مقدمة :
كان الحديث عن الفتوحات الإسلامية حتى وقت قريب من سبل بث الحماس في قلوب النشء المسلم ، وتربيتهم على الرجولة والتطلع إلى المجد من خلال تعريفهم بمآثر أسلافهم ، ولكن هذا الحديث بدأ يخبو يوما فيوما ؛ حتى صار من الأمور التي يتحرج الكثيرون من الحديث عنها بعد بدء الحملة الشرسة المنظمة التي صارت تلاحق الإسلام وشرائعه في كل مكان ..
وحسب البعض أنهم ببعدهم عن الحديث عن الفتوحات الإسلامية وعن جهاد السابقين سيقدمون الصورة المثلى للإسلام ، ويظهرون سماحته ورحمته ، مع إن تلك الفتوحات كانت السبيل لتحقيق الرحمة والسماحة ، وعن طريقها رأى الناس جميعا على اختلاف أجناسهم الرحمة والسماحة سلوكا يطبق على الأرض..
رأوهما لما أزاحت عنهم الفتوحات الإسلامية تسلط المتجبرين والطغاة ، وأزالوا عنهم نير الاستعباد الذي طالما أذاقهم سوء العذاب ..
وقد يرى الناظر في الفتوحات الإسلامية آلاف القتلى من الجنود ، وهذا هو سر تحرج الكثيرين من تدارسها ، ولكن هل كانت تلك الجنود التي سالت دماؤها وقت الفتوحات إلا وسيلة يُميت بها الطغاة من حكام الفرس والروم وغيرهم ملايين من البشر ( ليرجع القارئ مثلا إلى ما حدث بمصر أيام اقتتال الفرس والروم ، ولم يكن لهم في الأمر ناقة ولا جمل ) وينهبون به أموالهم ، ويجعلونهم يعيشون في الفقر الشديد ، في الوقت الذي كان هؤلاء الحكام وحاشيتهم يرتعون ويلهون ويمتعون بما كنزوا من أموال فيما يغضب الله سبحانه وتعالى ؟! ..
ألم يكن هؤلاء الجنود أداة للظالمين يُوئدون به كل صوت مناد بالحرية أو العدل والمساواة ؟ !..
فكان قتالهم إذن بمثابة سلب العصا من إنسان يضرب به غيره ، ولا سبيل لكفه عن فعله إلا بأخذ العصا منه .
كان هؤلاء الجنود داخل مجتمعاتهم كالعضو الذي أصيب بمرض خبيث ، وليس ثمة علاج غير بتره ، ولم يكن أمام المسلمين حل غير ذلك ، وكان منهجهم في ذلك يقوم على مبدأ آخر الدواء الكي ..
كما أن فتوحات المسلمين التي امتدت مئات السنين واتسعت لتشمل ما يقرب من نصف الكرة الأرضية وقتها قلما سمعنا عن رجل مدني أو أعزل قد قُتل خلالها .
ومن قُتل منهم كان المسلمون يتكفلون بدفع ديته كاملة .
فتوحات بلاد الحيرة والعرق :
كانت بلاد الحيرة قبل الإسلام جزءا من العالم العربي ، لكن الحكم فيها لملوك فارس يعاونهم بعض الأسر العربية التي استطاعت أن تتقرب إليهم ، وتسير على الطريق الذي يُرضي أسيادهم من الفرس ، وكان سكانها هم أقرب الناس إلى حدود الدولة الإسلامية بعد أن عم الإسلام الجزيرة العربية ؛ لذلك لم يتمهل أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قليلا بعد الفراغ من فتنة الردة حتى شرع في العمل على نقل رسالة الإسلام إليهم ؛ تكملة لدور النبي صلى الله عليه وسلم الدعوي ، المتمثل في قوله تعالى :" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا " ( سبأ : 28 ) وأداء للأمانة التي كُلف بحملها من بعده ، فكتب إلى أهل مكة والطائف واليمن وجميع العرب بنجد والحجاز يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه ، فسارع الناس إليه ، وأتوا المدينة من كل أوب.
