تــــــــاريخ السينما المصرية

السينما المصرية الصامتة(1906-1931)

كانت أول شركة مصرية سينمائية " عزيز و دوريس" و قد تأسست هذه الشركة عام 1906 في الإسكندرية كشركة لدور العرض و التوزيع و الإنتاج . و كانت بدايتها من خلال إنشاء دار عرض " سينما فون عزيز و دوريس" في الإسكندرية ، و في نفس العام قدمت تلك الدار أول عرض ناطق بطريقة الأسطوانات المنفصلة عن الفيلم .
وفى عام 1927 كانت البداية التاريخية الحقيقية للسينما المصرية حيث تم إنتاج وعرض أول فيلمين شهيرين هما " قبلة فى الصحراء" و والفيلم الثانى هو "ليلى" , ومن أشهر الأفلام فى السينما الصامتة فى تلك الفترة كان فيلم " زينب " الذى أخرجه محمد كريم أحد رواد السينما المصرية .
وايضا فيلم محمد بيومي"برسوم يبحث عن وظيفة"يعتبر من اول الافلام التي صورت واخرجت بواسطة شخص مصري
السينما الناطقة(1931-1935)

كانت هناك محاولات لإدخال الصوت في الأفلام في أواخر الثلاثينات و لكنها باءت بالفشل إلا أن ذلك لم يهبط من عزيمة السينمائيين المصريين الذين عمدوا إلي تحويل جهودهم نحو إنتاج الأفلام الناطقة و لكن عدم وجود أجهزة لتسجيل الصوت في مصر و صعوبة استيرادها أدي إلي تسجيل الصوت في باريس الأمر الذي كان يكبد المنتجين نفقات باهظة و خاصة بسبب اضطرارهم إلي سفر معظم الفنانين و الفنيين إلي هناك.
وبدأت تظهر في هذه الفترة الافلام الطويلة الناطقة وكان اولها عام 1931 فيلم "أنشودة الفؤاد" إخراج ماريو فولبي و " الوردة البيضاء" إخراج محمد كريم عام 1923 الذي كان بمثابة بداية تحول الأفلام المصرية من مرحلة الهواية إلي مرحلة الاحتراف و حجر الأساس في صناعة السينما المصرية لأنه كان أول فيلم يعرض في كل الدول العربية و يرجع نجاح "الوردة البيضاء" علي الرغم من سذاجته الفنية إلي أنه كان أول فيلم للمغني محمد عبد الوهاب , و هو أكبر المغنيين العرب في القرن العشرين.
كذلك ظهرت أنواع أخري كالأفلام الميلودرامية مثل" شجرة الدر" إخراج يوسف وهبي و السياسية مثل"ابن الشعب" إخراج ايلي ابتكمان و الكوميدية مثل " شالوم الترجمان" إخراج توجو مزراحي و الذي كان بداية سلسلة أفلام شالوم علي غرار سلسلة أفلام شارلي شابلن في العشرينات وأول أفلام نجم الكوميديا "نجيب الريحاني".

مرحلة استوديو مصر(1935-1952)

نتيجة التطرو في صناعة السينما نشأ عدد من الاستديوهات مثل استديوهات كاستاروس و روكسي ووهبي و توجووكان إنشاء استديو مصر عام 1935 نقلة جديدة فى تاريخ السينما المصرية وظل استديو مصر محور الحركة السينمائية حتى نشوب الحرب العالمية الثانية
انشأ استوديو مصر شركة مصر للتمثيل و السينما التابعة لبنك مصر بالتالي أصبح ستديو مصر من مؤسسات القطاع العام و في عام 1980 انتقلت ملكية الاستديو إلي المجلس الأعلي للثقافة و في عام 1994 انتقلت ملكية الاستديو إلي الشركة القابضة للإسكان و السياحة و السينما إحدي شركات وزارة قطاع الأعمال.
أنتجت شركة مصر للتمثيل و السينما في ستديو مصر 57 فيلما تمثيليا طويلا في عشرين سنة من 1936 إلي 1956. كما تم في الاستديو تصوير 125 فيلما من 1936 الي 1960 , أي أن مجموع الأفلام التي صورت في الاستديو منذ افتتاحه إلي تأميم عام 1960 بلغ 182 فيلما, إلي جانب الأفلام الأجنبية التي صورت كليا أو جزئيا في مصر والأفلام القصيرة و أاعداد جريدة مصر الناطقة التسجيلية التي إخراجها حسن مراد منذ عام 1935 .
وكان فيلم" العزيمة" فى عام 1939 محطة هامة فى تلك الفترة وبعد الحرب العالمية الثانية تضاعف عدد الأفلام المصرية من 16 فيلماً عام 1944 إلى 67 فيلماً عام 1946 ووصل عدد دور العرض السينمائية في مصر عام 1952 إلى 414 دارا كما بلغ عدد استوديوهات السينما إلى خمسة استوديوهات كبيرة ( مصر- الأهرام- النحاس- جلال- ناصيبيان ) و ثلاثة معامل.
ولمع فى هذه الفترة عدد من المخرجين مثل صلاح أبو سيف , وكامل التلمسانى , وعز الدين ذو الفقار , وكذلك أنور وجدى الذى قدم سلسلة من الأفلام الاستعراضية الناجحة

