قال ابنُ إسحاقَ: وَفَدَ على رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وفدُ نَصَارى نجران بالمدينة, فحدَّثني محمد بن جعفر بن الزبير, قال: "لمَّا قدم وفدُ نجرانَ على رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-دخلُوا عليه مسجدَهُ بعد صلاةِ العصرِ, فحانتْ صلاتُهم فقامُوا يُصلُّون في مسجدِهِ, فأراد النَّاسُ منعهم, فقالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-:"(دعُوهم), فاستقبلُوا المشرقَ فصلُّوا صلاتَهم.(1)
ثبت في الصحيح عن حُذيفة قال: جاء العاقبُ والسيدُ صاحبا نجران إلى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يريدان أنْ يُلاعناه، فقال أحدُهما لصاحبِهِ: لا تفعلْ، فوالله لئن كان نبياً فلاعناه؛ لا نفلحُ نحن ولا عقبنا من بعدنا، فقالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعثْ معنا رجلاً أميناً، ولا تبعث معنا إلا رجلاًَ أمينا، فقال: (لأبعثن معكم رجلاً أمينا حقَّ أمين)، فاستشرف لها أصحابُ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،فقال: (قُمْ يا أبا عبيدة بن الجراح، فلما قام, قال رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: هذا أمينُ هذه الأُمَّةِ)(2).
روى البيهقيُّ بسنده عن يونس-وكان نصرانياً فأسلم-أنَّ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- كَتَبَ إلى أهلِ نجران قبل أنْ يُنزلَ عليه: {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ} (1) سورة النمل(3): "باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب, من محمدٍ النَّبيِّ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-إلى أسقف نجران، وأهل نجران: إنْ أسلمتُم فإني أحمدُ إليكم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بعد: فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد, وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد, فإن أبيتم فالجزية, فإن أبيتم فقد آذنتكم بحربٍ, والسلام".
فلما أتى الأسقفَ الكتابُ فقرأه فَظِعَ به وذُعِرَ به ذُعْراً شديداً, فبعث إلى رجلٍ من أهلِ نجران يُقال له شُرحبيل بن وَدَاعة وكان مِن همدان, ولم يكن أحدٌ يُدعى إذا نزل معضلة قبله, لا الأيهم ولا السيد, ولا العاقب, فدفع الأسقف كتابَ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- إليه فقرأه, فقال الأسقفُ: يا أبا مريم, ما رأيك؟ فقال شرحبيل: قد علمتَ ما وعد اللهُ إبراهيمَ في ذريةِ إسماعيلَ من النُّبوة, فما يؤمن أن يكون هذا هو ذلك الرجل, ليس لي في النبوة رأيٌ, لو كان أمرٌ من أمْرِ الدُّنيا أشرتُ عليك فيه، وجهدتُ لك، فقال له الأسقفُ: تَنحَّ, فاجلسْ, فتنحى شرحبيلُ فجلس ناحية.
فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له: عبد الله بن شرحبيل, وهو من ذي أصبح من حمير, فأقرأه الكتاب، وسأله عن الرأي فيه، فقال له مثل قول شرحبيل.
فقال له الأسقف: تنح فاجلس, فتنحى فجلس ناحية.
فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له: جبار بن فيض من بني الحارث بن كعب فأقرأه الكتاب, وسأله عن الرأي فيه, فقال له مثل قول شرحبيل, وعبد الله فأمره الأسقف فتنحى .