وخرجت طلائع المجاهدين الأولى إلى بلاد الحيرة والعراق بقيادة خالد بن الوليد ، حيث أمره بعد الفراغ من وقعة اليمامة في المحرم من سنة ثنتي عشرة بالمسير إلى بلاد العراق ، وأمره أن يستنفر من اشترك في جهاد أهل الردة من قبل ، وأن لا يغزوَنّ معه من سبقت ردته ، حتى يطمئن إلى أن نية الخارجين معه هو الجهاد الخالص لله سبحانه وتعالى ، وليس أي عرض من الحياة الدنيا.
وأوصاه أن يبدأ ببلدة الأبلة التي كانت تسمى " فرج الهند " قبالة بحر فارس في جهة الشمال قرب البصرة ، وأن يتألف أهل فارس ومن في ملكهم من الأمم الأخرى للإسلام ..
فسار خالد ومر في طريقه بقريتين من سواد العراق ، وهما " بانقيا " و" برسوما " وكان يملكهما من قبل الفرس رجل يسمى " جابان " فجاء نائبه عليهما " صلوبا " فصالح خالدا على عشرة آلاف دينار ، ودخل في طاعته ، ثم سار خالد بجيشه متوجها تلقاء الحيرة ، وقد حرص على أن يضم في طاعته كل البلاد العربية ؛ ليؤمن حركة جيشه ، خاصة وأن سكان تلك الأماكن العربية كانوا تبعا للفرس ، فخشي من أن يأتوه من خلفه بعد التوغل في بلاد العراق ، كما أن خطة الصديق كانت تقوم على تحرير البلاد الأقرب فالأقرب ، وفق المنهج المرسوم في قوله تعالى : " لتنذر أم القرى ومن حولها " ..
وصل خالد إلى مشارف الحيرة فخرج إليه أشرافها مع إياس بن قبيصة الطائي الأمير عليها بعد النعمان بن المنذر ، فدعاهم إلى الاسلام أو الجزية أو المناجزة ، فأبوا الإٍسلام والمناجزة ، وأقروا بالجزية وصالحوه على تسعين ألف درهم ..
ولم تكن تلك الأموال تشكل لهم معضلة ؛ لأنها كانت بمثابة جزء مما كان يُؤدى إلى الفرس المحتلين لهم من قبل ، وانتقالها إلى المسلمين معناه أنهم سيعفون من باقي الضرائب التي كانت تدفع لفارس من قبل .
هذا بالنسبة للجيش الأول أما طلائع الجيش الثاني فكانت بقيادة " عياض بن غنم " والذي تزامن تحركه مع زحف جيش خالد ، وكان الصديق قد كتب إليه أن يبدأ بالمُصَيخُ ( بلدة جنوبي العراق ) ويدخل من أعلى العراق ، ليُحكم هو وخالد الخناق على الفرس بالعراق ، ويشتت جهودهم في المقاومة ..
ولم يكتف أبو بكر بهذين الجيشين ، وإنما أمد خالدا بالمثنى بن حارثة الشيباني الذي كان قد استأذنه قبل زحف خالد وعياض في أن يناوش الفرس بالعراق ليقطع اتصالهم بمن تبقى من العرب على غير الإسلام ، فلا يحرضوهم على الخروج على الدولة الإسلامية ـ وكانت الفرس تعول عليهم في وقف تقدم المسلمين كما تسعى كثير من قوى الغرب الآن في تجنيد المسلمين لقتال إخوانهم بالعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها ـ فأذن له ، لكن أبا بكر لما بدأ الجهاد المنظم أوصاه أن يلحق بخالد ، فانضم إليه بثمانية آلاف فارس ..
وظل الصديق كلما توفر لديه مجموعة من المجاهدين أمد بها خالدا أو عياضا ، لأن جيوش فارس التي اكتسبت المهارات العسكرية خلال العقود السابقة وأعدادهم الوفيرة وعتادهم كانت تتطلب منه أن يشحن لهم كل ما بمكنته ، ولو كان رجلا واحدا كالقعقاع بن عمرو الذي لم يجد أمامه غيره وقت أن استمده خالد في مرة من المرات ..
وقد تعلم الصديق من خلال معاشرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهم شيء في تحقق النصر للمسلم هو أن يقدم كل ما في مُكنته بغض النظر عن كون ذلك معادلا لقوة العدو أو غير معادل.
ثم كتب إلى خالد أن يعسكر قَِبل منطقة " الحفير" حتى يجتمع إليه مدده ، ثم يجاهد بها جيوش الفرس ، وكانت الحفير تعد أعظم فروج فارس بمنطقة العراق وأشدها شوكة، وكان يتولاها رجل من أساورة الفرس اسمه " هرمز " وقد عرف بشدته على العرب من قبل والبطش بمن تحت إمرته منهم ، فكلهم عليه حنقٌ، وكانوا يضربونه مثلاً في الخبث فيقولون: أكفر من هرمز.
فأمّلوا في جيش خالد أن يخلصهم منه ومن شره ، ولذا كان تحقيق النصر في تلك الوقعة معناه رفع الروح المعنوية للمسلمين ، وتخليصهم من عقدة الخوف التي هيمنت على قلوب العرب من قبل الإسلام.
تحرك خالد نحو الفرس إذن وقد ظهرت عبقريته العسكرية ، حيث قسم وهو في طريقه جيشه إلى ثلاث فرق ، ولم يحملهم على طريق واحد، كما لم يسيرهم في زمن واحد ، وإنما جعل على مقدمته المثنى ، وأتبعه بعدي بن حاتم ، ثم سار خلف الفرقتين بمن معه ليشتت ذهن العدو ، ويعمي على مخابراتهم وجواسيسهم ..
علم الفرس بمسير خالد وجيشه إليهم بعد أن وصلتهم رسالته التي يدعوهم فيها إلى الإسلام ، وقد اعتاد المسلمون منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يبدءوا قوما بقتال قبل الإعذار إليهم ، فكتب قائدهم هرمز رسالة إلى كسرى يخبره بخبر تحرك المسلمين ، وبمضمون الرسالة التي أُرسلت إليه.
ولكن هرمز لم ينتظر رد كسرى عليه ، ورفض طلب خالد الذي تمثل في الإسلام ، أو المصالحة والجزية وفتح الطريق أمام المسلمين لتعريف الناس بدين الله ودعوتهم ، وإنما تعجل بمنازلة المسلمين ، وجعل على مجنبتيه رجلا يسمى " قباذ " والآخر يسمى أنو شجان " وكانا من أولاد أردشير كسرى، فالتقى بهم عند مكان يسمى الكواظم ، بعد أن أمر جنده أن يقترنوا بالسلاسل لئلا يفروا ، وللقارئ أن يتخيل جنديا يربط كي لا يفر ، كيف يقاتل ؟! وقد يكون أخرج من بيته بالقوة..
وكان لهرمز السبق إلى ساحة القتال " الكواظم " لذا اختار أنسب المواقع وأحكمها ؛ حتى إن خالدا لما نزل قبالتهم نزل على مكان لا يوجد به ماء ، لكن ذلك لم يفت في عزيمته ، ولم يهمه ( يشغله ) وقال لمن معه : جالدوهم على الماء فإن الله جاعله لأصبر الفريقين...
وبدأت المعركة بدعوة خالد إلى النزال ، فبرز إليه هرمز الذي كانت كل الأمور تسوقه إلى عاقبته السيئة ، بطشه بالعرب ، وتجبره على رعيته ، وعدم صبره حتى يرد عليه أردشير بالقرار النهائي ، ثم خروجه إلى خالد الذي لم يبارزه أحد ويعود سالما ..
تقابل خالد وهرمز إذن فترجلا ، ثم اختلفا ضربتين فاحتضنه خالد فخرج إليه مجموعة من الفرسان كان هرمز قد اتفق معهم على الغدر بخالد عند الخروج إليه ، مع إن قيم الفروسية وقتها كانت تمنع أن يتدخل أحد لمساعدة أي من المتبارزين ، لكن ذلك لم يشغل خالدا عن قتله بعد أن تصدى لهم جميعا ، وقيل : إن القعقاع كان متنبها لهم فأزاحهم عنه عند الخروج إليه ..
ثم احتدم القتال بعد ذلك لينتهي بأول نصر مؤزر للمسلمين على الفرس في تلك المعركة التي سميت فيما بعد بذات السلاسل ..
وأخذ خالد سلب هرمز ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " من قتل قتيلا فله سلبه " ( البخاري ) وكانت قلنسوته تقدر بمائة ألف ؛ لأنه كان قد تم شرفه في الفرس، وكانت هذه عادتهم، إذا تم شرف الإنسان تكون قلنسوته بمائة ألف !!!..
واستراح العرب من شره ، وبان لهم أنه وغيره ممن علتهم رهبته لم تكن عظمته إلا سرابا ، كما بان للظالمين من بعده أنهم مهما تحصنوا فليسوا ببعيدين على قضاء الله ، وأنه قادر بين لحظة وأخرى أن يقتص منهم بمن كانوا يستضعفونهم ..
ثم بعث خالد بعد ذلك بتباشير النصر والفتح والأخماس إلى أبي بكر الصديق ، وسار هو فنزل بموضع الجسر الأعظم بالبصرة ( قبل أن تخطط ) وبعث المثنى بن حارثة في آثار العدو فتبعهم حتى وصل إلى حصن كان يسمى بحصن المرأة ففتحه ، وقد رأى أهل الحصن من نبل الفاتحين ما أبهرهم ، حتى إن المرأة التي كانت تتولى عليهم أسلمت فتزوجها المثنى لتزداد الآصرة بينه وبين قومها ..
وأرسل معقل بن مقرن إلى بلدة " الأبلة " فافتتحها.
وخلال تلك الزحوف أوصى خالد من معه بعدم التعرض للفلاحين الذين يمر بديارهم ، أو يسكنون البلاد التي فُتحت ، وتركهم وعمارة البلاد كما أمر أبو بكر الصديق ؛ لأن جهاده في الأصل كان تحريرا لمثل هؤلاء الفلاحين وأمثالهم من الأغلال الذي كانت عليهم ، كما إن الإسلام يوصي بعدم التعرض إلا لمن يحمل السلاح في وجه المسلمين ..
كان الحديث عن الفتوحات الإسلامية حتى وقت قريب من سبل بث الحماس في قلوب النشء المسلم ، وتربيتهم على الرجولة والتطلع إلى المجد من خلال تعريفهم بمآثر أسلافهم ، ولكن هذا الحديث بدأ يخبو يوما فيوما ؛ حتى صار من الأمور التي يتحرج الكثيرون من الحديث عنها بعد بدء الحملة الشرسة المنظمة التي صارت تلاحق الإسلام وشرائعه في كل مكان ..
وحسب البعض أنهم ببعدهم عن الحديث عن الفتوحات الإسلامية وعن جهاد السابقين سيقدمون الصورة المثلى للإسلام ، ويظهرون سماحته ورحمته ، مع إن تلك الفتوحات كانت السبيل لتحقيق الرحمة والسماحة ، وعن طريقها رأى الناس جميعا على اختلاف أجناسهم الرحمة والسماحة سلوكا يطبق على الأرض..
رأوهما لما أزاحت عنهم الفتوحات الإسلامية تسلط المتجبرين والطغاة ، وأزالوا عنهم نير الاستعباد الذي طالما أذاقهم سوء العذاب ..
وقد يرى الناظر في الفتوحات الإسلامية آلاف القتلى من الجنود ، وهذا هو سر تحرج الكثيرين من تدارسها ، ولكن هل كانت تلك الجنود التي سالت دماؤها وقت الفتوحات إلا وسيلة يُميت بها الطغاة من حكام الفرس والروم وغيرهم ملايين من البشر ( ليرجع القارئ مثلا إلى ما حدث بمصر أيام اقتتال الفرس والروم ، ولم يكن لهم في الأمر ناقة ولا جمل ) وينهبون به أموالهم ، ويجعلونهم يعيشون في الفقر الشديد ، في الوقت الذي كان هؤلاء الحكام وحاشيتهم يرتعون ويلهون ويمتعون بما كنزوا من أموال فيما يغضب الله سبحانه وتعالى ؟! ..
