده أن يختبرَه في نقاوته الأخلاقيّة، وفي كماله، وفي مجده وبهائه، وفي نعمته ومحبّته المرهَفة.
الفيديّة هي الشكل القديم للهندوسيّة، وقد دخلت إلى الهند مع الآريّين حوالى سنة 1500 قبل المسيح. إنّ كتب الآريّين المقدّسة تدعى فيدا (المعرفة المقدّسة). وهي تتضمّن أناشيد للآلهة ونصوصًا لتقديم الذبائح، تعرّفنا عالم الثقافة، والتصوّرات عن الله، وصورة الإنسان وأشكال العبادة في زمن الفيدا.
عندما قامت أشكال مختلفة في طلب الخلاص وفي المجتمع الفيديّ وأصبح ما يقابلها من ممارسات العبادة أكثر تعقيدًا، تكوّنت طبقةٌ من خدّام العبادة المؤهَّلين تأهيلاً خاصًّا، كان شغلها الشاغل البحث عن علاقات الآلهة بظواهر الطبيعة وبأحداث الحياة البشريّة وبتكوين ممارسات العبادة الفعّالة المؤاتية وتفسيرها وتأسيسها نظريًّا. هؤلاء الكهنة الخبراء بالدين يُدعَون براهمة. ولذلك دُعيت تلك الحقبة التي تأثّرت بهم البراهمانيّة. مقابل هذا التركيز الشديد على الطقوس الدينيّة، ظهرت ردّات فعل من قِبَل طبقات صغيرة منغلقة راحت تبحث عن خلاصها في التأمّل والتنظير بدلاً من العبادة والطقوس. وقد رسا تعليمها السرّي في الأوبانيشادات القديمة.
المرحلة الثالثة شهدت تكوين الهندوسيّة. فنمت المناهج الفلسفيّة وطرق الخلاص الدينيّة المتنوّعة. ونشأت فرق قويّة حول آلهة خاصّة اكتسبت أهميّة كبرى وأزالت الآلهة الكثيرة الأخرى، مثل فيشنو وشيفا. كلّ هذه التيّارات الدينيّة والفرق والمناهج الفلسفيّة لا تزال إلى اليوم تسِم وجهَ أديان الهند.
أوّلاً: آلهة الهندوسيّة
إنّ الهندوسيّين، في مرحلة أولى من تطوّرهم الدينيّ، اختبروا الألوهة في أشكال ظهورها في الطبيعة، سواء ارتبطت أشكال الظهور هذه بالأرض أو بالسماء، بالنباتات أو بالحيوانات، بالإنسان نفسه أو أخيرًا بقوى مجرَّدة. هذه القوى عُدَّت قوى عُليا. وكان عملُها في معظم الأحيان مغلَّفًا بالأسرار، وردّاتُ فعلها خاضعة للنـزوات. ولكنّ الأساطير الهنديّة قد ذكرت آلهة الفيديّة، ووصفت أعمالهم الخارقة ومغامراتهم، وعرضت علاقاتهم بعضهم ببعض وبعالَم البشر.
1. آلهة الحقبة القديمة
1-1. إندرا
إندرا هو الإله القويّ الأعظم، يجسّد القدرة الخالقة، التي نظّمت العالم، وخلقت شروطَ الحياة. وهو يتغلّب بقدرته على كلّ الشياطين، وقوى الخواء والفوضى التي تقاوم نشأةَ عالَم منظَّم، وتعرّض للخطر باستمرار هذا النظام الكونيّ. وهو بنوع خاصّ يتسلّط على المطر والماء فيعزّز الحياةَ على الأرض. وهو إلهُ الحروب الوطنيّة، والمعين في الضيقات، يحمي الآلهة والبشر، ويمنح أتباعَه الأمان. إندرا هو إله النصر. ومن ثَمَّ فإنّ إندرا هو ملك البشر وصديقهم. وتدعوه نصوص العبادات "الأخ"، الذي يقبل الصلوات والقرابين، وهو قريبٌ من المصلّين.
1-2. رودرا
إذا كان إندرا هو الإله الصديق والصالح، فإنّ رودرا يمثّل الجانب الآخر من الألوهة، جانب الهول والقلق. لونُه الأحمر يذكّر بأنّه ينشر حوله الرعب. وغضبه يعبّر عنه أيضًا كونُه يقتل الناس بقوسه. فهو إذن سيّد الموت. إنّه يرسل المرضى والموت. ولكن بصفته سيّد الموت، فهو يحمي أيضًا من الموت، ومن ثَمَّ يُعَدّ طبيبًا وشافيًا.
