معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    سعيد بن المسيب

    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    سعيد بن المسيب Empty سعيد بن المسيب

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الثلاثاء 23 سبتمبر - 3:18

    يزخر تاريخنا الإسلامي بكثير من العلماء الذين كانوا مثلاً وقدوة تحتذي فأخلصوا لله تعالي قلبا وقالبا وأسلموا له وجوههم فصاروا مثالاً للشجاعة والبذل في العطاء والفداء والإخلاص لله والخشية منه وحده، وتحقق فيهم ما أحبه الله تعالي ورسوله «صلي الله عليه وسلم» فازدادوا قرباً من الله وقدوة حسنة تحتذي علي مر الزمان.




    من هؤلاء تقف شامخة سيرة سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة في عصر التابعين، الذي نشأ في بواكير حياته وطفولته وصباه قريباً من عمر بن الخطاب «رضي الله» وسمع وحفظ عنه وجلس إلي الصحابة، إضافة إلي ما ورثه من علم وجهاد عن أبيه وجده اللذين شاركا بنصيب وافر من الجهاد مع رسول الله.. استشهاد جده في جهاده.

    فنشأ سعيد ووعي ونضج ذهنه بعلم واسع ساعده علي استيعابه قوة ذاكرته وقدرته علي الحفظ وذكاؤه وسعة مداركه فكان يري أن الإسلام كلٌ لا يتجزأ.. إذ إن دعوة الله عنده كما هي عند كل المصلحين الصالحين دعوة كاملة تامة.. دعوة تتضمن التشريع والعقيدة والأخلاق مصداقًا لقوله تعالي في سورة الأنعام «وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلاً» صدق الله العظيم.

    واغترف سعيد بن المسيب أيضًا عن أبي هريرة وسمع وحفظ عنه حتي أن أبا هريرة قربه منه وزوجه ابنته.

    وقيل عنه أيضًا «ما بقي أحد أعلم بكل قضاء رسوله «صلي الله علي وسلم» وأبو بكر وعمر من سعيد بن المسيب».

    ويروي عنه أنه فقد إحدي عينيه.. وعندما دعا داعي الجهاد أرادوا أن يتركوه في إشارة إلي قوله تعالي «ليس علي الأعمي حرج ولا علي الأعرج حرج ولا علي المريض حرج» صدق الله العظيم، لكنه صمم علي الخروج ورد بالآية الكريمة «انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون» صدق الله العظيم.

    وكان يتميز في بقديره للناس ويضع نصب عينيه وقوله تعالي «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» ولا يحيد عنه أيا كان الحال، وعنه أنه كان لابن المسيب ابنة تتمتع بالجمال رباها أحسن تربية أدبا وعلما، حتي إن عبد الملك بن مروان لما بلغه علمها وأدبها وجمالها إضافة إلي ما يعرفه عن نسبها في قريش وأبيها، فقد أرسل يخطبها لابنه الوليد ولكن سعيد رفض وأبي الاستسلام لكل ضغوط التي كانت تتعجب من رفضه الذي لم يحسب حسابه أيضًا وفضل أن يزوجها إلي أحد تلاميذه رآه سعيد متواضعا «صالحا» تقيا يحاول ما استطاع مرضاة الله رغم فقره وعدم امتلاكه في هذا الوقت إلا أربعة دنانير فقط ولكن سعيد هو الذي اختاره لأن يزوجه ابنته.. وتم الزواج افتداء برسول الله «صلي الله عليه وسلم» إذ زوَّج رجلا بامرأة علي ما معه من آيات القرآن الكريم وقال: «لآخر حول المهر التمس ولو خاتما من حديد»، ونصح الرسول «صلي الله عليه وسلم» الرجال في كل الأوقات قائلاً: فاظفر بذات الدين تربت يداك..
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    سعيد بن المسيب Empty رد: سعيد بن المسيب

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الثلاثاء 23 سبتمبر - 3:19

    وكان ابن المسيب يأبي أن يأخذ من الدولة شيئاً وبقي إلي آخر عمره يكسب من كد عرقه نجاراً أو تاجراً.

    وكان يدعو الله أن يرزقه دوماً من كد عرقه وعمله حتي يصون وجهه عن بن مروان وعن أي حاكم حتي يلقي الله فيكون هو الحكم جل جلاله فيه وفي أي حاكم.

    وواجه بن المسيب الكثير من المحن والاختبارات وذلك قدر العظماء من العلماء الذي لا يخشون في الله لومة لائم.. وما يمكن أن يتعرضوا له من الإيذاء تمسكهم بالحق.. في مواجهة الملك والمال والرئاسة والحكام.. ونصب أعينهم قول الرسول «صلي الله عليه وسلم» «والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري علي أن أترك هذا الأمر ما تركته حتي يظهره الله أو أهلك دونه» وقول أبي بكر عن المرتدين «والله لو لم يخرج أحد لحربهم لخرجت إليهم وحدي».. لذا كان سعيد بن المسيب علي خصومة دائمة مع الحكام ولا يقيم وزنا إلا للمتقين..

    وتعرض للأذي والجلد والتعذيب أكثر من خمسين سوطاً علي ظهره والطواف به في الشوارع والأسواق عبرة لمن يعتبر إذ رفض البيعة للوليد بن معاوية..

    وكررها ثانية وتكرر جلده بالسياط.. وهدد بقطع الرقبة بالسيف ولم يرهب إلا أن أشفق عليه البعض لمكانته فادعوا أنه كبر وأصابه الجنون بعدما رأوا ما وصل إليه من ضعف ووهن.. فأخرج عنه علي ألا يغادر داره..

    إلا أنه لم يحمد أو يشكر من شهدوا فأنقذوه بل هاجمهم بشدة إذ كذبوا وشهدوا شهادة زور وقاطعهم بقية حياته لا يكلمهم ولا يتعامل معهم..

    ورفض أن يبقي في داره إذا ما استمع للأذان مهما كان الأذي فكيف لا يلبي نداء الخالق تنفيذاً لأمر المخلوق.. أيا كان المخلوق؟

    بل إن الحجاج بن يوسف الثقفي الذي ملأ الدنيا رعباً وخوفا وهلعاً وقتلاً.. عندما صلي بالناس وكان بالمسجد سعيد بن المسب.. إلا أن الحجاج هرول في قراءة السور لا ينطقها النطق السليم.. فقذفه سعيد بن المسيب بالحصي حتي أعاد النطق صحيحاً.. ولم يخش منه سعيد..

    وتكررت منه المهاجمة والهجاء مواجهة سواء للوليد أو للحجاج.

    رحم الله سعيد بن المسيب بما امتحن به من محن وابتلاء.. مصداقاً لقول الله تعالي في سورة الأحزاب «الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولان يخشون أحداً إلا الله. وكفي بالله حسيباً».

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر - 20:31