ألم يكن هؤلاء الجنود أداة للظالمين يُوئدون به كل صوت مناد بالحرية أو العدل والمساواة ؟ !..
فكان قتالهم إذن بمثابة سلب العصا من إنسان يضرب به غيره ، ولا سبيل لكفه عن فعله إلا بأخذ العصا منه .
كان هؤلاء الجنود داخل مجتمعاتهم كالعضو الذي أصيب بمرض خبيث ، وليس ثمة علاج غير بتره ، ولم يكن أمام المسلمين حل غير ذلك ، وكان منهجهم في ذلك يقوم على مبدأ آخر الدواء الكي ..
كما أن فتوحات المسلمين التي امتدت مئات السنين واتسعت لتشمل ما يقرب من نصف الكرة الأرضية وقتها قلما سمعنا عن رجل مدني أو أعزل قد قُتل خلالها .
ومن قُتل منهم كان المسلمون يتكفلون بدفع ديته كاملة .
فتوحات بلاد الحيرة والعرق :
كانت بلاد الحيرة قبل الإسلام جزءا من العالم العربي ، لكن الحكم فيها لملوك فارس يعاونهم بعض الأسر العربية التي استطاعت أن تتقرب إليهم ، وتسير على الطريق الذي يُرضي أسيادهم من الفرس ، وكان سكانها هم أقرب الناس إلى حدود الدولة الإسلامية بعد أن عم الإسلام الجزيرة العربية ؛ لذلك لم يتمهل أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قليلا بعد الفراغ من فتنة الردة حتى شرع في العمل على نقل رسالة الإسلام إليهم ؛ تكملة لدور النبي صلى الله عليه وسلم الدعوي ، المتمثل في قوله تعالى :" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا " ( سبأ : 28 ) وأداء للأمانة التي كُلف بحملها من بعده ، فكتب إلى أهل مكة والطائف واليمن وجميع العرب بنجد والحجاز يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه ، فسارع الناس إليه ، وأتوا المدينة من كل أوب.
وخرجت طلائع المجاهدين الأولى إلى بلاد الحيرة والعراق بقيادة خالد بن الوليد ، حيث أمره بعد الفراغ من وقعة اليمامة في المحرم من سنة ثنتي عشرة بالمسير إلى بلاد العراق ، وأمره أن يستنفر من اشترك في جهاد أهل الردة من قبل ، وأن لا يغزوَنّ معه من سبقت ردته ، حتى يطمئن إلى أن نية الخارجين معه هو الجهاد الخالص لله سبحانه وتعالى ، وليس أي عرض من الحياة الدنيا.
وأوصاه أن يبدأ ببلدة الأبلة التي كانت تسمى " فرج الهند " قبالة بحر فارس في جهة الشمال قرب البصرة ، وأن يتألف أهل فارس ومن في ملكهم من الأمم الأخرى للإسلام ..
فسار خالد ومر في طريقه بقريتين من سواد العراق ، وهما " بانقيا " و" برسوما " وكان يملكهما من قبل الفرس رجل يسمى " جابان " فجاء نائبه عليهما " صلوبا " فصالح خالدا على عشرة آلاف دينار ، ودخل في طاعته ، ثم سار خالد بجيشه متوجها تلقاء الحيرة ، وقد حرص على أن يضم في طاعته كل البلاد العربية ؛ ليؤمن حركة جيشه ، خاصة وأن سكان تلك الأماكن العربية كانوا تبعا للفرس ، فخشي من أن يأتوه من خلفه بعد التوغل في بلاد العراق ، كما أن خطة الصديق كانت تقوم على تحرير البلاد الأقرب فالأقرب ، وفق المنهج المرسوم في قوله تعالى : " لتنذر أم القرى ومن حولها " ..
وصل خالد إلى مشارف الحيرة فخرج إليه أشرافها مع إياس بن قبيصة الطائي الأمير عليها بعد النعمان بن المنذر ، فدعاهم إلى الاسلام أو الجزية أو المناجزة ، فأبوا الإٍسلام والمناجزة ، وأقروا بالجزية وصالحوه على تسعين ألف درهم ..
ولم تكن تلك الأموال تشكل لهم معضلة ؛ لأنها كانت بمثابة جزء مما كان يُؤدى إلى الفرس المحتلين لهم من قبل ، وانتقالها إلى المسلمين معناه أنهم سيعفون من باقي الضرائب التي كانت تدفع لفارس من قبل .
هذا بالنسبة للجيش الأول أما طلائع الجيش الثاني فكانت بقيادة " عياض بن غنم " والذي تزامن تحركه مع زحف جيش خالد ، وكان الصديق قد كتب إليه أن يبدأ بالمُصَيخُ ( بلدة جنوبي العراق ) ويدخل من أعلى العراق ، ليُحكم هو وخالد الخناق على الفرس بالعراق ، ويشتت جهودهم في المقاومة ..
ولم يكتف أبو بكر بهذين الجيشين ، وإنما أمد خالدا بالمثنى بن حارثة الشيباني الذي كان قد استأذنه قبل زحف خالد وعياض في أن يناوش الفرس بالعراق ليقطع اتصالهم بمن تبقى من العرب على غير الإسلام ، فلا يحرضوهم على الخروج على الدولة الإسلامية ـ وكانت الفرس تعول عليهم في وقف تقدم المسلمين كما تسعى كثير من قوى الغرب الآن في تجنيد المسلمين لقتال إخوانهم بالعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها ـ فأذن له ، لكن أبا بكر لما بدأ الجهاد المنظم أوصاه أن يلحق بخالد ، فانضم إليه بثمانية آلاف فارس ..
وظل الصديق كلما توفر لديه مجموعة من المجاهدين أمد بها خالدا أو عياضا ، لأن جيوش فارس التي اكتسبت المهارات العسكرية خلال العقود السابقة وأعدادهم الوفيرة وعتادهم كانت تتطلب منه أن يشحن لهم كل ما بمكنته ، ولو كان رجلا واحدا كالقعقاع بن عمرو الذي لم يجد أمامه غيره وقت أن استمده خالد في مرة من المرات ..
وقد تعلم الصديق من خلال معاشرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهم شيء في تحقق النصر للمسلم هو أن يقدم كل ما في مُكنته بغض النظر عن كون ذلك معادلا لقوة العدو أو غير معادل.
ثم كتب إلى خالد أن يعسكر قَِبل منطقة " الحفير" حتى يجتمع إليه مدده ، ثم يجاهد بها جيوش الفرس ، وكانت الحفير تعد أعظم فروج فارس بمنطقة العراق وأشدها شوكة، وكان يتولاها رجل من أساورة الفرس اسمه " هرمز " وقد عرف بشدته على العرب من قبل والبطش بمن تحت إمرته منهم ، فكلهم عليه حنقٌ، وكانوا يضربونه مثلاً في الخبث فيقولون: أكفر من هرمز.
فأمّلوا في جيش خالد أن يخلصهم منه ومن شره ، ولذا كان تحقيق النصر في تلك الوقعة معناه رفع الروح المعنوية للمسلمين ، وتخليصهم من عقدة الخوف التي هيمنت على قلوب العرب من قبل الإسلام.
تحرك خالد نحو الفرس إذن وقد ظهرت عبقريته العسكرية ، حيث قسم وهو في طريقه جيشه إلى ثلاث فرق ، ولم يحملهم على طريق واحد، كما لم يسيرهم في زمن واحد ، وإنما جعل على مقدمته المثنى ، وأتبعه بعدي بن حاتم ، ثم سار خلف الفرقتين بمن معه ليشتت ذهن العدو ، ويعمي على مخابراتهم وجواسيسهم ..
علم الفرس بمسير خالد وجيشه إليهم بعد أن وصلتهم رسالته التي يدعوهم فيها إلى الإسلام ، وقد اعتاد المسلمون منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يبدءوا قوما بقتال قبل الإعذار إليهم ، فكتب قائدهم هرمز رسالة إلى كسرى يخبره بخبر تحرك المسلمين ، وبمضمون الرسالة التي أُرسلت إليه.
ولكن هرمز لم ينتظر رد كسرى عليه ، ورفض طلب خالد الذي تمثل في الإسلام ، أو المصالحة والجزية وفتح الطريق أمام المسلمين لتعريف الناس بدين الله ودعوتهم ، وإنما تعجل بمنازلة المسلمين ، وجعل على مجنبتيه رجلا يسمى " قباذ " والآخر يسمى أنو شجان " وكانا من أولاد أردشير كسرى، فالتقى بهم عند مكان يسمى الكواظم ، بعد أن أمر جنده أن يقترنوا بالسلاسل لئلا يفروا ، وللقارئ أن يتخيل جنديا يربط كي لا يفر ، كيف يقاتل ؟! وقد يكون أخرج من بيته بالقوة..
وكان لهرمز السبق إلى ساحة القتال " الكواظم " لذا اختار أنسب المواقع وأحكمها ؛ حتى إن خالدا لما نزل قبالتهم نزل على مكان لا يوجد به ماء ، لكن ذلك لم يفت في عزيمته ، ولم يهمه ( يشغله ) وقال لمن معه : جالدوهم على الماء فإن الله جاعله لأصبر الفريقين...
وبدأت المعركة بدعوة خالد إلى النزال ، فبرز إليه هرمز الذي كانت كل الأمور تسوقه إلى عاقبته السيئة ، بطشه بالعرب ، وتجبره على رعيته ، وعدم صبره حتى يرد عليه أردشير بالقرار النهائي ، ثم خروجه إلى خالد الذي لم يبارزه أحد ويعود سالما ..
تقابل خالد وهرمز إذن فترجلا ، ثم اختلفا ضربتين فاحتضنه خالد فخرج إليه مجموعة من الفرسان كان هرمز قد اتفق معهم على الغدر بخالد عند الخروج إليه ، مع إن قيم الفروسية وقتها كانت تمنع أن يتدخل أحد لمساعدة أي من المتبارزين ، لكن ذلك لم يشغل خالدا عن قتله بعد أن تصدى لهم جميعا ، وقيل : إن القعقاع كان متنبها لهم فأزاحهم عنه عند الخروج إليه ..
ثم احتدم القتال بعد ذلك لينتهي بأول نصر مؤزر للمسلمين على الفرس في تلك المعركة التي سميت فيما بعد بذات السلاسل ..
وأخذ خالد سلب هرمز ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " من قتل قتيلا فله سلبه " ( البخاري ) وكانت قلنسوته تقدر بمائة ألف ؛ لأنه كان قد تم شرفه في الفرس، وكانت هذه عادتهم، إذا تم شرف الإنسان تكون قلنسوته بمائة ألف !!!..
واستراح العرب من شره ، وبان لهم أنه وغيره ممن علتهم رهبته لم تكن عظمته إلا سرابا ، كما بان للظالمين من بعده أنهم مهما تحصنوا فليسوا ببعيدين على قضاء الله ، وأنه قادر بين لحظة وأخرى أن يقتص منهم بمن كانوا يستضعفونهم ..
ثم بعث خالد بعد ذلك بتباشير النصر والفتح والأخماس إلى أبي بكر الصديق ، وسار هو فنزل بموضع الجسر الأعظم بالبصرة ( قبل أن تخطط ) وبعث المثنى بن حارثة في آثار العدو فتبعهم حتى وصل إلى حصن كان يسمى بحصن المرأة ففتحه ، وقد رأى أهل الحصن من نبل الفاتحين ما أبهرهم ، حتى إن المرأة التي كانت تتولى عليهم أسلمت فتزوجها المثنى لتزداد الآصرة بينه وبين قومها ..
وأرسل معقل بن مقرن إلى بلدة " الأبلة " فافتتحها.
وخلال تلك الزحوف أوصى خالد من معه بعدم التعرض للفلاحين الذين يمر بديارهم ، أو يسكنون البلاد التي فُتحت ، وتركهم وعمارة البلاد كما أمر أبو بكر الصديق ؛ لأن جهاده في الأصل كان تحريرا لمثل هؤلاء الفلاحين وأمثالهم من الأغلال الذي كانت عليهم ، كما إن الإسلام يوصي بعدم التعرض إلا لمن يحمل السلاح في وجه المسلمين ..
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar