معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

3 مشترك

    نبذه عن الامام ابو حنيفه

    ام احمد
    ام احمد
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 24
    رقم العضوية : 149
    تاريخ التسجيل : 21/10/2008
    نقاط التميز : 50
    معدل تقييم الاداء : 2

    نبذه عن الامام ابو حنيفه Empty نبذه عن الامام ابو حنيفه

    مُساهمة من طرف ام احمد الخميس 25 ديسمبر - 9:32

    الإمام أبو حنيفة
    اسمه ونسبه :
    الإمام فقيه الملة عالم العراق أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي الكوفي مولى بنيتيم الله بن ثعلبة يقال إنه من أبناء الفرس .
    في سير أعلام النبلاء 6 / 394 :
    قال عمر بن حماد بن أبي حنيفة أما زوطي فإنه من أهل كابل وولد ثابت عن الإسلام وكان زوطي مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبه فأعتق فولاؤه لهم ثم لبني قفل قال وكان أبو حنيفة خزازا ودكانه معروف في دار عمرو ابن حريث
    وقال النضر بن محمد المروزي عن يحيى بن النضر قال كان والد أبي حنيفة من نسا
    وروى سليمان بن الربيع عن الحارث بن إدريس قال أبو حنيفة أصله من ترمذ
    6 / 395 :
    وروى أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول عن أبيه عن جده قال ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار .
    مولده ونشأته وصفاته :
    ولد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة ورأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة .
    وعن حماد بن أبي حنيفة قال كان أبي جميلا تعلوه سمرة حسن .
    عاش سبعين سنة منها اثنين وخمسون سنة في العصر الأموي وثمان عشرة سنة في العصر العباسي .
    نشأ النعمان تاجرا ً مثل أبوه وجده لكننا لسنا أمام تاجر مثل كل التجار تاجر أمين صادق يحن على الفقراء .
    ـ جاءته امرأة بثوب من حرير تبيعه فقال كم ثمنه ؟ قالت : مائة ، قال : هو خير من ذلك بكم تقولين ؟ فزادت مائة ، قال : هو خير من ذلك حتى قالت أربعمائة ، قال : هو خير من ذلك ، قالت : تهزأ بي ؟ قال : هاتي رجلا ً يقومه فجاءت برجل فاشتراه أبو حنيفة بخمسمائة .
    ـ امرأة عجوز قالت له : إني ضعيفة وإنها أمانة فبعني هذا الثوب بما يقوم عليك قال خذيه بأربعة دراهم فلما تعجبت المرأة قال لا تستغربي إني اشتريت ثوبين فبعت أحدهما برأس المال إلا أربعة دراهم فبقي هذا الثوب على أربعة دراهم .
    طلبه للعلم :ـ
    قال الشعبي لأبي حنيفة إلى من تختلف ؟ قال أبو حنيفة : السوق ، فقال الشعبي : لم أعنى الاختلاف إلى السوق ، وإنما عنيت الاختلاف إلى العلماء ، فقال : أن قليل ، قال الشعبي : لا تفعل وعليك بالنظر في العلم ومجالسة العلماء فإني أرى فيك يقظة وحركة . قال أبو حنيفة فوقع في قلبي فتركت الاختلاف إلى السوق وأخذت العلم فنفعني الله به .
    ـ يقال أن امرأة جاءته فسألته فدلها على حماد بن أبي سليمان فقال لها اسأليه ثم أخبريني إذا رجعتي ، فأعجب بعلم حماد وجلس ليتعلم على يديه .
    ـ لازم حماد بن أبي سليمان ثمان عشرة سنة ومات حماد وهو في سن الأربعين أي أنه بدأ في سن الثانية والعشرين .
    في سير أعلام النبلاء : 6 / 396 :
    فإن الإمام أبا حنيفة طلب الحديث وأكثر منه في سنة مئة وبعدها .
    في سير أعلام النبلاء 6 / 399 : عن الشافعي قال قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة قال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته .
    موقفه في زمان الفتن :
    ـ طلب منه ابن هبيرة أن يكون قاضي فرفض فضربه فرفض .
    ـ سنة احدى وعشرين ومائة خرج زيد بن علي زين العابدين على هشام بن عبد الملك .
    ـ ثم عصفت الفتن بالعراق سنة ثلاثين ومائة ففر إلى مكة واستقر بها عدة سنوات حتى تمكن بنو العباس ، وكان أثناء وجوده بمكة يدرس الفقه والحديث .
    ـ كان المنصور يبني بغداد وأراد أن يكون أبو حنيفة قاضيا له فرفض فحلف عليه أن يعمل معه فعمل في اعداد اللبن للبناء .
    ـ جاءه رجل وقال أمير المؤمنين يأمر أحدنا بضرب عنق الآخر أفيطيعه ؟ قال أبو حنيفة : أمير المؤمنين يأمر بالحق أو بالباطل ؟ قال بالحق قال فأنفذ الحق ولا تسأل ثم التفت أبو حنيفة إلى من حوله وقال هذا أراد أن يوثقني فربطته .
    ـ في تاريخ بغداد : أن الخليفة أصر عليه أن يلي القضاء ، فقال له اتق الله ولا ترع أمانتك إلا من يخاف الله ، والله ما أنا بمأمون الرضا فكيف أكون مأمون الغضب 00 ولو خيرتني بين الغرق في الفرات وبين القضاء لاخترت الغرق ، فقال له الخليفة كذبت أنت تصلح ، فقال قد حكمت على نفسك كيف يحل لك أن تولي قاضيا ً على رعيتك وهو كذاب ؟ ! .
    ـ حبسه المنصور ومات بالحبس سنة خمسين ومائة للهجرة ، وقيل بل خرج ثم مات ببغداد .
    ورعه وزهده وعبادته :
    كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته .
    وعن أسد بن عمرو أن أبا حنيفة رحمه الله صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة .
    وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلا يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء .
    ـ وقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كله في ركعة .
    ـ جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها .
    في سير اعلام النبلاء 6 / 401 :
    قال مسعر بن كدام رأيت أبا حنيفة قرأ القرآن في ركعة .
    عن محمد بن الحسن عن القاسم بن ينعقد أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر القمر 46 ويبكي ويتضرع إلى الفجر .
    وقد روي وجه أن الإمام أبا حنيفة مرة على أن يلي القضاء فلم يجب .

