معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

+2
muslim
محمد علي
6 مشترك

    جعفر بن أبي طالب

    محمد علي
    محمد علي
    عضو متالق
    عضو متالق


    عدد المساهمات : 718
    رقم العضوية : 53
    تاريخ التسجيل : 01/08/2008
    نقاط التميز : 1475
    معدل تقييم الاداء : 16

    جعفر بن أبي طالب Empty جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف محمد علي الأحد 10 أغسطس - 7:48

    جعفر بن أبي طالب:

    أبو عبد الله ابن عم رسول الله، أخو علي بن أبي طالب وهو أكبر منه بعشر سنين، أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم، وهاجر الهجرتين وحين عاد وافي المسلمين وهم على خيبر ففرح النبي بعوده كثيراً، ثم كان أحد القواد الشهداء في وقعة مؤتة بناحية الكرك، فحزن عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- والمسلمون حزناً شديداً، وذكر رسول الله أنه عوض بجناحين في الجنة فسمي بجعفر الطيار، وكان يقول له النبي: (إنه شبيه بِخلْقِه وخُلُقِه)والحديث في البخاري بلفظ: (أشبهت خلقي وخلقي)، توفي سنة 8هـ.

    طبقات ابن سعد (3/34-41) طبقات خليفة (1/11، 14)، أسد الغابة (1/341)، سير أعلام النبلاء (1/205-218)، الإصابة (2/85).
    avatar
    muslim
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 118
    رقم العضوية : 83
    تاريخ التسجيل : 01/09/2008
    نقاط التميز : 183
    معدل تقييم الاداء : 11

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف muslim الأربعاء 10 سبتمبر - 3:25

    جعفر بن أبي طالب 21810
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    جعفر بن أبي طالب Empty جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الجمعة 19 سبتمبر - 0:04

    ابن عم الرسول - صلي الله عليه وسلم ـ والأخ الذي يكبر علي بن أبي طالب بعشر سنوات، وكان ترتيبه فيمن أسلموا الثاني والثلاثين، وأطلق عليه الرسول الكريم اسم «أبو المساكين» وجاء إسلامه بعد علي ـ كرم الله وجهه ـ بفترة قليلة.

    وكان من أكثر ما يلفت النظر إليه الشبه في التكوين بينه وبين الرسول الكريم، وأيضاً صفاته من حسن خلق وكرم ودين قيم، وقال عنه الرسول الكريم مخاطبًا إياه «أما أنت يا جعفر فأشبهت خَلْقَي وخُلُقَي.. وأنت من عترتي التي أنا منها».




    وروي عن أبي طالب عم الرسول الكريم أنه رأي سيدنا محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ وعليًا يصليان وعلي عن يمينه فقال لجعفر ـ رضي الله عنه ـ «صل جناح بن عمك وصل عن يساره».

    فقد أراد أبو طالب أن يكون ولداه سنداً وأتباعاً وجنوداً في خدمة ابن عمهم نبي الله، وأقرب الناس إليه وأكثرهم حبًا له وفداء عنه.

    وبادلهما الرسول الكريم حبًا بحب فكانا أقرب الناس إليه، حتي إن جعفر إذ كانت هجرته إلي الحبشة، وعندما هاجر الرسول الكريم إلي المدينة واستقر بها لحق به جعفر إلي هناك في وقت فتح خيبر، وسارع جعفر عند وصوله إلي حيث الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ الذي تلقاه وقابله فرحاً مستبشراً في حفاوة وعانقه وقبل بين عينيه وقال: «ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً.. بقدوم جعفر أم بفتح خيبر!». وأنزله الرسول الكريم في سكن قريب منه بجوار المسجد وكانت شجاعة جعفر مضرباً للأمثال،وقوة تحمله وصلابته وبأسه حتي قال عنه الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «ما احتذي النعال، ولا ركب المطايا ولا ركب الكوار «السرج» بعدي أفضل من جعفر». وقال عنه أيضاً: «رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة»،وفي الحديث الشريف: «لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء وإني أعطيت أربعة عشر حمزة ـ وجعفر ـ وعلي ـ وحسن ـ وحسين ـ وأبو بكر ـ وعمر ـ والمقداد ـ وحذيفة ـ وسلمان ـ وعمار ـ وبلال ـ وابن مسعود ـ وأبو ذر. وفي حديث أيضاً قال -عليه الصلاة والسلام-: «كان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب.. كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتي إنه كان ليخرج إلينا العكة «قربة جلد للعسل والسمن» التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها». إلي أن جاءت موقعة مؤتة واقتتل الناس قتالاً شديداً ودارت رحي المعركة بين المسلمين والكفار وقتل حامل الراية زيد بن حارثة وهنا تجلت بطولة وشجاعة جعفر وتفانيه واستبساله في الدفاع عن دين الله، فأخذ الراية ولم يدعها تسقط وأخذ يقاتل بها حتي قتل. ووصف الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ المعركة قائلاً: إن جعفر في خضم التلاحم وإثر ضربات سيوف متلاحقة قطعت يداه والراية معه فلم يلقها ولما تكاثروا عليه وقتلوه وجد به أكثر من سبعين جرحاً ما بين ضربة سيف وطعنة رمح وكلها فيما أقبل من بدنه. وحزن عليه النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ حزناً شديداً وعندما صرخت النساء حزناً عليه قال الرسول « علي مثل جعفر فلتبك البواكي»، ولم يخفف من حزن النبي علي جعفر إلا ما أخبره جبريل أن الله قد جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة. وستظل روحه الطاهرة وسيرته الذكية ترفرف حاملة رايات المثل العليا وكلمة الحق والفداء.

    ورحمة الله علي أرواح الشهداء والمجاهدين.
    avatar
    القلب الشجاع
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 132
    رقم العضوية : 90
    تاريخ التسجيل : 09/09/2008
    نقاط التميز : 132
    معدل تقييم الاداء : 0

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف القلب الشجاع الإثنين 22 سبتمبر - 13:30

    جعفر بن أبي طالب 14714210
    avatar
    said
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 56
    رقم العضوية : 209
    تاريخ التسجيل : 12/01/2009
    نقاط التميز : 59
    معدل تقييم الاداء : 1

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف said الأحد 22 مارس - 21:04

    اشكرك
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الأحد 12 يوليو - 23:28

    الشكر لله
    مصري
    مصري
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 505
    رقم العضوية : 28
    تاريخ التسجيل : 27/06/2008
    نقاط التميز : 835
    معدل تقييم الاداء : 59

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف مصري الخميس 15 أكتوبر - 0:15

    جعفر بن أبي طالب

    أشبهت خلقي، وخلقي



    انظروا جلال شبابه..

    انظروا نضارة اهابه..

    انظروا أناته وحلمه، حدبه، وبرّه، تواضعه وتقاه..

    انظروا شجاعته التي لا تعرف الخوف.. وجوده الذي لايخاف الفقر..

    انظروا طهره وعفته..

    انظروا صدقه وأمانته...

    انظروا فيه كل رائعة من روائع الحسن، والفضيلة، والعظمة، ثم لا تعجبوا، فأنتم أمام أشبه الناس بالرسول خلقا، وخلقا..

    أنتم أمام من كنّاه الرسول بـ أبي المساكين..

    أنت تجاه من لقبه الرسول بـ ذي الجناحين..

    أنتم تلقاء طائر الجنة الغريد، جعفر بن أبي طالب..!! عظيم من عظماء الرعيل الأول الذين أسهموا أعظم اسهام في صوغ ضمير الحياة..!!



    **



    أقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم مسلما، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين المبكرين..

    وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميس..

    وحملا نصيبهما من الأذى ومن الاضطهاد في شجاعة وغبطة..

    فلما اختار الرسول لأصحابه الهجرة الى الحبشة، خرج جعفر وزوجه حيث لبيا بها سنين عددا، رزقا خلالها بأولادهما الثلاثة محمد، وعبد الله، وعوف...



    **



    وفي الحبشة كان جعفر بن أبي طالب المتحدث اللبق، الموفق باسم الاسلام ورسوله..

    ذلك أن الله أنعم عليه فيما أنعم، بذكاء القلب، واشراق العقل، وفطنة النفس، وفصاحة اللسان..