1-3. أغني
أغني هو إله النار. نوره يتغلّب على الظلمة، وعلمه يحيط بكلّ أسرار العالَم والبشر. لمعانُه يُلهِم الرؤاة وينشّط النسّاك. هو الصدّيق الذي يحمي الناس من القوى الشريرة، ويقودهم إلى الطريق القويم ويمنحهم العونَ والسعادة. هو نار القرابين، يرافق الناس في المنـزل والعائلة، ويقوم بدور الوسيط بين مقدّمي القرابين والآلهة.
2. آلهة الهندوسيّة
في حقبة الهندوسيّة التي بدأت في القرن الرابع قبل المسيح، راح آلهة الفيديّة يفقدون أكثر فأكثر أهمّيتهم. واتّخذوا ملامحَ إنسانيّة مع كلّ ما يتضمّنه ذلك من فناء وضعف وتقلّص. إنّ تقلّصَ الآلهة الفيديّين قد رافقه ارتقاء لآلهة جدد، تركّز حولهم بوضوح متزايد اهتمام الهندوسيّين الدينيّ. وأهمّ هؤلاء الآلهة هم فيشنو وشيفا وبراهما.
2-1. فيشنو
كان فيشنو في الفيديّة إلهًا لا أهميّة له. أمّا في الهندوسيّة فيقوم بدور الخالق ووظيفة حارس العالَم التي كان يؤدّيها إندرا. على مرّ الزمن صار الإلهَ الأسمى، والسلطان القدير. وعُدَّ الظهورَ الشخصيّ للألوهة غير الشخصيّة، التي هي الأصل والكيان الأخير لكلّ الأفراد من الناس والأشياء. وقد صار فيشنو في تيّار الفيشنويّة الدينيّ محورَ عبادة متّسعة وتعليم عن الله متفرّع، نقتصر منه هنا على نقطتين.
2-1-1. التماهي بين فيشنو وكريشنا
يُعتبر كريشنا بطلاً أفضل أبعاد الحياة. وقد نقلت عنه البهاغافاد – جيتا الشهيرة (وهو جزء من ملحمة الشعب الهندوسيّة) تعليمًا عن الله يمكن إيجاز مضمونه على النحو التالي: الله هو مصدرُ كلّ الكائنات، وأساسُ كلّ الأشياء وحقيقتُها الباطنة. الله هو السيّد، وهو أوّلاً صديقُ البشر وهو في النهاية أيضًا غايتُهم. وهو يمنح الأمانَ والتحرّرَ والخلاص للذين يلتفتون إليه ويتمسّكون به.
وكريشنا نفسه، بصفة كونه إلهًا، عدَّه الهندوسيّون أيضًا الإله العطوف الذي يمنح الطمأنينة والحماية. ولذلك فهو إلى الآن محورُ كلّ اتجاه دينيّ يرتكز على المحبّة والعاطفة. وبالتالي فقد تجمّعت حول شخص كريشنا طائفة من الروايات الميثولوجيّة والحكايات التنظيريّة. وصار محورَ الإكرام والعبادة بالنسبة إلى شعب الرعاة وإلى أتباعه في الزمن اللاحق. وتنوّه الأسطورة بوجه خاصّ بما قام به كريشنا من ألعاب غراميّة واختبارات غراميّة مع الفتيات الراعيات. فقد صارت ألعاب العشق هذه صورة للبحث الصوفيّ عن الله، وصارت الاختبارات الغراميّة هدفًا لأتباع كريشنا. تتعلّق بهذه التصوّرات الأسطوريّة التنظيرات التي تعدُّ كريشنا تجسيدَ محبّة الله والطمانة الأكيدة للرضى الإلهيّ.
2-1-2. تجسّدات فيشنو
تعني ظهورات فيشنو أنّ الله يعمل بصلاحه لخير الإنسان ويتبيّن كمخلّص للعالَم والبشر، وهي تحدث باستمرار عندما يقع العالم والناس في حالة خطرة. ويبلغ عددها العشرة.