مرحلة ما بعد الثورة(1952-1973)

قامت ثورة يوليو في وقت كانت فيه السينما المصرية في اوج ازدهارها علي ايدجي شركات القطاع الخاص واستغلت الثورة هذا الازدهار لتعزيد من انتشار السينما المصرية ولتأخذ مصر الريادة السينيمائية عربيا , فانتشر الفيلم المصرى فى الدول العربية التى عرفت السينما , واعتمدت عليه دور العرض فى سوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن وفلسطين والجزائر وتونس وليبيا وحتى الحبشة , بل وصلت الأفلام المصرية إلى الهند وباكستان واليونان والولايات المتحدة الأمريكية .

وكان لابد ان تتفاعلف السينما مع الاحداث الوطنية ق\فظهرت عدةى افلام وطنية اولها فيلم " مصطفى كامل " , ثم توالت الأفلام كفيلم " الله معنا " لأحمد بدرخان , وفيلم " رد قلبى " لعز الدين ذو الفقار .
ووزادت الافلام الكوميدية مع ظهور نجوم جدد أهمهم : إسماعيل ياسين , وفؤاد المهندس والممثل الشعبى محمود شكوكو وايضا ظهرت الافلام الغنائية مع ظهور الممثلون المطربون مثل: عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش الذى راجت على صوتهم الأفلام الغنائية .

وفى الستينيات تم تأميم صناعة السينما لصالح الحكومة , فلقد تم تأميم بنك مصر وشركاته ومنها شركة مصر للتمثيل والسينما , وكذلك بعض شركات التوزيع الكبيرة مثل الشروق ودولار فيلم , وبعض الاستديوهات الكبرى مثل مصر ونحاس والأهرام وجلال , لكن ظلت بعض شركات الإنتاج والتوزيع وبعض الاستديوهات الصغيرة فى ملكية أصحابها . ونتيجةً لدخول الدولة مجال السينما تم إنشاء المؤسسة المصرية العامة للسينما عام 1962 .
و رغم تخرج أول دفعة من معهد السينما عام 1964 لم يتح القطاع العام و لا فرصة واحدة لأحد خريجي المعهد.
بدأ تتعرف السينما المصرية مع ظهور التلفزيون عام 1960 علي بعض المصطلحات مثل "الفيلم الهادف" , "الفيلم الجاد" كان القطاع العام في ذاك الوقت يشتري الروايات الأدبية , و يكلف المخرجين بإخراجها أو يكلفهم بإخراج السيناريوهات التي توافق عليها لجان القراءة.
ويمكن تقسيم الأفلام المصرية التى عرضت فى الستينيات إلى ثلاثة اقسام :
1- أفلام تتناول موضوع الفقر وإعلاء قيمة العمل , والإشادة بالمجتمع الإشتراكى مثل فيلم " اللص والكلاب " .
2- أفلام أدانت النماذج الانتهازية والأمراض الإجتماعية كالرشوة والفساد وجرائم السرقة مثل "ميرامار" .
3- أفلام تناولت قضايا مشاركة الشعب السياسية , وأدانت السلبية , كما عالجت موضوعات الديموقراطية والارتباط بالأرض والمقاومة مثل فيلم "جفت الأمطار " .
وقد شهدت السبيعنيات عرض أفلام مصرية مهمة, مثل فيلم " المومياء "(1969) للمخرج شادى عبد السلام .
وكانت هذه النوعيات جديدة علي السينما المصرية وظهرت كنيتجة لتحول الانتاج الي القطاع العام.
وفى السبعينيات و فى منتصف عام 1971تم تصفية مؤسسة السينما وإنشاء هيئة عامة تضم مع السينما المسرح والموسيقى . وتوقفت الهيئة عن الإنتاج السينمائى مكتفية بتمويل القطاع الخاص .
وبدأ انحسار دور الدولة فى السينما حتى انتهى تماماً من الإنتاج الروائى , وبقيت لدى الدولة شركتان فقط إحداهما للاستديوهات والأخرى للتوزيع ودور العرض وعاد القطاع الخاصمما اثر علي اتجاهات السينما.

مرحلة ما بعد حرب اكتوبر(1973-1990)

أعلنت مصر بعد حرب أكتوبر عن سقوط النظام الإشتراكي الناصري، وبدء ما يعرف باسم " سياسة الإنفتاح " وقد عبرت الأفلام المصرية في السبعينات عن هذه السياسة الجديدة من خلال ثلاث مجموعات من الأفلام .. أولها أفلام حرب أكتوبر و يبرز منها فيلمي "الرصاصة لاتزال في جيبي" إخراج حسام الدين مصطفى، و "أبناء الصمت" إخراج محمد راضي .. وأفلام الهجوم على النظام الإشتراكي الناصري والتي عرفت باسم أفلام مراكز القوى وأهمها "الكرنك" إخراج علي بدرخان .. والأفلام السياسية التي تأثرت بالسينما السياسية في أوروبا في تلك الفترة خاصة في إيطاليا وأهمها فيلم "الهارب" إخراج كمال الشيخ و "الحب قبل الخبز" إخراج سعد عرفة، و "الحب تحت المطر" إخراج حسين كمال.

وظهر في هذه الفترة تيار سينمائي جديد هو الواقعية وظهر عدد كبير من المخرجين امثال عاطف الطيب ، وتجارب رأفت الميهى , وأفلام خيرى بشارة ومحمد خان وغيرهم

مرحلة التسعينات(الواقعية الجديدة)(1990-1998)

شهدت السينما المصرية فى التسعينات ظاهرة إيجابية تمثلت فى انتهاء موجة أفلام المقاولات وتسابق النجوم : عادل إمام وأحمد زكى ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وغيرهم فى تقديم سينما جديدة كما شهدت مصر فى هذه الفترة إنشاء عشرات من دور العرض الجديدة وتحديث دور العرض القائمة .
ظهور تيار الواقعية الجديدة الذي طوره مخرجوا الواقعية ووصلوا به الي النضج واهم مميزاته خروج الكاميرا إلى الشارع ، والاهتمام بالشخصيات الهامشية ، وعدم التقيد بالأفكار الكلاسيكية في التعبير باللغة السينمائية وتناول موضوعات جديدة لم يسبق ان تناولتها السينما

المرحلة الحالية(1998- الآن)

بدأت موجة جديدة من الافلام الكوميدية - التي يطلق عليها الافلام الشبابية - بفيلم صعيدي في الجامعة الامريكية لسعيد حامد بطولة مجموعة من الشباب منهم محمد هنيدي واحمد السقل ومني زكي وتعدت ايراداته 25 مليون جنيه مما دفع شركات الانتاج الي هذا النوع من التجارب مما ادي الي ظهور نجوم جدد ( وتحول نجوم الصف الثاني الي نجوم شباك)ومخرجين جدد ايضا مثل: محمد هنيدي وعلاء ولي الدين واحمد السقا ومحمد سعد واحمد حلمي ومني زكي وغادة عادل وحنان ترك

ايضا ظهرت انواع مختلفة كانت قد غابت في ظل الواقعية مثل افلام الحركة والاثارة(مثل" مافيا " لشريف عرفة) والافلام الرومانسة وافلام الغموض.
ايضا ظهرت عدة افلام عكس تيار الكوميديا مثل("ايام السادات" و"سهر الليالي"و"عمارة يعقوبيان" وغيرهم)



مصدر المعلومات : عدة مواقع علي الانترنت اهمها الهيئة المصرية للاستعلامات