    ولئن كان يوم مؤتة الذي سيقاتل فيه فيما بعد حتى يستشهد.. أروع أيامه وأمجاده وأخلدها..

    فان يوم المحاورة التي أجراها أمام النجاشي بالحيشة، لن يقلّ روعة ولا بهاء، ولا مجدا..

    لقد كان يوما فذّا، ومشهدا عجبا...



    **



    وذلك أن قريشا لم يهدئ من ثورتها، ولم يذهب من غيظها، ولم يطامن كم أحقادها، هجرة المسلمين الى الحبشة، بل خشيت أن يقوى هناك بأسهم، ويتكاثر طمعهم.. وحتى اذا لم تواتهم فرصة التكاثر والقوّة، فقد عز على كبريائها أن ينجو هؤلاء من نقمتها، ويفلتوا من قبضتها.. يظلوا هناك في مهاجرهم أملا رحبا تهتز له نفس الرسول، وينشرح له صدر الاسلام..



    هنالك قرر ساداتها ارسال مبعوثين الى النجاشي يحملان هدايا قريش النفيسة، ويحملان رجاءهما في أن يخرج هؤلاء الذين جاؤوا اليها لائذين ومستجيرين...

    وكان هذان المبعوثان: عبدالله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، وكانا لم يسلما بعد...



    **



    كان النجاشي الذي كان يجلس أيامئذ على عرش الحبشة، رجلا يحمل ايمانا مستنيرا.. وكان في قرارة نفسه يعتنق مسيحية صافية واعية، بعيدة عن الانحراف، نائية عن التعصب والانغلاق...

    وكان ذكره يسبقه.. وسيرته العادلة، تنشر غبيرها في كل مكان تبلغه..

    من أجل هذا، اختار الرسول صلى الله عليه وسلم بلاده دار هجرة لأصحابه..

    ومن أجل هذا، خافت قريش ألا تبلغ لديه ما تريد فحمّلت مبعوثيها هدايا ضخمة للأساقفة، وكبار رجال الكنيسة هناك، وأوصى زعماء قريش مبعوثيهاألا يقابلا النجاشي حتى يعطيا الهدايا للبطارقة أولا، وحتى يقنعاهم بوجهة نظرهما، ليكونوا لهم عونا عند النجاشي.

    وحطّ الرسولان رحالهما بالحبشة، وقابلا بها الزعماء الروحانيين كافة، ونثرا بين أيديهم الهدايا التي حملاها اليهم.. ثم أرسلا للنجاشي هداياه..

    ومضيا يوغران صدور القسس والأساقفة ضد المسلمين المهاجرين، ويستنجدان بهم لحمل النجاشي، ويواجهان بين يديه خصوم قريش الذين تلاحقهم بكيدها وأذاها.
    مصري
    مصري
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 505
    رقم العضوية : 28
    تاريخ التسجيل : 27/06/2008
    نقاط التميز : 835
    معدل تقييم الاداء : 59

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف مصري الخميس 15 أكتوبر - 0:16

    وفي وقار مهيب، وتواضع جليل، جلس النجاشي على كرسيه العالي، تحفّ به الأساقفة ورجال الحاشية، وجلس أمامه في البهو الفسيح، المسلمون المهاجرون، تغشاهم سكينة الله، وتظلهم رحمته.. ووقف مبعوثا قريش يكرران الاتهام الذي سبق أن ردّداه أمام النجاشي حين أذن لهم بمقابلة خاصة قبل هذ الاجتماع الحاشد الكبير:

    " أيها الملك.. انه قد ضوى لك الى بلدك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، بل جاؤوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا اليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، أعمامهم، وعشائرهم، لتردّهم اليهم"...

    وولّى النجاشي وجهه شطر المسلمين، ملقيا عليهم سؤاله:

    " ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا"..؟؟

    ونهض جعفر قائما.. ليؤدي المهمة التي كان المسلمون المهاجرون قد اختاروه لها ابّان تشاورهم، وقبل مجيئهم الى هذا الاجتماع..



    نهض جعفر في تؤدة وجلال، وألقى نظرات محبّة على الملك الذي أحسن جوارهم وقال:

    " يا أيها الملك..

    كنا قوما أهل جاهلية: نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله الينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا الى الله لنوحّده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان..

    وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدماء..

    ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.. فصدّقناه وآمنّا به، واتبعناه على ما جاءه من ربه، فعبدنا الله وحده ولم نشرك به شيئا، وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا، فغدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردّونا الى عبادة الأوثان، والى ما كنّا عليه من الخبائث..

    فلما قهرونا، وظلمونا، وضيّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا الى بلادك ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك"...



    **



    ألقى جعفر بهذه الكلمات المسفرة كضوء الفجر، فملأت نفس النجاشي احساسا وروعة، والتفت الى جعفر وساله:

    " هل معك مما أنزل على رسولكم شيء"..؟

    قال جعفر: نعم..

    قال النجاشي: فاقرأه علي..

    ومضى حعفر يتلو لآيات من سورة مريم، في أداء عذب، وخشوع فبكى النجاشي، وبكى معه أساقفته جميعا..

    ولما كفكف دموعه الهاطلة الغزيرة، التفت الى مبعوثي قريش، وقال:

    " ان هذا، والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة..

    انطلقا فلا والله، لا أسلمهم اليكما"..!!



    **



    انفضّ الجميع، وقد نصر الله عباده وآرهم، في حين رزئ مندوبا قريش بهزيمة منكرة..

    لكن عمرو بن العاص كان داهية واسع الحيلة، لا يتجرّع الهزيمة، ولا يذعن لليأس..

    وهكذا لم يكد يعود مع صاحبه الى نزلهما، حتى ذهب يفكّر ويدبّر، وقال لزميله:

    " والله لأرجعنّ للنجاشي غدا، ولآتينّه عنهم بما يستأصل خضراءهم"..

    وأجابه صاحبه: " لا تفعل، فان لهم أرحاما، وان كانوا قد خالفونا"..

    قال عمرو: " والله لأخبرنّه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، كبقية العباد"..

    هذه اذن هي المكيدة الجديدة الجديدة التي دبّرها مبعوث قريش للمسلمين كي يلجئهم الى الزاوية الحادة، ويضعهم بين شقّي الرحى، فان هم قالوا عيسى عبد من عباد الله، حرّكوا ضدهم أضان الملك والأساقفة.. وان هم نفوا عنه البشرية خرجوا عن دينهم...!!



    **



    وفي الغداة أغذا السير الى مقابلة الملك، وقال له عمرو:

    " أيها الملك: انهم ليقولون في عيسى قولا عظيما".

    واضطرب الأساقفة..

    واهتاجتهم هذه العبارة القصيرة..

    ونادوا بدعوة المسلمين لسؤالهم عن موقف دينهم من المسيح..

    وعلم المسلمون بالمؤامرة الجديدة، فجلسوا يتشاورون..

    ثم تفقوا على أن يقولوا الحق الذي سمعون من نبيهم عليه الصلاة والسلام، لايحيدون عنه قيد شعرة، وليكن ما يكن..!!

    وانعقد الاجتماع من جديد، وبدأ النجاشي الحديث سائلا جعفر:

    "ماذا تقولون في عيسى"..؟؟

    ونهض جعفر مرة أخرى كالمنار المضيء وقال:

    " نقول فيه ما جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم: هو عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه"..

    فهتف النجاشي نصدّقا ومعلنا أن هذا هو ما قاله المسيح عن نفسه..

    لكنّ صفوف الأساقفة ضجّت بما يسبه النكير..

    ومضى النجاشي المستنير المؤمن يتابع حديثه قائلا للمسلمين:

    " اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبّكم أو آذاكم، فعليه غرم ما يفعل"..

    ثم التفت صوب حاشيته، وقال وسبّابته تشير الى مبعوثي قريش:

    " ردّوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها...

    فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين ردّ عليّ ملكي، فآخذ الرشوة فيه"...!!

    وخرج مبعوثا قريش مخذولين، حيث وليّا وجهيهما من فورهما شطر مكة عائين اليها...

    وخرج المسلمون بزعامة جعفر ليستأنفوا حياتهم الآمنة في الحبشة، لابثين فيها كما قالوا:" بخير دار.. مع خير جار.." حتى يأذن الله لهم بالعودة الى رسولهم واخوانهم وديارهم...



    **



    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل مع المسلمين بفتح خيبر حين طلع عليهم قادما من الحبشة جعفر بن أبي طالب ومعه من كانوا لا يزالون في الحبشة من المهاجرين..

    وأفعم قلب الرسول عليه الصلاة والسلام بمقدمة غبطة، وسعادة وبشرا..

    وعانقه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:

    " لا أدري بأيهما أنا أسرّ بفتح خيبر.. أم بقدوم جعفر..".



    وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الى مكة، حيث اعتمروا عمرة القضاء، وعادوا الى المدينة، وقد اكتلأت نفس جعفر روعة بما سمع من انباء اخوانه المؤمنين الذين خاضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وأحد.. وغيرهما من المشاهد والمغازي.. وفاضت عيناه بالدمع على الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقضوا نحبهم شهداء أبرار..

    وطار فؤداه شوقا الى الجنة، وأخذ يتحيّن فرصة الشهادة ويترقب لحظتها المجيدة..!!



    **



    وكانت غزوة مؤتة التي أسلفنا الحديث عنها، تتحرّك راياتها في الأفق متأهبة للزحف، وللمسير..

    ورأى جعفر في هذه الغزوة فرصة العمر، فامّا أن يحقق فيها نصرا كبيرا لدين الله، واما أن يظفر باستشهاد عظيم في سبيل الله..

    وتقدّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجوه أن يجعل له في هذه الغزوة مكانا..

    كان جعفر يعلم علم اليقين أنها ليست نزهة.. بل ولا حربا صغيرة، انما هي حرب لم يخض الاسلام منها من قبل.. حرب مع جيوش امبراطورية عريضة باذخة، تملك من العتاد والأعداد، والخبرة والأموال ما لا قبل للعرب ولا للمسلمين به، ومع هذا طار شوقا اليها، وكان ثالث ثلاثة جعلهم رسول الله قواد الجيش وأمراءه..

    وخرج الجيش وخرج جعفر معه..

    والتقى الجمعان في يوم رهيب..



    وبينما كان من حق جعفر أن تأخذ الرهبة عنده عندما بصر جيش الروم ينتظم مائتي ألف مقاتل، فانه على العكس، أخذته نشوة عارمة اذا احسّ في أنفه المؤمن العزيز، واعتداد البطل المقتدر أنه سيقاتل أكفاء له وأندادا..!!

    وما كادت الراية توشك على السقوط من يمين زيد بن حارثة، حتى تلقاها جعفر باليمين ومضى يقاتل بها في اقدام خارق.. اقدام رجل لا يبحث عن النصر، بل عن الشهادة...

    وتكاثر عليه وحوله مقاتلي الروم، و{اى فرسه تعوق حركته فاقتحم عنها فنزل.. وراح يصوب سيفه ويسدده الى نحور أعدائه كنقمة القدر.. ولمح واحدا من األأعداء يقترب من فرسه ليعلو ظهرها، فعز عليه أن يمتطي صهوتها هذا الرجس، فبسط نحوها سيفه، وعقرها..!!

    وانطلق وسط الصفوف المتكالبة عليه يدمدم كالاعثار، وصوته يتعالى بهذا الزجر المتوهج:

    يا حبّذا الجنة واقترابها طيّبة، وبارد شرابها

    والروم روم، قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها

    عليّ اذا لاقيتها ضرابها

    وأدرك مقاتلو الروم مقدرة هذا الرجل الذي يقاتل، وكانه جيش لجب..

    وأحاطوا به في اصرار مجنون على قتله.. وحوصر بهم حصارا لا منفذ فيه لنجاة..

    وضربوا بالسيوف يمينه، وقبل أن تسقط الراية منها على الأرض تلقاها بشماله.. وضربوها هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه..

    في هذه اللحظة تركّزت كل مسؤوليته في ألا يدع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تلامس التراب وهو حيّ..

    وحين تكّومت جثته الطاهرة، كانت سارية الراية مغروسة بين عضدي جثمانه، ونادت خفقاتها عبدالله بن رواحة فشق الصفوف كالسهم نحوها، واخذها في قوة، ومضى بها الى مصير عظيم..!!



    **



    وهكذا صنع جعفر لنفسه موتة من أعظم موتات البشر..!!

    وهكذا لقي الكبير المتعال، مضمّخا بفدائيته، مدثرا ببطولاته..

    وأنبأ العليم الخبير رسوله بمصير المعركة، وبمصير جعفر، فاستودعه الله، وبكى..

    وقام الى بيت ابن عمّه، ودعا بأطفاله وبنيه، فشمّمهم، وقبّلهم، وذرفت عيناه..

    ثم عاد الى مجلسه، وأصحابه حافون به. ووقف شاعرالاسلام حسّان بن ثابت يرثي جعفر ورفاقه:

    غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم

    الى الموت ميمون النقيبة أزهر

    أغرّ كضوء البدر من آل هاشم

    أبيّ اذا سيم الظلامة مجسر

    فطاعن حتى مال غير موسد

    لمعترك فيه القنا يتكسّر

    فصار مع المستشهدين ثوابه

    جنان، ومتلف الحدائق أخضر

    وكنّا نرى في جعفر من محمد

    وفاء وأمرا حازما حين يأمر

    فما زال في الاسلام من آل هاشم

    دعائم عز لا يزلن ومفخر



    وينهض بعد حسّان، كعب بن مالك، فيرسل شعره الجزل :

    وجدا على النفر الذين تتابعوا

    يوما بمؤتة، أسندوا لم ينقلوا

    صلى الاله عليهم من فتية

    وسقى عظامهم الغمام المسبل

    صبروا بمؤتة للاله نفوسهم

    حذر الردى، ومخافة أن ينكلوا

    اذ يهتدون بجعفر ولواؤه

    قدّام أولهم، فنعم الأول

    حتى تفرّجت الصفوف وجعفر

    حيث التقى وعث الصفوف مجدّل

    فتغير القمر المنير لفقده

    والشمس قد كسفت، وكادت تأفل



    وذهب المساكين جميعهم يبكون أباهم، فقد كان جعفر رضي الله عنه أبا المساكين..

    يقول أبو هريرة:

    " كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب"...

    أجل كان أجود الناس بماله وهو حيّ.. فلما جاء أجله أبى الا أن يكون من أجود الشهداء وأكثرهم بذلا لروحه وحيته..



    يقول عبدالله بن عمر:

    " كنت مع جعفر في غزوة مؤتة، فالتمسناه، فوجدناه وبه بضع وتسعون ما بين رمية وطعنة"..!!

    بضع وتسعون طعنة سيف ورمية رمح..؟؟!!

    ومع هذا، فهل نال القتلة من روحه ومن مصيره منالا..؟؟

    أبدا.. وما كانت سيوفهم ورماحهم سوى جسر عبر عليه الشهيد المجيد الى جوار الله الأعلى الرحيم، حيث نزل في رحابه مكانا عليّا..

    انه هنالك في جنان الخلد، يحمل أوسمة المعركة على كل مكان من جسد أنهكته السيوف والرماح..

    وان شئتم، فاسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    " لقد رأيته في الجنّة.. له جناحان مضرّجان بالدماء.. مصبوغ القوادم"...!!!
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الأحد 15 نوفمبر - 2:17

    الف شكر مصري
    محمد علي
    محمد علي
    عضو متالق
    عضو متالق


    عدد المساهمات : 718
    رقم العضوية : 53
    تاريخ التسجيل : 01/08/2008
    نقاط التميز : 1475
    معدل تقييم الاداء : 16

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف محمد علي الخميس 10 ديسمبر - 15:56

    يارك الله فيكم
    avatar
    علاء سعيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 568
    رقم العضوية : 82
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008
    نقاط التميز : 1171
    معدل تقييم الاداء : 8

    جعفر بن أبي طالب Empty رد: جعفر بن أبي طالب

    مُساهمة من طرف علاء سعيد الثلاثاء 15 ديسمبر - 11:49

    وفيك يا محمد

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 1 مايو - 21:22