سيكون مهما لمستقبل هذه البلد أن يعد كل حزب مصري نفسه لواحد من التحديات التي ستبقى معنا سنوات طويلة قادمة؛ إنه تحدي الفساد الذي تؤكد مظاهره المتنوعة على أن مصر عليلة وأنها بحاجة لأن تعيد طرح قضاياها الأساسية على نفسها. وهو ما يجعلني أستسمحك عزيزي القارئ في أن نبدأ المشكلة من جذورها قبل أن أطرح أهمية المدخل المؤسسي كجزء من وظيفة الدولة الأخلاقية في القيام على شئون مواطنيها.
يعرف الفساد بأكثر من طريقة لكن هناك اتفاق على أنه استغلال غير قانوني لمركز قانوني يشغله شخص ما من أجل حبس أو تعطيل أوإعادة توزيع موارد الدولة وحقوق أفراد المجتمع على أسس شخصية بما يخالف القانون.
وهو بهذا المعنى قضية ذات أبعاد ثقافية ومؤسسية بالأساس. فعلى المستوى الثقافي يمكن التفرقة بين ثلاثة أنواع من الثقافة، بمعنى الحد الأدنى من الاهتمامات والقيم المشتركة، تجاه قضية الفساد. فهناك أولا ثقافة متعايشة مع الفساد وتعتبره جزءا من مقتضيات الحياة وطبيعتها. وهي أشبه بمن ألف الخطيئة عن جهل أو عن اعتياد. ومن أكثر الدول التي يبدو أنها تعايشت مع الفساد وفقا للتقارير الدولية والمحلية بنجلاديش وتشاد وهايتي وكوت دي فوار وأنجولا وتركمانستان ونيجيريا. وأهم خصائص هذه الثقافة أن كلمة فساد نفسها فقدت معناها الأصلي في اللغة الأم للبلاد، ليحل محلها مصطلحات أخرى تجعل من الفساد أقرب إلى نوع من المجاملة اللطيفة أو حتى الصدقة المفروضة عرفا. ومن المؤشرات التي لا تخطأها عين في هذه البلدان أن صاحب المصلحة حين يتقدم بطلب إلى جهة حكومية أو غير حكومية فإنه حتى لا يحتاج إلى استيفاء الشكل الرسمي بتقديم طلب. وفي هذه الحالة يكون البناء الاجتماعي غير الرسمي قد ابتلع تماما البناء الرسمي بما يعني أنه فعليا لم يعد للدولة بمؤسساتها وقوانيها دور حقيقي في تحديد من يحصل على ماذا وبأي حق وفي أي توقيت. ومن أسف فهناك عددا من الدول العربية التي بلغ فيها الأمر هذا المستوى من التعايش مع الفساد بحكم الانهيار المؤسسي للدولة سواء في الصومال أوالسودان والأراضي الفلسطينية حيث ضعف الدولة الشديد وعدم قدرتها على السيطرة على كامل ترابها الوطني. ولم تصل مصر بعد، وإن شاء الله لن تصل، إلى هذه المرحلة. فرغما عن كل مظاهر الفساد التي نراها فلم يزل أئمة المساجد وقساوسة الكنائس وكتب المدارس تحاول، مع درجات متفاوتة من النجاح، أن تمسك بالجمرة، جمرة الأخلاق، ولم يزل هناك جهاز مركزي للمحاسبات يكشف الخلل ورقابة إدارية ترفع التقارير وصحافيون وإعلاميون شرفاء يرصدون الوقائع، وهناك قضاة يحاربون من أجل الاستقلال عن إغراءات المال.
يعرف الفساد بأكثر من طريقة لكن هناك اتفاق على أنه استغلال غير قانوني لمركز قانوني يشغله شخص ما من أجل حبس أو تعطيل أوإعادة توزيع موارد الدولة وحقوق أفراد المجتمع على أسس شخصية بما يخالف القانون.
وهو بهذا المعنى قضية ذات أبعاد ثقافية ومؤسسية بالأساس. فعلى المستوى الثقافي يمكن التفرقة بين ثلاثة أنواع من الثقافة، بمعنى الحد الأدنى من الاهتمامات والقيم المشتركة، تجاه قضية الفساد. فهناك أولا ثقافة متعايشة مع الفساد وتعتبره جزءا من مقتضيات الحياة وطبيعتها. وهي أشبه بمن ألف الخطيئة عن جهل أو عن اعتياد. ومن أكثر الدول التي يبدو أنها تعايشت مع الفساد وفقا للتقارير الدولية والمحلية بنجلاديش وتشاد وهايتي وكوت دي فوار وأنجولا وتركمانستان ونيجيريا. وأهم خصائص هذه الثقافة أن كلمة فساد نفسها فقدت معناها الأصلي في اللغة الأم للبلاد، ليحل محلها مصطلحات أخرى تجعل من الفساد أقرب إلى نوع من المجاملة اللطيفة أو حتى الصدقة المفروضة عرفا. ومن المؤشرات التي لا تخطأها عين في هذه البلدان أن صاحب المصلحة حين يتقدم بطلب إلى جهة حكومية أو غير حكومية فإنه حتى لا يحتاج إلى استيفاء الشكل الرسمي بتقديم طلب. وفي هذه الحالة يكون البناء الاجتماعي غير الرسمي قد ابتلع تماما البناء الرسمي بما يعني أنه فعليا لم يعد للدولة بمؤسساتها وقوانيها دور حقيقي في تحديد من يحصل على ماذا وبأي حق وفي أي توقيت. ومن أسف فهناك عددا من الدول العربية التي بلغ فيها الأمر هذا المستوى من التعايش مع الفساد بحكم الانهيار المؤسسي للدولة سواء في الصومال أوالسودان والأراضي الفلسطينية حيث ضعف الدولة الشديد وعدم قدرتها على السيطرة على كامل ترابها الوطني. ولم تصل مصر بعد، وإن شاء الله لن تصل، إلى هذه المرحلة. فرغما عن كل مظاهر الفساد التي نراها فلم يزل أئمة المساجد وقساوسة الكنائس وكتب المدارس تحاول، مع درجات متفاوتة من النجاح، أن تمسك بالجمرة، جمرة الأخلاق، ولم يزل هناك جهاز مركزي للمحاسبات يكشف الخلل ورقابة إدارية ترفع التقارير وصحافيون وإعلاميون شرفاء يرصدون الوقائع، وهناك قضاة يحاربون من أجل الاستقلال عن إغراءات المال.
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
» فرح جامد آخر حاجه
» ملحمة الثورة في السويس
» موقعة الجمل 2-2-2011
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
» لماذا قامت الثورة ؟
» مواهب خرجت من رحم الثورة
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
» المتحولون
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
» اول ساعة ثورة
» ثم ماذا بعد ؟
» ذكريات اول ايام الثورة
» ندااااااااء
» دحمبيش الغربيه
» الحجاب والنقاب في مصر
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
» شخصيات خلبية وهزلية
» msakr2006
» ente7ar007
» Nancy
» waleed ali
» hamedadelali
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
» علي عبد الله رحاحلة
» sheriefadel
» خالد احمد عدوى
» khaled
» yasser attia
» abohmaid
» ملك الجبل
» elcaptain
» حاتم حجازي
» aka699
» wasseem
» mohammedzakarea
» حيدر
» hamadafouda
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
» same7samir
» تامر الباز
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
» امجد
» ahmedelmorsi
» محمد امين
» MrMoha12356
» نوسه الحلو
» ibrahem545
» يوسف محمد السيد
» memo
» هاكلن
» لماذا نريد التغيير
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
» الفساد في مصر بلا حدود 2
» الفساد في مصر بلا حدود
» العمال والتغيير السياسي في مصر
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
» علماء مصر و التغيير السياسي
» معا ننقذ فؤادة
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
» حوده
» وليد الروبى
» dr.nasr
» المشير أحمد إسماعيل
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
» wessam
» عذب ابها
» soma
» islam abdou
» رسالة ترحيب
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
» اصول العقائد البهائيه