في العصر الذهبيّ لدورة العالم ظهر فيشنو كسمكة، لينقذَ الإنسان الأوّل من الطوفان ويرفعَ كتبَ فيدا المقدّسة من قعر البحر. ثمّ ظهر كسلحفاة ليعمل كسند لدى تحويل مياه البحر إلى زبدة، ويساعد بذلك الآلهة والشياطين للوصول إلى رتبة عدم الموت وإلى مختلف القيم. ثمّ ظهر فيشنو كخنـزير برّيّ ليُصعِد الأرضَ الغارقةَ في البحر. وأخيرًا اتّخذ شكلَ إنسان – أسد ليحرّرَ العالم من شيطان لم يتمّ التغلّب عليه إلى الآن.
بحسب هذا الدور الكونيّ ظهر فيشنو في حقبة العالم الثانية كوسيط في الخلق، فظهر أوّلاً كقزم لم يلبث أن تحوّل إلى جبّار يقيس بخطاه الواسعة الضخمة الكونَ كلّه ويُخضعه لسلطته. ثمّ عمل على إحلال النظام في المجتمع بشكل "راما" و"راما – شاندرا".
في نهاية حقبة العالَم الثالثة، التي تمثّل أعمقَ نقطة في الانحطاط، ظهر فيشنو في شكل بوذا. وفي نهاية الدورة الكاملة سيظهر في شكل المخلّص كالكي، ليكافئ الصدّيقين ويعاقبَ الأشرار ويُطلق دائرة جديدة من حقبات العالَم.
2 – 2. شيفا
- شيفا إله الموت والحياة: شيفا هو إلهٌ يثير في الناس الخوفَ والقلق. إنّه إله الموت والمرض والضيق. وهو يرسل في غضبه العاصفة والإبادة. وبصفة كونه إلهَ الموت، فهو أيضًا إله الماضي، وفي ما بعد صار متماهيًا مع الزمن (كالا). وتمّ تصويره إلهًا راقصًا، يرمز في رقصه الكونيّ إلى ماضي الكون، ويحدّد زوالَ العالم وصيرورةَ مسارات الطبيعة.
كما أنّ شيفا يستطيع أن يجلبَ الدمارَ والموت، فهو يستطيع أيضًا أن يصونَ منها، فيكون عنوان الحياة. ولذلك فهو يتمتّع بقدرة هائلة على الإنجاب، ورمزه هو القضيب الذكريّ (حجر لينغا). ويُصوَّر في رفقة ثور يرمز إلى القدرة على الإخصاب.
- شيفا الناسك: إنّ شيفا سيّدُ الغابات والعزلة، فهو معلّم الزهّاد المتجوّلين وصورة كلّ زهد ونسك. وهو نفسه الناسك الأكبر.
- شيفا الإله المتعالي على العالَم: على مرّ الزمن نُسِبت إلى شيفا بوضوح متزايد صفات تتجاوز هذا العالَم. فصار شيفا سيّد الكون المطلق المختصّ بخلق العالَم والحفاظ عليه وتدميره. ويفعل هذا في حركة منتظمة تعود باستمرار، وبها ترتبط أيضًا دورة الزمن. في هذا الدور الكونيّ يُصوَّر شيفا بثلاثة رؤوس أو ثلاث أعين (الخالق أو الحكمة، والمدمّر، والمحسن).
لقد تكوّنت حول شيفا حركة دينيّة، يقوم أيضًا في وسطها، إلى جانب طقوس فظّة، البحث النظريّ عن العلاقات بين الله ونظام العالَم. وفضلاً عن ذلك فقد نشأ، في العلاقة بالشيفاويّة، مذهبٌ يعترف بدور حاسم للمبدإ الأنثويّ في الألوهة. فزوجةُ شيفا هي رفيقتُه (شاكتي) التي هي تشخيص طاقته وقدرته. كما أنّ الإله نفسَه له أشكال أو أوجه متنوّعة، فزوجته تكون تارةً أليفة (شكل الأوما)، وتارة مدمّرة (شكل كالي، السوداء)، وتارةً متعالية على العالَم (شكل بارفاتي أو دورغا).
2 – 3. براهما
براهما ليس إله الجماهير الواسعة بقدر ما هو إله المثقّفين العاكفين على التنظيرات. صفاته تقوم في العلاقة بالخلق ونظام العالَم. إنّه سيّد الكون، وهو يراقب النظام العالَمي ويظهر كديّان.
