معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

3 مشترك

    الهجرة

    الهجرة Empty الهجرة

    مُساهمة من طرف samia الثلاثاء 11 نوفمبر - 19:33

    اعلم أن الهجرة ظاهرة قديمة جداً، حتى لا نكاد نعرف بدايةً زمنية لحدوثها.
    وفي زمنٍ كانت فيه الجماعات تعيش معاً بفعل رابطة الدم، تمت الهجرة على شكل جماعات من منطقة إلى أخرى طلباً للعيش, كهجرة اليمنيين من آل غسان إلى الشام، أو هجرة المناذرة إلى العراق، أو هجرة الهلالية إلى مصر وبلدان المغرب العربي.
    .
    هجرات كهذه - بدافع العيش، والبحث عن سبل الحياة - تحافظ على الجماعات من حيث اللغة والتقاليد، وقد تصبح هذه الجماعات على مرور الأيام هي السائدة.
    وهناك الهجرة الفردية التي يسعى المهاجر على أساسها إلى إيجاد عمل, أو إلى الهرب من تعسف مجتمعٍ أو دولة, كهجرة بعض أهل الشام إلى الأمريكتين، وهجرة "الشوام" إلى مصر أيام التعسف العثماني.
    والمهاجر في هذه الحال يصير مع الأيام جزءاً لا يتجزأ من السكان الأصليين، يتعلم لغتهم إذا كان بلد الهجرة غريباً عليه، ويتعلم عاداتهم وتقاليدهم حتى يصل إلى الإحساس بأنه مواطن في بلد المهجر.
    وقد يهاجر الإنسان هجرة مؤقتة لتحسين الحال، مقرراً العودة، بعد أن يوفر مبلغاًَ من المال يعود به إلى وطنه الأم، كحال المهاجرين المصريين، ومهاجري بلاد الشام إلى دول الخليج العربي والسعودية.
    وهؤلاء يظلون على اتصالٍ بوطنهم الأم، وخاصة في فصل الصيف.
    وهؤلاء ـ لعمري ـ أكثر المهاجرين تعاسة ، وأكثرهم شعوراً بالعذاب، وشعوراً بامتهان الكرامة الإنسانية.
    والدافع إلى هجرة هؤلاء هو المال، وهذا حق؛ إذ لكل إنسان الحق في طلب الرزق.

    لكن الفترة التي يريدها طلباً للرزق قد تمتد وتمتد حتى يبلغ من العمر عِتِيّا في بلد المهجر، فإذا المال الذي جمعه يعود بالخير على غيره, إن عاد.
    ثم إنه في تلك البلدان لا وجود لأيّة حقوق مدنية للمهاجر، فهو لن ينال حق الجنسية، حتى لو عاش هو وأولاده عقوداً من الزمن.
    فضلاً عن غياب المساواة في الدخل بين ما يسمى المواطن, وما يسمى الوافد من أصحاب الوظيفة الواحدة.
    فمُدَرِّسةٌ وافدة تنال أقلّ من ربع ما تناله المدرِّسة المواطنة في مدرسة واحدة، لكون الوافدة قد أمضت ربع قرن من العمل، والمواطنة جاءت لتوها، وهذا ما يخلق الإحساس بالغبن الشديد.
    أما الواقعة الأكثر مدعاةً للحزن، فهي أن الوافد - وهو قادم لجمع المال، اعتقاداً منه أن هذا المال سيعينه هناك في الوطن؛ فتخلق لديه حسّ الادخار والبخل الشديدين, ومن ثمَّ يعيش حياة تقشف أملاً في التوفير، وكأن حياته التي يعيشها في دول الخليج العربي حياةٌ لاقيمة لها.
    ومع الأيام تتشوه نفسياتهم, حتى لتصيبك الدهشة من أن هذا الذي كان هناك وبينك وبينه مودة هو نفسه الذي تراه، وقد جاء من بلد المهجر.
    ومن المظاهر التي تدعو إلى السخرية حال بعض رجال الثقافة والعلم، ممن راحوا يعملون في تلك البلدان، فاعتدادهم بذواتهم في أوطانهم يتحول هناك إلى ذلٍّ ونذالة وخِسّة، فأقصى ما يطمحون إليه رضا شيخٍ هنا وشيخةٍ هناك، ويصبحون كالأرانب الأليفة، أو كالأغنام الوديعة، ويشطبون كل ما ألِفُوه من مفردات الحق, والعدالة, والقومية, وحقوق الإنسان, والوحدة, وصراع الطبقات, وتحرر المرأة, ومفردات التنوير والعقلانية, ورُبَّ قائل يقول: إنّ الحق كلّ الحق على وطننا، الذي لايوفر لنا سبل الحياة الكريمة، وهذا إلى حدٍّ ما صحيح، ولكن من قال إننا يجب أن نمضي العمر ونحن نجمع المال.
    "ملعون أبو المال" ، فالحياة أوسع وأرحب أيها المارّون بجوار الحياة
    سعيد النوبي
    سعيد النوبي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 104
    رقم العضوية : 138
    تاريخ التسجيل : 14/10/2008
    نقاط التميز : 109
    معدل تقييم الاداء : 2

    الهجرة Empty رد: الهجرة

    مُساهمة من طرف سعيد النوبي الثلاثاء 11 نوفمبر - 21:41

    اسمحي لي اختي الكريمة ان اسجل اعجابي الشديد بموضوعك القيم
    فقد لمستي كل الاوتار الحساسة في موضوع الهجرة
    تقبلي مني كل تقدير واحترام
    avatar
    فتحي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 118
    رقم العضوية : 152
    تاريخ التسجيل : 24/10/2008
    نقاط التميز : 199
    معدل تقييم الاداء : 2

    الهجرة Empty رد: الهجرة

    مُساهمة من طرف فتحي الأربعاء 7 يناير - 10:53

    الهجرة نار تاكل المهاجرين ربنا يرحمنا منها

    الهجرة Empty رد: الهجرة

    مُساهمة من طرف samia الأربعاء 7 يناير - 19:12

    قتلت كلنبض وزرعت بدله الموت البطيئة سواء للاسر التىربت وامنيتها ترى الزرع ينمو او للبلد الذى انكسر طموحه فىرؤية زبدة ابنائه يتهافت عليها الطامعين

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 9 مايو - 15:14