فلما اجتمع الرأي منهم على تلك المقالة جميعاً أمر الأسقف بالناقوس فضرب به, ورفعت المسوح في الصوامع, وكذلك كانوا يفعلون إذا فزعوا بالنهار, وإذا كان فزعهم بالليل ضرب الناقوس ورفعت النيران في الصوامع فاجتمع-حين ضرب بالناقوس ورفعت المسوح-أهل الوادي أعلاه وأسفله, وطول الوادي مسيرة يوم للراكب السريع, وفيه ثلاث وسبعون قرية, وعشرون ومائة ألف مقاتل, فقرأ عليهم كتاب رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وسألهم عن الرأي فيه, فاجتمع رأي أهل الوادي منهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وداعة الهمداني, وعبد الله بن شرحبيل, وجبار بن فيض الحارثي, فيأتوهم بخبرِ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, فانطلق الوفد حَتَّى إذا كانوا بالمدينة وضعوا ثياب السفر عنهم ولبسوا حللاً لهم يجرونها من الحبرة وخواتيم الذهب, ثم انطلقوا حَتَّى أتوا رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فسلموا عليه فلم يرد عليهم السلام, وتصدوا لكلامه نهاراً طويلاً, فلم يكلمهم وعليهم تلك الحلل والخواتيم والذهب, فانطلقوا يتبعون عثمان بن عفان, وعبد الرَّحمن بن عوف, وكانا معرفة لهم, كانا يخرجان العير في الجاهلية إلى نجران فيشترى لهما من بزها, وثمرها, وذرتها, فوجدوهما في ناس من الأنصار والمهاجرين في مجلس, فقالوا: يا عثمان ويا عبد الرَّحمن إن نبيكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له فأتيناه فسلمنا عليه فلم يرد علينا سلامنا, وتصدينا لكلامه نهاراً طويلاً فأعيانا أن يكلمنا, فما الرأي منكما أنعود؟ فقالا لعلي بن أبي طالب وهو في القوم: ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟ فقال علي لعثمان وعبد الرَّحمن -رَضيَ اللهُ عَنْهُم-: أرى أنْ يضعوا حُللَهم هذه, وخواتيمهم, ويلبسوا ثياب سفرهم, ثم يأتوا إليه ففعل الوفد ذلك, فوضعوا حللهم وخواتيمهم, ثم عادوا إلى رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فسلموا عليه فردَّ سلامَهم، ثم قال: (والذي بعثني بالحقِّ لقد أتوني المرة الأولى, وإنَّ إبليسَ لمعهم), ثم سألهم وسألوه, فلم تزلْ به وبهم المسألة, حَتَّى قالُوا له: ما تقول في عيسى-عَلَيهِ السَّلامُ-؟ فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى, فيسرنا إنْ كنتَ نبياً أن نعلم ما تقول فيه؟ فقال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: ما عندي فيه شيء يومي هذا, فأقيموا حَتَّى أخبركم بما يُقال لي في عيسى-عَلَيهِ السَّلامُ-,فأصبح الغد, وقد أنزل الله-عز وجل-: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (59-61) سورة آل عمران. فأبوا أن يقروا بذلك, فلمَّا أصبحَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- الغد بعدما أخبرهم الخبر, أقبل مشتملاً على الحسن والحسين -رَضيَ اللهُ عَنْهُما- في خميلٍ له, وفاطمة -رَضيَ اللهُ عَنْهُا- تمشي عند ظهرِهِ للمُباهلة, وله يومئذٍ عدة نسوة, فقال شرحبيل لصاحبيه: يا عبد الله بن شرحبيل, ويا جبار بن فيض: قد علمتما أن الوادي إذا اجتمع أعلاه وأسفله لم يردوا ولم يصدروا إلا عن رأيي, وإني والله أرى أمراً مقبلاً, وأرى والله إن كان هذا الرجل ملكاً مبعوثاً فكنا أول العرب طعن في عينه ورد عليه أمره لا يذهب لنا من صدره ولا من صدور قومه حَتَّى يصيبونا بجائحة, وإنا أدنى العرب منهم جواراً, وإن كان هذا الرجل نبياً مرسلاً فلاعناه فلا يبقى على وجه الأرض منا شعرة ولا ظفر إلا هلك, فقال له صاحباه: فما الرأي؟ فقد وضعتك الأمور على ذراع, فهات رأيك؟ فقال: رأيي أن أحكمه فإني أرى رجلاً لا يحكم شططاً أبداً . فقالا له: أنت وذاك.
فلقي شرحبيلُ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقال: إني قد رأيت خيراً من ملاعنتك, فقال: (وما هو ؟), قال شرحبيل: حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز.
فقال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: لعل وراءك أحداً يُثرِّبُ عليك, فقال له شرحبيل: سل صاحبي, فسألهما فقالا: ما يرد الوادي ولا يصدر إلا عن رأي شرحبيل. فقال رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (كافرٌ) أو قال: (جاحِدٌ موفَّقٌ).
فرجع رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- ولم يلاعنْهم, حَتَّى إذا كان من الغد أتوه, فكتب لهم في الكتابِ: "بسم الله الرحمن الرحيم, هذا ما كتب محمدٌ النَّبيُّ رَسُولُ اللهِ لنجران إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرةٍ وكل صفراء, وبيضاء, وسوداء, ورقيق, فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة في كل رجب ألف حلة, وفي كل صفر ألف حلة, وكل حُلةٍ أوقية ما زادت على الخراج أو نقصت على الأواقي فبحساب, وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بحساب, وعلى نجران مثواة رسلي ومتعتهم بها عشرين فدونه, ولا يحبس رسول فوق شهر, وعليهم عارية ثلاثين درعاً, وثلاثين فرساً, وثلاثين بعيراً إذا كان كيد ومعرّة, وما هلك مما أعاروا رسولي من دروعٍ أو خيلٍ أو ركابٍ فهو ضمان على رسولي حَتَّى يؤديه إليهم ولنجران, وحاشيتها جِوَارُ الله وذمة محمد النَّبيّ على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبعيهم, وأنْ لا يُغيِّروا مما كانوا عليه, ولا يغَّير حق من حقوقهم ولا ملتهم, ولا يَغَّيروا أسقُفٌ عن أسقفيته ولا راهب من رهبانيته, ولا واقهاً عن وقيهاه(4) وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير, وليس عليهم دنيَّة ولا دم جاهلية, ولا يُحْشُرُوْنَ, ولا يُعْشرون, ولا يَطأُ أرضهم جيش, ومَنْ سَأَلَ منهم حَقَّاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين, ومن أكل رباً من ذي قبل فذمتي منه بريئة, ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر, وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمةُ محمد النَّبيّ رَسُول اللهِ حَتَّى يأتي الله بأمره, ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلمٍ(5)".
ثبت في الصحيح عن حُذيفة قال: جاء العاقبُ والسيدُ صاحبا نجران إلى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يريدان أنْ يُلاعناه، فقال أحدُهما لصاحبِهِ: لا تفعلْ، فوالله لئن كان نبياً فلاعناه؛ لا نفلحُ نحن ولا عقبنا من بعدنا، فقالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعثْ معنا رجلاً أميناً، ولا تبعث معنا إلا رجلاًَ أمينا، فقال: (لأبعثن معكم رجلاً أمينا حقَّ أمين)، فاستشرف لها أصحابُ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،فقال: (قُمْ يا أبا عبيدة بن الجراح، فلما قام, قال رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: هذا أمينُ هذه الأُمَّةِ)(2).
روى البيهقيُّ بسنده عن يونس-وكان نصرانياً فأسلم-أنَّ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- كَتَبَ إلى أهلِ نجران قبل أنْ يُنزلَ عليه: {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ} (1) سورة النمل(3): "باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب, من محمدٍ النَّبيِّ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-إلى أسقف نجران، وأهل نجران: إنْ أسلمتُم فإني أحمدُ إليكم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بعد: فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد, وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد, فإن أبيتم فالجزية, فإن أبيتم فقد آذنتكم بحربٍ, والسلام".
فلما أتى الأسقفَ الكتابُ فقرأه فَظِعَ به وذُعِرَ به ذُعْراً شديداً, فبعث إلى رجلٍ من أهلِ نجران يُقال له شُرحبيل بن وَدَاعة وكان مِن همدان, ولم يكن أحدٌ يُدعى إذا نزل معضلة قبله, لا الأيهم ولا السيد, ولا العاقب, فدفع الأسقف كتابَ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- إليه فقرأه, فقال الأسقفُ: يا أبا مريم, ما رأيك؟ فقال شرحبيل: قد علمتَ ما وعد اللهُ إبراهيمَ في ذريةِ إسماعيلَ من النُّبوة, فما يؤمن أن يكون هذا هو ذلك الرجل, ليس لي في النبوة رأيٌ, لو كان أمرٌ من أمْرِ الدُّنيا أشرتُ عليك فيه، وجهدتُ لك، فقال له الأسقفُ: تَنحَّ, فاجلسْ, فتنحى شرحبيلُ فجلس ناحية.
فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له: عبد الله بن شرحبيل, وهو من ذي أصبح من حمير, فأقرأه الكتاب، وسأله عن الرأي فيه، فقال له مثل قول شرحبيل.
فقال له الأسقف: تنح فاجلس, فتنحى فجلس ناحية.
فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له: جبار بن فيض من بني الحارث بن كعب فأقرأه الكتاب, وسأله عن الرأي فيه, فقال له مثل قول شرحبيل, وعبد الله فأمره الأسقف فتنحى .
فلما اجتمع الرأي منهم على تلك المقالة جميعاً أمر الأسقف بالناقوس فضرب به, ورفعت المسوح في الصوامع, وكذلك كانوا يفعلون إذا فزعوا بالنهار, وإذا كان فزعهم بالليل ضرب الناقوس ورفعت النيران في الصوامع فاجتمع-حين ضرب بالناقوس ورفعت المسوح-أهل الوادي أعلاه وأسفله, وطول الوادي مسيرة يوم للراكب السريع, وفيه ثلاث وسبعون قرية, وعشرون ومائة ألف مقاتل, فقرأ عليهم كتاب رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وسألهم عن الرأي فيه, فاجتمع رأي أهل الوادي منهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وداعة الهمداني, وعبد الله بن شرحبيل, وجبار بن فيض الحارثي, فيأتوهم بخبرِ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, فانطلق الوفد حَتَّى إذا كانوا بالمدينة وضعوا ثياب السفر عنهم ولبسوا حللاً لهم يجرونها من الحبرة وخواتيم الذهب, ثم انطلقوا حَتَّى أتوا رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فسلموا عليه فلم يرد عليهم السلام, وتصدوا لكلامه نهاراً طويلاً, فلم يكلمهم وعليهم تلك الحلل والخواتيم والذهب, فانطلقوا يتبعون عثمان بن عفان, وعبد الرَّحمن بن عوف, وكانا معرفة لهم, كانا يخرجان العير في الجاهلية إلى نجران فيشترى لهما من بزها, وثمرها, وذرتها, فوجدوهما في ناس من الأنصار والمهاجرين في مجلس, فقالوا: يا عثمان ويا عبد الرَّحمن إن نبيكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له فأتيناه فسلمنا عليه فلم يرد علينا سلامنا, وتصدينا لكلامه نهاراً طويلاً فأعيانا أن يكلمنا, فما الرأي منكما أنعود؟ فقالا لعلي بن أبي طالب وهو في القوم: ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟ فقال علي لعثمان وعبد الرَّحمن -رَضيَ اللهُ عَنْهُم-: أرى أنْ يضعوا حُللَهم هذه, وخواتيمهم, ويلبسوا ثياب سفرهم, ثم يأتوا إليه ففعل الوفد ذلك, فوضعوا حللهم وخواتيمهم, ثم عادوا إلى رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فسلموا عليه فردَّ سلامَهم، ثم قال: (والذي بعثني بالحقِّ لقد أتوني المرة الأولى, وإنَّ إبليسَ لمعهم), ثم سألهم وسألوه, فلم تزلْ به وبهم المسألة, حَتَّى قالُوا له: ما تقول في عيسى-عَلَيهِ السَّلامُ-؟ فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى, فيسرنا إنْ كنتَ نبياً أن نعلم ما تقول فيه؟ فقال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: ما عندي فيه شيء يومي هذا, فأقيموا حَتَّى أخبركم بما يُقال لي في عيسى-عَلَيهِ السَّلامُ-,فأصبح الغد, وقد أنزل الله-عز وجل-: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (59-61) سورة آل عمران. فأبوا أن يقروا بذلك, فلمَّا أصبحَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- الغد بعدما أخبرهم الخبر, أقبل مشتملاً على الحسن والحسين -رَضيَ اللهُ عَنْهُما- في خميلٍ له, وفاطمة -رَضيَ اللهُ عَنْهُا- تمشي عند ظهرِهِ للمُباهلة, وله يومئذٍ عدة نسوة, فقال شرحبيل لصاحبيه: يا عبد الله بن شرحبيل, ويا جبار بن فيض: قد علمتما أن الوادي إذا اجتمع أعلاه وأسفله لم يردوا ولم يصدروا إلا عن رأيي, وإني والله أرى أمراً مقبلاً, وأرى والله إن كان هذا الرجل ملكاً مبعوثاً فكنا أول العرب طعن في عينه ورد عليه أمره لا يذهب لنا من صدره ولا من صدور قومه حَتَّى يصيبونا بجائحة, وإنا أدنى العرب منهم جواراً, وإن كان هذا الرجل نبياً مرسلاً فلاعناه فلا يبقى على وجه الأرض منا شعرة ولا ظفر إلا هلك, فقال له صاحباه: فما الرأي؟ فقد وضعتك الأمور على ذراع, فهات رأيك؟ فقال: رأيي أن أحكمه فإني أرى رجلاً لا يحكم شططاً أبداً . فقالا له: أنت وذاك.
فلقي شرحبيلُ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقال: إني قد رأيت خيراً من ملاعنتك, فقال: (وما هو ؟), قال شرحبيل: حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز.
فقال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: لعل وراءك أحداً يُثرِّبُ عليك, فقال له شرحبيل: سل صاحبي, فسألهما فقالا: ما يرد الوادي ولا يصدر إلا عن رأي شرحبيل. فقال رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (كافرٌ) أو قال: (جاحِدٌ موفَّقٌ).
فرجع رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- ولم يلاعنْهم, حَتَّى إذا كان من الغد أتوه, فكتب لهم في الكتابِ: "بسم الله الرحمن الرحيم, هذا ما كتب محمدٌ النَّبيُّ رَسُولُ اللهِ لنجران إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرةٍ وكل صفراء, وبيضاء, وسوداء, ورقيق, فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة في كل رجب ألف حلة, وفي كل صفر ألف حلة, وكل حُلةٍ أوقية ما زادت على الخراج أو نقصت على الأواقي فبحساب, وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بحساب, وعلى نجران مثواة رسلي ومتعتهم بها عشرين فدونه, ولا يحبس رسول فوق شهر, وعليهم عارية ثلاثين درعاً, وثلاثين فرساً, وثلاثين بعيراً إذا كان كيد ومعرّة, وما هلك مما أعاروا رسولي من دروعٍ أو خيلٍ أو ركابٍ فهو ضمان على رسولي حَتَّى يؤديه إليهم ولنجران, وحاشيتها جِوَارُ الله وذمة محمد النَّبيّ على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبعيهم, وأنْ لا يُغيِّروا مما كانوا عليه, ولا يغَّير حق من حقوقهم ولا ملتهم, ولا يَغَّيروا أسقُفٌ عن أسقفيته ولا راهب من رهبانيته, ولا واقهاً عن وقيهاه(4) وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير, وليس عليهم دنيَّة ولا دم جاهلية, ولا يُحْشُرُوْنَ, ولا يُعْشرون, ولا يَطأُ أرضهم جيش, ومَنْ سَأَلَ منهم حَقَّاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين, ومن أكل رباً من ذي قبل فذمتي منه بريئة, ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر, وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمةُ محمد النَّبيّ رَسُول اللهِ حَتَّى يأتي الله بأمره, ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلمٍ(5)".
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar