معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    التعصب ضد الأقليات في بلاد الإسلام

    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    التعصب ضد الأقليات في بلاد الإسلام Empty التعصب ضد الأقليات في بلاد الإسلام

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الثلاثاء 23 سبتمبر - 3:26

    ما موقف الإسلام من غير المسلمين.. وما رأي فضيلتكم في هذا التعصب الذي يمارسه المتدينون وغيرهم ضد غير المسلمين؟
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    التعصب ضد الأقليات في بلاد الإسلام Empty رد: التعصب ضد الأقليات في بلاد الإسلام

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الثلاثاء 23 سبتمبر - 3:27

    أجاب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي فقال:

    هذه القضية - موقف الإسلام من غير المسلمين- من أهم القضايا التي يجب أن توضح فيها الحقائق، وتزال الشبهات، وتصحح الأفهام، من أهل العلم الراسخ، حتي لا ينسب إلي الإسلام ما هو براء منه، وحتي لا يقع بعض أبنائه في أخطاء أو انحرافات يرفضها الإسلام، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

    وخلاصة ما يحسن قوله هنا نركزه في الحقائق التالية:

    أوًلا: لا يجوز أن تحمل تصـرفات بعض المسلمين ـ ممن ضاق أفقهم أو ساءت تربيتهم ـ علي الإسلام.. فمن المقطوع به: أن الإسلام حجة علي المسلمين. وليس للمسلمين حجة علي الإسلام.. وكم ابتلي الإسلام بأناس ينسبون إليه، ويحسبون عليه، ولكنهم يؤذونه بسلوكهم أكثر مما يؤذيه أعداؤه الذين يكيدون له خفية، أو يقاتلونه جهرة. وقديمًا قالوا: عدو عاقل خير من صديق أحمق. وقال الشاعر:

    لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها

    ثانيًا: إن هؤلاء الجهال والحمقي ممن يتعصبون ضد مخالفيهم في الدين، ويسيئون التعامل معهم بلا مبرر، وينتهي ببعضهم الغلو إلي استباحة أموالهم أو دمائهم، هؤلاء لم يسلم من أذاهم أيضًا إخوانهم في الدين من المسلمين، بل هم يبدأون بالتطاول عليهم، والاتهام لهم في إيمانهم وتدينهم، إلي حد قد ينتهي بتكفيرهم وإخراجهم من الملة والتقرب إلي الله باستباحة حرماتهم، وهذا ما يفعله الغلو والتنطع بأهله.

    ومبعث ذلك هو الغرور الخفي، والعجب القاتل، الذي يجعل صاحبه ينظر إلي نفسه أنه مَلَك، وأن الآخرين كلهم شـياطين. والإعجاب بالنفس إحدي المهلكات.

    ثالثًا: إن هذا التعصب الذي نراه ونلمسه عند بعض المتدينين، كثيرًا ما تكون أسبابه غير دينية، وإن لبس لبوس الدين، بل قد تكون أسبابه ـ عند الدراسة والتعمق ـ أسبابًا اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، ولهذا تراه يظهر في بعض المناطق دون بعض؛ لأن الظروف الاجتماعية بملابساتها وتعقيداتها الموروثة، هي التي بذرت هذه البذرة وساعدت علي نموها، فمن الظلم للحقيقة أن يتهم الدين بأنه وراء هذه السلوكيات المتطرفة.

    رابعًا: إن بعض ما نراه من التعصب لدي بعض المسلمين، قد يكون رد فعل لتعصب آخر من إخوانهم ومواطنيهم من غير المسلمين، وليس من الإنصاف أن نتهم الأكثرية دائمًا بالتعصب ضد الأقلية، فكثيرًا ما تندفع الأقلية أو أفراد منها تحت تأثير مشاعر الخوف ـ وإن لم يكن له أصل ـ والشائعات والمبالغات إلي تصرفات تتسم ـ أو تفسرـ بالكيد للأغلبية، وفي هذا الجو الذي تتزلزل فيه الثقة بين عناصر الوطن الواحد، تروج الشائعات، وتصبح الحبة قبة، ولا يجرؤ أحد علي مواجهة الأمر بصراحة، وعلاجه من جذوره. والله أعلم.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 11 مايو - 21:20