معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    محمد غنيم.. حيث الطب رسالة والعلاج للجميع

    avatar
    محمد احمد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 502
    رقم العضوية : 81
    تاريخ التسجيل : 28/08/2008
    نقاط التميز : 885
    معدل تقييم الاداء : 51

    محمد غنيم.. حيث الطب رسالة والعلاج للجميع Empty محمد غنيم.. حيث الطب رسالة والعلاج للجميع

    مُساهمة من طرف محمد احمد الخميس 31 ديسمبر - 2:26

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    الطب والسحر والحكمة ثلاثية ارتبطت بالإنسان طوال تاريخه، فى مصر اجتمع الطب والسحر فى المعابد، وظهر الحكيم، وهو الطبيب الذى يتجاوز دوره علاج المريض، وكلما رأينا أحوال الطب والعلاج فى مصر نتذكر كبار أطباء مصر الذين بنوا بإمكانات بسيطة مدارس مصرية للطب، وواجهوا أمراض المصريين وفقرهم، لأنهم وضعوا الرسالة قبل الربح، واعتبروا مواجهة المرض تتطلب أيضاً مواجهة أمراض المجتمع، ومحاربة الفقر والجهل، وأيضا المفاهيم السلبية فى المجتمع التى تضاعف آلام المرضى، وهناك أطباء حملوا رسالة الطب الإنسانية، يواجهون المرض بنفسية محاربين، ومن طائفة الأطباء الحكماء يأتى الدكتور محمد غنيم صاحب الإنجاز الضخم لمركز الكلى بالمنصورة. منذ قاد أول عملية زرع كلى فى مصر والعالم العربى، ولم يكتف بالمبانى، لكنه قدم نسقاً فى التفكير يصلح لإصلاح الكثير من المشاكل.

    وإذا كان مركز الكلى بالمنصورة، يدين بالفضل للدكتور محمد غنيم الذى أصر على إقامته مع عدد من الأطباء الشبان زملائه بجامعة المنصورة فى قلب الدلتا وتوارى معلنا أن التجربة نتاج جهد جماعى، فإن المركز يقدم خدماته للفقراء والأغنياء على السواء، يجعل الطب رسالة، وليس فقط مهنة.

    ولد عام 1938 بالقاهرة لأسرة متوسطة ميسورة الحال والده كان أستاذاً فى كلية الزراعة بجامعة القاهرة، تعلم فى المدارس الحكومية، ثم دخل طب القاهرة وعين طبيباً مقيماً فى جامعة القاهرة، ثم معيداً بجامعة المنصورة ثم انتقل إليها وعاش فيها بقسم طب المسالك البولية، سافر إلى الخارج 4 سنوات لاستكمال دراسته فى إنجلترا وأمريكا، ويعتبر أحد رواد زراعة الكلى بجمهورية مصر العربية والعالم. أصبح مدير أول مركز متخصص بزراعة الكلى فى الشرق الأوسط بمدينة المنصورة.

    لم يكن الدكتور محمد غنيم منعزلاً عما حوله وبدا مهموماً بصنع نظام يستمر، لأنه ينتمى إلى طائفة «الحكماء»، الذين يقدمون الطب ممزوجاً بالحياة.. لم يغتر بإنجازه الذى يدعو للغرور وازداد تواضعاً، ولا نعلم لماذا نعجز عن توثيق مركز مثل مركز غنيم يمكن أن يكون نموذجا يمكن تكراره.

    يروى كيف حصل بعد نجاح زراعة الكلى على دعم الرئيس السادات الذى عينه مستشاراً طبياً، وكيف تعاونت المحافظة وفرضت قرشا على كل أردب من القمح أو الفول، ونجح المركز بتبرعات وجهود أهلية، كنموذج يمكن أن يقدم حلاً لمشكلة الطب الأهلى فى مصر وانتهى العمل فى المركز عام 1983.

    وتوالت المراكز الطبية بوحى من نجاح تجربة غنيم التى تقوم على تعاون مفتقد فى البحث العلمى، وتحولت المنصورة إلى عاصمة للطب فى مصر، بشكل يفوق القاهرة أحياناً.
    أنشا مركز الكلى فى المنصورة وأنهى مهمته فيه عام 2002.. وبتواضعه قال إنه لا يرى أنه حقق إنجازاً مبهراً.. ويحزنه أنه حتى الآن لم تجر ولو محاولة واحدة لتوثيق عمله فى مركز الكلى بشكل محترم. طرق أبواب المنح الخارجية من أمريكا وأستراليا وأوروبا والدول العربية، استجابت هولندا بـ15 مليون جنيه..

    وأكثر ما نجح فيه غنيم هو إقامة نظام إدارى محترم وفرص للتدريب فى الداخل والخارج، ونظام للعلاج حسب درجة المرض وليس شخص المريض، نادى بتفرغ الأطباء ومع التدريب المستمر، ولايزال يقدم علمه ومعارفه وله آراء مهمة يفترض أن يتم الاستفادة بها، فهو يرى أن أخطر ما يواجه الطب هو الاستقطاب» اللى معاه فلوس يذهب إلى «دار الفؤاد» واللى مفيش معاه يروح «فى داهية».

    ومثل محمد غنيم يحمل تاريخ الطب فى مصر أسماء أطباء كبار فضلوا الرسالة على الربح، عاشوا وسط البشر كأنبياء، يكافحون المرض والجهل والفقر، وأسسوا لمدارس طبية عالمية ونجحوا فى إقامة صروح طبية كبرى ومنهم الدكتور على إبراهيم باشا (1880 - 1947) الجراح المصرى الشهير وأحد رواد الطب فى القرن العشرين، وأول عميد مصرى لطب القصر العينى، وشيد جامعة الإسكندرية ومستشفى العجوزة، والهلال الأحمر، والدكتور محمد عبدالوهاب مورو باشا، أبوالجراحة الحديثة، وأشهر الجراحين فى مصر حتى نهاية السبعينيات، والدكتور نجيب ميخائيل محفوظ (1883 - 1974) اول من أنشا أول قسم للنساء والتوليد بقصر العينى، وأنشأ مدرسة للممرضات والمولدات، والدكتور حسن الحفناوى، أو الدكتور محمد الظواهرى، والدكتور محمد النبوى المهندس، أستاذ طب الأطفال ووزير الصحة (1961 - 1968) وأبرز إنجازاته إقامة الوحدات الصحية الريفية والمستشفيات فى المراكز.. وعظماء مثل أنور المفتى. وحاليا أسماء مثل الدكتور شريف مختار فى قصر العينى، منشئ الوحدات المجانية، وقبله فؤاد ثاقب فى المناظير.

    العامل المشترك بين هؤلاء هو أنهم رفعوا الرسالة فوق الربح، وكافحوا مع المرض أسبابه الاجتماعية والاقتصادية، ولاتزال تجاربهم قائمة، ولايزال الدكتور غنيم بالرغم من اقترابه من الثمانين يحمل أفكاراً وأحلاماً للطب فى مصر، ولغيره «أتمنى أن يكون هناك حلم واحد، للحاكم والمحكوم، أتمنى تحقيق «مصر المتقدمة» علمياً خلال العشرين عاماً القادمة، لكن هذا الحلم تواجهه مشكلات ضخمة، كالبطالة والمشكلات الصحية والمائية.. الأمر يحتاج إلى رؤية واضحة، وقبل ذلك القضاء على الفساد أو تقليصه».. هذا عالم وطبيب عظيم يجب تقديره، حتى يمكن تكراره.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو - 0:22