على مرّ الزمن فقدَ براهما أكثر فأكثر أهميّته العمليّة. وتخلّى عن مكانته كإله أسمى لصالح آلهة أخرى. وفي ملحمة الشعب يظهر في مرتبة أدنى من مرتبة فيشنو. وإنّ نصوصًا لاحقة تجعله، بأمر من فيشنو أو شيفا، يبدأ كلّ مرّة دورة حقبات الزمن، ويستعيد نشاطَه كخالق.
وإنّ براهما، بصفة كونه إله الحكماء، يُعدّ الكارز بالمعرفة المقدّسة، الفيدا.
2 – 4. الله سيّد العالم
نتيجة مسيرة الهندوسيّة في توحيد عالَم الآلهة هي بروز إلـهَي الهندوسيّة الحديثة العظيمَين، فيشنو وشيفا. فهذان يعدّهما أتباعهما الإله الأسمى والأوحد، الذي يوحّد في ذاته جميع الصّفات الإلهيّة. ففي اعتقاد الفيشنويّين تقيم كلّ الألوهة في فيشنو، وكلّ الآلهة الأخرى ليست سوى وجوه من كيانه ولا تمثّل إلاّ وظائفه المتنوّعة. لا وجود لأيّ إله آخر إلى جانبه. لا شكّ أنّ النـزعة إلى التوحيد هي شبيهة عند الشيفاويّين. ومع ذلك فحصريّة إيمانهم بالله الواحد تبدو أقلّ شدّة. ويصف أتباع فيشنو وشيفا كلاًّ منهما بأنّه سيّد العالم (إشفارا).
وأهمّ صفاته ما يلي:
- سيّد العالم هو أيضًا سيّد الآلهة والبشر، كما أنّه سيّد الكون كلّه. وبذلك يظهر متفوّقًا على جميع الكائنات.
- سيّد العالم هو جوهر وحدة الكون. في شخصه تتوحّد جميع ظواهر العالم، إذ إنّه يمنحها جميعًا وحدةَ كيان أرفع في كيانه الخاصّ. وكذلك يتوحّد فيه نظام العالَم مع تنوّعه والقواعد الأخلاقيّة في تطبيقاتها المختلفة.
- سيّد العالم يشمل كلّ شيء بعلمه غير المحدود. فقد خلق العالَم بقدرته ووضع للكون نظامَه الثابت. وفي عنايته يهتمّ باستمرار خليقته. وهو من ثَمَّ يقوم في دائرة كيان تعلو على العالم، بمعنى أنّه لا يخضع لأيّ حدّ، وبنوع خاصّ لا يتعرّض للفناء.
- هذا يدلّ على تساميه. ولا يمكن إدراكه و وصفه في تساميه الخاصّ. فهو يقوم فوق المصطلحات والصفات كالكيان أو عدم الكيان. لا يمكن تحديده ولا قياسه، ولا حصره وبالتالي لا يمكن التعبير عنه. ولذلك يُدعى إله الآلهة.
- وإن كان هو نفسه لا يخضع لأيّ تغيير، فهو مع ذلك مصدر العالم المتغيّر. إنّه غير محدود، غير أنّه سيّد كلّ الكائنات المحدودة. إنّه مولود، إلاّ أنّ كلّ الكائنات وكلّ الأشكال التي تظهر فيها الحياة في العالم تولد منه. وفي نهاية الأمر فهو وحده يكوّن جوهرَ كلّ الكائنات.
- ومن ثَمَّ فسيّد العالَم هو كلّ شيء في الكلّ. إنّه نور الأجساد السماويّة، والطاقة والحياة في الكائنات الحيّة، والقدرة الباطنة الناشطة في النسّاك. إنّه أيضًا القاعدة العليا، والمرجع الأخلاقيّ الكامل، والديّان العادل.
- ويستطيع الإنسان أن يختبرَه في الاستسلام المحبّ (بهاكتي). فالإله المتسامي يظهر من ثَمَّ إلهًا قريبًا وصديقًا للإنسان، يفسح له في المجال ليصلَ إليه، وهو مستعدّ لإقامة علاقات صداقة ومحبّة مع البشر. من يستسلم للمحبّة يستطيع وحده أن يختبرَه في نقاوته الأخلاقيّة، وفي كماله، وفي مجده وبهائه، وفي نعمته ومحبّته المرهَفة.
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar