يعد محمد حسنين هيكل من أنبغ عمالقة الصحافة والسياسة على مستوى العالم ..
فقد اكتسب مكانته الى جوار الرواد فى مجال الصحافة والتحليل السياسي
وكتاباته تعد المرجع الرئيسي لطلاب الخفايا فى السياسة والتاريخ السياسى ..
ومظاهر نبوغه لا تؤذن بحصر أبدا ..
فهو الصحفي والسياسي الوحيد الذى عايش أزمات العالم الكبري عبر القرن الماضي وكتب عنها من خلال نافذة الرؤية التى توفرت له ..
حتى فى كتاباته التحليلية التى يتناول فيها أحد الجوانب التاريخية البعيدة عن حضوره .. فهو يعوض عدم المعايشة والمعاصرة بالجسد الى معايشة بالفكر والوثائق..
ومن المشهور عنه أنه كنز الأسرار الذى لا ينضب أبدا ..
فما ان يشرع فى التصدى لحادثة ما .. يقضي قرابة العام أو أكثر فى التنقل والسفر والبحث ومقابلة الحضور لهذا الحدث .. ويجمع عبر شبكة علاقاته المهولة كل الأدلة والوثائق والشهود مستعينا فى ذلك بصداقاته المتعددة لنجوم العالم فى السياسة والأدب والفكر ..
ثم يبدأ فى الكتابة والتحليل لما تحت يده من معلومات غزيرة ..
ولذلك فقد عرف عنه عالميا .. أنه الكاتب الوحيد الذى لا تستطيع الطعن فى حقيقة الوقائع والأحداث لما يضمنه فى كتاباته من وثائق وشهادات
غير أنه يمكن الاختلاف معه فى زاوية الرؤية والتحليل
البداية
كانت بداية الكاتب والسياسي الكبير محمد حسنين هيكل فى قريته البسيطة بالريف المصري مع مكتبة ذاخرة متوارثة جيلا بعد جيل من الأجداد الى الأحفاد ..
وبدافع النبوغ المبكر طرقها الطفل الصغير ليبدأ رحلته مع الثقافة والفكر ..
وعندما شب الطفل وبلغ أوائل العشرينات من عمره .. انطلق الى القاهرة حيث الأضواء والأحداث مع نهاية أربعينيات القرن الماضي ..
وفى جريدة " الاجيبشيان جازيت " الناطقة بالانجليزية فى القطر المصري بدأ عمله الصحفي متدربا على يد رئيس تحريرها هو بعض الصحفيين المصريين والعرب ليصبح كل منهما علم فى مجاله فيما بعد ..
وفى ميدان المراسلة الحربية انطلق هيكل بحماس الشباب الوافر .. ولغة وأسلوب بارع يحلل وينقد الأوضاع الساخنة فى بؤر الأزمات المشتعل فى ذلك الوقت فى جميع أنحاء العالم ..
ومع بدء حركات التحرر فى العالم العربي .. وصعود نجوم جدد لساحة العمل السياسي واشتعال الصراع بين الاخوان المسلمين والملك فى مصر وأزمة حزب الوفد مع القصر .. ونشأة حركة الضباط الأحرار فى الجيش المصري العائد من رحى حرب فلسطين وحريق القاهرة ..
كل هذا الزخم فى الأحداث .. وبدافع القدر وحده وجد هيكل نفسه فى قلب الأحداث مشاركا لا مشاهدا ..
وتوثقت علاقاته بالضابط المصري زعيم تنظيم الأحرار البكباشي " المقدم " جمال عبد الناصر حسين " ورفاقه أنور السادات وعبد الحكيم عامر وغيرهم ..
ولم تمض على علاقته بعبد الناصر أكثر من عام .. الا وكانت مصر على موعد مع انقلاب يوليو 1952 الذى تحول فيما بعد الى مسمى الثورة ..
ونقطة علاقته بعبد الناصر كانت نقطة فاصلة فى حياة الصحفي الناشئ الذى انتقل من الجازيت الى آخر ساعة واحتك بمؤسسها الكبير محمد التابعى .. حيث قامت علاقته بعبد الناصر على الاحترام والاعجاب المتبادل ..
وانتقل هيكل الى مؤسسة أخبار اليوم .. بعد أن انتقلت ملكية آخر ساعة من محمد التابعى الى الأخوين مصطفي وعلى أمين .. ولم يكن عمر هيكل فى ذلك الوقت أكثر من ثلاثة وعشرين عاما عندما أصبح رئيسا لتحرير آخر ساعة .. وواصل قلمه الصعود حتى تمكن عبد الناصر فى أحداث عام 1954 م .. من اقصاء محمد نجيب عن السلطة ليتولى الحكم رئيسا للجمهورية ..
وهنا كانت النقلة والنقطة التالية من النقاط الفرقة فى حياة هيكل
فى جوارالسلطة
عندما تولى جمال عبد الناصر سلطة الحكم فى مصر كانت علاقته بهيكل قد اكتسبت عرى الصداقة والثقة التى لا تنفصم .. فكان صديقا ومستشارا لعبد الناصر .. وكان أحد نجوم معركة السويس التى تفجرت فيها قنبلة التأميم ..
وفى ذلك الوقت كانت أخبار اليوم كمؤسسة صحفية كبري قد اكتسبت معظم نجوم الجيل من الصحفيين وعلى رأسهم هيكل .. والى جوارها كانت الأهرام أعرق المؤسسات الصحفية فى حالة أشبه بالاحتضار على النحو الذى دفع أصحابها اللبنايين من ورثة " آل تقلا " الى اللجوء لهيكل طمعا فى موافقته على الانتقال للاهرام واقالتها من عثرتها .. ونظرا للعلاقة الحميمة التى كانت بين هيكل وبين أصحاب أخبار اليوم مصطفي وعلى أمين رفض هيكل الانتقال تماما .. وشيئا فشيئا استجاب للضغوط وقرر الانتقال للأهرام .. غير أن الخبر تسرب الى آل أمين الذين ضيقوا الخناق على هيكل وفى وسط جلسة عاطفية شديدة عاد هيكل لرفض طلب الأهرام ..
الا أن هيكل وبعد عام من هذه الواقعة وتحت تأثير المتغيرات قبل العرض القديم وانتقل فى سرية تامة الى الأهرام ولم يعرف أحد بشئ عن الخبر الا بعد أن أصبح هيكل رئيسا لتحرير الأهرام بالفعل ..
وتمضي السنوات .. وتتألق الأهرام فى ثوبها الجديد .. ثم يصدر عبد الناصر قانون تنظيم الصحافة والذى أمم به الصحف وانتقلت ملكيتها نهائيا الى الدولة فى صدمة فكرية للجميع قبل أن تكون مادية مع ما يعنيه القانون بخضوع الصحافة لمكتب الرقيب التابع للدولة مما يعنى قطعا بزوال حرية النقد والرأى ..
وعارض هيكل القانون واحتج لدى صديقه عبد الناصر .. غير أن عبد الناصر نفذ القانون بوعد شخصي منه لهيكل ألا يعتبر القانون حجر عثرة فى طريق حرية الرأى .. وهو ما لم يحدث للأسف ..!!
ولم تكن تلك الواقعة آخر المفاجآت .. حيث لم يمض الوقت الكثير حتى تفجرت قضية أثارت الزوابع فى الوسط الصحفي على مستوى العالم العربي ..
فقد ألقت المخابرات العامة المصرية القبض على مصطفي أمين صديق هيكل ورئيس تحرير أخبار اليوم متلبسا بالتجسس على مصر لحساب المخارات المركزية الأمريكية عن طريق ضبطه بنقل المعلومات أثناء جلوسه فى فيلته بضاحية المعمورة بالاسكندرية الى رجل المخابرات الأمريكية " بروس تايلور أوديل "
ولما كان عبد الناصر يدرك عمق العلاقة بين هيكل وبين مصطفي أمين بعث اليه قبل القبض على الأخير وطلب اليه التوجه الى مدير مكتبه سامى شرف فهناك أشياء يحب أن يطلعه عليها .. ثم أشار لهيكل وقال " بعد أن تطالع ما هو موجود تعال الى فورا "
وتعجب هيكل جدا .. غير أنه هرع الى مكتب سامى شرف والذى دعاه للجلوس فى احدى الحجرات الملحقة بمكتبه .. وعندما جلس هيكل أتى له سامى شرف بملف بالغ الضخامة قرابة الألف صفحة وعددا من أشرطة التسجيل وطلب اليه مطالعة محتواها ..
وقضي هيكل الليلة كاملة يطالع ويستمع وكادت الصدمة تودى بعقله .. غير أنه عاد لعبد الناصر مدمرا نفسيا فطلب اليه عبد الناصر تولى مسؤلية دار أخبار اليوم مع الأهرام ..
ولأن القصة ليس هذا مكانها .. فلن أغرق فى التفاصيل ومن يرغب فى الاستزادة عليه بمطالعة انكار مصطفي أمين ودفاعه عن نفسه فى كتبه سنة أولى سجن وسنه تانية سجن .. ومطالعة دفاع هيكل عن نفسه وبيانه الحقيقة كاملة بالمستندات فى حياة أصحابها حتى يكفل لهم حق الرد وذلك فى كتابه القنبلة " بين الصحافة والسياسة " والذى صدر عام 1985م .. ليكتم مصطفي أمين لسانه .. وكان هيكل يتوقع منه رفع قضية رد شرف أو قضية سب وقذف الا أنه لم يفعل ..
سنوات الغضب
وتأتى سنوات الغضب فى حياة الصحفي الكبير بعد أحداث 1967م وما أعقبها من وفاة عبد الناصر وظهور مطامع خلفائه فى الحكم وهم مراكز القوى كما أطلق عليهم أنور السادات وهم
سامى شرف وزير شئون رياسة الجمهورية
الفريق محمد فوزى وزير الحربية
اللواء شعراوى جمعه وزير الداخلية
على صبري رئيس اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى
محمد فائق وزير الاعلام
بمعنى أن مراكز القوى كانت تملك سلطة البلاد ومؤسساتها الكبري ولم يكن السادات يمتلك شيئا الا وجود محمد حسنين هيكل الى جواره .. وتأمل هيكل الوضع وقام باعداد الخطة لمواجهة الموقف العصيب .. وشيئا فشيئا بدأت الخطة باستمالة اللواء الليثي ناصف قائد الحرس الجمهورى .. والفريق محمد صادق رئيس الأركان بالقوات المسلحة .. وقامت الخطة على أساس متين وهو مقولة هيكل " يجب أن يكون الأمر أمام الشعب صراعا على الديمقراطية لا صراعا على السلطة "
ونجحت الخطة الى أبعد مدى وتم القاء القبض على مراكز القوى جميعا لينجح السادات فى الصعود لسدة الحكم على أكتاف هيكل
واستمرت العلاقة بين الاثنين على أحسن ما يكون وكان هيكل مستشار السادات الأمين وأحد القلائل والندرة الذين عرفوا بموعد حرب أكتوبر وشاركوا فى رسم خطته الاستراتيجية والاعلامية ..
ولم يدر بخلد هيكل قبل الحرب أن السادات كأول رئيس سياسي بالمفهوم الصحيح لمصر قد رسم لنفسه خطا مختلفا تمام الاختلاف عن سلفه .. وظهرت بوضوح بعد أكتوبر التى منحت السادات الثقة فبدأ الحركة فى اتجاه هدم صورة عبد الناصر وانتهاج الخط الأمريكى دون علم مستشاره وصديقه هيكل ..
وفوجئ هيكل بالأمر .. ورأى الهجوم الضارى والفضائح الأمنية والمهازل العسكرية التى حدثت أيام عبد الناصر كلها تظهر فى حملة شبه منظمة من المستحيل أن تتم دون سماح مسبق من السلطة فى دولة بوليسية ..
وقبل أن يفكر هيكل فى الرد .. فوجئ أيضا بقرار نقله من وظيفته كرئيس لمؤسسة وتحرير الأهرام .. لينتقل وفقا للقرار الجمهورى المفاجئ الى قصر عابدين مستشارا سياسيا لرئيس الجمهورية على درجة نائب رئيس وزراء ..
وكان رفض هيكل قاطعا ..
فقد اكتسب مكانته الى جوار الرواد فى مجال الصحافة والتحليل السياسي
وكتاباته تعد المرجع الرئيسي لطلاب الخفايا فى السياسة والتاريخ السياسى ..
ومظاهر نبوغه لا تؤذن بحصر أبدا ..
فهو الصحفي والسياسي الوحيد الذى عايش أزمات العالم الكبري عبر القرن الماضي وكتب عنها من خلال نافذة الرؤية التى توفرت له ..
حتى فى كتاباته التحليلية التى يتناول فيها أحد الجوانب التاريخية البعيدة عن حضوره .. فهو يعوض عدم المعايشة والمعاصرة بالجسد الى معايشة بالفكر والوثائق..
ومن المشهور عنه أنه كنز الأسرار الذى لا ينضب أبدا ..
فما ان يشرع فى التصدى لحادثة ما .. يقضي قرابة العام أو أكثر فى التنقل والسفر والبحث ومقابلة الحضور لهذا الحدث .. ويجمع عبر شبكة علاقاته المهولة كل الأدلة والوثائق والشهود مستعينا فى ذلك بصداقاته المتعددة لنجوم العالم فى السياسة والأدب والفكر ..
ثم يبدأ فى الكتابة والتحليل لما تحت يده من معلومات غزيرة ..
ولذلك فقد عرف عنه عالميا .. أنه الكاتب الوحيد الذى لا تستطيع الطعن فى حقيقة الوقائع والأحداث لما يضمنه فى كتاباته من وثائق وشهادات
غير أنه يمكن الاختلاف معه فى زاوية الرؤية والتحليل
البداية
كانت بداية الكاتب والسياسي الكبير محمد حسنين هيكل فى قريته البسيطة بالريف المصري مع مكتبة ذاخرة متوارثة جيلا بعد جيل من الأجداد الى الأحفاد ..
وبدافع النبوغ المبكر طرقها الطفل الصغير ليبدأ رحلته مع الثقافة والفكر ..
وعندما شب الطفل وبلغ أوائل العشرينات من عمره .. انطلق الى القاهرة حيث الأضواء والأحداث مع نهاية أربعينيات القرن الماضي ..
وفى جريدة " الاجيبشيان جازيت " الناطقة بالانجليزية فى القطر المصري بدأ عمله الصحفي متدربا على يد رئيس تحريرها هو بعض الصحفيين المصريين والعرب ليصبح كل منهما علم فى مجاله فيما بعد ..
وفى ميدان المراسلة الحربية انطلق هيكل بحماس الشباب الوافر .. ولغة وأسلوب بارع يحلل وينقد الأوضاع الساخنة فى بؤر الأزمات المشتعل فى ذلك الوقت فى جميع أنحاء العالم ..
ومع بدء حركات التحرر فى العالم العربي .. وصعود نجوم جدد لساحة العمل السياسي واشتعال الصراع بين الاخوان المسلمين والملك فى مصر وأزمة حزب الوفد مع القصر .. ونشأة حركة الضباط الأحرار فى الجيش المصري العائد من رحى حرب فلسطين وحريق القاهرة ..
كل هذا الزخم فى الأحداث .. وبدافع القدر وحده وجد هيكل نفسه فى قلب الأحداث مشاركا لا مشاهدا ..
وتوثقت علاقاته بالضابط المصري زعيم تنظيم الأحرار البكباشي " المقدم " جمال عبد الناصر حسين " ورفاقه أنور السادات وعبد الحكيم عامر وغيرهم ..
ولم تمض على علاقته بعبد الناصر أكثر من عام .. الا وكانت مصر على موعد مع انقلاب يوليو 1952 الذى تحول فيما بعد الى مسمى الثورة ..
ونقطة علاقته بعبد الناصر كانت نقطة فاصلة فى حياة الصحفي الناشئ الذى انتقل من الجازيت الى آخر ساعة واحتك بمؤسسها الكبير محمد التابعى .. حيث قامت علاقته بعبد الناصر على الاحترام والاعجاب المتبادل ..
وانتقل هيكل الى مؤسسة أخبار اليوم .. بعد أن انتقلت ملكية آخر ساعة من محمد التابعى الى الأخوين مصطفي وعلى أمين .. ولم يكن عمر هيكل فى ذلك الوقت أكثر من ثلاثة وعشرين عاما عندما أصبح رئيسا لتحرير آخر ساعة .. وواصل قلمه الصعود حتى تمكن عبد الناصر فى أحداث عام 1954 م .. من اقصاء محمد نجيب عن السلطة ليتولى الحكم رئيسا للجمهورية ..
وهنا كانت النقلة والنقطة التالية من النقاط الفرقة فى حياة هيكل
فى جوارالسلطة
عندما تولى جمال عبد الناصر سلطة الحكم فى مصر كانت علاقته بهيكل قد اكتسبت عرى الصداقة والثقة التى لا تنفصم .. فكان صديقا ومستشارا لعبد الناصر .. وكان أحد نجوم معركة السويس التى تفجرت فيها قنبلة التأميم ..
وفى ذلك الوقت كانت أخبار اليوم كمؤسسة صحفية كبري قد اكتسبت معظم نجوم الجيل من الصحفيين وعلى رأسهم هيكل .. والى جوارها كانت الأهرام أعرق المؤسسات الصحفية فى حالة أشبه بالاحتضار على النحو الذى دفع أصحابها اللبنايين من ورثة " آل تقلا " الى اللجوء لهيكل طمعا فى موافقته على الانتقال للاهرام واقالتها من عثرتها .. ونظرا للعلاقة الحميمة التى كانت بين هيكل وبين أصحاب أخبار اليوم مصطفي وعلى أمين رفض هيكل الانتقال تماما .. وشيئا فشيئا استجاب للضغوط وقرر الانتقال للأهرام .. غير أن الخبر تسرب الى آل أمين الذين ضيقوا الخناق على هيكل وفى وسط جلسة عاطفية شديدة عاد هيكل لرفض طلب الأهرام ..
الا أن هيكل وبعد عام من هذه الواقعة وتحت تأثير المتغيرات قبل العرض القديم وانتقل فى سرية تامة الى الأهرام ولم يعرف أحد بشئ عن الخبر الا بعد أن أصبح هيكل رئيسا لتحرير الأهرام بالفعل ..
وتمضي السنوات .. وتتألق الأهرام فى ثوبها الجديد .. ثم يصدر عبد الناصر قانون تنظيم الصحافة والذى أمم به الصحف وانتقلت ملكيتها نهائيا الى الدولة فى صدمة فكرية للجميع قبل أن تكون مادية مع ما يعنيه القانون بخضوع الصحافة لمكتب الرقيب التابع للدولة مما يعنى قطعا بزوال حرية النقد والرأى ..
وعارض هيكل القانون واحتج لدى صديقه عبد الناصر .. غير أن عبد الناصر نفذ القانون بوعد شخصي منه لهيكل ألا يعتبر القانون حجر عثرة فى طريق حرية الرأى .. وهو ما لم يحدث للأسف ..!!
ولم تكن تلك الواقعة آخر المفاجآت .. حيث لم يمض الوقت الكثير حتى تفجرت قضية أثارت الزوابع فى الوسط الصحفي على مستوى العالم العربي ..
فقد ألقت المخابرات العامة المصرية القبض على مصطفي أمين صديق هيكل ورئيس تحرير أخبار اليوم متلبسا بالتجسس على مصر لحساب المخارات المركزية الأمريكية عن طريق ضبطه بنقل المعلومات أثناء جلوسه فى فيلته بضاحية المعمورة بالاسكندرية الى رجل المخابرات الأمريكية " بروس تايلور أوديل "
ولما كان عبد الناصر يدرك عمق العلاقة بين هيكل وبين مصطفي أمين بعث اليه قبل القبض على الأخير وطلب اليه التوجه الى مدير مكتبه سامى شرف فهناك أشياء يحب أن يطلعه عليها .. ثم أشار لهيكل وقال " بعد أن تطالع ما هو موجود تعال الى فورا "
وتعجب هيكل جدا .. غير أنه هرع الى مكتب سامى شرف والذى دعاه للجلوس فى احدى الحجرات الملحقة بمكتبه .. وعندما جلس هيكل أتى له سامى شرف بملف بالغ الضخامة قرابة الألف صفحة وعددا من أشرطة التسجيل وطلب اليه مطالعة محتواها ..
وقضي هيكل الليلة كاملة يطالع ويستمع وكادت الصدمة تودى بعقله .. غير أنه عاد لعبد الناصر مدمرا نفسيا فطلب اليه عبد الناصر تولى مسؤلية دار أخبار اليوم مع الأهرام ..
ولأن القصة ليس هذا مكانها .. فلن أغرق فى التفاصيل ومن يرغب فى الاستزادة عليه بمطالعة انكار مصطفي أمين ودفاعه عن نفسه فى كتبه سنة أولى سجن وسنه تانية سجن .. ومطالعة دفاع هيكل عن نفسه وبيانه الحقيقة كاملة بالمستندات فى حياة أصحابها حتى يكفل لهم حق الرد وذلك فى كتابه القنبلة " بين الصحافة والسياسة " والذى صدر عام 1985م .. ليكتم مصطفي أمين لسانه .. وكان هيكل يتوقع منه رفع قضية رد شرف أو قضية سب وقذف الا أنه لم يفعل ..
سنوات الغضب
وتأتى سنوات الغضب فى حياة الصحفي الكبير بعد أحداث 1967م وما أعقبها من وفاة عبد الناصر وظهور مطامع خلفائه فى الحكم وهم مراكز القوى كما أطلق عليهم أنور السادات وهم
سامى شرف وزير شئون رياسة الجمهورية
الفريق محمد فوزى وزير الحربية
اللواء شعراوى جمعه وزير الداخلية
على صبري رئيس اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى
محمد فائق وزير الاعلام
بمعنى أن مراكز القوى كانت تملك سلطة البلاد ومؤسساتها الكبري ولم يكن السادات يمتلك شيئا الا وجود محمد حسنين هيكل الى جواره .. وتأمل هيكل الوضع وقام باعداد الخطة لمواجهة الموقف العصيب .. وشيئا فشيئا بدأت الخطة باستمالة اللواء الليثي ناصف قائد الحرس الجمهورى .. والفريق محمد صادق رئيس الأركان بالقوات المسلحة .. وقامت الخطة على أساس متين وهو مقولة هيكل " يجب أن يكون الأمر أمام الشعب صراعا على الديمقراطية لا صراعا على السلطة "
ونجحت الخطة الى أبعد مدى وتم القاء القبض على مراكز القوى جميعا لينجح السادات فى الصعود لسدة الحكم على أكتاف هيكل
واستمرت العلاقة بين الاثنين على أحسن ما يكون وكان هيكل مستشار السادات الأمين وأحد القلائل والندرة الذين عرفوا بموعد حرب أكتوبر وشاركوا فى رسم خطته الاستراتيجية والاعلامية ..
ولم يدر بخلد هيكل قبل الحرب أن السادات كأول رئيس سياسي بالمفهوم الصحيح لمصر قد رسم لنفسه خطا مختلفا تمام الاختلاف عن سلفه .. وظهرت بوضوح بعد أكتوبر التى منحت السادات الثقة فبدأ الحركة فى اتجاه هدم صورة عبد الناصر وانتهاج الخط الأمريكى دون علم مستشاره وصديقه هيكل ..
وفوجئ هيكل بالأمر .. ورأى الهجوم الضارى والفضائح الأمنية والمهازل العسكرية التى حدثت أيام عبد الناصر كلها تظهر فى حملة شبه منظمة من المستحيل أن تتم دون سماح مسبق من السلطة فى دولة بوليسية ..
وقبل أن يفكر هيكل فى الرد .. فوجئ أيضا بقرار نقله من وظيفته كرئيس لمؤسسة وتحرير الأهرام .. لينتقل وفقا للقرار الجمهورى المفاجئ الى قصر عابدين مستشارا سياسيا لرئيس الجمهورية على درجة نائب رئيس وزراء ..
وكان رفض هيكل قاطعا ..
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar