لا أذكر في حدود ما طالعته من قبل ما يفيد أن بلال بن رباح طوال فترة عبوديته سواء طفلاً أو صبيًا أو شابًا قد اشتهر عنه.. أن له اهتمامًا بالغناء أو الطرب أو ما يمكن أن يكشف عن تلك الموهبة النادرة والصوت الشجي الذي استطاع أن يأسر القلوب وأن يمس شغاف المشاعر والأحاسيس الإيمانية ويفجر فيها طاقات الفداء وروح التضحية، ونبل العواطف وتأججها بل البكاء.. لحظات شجن الأذان وكل منا لديه تلك التجربة التي تستسلم لها آذاننا وأفئدتنا كلما استمعنا إلي الأذان بصوت مشاهير مؤذنينا الذين نجحوا في توحيد المشاعر الإيمانية في لحظة الأذان علي مدي طول وعرض الأمة العربية والإسلامية، فوحدت بينهم علي مدي عشرات السنوات علي الأقل في لحظة الأذان.
لذا فعندما ينقل لنا، كل من ورد ذكره خلال فترة بدء الدعوة وانتشارها والرسالة المحمدية في سنواتها الأولي بصحبة سيد الأنام، أن صوت بلال أجمل وأعظم وأحلي صوت حمل الشهادتين إلي الآفاق في دعوة إلي الصلاة وإيذاناً بوجوب وقتها هذا يجعلني أتوقف عند تلك الفترة التي شهدت أصعب اختبار يمكن أن يتعرض له بشر ممثلاً في التعذيب والضرب والإهانة الذي تفنن الجاهليون في صبه علي أجساد أوائل من أظهروا إيمانهم بالرسالة المحمدية، إذ كانت تجربة بلال بن رباح الذي كان مولي يخدم بني جُمح وكان من أول من أظهروا إسلامهم ولم يسبقه في هذا الإظهار سوي أبي بكر الصديق، وخباب وصهيب وتلاه عمار بن ياسر وأمه سمية.
وسرعان ما خضع لتعذيب أمية بن خلف وأبي جهل فيلقيان به في صحراء مكة ووجهه إلي الشمس ويضعان الرحي عليه حتي تصهره الشمس وتكوي جسده.
وهو يقول «أحد أحد» حتي أن نوفل بن ورقة عندما مر به ورأي قوة تحمله وإصراره أقسم لبلال لئن ظل متحملاً وصابرًا علي هذا التعذيب ولم يضعف أو يستسلم أو يرضخ ليجعلن من قبره مزارًا يتمسح ويتبرك به.
وكان بلال ذا إرادة وصلابة نادرة إذ كلما حاول المشركون استمالته وإغراءه ردد لفظ الألوهية والجلالة «الله.. الله».. وإذا ما عذبوه ووضعوا الصخر علي صدره قال «أحد.. أحد».
إلي أن رآه النبي عليه الصلاة والسلام وطلب من أبي بكر أن يشتريه من سيده وبعدها تم عتقه.. وأصبح بلال حرًا تم عتقه وجسده مدفون في الرمال ومغطي بالحجارة الثقيلة التي تزيد من آلامه.
ونجح بلال بن رباح بصبره علي تجبر وظلم حاكمه وسيده وانتصر عليه، فقد فشل سيده في إعادته إلي عبادة الأوثان.. ونجح بلال في التحرر من غفلة الجاهلية.
وصدح بلال بالأذان كأول من أذن في الإسلام: الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وصاحب الرسول - عليه الصلاة والسلام - في حياته سفرا وحضرا.
فلما توفي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - توقف وأصابه مثلما أصاب الجميع من الحزن العظيم، وأراد الخروج إلي الشام ولكن أبا بكر رفض، وصارحه بلال: إن كان أبو بكر قد أعتقه لنفسه فليحبسه، وإن كان قد أعتقه لله عز وجل فليسمح له بالذهاب، إلا أن أبا بكر طلب منه البقاء لأنه يريده أن يبقي معه وأنه يحتاج إليه بجانبه.. وبقي بلال.. واستجاب إذ إن أبا بكر ناشده البقاء فهو قد كبر واقترب أجله ويريده معه..
فلما توفي أبو بكر تكرر الطلب لعمر وتكررت الإجابة نفسها من عمر ودعاه للإقامة معه.. ولكن بلال أبي وامتنع.. وطلب منه عمر أن يؤذن.. ورفض بلال إذ إنه أذن لرسول الله حتي قبض، ووافق أن يؤذن لأبي بكر حتي قبض، وذلك لأنه ولي نعمته إذ إنه من اشتراه وأعتقه. ووافق له عمر أن يخرج إلي الشام مجاهدًا في سبيل الله وداعيًا لدعوته.. وعندما سافر عمر بعدها بسنوات إلي الشام.. أذَّن له بلال مرة واحدة ساعة قدومه أذاناً فجر كل الشجن والأحزان وذكري الرسول سيد الأنام، فبكي بلال كما لم يبك من قبل.. وبكي كل من سمع الأذان. وبعدما استقر الحال لبلال وتزوج من شامية.. وأقام سنوات.. رأي في منامه رسول الله - عليه الصلام والسلام - وهو يقول له: ماهذه الجفوة يا بلال.. أما آن لك أن تزورنا؟.. فانتابه الحزن وسارع إلي المدينة فأتي قبر النبي وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه.. فأقبل الحسن والحسين وجعل يقبلهما ويضمهما وأخبراه أنهما يشتهيان أن يؤذن في أذان المغرب ولم يتوان وصعد إلي سطح المسجد ملبيًا.. وارتعش صوته وأخذ يعلو ويعلو وهو يؤذن: الله أكبر.. الله أكبر.. فارتجت المدينة كلها.. وعندما تواصل أذانه قائلاً: أشهد أن لا إله إلا الله، زادت رجتها.. وعندما قال (ولأول مرة بعد الآذان) أشهد أن محمداً رسول الله .. أشهد أن محمداً رسول الله.خرج كل الناس «الرجال والنساء» يتسارعون للصلاة في المسجد وكل يبكي.. وانسالت الدموع من المآقي كما لم تسل من قبل .
ورددت الأصداء صوت انتصار الصوت الخاشع المؤمن المحب العاشق المتبتل.. إعلانًا أبديًا بانتصاره علي من عذبوه، فإذا كانوا قد انتصروا علي جسده في وقت ما فها هو صوتهم قد انكسر ككل طاغية وظالم.. وهاهو قد انتصر ككل صاحب حق حتي لو طال الزمن.
فاروق عبد الخالق
لذا فعندما ينقل لنا، كل من ورد ذكره خلال فترة بدء الدعوة وانتشارها والرسالة المحمدية في سنواتها الأولي بصحبة سيد الأنام، أن صوت بلال أجمل وأعظم وأحلي صوت حمل الشهادتين إلي الآفاق في دعوة إلي الصلاة وإيذاناً بوجوب وقتها هذا يجعلني أتوقف عند تلك الفترة التي شهدت أصعب اختبار يمكن أن يتعرض له بشر ممثلاً في التعذيب والضرب والإهانة الذي تفنن الجاهليون في صبه علي أجساد أوائل من أظهروا إيمانهم بالرسالة المحمدية، إذ كانت تجربة بلال بن رباح الذي كان مولي يخدم بني جُمح وكان من أول من أظهروا إسلامهم ولم يسبقه في هذا الإظهار سوي أبي بكر الصديق، وخباب وصهيب وتلاه عمار بن ياسر وأمه سمية.
وسرعان ما خضع لتعذيب أمية بن خلف وأبي جهل فيلقيان به في صحراء مكة ووجهه إلي الشمس ويضعان الرحي عليه حتي تصهره الشمس وتكوي جسده.
وهو يقول «أحد أحد» حتي أن نوفل بن ورقة عندما مر به ورأي قوة تحمله وإصراره أقسم لبلال لئن ظل متحملاً وصابرًا علي هذا التعذيب ولم يضعف أو يستسلم أو يرضخ ليجعلن من قبره مزارًا يتمسح ويتبرك به.
وكان بلال ذا إرادة وصلابة نادرة إذ كلما حاول المشركون استمالته وإغراءه ردد لفظ الألوهية والجلالة «الله.. الله».. وإذا ما عذبوه ووضعوا الصخر علي صدره قال «أحد.. أحد».
إلي أن رآه النبي عليه الصلاة والسلام وطلب من أبي بكر أن يشتريه من سيده وبعدها تم عتقه.. وأصبح بلال حرًا تم عتقه وجسده مدفون في الرمال ومغطي بالحجارة الثقيلة التي تزيد من آلامه.
ونجح بلال بن رباح بصبره علي تجبر وظلم حاكمه وسيده وانتصر عليه، فقد فشل سيده في إعادته إلي عبادة الأوثان.. ونجح بلال في التحرر من غفلة الجاهلية.
وصدح بلال بالأذان كأول من أذن في الإسلام: الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وصاحب الرسول - عليه الصلاة والسلام - في حياته سفرا وحضرا.
فلما توفي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - توقف وأصابه مثلما أصاب الجميع من الحزن العظيم، وأراد الخروج إلي الشام ولكن أبا بكر رفض، وصارحه بلال: إن كان أبو بكر قد أعتقه لنفسه فليحبسه، وإن كان قد أعتقه لله عز وجل فليسمح له بالذهاب، إلا أن أبا بكر طلب منه البقاء لأنه يريده أن يبقي معه وأنه يحتاج إليه بجانبه.. وبقي بلال.. واستجاب إذ إن أبا بكر ناشده البقاء فهو قد كبر واقترب أجله ويريده معه..
فلما توفي أبو بكر تكرر الطلب لعمر وتكررت الإجابة نفسها من عمر ودعاه للإقامة معه.. ولكن بلال أبي وامتنع.. وطلب منه عمر أن يؤذن.. ورفض بلال إذ إنه أذن لرسول الله حتي قبض، ووافق أن يؤذن لأبي بكر حتي قبض، وذلك لأنه ولي نعمته إذ إنه من اشتراه وأعتقه. ووافق له عمر أن يخرج إلي الشام مجاهدًا في سبيل الله وداعيًا لدعوته.. وعندما سافر عمر بعدها بسنوات إلي الشام.. أذَّن له بلال مرة واحدة ساعة قدومه أذاناً فجر كل الشجن والأحزان وذكري الرسول سيد الأنام، فبكي بلال كما لم يبك من قبل.. وبكي كل من سمع الأذان. وبعدما استقر الحال لبلال وتزوج من شامية.. وأقام سنوات.. رأي في منامه رسول الله - عليه الصلام والسلام - وهو يقول له: ماهذه الجفوة يا بلال.. أما آن لك أن تزورنا؟.. فانتابه الحزن وسارع إلي المدينة فأتي قبر النبي وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه.. فأقبل الحسن والحسين وجعل يقبلهما ويضمهما وأخبراه أنهما يشتهيان أن يؤذن في أذان المغرب ولم يتوان وصعد إلي سطح المسجد ملبيًا.. وارتعش صوته وأخذ يعلو ويعلو وهو يؤذن: الله أكبر.. الله أكبر.. فارتجت المدينة كلها.. وعندما تواصل أذانه قائلاً: أشهد أن لا إله إلا الله، زادت رجتها.. وعندما قال (ولأول مرة بعد الآذان) أشهد أن محمداً رسول الله .. أشهد أن محمداً رسول الله.خرج كل الناس «الرجال والنساء» يتسارعون للصلاة في المسجد وكل يبكي.. وانسالت الدموع من المآقي كما لم تسل من قبل .
ورددت الأصداء صوت انتصار الصوت الخاشع المؤمن المحب العاشق المتبتل.. إعلانًا أبديًا بانتصاره علي من عذبوه، فإذا كانوا قد انتصروا علي جسده في وقت ما فها هو صوتهم قد انكسر ككل طاغية وظالم.. وهاهو قد انتصر ككل صاحب حق حتي لو طال الزمن.
فاروق عبد الخالق
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
» فرح جامد آخر حاجه
» ملحمة الثورة في السويس
» موقعة الجمل 2-2-2011
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
» لماذا قامت الثورة ؟
» مواهب خرجت من رحم الثورة
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
» المتحولون
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
» اول ساعة ثورة
» ثم ماذا بعد ؟
» ذكريات اول ايام الثورة
» ندااااااااء
» دحمبيش الغربيه
» الحجاب والنقاب في مصر
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
» شخصيات خلبية وهزلية
» msakr2006
» ente7ar007
» Nancy
» waleed ali
» hamedadelali
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
» علي عبد الله رحاحلة
» sheriefadel
» خالد احمد عدوى
» khaled
» yasser attia
» abohmaid
» ملك الجبل
» elcaptain
» حاتم حجازي
» aka699
» wasseem
» mohammedzakarea
» حيدر
» hamadafouda
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
» same7samir
» تامر الباز
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
» امجد
» ahmedelmorsi
» محمد امين
» MrMoha12356
» نوسه الحلو
» ibrahem545
» يوسف محمد السيد
» memo
» هاكلن
» لماذا نريد التغيير
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
» الفساد في مصر بلا حدود 2
» الفساد في مصر بلا حدود
» العمال والتغيير السياسي في مصر
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
» علماء مصر و التغيير السياسي
» معا ننقذ فؤادة
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
» حوده
» وليد الروبى
» dr.nasr
» المشير أحمد إسماعيل
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
» wessam
» عذب ابها
» soma
» islam abdou
» رسالة ترحيب
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
» اصول العقائد البهائيه