    ]تعظيمه للسنة

    .روى نوح الجامع عن أبي حنيفة أنه قال ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس فتكون وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان ذلك فهم رجال ونحن رجال .

    ابتلاؤه في ذات الله :
    في سير أعلام النبلاء 6 / 401 ـ 402 : قال إسحاق بن إبراهيم الزهري عن بشر بن الوليد قال طلب المنصور أبا حنيفة فأراده على القضاء وصله ليلين فأبى وصله إني لا أفعل فقال الربيع الحاجب ترى أمير المؤمنين يحلف وأنت تحلف قال أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدر مني فأمر به إلى السجن فمات فيه ببغداد وقيل دفعه أبو جعفر إلى صاحب شرطته حميد الطوسي فقال يا شيخ إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي اقتله أو اقطعه أو اضربه ولا أعلم بقصته فماذا أفعل فقال هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب أو بأمر لم يجب قال بل بما قد وجب قال فبادر إلى الواجب .

    ـ لقد دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع فقال أترغب عما نحن فيه فقال لا أصلح قال كذبت قال فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح فإن كنت كاذبا فلا أصلح وإن كنت صادقا فقد أخبرتكم أني لا أصلح فحبسه وروى نحوها إسماعيل بن أبي أوليس عن الربيع الحاجب وفيها قال أبو حنيفة والله ما أنا بمأمون الرضى فكيف أكون مأمون الغضب فلا أصلح لذلك قال المنصور كذبت بل تصلح فقال كيف يحل أن تولي من يكذب .

    وقيل إن أبا حنيفة ولي له فقضى قضية واحدة وبقي يومين ثم اشتكى ستة أيام وتوفي ، وقال الفقيه أبو عبد الله الصيمري لم يقبل العهد بالقضاء فضرب وحبس ومات في السجن .
    ثناء العلماء عليه :
    وعن ابن المبارك قال ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة . سير أعلام النبلاء 6 / 400 .
    وعن أبي معاوية الضرير قال حب أبي حنيفة من السنة .
    وقال يحيى بن سعيد القطان لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله .
    وقال علي بن عاصم لو وزن علم الإمام أبي حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح عليهم .
    وقال حفص بن غياث كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر لا يعيبه إلا جاهل .
    وروي عن الأعمش أنه سئل عن مسألة فقال إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت الخزاز وأظنه بورك له في علمه .
    وقال جرير قال لي مغيرة جالس أبا حنيفة تفقه فإن إبراهيم النخعي لو كان حيا لجالسه .
    وقال ابن المبارك أبو حنيفة أفقه الناس .
    وقال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة .
    قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 6 / 403 : الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام وهذا أمر لا شك فيه وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل وسيرته تحتمل أن تفرد في مجلدين رضي الله عنه ورحمه .
    توفي في سنة خمسين وله سبعون سنة وعليه قبة عظيمة ومشهد فاخر ببغداد والله أعلم .
    يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء 6 / 392 :
    وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك .
    أصول مذهب أبي حنيفة :
    الكتاب ـ السنة ـ فتوى الصحابي ـ الإجماع ـ القياس ـ الاستحسان ـ العرف ـ الحيل الشرعية .
    انتشار مذهبه :
    انتشر مذهبه في العراق ثم الشام ثم دخل مصر في ظل حرب الفاطميين له ثم تركيا ثم من العراق شرقا ً إلى الصين
    ام احمد
    ام احمد
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 24
    رقم العضوية : 149
    تاريخ التسجيل : 21/10/2008
    نقاط التميز : 50
    معدل تقييم الاداء : 2

    نبذه عن الامام ابو حنيفه Empty رد: نبذه عن الامام ابو حنيفه

    مُساهمة من طرف ام احمد الخميس 25 ديسمبر - 9:41

    ارجو من الاداه تكبير حجم الخط لانه بيحدث عندى مشكله كبيره

    نبذه عن الامام ابو حنيفه Empty رد: نبذه عن الامام ابو حنيفه

    مُساهمة من طرف marmar الخميس 25 ديسمبر - 11:31

    تم تكبير الخط انتي تامري يا ست الكل
    بس انتي هاتي من المواضيع الحلوة دي كتير
    منورة المنتدي والدنيا كلها
    ام احمد
    ام احمد
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 24
    رقم العضوية : 149
    تاريخ التسجيل : 21/10/2008
    نقاط التميز : 50
    معدل تقييم الاداء : 2

    نبذه عن الامام ابو حنيفه Empty رد: نبذه عن الامام ابو حنيفه

    مُساهمة من طرف ام احمد السبت 27 ديسمبر - 2:06

    بارك الله فيك

    اشكركم

    نبذه عن الامام ابو حنيفه Empty رد: نبذه عن الامام ابو حنيفه

    مُساهمة من طرف marmar الأحد 26 أبريل - 10:54

    حضرتك مش ناوية تشرفينا وتعملنا مواضيع جميلة تاني ولا انتي زعلتي مننا
    avatar
    sheref
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 243
    رقم العضوية : 220
    تاريخ التسجيل : 26/01/2009
    نقاط التميز : 389
    معدل تقييم الاداء : 36

    نبذه عن الامام ابو حنيفه Empty رد: نبذه عن الامام ابو حنيفه

    مُساهمة من طرف sheref السبت 17 أكتوبر - 0:31

    أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه الكوفي. ان هذه الشخصية العراقية الاصيلة، مثل معظم الشخصيات العراقية في الفترة العباسية، قد قام المستشرقون الغربيون ومعهم للأسف جوقة من المؤرخين العراقيين والعرب، بسلخه عن هويته العراقية واحتسابه بكل بساطة على(الموالي الاعاجم)!! وقد اعتمدوا في تشويههم هذا على عبارة واحدة قيلت عنه بأن اصل جده من(كابل) أي(كابول) في افغانستان الحالية. بينما تم التغاضي تماما عن المصادر الاخرى والكثيرة التي تقول ان جده من(بابل) وليس من(كابل)، او من(الانبار) !! وفي كل الاحوال ان هذا المثقف الكبير والفقيه الاصيل، كان عراقيا كوفيا بمولده هو ومولد ابيه وامه وتربيته وثقافته، ثم انه دفن في بغداد(منطقة الاعظمية)، وحتى مذهبه(الحنفي) اطلق عليه(مذهب اهل العراق)!!



    أدرك أبو حنيفة أربعة من الصحابة، وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة، أو إحدى وستين، في الكوفة.تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق(ع). لهذا فأن المذهب الحنفي يعتبر من اقرب المذاهب السنية قربا للمذهب الجعفري الشيعي. ولاستناد هذا المذهب على(الاجتهاد)، فأن العديد من رجال الصفوة الدينية يضفون على مذهبه صفة(الديمقراطية)، لقوله : ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس تكون، وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان ذلك، فهم رجال ونحن رجال. ومن ميزات هذه الامام الصالح، انه رفض تماما التواطئ مع الظلم رغم كل الاغراءات والضغوطات التي تعرض اليها، ورفض بصورة قاطعة ان يلبي طلب الخليفة(ابو جعفر المنصور) ليصبح قاضيا، حتى غضب عليه هذا الخليفة وسجنه الومات في السجن، سنة خمسين ومائة للهجرة، وقيل بل خرج ثم مات في بغداد.








    حياة حافلة بالزهد والتقوى



    عاش النعمان بن ثابت ـ كنيته أبو حنيفة ـ في آخر عصر بني أمية وأول عصر بني العباس، وكان مبدأه في الحياة ان يكرم نفسه وعلمه، وعقد عزمه على ان يأكل من كسب يده. دعاه الخليفة المنصور ذات مرة الى زيارته، فلما كان عنده أكرمه ورحب به وقربه من مجلسه وجعل يسأله عن كثير من شئون الدين والدنيا، فلما أراد الانصراف دفع اليه بكيس من النقود فيه ثلاثون الف درهم مع ان المنصور كان يعرف عنه البخل والشح ولكن الامام ابي حنيفة النعمان رضي الله عنه قال: (( يا أمير المؤمنين اني غريب في بغداد وليس لهذا المال موضع عندي ـ واني اخاف عليه فاحفظه لي في بيت المال حتى اذا احتجته طلبته منك. فأجابه المنصور الى رغبته، ولكن أبا حنيفة توفي بعد الحادث بقليل، ووجد في بيته ودائع للناس تزيد على اضعاف هذا المبلغ.فلما سمع المنصور بذلك قال: يرحم الله ابا حنيفة فقد خدعنا وأبى ان يأخذ شيئا منا، وتلطف في ردنا )).



    ولاعجب في ذلك فلقد كان مبدأ الامام ابي حنيفة " ان ما أكل امرؤ لقمة ازكى ولا أعز من لقمة يأكلها من كسب يده". ولذلك كان يخصص جزءا من وقته للتجارة، وكان يتاجر في الصفوف والحرير وكانت تجارة رابحة وكان متجره معروفا يقصده الناس فيجدون فيه الصدق في المعاملة والأمانة في الأخذ والعطاء، وكانت تجارته تدر عليه خيرا وفيرا، وتهبه من فضل الله مالا كثيرا.
    وكان رحمه الله يأخذ المال من حله ويضعه في محله وكان كلما حال عليه الحول، احصى ارباحه من تجارته، واستبقى منها ما يكفيه لتجارته ثم يشتري بالباقي حوائج القراء، والمحدثين والفقهاء وطلاب العلم، وأقواتهم وكسوتهم، وكان يقول لهم "هذه أرباح بضعائكم أجراها الله لكم على يدي. والله ما أعطيتكم من مالي شيئا وإنما هو فضل الله علي فيكم".
    في يوم جاءته امرأة عجوز تطلب ثوبا من حرير، فلما أخرج لها الثوب المطلوب قالت له: اني امرأة عجوز ولا علم لي بالاثمان، فبعني الثوب بالثمن الذي اشتريته واضف اليه قليلا من الربح فاني ضعيفة فقال لها :" إني اشتريت ثوبين اثنين في صفقة واحدة ثم إني بعت احدهما برأس المال الا اربعة دراهم فخذيه بها ولا أريد منك ربحا "



    ويروى أن الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، رأى أحد جلسائه وعليه ثياب رثة فلما انصرف الناس، ولم يبق في المجلس الا هو والرجل قال له :" ارفع هذا المصلى وخذ ما تحته" فرفع الرجل المصلى فاذا تحته الف درهم فقال له أبوحنيفة : "خذها وأصلح بها من شأنك"، فقال الرجل اني موسر وقد أنعم الله علي، ولا حاجة لي بها فقال له أبو حنيفة:" إذا كان قد انعم عليك فاين اثار نعمته؟ اما بلغك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده) فينبغي عليك ان تصلح من شأنك حتى لا تحزن صديقك".
    وكان من جود وكرم ابي حنيفة رحمه الله ورضي الله عنه، انه كان إذا انفق على عياله نفقة تصدق بمثلها على غيرهم من المحتاجين.وإذا اكتسى ثوبا جديدا كسى المساكين بقدر ثمنه، وكان اذا وضع الطعام بين يديه عرف منه ضعف ما يأكله عادة ودفع به الى الفقراء.
    وكان لأبي حنيفة شريك في بعض تجارته واسمه حفص بن عبدالرحمن. فكان أبو حنيفة يجهز له أمتعة الخز(الحرير) ويبعث بها معه الى بعض مدن العراق. فجهز له ذات مرة متاعا كثيرا واعلمه ان فيه ثوب فيه كذا وكذا من العيوب وقال له :" إذا هممت ببيعها فبين للمشتري ما فيها من عيب"، فباع حفص، المتاع كله، ونسي ان يعلم المشتري بما في الثوب من عيوب. فلما عرف بذلك ابو حنيفة، بحث عن الذين اخذوا هذه التجارة التي بها عيبا فلم يجدوهم، فأخرج ابو حنيفة ثمن البضاعة كلها زكاة وصدقة.
    وكان من اخلاق ابي حنيفة رضي الله عنه ـ انه كان طيب المعاشرة ـ حلو المؤانسة يسعد به جليسه ولا يتعب به من غاب عنه، ولو كان عدوا له، حدث أحد اصحابه قال: سمعت عبدالله بن المبارك، يقول لسفيان الثوري يا أباعبدالله، ما أبعد ابي حنيفة عن الغيبة، فان ما سمعته يذكر عدوا له بسوء قط، فقال له سفيان: ان ابا حنيفة اعقل من ان نسلط على حسناته ما يذهب بها.
    وكان الامام ابو حنيفة رضي الله عنه، مولعا باقتناص ود الناس حريصا على استدامة صداقتهم، وقد عرف عنه انه ربما مر به الرجل من الناس، فقعد في مجلسه من غير قصد ولا مجالسة فاذا قام سأل عنه فان كانت حاجة او فقر أعانه وان كان به مرض عاده، وان كانت له حاجة قضاها حتى يجره الى مواصلته جرا.
    في يوم جاءته امرأة بثوب من حرير تبيعه فقال كم ثمنه ؟ قالت : مائة، قال : هو خير من ذلك بكم تقولين ؟ فزادت مائة، قال : هو خير من ذلك حتى قالت أربعمائة، قال : هو خير من ذلك، قالت : تهزأ بي ؟ قال : هاتي رجلا ً يقومه فجاءت برجل فاشتراه أبو حنيفة بخمسمائة.



    عرف عن الإمام أبو حنيفة عليه رحمة الله تعالى بأنه كان صوام النهار وقوام الليل، صديقا للقرآن الكريم، مستغفرا في الاسحار وكان من اسباب تعمقه في العبادة انه اقبل ذات يوم على جماعة من الناس فسمعهم يقولون، ان هذا الرجل الذي ترونه لا ينام الليل، فلما سمعهم قال: "إني عند الناس على خلاف ما أنا عليه عند الله تعالى.والله لا يتحدث الناس عني منذ الساعة بما لا أفعل، ولن أتوسد فراشا بعد اليوم حتى القى الله ".



    عرف عن الإمام أبي حنيفة انه صلى الفجر بوضوء العشاء نحو من اربعين سنة، ما ترك ذلك خلالها مرة واحدة وكان اذا قرأ(سورة الزلزلة) اقشعر جلده، وخاف قلبه ويقول:" يا من يجزي بمثقال ذرة خيرا فخير، ويامن يجزي بمثقال ذرة شرا شرا أجر عبدك النعمان من النار، وباعد بينه وبين ما يقربه منها".



    جاء في(سير أعلام النبلاء) : عن الشافعي قال قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة؟ قال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.







    ضريح الإمام أبو حنيفة
    قبره في الاعظمية ببغداد مزار معروف. روى الخطيب في تاريخه عن علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : اني لاتبرك بأبي حنيفة وأجي إلى قبره في كل يوم ـ يعني زائرا ـ فاذاعرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت الى قـبـره وسـالـت اللّه تـعـالـى الـحـاجة عنده فما تبعد[عني ] حتى تقضى.



    وقـال ابـن الجوزي في المنتظم: في هذه الايام ـ يعني سنة(459) ـ بنى ابو سعد المستوفي الملقب شرف الملك مشهد ابي حنيفة، وعمل لقبره ملبنا، وعقد القبة وعمل المدرسة بازائه، وانزلها الفقها ورتب لهم مدرسا، فدخل ابو جعفر ابن البياضي الى الزيارة فقال ارتجالا :
    الم تر ان العلم كان مضيعا فجمعه هذا المغيب في اللحد.
    كذلك كانت هذه الارض ميتة فانشرها جود العميد ابي سعد.
    ثم قال ان بناء الضريح قد تم سنة ست وثلاثين واربعمائة هجرية.. . وكان الشخص الذي انفق على البناء رجل تركي قدم الى بغداد حاجا. كذلك قام بعض امراء التركمان بالصرف على اتمام البناء. وقام (ا شرف الملك) باعادة البناء وتأسيس المشهد الحالي في القرن الخامس الهجري. ويقال انهم اضطروا لنقل بقايا الموتى الذين تم دفنهم حول الضريح، الى بقعة بعيدة. وقد تم حفر اساس القبة حتى سبعى عشر ذراعا في ستة عشر ذراعا حتى بلغوا الارض الصلبة.
    وقال ابن خلكان في تاريخه : قبره مشهور يزار، بني عليه المشهدوالقبة سـنـة(459).وقـال ابـن جـبـيـر فـي رحـلـتـه(ص 180) : وبـالرصافة مشهد حفيل البنيان، له قبة بيضاء سامية في الهواء، فيه قبر الامام ابي حنيفة(رض).
    وقـال ابـن بـطـوطـة فـي رحـلته(1/142) : قبر الامام ابي حنيفة(رض) عليه قـبـة عظيمة، وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر، وليس بمدينة بغداد اليوم زاوية يطعم الـطـعـام فيها ما عدا هذه الزاوية ثم عد جملة من قبور المشايخ ببغداد فقال : واهل بغداد لـهم في كل جمعة يوم لزيارة شيخ من هؤلا المشايخ، ويوم لشيخ آخر يليه، هكذا الى آخر الاسبوع.
    وقـال ابـن حجر في الخيرات: ان الامام الشافعي ايام كان ببغداد، كان يتوسل(يطلب الشفاعة) من الامام ابـي حـنـيـفـة، ويـجـي الـى ضـريحه يزور فيسلم عليه، ثم يتوسل الى اللّه تعالى به في قضاء حاجته.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر - 20:43