التفاؤل يؤخر الشيخوخة

عن احدى الدراسات
سمة الحياة في عصرنا الحالي السرعة، التي ترتبط في جانب كبير منها بالمشاكل والضغوط النفسية والعصبية، التي

تؤثر بشكل مؤكد على صحة الإنسان النفسية والعضوية


وتختلف درجة استجابة الإنسان وتعامله مع هذه الضغوط والمشاكل من فرد لآخر تبعا لعوامل كثيرة، خاصة وأنها أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، وتختلف الطبيعة البشرية في مواجهتها؛ فمنهم القوي الذي لا يهرب من مشاكله، بل يقف صامداً ليواجهها وينتصر عليها، بل ويعتبرها تجربة لابد من خوضها بصدر رحب، ونوع آخر يقف أمام المشكلة مسلوب الإرادة ويتشاءم منها وقد يستسلم لها.

التفاؤل هو الكلمة والسلوك السحري للتغلب على مشاكل وضغوطات الحياة المستمرة، والتفاؤل علاج سحري لهذه المشاكل، فلو تمهل كل إنسان يواجه مشكلة وتفاءل بحلها، لمرت بسلام، دون أن تترك آثارها عليه.

في هذا الإطار، عثر فريق من علماء النفس الأميركيين على دليل يثبت ما للتفاؤل من محاسن على حياة المرء، وأن الأشخاص المنشرحي البال المتفائلين في نظرتهم إلى الحياة، يعيشون لمدة أطول من أقرانهم الذين يستبد القلق بهم.

وجاء في بحث أنجزه الفريق التابع لجامعة "ييل" في ولاية "كونيكتيكات" أن الأشخاص الذين يتملكهم الخوف من الشيخوخة مثلا، تظهر عليهم أعراض التقدم في السن بسرعة أكبر.

ويضيف العلماء في البحث الذين نشروه في مجلة "بيرسوناليتي أند سوشيال سايكولوجي" فإن من يتقبلون الأمر برحابة صدر يمكن أن يعيشوا سنوات أطول ممن يحاولون الكف عن التدخين أو يمارسون التمارين الرياضية.

وتبين للباحثين أن من لا يخيفهم تقدم قطار الحياة يعيشون في المتوسط سبع سنين ونصفا، أكثر من أولئك الذين يقضون وقتهم حسرة على ما مضى من أيامهم.

أحدث الدراسات التي أكدت أهمية التفاؤل نُشرت في فبراير الماضي، في دورية "الطب الباطني"، وقالت إن التفاؤل مفيد للقلب وأن الرجال الأكثر تفاؤلا انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50% تقريبا على مدى 15 سنة من المتابعة.


الدراسة المذكورة قامت بقياس التفاؤل على مقياس من صفر إلى ثلاثة وهي ذروة التفاؤل، وبشكل إجمالي انخفض تفاؤل المشاركين بالدراسة من 1.5% عام 1985 إلى 1.3% عام 2000؛ حيث ارتبطت حالات التفاؤل الأكبر بصغر السن والتعليم الأفضل والحياة مع آخرين والتمتع بصحة أفضل والقيام بالمزيد من النشاط البدني.

وكانت أبحاث سابقة قد أشارت إلى أن التفاؤل يدعم صحة الجسم بشكل عام ويقلص خطر الموت، ومن المعروف أيضا أن التفكير بشكل إيجابي يفيد مرضى القلب الذين يعانون من ضيق بالشرايين.

ففي كوبا على سبيل المثال، شكل 12 معمرا ومعمرة كوبيين، محورًا للنقاش مع أطباء ومهتمين، في إطار لقاء دعا إليه ناد الـ"120 عاما" في العاصمة هافانا، كشفوا خلاله عما يعتقدون أنه سر بقائهم أحياء، وبصحة جيدة لأكثر من 120 عاما.

ويؤكد أعضاء هذا النادي قناعتهم بأنه في إمكان معظم الناس أن يعيشوا ليصلوا إلى هذا العمر المتقدم، إذا ما نجحوا في تغيير أسلوب حياتهم ونظرتهم إلي الحياة بشكل عام.

الجدير بالذكر أن متوسط العمر المتوقع في كوبا هو 77 عاما، وهو أعلى من معظم الدول النامية.

على الجانب الديني، فإن الإسلام على سبيل المثال، ينبذ التشاؤم ويدعو إلى التفاؤل كأسلوب للحياة، ويدعو أيضا إلى تلمس المعاني الإيجابية في الأحداث والمصائب التي تعترض الإنسان.


هذا المعنى أوضحه الداعية الإسلامي السعودي "الشيخ سلمان العودة"، خلال لقاء تليفزيوني معه عن "التفاؤل في الإسلام"، أكد خلاله أن "توظيف الأشياء الجميلة والحرص على إبرازها وتكرار الاستشعار بها عامل مهم على بناء روح متفائلة، وأضاف أن ما يقوله الإنسان بلسانه يكونه في حياته؛ "فالذي يكرر دوما بأنه سعيد في حياته فإنه سيسعد في حياته .. حتى لو كانت مليئة بالصعاب والمشقات".

كما نوه العودة في السياق نفسه إلى أن "المشاق والعقبات جزء من الحياة، لكن النجاح هو في توظيف هذه الصعاب والاستفادة منها، والأجمل هو تحويلها إلى متع نستمتع في ابتكار طرق التخلص منها وحلها".

هذه التأثيرات الإيجابية للتفاؤل على صحة الإنسان النفسية والعضوية، يمكن فهمها من خلال اكتشاف أن التفاؤل في مواجهة المرض يساعد في إفراز بعض الهرمونات، فإذا قلت هرمونات التوتر مثلا في الجسم، فإن هذا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

لكن العلاقة الدقيقة بين موقف المريض من مرضه وكيفية تطور المرض لا زالت غامضة، ويبقى الأمل والتفاؤل مرهونا بحب الإنسان للحياة، فكلما كان هذا التماسك قويا وإيجابيان، كان تأثير التفاؤل على الإنسان إيجابيا.





مفردات البحث: التفاؤل.. يؤخر شيخوختك

التفاؤل مش بياخر الشيخوخة وبس دة كمان هو المحرك والمحفز والدافع الاساسي لنا لكي نظل نحيا
فالحياة بلا تفاؤل تساوي لا حياة

تفاءلول انه فسحة الامل