معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    الإسراع في صلاة التراويح

    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    الإسراع في صلاة التراويح Empty الإسراع في صلاة التراويح

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الجمعة 3 أكتوبر - 23:33

    كثيرا ما اختلف الناس علي صلاة التراويح وقد أرسل أحدهم سؤالا للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي يقول فيه: ما حكم الإسراع في صلاة التراويح ؟
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    الإسراع في صلاة التراويح Empty رد: الإسراع في صلاة التراويح

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الجمعة 3 أكتوبر - 23:35

    وقد أجاب فضيلته علي السائل بقوله: الحمد لله، والصلاة والسلام علي رسول الله، وعلي آله وصحبه، ومن اتبعه إلي يوم الدين، وبعد: ثبت في الصحيحين عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أنه قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
    فالله ـ سبحانه وتعالي ـ شرع في رمضان في نهاره الصيام، وشرع علي لسان رسوله في ليله القيام، وجعل هذا القيام سبباً للتطهر من الذنوب والخطايا.. ولكن القيام الذي تغفر به الذنوب، وتغسل فيه الأدناس، هو الذي يؤديه المسلم كاملا بشروطه وأركانه وآدابه وحدوده. وقد علمنا أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة كقراءة الفاتحة، وكالركوع وكالسجود.. فإن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ حينما أساء بعض الناس الصلاة أمامه ولم يؤد حقها من الاطمئنان، قال له: «ارجع فصل، فإنك لم تصل».. ثم علمه كيف تكون الصلاة المقبولة فقال له: «اركع حتي تطمئن راكعاً، واعتدل حتي تطمئن قائماً، واسجد حتي تطمئن ساجداً، واجلس بين السجدتين حتي تطمئن جالساً وهكذا «رواه الشيخان وأصحاب السنن من حديث أبي هريرة» فالطمأنينة في جميع هذه الأركان شرط لابد منه، وحد الطمأنينة المشروطة قد اختلف فيه العلماء. فمنهم من جعل أدناه أن يكون مقدار تسبيحة كأن يقول: سبحان ربي الأعلي مثلا. وبعضهم - كالإمام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ اشترط أن يكون مقدار الطمأنينة في الركوع والسجود نحو ثلاث تسبيحات، فقد جاء في السنة أن التسبيح ثلاث، وذلك أدناه، فلابد أن تطمئن بمقدار ثلاث تسبيحات.. ويقول الله عز وجل: « قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون» المؤمنون: 1، 2.

    والخشوع نوعان: خشوع بدن، وخشوع قلب.

    فخشوع البدن: أن يطمئن البدن ولا يعبث ولا يلتفت المرء تلفت الثعلب.. ولا ينقر الركعات والسجدات نقر الديكة وإنما يؤديها بأركانها وحدودها كما شرعها الله عز وجل..

    لابد إذن من خشوع البدن.. ولا بد من خشوع القلب …

    وخشوع القلب معناه: استحضار عظمة الله عز وجل، وذلك بالتأمل في معاني الآيات التي تتلي، وبتذكر الآخرة، وبتذكر أن المصلي بين يدي الله ـ عز وجل ـ وأن الله تعالي يقول في الحديث القدسي «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: «الحمد لله رب العالمين». قال الله تعالي: حمدني عبدي، وإذا قال: «الرحمن الرحيم ». قال الله عز وجل: أثني عليًّ عبدي. وإذا قال: «مالك يوم الدين » قال الله تعالي: مجدني عبدي. وإذا قال: «إياك نعبد وإياك نستعين »، قال الله تعالي: هذا بيني وبين عبدي، وإذا قال: «اهدنا الصراط المستقيم». قال الله تعالي: هذا لعبدي. ولعبدي ما سأل » «رواه مسلم»

    فالله ـ سبحانه وتعالي ـ ليس بمعزل عن المصلي، ولكنه يجيبه فلابد أن يتجاوب المسلم المصلي مع الله ـ عز وجل ـ وأن يستحضر قلبه في كل حركة من حركات الصلاة، وفي كل وقت من أوقاتها، وفي كل ركن من أركانها، فالذين يصلون وكل همهم أن يفرغوا من الصلاة، وأن يتخلصوا منها، وأن يلقوها كأنها عبء فوق ظهورهم، فإنها ليست هذه هي الصلاة المطلوبة وكثير من الناس يصلون في رمضان العشرين والثلاث والعشرين ركعة في دقائق معدودات، كل همه أن يخطف الصلاة خطفاً، وأن ينتهي منها في أسرع وقت ممكن … لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها.. فهذه كما ورد في الحديث: «تعرج إلي السماء وهي سوداء مظلمة تقول لصاحبها: ضيعك الله كما ضيعتني». والصلاة الخاشعة المطمئنة تعرج إلي السماء بيضاء ناصعة تقول لصاحبها: حفظك الله كما حفظتني.

    ونصيحتي لكثير من الأئمة والمصلين الذين يصلون هذا العدد بغير إتقان ولا خشوع ولا حضور قلب ولا سكون بدن، أن يصلوا ثماني ركعات مطمئنة خاشعة متقنة خير من هذه العشرين، فليست العبرة بالكمِّ والكثرة، ولكن العبرة بالكيف والنوع … العبرة في الصلاة نفسها.. هل هي صلاة الخاشعين؟ أم هي صلاة الخاطفين؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 9 مايو - 18:20